ما تركت شيئا يقربكم الى الله الا وامرتكم به وما تركت شيئا يوعدكم عن الله ويقربكم الى النار الا ونهيتكم عنه رواه الامام الشافعي في مسنده او في سننه اذا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. واتقوا الله الذي تساءلون به ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان خير كلامي كلام الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد بسم الله فمن المعلوم عند كل مسلم مهما كان علمه وثقافته ان العمل الصالح لا يفيد صاحبه شيئا ما لم يكن مقروء بالايمان بالله ورسوله. ذلك هو الاصل الاول من اصول الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. صلى الله عليه وسلم وان هذا الايمان لا يفيد صاحبه شيئا اذا ما اخل به صاحبه في جانب من جوانب الايمان واعظم هذه الجوانب هو الاشراك بالله تبارك وتعالى نوعا من انواع الشرك الاكبر الذي حدثنا عنه القرآن الكريم مخاطبا لنا في شخص نبينا صلى الله عليه واله وسلم حينما قال لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين لا يشك مسلم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم معصوم ان يقع في شيء من الشرك ولذلك قلنا بان الله عز وجل خاطب امته صلى الله عليه واله وسلم حينما خاطبه ووجه خطابه اليه بما سمعتم لئن اشركت ليحبطن عمله وكذلك العمل الصالح ولو اقترن به الايمان النافع فهذا العمل الصالح لا ينفع صاحبه الا اذا اقترن به امران اثنان وفي هذه النقطة اريد ان اجعل او ان ادير كلمتي هذه في هذه الامسية الطيبة ان شاء الله لقد ذهب علماء المسلمين انطلاقا من قول رب العالمين فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك ربه احدا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. فهذا اول شرط لمن يريد النجاة يوم القيامة. يوم يقوم الناس لرب العالمين. هو وان يعمل عملا صالحا وقد جاءت الايات الكريمة التترة كلما ذكرت الايمان قرنت مع الايمان العمل الصالح. ومن اشهر ما جاء في ذلك تلك الصورة التي كي جمعت فاوعت ويسورة العصر والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ولقد كان من هدي اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم هدي طالما اصبح المسلمون الخلف قد اعرضوا عن هذه العادة الطيبة التي كان عليها الصحابة حيث كانوا اذا تفرقوا تفرقوا بعد ان يذكر بعضهم بعضا بهذه السورة المباركة والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا وبالحق وتواصوا بالصبر. فيجب اذا بعد ان يعلم المسلم علما يقينيا ما هو الايمان المنجي؟ ثم يؤمن به حقا يجب عليه ان يعلم ما هو العمل الصالح حتى يتقرب به الى الله تبارك وتعالى زلفى لقد اشترط علماء التفسير عند الاية السابقة فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربي احدا. شرطين اثنين وعليه مدار الكلام الان. اما الشرط الاول فهو ان يكون العمل الذي يريد يريد المسلم ان يتقرب به الى الله تبارك وتعالى على وفق السنة مطابقا لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه واله تم من العمل الصالح وهذا معناه ان يكون متبعا للنبي صلى الله عليه واله وسلم والا يكون مبتدعا شيئا في سنته مهما كانت نيته صالحة يبتغي بها وجه الله فلن يفيده هذا العمل ولو كان مقترنا بالنية الصالحة ما دام انه خالف في عمله سنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم والادلة التي استند واعتمد عليها العلماء في وضعهم لهذا الشرط ليكون العمل صالحا وهو الشرط الاول الادلة الدالة على ذلك كثيرة وكثيرة جدا. من اشهرها ما سمعت هم الفا في خطبة لهذه الجلسة وهذه الخطبة ايضا من الامور التي اخل بها لا عن المسلمين كلهم وعامتهم وانما اعني به خاصة المسلمين. فانكم لا تكادون تسمعون درسا او محاضرة او توجيها سواء كان ذلك هكذا مباشرة او بالاذاعة او باي وسيلة الاخرى لا تكادون تسمعون احدا يفتتح خطبته او درسه او بحثه بما سمعتم انفا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره الى اخر وفي يقول الرسول عليه الصلاة والسلام وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار هذه الخطوة يجب ان نهتم بها نحن الذين نزعم اننا نريد ان نكون هداة للناس ندعوهم الى اتباع الكتاب والسنة. والى العمل واضح ثم نحن نبدأ فنخالف هذه السنة هي اول دروسنا. لقد كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يخطب في الصحابة هذه الخطبة وتسمى بخطبة الحاج وقد يستعملها بعضهم في مناسبة العقد للزواج. وهي محلها في كل خطبة وفي كل درس يرجو المدرس ان يصل في درسه الى حاجته التي يبتغيها الا وهي ان ينتفع الحاضرون بما يسمعون منه. النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يفتتح خطبه كلها. ودروسه كلها. بهذه الخطبة التي تعرف عند العلماء بخطبة الحاجة. وكان يكرر هذا الكلام في هذه الخطبة لترسخ في اذهان الصحابة وهم بالتالي ينقلون الى من بعدهم اما بعد فان خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه واله وسلم وفي رواية فان ان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل احدثت البدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. يقول العلماء المحققون انما كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يكرر هذه الخطبة بكل مناسبة ترسيخا لهذه القاعدة العظيمة في اذهان السامعين كله بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار من الادلة الكثيرة التي تؤيد ان يكون العمل الصالح على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الحديث المتفق عليه بين الشيخين بين البخاري ومسلم. اما الحديث الاول حديث خطبة الحاجة فهو في صحيح مسلم. اما حديثنا التالي فقد اتفق البخاري مع ومسلم في روايتهما اياه من حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد في هذا الحديث بيان يحتاجه كثير من الناس الذين تلتبس عليهم البدعة الدينية بالبدعة الدنيوية. وهذه نقطة يجب ان نكون على بينة منها حتى لا يخطر لا يختلط علينا الحق بالباطل ذلك ان الاسلام انما جاء ليكمل العبادات ليهيأ المسلمين ليكونوا سعداء في الدنيا والاخرى. وذلك لان يشرع لهم هذه الاعمال صالحة التي تقربهم الى الله زلفى. ولم يأتي لاصلاح الامور الدنيوية التي هم يصلون اليها لاجتهادهم وبابتكاراتهم واختراعاتهم كما ترون الان الكفار قد سبقوا المسلمين اشواطا كثيرة في الاختراعات والابتكارات المتعلقة امور الدنيا هذه الامور المتعلقة بالامور الدنيوية ليس لها علاقة مطلقا بدعة المذمومة شرعا هذا الحديث الثاني يوضح لنا الحديث الاول حينما قال عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا اي من احدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد على صاحبه. ولذلك فلا ينبغي في ان يشكل على احد من الناس كما سمعنا ذلك كثيرا وكثيرا جدا. حينما نحظ المسلمين جميعا الى ان يعودوا في عباداتهم الى سنة نبيهم. صلى الله عليه واله وسلم ونحذرهم اتباعا منا له عليه الصلاة والسلام من كل محدثة في الدين فما ام يأتم؟ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة هذا الحديث الثاني اذا يوضح ان البدعة الضلالة ما كان لها علاقة بالعبادة وبالدين. من احدث في امرنا هذا اي في ديننا هذا ما ليس منه هو رد ولامر ما نحن ننتمي الى السلف الصالح. ذلك لعلي في الجلسة السابقة تعرضت لهذا صدق الله حينما قال اليوم اكملت لكم دينكم الدين هو ما يتدين به الانسان ويتقرب به الى رب الانام فاذا صدق ابن مسعود حينما قال في الاثر السابق فقد كفيتم ان السلف الصالح هم الذين تلقوا القرآن وحديث الرسول عليه سلام من فمه غضا طريا ثم تلقوه من الرسول عليه الصلاة والسلام لقن عمليا وهم الذين فهموه فهما صحيحا. بالتالي وجب علينا ان نفهم امر وديننا من كتاب ربنا ومن سنه نبينا وتطبيق علماء السلف في هذه بالسنة. هنا نحن نقول في قوله عليه السلام كل بدعة ضلالة جاء عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قوله الذي يعتبر مفسرا لهذا العموم كل بدعة ضلالة قال ابن عمر مفسرا وموضحا ومبينا وان رآها الناس حسنة. كل بدعة ضلالة قال وان رأى الناس حسنة وهذا يلفت نظرنا الى مسألة طالما سمعناها انحرف القائلون بها عن سنة نبينا صلى الله عليه واله وسلم ولعلي اتعرض الى هذا فيما بعد وقريبا ان شاء الله. فاني اريد ان اذكركم بتتمة لبعض هذه النصوص التي تؤكد لكم هذه القاعدة العظيمة جدا جدا كل بدعة ضلالة وكل ضلال في النار وبخاصة. بعد تفسير ابن عمر لها بقوله وان رآها الناس شو حسنة اظن ان الكثيرين منكم قرأ او سمع حديث العرباض ابن سارية. رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت من العيون وقلنا يا رسول الله اوصنا قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة. وان ولي عليكم عبد حبشي. وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور. فان كل لفت البدعة وكل بدعة ضلالة. هنا لا توجد زيادة وكل ضلالة في النار وانما هي في الحديث الاول حديث خطبة الحاجة. الشاهد من هذا الحديث انه يفيدنا فائدة جديدة لم تذكر في الاحاديث السابقة. وهكذا يجب على كل باحث فقيه يريد ان يتفقه في السنة ان يلم وان يجمع كل الاحاديث الواردة في الموضوع الواحد حتى يخرج من هذا الجمع بقضية كاملة لا لا نقص فيها. هنا يقول الرسول عليه السلام مخبرا لنا بقوله وان انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كبيرا كأن سائلا سأل والواقع انه ما ما سأله لان الله عز وجل يلهم نبيه صلى الله عليه واله وسلم ان يجيب قبل ان يسأل كان سائلا سأل يا رسول الله اذا نحن رأينا هذا الخلاف الذي انت تخبرنا به بقولك وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فماذا نفعل يا رسول الله؟ اذا رأينا هذا الاختلاف الكثير وماذا نفعل فاجابهم عليه الصلاة والسلام دون ان يسألوه كما ذكرنا فعليكم بسنتي الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي الى اخر الحديث. اذا المخلص من اي فرقة ومن اي خلاف يقع بين المسلمين هو اللجوء الى سبيل المؤمنين الاولين حيث قال عليه السلام بلسان عربي مبين فاذا رأيتم الخلاف فعليكم بسنتي مجلس الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. فهل المسلمون اليوم اذا ما وقعوا في مسألة خلاف رجعوا فيها الى الائتمار بامره عليه السلام هذا وغيره مما جاء في القرآن وفي السنة فاذا رأيتم خلافا عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي الجواب مع الاسف قل من يفعل ذلك من المسلمين وهم الذين يحرصون اشد الحرص على امرين اثنين لا انفصام ولا انفصال بينهما. الا وهو معرفة السنة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم اولا ثم الحرص كل الحرص على تطبيقها ثانيا انفسهم ثم فيمن يجوز بهم ثم في من يعيشون حوله وهكذا الان نحن في مسألة واحدة. وهي ان النبي صلى الله عليه واله وسلم ذن ذما عاما كل بدعة في الدين هل المسلمون وقفوا عند هذا الذم العام لكل بدعة في العبادة في الاسلام ام اختلفوا؟ الواقع انهم اختلفوا. لانني اعتقد ان من كان منكم من طلاب العلم بل ومن كان سامعا للعلم ائتمارا منه بالاثر الوارد عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه حين قال كن عالما او متعلما او مستمعا. ولا تكن الرابعة فتهلك فلا بد انكم اما انكم من طلاب العلم او على الاقل من الذين يجلسون في مجالس العلم انكم سمعتم يوما ما مقولة تقال في مثل هذه المناسبة ما رآه المسلمون حسنا فهو حسن ويضاف الى ذلك ان بعضهم يقول لا يا اخي هناك في الاسلام بلا حسنة فكيف انت تقول كل بدعة ضلالة هذه النقطة يجب ان يكون المسلم الذي يريد فعلا ان يأتمر الاية التي نحن في صدد بيانها. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا فان البدعة الدخيلة في الاسلام ليست من الاسلام في شيء وبطبيعة الحال ليس من العمل الصالح شيء. فاذا الانسان المسلم تقرب الى الله عز وجل بما لم يشرعه الله على لسان رسول الله فذلك يكون عملا غير صالح وبالتالي يكون عملا غير مرجو من نجاة يوم القيامة به. فهنا شبهتان تذكران بهذه المناسبة الاولى ذكرتها مع الاخرى ما رآه المسلمون حسنا فهو حسن فما يكاد العالم البصير في دينه ينكر امرا يعلم ان هذا الامر ليس من الاسلام في شيء الا جوبه بقوله يا اخي المسلمون هكذا يفعلون. وما وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رآه المسلمون حسدا فهو عند الله حسد. وقد يحتج بعضهم بحديث اخر والحديث الاول لا يصح حتى لا يفوتني ولي عودة اليه. اما الحديث الاخر فهو صحيح ولكن لا يصح الاستدلال به على معارضة قوله عليه السلام في الاحاديث السابقة كل بدعة ضلالة من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وحديث الالفاظ السارية ابن ساري وغير ذلك. هذا الحديث السالف هو قوله عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اجورهم شيء ومن سن في الاسلام سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اوزارهم شيء هذا الحديث الثاني هو قوله عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اجورهم شيء ومن سن في الاسلام سنة بل سيئة عليه وزرها. ووزر من عمل بها الى يوم القيامة. دون ان ينقص من اوزارهم شيء هذا حديث صحيح. اما الحديث الاول فهو غير صحيح. ومع ذلك فلكل من الحديثين معنى غير المعنى الذي يركن اليه الذين يضربون بهذا معنف القاعدة الجوهرية التي كان الرسول عليه السلام يذكر بها اصحابه بين يدي كل خطبة اما الحديث الاول ما رأوه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن اه نبحث الان في الحديث من الناحية الحديثية ثم نثني عليه للكلام في الناحية الفقهية منه. اما الناحية الحديثية الحديث اخرجه الامام احمد في مسنده من طريق ابي داود الطيالسي وهذا ايضا في مسنده. كلاهما باسناد حسني ان عن عبدالله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال هو ولم يقل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي سمعتم مصدره من مسندي ابي داوود الثالثي واحمد بن حنبل الشيباني ان الله تبارك وتعالى بعث محمدا رسولا وجعل له ووزراء وانصار كما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن اظن من كان منكم يعلم شيئا من اللغة العربية وادابها سيفهم ما اقوله بسرعة واضحة هاد كما رآه المسلمون الهنا لاصطلاح العلماء اما ان يكون هذا الحرف للاستغراق والشمول فيشمل كل المسلمين في كل عصور وفي واما ان يكون هذا الحرف هنا للتعريف ما يسمى عندهم بان العهد وهذا يفيد التخصيص ولا يفيد العموم والشمول وهذا المعنى الثاني هو المقصود في هذا الحديث الموقوف هذا ابن مسعود لماذا لان السباق الذي بعده جاء هذا السياق ويتحدث عن اصحاب الرسول عليه السلام. لانه بعد ان ذكر ان الله عز وجل بعث محمدا رسولا قال جعل له وزراء وانصارى اذا هؤلاء الوزراء الانصار هم المقصودون في قوله اما رأوه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وبخاصة انه ذكر هذا الحديث الموقوف عليه بمناسبة اختيار اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم ابا بكر الصديق خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فما رآه المسلمون حسنا او عند الله حسنا. اي ما دام ان المسلمين اختاروا ابا بكر خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورأوا امرا حسنا بل واجبا فهو عند الله حسن وحينئذ يكون الحديث هذا الموقوف ليس له علاقة مطلقا بموضوع ما رآه جماعة من المسلمين في عصر من العصور حسنا كلا ثم كلا ليس بهذا الحديث على انه موقوف اكرر على مسامعكم ان هذا الحديث لا يجوز للمسلم ان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه المسلمون الى يدعو الناس اليه وهذا الحديث يجب ان نأخذ العبرة ما يكفي المسلم ان يعيش هكذا سبهللة اه فلساهم في الحياة ايها الناس اتبعوا الناس لا ايها الناس اتبعوا سيد الناس وانما يقول قال صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن مسعود ما رأه المسلمون حسنا وعند الله حسن ويفسره على هذا النحو الذي ذكرته لكم هذا النحو الذي دلت عليه المناسبة التي فيها ذكر هذا الحديث الموقوف اولا ثم المسلمون اهل العهد اي الذين ذكروا قبل قوله فما رآه المسلمون حسنا وعند الله حسن في ليل يكون هذا الحديث يلتقي تماما مع اية في القرآن الكريم الا وهي قول رب العالمين ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصه جهنم وساءت مصيرها اي ما رأوه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن اي هؤلاء المسلمون الذين اذا ذكروا في هذه الاية ان احدا اذا خالف سبيل المسلمين كما لو خلف سيد المرسلين واظن ايضا تعرضت لهذه الاية في الجلسة السابقة. ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين اي يخالف السبيل التي كان عليها السلف الاول السلف الصالح. فهل كان السلف الصالح يرون ان في الاسلام عبادة لم يشرعها الرسول عليه الصلاة والسلام. ولا فعلها الصحابة الكرام ومع ذلك يجوز للمسلم ان يتقرب بها الى الله تبارك وتعالى الجواب لا وبخاصة وقد ذكرنا لكم قول ابن عمر في توضيح قول الرسول عليه السلام كل بدعة ضلالة. قال ابن عمر وان رآها الناس حسنة اما الاقوال الاخرى التي اثرت ورويت عن اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم تأكيدا منهم باقوالهم لهذه القاعدة العامة كل بدعة الضلالة فهي اشياء كثيرة وكثيرة جدا لا يمكن احصاؤها في هذه الجلسة ولكن لا بأس من التذكير ببعضها ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الذي هو من كبار علماء الصحابة وقرائهم لخاصة حيث صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال من احب ان يقرأ القرآن غظا قريا كما انزل فليقرأه على قراءة لام عبد. هو عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى هذا الصحابي الجليل الذي من فضله ان فقه الامام ابي حنيفة اول الائمة الاربعة رحمهم الله تبارك وتعالى فقه هذا الامام اكثره قائم على آآ احاديث وفتاوى ابن مسعود ماذا قال هذا الصحابي الجليل قال اتبعوا اتبعوا ولا تبتدعوا وقد كفيتم عليكم بالامر العتيق هذا الحقيقة نصيحة عالم ما احوجنا نحن الننصح انفسنا بها اتبعوا اي النبي صلى الله عليه واله وسلم واصحابه لانهم هم الذين يمثلون سبيل المؤمنين. اول من يمثل هذه السبيل هم اصحاب الرسول عليه السلام وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ابن مسعود اتبعوا ولا تبتدعوا لماذا؟ فقد كفيتم عليكم بالامر العتيق قد كفيتم يشير بهذا الى نصوص في الكتاب والسنة منها الاية المشهورة الا وهي قوله تبارك وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا اليوم اكملت لكم دينكم اذا فقد كفيتم لقد جاء الله عز وجل بهذا القرآن وببيان الرسول عليه الصلاة والسلام كل بكل ما يحتاجه المسلمون من العبادات ولذلك لا قياس في العبادة القياس هو الاصل الرابع من الاصول الاربعة عند جماهير العلماء الكتاب والسنة والاجماع الصحيح والقياس. لكن هذا الاصل للرابع وهو القياس لا يجوز ان يصار اليه في العبادات ذلك لان العبادات محصورة بخلاف الحوادث التي تقع على الناس فهي لا يمكن ان تنتهي ولذلك كان الرأي الراجح عند العلماء ان القياس مصدر بل هو المصدر الرابع من مصادر الشريعة. لكن هذا القياس لا يعمل عمله بتوسيع دائرة العبادة لان الله عز وجل قد اكمل تشريع العبادات بتمامها ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لفايدة مين الحديث الاول في صحيح مسلم ما بعث الله نبيا الا وكان حقا عليه ان يزل امته على خير ما يعلمه لهم ما بعث الله نبيا الا كان حقا اي واجبا لازما عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم هل قام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بهذا الواجب لا شك انه قام به خير قيام وقد قال ربنا عز وجل له في القرآن يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل اما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس الحديث الثاني وهو آآ امس بموضوعنا من الحديث الاول الا وهو قوله عليه الصلاة والسلام اي لماذا تتعبون انفسكم؟ بابتدائكم العبادات في الدين وقد كفاكم رب العالمين بان ارسل اليكم رسولا مبينا موضحا كل ما انتم بحاجة اليه من عبادة تفصيليا لا حاجة للقياس فيها اطلاقا وبخاصة اذا ما كان هذا القياس مخالفا للنصوص فيها المتقدمة انفا والاثار الثابتة عن السلف الصالح. ثانيا ومنها قول ابن مسعود رضي عنه اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالامر العتيق هذا قوله ويحسن ان نقدم اليكم مثلا يمسوا حياة كثير من المتعبدين اليوم بحسن نية ولكن بسوء عمل مش بحسن نية ولكن بسوء عمل شو العمل هو الابتداع في الدين اسمعوا القصة التالية القصة يرويها الامام الدارمي بسننه باسناده الصحيح ان ابا موسى الاشعري جاء صباح يوم الى دار عبد الله ابن مسعود فوجد الناس ينتظرونه قال لهم اخرج ابو عبدالرحمن عبد الله بن مسعود كنيته ابو عبدالرحمن قالوا له لا فجلس ينتظره الى ان خرج فقال له يا ابا عبدالرحمن لقد رأيت في المسجد انفا شيئا انكرته وارجو الانتباه الى هذه الكلمة والتي تليها رأيت في المسجد شيئا انفا شيئا انكرته ومع ذلك لم ارى الا خيرا كيف يجتمعان رأى خيرا ومع ذلك انكره حق له ذلك لانه رأى عبادة لم يرها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال له ماذا رأيت قال ان عشتا فستراه رأيت في المسجد اناسا حلقا حلقا وفي وسط كل حلقة منها رجل يقول لمن حوله سبحوا كذا احمدوا كذا كبروا كذا وامام كل رجل منهم حصى يعد به التسبيح والتكبير والتحميد قال ابن مسعود قفل هذا الكرس عليهم قال لا الجوار امرك او انتظار رأيك قال افلا انكرت عليهم وامرتهم ان يعدوا سيئاتهم ان يعدوا سيئاتهم الن تضيع من حسناته عند الله شيء احصى كل شيء عددا قال لا انتظار امره او انتظار عاد ابن مسعود الى داره وخرج متلفما هكذا وانطلق الى المسجد حتى لا يرى ووقف عند الحلقات ارأى ما وصف له ابو موسى فكشف عن وجهه اللثام وقال لهم ويحكم ما هذا الذي تصنعون انا عبد الله ابن مسعود صحابي رسول الله لما عرفوه قالوا يا ابا عبدالرحمن حصى حصى يعني شغلة بسيطة حصى نعد به التسبيح والتكبير والتحميد قال عدوا سيئاتكم وانا الضامن لكم الا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم ما اسرع هلكتكم هذه ثيابه صلى الله عليه واله وسلم لم تبلى وهذه انيته لم تكسر اي ان النبي صلى الله عليه وسلم حديث عهد بمفارقة فما ان لكم ان تحدثوا في الدين ما لم يكن معروفا في عهده عليه الصلاة والسلام فاجابوه والحق ان هذا الجواب هو لسان اكثر المتعبدين ولكن على غير هدى من ربهم انفسهم طيبة نواياهم حسنة ولكنهم لما خالفوا سنة الرسول عليه السلام ما اجروا ان لم يكن قد وزروا قالوا ماذا قالوا؟ قالوا والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير شورى هل تغني النية الصالحة عن العمل الصالح اي ان يكون عمل الانسان غير صالح لكن نيته صالحة يكفي لا يكفي وهنا بيت القصيد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا كما ان النية الصالحة لا تشفع للعمل الصالح للعمل الصالح فيجعله صالحا كذلك اذا كان العمل صالحا موافقا للسنة ولكن النية غير صالحة لا يفيده هذا العمل الصالح شيئا اطلاقا. فلا بد من اجتماع الشرطين لما قال اولئك الناس لابن مسعود وهم صادقون فيما يقولون والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير قال وكم من مريد للخير لا يصيبه هذه حقيقة مرة وكم من مريد للخير لا يصيبه اي من اراد الخير اتخذ سبيله سلك السبيل الذي يوصل الى الخير كما قال عليه الصلاة والسلام مؤكدا لكلمة ابن مسعود بل والله اعلم والان هذه خاطرة بدلت لي لاول مرة في حياتي والله اعلم ان ابن مسعود اخذ هذه الكلمة من حديثه الذي رواه عن الرسول عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وسلم كان بين اصحابه يوما فخط لهم على الخط على الارض خطا مستقيما وقرأ الاية الكريمة وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وخت خطوطا عن يمين الخط المستقيم ويساره وقال عليه السلام موضحا لخط مستقيم هذا صراط الله وهذه طرق على جانبه طريق الموسيقى وعلى رأس كل طريق منها شيطان اي عليكم ان تعرفوا سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم في امور حياتكم الدينية كلها سواء ما كان منها عقيدة او ما كان منها عبادة او ما كان منها سلوكا. كل ذلك يجب ان يكون معلوما عند كل مسلم. يرجو النجاة يوم القيامة كما قلنا انفا الظاهر ان ابن مسعود لما قال لهم وكم من مريد للخير لا يصيبه يشير الى هذا الحديث انهم ما سلكوا الطريق المستقيم واذا فهم سوف لا يصلون كما قال الشاعر قديم ارجو النجاة ولم تسلك مسالكها. ان السفينة لا تجري على اليبس. اي الذي يرجو النجاة يجب ان يتمسك بسفينة النجاة وهي ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهدى والنور قال وكم من مريد للخير لا يصيبه ان محمدا صلى الله عليه واله وسلم حدثنا فقال سيكون في امتي اقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية سيكون في امتي اقوام يمرقون من الدين بسرعة غريبة جدا كما يمرق السهم من الرمية اي من الدابة المرمية العبرة من هذه القصة في خاتمتها. قال الذي حدث بهذه القصة فلقد رأيت اولئك الاقوام اي اصحاب الحلقات حلقات الذكر غير المشروع قال فلقد رأينا اولئك الاقوام يقاتلوننا يوم النهروان وما معنى هذا الكلام اصحاب الذكر غير المشروع هذه البدعة الصغيرة اودت بهم الى البدعة الكبيرة وهي الخروج على علي ابن ابي طالب الخليفة الراشد ومقاتلتهم له فما كان منه ولم يسعه الا ان يقاتلهم حتى استأصل شافتهم ولم ينجوا منهم الا رجلين او ثلاثة لذلك اقتبسنا من هذه القصة لشبيه ما يذكره بعض الفقهاء ان الذنوب الصغائر بريد الكبائر الذنوب الصغائر اذا ما استمر عليها المسلم واصر عليها فستكون عاقبة امرها ان توصله الى ذنوب الكبائر كذلك البدع الصغائر التي يستشهدها بعض الناس يا اخي شو في هي لا يفكر تماما كما قال بعض الفقهاء ايضا لا تستصغر المعصية فانها عظيمة حينما تتذكر عظمة الله تبارك وتعالى وانه قد نهاك عنها فيجب ان تنتهي منها كذلك ايها المبتلى ببعض البدع تتقرب بها الى الله تبارك وتعالى لا تقل شوفيها ان الاسلام قد كمل فاذا ما قلت هذه بدعة حسنة فمعنى ذلك انك تستدرك على هذا الرد الذي انزل في القرآن الكريم اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وانطلقوا الان الى المسجد من شاء منكم وبعض الصلاة ان شاء الله آآ نفتح باب للاسئلة حول هذا الموضوع او اي موضوع اخر ولكلمة فيما بعد الصلاة ان شاء الله قصيرة كما ارجو اتماما لهذا الموضوع وانصرفوا راشدين بقي في نفسه كلمات ارجو ان تكون قليلات حتى نفزع المجال لتلقي بعض الاسئلة حول الموضوع السابق ان كان هناك سائل او حول غيره ذكرت لكم انفا اكثر من مرة في تضاعيف كلمته الاية الكريمة اليوم اكملت لكم دينكم الى اخرها الذي يريد ان اثني على ما مضى البيان والكلام تنبيه الحاضرين الى ان لا ينظروا الى هذه المسألة بنظرة اللامبالاة وقلة اهتمام والتي قد يعبر عن ذلك بعض الناس بقولهم هذه يا اخي مسائل فرعية بل قد يقول بعضهم هذه من القشور وليست من اللباب الا تشغلونا بالقشور عن الذباب ولا تشغلونا بالتوافه من الامور عن مهامها واقول تحذيرا ونصحا والدين النصيحة كما تعلمون اخوة الايمان تتمة الكلام في الشريط التالي والدين نصيحة كما تعلمون لا يجوز ان يصدر شيء من هذا الكلام من مسلم بعد ان نبه على خطورة هذه القاعدة وهي قوله عليه السلام كل بدعة ضلالة وكل ضلالة جالس في النار مع ذاك البيان خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة