ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار كلمتي في هذه الليلة الطيبة ان شاء الله والمباركة في كلمتين خفيفتين قصيرة جدا لكنهما يجمعان الاسلام كله هما الا نعبد الا الله وهذا كلكم تعرفونه مع غفلة عن كثير من حقائق هذه العبادة اما الاخرى وكثير من الناس لا يعلمونها وهي بعد ان قلنا بالكلمة الاولى الا نعبد الا الله اما الكلمة الاخرى الا الا نعبده الا بما شرع الله الا نعبد الا الله والا نعبده الا بما شرع الله اذا هما حقيقتان ترعيتان اما الثاني جدا جدا لا يكون المسلم مؤمنا الا بعد ان يحقق معنى هاتين الكلمتين في نفسه وقلبه وايمانه هما الا نعبد الا الله هذه الاولى والاخرى الا نعبده الا بما شرع الله اتاني كلمتان هما خلاصة الشهادتين اللتين قال فيهما رسول الله صلى الله عليه واله وسلم امرت ان اقاتل الناس كل الناس من الكفار حتى يشهدوا ان لا اله الا الله هي الكلمة الاولى وان محمدا رسول الله هي الكلمة الاخرى الا بحسابها الا بحقها وحسابه عند الله تبارك وتعالى كثير من الناس لا يعلمون حقيقة هاتين الشهادتين اللتين لا يمكن لكافر ان يقبل اسلامه الا بان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله كلنا يعلم هذه الحقيقة ان الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ولكن الكثير من المسلمين لا يعلمون ما تتطلبه هاتان الشهادتان الاولى لا اله الا الله والاخرى محمد رسول الله اريد ان ادير كلمتي هذه في هذه الليلة قول الشهادة الثانية وان محمدا رسول الله مع الايجاز من البيان بالشهادة الاولى لا بد منه وقوله امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله تعني اول ما تعني الا معبود بحق بالوجود الا الله تبارك وتعالى ثاني ان يخلص المسلم عبادته لله عز وجل فلا يشرك في عبادة الله مع الله احدا وهذا له بحثه الطويل ولعلنا تعرضنا له اكثر من مرة لكن اردت ايجاد الكلام في هذه الكلمة الطيبة ان معناها لا معبود بحق الا الله ليس معناها كما قد يتوهم البعض لا اله الا ربه هذا معنى قاصر الاله هو المعبود اما الرب وقد يطلب يطلق على الخالق سبحانه وتعالى الذي هو رب البيت وهو رب العالمين ورب العرش العظيم ونحو ذلك وقد يطلق على رب المال. صاحب المال وصاحب الدار ونحو ذلك فليس المقصود من الكلمة الطيبة هذه لا اله الا الله بمعنى لا رب الا الله فقط لا وانما المقصود لا معبود بحق في الوجود الا الله ولذلك فكلمة التوحيد هذه لا تفيد صاحبها شيئا مما يرجى لقائلها يوم لقاء الله عز وجل من النجاة من الخلود في النار الا اذا فهم معنى الاله في هذه الشهادة في هذه الكلمة الطيبة الاله هو المعبود الحق فلا يعبد مع الله غيره تبارك وتعالى هكذا معنى كلمة التوحيد ذلك لان المشركين كانوا بنص القرآن الكريم كانوا بنص القرآن الكريم يشهدون ان خالق السماوات والاراضين هو الله قال عز وجل ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فلا يكفي المسلم اذا ان يقول ان الله هو الخالق هو الرازق وهذا لا بد منه لكن يجب ان يضم الى اعتقاده بانه لا رب الا الله ولا خالق الا الله ولا رازق الا فهم لا يقفون عند هذه النعمة من كمال الدين فيتعبدون الله عز وجل بما لم يأتي في الدين ولم يبينه رسول رب العالمين هذا الذي اردت توضيحه بعد ذلك الاهمال اه ولا معبود في الوجود بحق الا الله تبارك وتعالى وبذلك يقوم بحق هذه الكلمة الطيبة يقوم بحق هذه الكلمة الطيبة قلت انفا اوجدوا الكلام في هذه الكلمة الطيبة لانني تعرضت لذلك اكثر من مرة اريد ان اخصص قليلا من جلستنا هذه قول الشهادة الثانية وهي وان محمدا رسول الله قلت هما كلمتان لا نعبد الا الله هذا معنى لا اله الا الله والكلمة الثانية لا نعبد الله الا بما شرع الله فاذا عبدنا الله بما شرع الله فقط بيكون صدقنا وامنا حقيقة حينما نقول لا اله الا الله محمد رسول الله اما اذا وسعنا دائرة العبادة فعبدنا الله عز وجل بما لم يشرع ربنا عز وجل بالقرآن ولا في السنة فلا نكون قد امنا حقيقة للشهادة الثانية وان محمدا رسول الله. لم لان ايماننا بان محمدا رسول الله يعني امرين اثنين الامر الاول انه مبعوث رسولا من رب العالمين لكافة الناس بشيرة ونذيرا رسولا يعني برسالة هي رسالة الاسلام والامر الاخر انه بلغ الرسالة وادى الامانة ولم يدع لاحد شيئا يستدرك عليه صلى الله عليه واله وسلم ولذلك قال ربنا تبارك وتعالى مؤكدا لقيامه صلى الله عليه واله وسلم بحق كونه رسولا وبذلك نشهد فنقول وان محمدا رسول الله وقد نزلت اية عظيمة جدا جدا ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم على عرفة وفي حجة الوداع تأكيدا لهذا المعنى ان النبي صلى الله عليه واله وسلم الدرج كاملة غير منقوصة فقال عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا نزلت هذه الاية الكريمة ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم على عرفة ويوم الجمعة ولقد عرف قيمة هذه الاية الكريمة هذه النعمة العظيمة الذي امتن الله تبارك وتعالى بها على عباده بقوله اليوم اكملت لكم دينكم الى اخر الاية وقد عرف هذه الحقيقة خبر من اخبار اليهود كان قد اسلم هداه الله عز وجل الى الايمان بالله ورسوله الا وهو كعب الاخبار على قلة من اسلم من اليهود فلما عرف مما درس من كتاب الله هذه الاية الكريمة جاء الى عمر ابن الخطاب فقال يا امير المؤمنين اية في كتاب الله لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا لاتخذنا يوم نزولها عيدا قال عمر ما هي قال اليوم اكملت لكم دينكم الى اخر الاية فقال عمر رضي الله تعالى عنه لقد نزلت بيوم عيد يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم على عرفة اذا لقد صدق عليكم السلام لقد صدق ظنوا تعب الاحبار حينما احس بعظمة هذه الاية حينما قال لو نزلت على اليهود لاتخذوا يوم نزولها عيدا فاخبره عمر بان المسلمين يعيدون في هذا اليوم فعلا الا وهو يوم الجمعة ويوم عرفة ايضا الغرض من تقديم هذه الرواية الصحيحة وهي في صحيح البخاري هو تذكير المؤمنين بالله ورسوله حقا بعظمة هذه النعمة التي امتن الله بها على عباده حينما قال اليوم اكملت لكم دينكم لكن المسلمين الا قليلا منهم لم يعرفوا قيمة هذه النعمة ولم يقدروها حق قدرها لما لسببين اثنين احدهما يعود الى الفكر والاخر يعود الى العمل الذي هم عليه اما الفكر فاننا الى اليوم نعيش في مشكلة فقهية مخالفة لما تنص عليه هذه الاية الكريمة من ان الدين اكمله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه واله وسلم نعيش في مشكلة مشكلة ان العبادات التي يتعبدها المسلمون اليوم كثير منها ليس من الدين بشيء ليس من الاسلام بسبيل مع اننا سمعنا اله اولا الاية وانها نزلت في يوم عيد ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم على جبل عرفات وفي حجة الوداع هذه نعمة عظيمة ما قدرها كثير من المسلمين حق قدرها ولو انهم قدروها حق قدرها لوقفوا عندما شرع الله على لسان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لست اعني فقط ان هناك قوانين ودساتير وضعت لم توضع على كتاب الله وعلى حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لان هذه الدساتير والقوانين لم يضعها علماء المسلمين وفقهاء المسلمين والمسلمون المتعبدون المخلصون لدينهم وانما هي فرضت عليهم وانما اعني افراد المسلمين الصالحين منهم الذين يقومون الليل ويصومون النهار ومع ذلك حينما قلنا اصلان لابد لكل مسلم ان يدين الله بهما الاصل الاول الا يعبد الا الله والاصل الثاني الا يعبده الا بما شرع الله لما لان الدين قد اكمله الله تبارك وتعالى هذه الحقيقة مع الاسف غائبة عن اذهان كثير من المسلمين المتعبدين والمتفقهين ذلك لان الاسلام اليوم وقد مضى عليه اربعة عشر قرنا قد دخل فيه مع الزمن ما ليس منه ولذلك جاءت الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم والاثار السلفية تحذر من الادخال لشيء ما في الدين باسم التقرب الى الله تبارك وتعالى ذلك لان الله عز وجل قد كفانا مؤنت الاحداث والادخال في الدين ما لم يكن منه كما سمعتم انفا من اية التي نزلت في عرفة واكد النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا المعنى الذي تضمنته الاية الكريمة ببعض الاحاديث الصحيحة التي منها قوله صلى الله عليه واله وسلم ما تركت شيئا يقربكم الى الله ويبعدكم عن الله الا ما تركت شيئا يقربكم الى الله ويبعدكم عن النار الا وامرتكم به وما تركت شيئا يباعدكم عن الله ويقربكم الى النار الا ونهيتكم عنه. اذا انتهى باب العبادة فلا سبيل لان يتعبد المسلم الا بما جاءنا به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من اجل هذا جاءت الاحاديث الكثيرة والكثيرة جدا وكذلك الاثار عن الصحابة والسلف الصالح تنهى المسلمين من الاحداث في الدين فانهاهم نهيا مطلقا دون ان يدخل هذا النهي شيء من التخصيص او تقييد وبعض هذه الاحاديث معروفة ولكن قل من يقف عند دلالتها العامة فالفا افتتحت كلمتي هذه بخطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يفتتح بها خطبه وفيها خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلال في النار هذه الكلية كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ورسوله حقا ان يعارض هذه الكلية وان يقول لا ليست كله بدعة ضلالة او ليس كل بدعة ضلالة. كيف يقول هذا مسلم يؤمن بالله ورسوله حقا يعارضه ويساققه ويشافسه هو يقول كل بدعة ضلالة ثم هكذا يقول رسول الله ثم هناك من يقول لا البدعة تنقسم الى قسمين بدعة حسنة وبدعة سيئة هذه قسمة يجب على كل مسلم الا يؤمن بها لانها تنافي ايمانه بقول نبينا صلوات الله وسلامه السلام عليه كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار عجب جدا ان يوجد في بعض المسلمين من يساقق الرسول بهذه الكلمة هو يقول كل بدعة ضلالة وذاك المسلم يقول هناك البدعة تنقسم الى قسمين حسنة وسيئة ماذا يقال في من يقول في حديث الرسول عليه السلام اخر فيه مسل هزه الكلية قال صلى الله عليه واله وسلم كل مسكر خمر وكل خمر حرام هل يعقل ان يقول مسلم هذا الكلام مقسوم الى قسمين ليس كل مسكر خمر بل منه ما هو خمر ومنه ما ليس بخمر. هذا لا يتصور ان يصدر من مسلم الا سهوا الا خطأ هذا ممكن اما ان يصبح شريعة مستمرة في اذهان المسلمين بل واكثر المسلمين بسبب زلة وقع فيها عالم فهنا تكمن المشكلة ممكن ان يقول قائل خطأ وسهوا ما يخالف القرآن والسنة ولكن لا يمكن ان تصبح هذه المخالفة شريعة وعبادة مستمرة طيلة هذه السنين الطويلة فمن يقول في قوله عليه السلام كل بدعة ضلالة ليس كل بدعة ضلالة وانما هي بدعة حسنة وبدعة سيئة مثل من يقول في قوله عليه السلام الاخر كل مسكر خمر فيقول ذلك الذي قسم البدعة الى قسمين ايضا يقول ليس كل مسكر خمر وانما منه ما هو خمر ومنه ما ليس بخمر سبحان الله كيف يتجرأ المسلم ان يقول بهذه القسمة الديزا والله عز وجل يقول ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. نولي ما تولى ونصله جهنم. وساءت مصيرا الاحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تحذر من كل عبادة لم يشرعها الله على لسان رسول الله اثر من ان تحصر ذكرت لكم انفا الحديث الذي يعم كل بدعة بانها ضلالة والان اذكركم في حديث اخر هي وصية الحبيب صلى الله عليه واله وسلم لاصحابه في موعظة وعد بها اصحابه عليه الصلاة والسلام كما قال العرباض ابن سارية رضي الله تعالى عنه وهو كان من فقراء الصحابة الذين كانوا يأوون الى الصفة لا هم لهم الا صحبة النبي صلى الله عليه واله وسلم والاستفادة من علمه عليه الصلاة والسلام قال وعدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذبحت منها العيون موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله انها او كأنها وصية مودع فاوصنا وصية لا نحتاج الى احد بعدك ابدا قال عليه الصلاة والسلام اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان ولي عليكم عبد حبشي وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة هذه ايضا كلية فان كل محدثة بدعة وكل بدعة دلالة وكل ضلالة في النار ثم جاءت احاديث النبي صلى الله عليه واله وسلم الاخرى بالفاظ تختلف عن اللفظ الكل لكنها تؤيد معنى الكل المذكور في هذا الحديث وفيما قبله. من ذلك مثلا عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد هذا ايضا يعني تلك الكلية التي جاءت في الحديثين المذكورين انفا لانكم علمتم من اية اليوم اكملت لكم دينكم ان الدين قد كمل قد كمل فمن احدث في هذا الدين شيئا عمن يقول من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود على الذي احدث تلك المحدثة لان الدين كمل والحمد لله كما في اية اليوم اكملت لكم دينكم فاذا كلما ذكرنا حديثا ولو لم يكن في لفظ كل بدعة لكنه يؤيد هذه الكلية كل التأييد من ذلك مثلا حديث الرهط الذين جاؤوا الى النبي صلى الله عليه واله وسلم. وهم ثلاثة رجال فلم يجدوه فسألوا اهله عليه الصلاة والسلام قال عبادته عن قيامه وصيامه وقربانه لنسائه وذكرنا ما يعلمن من ذلك عن النبي صلى الله عليه واله وسلم فقلنا انه عليه الصلاة والسلام يصوم ويفطر ويقوم الليل وينام ويتزوج النساء فلما سمع الرهط كلام نساء النبي صلى الله عليه واله وسلم تقول او يقول راوي الحديث وهو انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه قال لما سمعوا ذلك تقالوها فقالوها اي وجدوا عبادة الرسول قليلة قال الله رسول الله الذي قام حتى تخطرت وفي لفظ تشققت قدماه يقول هذا الرهط ان عبادة الرسول عليه السلام قليلة لماذا هنا الشاهد وهنا النكتة يا اخواننا فانتبهوا انهم كانوا يتوهمون ان التقرب الى الله تبارك وتعالى انما يكون بالترهب اي بان ينذر المسلم نفسه لعبادة الله فقط ولا يهتم بشيء من امور الدنيا لا يهتم بشيء يتعلق بنسائه واولاده هكذا هم تصوروا وهذا بلا شك تصور مخالف للاسلام الذي من اقواله عليه الصلاة والسلام لا رهبانية في الاسلام من اجل هذا التوهم الخاطئ وجدوا عبادة الرسول عليه السلام قليلة ولذلك رجعوا الى انفسهم يقولون هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لسان حالهم يقول لماذا لا يتمتع الرسول بنسائه لماذا لا يتمتع النبي عليه السلام بنوبه لماذا لا يتمتع الرسول بطعامه وشرابه اذا هو كان يصوم ويفطر ويقوم الليل وينام ويتزوج النساء ان يغتسل منهن هم تصوروه عليه السلام حسب تصورهم الخاطئ انه قائم الليل كل الليل انه صائم كل الدهر وانه لا يقرب النساء. كما قال بعض القدامى ضاع العلم بين الفخاذ النساء فتصوروا الرسول عليه السلام انه لا علاقة له بهذه الدنيا. ثم عادوا يعللون تلك القلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يعل لو انهم صمموا عليها واصروا عليها ولم يعودوا الى سنته عليه السلام لضلوا ضلالا بعيدا. لانهم قالوا ولماذا رسول الله يتعب نفسه يصلي الليل كله ويصوم لا ما في حاجة الله غفر له كما يقال في بعض البلاد حط رجليه بالمي الباردة واشترى هذا قال طعن في عبادة الرسول عليه السلام وهو الذي جاء في صحيح البخاري من حديث جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم ومنهم المغيرة ابن شعبة قال قام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حتى تفطرت قدماه. قالوا يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. كانهم يقولون له ارفق بنفسك اشفق عليها لماذا تقوم هكذا حتى تشققت قدماه فكان جوابه عليه السلام فمه المفروض في سيد البشر وافضل البشر واكمل البشر قاطبة قال افلا اكون عبدا شكورا افلا اكون عبدا شكورا اذا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حينما نصبه ذلك الرهط الى الاقلال في العبادة كانوا مخطئين كل الخطأ كان متوهمين لانه كانوا او لانهم كانوا يحملون في فكرهم الرهبانية التي ليست من الاسلام. بناء على ذلك الوهم القائم في اذهانهم وبعد ان عللوا قلة عبادة نبيهم ان الله غفر له انتهى الامر قالوا اما نحن فنحن لا نعلم ان الله عز وجل قد غفر لنا فما هو السبيل نحصل مغفرة ربنا عز وجل تعاهد الثلاثة بعضهم على بعض مع بعض على ما يأتي اما احدهم فقال نادرا قال اما انا فاصوم الدهر ولا افطر اما انا فاصوم الدهر ولا افطر قال الثاني اما انا فاقوم الليل ولا انام اما الثالث قال اما انا فلا اتزوج النساء وانصرفوا متعاهدين على ان يقوم كل واحد منه لما عاهد الله عليه من قيام الليل كله من صيام الدهر كله من اجتناب النساء بالكلية وانصرفوا هكذا ولما جاء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى نسائه واخبرنه الخبر دخل المسجد وجمع الناس وخطبهم وقال قال عليه الصلاة والسلام ما بال اقوام يقولون كذا وكذا وكذا يعني ست اقوال عرفتموها فلا حاجة لاعادتها لكن الشاهد فيما يأتي اما اني اتقاكم لله واخشاكم لله اما اني اصوم وافطر واقوم الليل وانام واتزوج نساء فمن رغب عن سنتي فليس مني الشاهد كان هذا الحديث كله الجملة الاخيرة بعد ان عرفتم سبب وجودها هذه الجملة الاخيرة مع الاسف اكثر المسلمين المتعبدين لا اعني الزاهدين في عبادة الرسول عليه السلام والمعرضين عنها بالكلية انما اعني الزاهرين المتعبدين الراغبين في الاخرة قال في خاطبة الحديث فمن رغب عن سنتي فليس مني انتهى الحديث واخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما اريد ان اقف قليلا معكم عند قوله سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني لعل الكثيرين منكم قرأوا شيئا من الفقه على اي مذهب من المذاهب الاربعة المتبعة من جماهير المسلمين اهل السنة والجماعة ويقرأون في هذه الكتب تقسيم العبادات الى اقسام منها فرض ومنها سنة ولا ازيد على هذا لانه هنا الشاهد ويعرفون السنة من حيث ثوابها ومن حيث حكم تاركها لان من فعلها اثيب عليها دون ثواب الفريضة ومن تركها لا يعاقب عليها بعضهم يزيد والزيادة لا اصل لها لا يعاقب عليها لكن يزيد فيقول لكنه يعاتب من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذه الزيادة وهي قول بعضهم ان من ترك سنة من سنن نبيه صلى الله عليه واله وسلم التي هي ليست بفريضة ولا هي ايضا بواجب بالنسبة لرأي الحنفية الذين يفرقون بين الفرض والواجب. فهي دون الفرض ودون يقولون قولة الحق لا يعاقب تاركها لكن يزيدون فيقولون يعاتب تاريخها هذا العتاب ليس له اصل لا في كتاب الله ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولا في اثر من الاثار الواردة عن السلف الصالح رضي الله عنهم اجمعين وانما على العكس من ذلك اذكركم بحديث ذلك الاعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه واله وسلم عما فرض الله عليه في كل يوم وليلة فقال خمس صلوات ولما قال له هل علي غيرهن قال لا الا ان تتطوع فقال عليه الصلاة والسلام افلح الرجل ان صدق دخل الجنة ان صدق. فاين هذا العتاب المدعى هذه كلمة كما يقال عن الماشي لكن الذي اريد ان ادندن حوله هو هل السنة في هذا الحديث المتفق عليه هو بمعنى السنة التي ليست بفريضة ولا واجبة الجواب لا هذا اصطلاح اصطلح الفقهاء ولا مشاحة كما يقول العلماء في الاصطلاح اصطلحوا في سبيل بيان الاحكام وتوضيحها للناس فقسموا الاحكام الى خمسة قسموا العبادات او الاحكام الى خمسة فقالوا فرض وقالوا سنة وقالوا مستحب ونحو ذلك ليس المقصود في قوله عليه السلام فمن ترك فمن رغب عن سنة فليس مني ليس المقصود بالسنة في هذا الحديث الصحيح هي السنة المصطلح عليها وهي التي دون الفرض. وانما المقصود بهذه السنة في الحديث الصحيح الطريق والمنهج والشريعة التي سار عليها الرسول عليه الصلاة والسلام بما فيها من احكام حتى المباح اخر حكم من الاحكام الخمسة المباح. فكما لا يجوز لمسلم ان يحرم ما اباح الله كذلك لا يجوز لمسلم ان يحلل ما حرم الله. فذلك لا يجوز لمسلم ان يشرع للناس فيقول لهم هذه سنة او ان يقول لهم وهنا بيت القصيد هذه سنة او بدعة حسنة لا يجوز ان يقول هذا الكلام لما سبق بيانه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم ذم البدعة الدينية وارجو ان تنتبهوا لهذا القيد لان كثيرا من الناس الغافلين او الجاهلين حينما يقال لهم هذه البدعة فلا تفعلها يقول لي لابسه انت كله بدعة هل يراقب سيارة هي بدعة هذا من جهلهم اتوا لانكم عرفتم انفا ان البدعة التي ذمها النبي صلى الله عليه واله وسلم يما مطلقا وحكم على صاحبها بانه على ضلالة انما على البدعة في الدين بدليل قوله في الحديث المتفق عليه بين الشيخين من احدث في امرنا هذا في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد اذا قوله صلى الله عليه واله وسلم فمن رغب عن سنتي فليس مني ما دلالة هذا الحديث على العموم الذي ذكرناه انفا صريحا في بعض الاحاديث التي تذم البدعة ذما عاما شاملا بحيث يسد على كل من كان قاصدا ان يعرف الحق فيما اختلف فيه الناس يسد عليه الطريق ان يقول لا هناك بدعة حسنة قلنا هذا امر مستحيل ان يصدر من مسلم مؤمن يؤمن بالله ورسوله حقا لانه يعتبر مساق يعتبر مشاقا لله ولرسوله رسولك ايها المسلم يقول لك كل بدعة ضلالة وانت بكل جرأة تقول لا ليس كل بدعة ضلالة انما هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة هذا لا يقوله الا احد رجلين اما جاهل واما غافل لا يدري ما يخرج من فمه فاقول قوله عليه السلام فمن رغب عن سنتي فليس مني سنته اي شريعة الله التي انزلها الله على قلب محمد عليه السلام. وشريعة الله قد علمتم مما سبق من البيان انها قد كملت والحمد لله بشهادة تلك تلك الاية الصريحة. اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ما بعد الكمال الا النقصان. اما الزيادة فلا مجال للزيادة في الدين ابدا. قلت لكم فمن رغب عن سنتي فليس مني. هل هناك هل هناك مسلم مهما تصورناه عالما زاهدا صالحا ان يكون مثل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في العبادة هذا مستحيل لانه لا مثله عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام. لا في علمه ولا في خلقه ولا في عبادته تذب ما هو الشيء الذي يمكن ان نتصوره في بعض عباد الله الصالحين الذين يأتون في المرتبة في الصلاح والعبادة والتقرب الى الله بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سنقول لابد ان يكون هؤلاء دون رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في العبادة كما قيل فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم. ان التشبه بالكرام فلاح يعني حسب المسلم الصالح والعالم بشريعة الله عز وجل ان يتشبه برسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبالكاد ان يقترب من عبادته للكاف اما ان يكون مثله فهذا امر مستحيل. اذا رجعنا الى حديث من تلك الاحاديث ما تركت شيئا يقربكم الى الله الا وامرتكم به. اذا يا مسلمون لقد اغلق باب التشريع وباب الاستحسان في الدين بان الدين قد كمل قد كمل نصا في الاية ونصا في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لذلك قال تلك الكلمة العظيمة جدا. فمن رغب عن سنتي فليس مني. لنتأمل الان لمن قال فمن رغب عن سنتي فليس مني لمن اراد ان يبتدع في الاسلام بدعة لا اصل لها لان هناك شبهة يقول بعضهم ان البدع الضلالة هي التي ليس لها اصل مطلقا لا في الكتاب ولا في السنة. لننظر الان في حق من قال عليه الصلاة والسلام فمن رغب عن سنتي اليس مني من اراد ان يقوم الليل كل الليل فهل قيام الليل بدعة لا احد والحمد لله يقول الا انها عبادة عظيمة جدا. وبخاصة ان هناك احاديث صحيحة تأمر بقيام الليل مثل قوله صلى الله عليه وسلم عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين من قبلكم. لا احد يقول ان قيام ليدعى الاخرون ماذا قالوا ان يصوموا الدهر الصيام ايضا خير عمل الصيام خير عمل وقد عرفتم ان الرسول عليه السلام كان يصوم كذلك الثالث الذي قال انا لا اتزوج النساء فعدم تزوج النساء اذا كان من باب الرهبنة فقد عرفتم ان ذلك لا رهبانية في الاسلام الان نقول بالنسبة للذي اراد ان يصوم الدهر وان يقوم الليل كله انما اراد كل من هذين الزيادة في التقرب الى الله عز وجل بالصيام والقيام الزيادة في التقرب الى الله عز وجل بالصيام وبالقيام الصيام والقيام عبادة. اذا هو اراد او هما ارادا زيادة التقرب الى الله عز وجل بما اصله مشروع وهو صيام القيام قال قبل ذلك الرسول عليه السلام من ذلك الرجلين لا رد ذلك عليهما بكلام في تشديد عليهما. قال اما والله اني اخشاكم لله واتقاكم لله كانه يقول عليه السلام لهما انتم الان اخشى لله مني انتما او انتم اتقى لله مني انا اقوم الليل وانام واصوم وافطر انتم الان تريدون ان تصوموا الدهر وان تقوموا الليل كله يعني معناها انعكست القضية انتم واخشى وانتم اتقى هذا امر مستحيل. فلا افضل بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا خذوا من هذا الحديث دليلا واضحا ان الزيادة في الدين ولو كانت عبادة في الاصل فهذه زيادة من كرة انكرها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المقصود اذا من هذا الحديث كامثلة بدأت في عهد الرسول عليه السلام باسم الزيادة في الدين وباسم زياد زيادة التقرب الى رب العالمين. مع ذلك رفضها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رفضا باتا ولفت نظرهم ان من يصر على التقرب الى الله عز وجل بهذه العبادة الزائدة على ما جاء به عليه السلام فمعنى ذلك ان الزايد هو اتقى لربه واخشى من ربه من نبيه عليه الصلاة والسلام ولا شك ان من اه تصور هذه الافضلية لا يكون مسلما لان النبي صلى الله عليه واله وسلم هو افضل البشر قاطبة في كل شيء لا سيما انه قد اصطفاه ربه عز وجل بخاتمة الشرائع والاديان على هذا الا النموذج وعلى هذا النهج جات اقوال السلف الصالح تلتقي في ذم البدعة التي يراد بها زيادة التقرب الى الله تبارك وتعالى من ذلك مثلا ما روي عن حذيفة بن اليمان صاحب السر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال كل عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا تعبدوها اي فلا تتعبدوها انظروا هذه الكلية من هذا الصحابي الجليل صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. كل عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها الله اكبر كم من عبادة اليوم نراها في المساجد اخوة الايمان تتمة الكلام في الشريط التالي. الله اكبر كم من عبادة اليوم نراها في المساجد وفي البيوت يريدون ان يزدادوا بها قربة الى الله عز وجل وهم يعلمون ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها ان السلف الصالح لم يفعلها ان الائمة كل الأئمة وعلى رأسهم الأربع لم يفعلوها ما هو جوابهم يا اخي شو فيها اي زيادة خير خير. كلمة عامية يقولونها زيادة خير خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة