وعليه يا اخي الكريم سل نفسك الان تتدبر كتاب الله عز وجل قد نقف عند عجائبه هل ننظر في معانيه؟ هل ننظر في حكمه واحكامه ومقاصده واسراره ام اننا نهزه هذا وهم اخرنا كما قال ابن مسعود رضي الله عنه اخر السورة كم قرأت؟ وكم ختمت دون ان ننظر الى الاثر الكبير والعظيم والذي يتركه كتاب الله عز وجل في القلوب وفي النفوس هذه مسألة كبيرة يا اخوان قصر الناس فيها منذ امد ليس بالبعيد حتى قال الحسن البصري رحمه الله تعالى امروا ان يعملوا بكتاب الله فجعلوا العمل به تلاوته امروا ان يعملوا بكتاب الله فجعلوا العمل به تلاوته اي ان الله تعالى انزل هذا الكتاب ليدبر الناس اياته وليعملوا بما فيه امتثالا لاوامره واجتنابا لنواهيه فاقتصروا من ذلك على مجرد القراءة كما هو حاصل وقد امر الله سبحانه وتعالى على التدبر وحث عليه ورغب فيه ولام اقواما لا يتدبرون كتاب الله عز وجل فقال هنا ليدبروا وهذا تعليل يؤخذ منه الامر بالتدبر ويستفاد منه تأكيده والحث عليه وقال في اية اخرى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها اي ان هؤلاء الكفرة لو تدبروا كتاب الله عز وجل طالبين منه الهدى لوصلوا اليه ونالوه لان من تدبر القرآن كما قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى من تدبر القرآن طالبا الهدى تبين له الحق قال رحمه الله من تدبر القرآن طالبا الهدى تبين له الحق قال ابن القيم وتدبر القرآن ان رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن لكن هؤلاء الاقوام لم يتدبروا كتاب الله عز وجل ولذلك لم يكن له تأثير في قلوبهم بل ظلوا في طغيانهم يعمهون ولم يكن لهذا القرآن اثر على القلوب لان هذا القلوب مقفل عليها ام على قلوب اقفالها اقفلت قلوبهم واغلقت. فلم ينفذ اليها هذا القرآن الذي له اعظم الاثر والتأثير في القلوب ولما اكلت ما عاد يدخل اليها خير وفي بيان لاثر القرآن في القلوب وان اثره في القلوب عظيم وتأثيره في النفوس كبير وقال تعالى في اية اخرى وهي الاية الثالثة في هذا الموضوع افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فلو تدبروه ما وجدوا فيه اختلافا كثيرا او قليلا وقال عز وجل عن كفار مكة مبينا اسباب تماديهم في غيهم وضلالهم افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأتي اباءهم الاولين فهذه اربع ايات من كتاب الله عز وجل بين فيها ربنا تدبر واهميته وعائدته ومنزلته واثره على المسلم ان هو تدبر وعدم اثره ان لم هو ان لم يتدبر تدبر القرآن يا اخواني والتأمل في الفاظه يوصل الى الغاية المطلوبة وذلك ان الالفاظ كما يقول العلماء قوالب المعاني والمعاني هي الغايات المقصودة فاذا نظر الانسان في اللفظ وتأمله ووقف عنده وتدبره ونظر في معناه وصل من خلاله الى المعنى المقصود والحكمة والغاية المرادة اما اذا كانت قراءته كما وتلاوته هزا فانه يقرأ ولا يدري ما يقرأ وربما يقرأ الوجه من القرآن وربما الجزء ولم يستشعر شيئا مما قرأه فيه قد يقول قائل التدبر امره ليس بالسهل ويحتاج الى امور تعين عليه فيقال لا ريب ان التدبر عظيم واذا كان عظيما فانه يحتاج الى جهد والى مجاهدة والى امور وعوامل تعين وتساعد عليه لكن ما هو مطلوب ان ليستوثق الانسان من هذا المعنى وان يقر في ذهنه واني ان لم اتدبر كتاب الله عز وجل فانا مقصر معه لم اعطه اقل القليل من حقه وبالتالي لن يكون له ذلك الاثر في قلبي ذلك الاثر العظيم الذي معه يليق القلب ويلين ويقشعر الجلد وتدمع العين ويقدم الانسان بجد ونشاط في طاعة ربه. مبتغيا ثواب الله عز وجل والدار الاخرة