قال بلغني عمن اثق من اهل العلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تكاثر اعمار امته فاعطاه الله تعالى ليلة القدر وهذا الحديث وان كان منقطعا من حيث السند اعظم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعلمون ان المسلمين في هذه الايام المباركة يستعدون للقاء سيدة الليالي او عروس الليالي هذه الليلة الفاضلة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر بها اصحابه مع بداية شهر رمضان يقول صلى الله عليه وسلم كما في مسند الامام احمد قد جاءكم شهر رمضان طرد الله عليكم صيامه يفتح فيه ابواب الجنة وتغلق فيه ابواب النار وتغل فيه الشياطين وفيه ليلة خير من الف شهر من حرم خيرها فقد من حرم خيرها فقد حرم هذه الليلة المباركة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهيأ لها مع بداية الشهر بل انه صلى الله عليه وسلم في اول الامر اعتكف العشرة الاول وقال له جبريل ان الذي تطلب امامك يعني ان ليلة القدر التي تسعى من اجلها امامك فاعتكف العشر الاواسط فجاءه جبريل فقال له ان الذي تطلبه امامك فاعتكف العشر الاواخر عليه الصلاة والسلام طلبا لهذه الليلة المباركة وهذه الليلة سماها الله سبحانه وتعالى بليلة القدر وهذه التسمية يشير الى معنيين في هذه الليلة المباركة المعنى الاول هو ان هذه الليلة هي ليلة تقدير الاشياء تقدير الاجال تقدير الارزاق وهي في نفس الوقت تشير الى المعنى الثاني وهو الشرف والمكانة الرفيعة ففي لغة العرب يقولون فلان ذو قدر اي له شرف ومكانة رفيعة وهذه الليلة المباركة عروس الليالي تتجلى فيها هذه المكانة الشريفة وهذا القدر الرفيع يتجلى فيها قدر العابد والمعبود قدر العابد تتجلى فيها مكانة الصالحين عند الله تبارك وتعالى ويتجلى فيها قدر المعبود قدر جوده وكرمه وسعة رحمته سبحانه وتعالى فهي ليلة شريفة والقرآن فخم مكانتها بقوله سبحانه وتعالى وما ادراك ما ليلة القدر يعني هي ليلة عظيمة وليلة شريفة لا يعرف كثير من الناس قيمتها وشرفها هذه الليلة ايها الاخوة هي مثل الليالي الاخرى من الناحية الزمنية فهي عبارة عن ساعات ودقائق وثواني ولكن الفرق في الخصائص التي تميزت بها هذه الليلة المباركة والله سبحانه وتعالى اصطفى هذه الليلة فجعلها سيدة الليالي وعروس الليالي لهذه الخصائص المهمة والجميلة والشريفة واول هذه الخصائص تنزيل القرآن الكريم هذه الليلة المباركة هي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم نزل نزولا كليا ونزولا جزئيا نزولا كليا بمعنى ان الله تعالى انزل هذا القرآن الكريم من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا في هذه الليلة بليلة القدر وفي الليلة نفسها بدأ الانزال الجزئي بمعنى ان الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة المباركة انزل اوائل سورة العلق على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان هذا الانزال ايضا في الليلة نفسها في ليلة القدر هذه الليلة ايها الاخوة نزل فيها هذا القرآن الذي جعله الله نورا للناس يهديهم الى الحق ويحفظهم من الضياع والضلال في ركام التصورات والاوهام التي غرقت فيها ملايين من البشر وهي نعمة ايما نعمة فهذه الخصيصة الاولى لهذه الليلة المباركة انها ليلة القرآن شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس هذه هي ليلة القرآن وبهذه الخصيصة تميزت هذه الليلة عن باقي الليالي الاخرى والميزة الثانية هي تنزيل الملائكة هذه الليلة تنفتح فيها ابواب السماء تتدفق افواج الملائكة الى هذه الارض كاسراب الطيور وعلى رأسهم جبريل عليه السلام كما قال الله تعالى تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر تمتلئ هذه الارض بملائكة الله تبارك وتعالى ينزلون بامر الله وباقدار الله ينزلون ليسلموا على عباد الله الصالحين ليستغفروا لعباد الله المؤمنين وهم راكعون ساجدون يعمرون بيوت الله تبارك وتعالى وميزة هذه الليلة المباركة انها ليلة البركات كما قال الله عز وجل انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم فهذه الليلة ليلة مباركة بمعنى انها كثيرة البركات والخيرات ومن اعظم بركاتها وخيراتها ان العمل الصالح في هذه الليلة افضل من الف شهر كما قال القرآن الكريم خير من الف شهر وقد حسبها العلماء فوجدوا ان الالف شهر تساوي ثلاثا وثمانين سنة واربعة اشهر الله اكبر هذا عمر جديد في ليلة القدر تبارك اعمار هذه الامة وتعمل هذه الامة اعمالا تدرك بها اعمال الامم السابقة وليلة القدر ايها الاخوة فيها تعويض لهذه الامة عن قصر اعمارها فهذه الامة كما قال عليه الصلاة والسلام اعمارها ما بين الستين والسبعين وقل من يجوز ذلك ان يتعدى ذلك بينما الامم الاخرى كانوا يعيشون اطواء اعمارا طويلة كانت اعمارهم طويلة تبلغ المئات من السنين وهذا نوح عليه السلام لبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما فالله سبحانه وتعالى انعم على هذه الامة وبارك اعمارها بان اعطاها مثل هذه الليلة المباركة ليلة القدر التي يعادل العمل فيها ثلاثا وثمانين سنة وبضعة اشهر بمعنى ان الرجل اذا وفق الى عشر سنوات بالليالي القدر وقام عشر مرات لهذه الليلة المباركة فانه يكون قريبا من عمر نوح عليه السلام لانه عاش على هذه الارض اكثر من ثمانمائة عام وعبد الله هذه المدة الطويلة وهذا المعنى ايها الاخوة جاءت الاشارة اليه في حديث رواه الامام مالك في الموطأ ولم يثبت موصولا لكنه صحيح من حيث المعنى وواقع الحال يدل عليه فان العمل في هذه الليلة المباركة تعدل ثلاثا وثمانين سنة واربعة اشهر هذا عمر جديد وتصوروا كيف لو وفق الانسان لمرات بالليالي القدر وفي سنوات متعددة واضيفوا الى هذا ان الرجل لو وفق لقيام هذه الليلة المباركة في مكان تضاعف فيه الحسنات مثل المسجد الحرام او المسجد النبوي المسجد النبوي الصلاة فيها بالف والمسجد الحرام بمائة الف والمسجد الاقصى بخمس مئة فحاول ان تجري عملية حسابية بضرب هذا في هذا ستخرج برقم مهول يكشف لك عن عظيم نعمة الله سبحانه وتعالى. وفضل الله وكرمه على هذه الامة. بهذه الليلة المباركة فهي ليلة مباركة كما اخبر الله سبحانه وتعالى عنها من ميزة هذه الليلة ايها الاحبة انها ليلة العفو والمغفرة الانسان عبر هذه السنوات الطويلة يكتسب ذنوبا كثيرة واسودت صحابي فتأتيه هذه الفرصة المباركة وهذه النفحة من نفحات الرب تبارك وتعالى في هذه الليلة لتمحو عنه ما كان في الزمان الاول يقول صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه بل جاء في مسند الامام احمد من رواية عبادة ابن الصامت وما تأخر تصوروا هذا الفضل العظيم وهذا الفضل الكبير في هذه الليلة المباركة التي يبسط فيها ربنا تبارك وتعالى رحمته على عباده المؤمنين من ميزة هذه الليلة المباركة انها ليلة تقدير الاجال والارزاق والاعمار واحداث الامة كلها تقدر وتفصل في هذه الليلة المباركة كما قال القرآن الكريم فيها يفرق كل امر حكيم ان يفصلوا ويبينوا فيها كل امر من امور هذه الامة هذه الثورات وهذه الاحداث وهذه الارزاق والاجال كلها حددت في ليلة القدر السابقة وجرى الواقع على حسب تقدير الله سبحانه بل ان الرجل كما قال العلماء قد يتزوج ويولد له وقد نزل اسمه بديوان الموتى في هذه الليلة المباركة فهذه الليلة ليلة ذات شأن فيها تقدر الاجال والارزاق السعيد من لجأ الى الله سبحانه وتعالى بكل قلبه وجوارحه واستجاب الله له دعاءه وقدر له مقادير الخير في هذه الليلة المباركة. هذه ليلة لو تحدثنا عن انوارها وفضائلها لطال بنا مقام