وكذلك اخبر الله عز وجل انه يطلع على كل شيء ولا يقتصر اطلاعه على الامور الظاهرة بل الامور الباطنة وخفايا النفوس يطلع عليها رب العزة والجلال. قال تعالى قل ان تخفوا ما في صدوركم وتبدوه يعلمه الله ويقول جل وعلا يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ويقول سبحانه والله يعلم ما في قلوبكم ومن هنا اذا عرف العبد ان الله عز وجل قد وسع علمه كل شيء باسلامي وايماني اضاء الكون وزمنه باسلامي وايماني الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فأرحب بكم في لقاء جديد نبين فيه احد المعاني العظيمة التي قصدها ديننا الحنيف ليكون ذلك من اسباب تحقيق مصالح الخلق في دنياهم واخرتهم نتحدث في هذا اليوم باذن الله عز وجل عما قصدت اليه الشريعة من زرع مراقبة الله جل وعلا في النفوس بحيث يستشعر كل انسان ان الله عز وجل يراقبه ليحاسبه على اعماله فديننا القويم اهتم بهذا الجانب وحرص عليه ليكون ذلك بمثابة الظابط الذي يظبط اعمال الانسان لئلا يتجاوز الى حدود المحظورات او يتجاوزا الى ما يدافع الاصلاح والصلاح او ما يكون سببا من اسباب ايذاء الاخرين ولذلك جاءت النصوص بان الله عز وجل مطلع على كل شيء قال الله تعالى ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا اله الا هو العزيز الحكيم كما جاءت الشريعة بتحذير الانسان من ان ينسى مراقبة الله له فحينئذ يكون من اسباب نسيان الله له بمعنى اهماله وعدم تحقيق مصلحته وهذا المعنى يلتفت اليه العقلاء يقول الله عز وجل ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون ويقول الله عز وجل نسوا الله فنسيهم ان المنافقين هم الفاسقون ويقول جل وعلا عن هؤلاء المنافقين استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله اولئك الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون فالاهتمام بزراعة مراقبة الله في القلوب بحيث يستشعر كل انسان ان الله يراقبه هذا الاهتمام مما انفرد به ديننا القويم عن هذه المناهج الاخرى التي لم تلتفت لهذا الجانب ولم توره اي عناية بل ان ديننا الكريم جاء ببيان ان هذا بان الانسان قد وضع معه ملائكة يسجلون اعماله ويكتبون جميع ما يتكلم به. يقول عز وجل انا عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ويقول رب العزة والجلال ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وانه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فانه حينئذ يذعن لمراقبة الله له فلا يقدم الا معصية ولا يقدم على ما يتنافى مع الصلاح والاصلاح ولا يقدم على ما ما يكون سببا لاذية الاخرين يقول الله جل وعلا مبينا ان علمه واسع وانه لا يخفى عليه شيء يقول الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة. الغيب الشيء الخفي والشهادة الامر الظاهر عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال. سواء منكم من اسر القول ومن جهر به. يعني يستوي في علم الله من بالكلام الذي يعلنه ويظهره ومن يسر بذلك القول سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار يعني يستوي في علم الله من كان آآ يمشي في الليل خفيا من كان متخفيا في الليل وبين ومن كان مظهرا لنفسه في النهار. وقد اخبر الله عز وجل ان العباد يعرضون عليه سبحانه وتعالى يوم القيامة وانه يطلع على كل اعمالهم ومن هنا ينبغي بالانسان ان يستشعر مراقبة الله له في كل اعماله. مراقبة الله في الاعمال تؤدي الى نتائج حميدة في سلوك الانسان فاول ذلك ان الانسان لا يقدم على ما يكون سببا من اسباب ايذاء الاخرين او اقدم على ما يكون مغضبا لله عز وجل. لانه يعرف ان الله جل وعلا مطلع عليه لو خفيت كاميرات المراقبة او لم يوجد شرطة يراقبون الانسان ويلاحظونه فانه لا يزال يستشعر ان الله عز وجل يراقبه ما قالت المرأة الاولى لما قالت امرأة لابنتها اخلطي مع اللبن ماء. قالت ابنتها ان عمر قد نهى عن ذلك قالت الام ان عمر لا يرانا. قالت البنت اينك من رب عمر؟ اينك من رب عمر وذلك لانها استشعرت ان رب العزة والجلال يراقبها ويطلع على احوالها ولو لم يكن معها احد. وحين اذا يكون الانسان على قدر المسؤولية التي تناط به لانه يعلم ان الله يراقبه ولا يكون في حال اختفاءه او في حال عدم اطلاع لاحد عليه لا يقوم بالمسؤوليات المناطة به وفي المقابل اخبر الله جل وعلا ان من فوائد مراقبة الانسان لربه جل وعلا ان يترك مراعاة الناس بل يكون عمله كله لله جل وعلا لا يريد بذلك رياء ولا سمعة قال تعالى ان تبدوا الصدقات فنعم ما هي. وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. فلما اخفوها تشعر ان الله يعرف شأنهم ان الله يعلم بشأنهم وانه يطلع على احوالهم ولذلك اخفوا هذه الصدقات فابتعدوا عن الرياء وقد قال الله جل وعلا عن بعض المنافقين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون دون ما لا يرظى من القول فهم يخفون اعمالهم عن بني ادم وكأنهم بذلك يسلمون من مراقبة الله جل وعلا لهم. لكن الله مطلع على احوالهم لا يخفى عليه شيء من اه شؤونهم. ولذا قال وهو معهم ان يطلع عليهم ويعرف احوالهم يعلم احوالهم ولا يخفى عليه شيء من شؤونهم وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول. كانوا بالليل اللمون بالمكر والتخطيط بامور مخالفة للشرع. وهو معهم اذ يبيتون اي يخططون بالليل ما لا يرضى من القول ما لا يرضي رب العزة والجلال ومن هنا بين عيني الانسان قول النبي صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك. اي متى كنت حافظا في اه لاوامر الله ونواهيه مستشعرا مراقبة الله لك فان الله جل وعلا سيحفظك من كل سوء ومن كل شر. وانظر لهذا الحديث حديث ابن عباس هذا فان في اخره واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك ومما ينتج عن مراقبة الانسان لربه جل وعلا ان او استشعار مراقبة الله له ان يكون محسن من في اعماله كلها بحيث يؤدي اعماله على اكمل الوجوه واكملها. وفي نفس الوقت يكون محسنا لعباد الله من استشعر ان الله يراقبه بلغ اعلى مراتب الدين وهي مرتبة الاحسان. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد سرى الاحسان بقوله ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن استشعر مراقبة الله له كما اسأله سبحانه ان يوصلنا الى درجة الاحسان في الدين. اللهم يا حي يا قيوم اعد عبادك الى دينك القويم واجعلهم يتمسكون بشرائع دينك. اللهم اجعلهم محافظين على صلواتهم مؤدين لعباداتهم على اكمل الوجوه يعرفون انك تراقبهم وتطلع على اعمالهم هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين باسلامي وايماني اضاء الكون وزمنه باسلامي وايماني قضاء الكون وزمن اسلامي وايماني وايماني وا الزمن