ومن رأى اخر فقال فسألهم عنه فقالوا هذا حري ان خطب الا يزوج وان شفع ان لا يشفع فقال صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملئ الارض من مثل ذلك باسلامي وايماني اضاء الكون وزمنه باسلامي وايماني وايماني الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فان الله عز وجل قد تفضل علينا بان جعلنا من اهل هذا الدين القويم دين السماحة واليسر دين تحقيق المصالح دين الاسلام. هذا الدين الذي قد جاء بالتوجيه لعدد من المعاني العظيمة والمقاصد الكبيرة التي تحقق مصالح الخلق ومما جاءت به الشريعة الامر بتفقد ذوي الحاجات الخاصة فان الله عز وجل يقدر اقدار مختلفة على بعض عباده ليختبرهم ويختبر الاخرين كيف يتعاملون معهم وبالتالي تظهر عبوديات كثيرة ومن ذلك ان الله عز وجل قد قدر على بعض العباد انواعا من الامراض يحتاجون معها الى رعاية وعناية ومتابعة قدر ان بعض العباد يكون عليهم ديون يغرمونا ما يثقل كواهلهم من المطالبات التي تكون للاخرين قدر على بعض الناس ان يحتاجوا حوائج مختلفة وقدر رب العزة والجلال على بعض الاطفال ان ييتموا بموت ابائهم قدر على بعض اه الناس اه ان يكونوا اه ان يكونوا ممن اصيبوا بشيء من المصائب اما المالية او الخسائر او نحو ذلك ولذلك امرنا الله عز وجل بمراعاة هؤلاء واحتساب الاجر معهم وتقديم عمل صالح ينفع المرء في اخرته بمراعاته لهؤلاء ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم يعني اذا قمتم مع الضعفاء واعطيتموهم وتصدقتم عليهم وراعيتم احوالهم فان الله جل وعلا سينصركم وسيرزقكم ولذا جاءت الشريعة بالترغيب في الرحمة لهؤلاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم ومن امثلة هؤلاء اليتيم الذي مات ابوه فهو يحتاج الى من يوجهه يحتاج الى من ينفق عليه يحتاج الى من يراعي شعوره يحتاج الى من يتمكن من مخالطته ومن هنا جاءت الشريعة بالترغيب في القيام على اليتيم والتحذير من الاعتداء عليه قال تعالى فاما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في كفالة الايتام فقال انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين واشار باصبعيه صلى الله عليه وسلم وقد ذم الله جل وعلا اولئك الذين لا يقومون بشؤون اليتيم الذي لا يرعاه احد قال تعالى ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين وقد جاء في نصوص كثيرة التحذير من الاعتداء على مال اليتيم والامر بالا يتصرف الانسان في مال اليتيم الا بما يعود عليه بالخير. ان الذين ياكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطون نارا وسيصلون سعيرا ومثل هذا اولئك الفقراء. المساكين الذين يحتاجون الى من يرعاهم ولو باللقمة اليسيرة ولو باللقمة اليسيرة ولذا قال الله عز وجل واما السائل فلا تنهر ذم الله جل وعلا اولئك الذين لا يرغبون الاخرين في القيام على طعام المساكين قال ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين يقول النبي صلى الله عليه وسلم من اجل رفع ذلك التوهم الذي يكون عند بعض الناس في تفضيل اصحاب الاموال او اصحاب المكانة او المنزلة يقول صلى الله عليه وسلم لاخبركم باهل الجنة كل ضعيف متضعف لو اقسم على الله لابره ولما مر رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه فقالوا هذا حري ان خطب ان يزوج وان شفع ان يشفع واثنوا عليه ولذا قال صلى الله عليه وسلم رب اشعث مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابره. رب اشعث مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابره ومن هنا جاءت الشريعة بالتحذير من التحزبات والتقسيمات المبنية على مثل هذه الاقدار التي يمكن ان تنقلب في يوم ما فالفقير يمكن ان يصبح غنيا والرئيس يمكن ان يصبح مرؤوسا. وهكذا ولذا حذر الله عز وجل من التخلق بالاخلاق السيئة من مثل السخرية والاستهزاء. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء ويقول صلى الله عليه وسلم بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرظه يقول صلى الله عليه وسلم اوحى الله الي ان تواظعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد وانظر لهذه الاية يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون وحينئذ يتقرب المؤمنون الى ربهم جل وعلا بالسعي الى بالسعي على اولئك الضعفاء بالقيام بشؤونهم واحتساب الاجر في النفقة عليهم و القيام معهم بما يعود عليهم بالنفع. لان الله حينئذ سيكون معك في الدنيا والاخرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم السعي على الارملة والمسكين الارملة التي توفي زوجها. الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله قال وكالقائم الذي لا يفتر الذي يقوم في الليل لا يتعب وكالصائم الذي لا يفطر مستمر على اه صيامه ومن اولئك الذين هم من اصحاب الحاجات المرظى فان المريض تشتد به الحاجة وتتغير اموره ويضعف بدنه وبالتالي تضعف معنويته ونفسيته فيحتاج الى من نواسيه ومن هنا رغبة الشريعة بعيادة المرظى. فامر النبي صلى الله عليه وسلم بعيادة المريظ وقال صلى الله عليه وسلم ان المسلم اذا عاد اخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع. قيل ما خرفة الجنة قال جناها يعني ثمارها وما فيها من الخير ومما يتعلق بهذا ان العبد المسلم عليه اذا اصابه شيء من هذه الحاجات الخاصة ان يعلم ان ذلك مما يكفر ذنوبه ويعلم انه متى صبر اجر على ذلك الاجر العظيم. ومتى رضي بقضاء الله وقدره فانه حينئذ يعظم اجره ويكون ممن يرضى عنهم رب العزة والجلال. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين وايماني وايماني اضاء الكون وزمنه