الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين اما بعد فمن جملة الفتاوى التي لا خطام لها ولا زمام التي يفتي بها من يسمون بالاسك وهم طائفة قد نصبوا انفسهم لافتاء الناس بشواذ الاقوال والمرجوح منها ولم يبنوا كلامهم في كثير من فتاويهم التي اطلعت عليها على الدليل الشرعي الصحيح الصريح بل لم اطلع لهم الى الان على فتيا تثلج الخاطر بموافقتها للنصوص فضلا عن موافقتها لقول اهل العلم وانما هم يفتون بشواذ الاقوال. ولا يؤيدون كلامهم في كثير منه. في كثير منه بالادلة الصحيحة الصريحة وان استدلوا على كلامهم بشيء من الادلة من الكتاب والسنة فانهم لا يفهمونها. على فهم السلف الصالح وعلى مقتضى القواعد الشرعية السنية السلفية التي قررها اهل العلم في اصول الفقه فمن جملة هذه الفتاوى تجويزهم للتبرك في اثار الصالحين واطلقوا كلامهم هنا ولم يفصلوه فقالوا بان التبرك بذوات الصالحين والتبرك باثاره امر جائز لا بأس به وهذه الفتية فيها مغالطات وفيها اجمالات وسيكون الرد عليها باذن الله عز وجل مفصلا في جمل من القواعد السنية السلفية. والاصول الشرعية المرعية والتي قررها اهل العلم رحمهم الله تعالى في باب عقدي يقال له باب التبرك القاعدة الاولى عند اهل السنة ان واضع البركة هو الله تبارك وتعالى وينبغي لنا ان نؤمن بهذا الاصل فلا يستطيع لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح استقلالا من عند نفسه ان يضع بركة في شيء من الذوات او بركة في شيء من الازمان او شيئا من من البركة في الامكنة هذا لا يستطيعه احد ابدا. فالله عز وجل هو الذي يضع البركة في في فيما شاء من الاعيان او فيما شاء من اعيان او الازمنة او الامكنة فلذلك وصف التبارك من جملة اوصافه الخاصة به تبارك وتعالى فلا يجوز ان يطلق على المخلوق انه يبارك وانما المخلوق مبارك. والله عز وجل هو الذي يبارك الاشياء فلفظ تبارك لا يجوز اطلاقه الا على الله تعالى. فلا يقال تبارك علينا فلان او تباركت علينا يا فلان. او فلان ثم بارك في هذا الشيء فهذه الاطلاقات عند اهل السنة والجماعة لا تجوز وانما ذلك من خصائصه جل وعلا فالله وحده هو الذي يبارك فيما يشاء سبحانه وتعالى هذا اول اصل ان واضع البركة هو الله عز وجل الاصل الثاني وجود البركة في الشيء غيب فان وجود البركة في شيء من الاعيان او شيء من الامكنة او الازمنة ليس خاضعا ليس خاضعا لمدركاتنا ولا خاضعا لحواسنا وانما هو شيء يطلعنا عليه الدليل فلا يجوز ان نعتقد بركة في عين من الاعيان الا وعلى ذلك الاعتقاد دليل. لان وجود البركة فيها شيء غيبي وامور الغيب توقيفية على النص ولا حق لنا ان ندعي وجود بركة في زمان او مكان من الازمنة او الامكنة الا وعلى ذلك الادعاء دليل. لان البركة في شيء غيب ليس بداخل تحت مدركاتك انت والمتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة ان ما كان من قبيل الغيب فانه توقيفي على النص وبناء على ذلك يتفرع ثلاث قواعد عند اهل السنة والجماعة القاعدة الاولى ان الاصل في بركة الاعيان التوقيف القاعدة الثانية ان نرى ان الاصل في بركة الازمنة في التوقيف القاعدة الثالثة ان الاصل في بركة الامكنة في التوقيت فلا يجوز لنا ان ندعي بركة في ذات دون ذات او زمان دون زمان او مكان دون مكان الا وعلى ذلك دليل من الشرع لان قضية وجود البركة من امور الغيب. من امور الغيب وامور الغيب توقيفية على النص فطلب البركة من الزمان عفوا فطلب فوجود البركة في الزمان امر توقيفي ووجود البركة في المكان امر توقيتي ووجود البركة في العين او الذات شيء توقيفي القاعدة والاصل الثالث عند اهل السنة والجماعة. طلب البركة من الشيء يفتقر الى دليل يدل وعلى جوازه طلب البركة من الشيء يفتقر الى دليل يدل على جوازه. فان قلت ولماذا فاقول لان طلب البركة في حد ذاته امر تعبدي. امر تعبدي. واذا كان امرا تعبديا فانه يعتبر توقيفيا على الادلة فلا يجوز لك ان تطلب بركة من عين من الاعيان او ان تطلب بركة في ذات من الذوات او ان تطلب بركة في زمن من الازمنة او ان تطلب بركة في في مكان من الامثلة الا وعلى ذلك الطلب دليل من الشرع فاذا اجاز لك الشارع فاذا اجاز لك الشارع طلب البركة من هذا الزمان فاطلبها منه. كما ان سارعوا وظع بركة في رمضان. فرمضان شهر مبارك. والعشر الاول من ذي الحجة زمان مبارك وليلة القدر زمان مبارك فهذه الازمنة مباركة فشرع لنا الشارع طلب البركة منها وكذلك المسجد الحرام مكان مبارك وكذلك المسجد النبوي مكان مبارك. وكذلك المسجد الاقصى مكان مبارك. كما ثبتت بذلك الادلة الكثيرة الشهيرة فبما انها امثلة مباركة فان الشارع اجاز لنا ان نطلب البركة منه فاذا لا يجوز طلب البركة من شيء سواء اكان عينا او ذاتا او زمانا الا وعلى ذلك الطلب دليل من الشرع لانه وامور التعبدات توقيفية على النص القاعدة الرابعة او الاصل الرابع في باب التبرك عند اهل السنة والجماعة اعلم ارشدنا الله واياك ان التبرك ان البركة تنقسم الى قسمين الى بركة ذاتية منتقلة والى بركة معنوية لازمة. الى بركة ذاتية. منتقلة والى بركة من معنوية لازمة. اعيدها مرة اخرى. اعلم ارشدنا الله واياك لطاعته. ان البركة تنقسم الى قسمين. يعني البركة التي اثبتتها الادلة تنقسم الى قسمين. الى بركة ذاتية منتقلة والى بركة معنوية لازمة ولابد من فهم هذا التقسيم. لانه بسبب الخلل والخلط بين القسمين وقعت المخالفات الكثيرة في باب التبرك. وقعت المخالفات الكثيرة في باب التبرك فان قلت وماذا تقصد بقولك البركة؟ الذاتية المنتقلة فاقول اما البركة الذاتية المنتقلة فيراد بها تلك البركة التي تنتقل الى ما يلامسها فكل شيء ما استفاد تنتقل اليه. فمن لامس شيئا له بركة ذاتية فان البركة تنتقل الى ما مسها به فان قلت وماذا تقصد بقولك البركة المعنوية اللازمة؟ فاقول نقصد بذلك البركة التي لا تفارق محلها مطلقا وبالجملة فلا نعرف شيئا من الاعيان. فيه بركة ذاتية منتقلة باعتبار هذه الامة الا بركة النبي صلى الله عليه وسلم. فبركة نبينا صلى الله عليه وسلم هي البركة. الذاتية المنتقلة. فهو رجل خلقه الله عز وجل وخلق فيه هذه البركة. وبركته ذاتية منتقلة بمعنى ان كل شيء مس له جسده الطاهر الشريف فانه يكون فيه بركة. ولا نعرف كما ذكرت. في الحقيقة بركة الا تلك الذات المباركة على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم. فالبركة العينية او الذاتية لا تكون الا النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ولذلك فقد ثبت في الاحاديث الصحيحة ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا يتبركون بعرقه وبثيابه وبفضل وضوءه وبقية شرابه صلى الله عليه وسلم. وغير ذلك لان ذاته صلى الله عليه عليه وسلم ذات مباركة وبركتها تنتقل الى ماسها ولكن اتفق العلم اهل العلم رحمهم الله تعالى على جواز طلب البركة منه هذه العين اي ذات النبي صلى الله عليه وسلم ومن كل ما مسها في حياته وبعد وفاته اذا تأكد يقينا بان هذا الاثر من جملة اثاره صلى الله عليه وسلم فيجوز على قول اهل السنة التبرك باثاره ولو بعد مماته لكن يجب علينا ان نتأكد ان هذا الاثر بالطريق والسند الصحيح انها من جملة اثاره صلى الله عليه وسلم. والذي نعرفه عن اهل السنة انه لم يبق من صلى الله عليه وسلم الحقيقي الشيء. وما يدعى من ها هنا وها هنا فانما هو شيء مخترع ومبتدع. لا يمس الى النبي صلى الله عليه وسلم بصلة. فما يذاع هنا وهناك من ان هذا شعره او هذا نعله او هذا سيفه او هذه عمامته فاظنه انه كذب وافتراء. لا يراد به الا ابتزاز اموال الناس وافساد عقيدتهم فقط انتبهوا لهذا فالبركة الذاتية المنتقلة يجب علينا ان نعتقد انها من خصائصه صلى الله عليه وسلم باتفاق الصحابة فليس شيء من اجزاء الارض بركته بركة ذاتية منتقلة. ولم يبقى في الامة الا من بركته بركة معنوية له وهي بركة المسلمين. فكل مسلم منا فيه بركة. وتختلف بركته باختلاف توحيده وصفاء ايمانه وعقيدته عمله الصالح لكنها تبقى بركة معنوية ملازمة لذاته لا تنتقل الى شيء مما مس ذاته. فابو بكر رجل مبارك وعمر رجل مبارك وعثمان رجل مبارك. وعلي رجل مبارك والمهاجرون مباركون والانصار مباركون والائمة مباركون واهل السنة مباركون وكل مسلم فيه بركة كما قال صلى الله عليه وسلم ان من الشجر لشجرة لما بركتها كبركة المسلم فاذا اثبت النبي صلى الله عليه وسلم ان كل مسلم فيه بركة لكن انتبهوا اي بركة؟ ليست هي البركة الذاتية لا وانما هي البركة المعنوية اللازمة. بدليل ان الذين كانوا يطلبون البركة الذاتية من ثياب رسول الله لم يطلبوها من ثياب ابي بكر ولا من ثياب عمر ولا من ثياب علي وعثمان ولا من ثياب المهاجرين والانصار. والذين كانوا البركة من فضل وضوء رسول الله لم يطلبوها من فضل وضوئ احد من الصحابة كائنا من كان وهذا باجماع واتفاقهم