بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام عندنا في هذا اللقاء المبارك وفي هذا اليوم المبارك وهو هذا اليوم الحادي والعشرون من شهر شعبان من عام الف واربع مئة واثنين واربعين اه نقرأ في كتاب معالم التنزيل للامام البغوي رحمه الله في تفسير القرآن العظيم لا زلنا في سورة النبأ ونستكمل ما توقفنا عنده في لقائنا الماضي تفضل يا شيخ اقرأ يوم القضاء بين قوله تعالى كان ميقاتا ما وعد الله لما وعد الله تعالى من الثواب والعقاب يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا زمرا من كل وقوله تعالى وفتحت السماء قرأ اهل الكوفة ترى اهل الكوفة فتحت بالتخفيف وقضى الآخرون بالتشديد اي شقت لنزول الملائكة وقوله فكانت ابواب اي ذاك ابواب وقيل تنحلوا وتتناثر حتى تصير فيها ابواب وطرق طيب طيب بسم الله يعني هو الان دخل في الايات التي تتحدث عن هذا النبأ العظيم وهو يوم القيامة الذي سماه الله سبحانه وتعالى بيوم الفصل فسر المؤلف يوم الفصل بانه يوم القضاء بين الخلق بان يفصل الله سبحانه وتعالى اين العباد يفصل بينهم ويقضي بينهم اه بالحق قال ان يوم الفصل كان ميقاتا. قال اي موعدا موعدا ميقات معنا وقت الوقت هو الوعد لما وعد الله من الثواب والعقاب فهو ميقات يجمع يجمع الله فيه الاولين والاخرين ويجازي كل من بعمله يعطي كلا ما وعده الله قال ما هو هذا اليوم هو يوم ينفخ في فقوله يوم ينفخ في صور هو تفسير وبيان ليوم الفصل وتأتون افواجا والافواج هي الزمر كما فسرها البغوي هنا يعني جماعات جماعات كما قال سبحانه وتعالى واخرج وقال الانسان يوم وقال يومئذ تحدث بان ربك اوحى يومئذ يستر الناس اشتاتا فرقان فرقان فيحاسبون زمرا زمرا طيب بعدها قال فتحت السماء هذه الاية فتح السماء وانشقاق السماء وانفطارها تشقق السماء وطي السماء يعني احوال تمر يوم القيامة بالسماء احوال تمر حتى تذهب السماء حتى تكون كالمهل كالرصاص المذاب تذوب حتى تكون كانها وردة الدهان من شدة حمرتها لان الورد دائما يميل الى الحمرة اه تصبح حمراء ثم يصبح كالدهان كالدهن يعني تذوب ذوبان ثم تطوى هي تذهب ولا يبقى لها اثر قال هنا فتحت السماء اصبحت ابوابا قال اي ذات ابواب وقيل تنحل يعني تذهب وتتنافر حتى تصير فيها ابواب وطرق تصبح مفتوحة احوال السماء يوم القيامة وهي يعني اذا اردت ان تتضح لك الاية عليك ان تجمع الايات الواردة في حال السماء يوم القيامة كما ان الجبال لها احوال والارض لها احوال ارض وصفها الله سبحانه وتعالى باحوال كثيرة والجبال وصفها الله باحوال كثيرة وهنا ذكر الله حال الجبال نعم قوله تعالى سيرة الجبال عن وجه الأرض كانت شرابا اي هباء لعين الناظر كالصواب اي نعم هذي حالة هذي حال الجبال يوم القيامة في ايات اخرى قال وبست الجبال بسا وكانت هباء منبثا ويعني ذكرت يوم ترجف الارض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا كالعهن المنهوش ذكرت لها احوال كثيرة. يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا وهكذا قوله تعالى وان جهنم كانت مرصادا طريقا وممرا فلا سبيل لاحد الى الجنة حتى يقطع النار وقيل كانت مرصادا اي معدة لهم يقال ارصدت له الشيء اذا اعددته له هو من رصدت الشيء ارصده اذا ترقبته والمرصاد المكان الذي يرصد وقوله هذا هو هذا هو اقرب شيء يعني جهنم اعدها الله مرصادا اي ترصدوا اهلها ترصدهم وترقبهم وتنظر اليهم ويعني يعني لا لا لا يفوت عليها شيء من احد من اهلها وهي ترصدهم وترقبهم وتأخذهم هذا معنى ان جهنم كانت مرصادا اي لانها قد يأتيك سائل يقول لك طيب هل في فرق بين التفسير الاول والثاني؟ الاول يقول طريق وممر ولا سبيل لاحد الى الجنة الا عن طريق النار والثاني يقول لا هي ترصده وقد اعدت لهم فهي ترقبهم وترصدهم فنقول هذا من تفسير ومن اختلاف التنوع في التفسير لا تعارض بينهما النار النار ترصدهم وتنظر اليهم وترقبهم وتحصيهم وتأخذهم لا ينفلت احد من اهل النار الا يسقط فيها وهي هذه لابد للخلق ان يمروا عليها على الصراط والصراط منصوب على متن جهنم لذلك قال هنا طريقا ومكنا اي طريقا ممرا اي على متن جهنم. فكل يمر وهي ترقب وتنظر اليه وترصده. فالمؤمن والكافر لابد ان يمر على على على النار منكم الا والدها ويمر عليها واذا مر عليها فالمؤمن يخلص الى الجنة والكافر يسقط فيها هذا معنى معنى ان جهنم كانت مرصادا روى مقسم عن وروى مقسم عن ابن عباس ان ان على جسر جهنم سبعة محابس سبعة كذا عندي سبع محابس قد يكون عندك اصح المحبس مذكر اي نعم محابس يعني اماكن يوقف عندها الانسان يحبس. يحبس هنا او يحبس. يحبس ويسأل. نعم يسأل العبد عند اولها عن شهادة ان لا اله الا الله فان اجابها تامة جاز الى الثاني يسأل عن الصلاة فان اجابها تامة جاز الى الثالث يسأل عن الزكاة فان اجابها تامة جاز الى الرابع فيسأل عن الصوم فان جاء به تاما جاز الى الخامس فيسأل عن الحج فإن جاء به تاما جاز الى السادس فيسأل عن العمرة تامة جاز الى السابع فيسأل عن المظالم فان خرج منها والا يقال انظروا فان كان له تطوع اكمل ان كان له تطوع اكمل بها اعماله فاذا فرغ منه انطلق انطلق به الى الجنة هذا هذا مروي عن ابن عباس لابد ان ننظر في سنده وصحته وهذا يعني لا يمكن ان يقول ابن عباس من تلقاء نفسه طيب عموما طيب للطاغين للكافرين قوله مآبى مضجعا يرجعون اليه اي نعم سمي الكافر طاغية او طاغ لانه طغى في الكفر وتجاوز الحد نعم قوله لابثين قرأ حمزة ويعقوب لبثوا بغير الف وقرأ العامة لابثين بالالف وهما لغتان يعني هو يعتني بذكر القراءات ويوجه احيانا يذكر ويوجه وينسب القراءات الى اصحابه يقول قرأ حمزة قرأ يعقوب قرأ اهل الكوفة وهكذا يعتني بالقراءة نعم قولي فيها احقابا جمع حقب والحقب الواحد ثمانون سنة كل سنة اثنا عشر شهرا كل شهر ثلاثون يوما كل يوم الف سنة كان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وقال مجاهد الاحقاب ثلاثة واربعون حقبا كل حقب سبعون خريفا كل خريف سبعمئة سنة كل سنة ثلاثمئة يوما كل يوم الف سنة قال الحسن ان الله لم يجعل لاهل النار مدة بل قال لابثين فيها احقابا والله ما هو الا اذا مضى حقب دخل اخر سم اخر الى الابد فليس روى السدي عن مرة عن عبدالله قال لو علم اهل النار انهم يلبثون في النار عدد حصى الدنيا لفرحوا ولو علم اهل الجنة انهم يلبثون في الجنة عدد حصى الدنيا لحزنوا وقال مقاتل ابن حيان الحقب الواحد سبع عشرة الف سنة قال وهذه الاية منسوخة فلن نزيدكم الا عذابا يعني ان العدد قد ارتفع والخلود قد حصل طيب يعني يعني هذا هو تحديد تحديد الحقب في عدد من السنوات الله اعلم الصحيح ان اهل النار ليسوا مهددين في زمن معين كما قال سبحانه وتعالى قال وما هم منها بخارجين كل ما ورد يخرج منها اعيد فيها ولا يفتر عنهم ولا يخرجون منها ولا يخفف عنهم من عذابهم هذا هو الاصل وهذا يدخلنا في مسألة اهل النار النار او لا تفنى صحيح كما صرحت بذلك الايات الصريحة يقول هنا فيما استقالوا هذه الاية منسوخة فيها احقابا نسخت بقوله فلن نزيدكم الا عذابا يعني ان العدد قد ارتفع والخلود قد حصل على قول بان الصحيح انه ليس بينهما نسخ لان يعني ازمنة مديدة وقول لن نزيدكم الا عذابا تفسير لها توظيح لها طيب لا يذوقونه الولاية يذوقون فيها بردا ولا شراب. روي عن ابن عباس ان البرد النوم مثله قال الكسائي وقال ابو عبيدة تقول العرب منع البرد البرد اي اذهب البرد النوم قال الحسن وعطاء لا يذوقون فيها بردا اي روحا وراحة وقال مقاتل لا يذوقون فيها بردا ينفعهم من حر ولا شرابا ينفعهم من عطش والراجح في ذلك رجح ان البرد هو النوم وهنا قال ان ابن عباس يقول البرد هو النوم لكن من نظر في لغة العرب القرآن نزل بلغته يعرفه حتى في الايات الاخرى ايها الاحاديث ان البرد والبرد النوم هو النوم والبرد هو البرد البرد هو الراحة لا يذوقون فيها بردا لان المؤمنين يكون في برد الورد هو المكان الذي يرتاح به الناس من البراد وهو المكان الذي يرتاح فيه الناس فالكفار في سمون وحميم لا لا يمر عليهم شيء من البرد تنشرح له تنشرح له هذا هو هذا هو المتبادل نعم والقول بانه النوم هو قول قد يوجد في لغة العرب لكن ينبغي ان يفسر القرآن في افصح كلام العرب لا باقله او نادره قوله الا حميما ووساقا قال ابن عباس الغساق الزمهرير قيل صديد اهل النار وقد ذكرناه في سورة صاد الحميم معروف الماء الشديد الحرارة والغساق اكثر اهل التفسير على ان الغساق هو ما يخرج من اهل النار من صديدهم ودمائهم ونحو ذلك قوله وفاقا اي جزيناهم جزاء وافق اعمالهم. قال مقاتل وافق العذاب الذنب فلا ذنب اعظم من الشرك ولا عذاب اعظم من النار يعني جزاهم الله بالعدل دون زيادة ولا نقصان هذا حقهم نعم. ثم علل بعد ذلك لماذا لماذا؟ قال لانهم انهم كانوا لا يرجون حسابا اي لا يخافون ان يحاسبوا والمعنى انهم كانوا لا يؤمنون بعثونا بانهم محاسبون كذبوا باياتنا اي بما جاءت به الانبياء ما جاءت كذبوا اياتنا الايات هنا كانه يميل الى انها الايات الشرعية وقد تحتمل الاية الايات الشرعية والكونية ان الايات التي في الكون ايات تدل على قدرة الله عظمته فاذا كذبوا بهذه الايات كذبوا بما وراء هذه الايات كذابا قال معناها يعني تكذيبا. نعم هذا الفراء هي لغة فصيحة يقولون في مصدر التفعيل فعال وقال قال لي اعرابي منهم على المروة الحلق احب اليك ام القصار القصار قصة نعم القصار يعني التقصير القصة او التقصير هذي لغة قوله تعالى اكذب باياتنا كذابا وكأنه يقول الاصل ان تقولوا ان تكون الاية كذبوا باياتنا تكذيبا كذابا اه نقول هذه لغة صحيحة نعم وقولي وكل شيء احصيناه كتابا كل شيء من اعمال بيناه في اللوح المحفوظ كقوله وكل شيء في امام مبين اي نعم هذا من تفسير القرآن بالقرآن وهو وهو من افضل التفاسير تأتي الاية فتفسر باية اخرى قولوا فذوقوا فذوقوا يقال لهم فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا انتهت هذه الايات التي تتحدث عن احوال اهل النار يوم القيامة ننتقل بعد ذلك الايات الى الفريق الاخر وهو احوال المتقين نقف عند هذا القدر ما شاء الله نستكمل ما توقفنا عنده ان شاء الله في اللقاء القادم باذن الله