كيف انفق انسان عمره؟ فارقب اخر كلماته وهو يغادر الدنيا فلا جرم وقد امرنا الله عز وجل ان نتخذ ابراهيم عليه السلام اسوة. لقد كان لكم في ابراهيم لقد كان لكم ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره. ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا اه من يهد الله تعالى فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وجاه يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي وغضبه حق اذا غضب على انسان فهو محق في غضبه. ويوشك الله تبارك وتعالى ان ليغضب لغضب نبيه. اصل في المسألة التحريم. الا اذا كان بهذا المعنى. لا تنزل حوائجك الا من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فقد ابتدأنا في الجمعة الفائتة الكلام عن ابراهيم عليه السلام. في سلسلة الدروس المسماة بالوصايا قبل المنايا. وذكرنا قبل ذلك ان يترجم حياته كلها وهو يموت. فاذا اردت ان تعلم كيف هم اسوة حسنة في ابراهيم. ولا تتم الاسوة الحسنة الا اذا عرفت كيف عاش ابراهيم عليه السلام؟ وقد امرنا الله عز وجل ان نتأسى باثنين اولهما ابراهيم عليه السلام وثانيهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد وصف الاسوة في الموضعين بالحسن. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. لقد كان لكم اسوة حسنة في ابراهيم فاما نبينا صلى الله عليه واله وسلم فهو اتمهم جميعا واكملهم قال الله عز وجل اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتدر. قال العلماء جمع كل متفرق في الانبياء فيه عليه الصلاة والسلام. فصار اكمله طريقة ونعسا وسوف يأتي الكلام عن هذا تفصيلا عندما نتكلم وعن اخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قبل ان يلتحق بالرفيق الاعلى ان كلامنا عن ابراهيم عليه السلام يدور في محورين رئيسيين المحور الاول في حياته وفي وصف بيته. والمحور الثاني في جهاده ودعوته ومناظراته وهجرته. فان هذا المعنى استغرق حياته كلها لذلك اوصى بالتوحيد وهو يموت لان الارض كانت تعج بالشرك انذاك اعظم صفات ابراهيم عليه السلام انه خليل الله قال عز وجل واتخذ الله ابراهيم خليلا. واذا كان العلماء قد تكلموا في اضافة الخلق الى الله عز وجل وان هذا يفرقهم ولو من باب العموم. فكيف اذا جرت تشريف على باب الخصوص. قال الله عز وجل وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. قال اهل التفسير هذه من اشرف الايات للمؤمنين. ان الله عز وجل اضافهم الى وهذه اضافة تشريف. وذكروا ان بعض اهل العلم من الواعظين وكان قديما لا يتصدر للوعظ الا اهل العلم كان عبدالله بن عمر يجلس في حلقة عبيد ابن عمير وعبيد ابن عمير من التابعين وابوه حامي فكان اهل العلم هم الذين يتصدرون للوعظ. قال ابن الجوزي وهو من اسهل الواعظين على الاطلاق. قال فلما خست هذه الصناعة وتسلم ذروتها من لا يحسن غلب على مجالسة الواعظين الجهال والنساء فلا يعظ الا عالم. فهنا ايها الاخوة سئل فهذا العالم عن سر الاضافة في قوله تبارك وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. فسئل عن سر الاضافة في قوله عبادي وانه اضاف العباد اليه تبارك وتعالى. وذكر ذلك في معرض الذنب وان علا لان الله عز وجل ذكر لفظ الاسراف في الاية. ومعنى الاسراف الا يترك سيئة الا تسلم زروتها. مهما كبرت وعلت. قل يا عبادي الذين اسرفوا اي ما تركوا ذنبا الا فعلوه. لا تقنطوا من رحمة الله. لان رحمة الله وسعت كل شيء وذنب فمهما عظم شيء فلا شك انها تشمله. فانشد هذا العالم. لاولئك الجلوس الذين كانوا يفهمون المعاني ولو على سبيل الكناية. فانشد قائلا وهان علي في جنب حبها وقول الاعادي انه لخليع. اصم اذا نوديت باسمي انني اذا قيل لي يا عبدها لسمعوا فضج المجلس بالبكاء. ومعنى هذين بيتين او المعنى الذي اراده هذا العالم. قال انني مهما نبذت من النعوت السيئة. التي لا تمت الي بسبب. وانا بريء منها براءة الارض من الدم المسفوح. فقالوا عني بسبب التزام انني ارهابي. انني متطرف انني متذمر لانني احبها حبا صادقا. قالوا لي يا خليع تلك شكاة ظاهر عنك عارها خليع ليست صفتي على الحقيقة ولكنهم نبذوني بها حتى ينصرف عني الخلق ويقع في عرضي. كذلك اذا قالوا عنه متطرف ارهابي متذمر لانه ملتزم بالاسلام. وعلى الطريقة المثلى فيا لها من صفة لا يشينني جدنا وخطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا ولا اشعر بعار اذا نسبوني اليها. لما دخل الشافعي اليمن وتكلم عن النبي صلى الله عليه واله وسلم وال البيت نبذوه بانه رافضي. وصفة الرفض يتنزه عنها كل محترم الرفض هذه صفة فعلا دنيئة وسيئة. يتنزه عنها كل محترم ومعنى الرفض ان تسب ابا بكر وعمر. وان تزعم ان الصحابة ماتوا على النفاق ما عدا ستة كما يقول هؤلاء الرؤوس الرافضة فنبزوه بانه رافضي فانشد قائلا ان كان رفضا حب ال محمد فليشهد الثقلان اني رافضي نعم ان كان هذا الحب الحقيقي وهذا الالتزام وهذه الموالاة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكون في النهاية اسمي رافضي فانا اول الرافدين. كما علم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ان يقول كن ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين وليس له ولد بطبيعة الحال. فالقصد انه يقول لان حبي قيس والتزام التزام عميق. فحينئذ لما لامون ونبذوني بالصفات السيئة هان ذلك علي لسلامة حبي ومعتقدي في من احب. ادي معنى الكلام هذا الذي اراده هذا العالم بسوق هذين البيتين. وهان علي اللوم في جنب حبها. وقول انه لخليع اصم اذا نوديت باسمي اي انني لا ارى لحظ نفسي في نفسي شيء. فاذا ناديت باسمي اي اذا نادتني نفسي لاحرز فبعض حظوظي العاجلة من الشهوات والرغبات فانا على الحقيقة اصم. لا اسمع واذا قيل لي عبدها لسميع. اذا نادوني باسمها فانا اسمع. فهو يريد ان يقول ان المحب على الحقيقة هو من يترك حظ نفسه لامر من يحب ولو كان على لا في هواه هذا الذي اراده. وروى ابن ابي حاتم في تفسيره ان ابراهيم عليه السلام لما اتخذه الله عز وجل خليلا تعالت ضربات قلبه. حتى ما كان يسمعها البعيد كما يسمع الرجل خفقان الطير في جو السماء. لماذا لان الله عز وجل لما اتخذه خليلا وشرفه بهذا الاجلاء خشي ابراهيم عليه السلام الا يكون على مستوى هذه الخلة او الخلة على المعنيين كما سيأتي. فان قصر في عبادة ربه او ان يقصر في مناجاته. كما قال العباس ابن عبد المطلب لابنه عبد الله ابن عباس يا بني اني رأيت امير المؤمنين اصطفاك وقربك واجناس فاياك ان تخشين له سرا. اياك ان تفشين له سرا. لان هذا يوغر صدره عليه وتسقط من نظره وسقوط الرجل من نظر الافاضل كالذي سقط ومن حالف لا ام له. لان الجرح والتعديل انما يعتمد من الافاضل الاماكن لا من الجاهلين الذين لا يشكلون في دنيا الناس شيئا. اتخذ الله ابراهيم خليلا ان مأخوذ من الخلة او الخلة. فاما الخلة فهي المحبة الصادقة وان الخلة فهي المسكنة والحاجة مسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه عليه واله وسلم قال الا اني ابرأ الى كل خليل من خلته او من خلته. ولو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله. قال وكيع احد رواة هذا عن الاعمس يعني نفسه صلى الله عليه واله وسلم. الا اني ابرأ هذه براءة الى كل خليل من خلته. فاذا كانت الخلة بضم الخاء المعجمة اي بمعنى المحبة. فالمعنى ان انه لا الخليل الا اذا تخللت المحبة فملأت مسام القلب. فامتلأ عن اخره. بهذه محبة وهذه لا تنبغي الا لله عز وجل. لا سيما في قلوب اصفيائك فكأن النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يقول انا بريء من ان تملأ محبة احدكم قلبي. وتتخلله كله. فانا بريء من هذه لانها لا تكون الا لله عز وجل الذي ملأ علي قلبي. واذا كانت بمعنى الخلة اي الحاجة فكأنما قال انا بريء ان انزل حاجتي ومسكنتي وضراعتي باحد لانها لا تكون الا لله عز وجل فهو ملاذي وملجاي ولو جاز لي على سبيل التنزل ان يكون لاحد من العالمين مثل هذا لكان لابيهم وقد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا اللعن في اخر خطبها كما في حديث ابي سعيد الخدري الذي رواه الشيخان ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ان عبدا من عباد الله خيره الله عز وجل بين زهرة الحياة الدنيا. وبين ما عنده فاختار ما عنده. فبكى ابو بكر رضي الله عنه. وقال نفسي الفداء يا رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. ولكن خلة الاسلام افضل. وروى ابن مردويه في تفسيره باسناد فيه ضعف. ولكن لفقرات هذا الحديث شواهد. من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج على اصحابه يوما فوجدهم يتكلمون فتسمع لحديثهم. فقال بعضهم ان اتخذ بعض عباده خليلا. وهو ابراهيم. وكلم بعض عباده تكليما وموسى ونفخ في بعض عباده من روحه وهو عيسى واصطفى بعض عباده وهو ادم. فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال قد سمعت ما قلتم فان الله اتخذ ابراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وكان عيسى روحه وكلمته واصطفى ادم الا واني حبيب الله وسيد ولد ادم ولا صخر يوم القيامة. واول شافع تقطع وانا اول من يحرك حلق الجنة بيده. ولا فخر القصة ايها الاخوة ان اجتباء الله عز وجل لابراهيم هذه اعظم صفاته على الاطلاق ولذلك كان على قدرها جلس عبيد بن عمير في مجلس وعظه فذكر هذه الاية واتخذ الله ابراهيم خليلا. فقال كان ابراهيم عليه السلام لا يطعم الا مع احد. اي لا يأكل وحده منفردا. وقد ورد في غير ما ان اول من ضيف الضيفان هو ابراهيم عليه السلام. فمضى هو نصف شهر ولم يأته ضيف. ففزع لذلك. واغتم وخرج يلتمس ضيفا فلما رجع وجد في داره رجلا فقال من اذن لك؟ ان تدخل داري بغير اذني. فقال اذن لي ربها. قال انا ربها فمن انت؟ قال انا ملك الموت. قال وما جاء بك؟ قال ان الله امرني ان وابشر عبدا من عباده انه اتخذه خليلا. فقال ابراهيم عليه السلام دلني عليه فوالله لو كان في اطراف الارض لاتيته. فقال ان الله امرني ان ابشرك فقال له بم بلغت هذه المنزلة؟ قال بانك تعطي الناس ولا تسألهم. رواه ابن ابي حاتم ايضا في تفسيره. فتأمل هنا بانك تعطي الناس ولا تسألهم. لان المسألة في الاصل محرمة. الا لله عز وجل اذا سألت فاسأل الله. هذا هو اصل المسألة. يبقى اصل المسألة في التحريم ولكن رخص فيها. يبقى الاصل التحريم تحريم العزيمة. والسؤال سؤال العباد او الخلق هذه رخصة من الله عز وجل. لا جهاد لما جاء وفد الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقالوا يا رسول الله عظنا او اؤمرنا او اعهد الينا قال لا تسألوا الناس شيئا. فكان صوت احدهم يسقط نسقط منه وهو على بغلته فلا يسأل احدا ان يناوله. اعمالا لهذا العهد لا تسأله الناس شيئا لكن كما قلت رخص للعباد ان يسألوا وان ينزلوا حاجاتهم بالعباد لكن ما لا يقدر عليه الا الله فهو على الاصل. فلا يجوز ان تسأل احدا شيئا لا يملكه او هو يعجز عنه كأن تقول لفلان مثلا اغفر لي ذنبي. وانت معتقد انه يغفر الذنب لا لكن اذا قلت له اغفر لي على سبيل ان يسقط مظلمته ولا يسألك عنها يوم القيامة فهذا مشروع. لان هذا بيده. لان المظالم يوم القيامة اذا كانت مظالم بين العباد وبعضهم فهذه لا يسقطها الله عز وجل الا برضا المظلوم فاحرى ان يملكها في الدنيا ان ملكها في الاخرة. احرى ان يملكها في الدنيا كما وقع وهذا ورد في بين ابي بكر وعمر شجارا او مشاحة او ملاحاة بينهما. وكان ابو بكر فيه حجة واسرع الى عمر فقال ابو بكر لعمر اغفر لي قال لا اغفر لك اغفر لي بمعنى اسقط المظلمة. قال لا اغفر لك. ثمان عمر ندم اما ابو بكر فالتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال اما صاحبكم فقد غامر. فجاء ابو بكر فقال يا رسول الله كان بيني وبين عمر كذا وكذا فقلت له اغفر لي فابى. فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم يغفر الله لك يا ابا بكر ثلاثا ثم ان عمر ندم فذهب يلتمس ابا بكر في بيته فما وجده الا يلتمسوه حتى اتى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم. فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم تمعر وجهه وتلون فجاء عمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم جئت فقلتم كذبتم. وقال ابو بكر صدق. ووافاني بماله. فهل انتم قولي صاحبي فجثى ابو بكر على ركبتيه وقال يا رسول الله والله لقد كنت انا اظلم يريد ان يسقط الملامة من على عمر. لما رأى غضب النبي صلى الله عليه واله وسلم الله عز وجل تكن في الضيقة. قال بم وصلت الى هذه الخلة؟ اتى بي المسألة. تعطي ولا تسألهم. وهذا متوافق تماما مع سجية الكرم. التي طبع عليها ابراهيم عليه السلامة. الكرم والسخاء يغطي كل عيب وان كان عظيما. والبخل يكشف المرء ولو كان له من الصفات كذا وكذا. لذلك اول من ضاف الضيفان وهو هذا ثابت عن ابراهيم عليه السلام انه ما كان يأكل الا اذا اصطحب ضيفا الى بيته. اذا ايها الاخوة مقتضى هذه الخلة ان تملأ هذه المحبة شغاف قلبه؟ والا ينزل حاجته الا بالله عز وجل. فهذه هي الصفة التي انفعل لها ابراهيم عليه السلام. هجر اباه واعلن له العداوة. وترك بلده وهاجر في عدة سفرات. كل هذا يلتمس ينشو فيها الدعوة الى الله عز وجل. ويعرف الناس بالله الذي يحبه الذي اتخذه خليلا فانما انفعل لهذه طيلة عمره. وما وقعت مناظراته الا في اثبات في التوحيد وسنأتي على مناظرات ابراهيم عليه السلام ففيها العجب. وهذا كله اقامة للتوحيد الذي اوصى به بنيه واوصى ابناؤه ايضا ابناءهم به اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. يقول وهو يهدي السبيل. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم روى البخاري في صحيحه من حديث عمرو ابن ميمون قال لما قدم قدم معاذ بن جبل اليمن قرأ بهم في الصلاة واتخذ الله ابراهيم خليلا فقال رجل من القوم قد قرت عين ام ابراهيم. قرت عينها لان ابنها وصل الى هذه المنزلة ان يكون خليلا لملك الملوك. فليعلم كل انسان انه بخليله يوزن وانه بصاحبه يعرف فلا تصاحبه الا اهل الفضل. فبهم تعرف. والنبي صلى الله عليه واله وسلم قال المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل. ايها الاخوة المروءة من الدين. لذلك كانت المروءة معتبرة في نقل الدين فمخروم المروءة لا حشمة له. وخبره ساقط. العلماء ما لما بيتكلموا عن صفة من يقبل خبره. يذكرون انه لابد ان يكون عدلا العدالة هي ملكة تحمل صاحبها على الدين والمروءة فيشترط في العدل ان يكون دينا. مصونا خاليا من اسباب الفسق وخوارم المروءة. مخروم المروءة. الانسان الذي ياتي ما يتقدره الناس عرفا. زي واحد يمشي في الشارع بمايوه او يمشي ونصف جسمه الاعلى عاريا. او يصاحب الفسقة والمردان والغلمان والكلام ده او يصفف في الموازين بيسرق. ده عاصي ومخروم المروءة ايضا. او اي شيء يكون في العرف جريمة. والناس يشترون سمعتهم بالمال حاتم الطائي رجل اشترى سمعته بماله فيقال اكرم من حاتم. او هذا كرم حاتم. ثم انظر الى هذه التي جاءت بعد حاتم رغم انه كافر. كيف انها حملت سيرته وتواترت على نقلها برغم انه لا يربطها به نسب. لان هذا مما يمدح ان يكون المرء كريما. فتجد القريب والغريب ينقل هذه السجايا. بلا كلفة فهذا اشترى سمعته بالمال. وكذلك كثير من العرب الذين كانوا يدفعون الاموال الطائلة في الديار. وكذلك بنو هاشم. لما كان العرب يحجون قبل الاسلام. كانوا على امر السقاية. ويقومون على اطعام الحجيج. فالله عز وجل قال لهم اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر؟ اتجعل هذه لان السقاية كانت شرفا. لما يحج مثلا عشر تلاف عشرين الف من كل بقاع الارض. فيأكلون يشربون ويسكنون ويأمنون. فيرجع كل واحد الى بلده والى رحله يتحدث عن بني هاشم هذه هي السمعة التي حرص عليها بنو هاشم. اذا الانسان بيشتري سمعته بالمال فما اضعف عقل من من يصاحب الاحداث. ويمرغ سمعته في الرغام. ويصير ذكره احدوثك سوء على كل لسان ثم هو مع ذلك لا يأبه. لقد كثر هذا الضرب في زماننا فخرج المكذبون لله ورسوله ولم يستحي واحد من منهم ان يقال له عدو الله. او ان يقال له عدو السنة. بالعكس هو تركب القاعدة المعروفة خالق تعرف. وصار ذلك شنشنة لكبار يذكر اسمهم تذكر اسماؤهم في المحاسن. وبين وتحت ايديهم الاجهزة كلها المرئية والمسموعة والمقروءة. ومع ذلك لا يستحون. ايها الاخوة الادارة قديما ما كانت تؤول الا لرجل تعلم الادارة ثم استدار الزمان فملك الادارة من لا يحسن ان يكون رد خمسة او وستة او واحد ومعلوم ان قيام الدنيا كلها وصلاح الدنيا كما يكون على حسن الادارة. قال ابو بكر الصديق لما سألته امرأة ما بقاء هذا الامر الصالح فينا؟ قال ما استقامت لكم ائمتكم فقالت له ومن الائمة؟ قال او لم او او لم تر ان الناس قديما كان لهم رؤوس؟ قال الاجل قال فاولئك اولئك الائمة. كان امير المؤمنين. يستحضر العلماء الكبار ليؤدبوا الاولاد. يعلموهم الكلام الحسن. والسنت الحسن الا الحسن لانه سيواجه الناس. ثم يقرؤونهم القرآن. ويقرؤونهم الحديث ويعلموهم الاحكام ثم يعلموهم اشعار العرب وامثال العرب. حتى اذا جلسوا هذا الولد في مجلس الامارة فانه يملأ مكانه. ولا يكون محتقرا تزدريه العيون. فان المرأة قد يغلط الغلطة بين اهل الفضل فيسقط من نظرهم. وانظر الى مالك وانتم تعرفون مالكا وتعرفون قدر مالك رحمه الله. قال عبدالملك ابن الاصمعي ما كان احد اعظم في صدري من مالك. حتى لحن لحنة فسقط من عينه. لحن لحنه. اخطأ في اعراض رفع المفعول مثلا او نصب الفاعل طبعا ما احقق المسألة ان عبدالملك بن قريب الاصمعي كان محقا في هذا ام لا؟ لكن اريد المعنى الذي قصدته من هذا المثال ما لك وان لحن فهو مالك. وجل من لا يخطئ. ان الكساء علي ابن حمزة احد الائمة السبعة من اصحاب القراءات. القراءات المتواترة سبعة وبعدين تلاتة كمان يبقوا عشرة. لكن الاقوى السبعة التسائي واحد من هؤلاء. قرأ القرآن مرة يعني حافظ القرآن وصاحب قراءة فقرأ مرة فقال لعلهم يرجعين كان بيصلي وراه هارون الرشيد. قال هارون فامسكت عن رده لظني انها قراءة جايز تكون هي دي قواعد الكسائي لعلهم يرجعين. مع انه اول مرة يسمعها. فلما قضيت القراءة فقال له ما هذه؟ قال يا امير المؤمنين لكل جواد كبر. وهذه كبوة هذا الجواز لعلهم يرجعون فرآها يرجعين. ولو نظرت في اهل الفضل جميعا لابد ان ترى شيئا او السيئين او ثلاثة او اربعة او عشرة يؤخذ على هؤلاء. العبرة بكثرة المحاسن وقلة السيئات. لكن المعنى الذي اردته فانظر الى اصمعي جاء وقد ملأ قلبه قلبه حشمة ما لك. فلما وقف له على زلة او على خطأ تناقصت هذه. اذا لا يكون المرء كاملا الا اذا احرز اغلب صفات الكمال فالقصد يا اخواننا ان الحرص على ان يرتفع المرء عن الدنايا هذا ايضا مقرون بقدر صاحبك. ونحن نقيم الناس باصحابهم. والعرب قول قل لي من صاحبك؟ اقول لك من انت؟ وهذا هو ترجمة الحديث المرء على دين خليله دين هنا هو الميل والهوى اي المرء على ميل صاحبه وعلى ميل خليله فلينظر احد احدكم من يخالف فان المرء يقرن بصاحبه ويوصف به. لاجل هذا كان ابراهيم عليه السلام على مستوى هذه الخلة. انه خليل الله تبارك وتعالى. فلا جرم لم يقع منه معصية نعلمها عليه السلام بل جهاده كله كان في الله عز وجل حتى كذباته حتى كذباته الثلاثة كانت كلها في الله عز وجل. ابو هريرة يقول سنتان منهما في ذات الله. ثنتان. طب والتالتة؟ ثنتان عينهما قال بل فعله كبيرهم هذا وقوله اني سقيم. فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم. جئت الله محضن. اي لم يكن لابراهيم عليه السلام ادنى حظ في هاتين بل قصد ان يقيم الحجة على هؤلاء لله عز وجل طيب التالتة لما الجبار اخذ امرأته. طبعا له حظ نفس لان ده ويتمنى ان يسلم عرضه وهذا هو القدر الذي جعل ابا هريرة لا يقول هي في ذات الله. ليه؟ لان له حظ نفسه في المسألة. حتى وان كان صوم العرض من الشرع. لكنه وافق الشرع ووافق حظ ايضا فلم يكن محضا لله عز وجل. فاستثنى هاتين ولم يذكر هذه وان كانت ايضا لله تبارك وتعالى وللبحث صلة ان شاء الله عز وجل. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا ثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا. ربي ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اغفر لنا هزلنا