وهو ميراث النبوة الذي ليس في الدنيا اعظم ولا اكرم على الله منه ولا من اهله فهذا يكفي شرفا وفضلا اهل العلم هم الامناء على دين الله والامناء على شرعه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام ابو عيسى محمد ابن عيسى ابن سورة الترمذي رحمه الله تعالى وغفر الله لشيخنا واجزل مثوبته وغفر للاخوة الحاضرين باب فضل طلب العلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه وصلنا بسنته الى يوم الدين. اما بعد وقد ترجم الامام الحافظ الترمذي رحمه الله بهذه الترجمة المتعلقة بفضل العلم وقد تقدم معنا ان هذه الابواب التي ذكرها المصنف وسيذكرها رحمه الله المراد بها بيان ما يتعلق بالعلم ومن اهم الامور التي اعتنت بها نصوص الشريعة تنبيه العباد على فضل هذه العطية الربانية والمنحة الالهية التي ينال بها العبد شرف ميراث النبوة يؤتمن على دين الله وشرع الله مبلغا لرسالة الله ناصحا لعباد الله اخذا بحجزهم عن نار الله داعيا لهم الى الهدى الذي يرضي الله سبحانه وتعالى وهذا المقام الشريف والمنصب المنيف لا شك انه ان ذكر فظله والدلالة على ذا على ما جعل الله لاهل العلم من الخير الكثير والاجر الجزيل الدنيا والاخرة امر من الاهمية بمكان ولذلك اذا سمع المؤمن الموفق عن فضل العلم وفضل طلبه والجد والاجتهاد في تحصيله ان هذا يدعوه الى صدق المتاجرة مع الله سبحانه وتعالى ويرغب فيما عند الله ويزهد اما في ايدي الناس ويكون قلبه لله لا لاي شيء سواه وفضل العلم عظيم عند الله سبحانه وتعالى جعل الله فيه الخير في الدنيا والاخرة ولو لم يكن لاهل العلم الا انهم ورثوا هذا الميراث العظيم لكن مع عظم مع مع وجود هذه الفضائل فان ورود النصوص بها ينبه المسلم على خطر العلم وانه سلاح ذو حدين فاما ان يبلغ به العبد الدرجات العلا من رضوان الله عز وجل. نسأل الله بعزته وجلاله ان يمن علينا بذلك وان يرحم ضعفنا وان يعيذنا من سخطه وغضبه واما ان يهوي به والعياذ بالله الى العواقب الوخيمة ينتهي به والعياذ بالله الى العواقب الوخيمة والنهايات الاليمة حتى يتمنى ان امه لم تلده ليتحمل هذه المسؤولية التي ضيع حقها وحقوقها ويتمنى ان امه لم تلده حتى يتحمل هذه الامانة التي خانها وخان الله ورسوله والمؤمنين على المؤمن اذا قرأ مثل هذه النصوص او سمع بفضل ما اعد الله في طاعة ان يقوم بحق هذه الطاعة وان يعلم انه كما ان القيام بها ينتهي بالعبد الى سعادة الدارين فان الاخلال بها والعياذ بالله والانسلاخ من ايات الله ينتهي بالعبد الى سخط الله وغضبه في الدنيا والاخرة بوب العلماء بهذا الباب واول ما في العلم وطالب العلم فقير الى رحمة الله مؤمل في فضل الله فهو يتاجر مع الله في ليله ونهاره وصبحه ومسائه ليس عنده هم الا ان يحصل العلم فما من عبد يصدق في طلب العلم الا قذف الله في قلبه حب هذا العلم واذا احبه فان للعلم لذة تنسي اللذات وسكرة الحب للعلم التونسي غيره وتلهي عما سواه ولذلك اكثر الناس شغلا في هذه الدنيا هم اهل العلم وليس عندهم الفراغ وليس عندهم اضاعة الاوقات ولا ضياعها في الترهات لانه اذا عظم الشيء وشرف وكمل تعلقت النفس به ولذلك اصطفى الله لهذا الدين الامناء الصلحاء العدول لانهم مؤتمنون على اعظم شيء وهو حلال الله وحرامه وهم المبلغون لرسالة الله بعد انبياء الله فهذا لا شك ان طالب العلم يحتاج فيه الى من يذكرهم بما اعد الله من الفضل وبما اعد الله من الثواب الجزيل ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه بعض هذه الفضائل ومنها ما سيذكره المصنف رحمه الله مما اخرجه من هذا الحديث الصحيح حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه وطالب العلم لا شك انه اثناء طلب العلم يجد المشاق والمتاعب بخلاف من تعلم وفتح الله عليه فانه قد سبق له الامتحان وسبق له الابتلاء لكنه ليس كطالب العلم عند الابتداء ولذلك هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ينبغي الا ينساه طالب العلم طيلة حياته لانه يزكي الارواح ويشهد الهمم يشهد الهمم للجد والاجتهاد في العلم هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي سيذكره المصنف رحمه الله يقرب الله به البعيد ويذكر به العبد عن جائزته له ومثوبته له يوم الوعيد بان يكون من المفلحين من اهل جنته ودار كرامته طلب العلم لما كانت فيه المشاق والمتاعب يحتاج الى سلوى يتسلى بها الانسان الانسان بشر وضعيف ويعتريه ما يعتري المخلوق الضعيف فقد تضعف همته وقد تنكسر عزيمته لكنه اذا تذكر ان هذا الحديث الذي نطق به الصادق المصدوق والذي نزل به جبريل من فوق سبع سماوات بشارة لاهل لمن طلب العلم وبشارة لمن جد واجتهد وتعب في طلب العلم فان هذا يهون عليه الكثير ويقربه ويجعله جادا مجتهدا فيما يصبو ويرمو اليه ويرمي اليه. يقول رحمه الله باب فضل العلم اي في هذا الموضع ساذكر لك جملة من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دلت على فضل العلم. الفضل هو الزيادة فضل الشيء اذا زاد عن الحاجة والكفاية والاعمال الصالحة كل عمل صالح له مزية وله اجر فاذا خص عمل عن غيره بمزية او باجر قيل فظل ازداد اه مكانة وسمع عن غيره بتفضيل الله سبحانه وتعالى وهناك العبادات انها اجور والعلم له اجور فتقول باب فضل العلم العلم نوع من العبادة لكنه اعظم واشرف واعظم جزاء عند الله من العبادة لان العبادة خيرها قاصر على الشخص لكن العلم خيره متعد فكم يهدي الله بالعلم من ضال وكم يرشد به من حائر وكم يثبت به في الفتن قلوبا تتزلزل ينير به سبحانه بصائر تعمى فظل الله بالعلم عظيم وفوق ما يتخيل الانسان او يتصور لكن هذه الاحاديث شيء من اشياء اعدها الله سبحانه وتعالى لانه اعد لعباده المحسنين الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فما بالك بالعلم الذي هو افضل ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ولن تطلب العلم وتصدق في العلم الا رأيت من فضل الله وكرمه ما لم يخطر لك على بال وقوله باب فضل العلم المراد به العلم الشرعي الذي هو قال الله وقال رسوله وما استنبط من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم اذا اطلق وبين شرفه فهذا هو المراد. وهذا الذي يتكلم عليه العلماء ويبينه العلماء ويدعو اليه العلماء لان الحاجة ماسة اليه العلم في الاساس هو العلم الشرعي العلم هو ميراث النبوة ولا يعدله علم ولا يسوى به علم والا قد يكون العلم من امور الدنيا كما قال تعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ووصفهم بكونهم يعلمون لكنه ليس العلم الذي يقرب الى الله واما علوم الدنيا كالطب والهندسة التي تبنى بها الطب الذي تعالج به الارواح والاجساد والهندسة التي تعمر بها الديار وغيرها من العلوم فهذه لا شك ان لها فظيلة لمن تعلمها لينفع المسلمين وهذه الفظيلة بنيته ولذلك كان الامام الشافعي رحمه الله يقول عن الطب انه ثلث العلم وقال رحمه الله ضيعوا ثلث العلم اي في زمانه لم يتعلم المسلمون الطب كما ينبغي فكان يعتب عليهم ويقول ضيعوا ثلث العلم ثم قال لا اعلم علما بعد الحلال والحرام انبل من الطب وكان طبيبا رحمه الله وكان عندهم معرفة بالطب العلوم التي فيها نفع العلوم الدنيوية تتفاوت بنفعها للناس فمن كان نفعه اعظم والنفع فيه اكبر وصلاح امور الناس في دينهم اكبر اجره اعظم لمن احتسب اما ذاته في امور كشيء دنيوي فهذا حده الدنيا ولذلك كل ما ورد من النصوص ورد في شرعنا المراد به الشرع وليس المراد به غيره فلا يلبس على الناس ولا يغير في الادلة والنصوص الشرع اذا سمى شيئا ثم رتب فظلا عليه ينبغي ان نسير وفق الشرع الذي قاله يقول رحمه الله باب فضل العلم اي في هذا الموضع ساذكر لك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل طلب العلم الطلب طلب الشيء اذا سعى في تحصيله والعلم لا يوجد مع الانسان هكذا ولذلك قال تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا تبين ان الانسان في اصله لا يعلم ولذلك يقال للرجل امي اذا كان لا يعرف الكتابة وللقراءة اي انه كما ولدته امه لا يحسن القراءة والكتابة. لكن قد يكون اميا وهو اعلم من في الارض كنبينا عليه الصلاة والسلام المقصود ان الاصل في الانسان انه لا يولد عالما وانما يطلب العلم وهذه سنة من سنن الله ان الله جعل العلم بالطلب ولم يجعله بالتشهي ولا بالتمني ولا بالدعاوى الزائفة فاذا تباعد الناس عن عصر النبوة وتباعد الناس عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم لن تجد غشا او كذبا مثل ان يدعي الانسان انه على علم لماذا لان هذا الامر يدعيه الكثير والله سبحانه وتعالى عزيز ذو انتقام فمن المصائب العظيمة في العلم سهولة دعوى العلم لكن امور الدنيا قليل من يدعيها وقليل من يمارسها ويترك اما امور الدين فكثير من يدعيه حتى ولو لم يطلبه ويقول انه من اهله ولو لم يطلبوه لان هذا من استدراج الله والعياذ بالله من استدراج الله ان الكثير يدعي العلم وهو ليس من اهله لم يطلبه العلماء استقر عندهم امر. وهو ان العلم بالطلب لدلالة الكتاب والسنة اما دلالة الكتاب فان الله قص علينا قصة حبيبه الذي يقول له والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني. وهو موسى عليه السلام الذي كلمه تكريمه ومع ذلك قال له سبحانه في الوحي ان بمجمع البحرين من هو اعلم منك او من اتيناه وعلمناه من لد اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما فماذا حصل الذي وقع ان موسى عليه السلام لم يعطى العلم هكذا وانما وهيئ له بطريقة تقوم على الطلب ان يخرج مسافرا وان يجد الجهد لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا لكي يحصل العلم. اذا العلم ما يكون بالتشهي ولا بالتمني ومن اعظم المصائب الان ان تجد الرجل يزكي نفسه باب فضل الطلب طلب العلم طلب العلم اذا كان بالحضور والجلوس في مجالس العلم فانه من طلب العلم فكل من خرج من بيته الى مجلس من مجالس العلم وبينه وبين الله كان العلماء رحمهم الله اذا بحثوا المسائل يذكرون الادلة والردود والمناقشات لا يدعي احد منهم انه هو صاحب السنة وانه هو الذي على الحق او انه او انه لماذا؟ لان العلم يعرف بالدليل. ولا يعرف بالدعوة اما اليوم فتجد كل شخص يحاط بها له اما من طلابه او من محبيه او ممن يعتقد فيه لكي يزكى بانه العالم. وهذا ليس من العلم في شيء. العلم بامرين باذن الله عز بعد توفيق الله. اولا الطلب والثاني ما يكون من العالم من الثبات على الحق في قوله في فتواه في تعليمه في توجيهه ان تجد النور الذي يقذفه الله في القلوب الذي لا يمكن ان يكون الا من الله سبحانه وتعالى وحده فينفذ الحق الى القلب من دون استئذان لان الله جعل الحق يستمد قوته من ذاته ولم يجعله بالمدح والاطراء بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق. فالعلم الذي عليه نور النبوة يدخل الى قلب الانسان من دون استئذان وتجد له طمأنينة لانه من ذكر الله وذكر الله تطمئن به القلوب الطلب اساس في العلم فهذا الذي يدعي العلم بدون طلب تجد علمه بالمدح وتجده بالتزكية ولذلك من اعظم ما ينبغي على طلبة العلم ان يحذروه كثرة الثناء والمدح لمشائخهم وتزكيتهم واحاطتهم بهالة من القداسة هذا لا ينبغي وينبغي على الانسان ان يحظر لانه فتنة للشيخ وفتنة لطالبه العلم يعرف بالدليل ويعرف بالحق بنور الحق الذي جعله الله فيه العلم جعله الله بالطلب لان الذي يطلب العلم تجده يحب الله ولم يطلب العلم الا لانه يعلم ان هذا العلم يحبه الله ويحب الله من طلبه فلذلك تجده يطلبه ويبحث عن اهله طلب العلم يقوم على امور اولها ان المراد بالعلم كما ذكرنا علم الشرع فمعنى ذلك انه يبحث عن من تمكن في علم الشرع فاذا بحث عنه فانه يطلبه ويلتمسه وهذه سنة الحياة فان كان في بلدته ومدينته حرص على الجلوس معه حرص على صحبته حرص على القرب منه واذا اقترب منه لم يقترب اقتراب الغافل انما اقترب اقتراب من يراقب الله كل من اقترب من احد من اهل العلم فانه لو كان يشعر عن عظم المسؤولية والامانة لاشفق على نفسه لانك اذا اقتربت من العالم فذكر حديثا او حكما فمعناه ان الحاكم قد اعذر ان العالم قد اعذر الى الله بذكر هذا العلم وانت امين عليه من بعده لا يحسب الانسان انه اذا جلس او استمع للعلماء ان المراد به بذلك اه امر ليس فيه مسؤولية او امانة ابدا. كل ما تسمعه تسأل عنها امام الله سبحانه وتعالى اولا لماذا تعلمته؟ وهل علمته وعملت به؟ وهل دعوت اليه هذا كله يتحمله طالب العلم. فاذا كان الشيخ في بلده وداره حرص على الجلوس معه والانصات احرص على حسن الصحبة وعلى حسن السؤال وعلى ضبط المسائل واتقى الله سبحانه وتعالى وراقبه في قوله وعمله وان كان في غير مدينته ارتحل له فهذا كله وقع للصحابة رضوان الله عليهم. فمن كان في المدينة صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولازمه فكل من صحب وكان اكثر صحبة كان اكثر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك الطلب الذي ذكره المصنف رحمه الله فظله انما يكون بالملازمة الشديدة وهذه الملازمة يصحبها ظبط واتقان يزينها ما يكون من مكارم الاخلاق من طالب العلم مع من يتعلم معه فقد اوتي الصحابة في ذلك افضل ما اوتي به ما اوتي اصحاب نبي في صحبتهم في صحبتهم رضي الله عنهم وارضاهم وذكر ذلك العلماء قال الامام الشاطبي ان الله اختار من بين الانبياء نبينا عليه الصلاة والسلام واختار له افضل الاصحاب فاصحابه هم افضل من الحواريين. ومن غيرهم من اصحاب الانبياء والرسل لماذا؟ لان الله شرفهم بكمال الادب وحسن الادب في الطلب هذا الطلب يقوم على الملازمة يطلبه بالسفر اليه اذا لم يكن في بلدته ويطلبه بشهود مجالسه ان كان في بلدته ويطلبه بادمان اه قراءة ما الفه او ذكره ما دام انه يعتقد انها انه اقرب الى الحق والصواب فانه يلزمه ويتقي الله في ملازمته له فلا يغلو ولا يجفف ويكون على القصد والسنن الذي كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يحب ما قال الله. وقال رسوله عليه الصلاة والسلام وخرج من بيته لا اسرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة بل انه قد يكون بحاجة الى النوم وقد يكون بحاجة الى الراحة بل قد يكون في يوم يستطيع ان يمضيه في نزهة وفي فسحة وقد يكون عنده شواغل ومشاغل الله عليه من فوق سبع سماوات انه خرج من بيته ذلك المخرج لا يبتغي به الا وجه الله ولا يبتغي به الا ما عند الله فقد افلح وانجح واصاب الخير باذن الله ولم يجلس مجلسا من مجالس الذكر المعمورة بالعلم الذي يرضي الله سبحانه وتعالى الا غفر ذنبه استجيب دعاؤه وهم القوم لا يشقى بهم جليس فيكفي في شرف طلب العلم ان من جلس مجالسه يغفر ذنبه ثم ان الله سبحانه وتعالى شهد لنا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ان هذه المجالس التي يكون فيها طلب العلم انه لا يشقى بها جليس وانها تحفها الملائكة وتغشاه الرحمة وتتنزل عليها السكينة ولذلك يستحي العبد ان يراه الله فيها مرائيا او مسمعا او غافلا وانما يكون على افضل الوجوه واكملها اللهم اجعلنا ذلك الرجل باب فظل طلب العلم نعم قال رحمه الله حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا ابو اسامة عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة قال الامام ابو عيسى هذا حديث حسن هذا الحديث الشريف الذي يرويه الصحابي البر الاغر ابو هريرة عبد الرحمن ابن صخر رضي الله عنه وارضاه رجعنا اعالي الفردوس مسكنه ومثواه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العلم يقول عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما من سلك طريقا باسلوب نكرة وهذا يدل على ان العلم له طرق يتوصل الانسان بها باذن الله الى العلم آآ ويكون ذلك اه كما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم باحسان فاما ان يكون كما ذكرنا بالجلوس في حلق الذكر واما ان يكون في ملازمة اهل العلم هذا كله فعله اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحلقوا حوله اما اذا تحلقوا حوله اطرقوا كأن على رؤوسهم الطير رضي الله عنهم وارضاهم وكانوا على اكمل ما يكون عليه الادب في المجلس فاذا تكلم انصتوا واذا بين حلال الله وحرامه سلموا واذعنوا وابتعدوا عن المناقشة وفضول المماراة والجدال وكانوا على اكمل الصفات في الطلب من سلك من سواء كان رجلا او امرأة من من صيغ العموم سواء كان رجلا او امرأة فالعلم يطلبه النساء كما يطلبه الرجال ولذلك كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسون العلم من امهات المؤمنين خاصة في شأنه عليه الصلاة والسلام في بيته ولما طلب النساء من رسول الامة صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله غلب الرجال على حديثك فاجعل لنا يوما جعلوا لهم بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه يوما هذا الشرف بالرجال والنساء المرأة الصالحة التي تريد اصلحها الله في نفسها واصلح بتوفيقه سبحانه في قولها وعملها اهتدت في نفسها لا يمتنع ان تكون هادية لغيرها كما ان الرجل اذا صلح في نفسه واستقام في طاعته لربه فان الله يصلح به ولذلك اثنى الله على الصالحات القانتات واثنى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض النساء وفي تاريخ الامة الخير الكثير فهذه امة مرحومة ومن رحمة الله ان الله لم يجعل العلم في الرجال وحده وانما جعله في النساء ايضا ولا زلنا نسمع من الخيرات الصالحات نسأل الله ان يثبتهن على الخير ان يكفر من امثالهن تعليم النساء حينما يكون من النساء قد يكون اكثر وضوحا واسهل وايسر من ان تتعنى المرأة الخروج وتتكلف سؤال العالم وقد لا تجده الا وقد احاط به الناس ولذلك كان بعض امهات المؤمنين كما وقع لعائشة رضي الله عنها اذا استفتت المرأة واستغلق عليها ان تفهم او حصل شيء اخذت المرأة وجذبتها وقامت بتعليمها وبيان ما تحتاج اليه من امر دينها قوله من من صيغ العموم من سلك طريقا من سلك طريقا ما اجمله من طريق وما رفع عبد قدمه في هذه الدنيا ليضعها اشرف من قدم يطلب فيه ميراث النبوة وما خرج مخرجا احب الى الله من مخرج يريد به العلم يتعلم من سلك طريقا نكرة وهذا يدل على ان العلم طرق للعلم طرق كثيرة لكنها الطرق التي بنيت الشرع وليست لكل من هب ودب من الطرق للعلماء الربانيين المؤتمنين على دين الله سبحانه وتعالى الذين اخذوا العلم قال بعض العلماء في قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء لانه كريم والعلم عطيته ولذلك تجد ايات العلم العلم اتيناه علمناه وعلمك كلها عطية والكريم اذا اعطى ما ينزع الا اذا طغى وبغى من اعطي هذا امر اخر عليه النبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها نسأل الله العافية بل عن باعوراء لكن من حيث الاصل يشهد النبي صلى الله عليه وسلم بكرم ربه وجوده ان الله لا ينتزع العلم من صدور العلماء بعد اذ وعوه الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء بعد اذ وعوه ولكن يقبضه بموت العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا الله اكبر اتخذ الناس فتجد الشخص يقول هذا الشيخ الذي اريد هذا الذي يعرف كيف يفتي هذا الشيخ الكذا الكذا لانه يسير على هواه ستجد مثل هؤلاء اشتهروا بمدح الناس لهم لكن العلماء الربانيين غير هذا هم بعلمهم الذي علمهم الله وبالبصيرة التي اكرمهم الله بها قال بعض العلماء في قوله ينتزع من صدور العلماء بعد ابن عوف ولكن يقبضه بموت العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا. اللهم انا نسألك العافية ونعوذ بوجهك العظيم ان نكون منهم قال بعض العلماء ان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يفهم منه ان العلم لا يؤخذ من الكتب بمعنى ان الانسان يصبح فقط شيخه ان يمسك الكتب ويقرأ فيها لانه جعل العلم مربوطا بالعلماء والكتب موجودة قال ولكن يقبضه بموت العلماء فدل على ان الكتب لا تكفي فيها خير وفيها بركة. لكن ان يكون الانسان متكبرا لا يجلس في مجالس العلماء او يظن انه يريد سيصل الى شيء لا يصل اليه العلماء ونحو ذلك من التعالي فحين اذ نقول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان العلم يؤخذ بالتلقي ولذلك في هذا الحديث دليل على ان العلم يحتاج الى طلب قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس سمي الطريق طريقا لان الناس تطرقه بالنعال تسير فيه ويسمع فيه طرق النعال يعني صوته حينما يمشي الانسان فسمي طريقا بسبب ذلك. من سلك طريقا يلتمس فيه علما يلتمس فيه علما ليس المراد به اي علم كان. انما المراد من علم الشرع ايا كان قدر هذا العلم او كان نوعه ما دام انه من علم الشرع كأن يتعلم العقيدة ويتعلم الفقه او يتعلم احكام المواريث ويقول اريد ان اسد ثغر الامة في هذا العلم وان انفع الامة وان اقدم لها. او يتعلم علم القضاء او نحو ذلك هذا كله من طرق العلم سهل الله له به طريقا الى الجنة من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة لان الطريق الى الجنة وعر وصعب ولا يسهل الا اذا سهله الله سهل الله له لان الله هو الذي يسهل واذا سهل الله فلن تجد حزنا واذا يسر فلن تجد عسرا واذا قرب فليس هناك بعيد سهل الله بانه هو وحده. الذي يسهل سهل الله له به طريقا الى الجنة فدل على ان الجنة لها طرق ولها سبل استبقوا الخيرات سارعوا الى مغفرة من ربكم وطرق الجنة كثيرة منها العلم العلم ينتهي بصاحبه الى الجنة اول العلم مكاره الجنة لان الجنة حفت بالمكاره العلم الموصل الى الله اوله المكاره فيجد الانسان المشقة العظيمة في طلبه فلا يجد فراغا في وقته واذا وجد الفراغ لا يجد من يعلمه واذا وجد من يعلمه يجده بصعوبة ونحو ذلك حتى يصل الى العلم فاذا وصل للعلم جاءته الاسقام في جسده او كبر سنه او جاءت الشواغل والمشاغل وهكذا اذا يحتاج الى معونة من الله سبحانه وتعالى فاذا ترك بحوله وقوته هلك ولكن الله سبحانه وتعالى لا يضيع اولياءه ولا يضيع اجر من احسن عملا سبحانه وتعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع اجر من احسن عملا اني لا اضيع عمل عامل منكم لا يضيع ملك الملوك وارحم الراحمين عباده ولا يضيع اولياءه فاذا طلب العلم فاراد وجه الله ولم يخرج رياء ولا سمعة سهل الله له به طريقا الى الجنة تجده اذا خرج مخلصا في بعض الاحيان يجد مئات العلماء مئات المشايخ واختار منهم احدا تجده يختاره لسبب فاذا كان السبب الذي اختار به يرضي الله سبحانه وتعالى وخرج من بيته وقال ساذهب الى علم فلان لوجه الله فانك تجد دلائل تسهيل الطريق الى الجنة فتجده يقوم من المجلس بحال غير الحال الذي جلس به وبقلب غير القلب الذي جلس به سهل الله له بطريق الى الجنة. ان يجلس في مجالس العلم فتجده على افضل الاحوال واكملها فيخشع لله قلبه وتبكي وتذرف من خشية الله عيناه اذا ذكر وبصر لان العلم ليس علوما جامدة. العلم هو الذي يقرب الى الله وكان ائمة العلم والسلف الصالح رحمهم الله حتى ولو كان المجلس مجلس فقه واحكام يذكرون بعظمة الله وبحكمة الله في كامل وتقديرك فتحي القلوب بذلك باذن الله عز وجل لانه اذا امن العبد بربه فليس عنده شيء اطيب من ذكر الله عز وجل والقلوب لا تجد دواء ولا صلاحا ولا فلاحا اعظم من ذكر الله عز وجل ولن تجد القلب في ساعة الذ ولا اهنأ لصاحبها من ساعة يجلس فيها في ذكر الله سبحانه وتعالى فالعلم هو اعظم الذكر. وافضل الذكر لانه علم مع الاستشعار. قد يجلس الانسان ويقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله. هذا ذكر ويقوله وهو مخلص حاضر القلب لكن حينما يجلس في مجلس العلم ويقال له ان التسبيح تنزيه لله سبحانه وتعالى فانت اذا قلت سبحان الله نزهت الله من كل ما لا يليق بالله جل جلاله وان هذه الكلمة تملأ الميزان لان ولذلك التسبيح يسمى توحيدا قال تعالى فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. ماذا كان يقول يونس عليه السلام؟ لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين حينما يقال له انك تنزه الله فقط هذا العلم كونه اذا قال سبحان الله ينزه الله ويتذكر ان الله منزه عما يقوله المبطلون منزه عما يقوله الظالمون تسبح له السماوات السبع حينما يقال له انك تقول سبحان الله وانت عبد مخلوق ظعيف لا تساوي شيئا امام ملائكة لا يحصي عددهم الا الله كلهم يسبحون الله حينما يقال له انت تقول سبحان الله والشجر والمدر والحجر والهواء والطير بين الارض والسماء وكل شيء يسبح بحمده سبحانه وتعالى يعلم عندها لما يقول سبحان الله ما هي هذه الكلمة يسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من شيء الا يسبح بحمده حينما يتعلم هذا العلم حينما يذكر وهو يتعلم الشيء يعلم ما هو الشيء الذي يقوله. هل هو مثل الذي يقول بدون بدون علم ابدا فبينهما كما بين السماء والارض لانه ربما قرأت اية من كتاب الله وخشع لله بها قلبك وذرفت بها من خشية الله عيناك حرمك الله بها على النار بفضل الله ثم بالعلم لانك لما قرأتها استشعرتها وعلمت ما فيها من المعاني بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم الذي يتعلم منزلته عظيمة ولذلك قرن الله هذا العلم بالايمان ليس هناك عند الله اعظم ولا اشرف ولا اكرم من الايمان به سبحانه به العلم لكي يعلم الانسان ان هذا التسهيل لطريق الجنة ليس بالسهل ومن دلائله في الدنيا وبشائره في الدنيا ان المحافظين على حب العلماء ولزوم حلقهم والعمل بما يقولون هم اقرب الناس الى رحمة الله وابعد الناس حتى ان الله يصرف عنهم من الفتن وهم لا يشعرون الذي يحب العلماء ويحب العلم ويغشى حلق الذكر تجده محفوظا في نفسه واهله وماله وولده. واقسم بالله العظيم لقد رأيت ذلك ونشهد به لله من فضله وكرمه فهذا من عاجل البشرى وهي جنة الدنيا قبل جنة الاخرة ان تجد تسهيل العبد للجنة سهل الله له به طريقا الى الجنة لانه اذا جلس مع العالم وقال له انك مسؤول عن اهلك وولدك ان تأخذ بحجزهم عن النار وقام من هذا المجلس وهو يستشعر مسؤوليته في بيته فرجع فامر بما امر الله به. بالتي هي احسن وقومه العالم في امره ونهيه وذكره هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته بابي وامي صلواته حببه في ذلك يقوم مثل ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعو بدعوته عندها ترتفع منزلته وترفع درجته وتضاعف حسناته. ويضاعف له اجره. فتجد هذا من تسهيل الطريق الى الجنة طريق الى الجنة ان تكون حاله في الدنيا ان يكون حاله في الدنيا اقرب الى الجنة منه الى النار وهذا من فضل الله وكرمه فبين عليه الصلاة والسلام ان من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وكم من علماء ائمة صالحون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام ابو عيسى محمد ابن عيسى ابن سورة الترمذي رحمه الله تعالى وغفر الله لشيخنا واجزل مثوبته وغفر للاخوة الحاضرين باب فضل طلب العلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه بسنته الى يوم الدين. اما بعد وقد ترجم الامام الحافظ الترمذي رحمه الله بهذه الترجمة المتعلقة بفظل العلم وقد تقدم معنا ان هذه الابواب التي ذكرها المصنف وسيذكرها رحمه الله المراد بها بيان ما يتعلق بالعلم ومن اهم الامور التي اعتنت بها نصوص الشريعة تنبيه العباد على فضل هذه العطية الربانية والمنحة الالهية التي ينال بها العبد شرف ميراث النبوة فيؤتمن على دين الله وشرع الله مبلغا لرسالة الله ناصحا لعباد الله اخذا بحجزهم عن نار الله داعيا لهم الى الهدى الذي يرضي الله سبحانه وتعالى وهذا المقام الشريف المنصب المنيف لا شك انه ان ذكر فضله والدلالة على ذا على ما جعل الله لاهل العلم من الخير الكثير والاجر الجزيل الدنيا والاخرة امر من الاهمية بمكان ولذلك اذا سمع المؤمن الموفق عن فضل العلم وفضل طلبه والجد والاجتهاد في تحصيله فان هذا يدعوه الى صدق المتاجرة مع الله سبحانه وتعالى يرغب فيما عند الله ويزهد اما في ايدي الناس ويكون قلبه لله لا لاي شيء سواه وفضل العلم عظيم عند الله سبحانه وتعالى جعل الله فيه الخير في الدنيا والاخرة ولو لم يكن لاهل العلم الا انهم ورثوا هذا الميراث العظيم وهو ميراث النبوة الذي ليس في الدنيا اعظم ولا اكرم على الله منه ولا من اهله هذا يكفي شرفا وفضلا اهل العلم هم الامناء على دين الله والامناء على شرعه لكن مع عظم مع مع وجود هذه الفضائل فان ورود النصوص بها ينبه المسلم على خطر العلم وانه سلاح ذو حدين فاما ان يبلغ به العبد الدرجات العلى من رضوان الله عز وجل. نسأل الله بعزته وجلاله ان يمن علينا بذلك وان يرحم ضعفنا وان يعيذنا من سخطه وغضبه واما ان يهوي به والعياذ بالله الى العواقب الوخيمة ينتهي به والعياذ بالله الى العواقب الوخيمة والنهايات الاليمة حتى يتمنى ان امه لم تلده ليتحمل هذه المسؤولية التي ضيع حقها وحقوقها ويتمنى ان امه لم تلده حتى يتحمل هذه الامانة التي خانها وخان الله ورسوله والمؤمنين على المؤمن اذا قرأ مثل هذه النصوص او سمع بفضل ما اعد الله في طاعة ان يقوم بحق هذه الطاعة وان يعلم انه كما ان القيام بها ينتهي بالعبد الى سعادة الدارين فان الاخلال بها والعياذ بالله والانسلاخ من ايات الله ينتهي بالعبد الى سخط الله وغضبه في الدنيا والاخرة بوب العلماء بهذا الباب واول ما في العلم وطالب العلم فقير الى رحمة الله مؤمل في فضل الله فهو يتاجر مع الله في ليله ونهاره وصبحه ومسائه ليس عنده هم الا ان يحصل العلم فما من عبد يصدق في طلب العلم الا قذف الله في قلبه حب هذا العلم واذا احبه فان للعلم لذة تنسي اللذات وسكرة الحب للعلم تنسي غيره وتلهي عما سواه ولذلك اكثر الناس شغلا في هذه الدنيا هم اهل العلم وليس عندهم الفراغ وليس عندهم اضاعة الاوقات ولا ضياعها في الترهات لانه اذا عظم الشيء وشرف وكمل تعلقت النفس به ولذلك اصطفى الله لهذا الدين الامناء الصلحاء العدول لانهم مؤتمنون على اعظم شيء وهو حلال الله وحرامه وهم المبلغون لرسالة الله بعد انبياء الله فهذا لا شك ان طالب العلم يحتاج فيه الى من يذكرهم بما اعد الله من الفضل وبما اعد الله من الثواب الجزيل ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه بعض هذه الفضائل ومنها ما سيذكره المصنف رحمه الله مما اخرجه من هذا الحديث الصحيح حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه وطالب العلم لا شك انه اثناء طلب العلم يجد المشاق والمتاعب بخلاف من تعلم وفتح الله عليه فانه قد سبق له الامتحان وسبق له الابتلاء لكنه ليس كطالب العلم عند الابتداء ولذلك هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ينبغي الا ينساه طالب العلم طيلة حياته لانه يزكي الارواح ويشهد الهمم يشحذ الهمم للجد والاجتهاد في العلم هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي سيذكره المصنف رحمه الله يقرب الله به البعيد ويذكر به العبد عن جائزته له ومثوبته له يوم الوعيد بان يكون من المفلحين من اهل جنته ودار كرامته طلب العلم لما كانت فيه المشاق والمتاعب يحتاج الى سلوى يتسلى بها الانسان الانسان بشر وضعيف ويعتريه ما يعتري المخلوق الضعيف وقد تضعف همته وقد تنكسر عزيمته لكنه اذا تذكر ان هذا الحديث الذي نطق به الصادق المصدوق والذي نزل به جبريل من فوق سبع سماوات بشارة لاهل لمن طلب العلم وبشارة لمن جد واجتهد وتعب في طلب العلم فان هذا يهون عليه الكثير ويقربه ويجعله جادا مجتهدا فيما يصبو ويرمو اليه ويرمي اليه. يقول رحمه الله باب فضل العلم اي في هذا الموضع ساذكر لك جملة من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دلت على فضل العلم. الفضل هو الزيادة فضل الشيء اذا زاد عن الحاجة والكفاية والاعمال الصالحة كل عمل صالح له مزية وله اجر فاذا خص عمل عن غيره بمزية او باجر قيل فظل وازداد اه مكانة وسمع عن غيره بتفضيل الله سبحانه وتعالى فهناك العبادات لها اجور والعلم له اجور فتقول باب فضل العلم العلم نوع من العبادة لكنه اعظم واشرف واعظم جزاء عند الله من العبادة لان العبادة خيرها قاصر على الشخص لكن العلم خيره متعد فكم يهدي الله بالعلم من ضال وكم يرشد به من حائر وكم يثبت به في الفتن قلوبا تتزلزل ينير به سبحانه بصائر تعمى فظل الله بالعلم عظيم وفوق ما يتخيل الانسان او يتصور لكن هذه الاحاديث شيء من اشياء اعدها الله سبحانه وتعالى لانه اعد لعباده المحسنين الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فما بالك بالعلم الذي هو افضل ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ولن تطلب العلم وتصدق في العلم الا رأيت من فضل الله وكرمه ما لم يخطر لك على بال وقوله باب فضل العلم المراد به العلم الشرعي الذي هو قال الله وقال رسوله وما استنبط من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم اذا اطلق وبين شرفه فهذا هو المراد. وهذا الذي يتكلم عليه العلماء ويبينه العلماء ويدعو اليه العلماء لان الحاجة ماسة اليه العلم في الاساس هو العلم الشرعي العلم هو ميراث النبوة ولا يعدله علم ولا يسوى به علم والا قد يكون العلم من امور الدنيا كما قال تعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون بكونهم يعلمون لكنه ليس العلم الذي يقرب الى الله واما علوم الدنيا كالطب والهندسة التي تبنى بها الطب الذي تعالج به الارواح والاجساد والهندسة التي تعمر بها الديار وغيرها من العلوم فهذه لا شك ان لها فظيلة لمن تعلمها لينفع المسلمين وهذه الفظيلة بنيته ولذلك كان الامام الشافعي رحمه الله يقول عن الطب انه ثلث العلم وقال رحمه الله ضيعوا ثلث العلم اي في زمانه لم يتعلم المسلمون الطب كما ينبغي فكان يعتب عليهم ويقول ضيعوا ثلث العلم ثم قال لا اعلم علما بعد الحلال والحرام انبل من الطب وكان طبيبا رحمه الله وكان عندهم معرفة بالطب فالعلوم التي فيها نفع العلوم الدنيوية تتفاوت بنفعها للناس فمن كان نفعه اعظم والنفع فيه اكبر وصلاح امور الناس في دينهم اكبر اجره اعظم لمن احتسب اما ذاته في كشيء دنيوي فهذا حده الدنيا ولذلك كل ما ورد من نصوص ورد في شرعنا المراد به الشرع وليس المراد به غيره فلا يلبس على الناس ولا في الادلة والنصوص الشرع اذا سمى شيئا ثم رتب فظلا عليه ينبغي ان نسير وفق الشرع الذي قاله يقول رحمه الله باب فضل العلم اي في هذا الموضع ساذكر لك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل طلب العلم الطلب طلب الشيء اذا سعى في تحصيله والعلم لا يوجد مع الانسان هكذا ولذلك قال تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا تبين ان الانسان في اصله لا يعلم ولذلك يقال للرجل امي اذا كان لا يعرف الكتابة وللقراءة اي انه كما ولدته امه لا يحسن القراءة والكتابة. لكن قد يكون اميا وهو اعلم من في الارض كنبينا عليه الصلاة والسلام المقصود ان الاصل في الانسان انه لا يولد عالما وانما يطلب العلم وهذه سنة من سنن الله ان الله جعل العلم بالطلب ولم يجعله بالتشهي ولا بالتمني ولا بالدعاوى الزائفة فاذا تباعد الناس عن عصر النبوة وتباعد الناس عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم لن تجد غشا او كذبا مثل ان يدعي الانسان انه على علم لماذا لان هذا الامر يدعيه الكثير والله سبحانه وتعالى عزيز ذو انتقام فمن المصائب العظيمة في العلم سهولة دعوى العلم لكن امور الدنيا قليل من يدعيها وقليل من يمارسها ويترك اما امور الدين فكثير من يدعيه حتى ولو لم يطلبه ويقول انه من اهله ولو لم يطلبوه لان هذا من استدراج الله والعياذ بالله لاستدراج الله ان الكثير يدعي العلم وهو ليس من اهله لم يطلبه العلماء استقر عندهم امر. وهو ان العلم بالطلب لدلالة الكتاب والسنة اما دلالة الكتاب فان الله قص علينا قصة حبيبه الذي يقول له والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني. وهو موسى عليه السلام الذي كلمه تكليما ومع ذلك قال له سبحانه في الوحي ان بمجمع البحرين من هو اعلم منك. او من اتيناه وعلمناه من لد اتيناه رحمة من عندنا سلمناه من لدنا علما فماذا حصل الذي وقع ان موسى عليه السلام لم يعطى العلم هكذا وانما وهيئ له بطريقة تقوم على الطلب ان يخرج مسافرا وان يجد الجهد لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا لكي يحصل العلم. اذا العلم ما يكون بالتشاهير ولا بالتمني ومن اعظم المصائب الان ان تجد الرجل يزكي نفسه كان العلماء رحمهم الله اذا بحثوا المسائل يذكرون الادلة والردود والمناقشات لا يدعي احد منهم انه هو صاحب السنة وانه هو الذي على الحق او انه او انه لماذا؟ لان العلم يعرف بالدليل. ولا يعرف بالدعوة اما اليوم فتجد كل شخص يحاط بها له اما من طلابه او من محبيه او ممن يعتقد فيه لكي يزكى بانه العالم. وهذا ليس من العلم في شيء. العلم بامرين باذن الله عز وجل توفيق الله. اولا الطلب والثاني ما يكون من العالم من الثبات على الحق في قوله في فتواه في تعليمه في توجيهه ان تجد النور الذي يقذفه الله في القلوب الذي لا يمكن ان يكون الا من الله سبحانه وتعالى وحده فينفذ الحق الى القلب من دون استئذان لان الله جعل الحق يستمد قوته من ذاته ولم يجعله بالمدح والاطراء بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق. فالعلم الذي عليه نور النبوة يدخل الى قلب الانسان من دون استئذان وتجد له طمأنينة لانه من ذكر الله وذكر الله تطمئن به القلوب الطلب اساس في العلم فهذا الذي يدعي العلم بدون طلب تجد علمه بالمدح وتجده بالتزكية ولذلك من اعظم ما ينبغي على طلبة العلم ان يحذروه كثرة الثناء والمدح لمشائخهم وتزكيتهم واحاطتهم بهالة من القداسة هذا لا ينبغي وينبغي على الانسان ان يحظر لانه فتنة للشيخ وفتنة لطالبه العلم يعرف بالدليل ويعرف بالحق بنور الحق الذي جعله الله فيه العلم جعله الله بالطلب لان الذي يطلب العلم تجده يحب الله ولم يطلب العلم الا لانه يعلم ان هذا العلم يحبه الله ويحب الله من طلبه فلذلك تجده يطلبه ويبحث عن اهله طلب العلم يقوم على امور اولها ان المراد بالعلم كما ذكرنا علم الشرع فمعنى ذلك انه يبحث عن من تمكن في علم الشرع فاذا بحث عنه فانه يطلبه ويلتمسه وهذه سنة الحياة فان كان في بلدته ومدينته حرص على الجلوس معه حرص على صحبته حرص على القرب منه واذا اقترب منه لم يقترب الغافل انما اقترب اقتراب من يراقب الله كل من اقترب من احد من اهل العلم فانه لو كان يشعر عن عظم المسؤولية والامانة لاشفق على نفسي لانك اذا اقتربت من العالم فذكر حديثا او حكما فمعناه ان الحاكم قد اعذر ان العالم قد اعذر الى الله بذكر هذا العلم وانت امين عليه من بعده لا يحسب الانسان انه اذا جلس او استمع للعلماء ان المراد به بذلك اه امر ليس فيه مسؤولية او امانة ابدا. كل ما تسمعه تسأل عنها امام الله سبحانه وتعالى اولا لماذا تعلمته؟ وهل علمته وعملت به؟ وهل دعوت اليه هذا كله اه يتحمله طالب العلم. فاذا كان الشيخ في بلده وداره حرص على الجلوس معه والانصات احرص على حسن الصحبة وعلى حسن السؤال وعلى ضبط المسائل واتقى الله سبحانه وتعالى وراقبه في قوله وعمله وان كان في غير مدينته ارتحل له فهذا كله وقع للصحابة رضوان الله عليهم. فمن كان في المدينة صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولازمه فكل من صحب وكان اكثر صحبة كان اكثر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك الطلب الذي ذكره المصنف رحمه الله فضله انما يكون بالملازمة الشديدة وهذه الملازمة يصحبها ظبط واتقان يزينها ما يكون من مكارم الاخلاق من طالب العلم مع من يتعلم معه فقد اوتي الصحابة في ذلك افضل ما اوتي به ما اوتي اصحاب نبي في صحبتهم في صحبتهم رظي الله عنهم وارضاهم وذكر ذلك العلماء قال الامام الشاطبي ان الله اختار من بين الانبياء نبينا عليه الصلاة والسلام واختار له افضل الاصحاب واصحابه هم افضل من الحواريين. ومن غيرهم من اصحاب الانبياء والرسل لماذا؟ لان الله شرفهم بكمال الادب وحسن الادب في الطلب فهذا الطلب يقوم على الملازمة يطلبه بالسفر اليه اذا لم يكن في بلدته ويطلبه بشهود مجالسه ان كان في بلدته ويطلبه بادمان اه قراءة ما الفه او ذكره ما دام انه يعتقد انها انه اقرب الى الحق والصواب فانه يلزمه ويتقي الله في ملازمته له فلا يغلو ولا يجفف ويكون على القصد والسنن الذي كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم باب فضل الطلب طلب العلم طلب العلم اذا كان بالحضور والجلوس في مجالس العلم فانه من طلب العلم فكل من خرج من بيته الى مجلس من مجالس العلم وبينه وبين الله انه يحب ما قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام وخرج من بيته لا اسرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة بل انه قد يكون بحاجة الى النوم وقد يكون بحاجة الى الراحة بل قد يكون في يوم يستطيع ان يمضيه في نزهة وفي فسحة وقد يكون عنده شواغل ومشاغل واطلع الله عليه من فوق سبع سماوات انه خرج من بيته ذلك المخرج لا يبتغي به الا وجه الله ولا يبتغي به الا ما عند الله فقد افلح وانجح واصاب الخير باذن الله ولم يجلس مجلسا من مجالس الذكر المعمورة بالعلم الذي يرظي الله سبحانه وتعالى الا غفر ذنبه استجيب دعاؤه وهم القوم لا يشقى بهم جليس فيكفي في شرف طلب العلم ان من جلس مجالسه يغفر ذنبه وثم ان الله سبحانه وتعالى شهد لنا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ان هذه المجالس التي يكون فيها طلب علم انه لا يشقى بها جليس وانها تحفها الملائكة وتغشاه الرحمة وتتنزل عليها السكينة ولذلك يستحي العبد ان يراه الله فيها مرائيا او مسمعا او غافلا وانما يكون على افضل الوجوه واكملها اللهم اجعلنا ذلك الرجل باب فضل طلب العلم نعم قال رحمه الله حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا ابو اسامة عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة قال الامام ابو عيسى هذا حديث حسن هذا الحديث الشريف الذي يرويه الصحابي البر الاغر ابو هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه وارضاه رجعنا اعالي الفردوس مسكنه ومثواه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العلم يقول عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما من سلك طريقا باسلوب نكرة وهذا يدل على ان العلم له طرق يتوصل الانسان بها باذن الله الى العلم اه ويكون ذلك اه كما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم باحسان فاما ان يكون كما ذكرنا بالجلوس في حلق الذكر واما ان يكون بملازمة اهل العلم هذا كله فعله اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحلقوا حوله ثم اذا تحلقوا حوله اطرقوا كأن على رؤوسهم الطير رضي الله عنهم وارضاهم وكانوا على اكمل ما يكون عليه الادب في المجلس فاذا تكلم انصتوا واذا بين حلال الله وحرامه سلموا واذعنوا وابتعدوا عن المناقشة وفضول المماراة والجدان وكانوا على اكمل الصفات في الطلب من سلك من سواء كان رجلا او امرأة من من صيغ العموم سواء كان رجلا او امرأة فالعلم يطلبه النساء كما يطلبه الرجال ولذلك كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسون العلم من امهات المؤمنين خاصة في شأنه عليه الصلاة والسلام في بيته ولما طلب النساء من رسول الامة صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله غلب الرجال على حديثك اجعل لنا يوما جعل لهم بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه يوما هذا الشرف للرجال والنساء فالمرأة الصالحة التي تريد اصلحها الله في نفسها واصلح بتوفيقه سبحانه في قولها وعملها اهتدت في نفسها لا يمتنع ان تكون هادية لغيرها كما ان الرجل اذا صلح في نفسه واستقام في طاعته لربه فان الله يصلح به ولذلك اثنى الله على الصالحات القانتات واثنى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض النساء وفي تاريخ الامة الخير الكثير فهذه امة مرحومة ومن رحمة الله ان الله لم يجعل العلم في الرجال وحده وانما جعله في النساء ايضا ولا زلنا نسمع من الخيرات الصالحات نسأل الله ان يثبتهن على الخير ان يكفر من امثالهن تعليم النساء حينما يكون من النساء قد يكون اكثر وضوحا واسهل وايسر من ان تتعنى المرأة الخروج وتتكلف سؤال العالم وقد لا تجده الا وقد احاط به الناس ولذلك كان بعض امهات المؤمنين كما وقع لعائشة رضي الله عنها اذا استفتت المرأة واستغلق عليها ان تفهم او حصل شيء اخذت المرأة وجذبتها قامت بتعليمها وبيان ما تحتاج اليه من امر دينها قوله من من صيغ العموم من سلك طريقا من سلك طريقا ما اجمله من طريق وما رفع عبد قدمه في هذه الدنيا ليضعها اشرف من قدم يطلب فيه ميراث النبوة وما خرج مخرجا احب الى الله من مخرج يريد به العلم يتعلم من سلك طريقا نكرة وهذا يدل على ان العلم طرق للعلم طرق كثيرة لكنها الطرق التي بنيت على الشرع وليست لكل من هب ودب من الطرق للعلماء الربانيين المؤتمنين على دين الله سبحانه وتعالى الذين اخذوا العلم قال بعض العلماء في قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء لانه كريم والعلم عطيته ولذلك تجد ايات العلم قوت العلم اتيناه علمناه وعلمك كلها عطية والكريم اذا اعطى ما ينزع الا اذا طغى وبغى من اعطي هذا امر اخر عليه النبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها. نسأل الله العافية بل عن باعوراء لكن من حيث الاصل يشهد النبي صلى الله عليه وسلم بكرم ربه وجوده ان الله لا ينتزع العلم من صدور العلماء بعد اذ وعوه الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء بعد اذ وعوه ولكن يقبضه بموت العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا الله اكبر اتخذ الناس فتجد الشخص يقول هذا الشيخ الذي اريد هذا الذي يعرف كيف يفتي هذا الشيخ الكذا الكذا لانه يسير على هواه ستجد مثل هؤلاء اشتهروا بمدح الناس لهم لكن العلماء الربانيين غير هذا هم بعلمهم الذي علمهم الله وبالبصيرة التي اكرمهم الله بها قال بعض العلماء في قوله ينتزع من صدور العلماء بعد ولكن يقبضه بموت العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا. اللهم انا نسألك العافية ونعوذ بوجهك العظيم ان نكون منهم قال بعض العلماء ان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يفهم منه ان العلم لا يؤخذ من الكتب بمعنى ان الانسان يصبح فقط شيخه ان يمسك الكتب ويقرأ فيها لانه جعل العلم مربوطا بالعلماء والكتب موجودة قال ولكن يقبضه بموت العلماء فدل على ان الكتب لا تكفي فيها خير وفيها بركة. لكن ان يكون الانسان متكبرا لا يجلس في مجالس العلماء او يظن انه يريد سيصل الى شيء لا يصل اليه العلماء ونحو ذلك من التعالي فحينئذ نقول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان العلم يؤخذ بالتلقي ولذلك في هذا الحديث دليل على ان العلم يحتاج الى طلب قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس سمي الطريق طريقا لان الناس تطرقه بالنعال تسير فيه ويسمع فيه طرق النعال يعني صوته حينما يمشي الانسان فسمي طريقا بسبب ذلك. من سلك طريقا يلتمس فيه علما يلتمس فيه علما ليس المراد به اي علم كان. انما المراد من علم الشرع ايا كان قدر هذا العلم او كان نوعه ما دام انه من علم الشرع كأن يتعلم العقيدة ويتعلم الفقه او يتعلم احكام المواريث ويقول اريد ان اسد ثغر الامة في هذا العلم وان انفع الامة وان اقدم لها. او يتعلم علم القضاء او نحو ذلك هذا كله من طرق العلم سهل الله له به طريقا الى الجنة من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة لان الطريق الى الجنة وعر وصعب ولا يسهل الا اذا سهله الله سهل الله له لان الله هو الذي يسهل واذا سهل الله فلن تجد حزنا واذا يسر فلن تجد عسرا واذا قرب فليس هناك بعيد سهل الله لانه هو وحده. الذي يسهل سهل الله له به طريقا الى الجنة ودل على ان الجنة لها طرق ولها سبل فاستبقوا الخيرات سارعوا الى مغفرة من ربكم وطرق الجنة كثيرة منها العلم العلم ينتهي بصاحبه الى الجنة اول العلم مكاره الجنة لان الجنة حفت بالمكاره العلم الموصل الى الله اوله المكاره فيجد الانسان المشقة العظيمة في طلبه فلا يجد فراغا في وقته واذا وجد الفراغ لا يجد من يعلمه واذا وجد من يعلمه يجده بصعوبة ونحو ذلك حتى يصل الى العلم فاذا وصل للعلم جاءته الاسقام في جسده او كبر سنه او جاءت الشواغل والمشاغل وهكذا اذا يحتاج الى معونة من الله سبحانه وتعالى فاذا ترك لحوله وقوته هلك ولكن الله سبحانه وتعالى لا يضيع اولياءه ولا يضيع اجر من احسن عملا سبحانه وتعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع اجر من احسن عملا اني لا اضيع عمل عامل منكم لا يضيع ملك الملوك وارحم الراحمين عباده ولا يضيع اولياءه فاذا طلب العلم واراد وجه الله ولم يخرج رياء ولا سمعة سهل الله له به طريقا الى الجنة تجده اذا خرج مخلصا في بعض الاحيان يجد مئات العلماء مئات المشايخ واختار منهم احدا تجده يختاره لسبب فاذا كان السبب الذي اختار به يرظي الله سبحانه وتعالى وخرج من بيته وقال ساذهب الى علم فلان لوجه الله فانك تجد دلائل تسهيل الطريق الى الجنة فتجده يقوم من المجلس بحال غير الحال الذي جلس به وبقلب غير القلب الذي جلس به سهل الله له بطريق الى الجنة. ان يجلس في مجالس العلم فتجده على افضل الاحوال واكملها فيخشع لله قلبه وتبكي وتذرف من خشية الله عيناه اذا ذكر وبصر لان العلم ليس علوما جامدة. العلم هو الذي يقرب الى الله وكان ائمة العلم والسلف الصالح رحمهم الله حتى ولو كان المجلس مجلس فقه واحكام يذكرون بعظمة الله وبحكمة الله في كامل وتقديرك فتحي القلوب بذلك باذن الله عز وجل لانه اذا امن العبد بربه فليس عنده شيء اطيب من ذكر الله عز وجل والقلوب لا تجد دواء ولا صلاحا ولا فلاحا اعظم من ذكر الله عز وجل ولن تجد القلب في ساعة الذ ولا اهنأ لصاحبها من ساعة يجلس فيها في ذكر الله سبحانه وتعالى فالعلم هو اعظم الذكر. وافضل الذكر لانه علم مع الاستشعار. قد يجلس الانسان ويقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله. هذا ذكر ويقوله وهو مخلص حاضر القلب لكن حينما يجلس في مجلس العلم ويقال له ان التسبيح تنزيه لله سبحانه وتعالى فانت اذا قلت سبحان الله نزهت الله من كل ما لا يليق بالله جل جلاله وان هذه الكلمة تملأ الميزان لانه ولذلك التسبيح يسمى توحيدا قال تعالى فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. ماذا كان يقول يونس عليه السلام؟ لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فحينما يقال له انك تنزه الله فقط هذا العلم كونه اذا قال سبحان الله ينزه الله ويتذكر ان الله منزه عما يقوله المبطلون منزه عما يقوله الظالمون تسبح له السماوات السبع حينما يقال له انك تقول سبحان الله وانت عبد مخلوق ظعيف لا تساوي شيئا امام ملائكة لا يحصي عددهم الا الله كلهم يسبحون الله حينما يقال له انت تقول سبحان الله والشجر والمدر والحجر والهواء والطير بين الارض والسماء وكل شيء يسبح بحمده سبحانه وتعالى يعلم عندها لما يقول سبحان الله ما هي هذه الكلمة يسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من شيء الا يسبح بحمده حينما يتعلم هذا العلم حينما يذكر وهو يتعلم الشيء يعلم ما هو الشيء الذي يقوله. هل هو مثل الذي يقول بدون بدون علم ابدا فبينهما كما بين السماء والارض لانه ربما قرأت اية من كتاب الله وخشع لله بها قلبك وذرفت بها من خشية الله عيناك حرمك الله بها على النار بفظل الله ثم بالعلم لانك لما قراتها استشعرتها وعلمت ما فيها من المعاني بل هو ايات في صدور الذين اوتوا العلم الذي يتعلم منزلته عظيمة ولذلك قرن الله هذا العلم بالايمان ليس هناك عند الله اعظم ولا اشرف ولا اكرم من الايمان به سبحانه قرن به العلم لكي يعلم الانسان ان هذا التسهيل لطريق الجنة ليس بالسهل ومن دلائله في الدنيا وبشائره في الدنيا ان المحافظين على حب العلماء ولزوم حلقهم والعمل بما يقولون هم اقرب الناس الى رحمة الله وابعد الناس حتى ان الله يصرف عنهم من الفتن وهم لا يشعرون الذي يحب العلماء ويحب العلم ويغشى حلق الذكر تجده محفوظا في نفسه واهله وماله وولده. واقسم بالله العظيم لقد رأيت ذلك ونشهد به لله من فضله وكرمه فهذا من عاجل البشرى وهي جنة الدنيا قبل جنة الاخرة ان تجد تسهيل العبد للجنة سهل الله له به طريقا الى الجنة لانه اذا جلس مع العالم وقال له انك مسؤول عن اهلك وولدك ان تأخذ بحجزهم عن النار فقام من هذا المجلس وهو يستشعر مسؤوليته في بيته فرجع فامر بما امر الله به. بالتي هي احسن وقومه العالم في امره ونهيه وذكره هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته بابي وامي صلواته حببه في ذلك يقوم مثل ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعو بدعوته عندها ترتفع منزلته وترفع درجته وتضاعف حسناته. ويضاعف له اجره. فتجد هذا من تسهيل الطريق الى الجنة طريق الى الجنة ان تكون حاله في الدنيا ان يكون حاله في الدنيا اقرب الى الجنة منه الى النار وهذا من فضل الله وكرمه فبين عليه الصلاة والسلام ان من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وكم من علماء ائمة صالحون