من يهده الله تعالى فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة خلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا. واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. هذا هو الدرس الثاني عشر من الدروس المستفادة من صحيح السيرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام ونستكمل فيه بعض صفات اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة المنورة انذاك لتعلم كيف واجههم النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ وكيف استحوذ عليهم واحكم قبضته عليهم فنحن في امس الحاجة في هذه الايام الى هذه الدروس فليس لنا قبضة على احد. بل كل دنيء وكل ساقط احكم قبضته على المسلمين اما باخضاعهم واما بتجويعهم. لم يمر المسلمون حتى في احلك الفترات التي مرت بهم بمثل هذه الظروف التي يمر المسلمون بها الان. كانوا في شد مراحل ضعفهم لهم سيادة وكان لهم هيبة وكان اولئك الكافرون يفرقون منهم. اما الان فقد صار شجر مزر ودانت الدولة لهؤلاء اليهود على المسلمين نحن في هذا العصر نرى انه قد تحقق قول الله عز وجل في شأن وجعلناكم اكثر نفيرا يعني ان غضبتم نفرت لكم كل الارض. وهذا هو الحادث الان. ان غضب اليهود وجدوا اكثر اهل الارض ينفرون لاجلهم ونحن نعلم يقينا ان الله تبارك وتعالى سيمكن لهؤلاء المسلمين. لكن لاجل ان يمكن لهم لابد ان يراجعوا كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام هؤلاء اليهود من صفاتهم انهم شتموا الله عز وجل وقالت اليهود يد الله مغلولة. غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا. بل مبصوفتان يداه انظر الى هذا الرد والى المشاكلة فيه. وقالت اليهود يد هكذا بالافراد يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه. ليست يد هي التي تنفق بل يداه وكما ورد في الحديث الصحيح وكلتا يديه يمين. ليس هناك لله شمال بل كلتا يداه يمين والانفاق انما يكون باليمين لا يكون بالشمال لان من سمات اليمين انها تحرز الخير بخلاف الشمال فترى ان الرجل الصالح يأخذ كتابه بيمينه. والكافر يأخذه بشماله. وترى ان النبي صلى الله عليه واله وسلم علمك انك لا تستخدم يدك اليمين في قضاء الحاجة انما تستخدم شمالك تشريفا لهذه اليد وترى ان اليد اليمين ايضا هي التي تنفق. لقوله صلى الله عليه واله وسلم ورجل انفق بيمينه نفقة حتى لا تعلم شماله ما انفقت يمينه. فهو يرد عليهم يد الله مغلولة غلت ايديهم بل يداه. مدسوفتان انما قالوا هذا ان الله دخيل لان الله تبارك وتعالى قال من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ فيضاعفه له اضعافا كثيرة. نزلت هذه الاية فانظر الى تباين المواقف. بين بين هؤلاء اليهود وبين المسلمين ينزل القرآن الكريم هدى وشفاء للذين امنوا وهو للذين كفروا عمى فاعجب لاية واحدة تكون هدى وشفاء وتكون عمى. لما نزلت هذه الاية قالت اليهود ان الله افتخر انه يطلب القرض يطلب من يقرضه. فقال الله عز وجل وانزل لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء سنكتب ما قالوا من ذا الذي يقرض قالوا فقير يحتاج الى القرض. انظر نفس هذه الاية لما تليت في مجلس الاصحاب رضي الله عنهم قام ابو الدحداح كما في صحيح مسلم وقال يا رسول الله الا ان اقرضت حائطي هذا ربي فما لي عند ربي قال لك الجنة قال بخن بخن وهذه عبارة تقال عند احراز الخير بخن بخن ثم قام من فوره وكان له احسن بستان في المدينة. وفيه كما في بعض الروايات ثمانمائة نخلة. وانتم تعرفون ان التمر كان هو اجود بضاعة العرب. وكانوا يعتزون به فقام فوقف على الباب ما دخل ونادى امرأته وقال يا ام الدحداح اخرجي بعيالك فاني اقرضت حائطي هذا ربي لم يرى ان له الحق ان يدخل فيه ولم يعد من ملكه اخرجي فاني اقرضت حائطي هذا ربي وشأن المرأة الصالحة التي تعين زوجها على الخير قالت ربح البيع يا ابا الدحداح. وخرجت بالعيال فانظر الى هذا الى هذين الموقفين. لترى الفرق الوسيع جدا بين اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم وبين اصحاب موسى او عيسى عليهم السلام ان الله فقير لانه يطلب القرض. وهذه الاية من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا انما معناها من الذي يعطي الله عز وجل ما اعطاه الله تعالى اياه فيعطيه الجزاء الجزيل والثواب العظيم فانه لا يشك احد منا ان هذا المال كله لله عز وجل على الحقيقة قال الله تعالى وانفقوا من مال الله الذي اتاكم فدل على ان المال هو مال الله على الحقيقة وقال تعالى وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فهذا يدل ايضا على انه ليس ملكا لك. وفي ذات الوقت يقول انما اموالكم واولادكم ملكية المال لك هي ملكية تشريف كما انك تعطي لولدك المال الذي هو مالك ثم تحتاج اليه فتقول لولدك اعطني من مالك وسوف ارده اليك. مع انه في الحقيقة مالك انت فالله عز وجل يقول انفق اعطني اي اعطي عبادي ليس اعطني انا بذاتي انما اعط عبادي فانك ان اعطيتهم كانما اعطيتني فتنظر اليهود ويدرون على ظاهر اللفظ بغير تعمق في دلالته. ثم يصفون الله عز وجل بالعظائم رجل يشتم ربه ايمكن ان يوقرك او يحترمك او يحفظ لك عهدا او او يمضي لك والله ما يفكر في هذا الا مخبول مجنون لا يعرف مواضع الكلام. يشتم ربه الذي سواه وخلقه وكسره. يمكن ان يأمن لك يمكن ان تأمن له او يأمن هو لك سوء الظن حقيقة عند اليهود ثم انهم كذبوا انبيائهم وقتلوا بعضهم. ولا ننسى يحيى عليه السلام وان اليهود قطعوا رأسه واهدوه الى امرأة بغي. زانية يحيى عليه السلام الذي وفقه الله عز وجل بانه سيد وحصور. ومن الصالحين. قتلوه واهدوا رأسه الى امرأة بغي لست اعز عليهم من انبيائهم. اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق كن منهم ما يظل على عهد ابدا. وفي حق انبيائهم يقول الله عز وجل فريقا كذبوا وفريقا يقتلون اما ان يكذبه او يقتله. وهو نبيه الذي جاءه لينتشله من الظلمات الى النور. يعني يصدر منه اية اساءة تستحق ان يكذبه او يقتله ومع ذلك فعلوا هذا ومن صفاتهم ايضا الافتراء على الله الافتراء عليه. وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه. قل لما يعذبكم بذنوبكم هذا رد مفحم جدا. فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل انتم بشر ممن خلق. يغفر لمن ويعذب من يشاء لان الحبيب لا يعذب من يحب ولو اضطر هذا الحديث الى معاقبة من يحب فانه يعاقبه باخف شيء. الا ترى فلا يتصور في هذا الكتاب المهيمن ان يقرأ عليه تحريف. ولا نأمن ان يكون هناك في المسلمين فسقة بل هناك مرتدون زنادقة في المسلمين. يمكن لهم ان يحرفوا القرآن الكريم الى امرأة العزيز عندما ارادت ان تنزل العقوبة بيوسف عليه السلام ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات ليفتننه حتى حين. وقالت هي مصرحة لذلك ولئن لم يفعل ما امره به ليسجنن. وليكونن من الصاغرين. ما قالت ليقتلن. ولو قالت ليقتلن ربما فعلوا فيه ذلك انما قالت ليسجنن. لان السجن يمكن ان تراه يوما ما. يمكن ان تزوره يوما ما. سيفرج عنك بعد حين وتلتقي معه ليس من صفات المحب ان يفتك بمحبوبه. فهؤلاء اليهود الذين يقولون نحن ابناء الله واحباؤه. ان كان ان كنتم كذلك فانه لا يعذب من يحب قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل انتم بشر ممن خلق ليست لكم اية صفة من من البر اية صفة من التكريم الا بمقتضى اعمالكم. وهؤلاء ايضا لا يفعلون اي شيء من الخيرات ثم يطمعون في الجنة فرد الله عز وجل عليهم ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به هذه هي العدالة ليس بامانيكم ولا باحلامكم ولا بما تشتهون انكم تدخلون الجنة برغم لانكم تفعلون السيئات؟ لا. ليس بامانيكم ايها المسلمون. كما انه ليس باماني اهل الكتاب من قبلكم القضية محسومة. من يعمل سوءا يجزى به. وقال الله عز وجل ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني كل الذي يعلمونه من الكتاب امنيات انهم ينتسبون الى ابراهيم عليه السلام وهذا كاف في انهم سيدخلون الجنة لذلك النبي صلى الله عليه وسلم ركز على ان الانساب لا تفيد وان الذي يفيد هو العمل فقط. قال يا بني هاشم اعملوا فانني لا املك لكم من الله شيئا يا فاطمة اعملي فاني لا املك لك من الله شيئا وقد قال الله عز وجل وقد قال النبي صلى الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وما ادري ما يفعل بي ولدكم ما ادري ما يفعل بي وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعلم يقينا انه اول من يهز حلق الجنة بيديه يقول الله عز وجل له معلما له وانت خذ من تعليم الله تبارك وتعالى لنبيه. لا ادري ما يفعل بي ولا بكم. ويقول الله عز وجل له ليقول للمسلمين ايضا ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء اذا المسألة كلها محجوبة عن جميع الخلق حتى تتم العدالة بحذافيرها هذا من عدل الله عز وجل. لا يعلمون الكتاب ولا يدرسونه ولا يتفقهون في احكامه. اذا ما رصيدهم من حياة ما رصيدهم من دينهم اماني؟ احلام انهم من ذرية ابراهيم عليه السلام وانهم سيدخلون الجنة انظر اليهم ماذا فعلوا بكتابهم؟ ومن المفترض ان اي انسان يتعفن لما عنده من الحق. وقطعناهم في الارض امما. منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى. ويقولون سيغفر لنا. وان يأتيهم عرض مثله يأخذوه الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب؟ الا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه والدار الاخرة خير الذين يتقون افلا تعقلون انظر اليهم قطعناهم في الارض امما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون الحسنة هنا والسيئة هي النعمة والنقمة. يبتليه بالحسنة ان يعطيه مالا هذه هي الحسنة والسيئة ان يبتليه في بدنه او ماله او ولده. لعلهم يرجعون الى الله عز وجل هؤلاء هم الجماعة اللي كانوا مع موسى عليه السلام طيب بعدما مات موسى عليه السلام فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب. يأخذون عرض هذا الادنى. ما هو الادنى؟ عرض الدنيا التي هي الادنى يأخذون عرض هذا الادنى اي رجل يريد اي تحرير في التوراة على استعداد ان احنا نحرف له اية في التوراة بشرط ان يعطينا ما نريد من المال. فهم يبدلون كلام الله عز وجل لاجل حفنة من الدراهم. ومع هذا الجرم الشديد يقولون سيغفر لنا مع هذا التبديل يقولون سيغفر لنا روى مسلم في صحيحه وهذا مثال للتحريف الذي اشارت اليه الاية. هؤلاء الخلق الذين وارثوا التوراة ورثوا الكتاب. روى مسلم في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم مر على يهودي محمم الوجه مجلول فقال لهم يا معشر يهود ما تجدون حد الزانية عندكم قالوا نحممه نحمم وجهه ونجلده التحميم معناه التسويد. كانوا يسودون وجهه بالفحم ويجلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من علمائهم انشدك بالذي انزل ثورات على موسى اهكذا تجدون الرجم في اهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ فقال له الرجل لولا انك ناشدتني بالله ما اخبرتك. اذا هو مستعد للتحريف ايضا لولا انك نسبتني بالله ما اخبرتك بل حد الزاني عندنا هو الرجم لكنه لما كثر في اشرافنا جعلنا نجلد الشريف ونقيم على الضعيف الحد ثم تحركت بعض ضمائرهم فقالوا في اجتماع لهم هلا سوينا في الحكم بين الضعيف شريف نخترع حكما فاخترعوا التحميم والجلد. ان يليطوا وجهه بالسواد وان يجلدوه. فنزل قول الله عز وجل ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون انظر يحرفون لان الاشراف يزنون الكبراء يزنون لاجل خاطر عيون هؤلاء نحرف كلام الله. ورثوا الكتاب وانظر في كلمة ورثوا الكتاب ان الرجل اذا ورث من ابيه مالا لا يحزن ان ان ضاع المال كله انظر الى اي رجل جمع المال بكده وعرقه والى رجل ورث هذا المال. ترى ان الاول يحاسب نفسه على كل درهم. وينظر يعمل عملية دراسة جدوى لهذا المال. لانه شقي اشد الشقاء في جمعه اما الذي ورث عدة الوف او عدة ملايين ما تعب في قرش منها فهو ينفقها هباء منثورا. ولو ذهب نصف المال او المال كله. لا يحزن. فهناك فرق بين الذين تقاتلوا على القرآن الكريم وبين الذين ورثوا القرآن الكريم. كان احساس الصحابة بهذا الكتاب احساسا في غاية لانهم قاتلوا واريقت دماؤهم على تثبيت ايات القرآن الكريم. اننا لا ننسى موقف عبدالله بن مسعود لما ذهب الى المشركين يقرأ عليهم سورة للرحمن. فضربه ابو جهل فاثار اذنه اثار اذنه وهو يقرأ فعاد ابن مسعود من الغد يقرأ اظن هذا الذي ابتلي بهذا وان لا يكون كالذي ورثه وهو نائم على اريكته. هذا هو الفرق. بين الذي دفع دمه ضريبة لتثبيت ايات الكتاب وبين الذي ورث هذا الكتاب. فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب. مجرد ارث يأخذون عرض هذا الادنى بتحريف الكلم عن مواضعه. ومع هذه الجرائم التي تفر لها السماوات يقولون سيغفر لنا. وان يأتيهم عرض مثله يأخذوه. الم اخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق. ودرسوا ما فيه. اولم يؤخذ عليهم انهم لا يقولون الا على الله الا الحق ويدرسوا التوراة حتى يتوصلوا الى هذا الميثاق هذا من شأن اليهود. وقد وصفهم الله عز وجل وصفا امر ومن هذا فقال الله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا زوامل للاسفار لاعلم عندهم. بجيدها الا كعلم الاباعر لعمروا كما يجري البعير اذا غدا باحماله او راح ما في الغرائر. ما يجري هذا الحمار ما عليه من الحمل اهو ذهب ام ردم؟ اهو طوب او زلط؟ او لؤلؤ ومرجان هو مجرد حمل فاحساس هؤلاء اليهود بالتوراة كاحساس الحمار بالحمل. تماما. حملوا الثورات وحملوا امانة العمل بها وتبليغها. الله حملهم اياها امانة ومع ذلك لم يحملوها. حملوها فلم يحملوها. اي ما قاموا باعبائها ولا بحق الايات فيها كمثل الحمار يحمل اسفارا. ما الذي يجعل هؤلاء قول يبيعون الايات بحفنة دراهم. يظهر هذا جليا في قول الله عز وجل ولتجدنهم احرص الناس على حياة. وانظر الى لفظ حياة جاء منكرا ليس فيه الف لام التعريف. لم تكن الاية ولتجدنهم احرص الناس على الحياة بل على حياة اي على اية حياة مهما كانت دنيئة. ومهما كانت قذرة ومهما كان الثمن ان يبيع ايات الله عز وجل لتجدنهم احرص الناس على حياة اي حياة يعيشونها. المهم يعيشون يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحه من العذاب ان عمر لو عاش الف سنة اكثر مما عاش نوح فان مودة الى الله عز وجل. اذا فالمهرب منه اليه. تبارك وتعالى. اذا لو عاش اكثر من الف سنة لو عاش كما يعيس ابليس من لدن خلق ادم الى ان تقوم الساعة. ما هو بمزحه من العذاب ان فتنظر الى صفات اولئك اليهود. ثم اسأل نفسك هل يمكن هؤلاء في يوم يوم من الايام حتى وان هادنوه وان قالوا سلام هل يمكن ان يستمروا على هذه المعاهدة؟ ان النبي صلى الله عليه وسلم طوق اليهود بذراعيه واحكم قبضته عليهم. ومع ذلك لم ينجوا من تدبيرهم. يا له بالسوء. فانظر الى حالك وانت من الضعف والهوان والذلة والصغار. ما انت منه بالمكان الذي يستحيا منه. وليست لك قبضة اهؤلاء يمكن ان تنجو من سوءهم ومن تخطيطهم وتدبيرهم لا والله. في صحيح البخاري من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى ان امرأة من اليهود ارادت ان تدعو النبي صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه على طعام. وسألت يحب مثلا ظهرها فخذها مثلا ذراعها قالوا انه يحب لحم الظهر. وكان صلى الله عليه وسلم يحب ظهر وفي بعض الروايات قالوا الذراع فحشد في هذا الزواج ثم من يقتل مئة رجل مثلا. هي تسأل ليس لاجل ان تكرمه وتقدم له ما يحب وتعتني به عناية خاصة لا هي تسأل لاجل ان تحشوه ثما اكثر من بقية اجزاء الشام. ثم سممت الشاة كلها ودخلوا فاكل من اكل من الصحابة ومات منهم بعضهم فقطم النبي صلى الله عليه وسلم قضمة فاخبرته الشاة ذراع الشاة بالسم فقال لها ما حملك على ذلك؟ قالت ان كنت نبيا لم يضرك. وان كنت دجالا استرحنا منك. فانظر اليهم قال انس فما زلت ارى اثر السم في لهواته صلى الله عليه وسلم حتى مات اثر السم موجود في اللثة. فوق الاسنان. ما زلت اجد اثر السم في لهواته صلى الله عليه وسلم حتى مات. وهذا لبيد بن الاعصم اليهودي الذي ساحر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين حتى انه عليه الصلاة والسلام كان يخيل اليه انه فعل الشيء ولم يفعله وكان يخيل اليه انه اتى النساء ولم يأتهن. فجاء ملكان فقال احدهما للاخر والنبي يسمع صلى الله عليه وسلم قال احدهما للاخر ما بال الرجل فقال الاخر سحره لبيد بن الاعصم. قال واين وضع السحر؟ قال في بئر كذا فعرف النبي عليه الصلاة والسلام ان الذي سحره لبيد اليهودي وان هذا السحر موجود في بئر كذا فاستخرجه من البئر لا زالوا يتعقبونه لانهم يحسدونه. يحسدونه وهم يعلمون انه رسول والله حقا ومع ذلك ينكرونه. قال الله عز وجل الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابنائهم ولما دخل عليه معشر اليهود اول ما دخل المدينة قال يا معشر يهود اتقوا الله فانكم لتعلمون اني رسول الله حقا فقالوا ما نعلمه. اي ما نعلم انك رسول الله حقا. فهؤلاء اليهود لا يمكن ان يأمن لهم الانسان فان الله تبارك وتعالى ذمهم في طول الكتاب وعرضه. اكثر ايات الكتاب ذما في هؤلاء اليهود فنحن نذم من ذم الله عز وجل. ولا يمكن ان نمدح من ذم الله عز وجل. ان هذا خروج عن ايات كتاب وتحريف للكلمة عن مواضعه. نسأل الله تبارك وتعالى ان يقينا من ذلك. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. يقول الحق وهو يهدي السبيل. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. ومن جملة تحريف هؤلاء اليهود رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا زنا بامرأة فجاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم ما تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال نفضح هم ويجلدون فقال الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بالتوراة فجاءوا بها ونشروها امامه. فقال له اقرأ ايقرأ الحكم الذي ورد في التوراة. فوضع الرجل اصبعه على الاية التي فيها الرجم. وقرأ ما قبلها وما بعدها. وكان عبدالله بن سلام حبر اليهود الاعظم كان مع النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له ارفع يدك. فرفع يده فاذا اية الرجل لان فريقا من اشرافهم زنا اتكرم الشريف على حساب حد الله تبارك وتعالى واياته ليس في قلبه مثقال ذرة تعظيم لله عز وجل. يحرفون هذا الكتاب والتوراة ولذلك في في هذا القرن نشرت اسرائيل قطعة من المصحف الشريف في غاية الفخامة وبسعر زهيد جدا. ماذا فعلت فيه حذفت بعض الايات التي تذم بني اسرائيل. وصارت تنشر هذا المصحف بكل قوتها رجاء ان ينفق وان يتلقفه عوام المسلمين فيشكل تكون في القرآن الكريم بعد ذلك. وكان ان تنبه المسلمون لذلك بتنبيه الله لهم. وبفضله عليهم وبانه تبارك وتعالى هو الذي حفظ القرآن عهدت عهد بالثورات لبني اسرائيل حرفوها. عهد بالانجيل للنصارى حرفوه. فلم يعهد بالقرآن للمسلمين انما هو تبارك وتعالى هو الذي تولى حفظه. لان هذا القرآن من مهمته انه مهيمن وعلى ما سبقه من نحن الان نعاين هؤلاء الزنادقة ونراهم باعيننا وانهم على استعداد ان يحركوا كلام الله عز وجل. لاجل بدفعة دراهم كاليهود. فالله تبارك وتعالى لم يجعل حفظك هذا الكتاب الاله. انا نحن نزلنا ذكرى وانا له لحافظون دون غيرنا. فهؤلاء يعمدون دائما الى تحريف ايات الكتاب وتحريف ايات القرآن الكريم فنحن لا نأمن لهم اترون الى موسى عليه السلام الذي نجاه بفضل الله عز وجل من كيد فرعون. وقد اذلهم فرعون ذلا عظيما واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب. يسومونكم سوء العذاب. يذبحون جاءكم يستحيون نساءكم. وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. فالله تبارك وتعالى ارسل اليهم موسى لينجي جيهم من ذل فرعون. فالمفترض انهم يحسوا بالنعمة. يقارن حاله ايام كان تحت وطأة فرعون ثم يقارن حاله بعدما جاء موسى. ثم يرى الفرق اتدرون ماذا قالوا لموسى قالوا له اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا. لا شك حتى موسى اوثق بهم والمفترض ان يكون احب الناس اليهم. اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد اجئتنا قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخليقكم في الارض فينظر كيف تعملون فلما صبر بعض هؤلاء مع موسى عليه السلام مكن الله عز وجل لهم. وقال تبارك وتعالى وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا. ودمرنا ما كان يصنع وفرعون وقومه وما كانوا يعرفون. تمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل. وقال تعالى ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض. ونجعلهم ائمة. ونجعلهم الوارثين. هذا لبني اسرائيل بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي او في بعهدكم الله تبارك وتعالى مدحهم يوما صاعوا لأمره تبارك وتعالى لكنهم كما قلنا منهم الصالحون كما قال الله عز وجل وقطعناهم في الارض امما منهم الصالحون. الذين مكن الله لهم ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون. فخلف من بعدهم خلف. اولئك الخلف هم الذين حرفوا هذا الكتاب وهم الذين لم ينفعوا لامر الله تبارك وتعالى قط ولهم مواقف مشينة جدا. مع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. وانهم وضعوا ايديهم في ايدي المشركين ضد النبي عليه الصلاة والسلام. انظر الى موقف المسلمين. لما جرت الحرب بين الروم وبين ثالث كان المسلمون يحبون ان يغلب الروم. ان يغلبوا اهل فارس لان اهل فارس وثنيون يعبدون النار. والشم اما اهل الكتاب فعندهم بقايا من السماء لهم حبل موصول بالسماء فهم اجدر ان تتعاطف معهم ضد الذي يكره السماء ويكره كل ما يجيء من السماء. حتى وان كان هذا الرجل طرأ عليه بعض تحريف فهو اولى ان يوالى من الذي بث حبله وقطع ولا علاقة له بالسماء. فكانوا يحبون ان انتصر الروم برغم انهم نصارى. على اهل فارس حتى اقسم ابو بكر لما نزلت قول الله عز وجل الف لام غلب في الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم يغلبون في بضع سنين فلما نزلت هذه الاية وجرى نقاش بين ابي بكر وبين رجل من هؤلاء اقسم ابو بكر ان الله تبارك وتعالى لابد انه ناصر هؤلاء الروم النصارى لان الله تبارك وتعالى قال وهم من بعد غلبهم سيغلبون. وهذا قول حق لانه نزل به القرآن الكريم. فتنظر الى المسلمين والى تعاطفهم حتى مع اولئك. ها انتم تحبونهم. ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله. ها انتم اولئك تحبونهم ولا يحبونكم. تحبونهم ولا يحبونكم هناك فرق شديد جدا بين تصرف المسلمين وبين تصرف اولئك لذلك وجدنا بعض هؤلاء المسلمين يحسنون الظن باليهود. يحسنون الظن باليهود. لانه كالسريع النسيان جدا ينسى ما فعله اليهود باسلافهم من المسلمين. في بعض المذكرات الذي التي نشرت الناحية اسرائيل في سنة سبعة وستين لما ضربوا الضربة الجوية التي دمرت الطيران المصري واخذوا الثناء والجولان وهذه الاشياء قال جنرالهم اخذنا بثأر اخواننا في خيبر خيبر ايذكرون خيبر وانتم لا تذكرونها ايها المسلمون التي خربها النبي صلى الله عليه وسلم على هؤلاء اليهود بنقضهم العهد ما يزالون يذكرون خيبر. الان اخذنا بثأر اخواننا في خيبر هؤلاء لا يؤمن جانبهم. وهذه هدنة التي نعيشها الان هدنة فقط. حتى يستحوذوا على كل كل شيء ويتغلغلوا في حياتنا ويمحو ديننا بالغزو الثقافي الذكري. ويحللوا الامة من دينها حينئذ يضربوا ضربتهم ولا يجدوا من يدافع عن دينه ولا عن عقيدته. لانهم دمروا له دينه وعقيدته سلفا هؤلاء يخططون تخطيطا بعيدا جدا نفسوهم طويل. نحن نفسنا قصير. هؤلاء يفعلون لاحفادهم حتى يحرز احفادهم واحفاد احفادهم ما زرعوا هم. ليس مهما ان يجنوا ثمار النصر هم احياء. فانهم عندهم ولاء شديد لدينهم المحرم. هؤلاء اليهود الذين انتهكوا حرمة يوم السبت. قال الله عز وجل لهم لا تفيضوا يوم السبت ففاضوا. عمدوا الى حيلة يوم السبت كانوا يرون الاسماك تطوف على الامواج. لان الله اراد ان يبتليهم. قال لهم لا تصيدوا يوم السبت. وعندكم بقية ايام الاسبوع فكانوا يرون الاسماك فوق الامواج يوم السبت. فلا يصيدون. ثم يجهدوا بقية ايام فلا يجدوا سمكة. ماذا يفعلون؟ ولتجدنهم احرص الناس على عايزين يعيشوا. يريدون ان يأكلوا لا مانع من انتهاك الامر الالهي في سبيل حفنة من السماء. وهذا هو الذي قال الله عز وجل اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا يرون الاسماك كبني ادم في المياه. فالرجل يقول في نفسه لو حل لي الصيد يوم السبت لاخذت هذا الحوت شرع اي ظاهرة واضحة. ويوم لا يسكتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يصدقون. اختبار لهم بسبب فسقهم. والله تبارك وتعالى اعدل عادلين فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. وبقدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه. اذا الله تبارك وتعالى حرمهم من ذلك بسبب ظلمهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون. فعمدوا الى حيلة. لا نريد ان نقيضهم السبت. حتى لا نقع في النهي الالهي وفي نفس في الوقت نريد ان نأكل سمكة فماذا نفعل هيا بنا نحفر بحيرة عظيمة ونجعل بين هذه البحيرة وبين هذا البحر الذي نهينا عنه سدا يوم السبت يفتحون السبت تمر الاسماك وتدخل في البحيرة. وبعدين يغلقون السد. فاذا جاء يوم الاحد اصطادوا الذي في البحيرة وقالوا ان الله نهانا النصاب من البحر. انما لم ينهنا ان نصاب من البحيرة. فعمل الى هذه الحيلة فانتهكوا حرمات الله عز وجل بادنى الحيل. كذلك نبلوهم بما كانوا يفتقون وقام المتقون من بني اسرائيل يعظون هؤلاء الناس ويذكرونهم بتقوى الله عز وجل فقال له لهم بعضهم لما تعظون قوما الله مهلكهم؟ او معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة الى ربكم. حتى نعذر الى الله عز وجل. ونقول يا رب قد بلغنا رسالتك معذرة الى ربكم الى ربكم ولعلهم ينتهون. فهؤلاء بنو اسرائيل لهم سجل عريض جدا من المخازي والمآسي. ما يجوز للمسلمين وهم الان في مفترق الطرق ان ينسوا بني اسرائيل. او ينسوا تصرفات بني اسرائيل ولنا شوط كبير جدا مع بني اسرائيل في صحيح السيرة النبوية نسأل الله تبارك وتعالى ان يبصرنا بعيوننا بغينا وان ينصرنا ولا ينصر علينا. ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم كافرين. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمك رب اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا وخطأنا وكل ذلك عندنا واقم الصلاة