القي كلمة ان شاء الله موجزة حول الدعوة التي ندعو الناس اليها فاقول مفتتحا بخطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يعلمها اصحابه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان خير كلامي كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار دعوتنا التي اصطلحنا ولكل قوم ان يصطلحوا على ما شاءوا الدعوة التي اصطلحنا على تسميتها من دعوة السلفية هي قائمة على ما اتفق عليه كل الفرق الاسلامية وهو الكتاب والسنة ولكن رأينا مع التجارب طيلة هذه القرون الطويلة وبخاصة في العصر الحاضر انه لا يكفي لمن كان يريد ان يكون على بينة من ربه وعلى هدى من سنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم فبين لنا لا من قديم عهد المسلمين وحاضرهم انه لا يكفي هذا الانتساب الى هذين الاصلين الذين لا بد منهما لكل مسلم ولكن لا يكفي ذلك بل لابد من ان يضم اليهما على منهج السلف الصالح فدعوتنا قائمة اذا على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح نقول هذا لان المسلمين جميعا كما كررنا هذا على مسامع كثير من اخواننا ولا نزال نكرر لانها حقيقة هامة جدا ومع ذلك فهي غائبة عن اذهان اكثر المسلمين في العصر الحاضر وفيهم كثير ممن ينتمون الى الدعوة الاسلامية ويقال انهم من الدعاة الى الاسلام بل وفيهم من يريد ان يقيموا ان يقيم دولة الاسلام ولكن ليس على منهج هذا الذي نحن ندندن حوله وانما على فهم له اما ان يستقيه من بعض من مضى وهذا الذي اشتقاه منه لم يكن مصيبا فيما ذهب اليه واما ان يجتهد هذا المعاصر او هذا الداعية في العصر المحاضر ويفهم الاية او يفهم الحديث كما يبدو له دون ان يعود الى المرجع الثالث وهو المرجع السلفي من اين جئنا بهذه الظميمة الثالثة نقول الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح نقول نحن دائما وابدا اخذنا ذلك من الكتاب ومن السنة ومن اقوال السلف الصالح ايضا والكتاب كلكم يقرأ فيه قول الله عز وجل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا لو كان الله عز وجل لا يريد ان آآ يشرع للناس ضرورة التمسك بهذا المرجع الثالث الا وهو سبيل المؤمنين لم يقل عطفا على قول رب العالمين ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى قال ويتبع غير سبيل المؤمنين فاذا هو رب العالمين بارك وتعالى ذكر في هذه الاية شيئا فارها غير ما كان عليه الرسول عليه السلام حيث قال ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. فاذا على كل من كان حريصا على اتباع كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان يفهم كلا من هذين المصدرين الكتاب والسنة على سبيل المؤمنين على ما كان عليه المسلمون الاولون والامثلة تكثر بمثل هذا الموضوع ولا اريد ان اتوسع لاني اريد ان اضيف الى ذلك شيئا اخر كما ستسمعون قريبا ان شاء الله لكني اوجز كلام حول هذه الدعوة دعوة الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح لماذا نحن ندندن دائما وابدا وعلى منهج السلف الصالح عرفتم اولا لهذه الاية الكريمة؟ حيث ان الله عز وجل حذر من مخالفة سبيل المؤمنين ولم يقتصر في تحذيره على مخالفة ما كان عليه الرسول فجمع بين الامرين فقال ومن يشاخص الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصري جهنم وساءت مصيرا كذلك السنة تؤكد هذا المعنى الاضافي الى الكتاب والسنة اه قوله عليه الصلاة والسلام في حديث الفرق وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة من احب ان يقرأ القرآن غضا طريا فكما انزل فليقرأه على قراءة ابن ام عبد وهذا احفظ جوابه ماذا قال؟ جوابا على قولهم والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير قالوا من هي يا رسول الله؟ قال هي الجماعة فاذا لفت النظر هنا وكأنه اقتباس من الاية السابقة الجماعة اي ما كان عليه الرسول عليه السلام وجماعته من الصحابة الكرام هذا الحديث يلتقي تمام الالتقاء مع الاية السابقة كذلك حديث العرباض ابن سارية الذي فيه واختصر الذي فيه انه لما خطب فيهم قالوا اوصنا قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان ولي عليكم عبد حبشي وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي ولم يقفنا. وانما عطف على سنته فقال وسنة الخلفاء الراشدين المدينة من بعده اذا هنا سنتان سنة الرسول عليه السلام وسنة الاصحاب الكرام وبخاصة منهم الخلفاء الراشدين هذا كتاب الله وهذه احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اما اقوال السلف الصالح هؤلاء الذين ننتمي اليهم ونتشرف بالانتساب اليهم ونرجو الله تبارك وتعالى ان يوفقنا لان نتمسك بهديهم لانهم هم الذين نستطيع ان نقول انهم كانوا على هدى من ربهم بهم بينما كلما تأخر الزمن كلما ابتعد الناس عن فهم هدي الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة من جهة وعن تطبيق ما فهموه من جهة اخرى فمن اقوال هؤلاء السلف التي تلتقي مع ما سبق من الكتاب والسنة ما يذكر في كتب البدع التي الفت للتحذير منها والنهي عنها قول حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى عنه كل عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فلا تعبدوها اي فلا تتعبدوها كل عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فلا تعبدوها محالنا حذيفة حذيفة بن اليمان وكلكم يعلم انه كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذا يحذرنا وينهانا عن ان نتعبد الله تبارك وتعالى بعبادة لم يكن عليها اصحاب رسول الله صلى الله الله عليه واله وسلم من ذلك ايضا مسعود رضي الله تعالى عنه اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالامر العتيق اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالامر العتيق وهناك قصة ذكرناها مرارا وتكرارا خلاصتها ان ابن مسعود وقف على حلقات في المسجد لا يرقصون رقص الرقاصين من الدراويش ومن اصحاب الطرق كالمعروفين بالمولوية او بامثالهم ممن يدورون يزعمون انهم يذكرون الله تبارك وتعالى لا كانت هذه الحلقات التي رأى ابن مسعود في المسجد يذكرون الله يسبحون الله ويحمدون الله ويكبرون الله ومع ذلك انكر عليهم هل انكر عليهم التسبيح والتحميد والتكبير وانما لانه رأى فيهم امرا محدثا نكرا ماذا وجد امام كل واحد من اصحاب الحلقات حصى يعد به التسبيح والتكبير والتحميد وفي وسط كل حلقة شيخ رئيس حلقة رئيس بكر خلينا نسميها كذا الان تفضل يقول لمن حوله تسبحوا كذا احمدوا كذا كبروا كذا اي طبقون بالحصبى او بالحصى يعدون العدد الذي امرهم به شيخ الحلقة هذا فقط الذي رآه ابن مسعود من اصحاب الحلقات فماذا كان موقفه قال له محذرا ومؤلبا ويحكم ما هذا الذي تصنعون وكان قد تلفم فازاد اللثام من وجهي وقال انا صحابي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعبد الله بن مسعود ما هذا الذي تصنعون قالوا عصا اما يقول المبتدع اليوم يا اخي شو فيها ما نصلي عالرسول وبنذكر الله قالوا حصى نعد به التسبيح والتكبير والتحميد قال عدوا سيئاتكم وانا الظامن لكم الا يضيع من حسناتكم شيء عدوا سيئاتكم وانا الضامن لكم الا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم ما اسرع هلكتكم هذه ثيابه صلى الله عليه واله وسلم لم تبلى وهذه انيته لم تكسر والذي نفسي بيده ائنكم لاهدى من امة محمد اي اصحاب محمد جماعة محمد والذي نفسي بيده اي انكم لاهدى من امة محمد صلى الله عليه واله وسلم او انكم متمسكون بذنب ضلالة انظروا البلاغة العربية الفصيحة ما قال او انكم متمسكون بضلالة وانما بذنب ضلالة تحقير للضلالة. فكان جوابهم جواب كل المبتدعة بكل زمان وفي كل مكان فاحفظ الرد من ابني ام مكتوم ابن من ابن امي ابن ابن عبد هذا ابن مسعود جاء الكناية عنه بهذا التعبير في حديث قال وكم من مريد للخير لا يصيبه وكم من مريد لخير لا يصيبه يشتزل على ذلك قال لقد حدثنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال سيكون اقوام في اخر الزمان يحقر احدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه او صلاته مع صلاتهم وصيامهم مع صيامهم وقيامهم مع قيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقول ابن مسعود يا اصحاب الحلقات روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يوما في مسجد فدخل رجل وقام يصلي ولما انتهوا الصلاة انه نحن سمعنا الرسول عليه السلام يحدث عن اقوام هم اشد عبادة منا نحن معشر اصحاب الرسول عليه السلام. ومع ذلك يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية العبرة من هذه القصة ان راويها قال فلقد رأينا اولئك الاقوام يقاتلوننا يوم النهروان اي اصله من الخوارج الذين خرجوا على امير المؤمنين علي بن ابي طالب فقاتلوه وهم مبطلون وهو المحق حتى استأصل شعفتهم وقضى على ضلالهم ولم ينجوا منهم الا افراد قليلون فاودت بهؤلاء المبتدعة هذه البدعة الصغيرة التي كانوا يتحاقرونها ولا يهتمون بها ويظنون ان لا شيء فيها اودتهم الى البدعة الكبرى ويا الخروج انا الخليفة الراشد من هنا كنا اختباسا من قول العلماء قالوا الصغائر بريد الكبائر يعنونا بهذه الكلمة ان المسلم لا ينبغي ان يحقر ارتكابه للصغائر فيقول معلش لانها اذا صارت ديدنا وصارت عادة للمرتكب لهذه الصغائر فسيوصله ذلك الى ارتكاب الكبائر اقتبست انا من كلمة هؤلاء العلماء ان البدع الصغيرة بريد البدعة الكبيرة وهذا هو المثال الواقع بهذه القصة وهي مروية بالسند الصحيح في سنن الدارمي اذا اجتمع الكتاب والسنة واقوال سلفنا الصالح على ان المسلمين اذا ارادوا ان يفهموا دينهم فهما صحيحا وعليهم ان يلزموا ثلاثة اشياء كاصل لهم. الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح. وهذا امر واضح جدا لأنهم كانوا شهود اعيان. يرون الرسول كيف فعل؟ ولذلك هم نقلوا لنا كل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ما ما يتعلق بثيابه ما يتعلق بشعره ما يتعلق حتى بنعله وقد جاء في الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه قال كان لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم نعلان لهما قبالان نعم لا له ما قبلان يعني سيرين صدا او شاروخ او ما ادري ماذا يسمى باختلاف البلاد اللي مستعملة في البلاد الحجازية اربع اصابع في حجرة والابهام في حجرة. هل حجرتين دون قبالان في اللغة العربية شو المهم في هذا الموضوع؟ انه الرسول قال له نعلان لهما قبالان ليس لهذا علاقة بالعبادة والدين اطلاقا لكن هذا ان دل على شيء كما يقال اليوم فانما يدل على حرص اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم ان ينقلوا الى من يخلفهم من بعدهم ما شاهدوه من النبي صلى الله عليه واله وسلم وفي ذلك فائدة اخرى ارجو الانتباه لها كانهم نقلوا كل شيء وتركوا البحث في هذه الاشياء لمن يأتي من بعدهم اه متأثرين بقوله صلى الله عليه واله وسلم فرب حامل فقه الى من هو افقه منه فرب حامل الفقه الى من هو افقه منه. يعني ممكن ان يأتي في الجيل الثاني في القرن الثاني الذين هم من التابعين افراد يفهمون مما سمعوه من بعض الصحابة ما لم يفهموا بعض الصحابة. اذا هم نقلوا كل شيء يتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم سواء كان مما يسميه بعض الفقهاء بسنة العبادة او كان مما يسمونه بسنة العادة اذا لا مناص لكل مسلم من ان يتعرف ليس فقط على الكتاب والسنة بل وعلى ما كان عليه السلف الصالح ولابد من التذكير هنا بان التعرف على ما كان عليه الصحابة سبيله سبيل واحدة وليس هو سبيل المفسرين ولا الفقهاء ولا اللغويين ولا ولا عدوا ما شئتم من اهل الاختصاص في مختلف العلوم وانما هو سبيل جماعة واحدة هم اهل الحديث اهل الحديث هم الذين يستطيعون ان يقدموا الشرطين الذين يليان الشرط الاول الكتاب الشرط الاول هذا والحمدلله كما قال تعالى ولقد يسرنا للقرآن للذكر فهل من مدكر اما السنة فلا يستطيع ان يقدمها الى المسلمين الا طائفة واحدة هم اهل الحديث ولذلك جاء عن بعض السلف وعلى رأسهم احمد بن حنبل امام السنة ان قوله عليه الصلاة والسلام فالحديث المتواتر لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة قال هم اهل الحديث هؤلاء الطائفة المنصورة هم اهل الحديث في كل زمان ومكان لانهم هم الذين يستطيعون ان يعرفوا على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم اولا ثم هم الذين يستطيعون ان يعرفوا ما كان عليه اصحابه صلى الله عليه واله وسلم لذلك فالحكم الفصل وهذه خلاصة الكلمة الحكم الفصل في تمييز المتمسكين بالكتاب والسنة حقيقة وليس اسما انما هم الذين يعرفون ما كان عليه السلف الصالح اولا ثم يمشون على طريقتهم كما سمعتم في الاية السابقة من التهذير عن مخالفة سبيل المؤمنين واول ما ينصرف ذهن التالي بهذه الاية الكريمة ان المقصود في سبيل المؤمنين هم اصحاب الرسول صلى الله عليه واله وسلم لمن فازوا به من خصال معروفة لديكم جميعا اذا عرفتم لماذا نحن ندعو الى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح لان كل المذاهب وكل الطرق وكل الاحزاب التي حدثت خاصة في هذا الزمان اذا لا تخرج عن دائرة الاسلام لا يوجد فيها جماعة او حزب يقول نحن لسنا على الكتاب والسنة لكن حط على سبيل المؤمنين فتجدهم خارجين عن سبيل المؤمنين لماذا؟ لانهم يفسرون نصوص الكتاب والسنة على مفاهيم خاصة التي تنقدح في اذانهم ويخالفون في ذلك ما كان عليه السلف الصالح من الهدى ومن النور الشيء الثاني الذي اريد ان اضمه بعد ان لخصت لكم سبب دعوتنا الى الكتاب والسنة وهو على منهج السلف الصالح اريد ان اربط الكلمة التالية وارجو ان تكون ايضا موجزة ب قصة ابن مسعود الانفة الذكر حيث انكر ابن مسعود على اصحاب الحلقات تسبيحهم وتحميدهم و تكبيرهم كل ذلك لله عز وجل لماذا لانهم احدثوا شيئا لم يكن عليه العمل في عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم لكن هل هذه عبادة ام ليست عبادة يمكن الجواب بجوابين متناقضين هذه عبادة لان فيها تسبيح وتحميد وتكبير لكنها ليست عبادة لماذا لان العبادة كما عرفتم هي ما كان موافقا لما كان عليه الرسول عليه السلام والصحابة هذا مما اشار اليه علماء التفسير باية واحدة الا وهي قوله تبارك وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا في هذه الاية قالوا شوفان ليكون العمل صالحا الشرط الاول ان يكون موافقا للسنة وهذا الذي كنا يدلل حوله انفا. لماذا انكر ابن مسعود على اصحاب الحلقات وهم يذكرون الله لانهم ذكروا الله على وجه لم يكن ذلك الوجه معهودا ومعروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فاذا هذا ليس عملا صالحا فالعمل الصالح يشترط فيه ان يكون على السنة وهذا له ادلة كثيرة منها واقف عنده قوله عليه السلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اذا العبادة ولو كانت في ظاهرها عبادة كما سمعتم تشبيه وتحميد وتكبير لكن اذا لابسها او احاط بها شيء حاجز لم يكن في عهد الرسول عليه السلام خرج من هذا العمل عن كونه صالحا وضرب به وجه صاحبه. لما سمعتم من الاشارة في الاية على ما قال علماء التفسير وصريح الحديث من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو ردون الشيء الثاني الذي اريد ان الحدث النظر اليه وهذا قد ما نتطرق اليه لانه في الحقيقة امر لا يخفى على كل المسلمين مهما كانت مذاهبهم ومهما كانت طرقهم ولذلك فنحن نادرا ما نذكر به وعلى العكس من ذلك انما ندلل في التذكير اولى امور الناس عنها غافلون فلا يحسن مثلا ان نتحدث عن الزنا وعن السرقة وشرب الخمر لانها موبقات وذنوب وكبائر لا يوجد في المسلمين من يجهل ذلك لكن على طريق الوعظ والتركير لا بأس لكن الذي يجب التحديث به والدندنة حوله دائما وابدا هو اذا رأينا الناس قد انقلبت عليهم المفاهيم كما اشار الى ذلك رب العالمين بمثل قوله عز وجل قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فاليوم المسلمون في غفلة ساهون هم يحسبون انهم يحسنون صنعا ولكنهم في الوقت يسيئون صنعا في كثير من العبادات اكثرها بروزا واكثرها تكرارا ووجوبا هي الصلاة ولا تكاد في جماهير المصلين تجد فيهم من يحقق امره عليه السلام في الحديث الصحيح البخاري طلوا كما رأيتموني اصلي ولذلك ان كان يحسن ان نقول من ترك الصلاة فقد كفر تحذيرا من ترك الصلاة هذا واجب لان كثيرا من الناس اليوم لا يعبؤون بالصلاة ولا يقيمونها ولكن يجب تنبيه المصلين انفسهم لانهم يصلون ولا يصلون. هذه هي المشكلة يصلون ولا يصلون كما قال عليه الصلاة والسلام لذلك الرجل الذي اصطلح العلماء على تسمية حديثه بحديث المسيء صلاته جاء الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله قال وعليك السلام ارجع فصلي فانك لم تصلي. اذا هذا صلى وما صلى وهذه مشكلة اذا ما قلنا اكثر المصلين ويقينا مشكلة كثير من المصلين انهم يصلون ولا يصلون فرجع الرجل وصلى ثم عاد قائلا السلام عليك يا رسول الله قال وعليك السلام ارجع فصلي فانك لم تصلي وهكذا وهكذا ثلاث مرات اخيرا عرف الرجل انه لا يحسن الصلاة لانه صلى ثلاث مرات وكل مرة يقول له عليه السلام لم تصلي فقال يا رسول الله والله لا احسن غيرها علمني فقال له عليه الصلاة والسلام اذا قمت الى الصلاة فتوضأ كما امرك الله ثم اذن ثم اقم جملة معترضة ثم اذن ثم اقم هذه ليست في الصحيحين وانا اروي لكم كما صدرت الرواية بقول اخرج الشيخان في سنن داوود وغيره ثم اذن واقم. اقول هذا للفائدة لان كثير من الناس اذا فاتتهم الصلاة في المسجد عمر الفناء الله اكبر لا اذن ولا اقام وبخاصة اذا صلى في العراء هذا خطأ يخالف الحديث الصحيح ثم اذن ثم اقم ولا نريد ان نقف هنا ثم استقبل القبلة ثم اذن ثم اقم ثم كبر ثم اقرأ ما تيسر من قرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تطمئن قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها فان انت فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وان انت انقصت منها فقد انقصت من صلاته فالشاهد ان كثيرا من الناس اليوم عباداتهم لم يتحقق فيها الشوط الاول للقبول وهي ان توافق السنة انما اريد كما اشرت ان اتكلم عن الشرط الثاني وهو ولا يشرك بعبادة ربه احدا الاية تقول فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. ما قال فليعمل عملا ووضع شرطين اثنين الشرط الاول عملا صالحا وقد شرحنا ما هو العمل الصالح الموافق للسنة في الشوط الثاني والاخير ولا يشرك بعبادة ربه احدا. ما قال لا يشرك بالله اه الشرك بالله شيء والاشراك في عبادة الله شيء اخر ومن هنا اخذ علماء التفسير هذا الشرط الثاني فقالوا لا تقبل صلاة المصلي وصيام وحج وكل الطاعات والعبادات الا اذا تحقق الشرط الثاني وهو ان يكون مخلصا لله عز وجل في عبادته اي شيء كانت هذه العبادة ولا يمكن احصاؤها وحصرها فاذا مثلا خطيب يخطب يوم الجمعة او غياب يوم الجمعة او مدرس يدرس في اي يوم في اي وقت وهو لا يرجو بتلك الخطبة او بهذا الدرس وجه الله خالصا له ينعكس خيره الى شر تنعكس عبادته الى ضلالة ذلك لانه اخل بالشرط الثاني ولو فرضنا خطيبا يخطب على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ولكنه انما يريد بذلك ان يظهر امام الناس او يدرس درسا على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح لكن لا يبتغي بوجه الله فهذا درس هذا يعود عليه اولا هباء منثورا وثالثا ينقلب اجره الى وزر ذلك ما جاءت به احاديث ما ثبت اليك يا استاذ. جميل يا شيخ يا رب المسجد عندكم قريب تمام الكلمة الثانية التي كنت بدأت بها عقب الكلمة الاولى الكلمة الاولى كما عرفتم هي لماذا ننتمي الى السلف الصالح لان دعوة الاسلام لا يمكن ان تفهم الا من طريق منهج السلف الصالح فالاسلام كتاب وسنة ومنهج السلف الصالح. اما الكلمة الثانية واردت بها ان الفت نظر الحاضرين وكما قال عليه السلام وليبلغ الشاهد الغائب ان اي عمل يأتي به المسلم وهو عمل صالح اية على الكتاب والسنة الا يقبل عند الله عز وجل الا اذا كان خالصا لوجهه تبارك وتعالى اما اذا لم يكن كذلك وهو كما سمعتم في نهاية الكلام السابق ينقلب اجره الى وزر عليه والاحاديث والايات التي جاءت لتؤكد هذا المعنى كثيرة وكثيرة جدا الله عز وجل يقول في القرآن الكريم وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين العبادة يشترط فيها ايلاوة على الشرط السابق واعود واقول لا حاجة للتذكير فقد عرفتم ما هو الشرط السابق ان يكون على السنة الشرط الاخر هو ان يكون ليس لانسان ما شركة في هذه العبادة التي هو يعبد الله بها وانما جعلها خالصة وجهه تبارك وتعالى ذلك هو قوله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين كذلك قال عليه الصلاة والسلام بشر هذه الامة بالرفعة والثناء والمجد والتمكين في الارض اي اذا قامت بعبادة الله وحده لا شريك له بدليل تمام الحديث ومن عمل منهم عملا للدنيا فليس له في الاخرة من نصيب ومن عمل منهم عملا للدنيا فليس له في الاخرة من نصيب والعبادة تشمل كل عبادات لا فرق في ذلك بين صلاة وصيام وجهاد فلعلكم جميعا ورق سمعكم على الاقل يوما ما قوله عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى الدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه الان تعلمون ان هناك جهادا لا يزال قائما في افغانستان. فهل هذا الجهاد يؤجر عليه كل مجاهد الجواب لا من كان ذهابه الى افغانستان للجهاد في سبيل الله عز وجل لا ليقال فيه فلان راح جاهد شهر شهرين تلاتة ورجع ما شاء الله ومتمرن على القتال واستعمال انواع الاسلحة والى اخره لا تقبل له هذه الخصلة من الجهاد الا اذا كان خالصا لوجه الله تبارك وتعالى. وعلى ذلك كفاقيص اي جهاد تسمعون به. مما لا يزال مثلا في ارض فلسطين مما يسمى بالانتفاضة ومما وقع حديثا مما يسمى بحرب الخليج هل هذه كلها هي عبادة لله عز وجل الجواب على التفصيل السابق ما كان منه وافقا للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح اولا ومن كان في ذلك مخلصا لله تبارك وتعالى قال ثانيا فهو الذي تقبل عبادته وترفع الى الله عز وجل كما قال اليه يصعد الكلم طيب والعمل الصالح يرفع واشد الاحاديث ترهيبا وتحذيرا من ان يتطلب المسلم بعبادة من العبادات شيئا من حطام الدنيا هو حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي اخرجه الامام مسلم في صحيحه ومن هول هذا الحديث بينما يشعر المسلم الممتلئ رهبة وخوفا من الله عز وجل وخشية ان يكون عمله الصالح غير مقبول عند الله عز وجل الذي يستحضر هذه الخشية حينما يريد ان يسوق هذا الحديث لا يكاد ينطق لسانه به كما وقع لراوي الحديث وهو ابو هريرة رضي الله تعالى عنه حيث كان في مجلس في حضرة معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه فطلب منه احد الجالسين ان يروي له حديث الرسول عليه السلام الثلاثة الذين تشعر بهم النار يوم القيامة فتهيأ ابو هريرة ليتحدث بهذا الحديث ولكنه سرعان ما اغمي عليه وغشي عليه لرهبة الحديث ثم نضحوا في وجه ما حتى افاق وهكذا ثلاث مرات حتى عادت اليه روحه ونفسه وقدرته وقوته فابتدع الحديث يقول قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اول من تشعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم ومجاهد وغني هدول نخبة الناس الذين يستطيعون اكثر من غيرهم ان يعم الناس بالفائدة العامة ثلاثة عالم ومجاهد وغني قال ابو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يؤتى بالعالم ويقال له اي عبدي ماذا عملت فيما علمت فيقال يا ربي يقول يا ربي نشرته في سبيلك فيقال له كذبت انما فعلت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به الى النار من هو العالم العالم المفروض انه يصدق فيه قول الله تبارك وتعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات هؤلاء المفروض فيهم ان يرفعهم الله درجات عاليات في الجنات واذا بهم اول من تشعر بهم النار يوم القيامة لماذا لانه حينما علم الناس ما قصد بذلك وجه الله وانما قصد ان يتحدث الناس ويحسنون الثناء عليه وان يقولوا فيه ما شاء الله لا رجل عالم هكذا كان قصده وهنا نقطة لا بأس منها القصد في القلب كما سمعتم في الحديث السابق انما الاعمال بالنيات ولا يطلع على النيات الاعلام الغيوب فمن علم الله منه انه يعلم الناس لوجهه فلا يضره بعد ذلك ااحسن الناس الثناء عليه ام اساءوا فالامر عنده سيان وعلى العكس من ذلك اذا لم يقصد بعلمه وجه الله تبارك وتعالى فلا ينفعه ثناء الناس عليه مطلقا لان الله العليم بما في الصدور قد علم منه انه لم يقصد بعلمه وجه الله تبارك وتعالى. فمن علم الناس ليقول الناس اسأله فلان عالم وهو لم يحقق الغاية من العبادة التي ذكر الله عز وجل في الاية السابقة. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين هذا هو العالم يلقى في النار قبل كثير من الناس الاخرين. لماذا؟ لانه لم يكن مخلصا لله في علمي ثم يؤتى بالمجاهد فيقال له اي عبدي ماذا عملت فيما اعطيتك من قوة فيقول يا ربي قاتلت في سبيلك فيقال له كذبت انما قاتلت ليقول الناس فلان بطل فلان شجاع وقد قيل هنا يقال وقد قيل خذبوا به الى النار كما قيل في العالم كذلك يقال للجنس الثالث وهم الاغنياء ويؤتى بالغني فيقال له ماذا فعلت؟ بما انعمت وعليك من مال ويقول يا ربي انفقته في سبيلك فيقال له كذبت انما فعلت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به الى النار قال عليه الصلاة والسلام خاتما لهذا الحديث فهؤلاء الثلاثة اول من تشعر بهم النار يوم القيامة ويعني بذلك ثلاثة اجناس. العلماء والمجاهدون والاغنياء قصدوا بما اوتوا من نعمة العلم والقوة والمال قصدوا غير وجه الله تبارك وتعالى قصدوا حسن الثناء عليهم من الناس وحصدوا على ما اليه قصدوا ولذلك كأن الله عز وجل يقول لهم قد حصلتم ما اردتم انت ايها العالم اردت ان يقول الناس فلان علم قد قالوا فاخذت اجرك وانت ايها المجاهد قاتلت شجاعة ليقول الناس فلان بطل. وقد قالوا فقد حصلت اجرك. وانت ايها الغني انفقت وقيل فلان اكرم من حاتم طي مثلا هذا الذي قصدته بانفاقك قد حصلته فاخذت اجرك. اما اليوم فلكم النار. لماذا؟ لانكم اشركتم معي في عبادة غيري. لذلك قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فاذا حصيلة هاتين الكلمتين في هذه الليلة انه كما يجب على كل مسلم ان يكون مخلصا في كل عبادة يتعبد الله بها فيجب عليه ايضا ان يكون في كل عبادة يتعبد الله بها ان تكون عبادته على منهج السلف الصالح واذا اختل شرط من هذين الشرطين ولا تكون العبادة عبادة مقبولة عند الله تبارك وتعالى فنسأل الله عز وجل ان يجعلنا مخلصين في عباداتنا ومتبعين لنبينا صلى الله عليه واله وسلم في كل عباداتنا وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة