بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد نكمل في هذه الليلة سلسلة سير العلماء في نشر الاعتقاد لفضيلة الشيخ آآ دكتور محمد هشام طاهري يحدثنا المجلس الثاني عن الاقتصاد في جهود ابي الصفين في نشر الاعتقاد فليتفضل ما شاء الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذه هي المحاضرة الثانية في الاختصاصات في بيان الجهود علي مظمون في نشر الاعتقاد. مر معنا انه تمت بيعة علي رظي الله عنه بالخلافة بطريقة الاختيار ونقول هذا الكلام ردا على الخوارج المارقة الذين تكلموا في خلافة علي رضي الله عنه وزعموا انه ليس بخليفة وبنوا على هذا الزعم امورا باطلة واعتقادات خاطئة ومنها ان الخلافة لا تنعقد الا لمن اجمعت عليه الامة فزعموا ان الامة قد اختلفت على خلافة علي ووقع النزاع في زمانه عليه ولذلك لا يكون هو خليفة وهذا من ابطل ما يكون فان بيعة علي رضي الله تعالى عنه كانت بطريقة الاختيار فلما استشهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه دينا المارقين الزايغين اهل الضلال الاوباش الغوغاء وقد جاءوا من امصال مختلفة ومن مناطق متباينة لا ترى لهم في الدين وانما هم غواء الناس فبعد ان قتلوا عثمان رضي الله عنه ظلما وزورا يوم الجمعة الثامن عشر آآ من اه او التاسع عشر من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين قام كل من بقي بالمدينة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وهم اهل الحل والعقد هم اهل الحل والعقد المهاجرون والانصار قاموا بمبايعة علي رضي الله عنه بالخلافة وذلك لانه لم يكن احد افضل منه على الاطلاق في ذلك الوقت ولذلك ايها الاخوة ننتبه الى دعاوى المدعين الذين يقولون ان علي رضي الله عنه كان يطلب الخلاف فهذا مردود للروايات التي ستأتي ودعاوى من يدعي انه ليس بخليفة لان الناس اختلفوا عليه فهذا مردود لان الحل والعقد لم يختلفوا عليه ولذلك ايها الاخوة نحن ينبغي لنا ان ننتبه ان علي رضي الله عنه اولا لم يكن حريصا على الخلافة ثانيا كان رضي الله عنه لم يكن ليقبل البيعة لولا الالحاح الشديد من اهل الحل والعقد ممن بقي من الصحابة اه له بقبول المبايعة. ثالثا خوفه الشديد على ازدياد الفتن وانتشارها. لولا قبول البيعة والخلافة الامر الرابع انه رضي الله تعالى عنه لم يكن حريصا على الخلافة ومما يدل على ذلك ان الزمن زمن فتنة فلو كان الرجل لم يكن حريصا على الامة لما قبل الخلاف حتى تهدأ الاوضاع لكنه نظر نظرة ثاقبة الى اهمية الحفاظ على اه بيضة الامة حتى لا تختلف وتأملوا معي لو انه لم يقبلها لربما صار لاهل مصر خلافة ولاهل اليمن خلاف ولاهل العراق خلاف ولاهل الحجاز خلاف فكانت الفتنة برد البيعة اشد ولا يسعه ان يرد مع علمه بانه هو الذي يجب عليه قبول هذه الخلافة لانها الحل والعقد كلهم اشاروا اليه وعدم قبول هذا الامر في هذا الوقت يعني عياذا بالله ضياع امة محمد صلى الله عليه وسلم ومما يدل على ذلك صراحة ما جاء في اه ما رواه ابو بكر الخلال باسناده الى محمد ابن الحنفية قال كنت مع علي رحمه الله ورضي عنه وعثمان محصر. قال فاته رجل فقال يا امير المؤمنين وقال اه ان امير المؤمنين مقتول الساعة هذا الرجل جاء يخبر علي رضي الله تعالى عنه انه قتل في هذه اللحظة قال محمد بن الحنفية بن علي فقام علي رضي الله عنه قال محمد فاخذت بوسطه تخوفا عليه. ضوء الناس. يمكن يقتلونه بعد فقال خلي عني لا ام لك يقول لابنه قال فاتى على الدار وقد قتل عثمان رضي الله عنه فرجع علي الى داره واغلق بابه فاتاه ناس يعني من الصحابة فاتاه ناس فضربوا عليه الباب. فدخلوا عليه فقالوا ان هذه الخليفة قد قتل ولابد للناس من خليفة ولا نعلم احدا من الشهور الستة اربعة تنازلوا ودار الامر بين عثمان وعلي وبوي علي عثمان فلم يبقى حكم الخلافة بعده الا علي قال ولا نعلم احدا احق بها من فقال لهم علي لا تريدوني اي انا لا اريده وانتم اتركوني لا تريدوني بمعنى اتركوني او لا ترغموني فاني لكم وزيرا خير مني لكم اميرا فقالوا لا والله لا نعلم احدا احق بها منك قال فان ابيتم علي فان بيعتي لا تكونوا سرا ولكن اخرج الى المسجد فخرج فبايعه الناس هذه رواية تجلي لنا انه رضي الله عنه لم يكن حريصا على الخلاف وهذا يرد قول السبعين والروافض الذين كانوا يقولون انه الخليفة بعد رسول الله لو كان الأمر كذلك لما كان له ان يرفع ولما كان له ان يقول لا انا وزير ابحثوا عن غيري كان يقول انا الوصي انا المحب فهذا هذه الرواية اخرى عن سالم ابن ابي الجعدي عن محمد ابن الحنفية قال فاتاه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وان قتل ولابد للناس من امام وهذه القضية نضع تحتها خط لانها تبين مسألة مهمة من مسائل الاعتقاد وهي اهمية جود الخليفة فالصحابة لا يريدون ان يجلسوا ولو لحظة بدون خليفة فقالوا ولابد للناس من امام ولا نجد احدا احق بها منك رضي الله عنه فقال علي رضي الله عنه لا تفعلوا فاني لكم وزيرا خيرا مني اميرا. فقالوا لا والله ما نحن حتى نبايعك. قال ففي المسجد فانه ينبغي لبيعتي ان لا تكون خفية ولا تنقصني قال لان علي رضي الله عنه ظن ان هؤلاء الذين حضروا هم الذين رظوا ببيعته فقط قال فقال سالم بن ابي الجعد فقال عبد الله بن عباس فلقد كرهت ان يأتي المسجد كراهية ان يشغب عليه. خاف من الغوضاء الذي قتلوا عثمان يشغبوا على علي وابى هو الا المسجد. علي رضي الله عنه ابى الى المسجد فلما دخل المسجد جاء المهاجرون والانصار فبايعوا وبايع الناس هذه رواية ابن عباس اذا ما الذي نستفيده ايها الاخوة؟ ان الذين بايعوا علي هم الصحابة المهاجرون والانصار. وليست كما في روايات المكذوبة ان الناس ارغموه على البيعة كما يقولون. فهذا كذب وزور من السبئية واختلاق منهم لكي يوجدوا الفجوة بين المسلمين اكثر فاكثر الذين بايعوا والذين اصروا على بيعتهم هم المهاجرون والانصار فنستفيد من هذه الاثار الصحيحة نصرة علي ابن ابي طالب لعثمان رضي الله عنه وكان اكثر الناس دفاعا عنه حتى انه قال بما لي عليك من سمع وطاعة الا ذهبت الى بيتك وثانيا زهد علي رضي الله عنه في الخلافة خلافا لما يزعمه الخوارج والصحابة جاؤوه وطلبوه وضربوا عليه الباب. والزموه وبينوا له انه لا يسعه التخلي عن الامة ثالثا ان بيعته كانت عن اجماع من الصحابة من المهاجرين والانصار والناس عامة في المدينة فاذا هذه بيعة اجماعية لم تكن بيعة سرية ولم تكن بيعة عن عصبية ولم تكن بيعة عن ارغام من الغوغاء بل هي بيعة تمت على مرأى ومسمع من اهل الحل والعقد واما ما يزعمه بعض المؤرخين او بعضنا المعاصرين ان الغوغاء هم الذين بدأوا اول من يبايعونه وان طلحة والزبير بايع مكرهين فهذا كله ليس له اساس لان الذين جاءوا الى بيته هم الصحابة المهاجرون والانصار ومنهم طرحة وز به واما كون الغوظة بايعوا فمغوغة كونهم يزاحمون اهل الحل والعقد فوضوا الله. فهذا امر لا ينكر ونحن نقول ان الصحيح انه لم يجد الناس بعد ابي بكر وعمر وعثمان كالرابع علي رضي الله عنه لا قدر ولا علم ولا مكانة ولا منزلة ولا سبقا ولا جهدا ولا جهادا لذلك عزم عليه المهاجرون والانصار ورأوا ان ذلك فرض عليه فالزموه فانقاد لهم رضوان الله تعالى عليه وعليه وكما ذكرت لكم ايها الاخوة مصلحة الامة فوق كل قضية وهذه قضية نستفيد منها ان هناك امور ينبغي للفرد والمجتمع ان يتخلوا عنها لاجل مصلحة الامة فكم من داعية اليوم يقدم مصلحة نفسه على مصلحة الامة وكم من جماعة يقدمون مصلحة انفسهم على مصلحة الامة اما ان يتوله الحكم واما ان يخربوه على من فيها فهؤلاء ما فقهوا دين الله عز وجل والا الواجب على المسلمين ان يعلموا ان مصلحة الامة فوق كل مصلحة علي رضي الله يعلم انه لما يبايع سيتهم باتهامات من قبل اناس مختلفين لكن مصلحة الامة فوق كل شيء ولذلك ايها الاخوة اذا قال قائل ان مما يدل على ان عليا لم يبايع من قبل الحل والعقد انه لما بويع له سار طلحة والزبير لم يسر الصحابة مع علي من المدينة الى الكوفة فالجواب ان البيعة شيء والمسير معه شيء اخر البيعة مسألة الزامية عينية لا يسع احد التخلف عنه اما المسير معه من المدينة الى الكوفة فهي قضية ليست الزامية الا بالزام الخليفة وعلي رضي الله عنه لم يأمرهم بالخروج كلا فلذلك ليست هي للجميع. فتخلف من تخلف من الصحابة وجلسوا في المدينة ولم يخرجوك من السعد واسامة وغيرهم رضوان الله تعالى عليه. فالخلط بين المسألتين ادى الى قول بان هناك من الصحابة فمن لم يبايع بناء على كونهم جلسوا في المدينة ولم يخرجوا معه وهذا غلط عظيم وانما كان منشأه من بعض المستشرقين لزلك ننقل بعض الروايات التي تؤكد لنا ان خلافة علي كان عن اجماع ومن ذلك ما جاء عن احمد ابن حنبل رحمه الله انه قال حديث السفينة في الخلافة صحيح اليه اذهب في الخلفاء قال عبدالله بن الامام احمد قلت لابي ان قوما يقولون انه ليس بخليفة هذا قول الخوارج القدامى وهو لازم قول الخوارج المعاصرين. ليش؟ لان الخوارج المعاصرين ايضا يقولون ليس هناك خليفة الا ان يكون خليفة عامة وهذا موجود في بعض كتبهم وفي ثنايا بعض خطبهم موجود وهذا من ضلالاتهم قال عبدالله قلت لابي ان قوما يقولون انه ليس بخليفة قال هذا قول الامام احمد رحمه الله اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون له يا امير المؤمنين افنكذبهم استدلال عجيب ان الامام احمد استدل بامرين انه خليفة وما وجد فيها في اي حاكم هذان الوصفان فانه الوصف يناديك. الوصف الثاني ان يقيم لهم حدود الشرط ان يقيم لهم حدود الامن والبلد الاحكام فإذا الإمام احمد استدل بهذا قال قطعه ورجم وفعل هذه الأمور ليس الا فلما قام ذلك دل على انه كانت خليفة. يقول يشارك رحمه الله ونثبت الخلافة بعد عثمان لعلي رضي لما قتل عثمان وبايع صار اماما حقا واجب الطاعة. وهو الخليفة في زمانه ناقة النبوة كما دل عليه حديث السفينة انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشاء وجاء عن ابي بشير العابدي قال كنت بالمدينة حين قتل عثمان رضي الله عنه واجتمع المهاجرون والانصار فيهم طلحة والزبير فاتوا عليا فقالوا يا ابا الحاج قال لهم ما نبايعك وتذكرون انا ذكرنا في عثمان ان الزبير تنازل عن الخلافة لمن لعلي الزبير تنازل الخلافة عن علي فهل العالي الذي تنازل عنه وانتبهوا ان بين الزبير وبين علي صلة لان الزبير ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصير ابن عمة علي رضي الله تعالى عنه فهل الان يتركوا؟ الجواب لا لذلك يقول الراوي فيهم طلحة والزبير قالوا يا ابا الحسن هلم نبايعك؟ فقال لا حاجة لي في انا معكم فمن اخترتم فقد رضيت به فاختاروا فقالوا والله ما نختار غيرك اذا هذه الرواية فيها تمام البيعة بعلي رضي الله عنه والروايات في هذا كثيرة ذكر بعضها ابن الجليل رحمه الله تعالى الصحابة متفقون على انه رضي الله تعالى عنه خليفة وما جاء في بعض الروايات من ان طلحة والزبير بايع مكرهين فكما ذكرت ليس له مستندا صحيح من الاسناد ولا مستند صحيح من العقد وانما هي روايات مختلقة من السبئية والغوغاء حتى يبرروا للناس افعالهم واقوالهم وقد جاءت رواية صححها الحافظ ابن حجر من طريق الاحنف ابن قيس وفيها ان عائشة وطلحة والزبير ثلاثة وفيها ان عائشة وطلحة والزبير لما جاءوا الى البصرة رظوان الله تعالى عليها شالهم احنف ابن قيس من يبايع فقالوا له فامروه ان امروا الاحنف ابن قيس بمبايعة علي رضي الله عنه طيب الان هل يعطى شخص لا يرى البيعة لعلي وهو خارج للبصرة الان القصاص من قتلة علي من اهل البصرة. هل اذا كانوا لا يبايعونهم ولا يضرنا بيعته كيف يقول لشخص اخر انتم اذهبوا انت اذهب وبايعوه هذا لا يمكن من ناحية عقلية وهذا هذا الاسناد صحيح صححه الحافظ ابن حجر قال هكذا الرواية قال ان عائشة وطلحة والزبير قد امروا الاحنفة بمبايعة علي رضي الله عنه بعد ما استشارهم في من بعد عثمان رضي الله تعالى عنه قال ابو الحسن الاشعري ونثبت امامة علي بعد عثمان رضي الله عنه بعقد من عقد له من الصحابة من اهل الحل والعقد. لانه لم يدعي احد من اهل الشورى غيره في وقته. لم يدعي احد ان له الخلاف. وقد اجتمع على فضله وعدله وان امتناعه وعن دعوى الامر لنفسه في وقت الخلفاء قبله كان حقا لعلمه ان ذلك وقت لعلمي ان ذلك تأملوا معي لم يدعي الخلافة لا في زمن ابي بكر ولا عمر ولا عثمان فلما جاءه الصحابة ولحوا عليه وهو يرفض لم يجد بدا قام وعلم انه لا احد يستطيع القيام في هذا الزمن الذي هي الزمن العاصفة الهوجاء التي ذهبت بعقول كثير من الغوغاء الذين يعني لم يعرفوا قدر الصحابة رضوان الله تعالى عليها. يقول ابو الحسن الاشعري وائمة العدل على السداد والرشاد متبعين لكتاب ربهم وسنة نبيهم هؤلاء الاربع المجتمع على عدل وفضلهم رضي الله تعالى عنهم وابو بكر وعمر وعثمان وعلي وهنا لابد ان نشير الى ان معاوية رضي الله عنه لم يقاتل علي على الخلافة لانهم يذكرون يقولون علي معاوية قاتله لانه لم يذعن له بالخلاف. هذا الكلام مختلق مزور مزور ومما يؤكد لنا هذا ما جاء في الرواية الصحيحة ان ابا مسلم الخولاني ان ابا مسلم الخولاني جاء ومعه اناس الى معاوية فقالوا له انت تنازع علي انت؟ اني لاعلم انه افضل مني. واحق وبالامر مني ولكن الستم تعلمون ان عثمان قتل مظلوما وانا ابن عمه والطالب بدمه فاتوه فقولوا له فليدفع الي قتلة عثمان واسلم له فاتوا عليا فكلموه فلم يدفعهم اليه وفي رواية فليقتص من قتلة عثمان وانا اول من يبايعه طبعا هي قضية اجتهادية. علي رضي الله عنه يرى انهم غوغاء واكثر الناس اليوم اصبحوا غرة فان وهم من قبائل شتى تأملوا معي ان القتلة من ربيع ومن كلب ومن كذا ومن كذا كل القبائل كل واحد ستتعصب لذويه فلو ان علي رضي الله عنه قتلهم مع هذا الوقت العصيب لما استقام امر الخلافة ابدا ما استقامت بالمرة لا تستطيع لكن معاذ رضي الله عنه ما نظر هذه النظرة وانما نظر نظرة وجوب القصاص اولا فهذا يتخطى في الاجتهاد والا هو يرى ان علي رضي الله تعالى عنه خليفة حقا لما بويع له بالخلافة بالاجماع كما ذكرت بلا نزاع يعلم من الصحابة والتابعين قلا ما يذكره السبئية والغوغاء ونقلوه ونقل ذلك عنهم بعض المؤرخين ترى انا اقول قضية مهمة لابد ان ننتبه المؤرخون حالهم المؤرخون حالهم كحال المبرمجين اليوم الذين كل ما يقال يضعونه في البرنامج صدق ولا كذب حق ولا باطل فليس معنى ذلك ان كل ما نجده في كتب التاريخ حق الحق منه ما وافق الكتاب والسنة وما خالف الكتاب والسنة فهو باطل. وما ليس فيه مخالفة ولا موافقة فهذا يروى ويذكر ولكن لا يعتمد عليها انما هي اخبار حالها كحال مرويات بني اسرائيل الا اذا صحت باسانيد فحينئذ حكمها انها اسانيد صحيحة واقوال منقولة صحيحة اما علي رضي الله عنه فبعد ان بويع له قام خطيبا رضي الله تعالى عنه بعد ان اشترط عليهم اربعة امور ان تكون البيعة في ملأ لا خيفة وفي المسجد النبوي وعن رضا المسلمين وانه يدير امرهم كما يراه ويعلمه من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء قبله فوافقوه وتواعدوا صباح اليوم التالي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيعة. وكان يوما حاسما من ايام الله تبارك وتعالى كم عصم الله بهذه البيعة من دماء؟ الناس يقولون ان البيع جلبت دماء هذا والله نظرة الاوائل من الناس الذين لا فقه عندهم والا من نظر نظرة تعمق لعلم ان عدم بيعة علي وعدم قبوله للبيعة كان يعني القتل الذي لا انتهى له بين الامة وان المسارعة في البيع ومسارعته في قبول البيعة. واعلان الخلافة عصمة لكثير من الدماء وان كان قد اريقت بعض الدماء فعلي رضي الله عنه وقد لبس احسن الثياب وقام على المنبر حمد الله واثنى عليه ثم قال ايها الناس اني كنت كارها لامركم فابيتم الا ان اكون عليكم الا وانه ليس لي امر دونكم الا ان مفاتيح ما لكم معي كلمات عجيبة وعميقة يا ايها الاخوة لو وقفنا عند كل كلمة لاخذنا الوقت لكن تأملوا معي كلمة اني كنت كارها لامركم ما يريد الخلافة. اذا هذا يبطل قول السبئية والرافضة بانه احق بالخلافة وقوله فابيتم الا ان اكون عليكم يبطل قول من يقول انه بويع بلا بلا اجماع هذا اجماع وقوله الاوانه ليس لي امر دونكم يبطل قول من يقول ان عليا ما كان يرى الاخذ بالمشورة وقوله الا ان مفاتيح ما لكم معي يبطل قول الخوارج الغوغاء الذين يقولون ان امر المال الينا وقوله الا وانه ليس لي ان اخذ منه درهما دونكم دليل على زهده وورعه. ثم قال يا ايها الناس ان هذا امركم ليس فليعهد فيه حق الا من امرته قرر ان قضية الخلافة ليست للغواء. قظية الخلافة للصحابة الاجلاء. للمهاجرين والانصار بعض المعاصرين يستدل بهذه العبارة على ان القضية الخلافة قضية لعامة الخلق. هذا خطأ عظيم مقتل علي رضي الله عنه علي رضي الله عنه بهذه العبارة يضع ان الخلافة حقها في الصحابة والمهاجرين والانصار. وفي اهل الحل والعقد يقول ان هذا امركم ليس لاحد فيه حق الا من امرته وقد افترقنا بالامس على امر فان شئتم فعدت لكم والا فلا احد على احد ثم رفع صوته قائلا رضيتم؟ قالوا نعم قال الله اشهد عليهم واقبل الناس يبايعونه. وبعد اداء البيعة قال امير المؤمنين ايضا ايها الناس انكم بايعتموني على ما بايعتم عليه اصحابي وهذه الرواية تدل على عظيم مكانة الشيخين مكانة اصحابه من قبله عنده. والا كيف يقول انكم بايعتموني على ما بايعتم علي فاذا بايعتموني فلا خيار لكم علي وعلى الامام الاستقامة وعلى الريعية التسليم تأملوا معي العبارة هذه العجيبة لماذا يقول فاذا بايعتموني فلا خيار لكم علي كأنه يقول لهم يا غوضاء يا من اردتم ان تنزعوا الخلافة من عثمان حتى قتلتموه. ان اردتم ان تنزعوه مني فلا انتزع حالي في حالة عظمى وليس الامر لكم ما في خيار الان لكم خيار قبل ان تنهي العذر. اذا بايعتم ملك الخيار ولذلك صح الحديث من بايع اميرا صفقة يده فليس له احد ان ينزعها ولذلك علي رضي الله عنه يقول هذا الكلام تأصيلا رضي الله تعالى عنه ثم انه رحمه الله خطب الجمعة التي تليها فقال في خطبته رضي الله تعالى عنه ان الله عز وجل انزل كتابا هاديا. بين فيه الخير والشر. فخذوا بالخير ودعوا الشر. الفرائض ادوها الى الله سبحانه يؤديكم الى الجنة ان الله حرم حرما غير مجهولة وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها تأملوا معي لماذا يقول هذا الكلام في خطبته الاولى ليبين ان الغوغاء ما يعرفون هذه القضايا وشد رحمه الله بالاخلاص والتوحيد للمسلمين. ثم قال والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده الا بالحق. لا يحل هذا المسلم الا بما يجب بادروا امر العامة فان الناس امامكم وان من خلفك وان من خلفكم الساعة دوكم تخففوا وتلحقوا فانما ينتظر الناس اخراهم اتقوا الله في عباده وبلاده. انكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهايم اطيعوا ولا تعصوه واذا رأيتم الخير فخذوا به واذا رأيتم الشر ودليل مستضعفون في الارض. هذه الكلمات العجيبة التي قالها في اول خطبتين له كلمات عظيمة تدل وتنبئ وتظهر لنا جهده رضي الله تعالى عنه حتى في وقت المحنة الشديدة. والمدينة في هي الغوغاء واذا به رضي الله عنه ويبين قواعد مهمة لا يمكن التنازل عنها من عظيم اجتهاداته في نشر التوحيد والايمان والاعتقاد. ما رواه الامام احمد. واسماعيل القاضي والنسائي وابو علي النيسابوري وغيرهم انهم اوردوا في علي رضي الله عنه فضائل تدلنا على انه رضي الله تعالى عنه لو ما كان في دين الله عز وجل واعتقاد فضائله ومكانته في دين الله اعتقاد عندنا واجتهاداته في بيان الاعتقاد امر عظيم يصعب ان يذكره ولكن ساذكر من ذلك اشارات بعد ان ابين بعض ما ورد في فضله عن زر رضي الله عنه قال قال رضي الله عنه احبه وبرأ النسل انه لعهد النبي الامي صلى الله عليه وسلم اليه ان لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا نافع. وعن ابي اسحاق قال سأل رجل البراء وانا اسمع. قال شهد علي بدرا؟ قال قال نعم بارز وظاهر. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وابو بكر وعمر عمر وعثمان وعلي وطلحة فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهدأ فما عليك الا نبي اوصت ضيق او شيء ولذلك ايها الاخوة يقول الحافظ ابن حجر اما ما كثر من ذكر فضائله. وما الف فيه الائمة قال فالسبب في ذلك انه تأخر. فهو اخر الخلفاء الراشدين وقع الاختلاف في زمانه وخرج من خرج عليه فكان ذلك سببا لانتشار مناقبه من كثرة من كان بين من الصحابة ردا على من خالفه. فاحتاج اهل السنة الى بث فضائله. فكثر الناقل لذلك والا فالذي في نفس الامر ان لكل من الاربعة من الفضائل اذا حرر بميزان العدل لا يخرج عن قول اهل السنة والجماعة اصلا جاء رجل لابن عمر فسأله عن عثمان فذكر محاسنه ومحاسن عمله فقال ابن عمر له لعل ذلك يسوء قال نعم قال فرغم الله بانفك ثم سأله الرجل عن علي فذكر ابن عمر محاسن عمله رضي الله عنه قال هو ذاك بيته اوسط بيوتات النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال لعل ذلك يسوء. قال الرجل اجل. قال فارغم الله بانفك انطلق فاجهد على نفسك هذا ابن عمر يشهد لي علي رضي الله عنه بالفضل ومن عظيم جهده في نشر الاعتقاد ما جاء عنه في تحصيل العلم الشرعي ونشره بين العباد فانه رضي الله تعالى عنه كما تعلمون من كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من الملازمين فقه القرآن الكريم وكان مهتما بحفظه وفهمه وهو احد من يروى عنه القراءات. كما قال ابو عبدالرحمن السليمي رضي الله تعالى عنه كان الذين يقرأوننا القرآن يقرئوننا عشر ايات لا نتجاوزهن حتى نتعلم ما فيهن من العلم فعمل فتعلمنا العلم والعمل ثم ذكر الذين اخذ عنهم قال عثمان وعلي وابي وعبدالله ابن مسعود رضي الله تعالى عنهم اجمعين وايضا قال رحمه الله رضي الله تعالى عنه اليت بيمين ان لا ارتدي بردائي الا الى الصلاة حتى اجمع القرآن تأملوا هذه الرواية العالية. وقال رضي الله عنه ما دخل نوم عيني. ولا غمض رأسي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى علمت ذلك اليوم ما نزل به جبريل عليه السلام. كل يوم ما ينام حتى يعلم ما الوحي الجديد الذي تأملوا معي مهما كان متعبا مهما كان مجهدا يقول حتى علمت ذلك اليوم ما نزل به جبريل عليه السلام من حلال او سنة او كتاب او امر او نهي وفي من يزل وكان رضي الله تعالى عنه يتلقى النص من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة. وربما يكون يأخذ الخبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه كان شديد التحري في اخذ الاخبار بالواسطة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء في الصحيح انه رضي الله تعالى عنه قال كنت رجلا اذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء ان ينفعني. واذا حدثني احد من الصحابة استحلفته احلف انك سمعت رسول الله يقول العلماء حلف علي رضي الله عنه ليس لشكه في الصحابة كما يظنه بعض الجهات طيب لماذا يحلفهم اذا قالوا يحلفهم على الحفظ. اي انه انما يروي اللفظ كما سمع هكذا قال بعضها. فاذا حلف لي صدقته قال رضي الله عنه وحدثني ابو بكر وصدق ابو بكر رضي الله عنه ما كان يحلل الصديق رضي الله تعالى عنه. من اقواله التي تبين اجتهاده في نشر الاعتقاد ما رواه الحافظ ابو نعيم عن كمين بن زياد قال اخذ علي بن ابي طالب رضي الله عنه بيده فاخرجني الى ناحية الجبان قبالة المقبرة قال الى ناحية الجبانة فلما اسحرنا جلس ثم تنفس ثم قال يا كميل ابن زياد توبوا اوعية فخيرها اوعاها للعلم احفظ ما اقول لك. الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع اتباع كل ناية نعوذ بالله ان يكون الناس ثلاث. فتأمل يا عبد الله في حال نفسك من اي هؤلاء الثلاثة انت؟ قال الناس ثلاثة. عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج الرعاع اتباع كل ناع يميلون مع كل ريح لم يستطعوا بنور العلم ولم يلجأوا الى ركن وثيق وقال ايضا العلم خير من المال العلم يحرسك. وانت تحرس المال. العلم يزكو مع العمل والمال تنقصه العلم حاكم والمال محكوم عليه. والصنعة المال تزول بزواله. ومحبة العالم دين يدان به العلم يكسب العالم الطاعة في حياته. وجميل الاحدوثة بعد مماته. ما تخزن المال وهم احياء والعلماء باقون ما بقي الدهر. اعيانهم مفقودة وامثالهم في القلوب موجودة ومن امثلتي ومن كلماته العجيبة مجاعا الشعبي عن علي رضي الله عنه انه خرج عليهم وهو يقول ما ما ابردها على الكبد يعلم يجتهد في تعليمنا بطريقة عجيبة يقول ما ابرادها على الكبد قيل له وما ذلك؟ يا امير المؤمنين؟ قال ان تقول للشيء لا تعلمه الله اعلم وانا شخصيا والله ما فهمت معنى هذه العبارة ما ابردها من كلمة الا اني في احد السنوات وعلى وان لم اكن واهما في عام الف واربع مئة وخمسة وعشرين هجرية كنا في الحج وكثيرا ما نسمع شيخنا الشيخ عبد المحسن وعباد البدر يقول الله احد الله اكبر لا ادري اتركونا مثله يا شيخ كان هذا بحضور المشايخ قال الشيخ فلاح موجود الثاني والشيخ سالم واظن حتى الدكتور حمدان كانوا معي كيف هذه الكلمة تخرج منك بسهولة؟ قال لي كلمة طار بعد ذلك الكلمة بردا على الكبد كنقول سبحان الله العظيم يا اخي هذه الكلمة يقول علي رضي الله عنه ما افردها عن الكبد يعلمنا اصبحنا نخوض في كل شيء والله يا اخوة لاقولن لكم كلمة ادري واعلم يقينا انها تجرح قلوبكم وتصدع نفوسك لكن حتى نعلم اننا اصبحنا في زمان كلمة الله اعلم لا يوجد في قواميس الناس دخل علينا دكتور. دكتور في القانون والشريعة دكتور في القانون هو الشريعة واذا باحد الناس يسأله عن تطبيق الشريعة وكذا فقال له السائل السعودية تطبق الشريعة والله يا اخوان بهذا اللفظ هذا الرجل لو سكت قال لا اعلم لكان انتهت المشكلة لكن انظروا خوضه الى اين اتى والله يا اخوان بهذا المعنى بهذا المال. قال اسرائيل تنطبق الشريعة. تطبق الشريعة. انت لماذا لا تذهب اليه لماذا تأتي الى الكويت وتجلس هنا مصيبة المصايب عظيمة العظايم يظن ان الاسلام الحرية هؤلاء يقول الله اعلم مستحيل ان يقول الله اعلم. ما يعرفون الله اعلم الله المستعان من اقوال الخليفة الراشد امير المؤمنين علي رضي الله عنه قال ليس الخير ان يكثر ماله وولده عجيب والله ما هو الخير ذلك؟ قال ولكن الخير ان يكثر علمه ويعظم حلمك وان تباهي الناس بعبادة ربك ولكن الخير ان يكثر علمه. ويعظم حلمك وان تباهي الناس بعبادة ربك. فان احسنت حمدت الله. وان اسأت استغفر الله ولا خير في الدنيا الا احد رجلين. رجل اذنب ذنبا فهو تدارك ذلك بتوبة. او رجل يسارع في الخيرات ولا يقل عمل في تقوى وكيف يقل ما يتقبل ومن جميل عباراته رضي الله عنه قال كفى بالعلم شرفا ان يدعيه من لا يحسنه. ويفرح به اذا نسب اليه وكفى بالجهل ضيعة ان يتبرأ منه من هو فيه. ويغضب اذا نسب اليه اذا خرجت الى الشارع شفت اي انسان في الشارع قلت له يا جاهل يضربك يقول انت منت طبيب؟ عادي عندك قل له ما انت مهندس يقول صح ماني مهندس طيب ليش لا قلت له جاهل يغضب لان العلم اشرف شيء فيدعيه كل احد والجهل اسوأ شيء فيتبرأ منه صاحبه ومن عظيم اجتهاده العملي في بيان الاعتقاد زهده وورعه في الدنيا رضي الله تعالى عنهم يقولون يعني بعد عمر ازهد منه مثل علي كان منزل للناس رضي الله تعالى عنه عن علي بن ربيعة الوالدي ان علي ابن ابي طالب جاءه ابن النفاح فقال يا امير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء فقال الله اكبر فقام متوكلا على ابن النباح حتى قام على بيت مال المسلمين فقال هذا كناية خياره فيه وكل جان يده الى فيه يا ابن النباح علي ليشتع الكوفة. قال فنودي في الناس فاعطى جميع ما في بيت مال المسلمين. وهو يقول يا صفراء يا بيضاء غري هاها حتى ما بقي منه دينار ولا درهم. ثم امره بنضحه وصلى فيه ركعتين ما في شي في بيت ما لازم يصير قال عمر ابن قيس قيل لعلي رضي الله عنه لم ترقع قميصك؟ خليفة المسلمين مما تركت قميصك ليش ما تلبس قميص جديد قال يخشى ويقتدي به المؤمن. الله اكبر قال رحمه الله ورضي عنه لعشرون درهما اعطيها اخي في الله احب الي من ان اتصدق بمائة درهم على المساكين وعندما سئل عن السخاء ما هو؟ قال ما كان منه ابتداء السخاء تعطي ابتداء اما ما كان من مسألة فاعطاءك اياه حياء وتكرم ومن اجتهاداته رضي الله تعالى عنه في نشر الاعتقاد تأكيده على الاهتمام بالمصائب الكتاب والسنة وعمل الخلفاء الراشدين قال امير المؤمنين علي رضي الله عنه والذي خلق الحب وباطأ النسل لا يحبوهما اي ابو بكر وعمر الا مؤمن تقي ولا يبغضهما الا فاجر الردي صحيب رسول الله على الصدق والوفاء يأمران وينهيان وما يجاوزان وما يجاوزان فيما يصنعان رأي رسول الله ولا كان رسول الله يرى بمثل رأيهما ولا يحب كحبهما احدا. قضى رسول الله صلى الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهما راض ومضيا والمؤمنون عنهما راضون واستمر في حديثه قال في ابي بكر والله خير من بقى ارحمه رحمة. ورأفه رأفة. واثبته ورعا. واقدمه سنا واسلاما. فسار في مسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مضى على ذلك ثم ولي عمر الأمر من بعده فأقام الأمر على منهاج النبوة صلى الله عليه وسلم وصاحبه وصاحبه يتبع اثارهما كاتباع الفصيل امه كاتباع الفصيل امه الى ان قال فمن لكم بمثلهما؟ رحمة الله عليهما ورزقنا المضي على سبيلهما فانه لا يبلغ مبلغه الا باتباع ادابيهما والحب لهما. الا من احبني فليحبهما. ومن لم يحبهما فقد ابغضني وانا منه بريء وهنا يرد سؤال لماذا علي رضي الله عنه لم يكن عثمان رضي الله عنه الا ناداه عثمان عديل وهو يعرف قدر عثمان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلماذا لم يذكر ويذكر عثمان اذا رأى شخصا يتهم عثمان يذكره لكن لماذا لم يثبت عنه المديح في حقه خصوصا جاء في بعض الروايات ما يشير لنا ولكن الذي كان منهم انه كان للتأليف قلوب الغوغاء. فلو اثنى على عثمان فلو اثنى على عثمان لكان ذلك سببا لنصرته عنه ولكن ما كان يرظى ان احد يتكلم في كفره وهذه في حد ذاته تحسب له منقبة انه يذكر عند الغوغاء ويدافع عن امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه. ومن ذلك انه قال يا ايها الناس لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له الا خيرا انتبهوا لعلي العمر ولا تقولوا له الا خيرا. في رواية قولوا فيه خيرا. فوالله ما فعل الذي فعل. يعني في المصاحف. كونه حرق المصاحف وابقى المصحف الامام الا ما فعل الذي فعل الا عن ملأ منا جميعا اي الصحابة؟ ووالله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل وكان يقول ما كنت لاحل عقدتي شدها عمر. انه رضي الله عنه يقول والله ما فعل الذي فعل الا ان نائم منا ليش؟ لانه كان هو وزيره فكل طعن في عثمان طعن في الوزير ترى كل طعن في عثمان طعن في المشير وهو مشاور وهو وزيره وهو من خواص اهل الحل والعقد وهي المشورة عند عثمان رضي الله عنه. فالطعن في عثمان سواء فهمه هؤلاء الغوغاء القدامى والمعاصرون ولم يفهموا هو طعن في علي رضي الله تعالى عنه كيف يسكن ومن جهوده رضي الله تعالى عنه انه كان يظهر العدل ليبين عظيم مكانة الاسلام في دين الله عز وجل والعدل من اعظم مقاصد الاسلام فمما جاء عن شريح قال لما توجه علي رضي الله عنه الى حرب معاوية افتقد درعا له. فلما انقضت الحرب ورجع الكوفة اصاب الدرع في يد يهودي يبيعها في السوق. فقال له يا يهودي هذا الدرع درعي لم اعد ولم اهب فقال اليهودي درعي وفي يدي فقال علي نصير الى القاضي وكان القاضي شريح ولعه علي رضي الله عنه على قضاء الكوفة فقال له علي رضي الله عنه يصير الى القاضي فتقدم الى شريح فجلس اليهودي بين يدي القاضي وعلي رضي الله عنه فقال شريح قل يا امير المؤمنين فقال نعم اقول ان هذه التي في يد يهودي درعي لم اعد لم ابيع ولم اهب فقال شريح يا امير المؤمنين بينة القاضي ما يستطيع ان يجامل قال نعم انظر والحسن والحسين يشهدون ان الدرع درع قال القاضي شهادة لابن لا تجوز للاب وشهادة المولى لا تجوز للمولى على قول جمع من الفقهاء. وقوم مر مولانا عبد اعتقد صار مولى له فاذا ما ما عنده دليل فقال علي رضي الله عنه سبحان الله رجل من اهل الجنة لا تجوز شهادته يقول حسن والحسين من اهل الجنة شلون ما تجوز شهادته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة فقال شريح النعم ولكن لابد من بينة فحكم لليهودي فقال اليهودي امير المؤمنين قدمني الى قاضيه وقاضيه قضى علي اشهد ان هذا الحق اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله او ان محمدا رسول الله وان الدرع درعك كنت راكبا على جملك وانت متوجه الى صفين فوقعت منك فاخذتها. قال اما اذا قلتها فهي لك. وحمله على فرس قال يا شريح فرأيت اليهودي بعد ما اسلم خرج مع علي حتى قاتل معه الشراب في النهار من جهوده رضي الله تعالى عنه ما كان يبين من مسائل التوحيد والايمان من عباراته العظيمة قال لا يرجون عبد الا ربه. ولا يخافن الا ذنبه اين هؤلاء الذين يدعون حب علي؟ يخافون من ابي الفضل يخافون من الحسين ها؟ علي رضي الله عنه يقول لا يرجون عبد الا ربه ولا يخافن الا ذنبه تأملوا معي هذا الشيء العجيب قال علي رضي الله عنه ان للعالم ان للعالم ثلاث ان للعالم ثلاث علامات انتبه العلم بالله وبما يحب الله وبما يكره الله وقال في معرض وصفه للمولى سبحانه مبينا عظيما جهده في العقيدة. قال هو العالم بكل مكان. وكل حين من اوان. لم يخلق الاشياء من اصول اولية. ولا كانت قبل قبله بدية بل خلق ما خلق فاقام خلقه وصور ما صور فاحسن صورته توحد في علوه فليس احسن شيء منه امتناع ولا له بطاعة شيء من خلقه انتفاع اجابته للدين سريعة اجابته للداعين الشريعة والملائكة في السماوات والارض انه مطيعة. علمه بالاموات البائدين. كعلمه في الاحياء المتقلبين. وعلمه بما في السماوات العلى كعلمه بما في الارض السفلى وعلمه بكل شيء. لا تحيره الاصوات ولا تشمله اللغات. مدبر بصير عالم بالامور حي قيوم سبحانه وتعالى عنه وقال علي رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال ايكم ينطلق الى المدينة فلا يدع وثنا الا كسره ولا قبرا الا سواه. تأملوا معي هذه العبارات العجيبة ولا صورة الا لطخها فقال علي رضي الله عنه انا انطلق يا رسول الله فقال ان تنطلق قال فانطلق ثم رجع فقال يا رسول الله لم ادع بها وثنا الا كسرته ولا قبرا الا سويته ولا الا لطستها اين هؤلاء السبئيين الذين يدعون حب علي ويشيرون يشيدون البنيان على القبور ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد لصنعة شيء من هذا فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه الامام احمد. وفي مسلم وعندما اصبح من خليفة في صحيح مسلم قال ارسل ابا الهياج الاسدي وقال له ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تدع تمثالا الا طمسته ولا امرا مشرفا الا سويته ومن عظيم جهده في بيان وسائل الاعتقاد حرصه على تكذيب المنجمين والكهان. لما رأت امير المؤمنين علي رضي الله عنه ان يستأجر لقتال الخوارج جاءه منجم فقال له المنجم كافر اهل العهد وليس للمسلم وليس للخبيث ان يقتل المنجم الكافر ذي العهد. وله ان يمنعه من تنجيمه قال فقال يا امير المؤمنين لا تسافر فان القمر في العقرب فانك ان سافرت والقمر في العقرب هزم اصحابه قال علي رضي الله عنه بل اسافر ثقة بالله وتوكلا على الله والتكذيب لك فسافر رضي الله عنه فبورك له في ذلك السفر فقتل عامة الخوارج فلما فرغ من النهروان حمد الله واثنى عليه ثم قال لو سرنا في الساعة التي امرنا المنجد لقال الجهال الذين لا يعلمون وفي الساعة التي امره بها المنجم فظهر قال امير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه ان الايمان يبدو لمضة بيضاء في القلب ونتأمل كل واحد منا حال نفسه ان الايمان يبدو لمظة بيظاء في القلب. فكلما ازداد العبد ايمانا ازداد القلب بياضا. وكلما اجتاد العبد نفاقا ازداد القلب سوادا حتى اذا استكمل العبد النفاق اسود القلب وايم الله لو شققتم عن قلب المؤمن وجدتموه ابيض ولو شققتم عن قلب المنافق والكافر لوجدتموه اسود ومن عظيم عباراته رضي الله تعالى عنه انه ومن عظيم جهده رضي الله تعالى عنه انه احرق السبئي الذين ادعوا فيه الالوهية وهذا من اعظم الجهود فيه في نشر الاعتقاد فانا عبد الله بن شريك العامري عن ابيه قال قيل لعلي رضي الله عنه ان هنا قوما على باب المسجد يدعون ان ربهم فدعاهم فقال له ويلكم ما تقولون؟ قالوا انت ربنا وخالقنا ورازقنا. فقال يا ويلكم ان منكم طعاما كما تأكلون واشربوا كما تشربون. ان اطعت الله اثابني ان شاء الله. وان عصيته خشيت ان يعذبني. فاتقوا الله وارجعوا تأملوا هذا الكلام العجيب استدل باستدلال واقعي على انه عبد فابوا فلما كان الغد غدوا عليه فجاء قنبل فقال قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام. فقال ادخلهم فقالوا كذلك فلم لما كان اليوم الثالث قال لي قلتم ذلك لاقتلنكم باخبث قتلة فابوا الا ذلك فخد لهم خدودا بين المسجد وقال اني طارحكم فيها او ترجعوا. فقذف بهم فيها حتى اذا احترقوا قال اني اذ رأيت اذا رأيت الامر امرا منكرا وقد تناري ودعوت انظره واخرج البخاري في صحيحه خبر الاستحراق من حديث عكرمة. قال اتى علي رضي الله عنه اتي علي رضي الله عنه بزنادقة فاحرقه فبلغ ابن عباس فقال لو كنت انا لم احرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال لا تعذبوا بعذاب الله ولا قتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتله. اقول ان هناك رواية صحيحة. تبين انه رضي الله اولا قتلهم. ثم القى بجثث في الاخدود وليس معناه انه احرقهم ابتداء ومحيا فان هذا لم يحصل. والرواية التي فيها محتملة اللي في البخاري لان رواية فاحرقهم بالنار ليس فيها ان نحرقهم بالنار وهو محيا وانكار ابن عباس ليس معناها انه ينكر لبس الإحرام ومحيا النهي عن الإحراق مطلق حيا او ميتا فهو قتلهم اولا ثم احرقهم ثانيا. وابن عباس يرى ان ذلك لا يجوز مطلقا فلذلك الرواية الصحيحة جاءت عنه انه قتلهم ثم رماهم في الاخاديد التي اوقدها. قال امير المؤمنين علي الله عنه مبينا عظيم آآ الايمان بالقدر وهذا من عظيم جهده. قال انه لا يكون في الارض شيء حتى يقضى في السماء وليس من احد الا وقد وكل به ملكان يدفعان عنه ويكفلان حتى يجيء قدره فاذا جاء قدره خليا بينه وبين قدره. وان علي من الله جنة حصيلة. فاذا جاء اجلي كشف عني وانه لا يجد طعم الايمان حتى يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه جاء رجل الى علي رضي الله عنه فسأله كيف يحاسب الله العباد على كثرة عددهم؟ فقال رضي الله عنه كما يرزقهم على كثرة عددهم. ومن عظيم بيانه رضي الله تعالى عنه انه كان يبين مكانة الصحابة. خرج يوما هو يرى من اصحابه شيء من الكسل في العبادة من تلامذته وهم من التابعين فقال والله لقد رأيت اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما ارى اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون صفرا شعثا غبرا بين اعينهم امثال ركب المعزة فقد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله الله يتراوحون بين جباهم واقدامهم. فاذا اصبحوا فذكروا الله ما داموا مادوا كما تميل الشجر في يوم الريح وحملت اعينهم حتى تبتل ثيابهم. والله لكأن القوم باتوا غافلين. ثم نهض فما رؤي بعد ذلك يضحك حتى قتله المجرم عدو الله الفاسق ومن جهوده رضي الله عنه انه كان يحذر من الرياء ومن عظيم اقواله. قال رضي الله عنه للمراءي ثلاث علامات يكسب اذا كان وحده واذا كان في الناس ويزيد في العمل اذا اثني عليه وينقص اذا ذم به ومن عظيم جهده رضي الله عنه انه كان يحبس اهل الشر والفساد. فكان رضي الله تعالى عنه آآ كما جاء في آآ القاضي ابو يوسف عن عبد الملك بن عمير قال كان علي بن ابي طالب اذا كان في القبيلة او القوم الرجل الداعر حبشه فاذا كان له مال انفق عليه من مال وان لم يكن له مال انفق عليه من بيت مال المسلمين. وقال شوفوا الكلمة العجيبة. قال يحبس عنهم شره وينفق عليهم من بيت مالهم ومن عظيم وجوده انه منع القصاصين من القصقص الا ان يكون عالما وهذه جاه في رواية صحيحة عنه رضي الله تعالى عنه لعظيم جهده رضي الله تعالى عنه انه كان آآ يراعي العهود مع الكفار ويحرص ويحرص ولاته على ذلك فمن عظيم عباراته انه قال لمالك الاشتر وكان قد عهد اليه في مصر. قال ولا تتبعن صلحا دعاك اليه عدو ولله فيه رضا. فان في الصلح دعا لجنوده وراحة من همومك وامنا لبلادك. ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه. فان العدو ربما قارب فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن. وان عقدت بينك وبين عدوك عقدة. او البسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء وورع ذمتك بالامانة واجعل نفسك جنة دون ما اعطيت. فانه ليس من فرائض الله شيء الناس اشد عليه اجتماعيا علشان الدعاء اجتماعا مع تفرق هوائهم وتشتت ارائهم من تعظيم الوفاء بالعقود. وقد لزم ذلك فيما بينهم دون المسلمين لما استهبلوا من عواقب الغدر فلا تغدرن بذمتك ولا تخسن بعهدك ولا تختلن عدوك فانه لا يشتري على الله الا جاهل شقي. وقد جعل الله عهده وذمته امنا افضاه بين برحمتك وحريما يسكنون الى مناعته. ويستفظون الى جواره. فلا ادخال ولا مجالسة ولا خداع فيه. ولا تعقد عقدا يجوز فيه العيل ولا تعولن على لحن قول بعد التأكيد والتوثيقه ولا يدعونك ضيق امر لزمك فيه عهد الله الى طلب انتشاخه بغير الحق فان صبرك على ضيق امر ترجوا انفراجه وفضل عائبته خير من غدر تبعته وان تحيط بك من الله فيه طلبة فلا تستقبل فيها دنياك ولا اخرتك اخيرا اختم هذا اللقاء بكلمة عظيمة رضي الله تعالى عنه فانه يبين منازل الناس. قال رضي الله عنه واعلم ان الرعية طبقات لا يصلح بعضها الا لا يصلح لا يصلح بعضها الا ببعض ولا غنى لبعضها عن بعض فمنها جنود الله يعني العاملين في الجندية. ومنها كتاب العامة والخاصة. ومنها قضاة العدل ومنها عمال ومنها للجزية والخراج من اهل الذمة ومسلمة الناس ومن التجار واهل الصناعات ومنها الطبقة السفلى من ذوي الحاجة والمسكنة. وكل وكل قد سمى الله سامه. ووضع على حده في كتاب بعثت منه رضي الله عنه دليل على اهمية تنزيل الناس منازلهم. نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا للاقتداء صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم ان شاء الله في اللقاء الثالث سنتكلم عن معركة الجمل اذا تيسر وفي اللقاء الرابع عن معركة السفين مع بيان وجهده في نشر الاعتقاد وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين لا سيما الخلفاء الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي عن بقية الصحب والآل اجمعين وعنا معهم باحسانه ولطفه وكرمه الى يوم الدين. وصل اللهم على نبينا محمد وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك جزى الله الشيخ خير الجزاء على ما قدم نبه الاسبوع القادم باذن الله الشيخ الدكتور مالك بن حباب السندي وسيحدد العنوان باذن الله قبل الدرس. جزاكم الله خيرا