ان ينهضوا بها فلابد لهم من ان يتعلموها والعلم كما قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم فالعلم لا ينزل نزولا من السماء الى قلوب الناس وانما يحصلون عليه لكني اقول ان الله عز وجل جعل لكل شيء سببا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اخواني ان مثل هذه المناسبات الكريمة التي تجمع هذا العدد الطيب من اخواننا الشباب والشيوخ والصغار والكبار مناسبات تدعو الى الفرح والسرور لما يتبين لنا منها من احياء السنن التي كادت ان تندثر واعادة الهدي النبوي وهدي السلف الصالح رضوان الله عليهم الى هذه الامة من جديد بعد ان غاب عنها زمانا طويلا لا يجمل الشيء الا بكل ما يحقق له الجمال ولا يكمل الشيء الا بما يكون له من اشياء تحمي له الكمال واننا والحمد لله رب العالمين والناس في هذه الايام ثائرون الى امور قد تجعل الامة شيعا واحزابا وفرقا وجماعات نجد انفسنا في مثل هذه المناسبة وفي هذا المكان الكريم الطيب اننا والحمد لله رب العالمين ننشد امرا غفل عنه الناس في هذا الزمان وغاب عن واقعهم غيابا طويلا وهم يحسون مع هذا الغياب والبعد يحسون احساسا عميقا ان لهم خيرا جزيلا وفضلا عظيما بانهم لا زالوا والحمد لله يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله ولكن هذه الكلمة على فضلها وجلالها وهي رأس الايمان وتاج الاسلام لا يمكن ان تكون كلمة تجري على السنة الناس من غير ان يكون لها بيان وتفصيل تكون او يكون بيانها وتفصيلها ضجة لازمة للامة قائمة يحملها في اعناقها وفي عقولها وعلى السنتها وفي سلوكها العام والخاص ولذلك لا ينبغي ان يغيب بيانها ومعناها لا ينبغي ان يغيب عن المسلمين ابدا في اي زمان وتحت اي ظرف من الظروف وان كان كما قلت سواد المسلمين الاعظم يظنون ظنا حسنا بانفسهم انهم يصلون ويزكون ويصومون ويحجون ولكن هذه الاعمال الصالحة التي هي اجل الاعمال واصلحها وافضلها على الاطلاق. وبخاصة وانها من اركان الايمان والاسلام اذا نظر الانسان الى التعامل معها من جماعات المسلمين او من سوادهم الاعظم فانه لا شك يعود بحسرة تقطع كبده واسف يملأ فؤاده لما يرى من سوء التطبيق والتعامل مع هذه الاركان التي جعلها الله عز وجل اساسا للمسلم في قبول عمله ودينونته لله تبارك وتعالى وعبوديته له وكما قلت لكم لا يجمل الشيء الا بما يجمله ولا يكمل الشيء الا بما يكمله ونحن والحمد لله رب العالمين نعيش دائما وابدا في هذا المعنى الجليل العظيم لا يشغلنا عنه ما يشغل الناس ولا يبعدنا عنه ما يهم الناس اننا نعيش في ظلال سنة النبي عليه الصلاة والسلام وفي ظلال افياء القرآن الكريم نقرن مع بينهما معا قرنا لا يغيب عنا فضلهما فيه ويحفزنا حفزا دائما مستمرا على التمسك بهديهما على ضوء ما فهمنا من عمل سلفنا الصالح رضوان الله عليهم من اولئك القرون الثلاثة التي فضلها الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بعد الانبياء خير الناس قرني ثم الذين يلون هم ثم الذين يلونهم وان اجمل ما يجمل ذلك الشيء الذي نسعى اليه جمالا. واكمل ما يكمله كمالا ان يكون معنا وفي هذا اللقاء الكريم الطيب امام السنة وعلمها في هذا الزمان الذي تؤم بيته الركبان وجعل الله فضلا لعمان بان كان فيها ومن لقيه والحمد لله واخذ عنه العلم فقد اخذ بحظ وافر من الخير معنى شيخنا واستاذنا العلامة المحدث الشيخ ناصر الدين الالباني امد الله في عمره وجعل له خيرا كثيرا مما يقدم لهذه الامة ومما قدم والفضل لا يعرفه لذوي الفضل الا ذووه. فنسأل الله عز وجل ان نكون من ذوي الفضل الذين يعرفون لذوي الفضل فضلهم. فهنيئا لنا هذا اللقاء الكريم الذي جمله الله عز وجل بلقيان شيخنا واستاذنا العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الباني فلعل الله عز وجل يفيد يفيدنا علما على يديه بما اوتي من حكمة وبصيرة والمام ومعرفة شاملة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء اما الامر الاخر فلا بد لاخواني ان يعلموا اننا نقبل السؤال مكتوبا على ورقة فجزى الله خيرا من يسأل ويكتب سؤاله على الورقة ليكون اعوذ بالنفع والفائدة ولا ادري بعد ذلك ان كان هناك فرصة ولنستمر في الكلام نستمر اولا في شيء الغداء جاهز بسم الله الرحمن الرحيم والآن ارجو ان يتفضل شيخنا جزاه الله خيرا كلمة توجيهية تكون كمقدمة للاسئلة التي آآ فتلقى عليه منكم ان شاء الله ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فحول الكلمة الطيبة التي قدم بها اخونا الاستاذ ابو مالك جزاه الله خيرا لهذا المجلس طيب ان شاء الله آآ خطر في بالي ان اذكر اخواننا بمسألتين اه فقهيتين ثم اتبعهما ذكرى وذكرى تنفع المؤمنين المسألة الاولى هي التي كانت سبب هذا اللقاء المبارك ان شاء الله تبارك وتعالى الا وهي العقيقة العقيقة كانت الى عهد قريب سنة مهجورة لا يعرفها اكثر المسلمين ولا ينهض بها الاغنياء منهم فضلا عن الفقراء والمساكين وذلك مما اخبر به النبي صلى الله عليه واله وسلم ان المسلمين مع الزمن فيتبعون سنن من كان قبلنا من الامم في مثل الحديث المشهور حديث الفرق واعني من هذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال هي التي تكون على ما انا عليه واصحابي الذين يتمسكون بما كان عليه النبي صلى الله عليه واله وسلم واصحابه من السنن سواء كانت هذه السنن عقيدة او احكاما او سلوكا ولكن هذه الاحكام التي ينبغي على اهل الفرقة الناجية بالسعي وراءه ولذلك فعلى كل مسلم ممن يهمه ان يكون من هذه الفرقة الناجية متبعا للنبي صلى الله عليه واله وسلم والصحابة عليه ان يتعلم ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله تعالى عنهم والعلم كما قال الراجس العلم ان طلبته كثير والعمر عن تحصيله قصير فقدم الاهم منه الاهم وليس الان مجال البدء بالتعليم بدءا بالاهم فالمهم. وانما القصد الان التركيب بمسألتين اثنتين او بحكمين مهجورين فقها وبالتالي عملا. المسألة الاولى هي العقيقة هذه العقيقة كما اشرت انفا كانت الى عهد قريب لا تعرف في كثير من البلاد الاسلامية ثم وفق الله تبارك وتعالى طائفة من طلبة العلم فاحيوا هذه السنة علما وتعليما وتطبيقا العلم والتعليم يختص به من اوتي حظا من العلم اما التطبيق فليس خاصا بالمعلم والمتعلم فقط بل ذلك ينبغي ان يكون شاملا لكل فرد من افراد المسلمين رزق مولودا سواء كان هذا المولود ذكرا او انثى هذه العقيقة هي ذبيحة امر الشارع الحكيم ان يتقرب بها والد المولود الى الله تبارك وتعالى شكرا له على ما انعم الله عليه تذبح هذه الذبيحة التي تسمى في لغة الشرع بالعقيقة باليوم السابع من ولادة المولود ويجب ان نعلم ان العقيقة لها في الشرع اهمية وهذه الاهمية من تمام العلم والفقه الذي اشرت اليه انفا ذلك ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال كل غلام كل غلام مرتهن بعقيقة كل غلام مرتهن بعقيقة يذبح عنه يوم سابعه مرتهن بعقيقة. يعني فك رهن الغلام لا يكون الا بهذا الذبح ولا اريد الان الدخول بتفاصيل احكام العقيقة فذلك بامكان كل طالب للعلم ان يتفهمه من بعض الكتب الفقهية وبخاصة منها كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية وبصورة اخص رسالته المتخصصة في مجال هذا الحكم هذه الا وهي الرسالة المعروفة بتهمة الودود في احكام المولود تحفة الودود في احكام المولود. رسالة لطيفة جدا تجمع احكام المولود على كل طالب علم وفقه ان يعود اليها ليعرف هذه الاحكام بعامة وحكم العقيقة بصورة خاصة هذه العقيقة كما سمعتم من قوله عليه السلام كل غلام مرتهن بعقيقة تذبح اي يفك الرهن عنه بالذبح عنه في اليوم السابع من ولادته هذا هو الحكم الاول الذي اردت التذكير به اما الحكم الثاني فهو قد يكون في الاهمية العقيقة او اشد وهو ايضا من الاحكام التي اهملها اكثر المسلمين اليوم حتى الذين يقومون بكثير من الحفلات وينفقون عليها الاموال الطائلة مع ذلك لا يلتفتون اطلاقا للحكم الاتي ذكره الا وهو الاضحية بيوم عيد الاضحى اما الاول او الثاني او الثالث او الرابع فالاضحية من الواجبات التي ذهب الى التصريح بانها واجبة كثير من علماء المسلمين قديما وحديثا وحسبكم في ذلك حديثين اثنين احدهما قوله عليه الصلاة والسلام من وجد سعة ولم يضحي فلا يقربن مصلانا من وجد سعة ليذبح ثم لم يذبح ولم يضحي فلا يقربن مصلانا هنا لابد لي من وقفة لا يقربن مصلانا اي لا يصلي معنا صلاة العيد وما حكم صلاة العيد اذا عرفتم هذا الحكم فبين لكم تأكيد وجوب الاضحية حكم صلاة العيد واجبة ليس فقط على الرجال بل وعلى النساء وليس فقط يجب على النساء الطاهرات ان يشتركن مع الرجال في الحضور الى المصلى يصلين مع المسلمين بل ويجب ايضا على النساء الحيض ان يشهدن الصلاة يشهدن المصلى بطبيعة الحال لا يصلين مع المصلين لان الحائض لا تصلي كما تعلمون ولكن لتشهد هذا الجمع المبارك الطيب فالنبي صلى الله عليه واله وسلم امر الرجال ان يخرجوا الى المصلى ليصلوا العيد وامر النساء الحيض ان يحضرن الجماعة لا للصلاة وانما ليشهدن الخير والبركة اكثر من هذا كله امر بعض النسوة الطاهرات اللاتي يجب عليهن الصلاة ولا تجد جلبابا فاستر به نفسها اذا ارادت ان تخرج الى المصلى ان تستعير جلبابها من جارتها امر جارتها ان تعيرها جلبابها لتشهد الصلاة مع المسلمين اذا عرفتم اهمية صلاة العيد في المصلى حينئذ تعرفون خطورة الاخلال بواجب الاضحية حيث قال عليه السلام من وجد سعة ولم يضحي فلا يقربن مصلانا. اي ان المصلى الذي يشهد فيه المسلمون الخير داعبت المسلمين هذا الذي استطاع ان ان يضحي وان يذبح لله في يوم العيد ولا يفعل وهو مستطيع هذا لا يحضر مصلانا اذا عرفتم هذا الحكم اذكركم بوجوب احياء هذا الواجب كما يجب احياء واجب العقيقة. هاتان هما المسألتان اما الذي اردت ان اذكر به وبه اختم كلمتي هذه لنتفرغ للاجابة عن بعض الاسئلة فاقول لقد اشار الاستاذ الفاضل ابو مالك في كلمته ان هذا الاجتماع المبارك يذكرنا بما كان عليه سلفنا الصالح ويذكرنا باحياء مثل هذه السنة. سنة العقيقة بل واجب العقيقة. المذكر الان بان احياء السنن عليها فضائل كثيرة وكثيرة جدا آآ والاحاديث في هذا مباركة طيبة وحسبي حديث واحد ثم اعلق عليه كلاما يسيرا الا وهو قوله عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اجورهم شيء ومن سن في الاسلام سنة سيئة الى اخر الحديث والذي اريد ان اذكره هنا به ان قوله عليه السلام من سن في الاسلام سنة حسنة يكون بالقول ويكون بالفعل اي مثلا هذه العبادة العقيقة وكذلك الاضحية سن هذه السنة والسنة في لغة الشرع تشمل ما كان واجبا وما كان دون ذلك يكون بالقول وبالبيان كما علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث وهذا وظيفة العلماء وطلاب العلم ان يسنوا للناس السنن الحسنة بيانا للناس ولكن الاهم من ذلك ان يسنوا للناس السنن الحسنة فعلا وهنا مجال التسنين الواسع الشامل الذي لا يختص بالعلماء ولا بطلاب العلم بل يشمل عامة المسلمين فاذا كان هناك رجل من عامة المسلمين احيا في حيه في محلته سنة كهذه السنة فسرد عدواها الصالحة الى مكان اخر صدق فيه الحديث السابق من سل في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اجورهم شيء. اذا يجب معشر اخواننا معشر المسلمين كافة ان تشاركوا العلماء وطلاب العلم في احياءهم السنن هم يحيون السنن تعليما وبيان وتطبيقا اما عامة المسلمين فيكفيهم ان يحيوها تطبيقا وعملا ليترتب لهم هذا الاجر العظيم المذكور في هذا الحديث الصحيح من سن في الاسلام سنة حسنة الى اخر الحديث وقبل انهاء الكلمة هذه اريد ان اذكر بسبب الحديث انت تعلم انه يشمل عامة المسلمين الذين يحيونها تطبيقا عمليا جاء في صحيح مسلم بين يدي هذا الحديث من حديث جرير بن عبدالله البجدي رضي الله تعالى عنه قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم لما جاءه اعراب مجثافي النمار متقلدي السيوف عليهم اثار الفقر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اي تغيرت ملامح وجهه اسد واسفا وفخرا لما رأى من اسفا وحزنا من اثر الفقر الذي رآه على اولئك الاعراب فخطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصحابة وذكر بعض الايات الكريمة التي تحض المسلمين على الخير يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول الى اخر الاية بعد ان ختم الرسول عليه السلام الاية قال تصدق رجل بدرهمه بديناره بيصعب بصاع شعيره وانهى الخطب عليه السلام فقام رجل من الحاضرين ينطلق الى داره ليعود ويحملي في طرف ويحمل في طرف ثوبه ما تيسر له من طعام من دراهم ووضعها امام الرسول عليه الصلاة والسلام لما رأى بقية الصحابة ما فعل صاحبهم قال قام كل منهم وانطلق الى بيته ليعود بما تيسر له من طعام ومن دراهم ودنانير قال جرير رضي الله تعالى عنه فاجتمع امام النبي صلى الله عليه واله وسلم من الصدقات كامثال الجبال اخوة الايمان تتمة الكلام في الشريط التالي لما رأى بقية الصحابة ما فعل صاحبهم قال قام كل منهم وانطلق الى بيته ليعود بما تيسر له من طعام ومن دراهم ودنانير قال جرير رضي الله تعالى عنه فاجتمع امام النبي صلى الله عليه واله وسلم من الصدقات كامثال الجبال. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة