السلام عليكم ورحمة الله. سيادة الشعب عبارة فاسدة المبنى فاسدة المعنى تدل في ايامنا على تشوش العقيدة وعطبها في اهم ما فاصلها. ما معنى السيادة؟ السيادة هي الاحقية في الحكم على الافعال والاقوال بالصواب والخطأ والحكم على المبادئ والافكار بالصحة والبطلان. والحكم بعد ذلك بالمكافأة الدنيوية لفاعل الصواب والعقوبة الدنيوية لفاعل الخطأ سيادة جهة ما تعني انها لا تسأل عما تفعل لانها هي التي تحاكم الافراد السيادة تعني انه لا جهة تعلو هذه الجهة او تخضعها لارادتها. السيادة تعني الحاكمية العليا. والسيادة بهذا التعريف وهي لله وحده لا شريك له راجع ما تقدم لترى ان السيادة بهذا التعريف اصبحت تنسب الى الشعب. وعلى السنة من يفترض انهم اسلاميون. فسيادة الشعب دين جديد. الحكم فيه على الافعال والمبادئ بالصحة والبطلان للشعب. ويعاقب فيه من فعل فعلا خطأه الشعب. وارادة التعب فيه لا تحاكم الى ارادة الله بل شرع الله يخضع فيه لارادة الشعب. فالشعب السيد في هذا الدين هو الشعب الرب تعالوا نرى سيادة الله في دين الله ثم نرى في المقابل سيادة الشعب في دين الديموقراطية. وعبارة سيادة الله ليست مبتدعة. ففي الحديث الذي روى رواه ابو داوود وصححه الالباني ان وفد بني عامر قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انت سيدنا؟ فقال السيد الله السيد الله تبارك وتعالى. اذا فالسيادة المطلقة لله عز وجل. قارن سيادة الله تعالى القائل ان الحكم الا لله ان الحكم الا لله. هذا اسلوب حصر يعني ليس الحكم الا لله. الحكم بكافة اشكاله فالحكم على الافعال والاقوال بالصواب والخطأ هو لله وحده لا شريك له. والحكم بان افعل ايها الانسان ولا تفعل هو لله وحده لا شريك له والحكم بعد ذلك بالمكافأة الدنيوية لمطيعي الاحكام والمعاقبة الدنيوية لمخالفها هو لله وحده لا شريك له. هذا متضمن في قوله تعالى ان الحكم الا لله. ماذا قال رب العزة بعدها؟ قال حكاية عن يوسف عليه السلام ان الحكم الا لله امر والا تعبدوا الا اياه. اذا فرد الحكم في اي من هذه الاشياء الى غير الله عز وجل هو عبادة لهذا الغير. اعطاء واي احد احقية الحكم على الافعال بالصواب والخطأ هو عبادة له اعطاء اي احد احقية العقاب لمخالف احكامه هو عبادة له. امر الا تعبدوا الا اياه. قارن هذا بدين سيادة الشعب الذي تقول الاية الثالثة من اياته الشيطانية السيادة للشعب وحده. السيادة للشعب وحده. قارن هذا بالتصريحات الذي تطفح بها مقولات المنتسبين للعمل الاسلامي ممن ارتضى ديمقراطية مسلكا وانا هنا لن اذكر اسماء ولا احزابا ما يهمنا في النهاية ان نصحح المفاهيم. نريد ان ينتبه المسلمون الى هذه التصريحات فيرفضوها ويرفض العمل بها ايا كان قائلها. قارن ان الحكم الا لله بقول احدهم نحن مع الديموقراطية بكل ابعادها وبمعناها الكامل والشامل ولا نعترض على تعدد الاحزاب فالشعب هو الذي يحكم على الافكار والاشخاص نبرأ الى الله عز وجل من قول كهذا. قارن سيادة الله تعالى القائل ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين فالفصل في الامور كلها الى الله. الفصل في الامور كلها الى الله. وهذا من مقتضيات الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا. قارن ذلك بدين سيادة الشعب الذي قال احد سدنته سيكون قرار شعبنا هو الفيصل الذي نرجع اليه. والشعب يقضي ما يشاء او يرفض ما يشاء فهو وفق كل الاعراف الدولية ووفق مبادئ الديموقراطية هو صاحب الحق في هذا المجال. انتهى هراءه. قارن سيادة الله عز وجل القائل والله يحكم لا معقب لحكمه فليس لاحد ان ينقض حكمه او يرفضه وفي المقابل ديني سيادة الشعب الذي قال احد معتنقيه فنحن دائما وابدا نبقى مع ارادة الشعب وسنقبل بما تفرزه صناديق الاقتراع مهما كانت النتيجة لان صناديق الاقتراع والديموقراطية هي الطريق الصحيح والسليم. انتهى. اذا لم تعد الديموقراطية مطية للوصول الى تطبيق الشريعة في نظرهم. بل هي الطريق الصحيح والسليم. اذ لا يجوز ان يعقب احد على حكم الشعب فيا من رضيتم بالله ربا وبالاسلام دينا. الا تحمل هذه التصريحات معنا واحدا الرضا بالشعب حكما وبالتالي ربا وبالديمقراطية منهج حياة وبالتالي دينا افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا قد يتعذر متعذر لهذه التصريحات بان الشعب في عمومه مسلم ولن يختار غير الشريعة. فسيادة الشعب تؤدي الى تطبيق الشريعة. يعني يريد ان يتوصل من تسييد الشعب الى سيادة الله. وهذا يساوي عند التحقيق القول بالتوصل الى ربوبية الله من خلال ربوبية الشعب. ويذكرنا بقول لمن قبلهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وهؤلاء يقولون ما نحتكم الى الشعب الا ليقربنا الى تحكيم دين الله وقد بينا بطلان هذا الطرح في في حلقة قصة عجلان وسليمة. بيانا وافيا. وقد يتذاكى علينا من اعتاد صياغة جمل هلامية يحفظ فيها خط الرجعة لنفسه امام جميع الاطراف فيقول اتقصد من كلامك ان الشعب ليس له سلطة في تولية وعزل الحاكم فردنا عليه اننا نفرق جيدا بين السيادة التي لا حق لاحد من البشر فيها. وفي المقابل سلطة الشعب المسلم في اختيار الحاكم المسلم ليحكمه في ظل سيادة الشريعة. وسلطة الشعب المسلم في عزل هذا الحاكم ان ظلم شعبه او خرج على سيادة الشريعة فهذه السلطة للشعب نقر بها ونعتبرها من حق الشعب بل ومن واجبه. وهذه السلطة منضبطة باحكام الشرع من حيث كيفية اختيار الامة للحاكم ومن حيث كيفية عزله اذا خرج على احكام الشرع. فسيادة الشريعة في النظام الاسلامي هي العقد الملزم للطرفين فالامة تعزل الحاكم ان خرج عن هذه السيادة والحاكم في المقابل لا يبايع من قبل الامة كاجير عندها لينفذ لها ما تريد كما في الديموقراطية وانما يبايع من الامة لينفذ الشرع. فلو خرج الناس الذين بايعوه عن الشرع قاتلهم حتى يرجعوا قاتلهم حتى يرجعوا. نعود فنقول نحن نعارض تسييد الشعب حتى مع اعتباره وسيلة مرحلية لنزع السيادة من السلطات الديكتاتورية المعادية للشريعة. نعارضه حتى لو قال قائل انا لا اقر بسيادة الشعب. لكننا نتخذها وسيلة لتطبيق الشريعة لكن الديمقراطيين ذهبوا الى ابعد واخطر من ذلك. فالتصريحات المذكورة تصحح مفهوم سيادة الشعب في ذاته. لا انها اعتبره وسيلة فاسدة اضطرارية لغاية النبيلة. بل اصبح يروج لفكرة ان ارادة الشعب مقدسة في ذاتها حتى لو صار غير شرع الله. اصبح يكرس في النفوس ان الشعب هو صاحب الحق في الحكم على الاشياء. وان حكمه محترم ايا كان. اذ انه يمثل الشرعية الشعبية. هذا المفهوم الفاسد وهذا الدين الجديد المسمى سيادة الشعب افسد عقائد كثير من المسلمين وتصوراتهم. واحدث اضطرابا في احكامهم وتصرفاتهم. وسنرى امثلة من ذلك في الحلقة القادمة باذن الله تعالى خلاصة الحلقة سيادة الشعب تعني ربوبية الشعب. فالسيادة تعني الحق في الحكم على الاقوال والافعال والمبادئ والافكار والحق في المكافأة والعقاب الدنيوي. وهذه كلها لله عز وجل. والسلام عليكم ورحمة الله