السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الحمد لله اله الاولين والاخرين. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا وامامنا وحبيبنا وقرة عيننا محمد بن عبد الله وعلى اله وصحابته اجمعين. اما بعد وصل بنا الحديث عن فتح مكة ذلك الفتح عظيم الذي اعز الله به الاسلام والمسلمين ذلك الفتح الذي كان في رمضان في السابع عشر من رمضان من السنة الثامنة من الهجرة بعد ثمان سنوات قضاها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة يحن قلبه الى بيت الله الحرام تلك الارض التي قال فهو خارج منها والله انك لاحب البلاد الي ولولا ان قومك اخرجوني منك ما خرجت جاء اليها فاتحا رجع اليها مظفرا. بنصر من الله تبارك وتعالى لما فتح الله تبارك وتعالى هذه البلاد الطيبة المباركة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من غير قتال يذكر. وانما قذف الله الرعب في قلوب قريش الى مناوشات قليلة وقعت لخالد بن الوليد مع بعضهم دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة جاء الى الكعبة فاذا فوقها وداخلها وحولها قريب من ستين وثلاث مئة صنم. الهة اجعل الالهة الها واحدا الهة تعبد من دون الله تبارك وتعالى فجاء يهدمها يكسرها يضربها ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهقا وقام بلال وصعد الى اعلى الكعبة واذن. يوم اعز الله فيه الاسلام واعز فيه المسلمين دخل الكعبة فوجد فيها رسومات لابراهيم واسماعيل يستقسمان بالازلام فامر بمحوها وقال والله ما استقسما بها ابدا صلوات ربي وسلامه عليه. بعد ان جاء هذا الفتح العظيم اتى عباس بن عبد المطلب وعلي بن ابي طالب. الى النبي صلى الله عليه وسلم. عمه وابن عمه. اتيا النبي صلى صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية كانت السقاية لبني المطلب الحجاب لبني شيبة مفاتيح الكعبة العناية بالكعبة تنظيف الكعبة عند بني شيبة فجاء علي والعباس الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اجمع الحجابة مع السقاية. فسكت النبي صلى الله عليه وسلم. ثم نظر في وجوه الناس مسلمهم وكافرهم في ذلك الوقت فقال اين عثمان ابن طلحة؟ عثمان ابن طلحة من بني شيبة اين عثمان ابن طلحة؟ فاوتي به الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على شركه في ذلك اليوم. فاعطاه المفاتيح كما كانت عنده قبل الفتح اعادها اليه النبي صلى الله عليه وسلم. وقال اليوم يوم بر ووفاء قالوا وفي ذلك نزل قول الله تبارك وتعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها فاعطاه المفاتيح وقال يا عثمان خذها خالدة تالدة لا ينزعها منكم الا ظالم. الى اليوم مفاتيح الكعبة عند بني شيبة الى اليوم. كما امر النبي صلى الله عليه وسلم ما زالت هذه المفاتيح في يد بني شيبة الى يومنا هذا. ولن يأخذها منهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ظالم اعاد اليه المفاتيح صلوات ربه وسلامه عليه. بعد ذلك جاء صفوان ابن امية الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان على شركه. فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يمهله شهرين ينظر في امره. هل يسلم؟ او يخرج من مكة؟ فقال للنبي صلى الله عليه وسلم امهلني شهرين انظر في امري. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اعطيتك اربعة اشهر حتى تنظر في امرك هل تدخل في هل تدخل في دين الله؟ ام تذهب في ارض الله؟ اعطيتك اربعة اشهر وفي هذه الاثناء فر من مكة رجل يقال له عكرمة اكرم هذا ابن ابي جهل ابن سيد مكة في زمنه اكرم هذا هرب من مكة خوفا من النبي صلى الله عليه وسلم. يقال ان عكرمة لما هرب من مكة ذهب الى الشام ثم ركب مع قوم في البحر فاتاهم الموت وكل الذين في القارب او في المركب كانوا مشركين. فلما جاءهم الموج قال بعضهم لبعض دعوا الان اصنامكم والهتكم واخلصوا الدعاء لله فانه ولا ينجيكم اليوم الا الله. سبحان الله. قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفي لان انجيتنا من هذه ليكونن من الشاكرين. قالوا لن ينجيكم احد اليوم الا الله فاخلصوا لله الدعاء. دعوا اصنامكم الان يقول عكرم فوقع ذلك في نفسي وقلت اخاطب نفسي ان كان لا ينجيني في البحر الا الله فلا ينجيني في البر الا الله. ثم عاهدت ربي وقلت والله ان انجيتني من هذه لاذهبن الى محمد ولاضعن يدي في يده. وكان الامر كذلك انجاه الله الله سبحانه وتعالى وصدق عكرمة ربه تبارك وتعالى فلما نجي من البحر ذهب الى المدينة. فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم عكرمة فرح. صلى الله عليه وسلم فجاء عكرمة ووضع يده في يد النبي صلى الله عليه وسلم ودخل في دين الله فتح مكة امر النبي صلى الله عليه وسلم بهدم بعض الاصنام. فارسل خالدا خالد ابن الوليد لهدم العزى وارسل سعد ابن زيد لهدم وارسل عمرو بن العاص لهدم اللات. وارسل علي ابن ابي طالب لهدم القلص. وهو صنم طير. وارسل المغيرة ابن شعبة لهدم اللات. الا تفاوت على تفاوت في ارسال بهؤلاء لكن الشاهد من هذا انه مع هدم الاصنام في مكة ارسل النبي الرسل لهدم الاصنام في باقي البلاد لرفع راية التوحيد وكان الامر كما امر النبي صلى الله عليه وسلم فهدم خالد العزى وعمرو بن العاص هدم آآ عمرو بن نعم هدم عمرو بن العاص ونسيت الان ما الذي هداه عمرو بن العاص؟ علي هدم قال وخالد هدم العزى وزيد هدم سعد ابن زيد هدم اه منات وعمرو ابن العاص هدم اللات وعمرو المغيرة بن شعبة هذا من اللات وعمرو بن العاص هدم السواع. هدمت هذه الاصنام. وارتفعت راية التوحيد. بعد ذلك قرر النبي صلى الله عليه وسلم ان ليخرج الى حنين في شوال يعني جلس في مكة صلوات ربي وسلامه عليه خمسة عشر يوما تقريبا ثم بعدها قصد الى حنين وذلك انه علم ان هوازن قد جمعت للنبي صلى الله عليه وسلم وقصدت فقال ابدأهم بالقتال. فخرج الى حنين الى الطائف صلوات ربي وسلامه عليه وخرج معه اثنا عشر الفا. عشرة الاف ممن جاء معهم من المدينة. والفان من مسلمة من اهل مكة وما جاورها. فخرجوا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم. في الطريق مروا بشجرة سدرة وكان اهل الجاهلية في السابق يتبركون بهذه الاشجار. يعتقدون انهم اذا جلسوا عند هذه الشجرة وعلقوا عليها اسلحتهم ثم من الغد فانهم ينتصرون. هكذا عقولهم. هكذا معتقدهم. فمروا في الطريق على شجرة سدرة كبيرة فتذكر الاشجار التي كانوا يعلقون عليهم عليها اسلحتهم ويتبركون فيها ويستنصرون بها فقال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط فوقف النبي صلى الله عليه وسلم قال الله اكبر انها السنن لقد قلتم كما قال اصحاب موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة فلم يتركهم النبي صلى الله عليه وسلم بل حذرهم وانذرهم. وبين لهم الحق من الباطل. صلوات ربي وسلامه عليه ثم انطلقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج المسلمون قبل هذا بمثل هذا العدد واعجبتهم هذه الكثرة ويوم حنين اذا اعجبتكم كثرتكم قال بعضهم في نفسه الان الشرك يلفظ انفاسه انتهى تقريبا. وقال بعضهم نحن كنا ننتصر باقل من هذا العدد فكيف ونحن بهذا العدد؟ وقال بعضهم الهاء الان تهابنا الكفار بعد فتح مكة فوقع في قلوب البعض العجب والطمأنينة الزائدة الزائفة فاعطاهم الله تبارك وتعالى درسا وفاجأتهم ثقيف لما نزلوا الوادي واذا فقيه قد حاصرت الوادي من كل جهة وصارت ترميهم بالسهام من كل مكان حتى لم يعلم المسلمون من اين تكون نجاتهم واختلط كما يقال الحابل بالنابل. وتفرقت الصفوف وفروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله ثابت الجأش. اشجع الناس اشجع الخلق صلى الله عليه واله وسلم الناس يفرون وهو يهجم وحده صلى الله عليه وسلم. حتى ان ابا ابن الحارث ابن عبد المطلب يقول امسك بلجامي بغلة النبي صلى الله عليه وسلم والنبي متوجه اليهم وحده وهو يقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم وهنا قضية وهي ان اهل العلم يقولون زيادة التشريف دائما يكون معها زيادة التكليف. زيادة التشريف معه زيادة في التكليف كيف؟ لما فضل الله الرجال على النساء امر الرجال بامور لا يأمر بها النساء. ولم فضل الاحرار على العبيد امر الاحرار بامور لا تجب على العبيد. ولما فضل الانبياء على سائر البشر اوجب على الانبياء اشياء لا تجب على سائر البشر. ولما فضل المرسلين على الانبياء اوجب على المرسلين ما لم يجب على الانبياء وهكذا. فزيادة التشريف يأتي معها زيادة التكليف. اذن الله تبارك وتعالى للمسلمين اذا قاتلوا المشركين انهم اذا كانوا اكثر من الضعف يجوز لهم الفرار لكن الانبياء جميعا لا يجوز لهم الفرار لا يجوز لهم الفرار يقول لك لم يفر النبي صلى الله عليه وسلم وحده يهجم على الجيش وحده اخذ من الارض ويرميها في وجوههم. كانه يقول الا تدرون من انا؟ انا النبي انا مع الله انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب صلوات ربي وسلامه عليه ثم امر النبي صلى الله عليه وسلم العباس ابن عبد المطلب ان ينادي الانصار ان يذكر الانصار بيعتهم صلى الله عليه وسلم حيث بايعوه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة بايعوه على الموت بايعوه على نصرة قال ذكرهم فقام العباس يصيح صوته جهوري وهو يقول يا قاب بيعة السمرة بيعة الرضوان تلك البيعة التي رضي الله عن اهلها اين انتم عن هذه البيعة نسيتم قال يا اهل السمرة يا اهل بيعة الرضوان فلما سمع الانصار هذا النداء من العباس ابن عبد المطلب تذكروا ويحكم اين تذهبون؟ انتم بايعتم النبي صلى الله عليه على الموت بين يديه بايعتموه على ان تمنعوه مما تمنعوا منه انفسكم ونسائكم واولادكم. كيف تفرون عنه فرجعوا يقول عطفوا عليه عطفة البقر على اولادها. حتى ان بعض الانصار بجمله او حصانه فاذا ابى عليه نزل عنه ورجع على قدميه. وهكذا رجعوا حتى تجمعوا عند النبي صلى الله عليه واله وسلم حتى نصرهم الله تبارك وتعالى. قد لا يتخيل الانسان هذا المنظر ولكن يكفيه ان يصدقه. يكفيه ان يصدق هذا المنظر شيبة ابن عثمان الجمحي. هذا الرجل من الذين اظهروا الاسلام وخرج مع النبي في حنين وفي نفسه في قرارة نفسه انه يتحين فرصة ليقتل بها النبي صلى الله عليه وسلم. فلما فر الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الرجل هذه فرصتي الان اقتل محمدا. هو الان يظن ان الذي الذين امامهم الذين يقتلونه انا اتيه من الخلف. فاقتله يقول فنزعت سيفي من غمده صلتا يريد ان يضرب به النبي صلى الله عليه وسلم وهو ظاهره انه اتى مع النبي صلى الله عليه وسلم اقاتل معه يقول فما ان اخرجت السيف من غمده الا والتفت الي النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا شيبة قلت نعم قال ادنه فدنوت قال ادنه اقترب يقول فدنوت فوظع يده على صدري. وقال اللهم اعذه من الشيطان اللهم اعذه من الشيطان. يقول والله ما ان وضع يده. ثم رفعها حتى صار احب الي من ابي وامي والناس اجمعين. يقول والله لتمنيت ان اموت بين يديه والله لو كان ابي حاضرا لما دافعت عنه كما ادافع عن النبي صلى الله عليه واله وسلم الا تعلمون ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف شاء والان قرأ امامنا الله تبارك وتعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. انتهى الامر. ادنوا دنوت اللهم اعذه من الشيطان. فتغير الحال تماما من رجل يريد قتل النبي الى رجل يريد ان يموت بين يدي النبي صلى الله عليه واله وسلم رجع الانصار الى النبي صلى الله عليه وسلم ونصر الله نبيه صلوات ربي وسلامه عليه واعز الله دينه ففرت ثقيف وتحصنت في الطائف. فحاصرهم النبي صلى الله عليه واله وسلم انقسموا الى قسمين قسم ذهب الى الطائف وقسم فر الى مكان يقال له اوطاس الذين ذهبوا الى اوطاس لحق بهم جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على رأسهم ابي موسى الاشعري وابي ما لك الاشعري وغيرهما والذين تحصنوا في الطائف لحق بهم النبي صلى الله عليه وسلم فحاصرهم صلى الله عليه واله وسلم. وكانوا قد تحصنوا تحصنا جيدا. فحاصرهم النبي اياما صلى الله عليه وسلم ثم قال انا قافلون غدا يعني خلاص يكفي لان غنموا غنائم كثيرة جدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا قافلون غدا يعني سنرجع غدا فقال بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين معي الذين الان تحمسوا الان بعد ان كانت الهزيمة ثم كان النصر الان والان اخذوا هذه الغنائم والان حصار فتحمسوا قالوا يا رسول الله بل نقاتلهم غدا نهجم في حصنهم قال انتم وما تشاؤون. وامرهم شورى بينهم تركه. قال كما تشاؤون فحاولوا ان يهجموا على الحصن من الغد واولئك متحصنون صاروا يرمونهم بالسهام. فاصابوا منهم حتى اذا انتصف النهار واذا جماعة من من مع من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد اصيبوا بهذه السهام من قبل ثقيف فجاء وقد انهكت انهكت قواهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينظر اليهم قال انا قافلون غدا قالوا نعم يا رسول الله ان قفلا غدا يعني كأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم انا اعلم انه لا فائدة من هذا الحصار خلاص نرجع قال لا نريد ان نقاتل قال قاتل يلا قاتل فقاتلوا ثم بعد ذلك استجابوا لامر النبي صلى الله عليه وسلم ما قال انا قافلون غدا. جمعت غنائم كثيرة في ذلك اليوم العظيم. جاء رجل الى النبي صلى الله عليه فقال يا يا رسول الله اتق الله اعدل في القسم يقول للنبي صلى الله عليه وسلم يقول له اتق الله واعدل في القسم. فقال له النبي النبي صلى الله عليه وسلم ومن احق الناس مني في ان يتقي الله تبارك وتعالى فغضب خالد ابن ابن الوليد كيف يتكلم هذا الرجل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الاسلوب الجلف قبيح قال خالد للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله دعني اضرب عنقه. كيف يتهمك؟ بهذا الاتهام قال دعني اضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعله يصلي. يقول لخالد لانه يصلي هذا الرجل فقال خالد يا رسول الله كم من مصل لا تقبل منه صلاته لان هذا الرجل قال كلمة الردة. كم من مصل لا تقبل منه صلاته. انظروا ماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم مؤدبا ومربيا له ولنا. ولكل احد قال يا خالد اني لم ومر ان افتش عن قلوب الناس. الله اكبر. يعامل الناس على ظاهرهم صلى الله عليه وسلم لم اومر ان افتش عن قلوب الناس اعامله على ما يظهر. يظهر انه يصلي المنافقون كم كانوا؟ كثر عبدالله بن ابي بن سلول رجع بثلث الجيش. كانوا كثيرين في المدينة ومع هذا وكلهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما يظهرون اظهروا الاسلام الله يتولى سرائركم نحن نعاملكم على ما تظهرون. وكلهم الى ما اظهروا صلوات ربي وسلامه عليه. في هذه الاثناء ايضا لما وزع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم اعطى اناسا اكثر من اناس يتألفهم بالاسلام. قبل هذه اريد ان اذكر قصة بسيطة وقعت وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم ما اراد ان يخرج الى حنين جاء الى صفوان ابن امية الذي اعطاه النبي باربعة اشهر اتاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا صفوان اريد ان استعير منك درع اريد ان نستعير منك اذراعا لقتالنا غدا. يعني عندما نذهب الى حنين. فقال صفوان وهو على شركه الى الان لم يسلم قال غصبا يا محمد؟ النبي يستطيع يأخذها غصبا صلوات ربي سلامه عليه ما الذي يمنعه؟ فتحت مكة قريش كلها ما استطاعت ان تفعل شيئا ماذا سيفعل صفوان؟ قال اغصبا يا محمد فقال صلى الله عليه وسلم بكل ادب شوف يعني انسان كما يقول العفو عنده مقدرة. يقدر النبي صلى الله عليه وسلم يأخذها منه. لكن بكل ادب يقول له النبي صلى الله عليه وسلم بل العارية المضمونة استعيرها واضمنها ان يعيدها لك. فاذا تلفت او سرقت فانا اضمنها لك. قال بل عارية مضمونة. فاعطاه صفوان. اعطاها النبي صلى الله عليه وسلم. الشاهد من هذا انه لما جاءت هذه الغنائم نادى النبي صفوان واعطاه مئة من الابل وهو على شركه ما زال. اعطاه مئة من الابل اكراما وتأليفا لقلبه. واعطى ابا سفيان واعطى عباس بن مرداس واعطى عيينة ابن حصن اعطى بعض كبار في اقوامهم اعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم. المهم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم وزع الغنائم ولم يعطي الانصار شيئا. ما اعطاهم شيئا حتى ان بعض الانصار جلسوا مع بعضهم قالوا ما هذا؟ نحن لا نعطى كل هذه الغنائم لا نعطى منها اي شيء نسينا رسول الله تذكر قومه فتحت مكة سينسانا سيتركنا سيذهب الى مكة الان والى اهله نسي ما فعلناه مع نسي نصرتنا نسي نسي نسي فتضايق الانصار من هذا الفعل فلم يصبر سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الله ان الانصار وقع في قلوبهم شيء. قال ماذا؟ قال يقولون عطيت الناس ولم تعطهم شيئا يعملوا الغنائم على كثرة الغنائم. اعطيت الناس ولم تعطهم شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد ابن عبادة واين انت من قومك؟ انت ايضا زعلان مثلهم؟ ايضا انت متضايق كقومك؟ قال واين انت منهم؟ قال انما انا رجل من قومي. يعني ايضا انا متضايق. قال انما انا رجل من قومي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اجمع لي الانصار. ولا يأتي احد الا من الانصار. فاجتمع الانصار فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال له يا معشر الانصار ما مقالة وجدة وجدتم علي في انفسكم جدة يعني حزن وجد هو الحزن قال ما بلغ ما مقالة بلغتني وجدة وجدتموها علي في انفسكم الم اتكم ضلالا فهداكم الله عالة فاغناكم الله داء فالف الله بين قلوبكم فخفضوا رؤوسهم ادبا بعكس ذلك الرجل الذي يقول له اتق الله خفضوا رؤوسهم ادبا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم وقالوا لله ورسوله المن والفضل ولم يزيدوا على ذلك شيئا. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم الا تجيبون؟ يعني لا تردون على كلام الا تجيبون؟ قالوا لله ورسوله المن والفضل. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اما انكم لو قلتم جئتنا طريدا فاويناك فقيرا فاغنيناك خائفا فنصرناك. لصدقتم ولصدقتم. اذا كان قولكم هذا حقا وصدق الناس قولكم ولكنكم لكمال ادبكم لم تقولوا شيئا من ذلك. لكمال الادب. اما انكم لو قلتم جئتنا طريدا فاويناك فقيرا فاغنيناك فنصرناك لصدقتم ولصدقتم فخفضوا رؤوسهم وقالوا لله ورسوله المن والفضل فقال صلى الله عليه وسلم يا معشر الانصار الا ترضون ان يذهب الناس او قال يا معشر الانصار اوجدتم في انفسكم في لعاعة من الدنيا تالفت بها اقواما ووكلتكم الى اسلامكم يا معشر الانصار الا ترضون ان يذهب الناس بالشاة والبعير وترجع برسول الله الى رحالكم فقالوا رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما ونصيبا فقال صلى الله عليه وسلم يا معشر الانصار لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار لو سلك الناس شعبا وسلكت الانصار شعبا لسلكت شعب انصار اللهم اغفر للانصار وابناء الانصار وابناء ابناء الانصار هكذا يطيب النبي صلى الله عليه وسلم قلوب اصحابه صلوات ربي وسلامه عليه. ففرح الانصار فرحا عظيما اعظم بكثير مما لو اخذوا من شاة او بعير او غير ذلك رجع الانصار برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما ونصيبا. رجع النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مع الانصار بعد هذه المعركة وهي معركة حنين ان ان ثقيفا انقسمت الى قسمين. قسم ذهب الى الطائف وحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم تركهم ثم رجع وقسم ذهب الى اوطاس مكان قريب من الطائف وهؤلاء لحق بهم جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقاتلوهم وقتلوا منهم وانتصروا عليهم. ثم جمع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم لم يقسمها على الناس. ينتظر لعل اهل يسلمون فيعيد اليهم اموالهم صلى الله عليه وسلم. انتظر انتظر فلم يأتوا. عندها رجع صلوات ربي عليه بالغنام ووزعها على الناس. بعد ذلك جاء ما لك بن عوف وغيره من قادة ثقيف اسلموا ودخلوا في دين الله تبارك وتعالى فاعاد اليهم النبي صلى الله عليه وسلم اموالهم او جل اموالهم لان بعض الناس رفضوا لان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه اهل الطائف وقالوا له يا رسول الله يعني اسلمنا فاعد الينا اموالنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما ما كان لي فلكم. اما ما كان للناس فلا استطيع ان انزعه منهم ولكن ان شئتم فصلوا معنا الغداة يعني الفجر. وقوموا وقولوا انا اسلمنا. فجاء اهل الطائف الى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغداء فقالوا اسلمنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما انا فقد طيبت لكم ما لكم؟ فقام جماعة من المسلمين قالوا قد طيبنا ما طيب رسول الله. ان الرسول صلى الله عليه وسلم تنازل فنحن تنازلنا فقام عذينة بن حصن فقال اما انا وبنو فزار فلا يعني لا نعيد ما اخذناه. وقام الاقرع بن حابس قال اما انا وبنو تميم فلا. اي لا نعيد ما اخذناه وقام عباس بن مرداس قال اما انا واسلم فلا نعيد شيئا. فقامت اسلم فقالت بل لك يا رسول الله وهذا زعيمهم فقال خذلتموني يعني فشلتوني انا اقول لا وانتم تقولون نعم رسول الله ابرك منك فقالوا طيبنا لك يا رسول الله ما طيبته لهم. فرجعت ثقيف بجل اموالها لكن لم ترجع بكل اموالها وفي هذه السنة اي في غزوة اوطاس هذه او الطائف جاء اصحاب النبي صلى الله وسلم الى النبي صلوات ربي وسلامه يستأذنونه في امر عجيب. الا وهو يستأذنونه في الاختصاص حتى لا يقع في الزنا. لانهم من مدة لم يأتوا نساءهم. فاستأذنوه في ذلك كانت كما تعلمون يعني آآ حديبية ثم خيبر ثم مؤتة ثم آآ فتح مكة والان حنين آآ من مدة طويلة فخشوا على انفسهم فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يختصوا فقال النبي بل اذن لكم في المتعة. فاذن لهم بالمتعة صلى الله وهو ان يتزوج الرجل المرأة على الشيء اليسير فاذن لهم النبي بالمتعة ثلاثة ايام مع الكافرات ثم بعد ثلاثة ايام قال النبي صلى الله فانها محرمة الى يوم القيامة اذا هي كانت اذن بها ثلاثة ايام فقط مع الكافرات في الجهاد ثم حرمت الى يوم القيامة. ونهى عنها النبي صلى الله عليه واله وسلم ورجع الاصل وهو قول الله تبارك وتعالى في وصف المؤمنين الذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانه هم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. وحرمت المتعة الى يوم القيامة هذه جملة ما اردت ذكره في هذه الليلة ولعلنا ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم نكمل ما تبقى من سيرة النبي صلوات ربي وسلامه عليه والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد