بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم في موكب الدعوة آآ شيخ صالح حفظكم الله الفتوى في هذا العصر بل في كل عصر احوج ما يكون الناس اليها والوقت الحاضر آآ شهد الكثير من الذين يتصدرون لمثل هذا الامر وليسوا اهلا لذلك واصبحت الفتوى آآ في بحر آآ يموج. كل يدلي بدلوه بعلم او بغير علم هل هناك ضوابط يجب ان تظبط بهالفتوى لكي يسير كل واحد من المسلمين على نهج سوي وصحيح ثم آآ هذا التعدد في الفتوى اه الا يمكن ان يجد بلبلة لدى كثير من عامة المسلمين لا شك ان امر الفتوى امر مهم والحاجة الى الفتوى حاجة ضرورية. لان الناس بحاجة الى من يجيبهم على تساؤلاتهم وبحاجة الى من يحل مشكلاتهم وبحاجة الى من يتناول قضاياهم بحاجة الى ذلك ولكن لن يقوم بهذه المهمات الا اهل العلم المختصون الفقهاء في دين الله عز وجل فاذا قام بهذا الواجب وهذا العبء اهله من اهل العلم المختصين حصل المقصود وحصل المطلوب وانحلت المشكلات لرجع الناس الى اهل العلم والى اهل البصيرة وقام اهل العلم واهل البصيرة بالنظر بمشاكل الناس وتقديم الحلول لها على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حصل المطلوب وانحلت المشاكل كما كان ذلك في عصر سلف هذه الامة لما كان الناس يرجعون من العلماء الراسخين كانت مشكلاتهم تنحل وكانت قضاياهم تحل ببساطة على ضوء من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والله امر بذلك فقال سبحانه فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون امر الجهال بسؤال اهل العلم لان اهل العلم هم الذين يقدرون على اجابة الاسئلة الفقهية وقال تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوه ولو ردوه الى الله ولو ردوه الى الرسول ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فامر الناس عندما يحصل اشكال او يحصل اخذ ورد لامر من الامور المهمة ان يرجعوا الى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وان يرجعوا الى اولي الامر منهم اي الشأن والمنزلة وهم اهل الرأي واهل الفقه واهل الخبرة والتجربة فحينئذ يخرجون الى نتيجة نتيجة مرضية لعلمه الذين يستنبطونه منه. لكن حينما تكون الامور فوظى ويتولى الاجابة كل ما هب ودب ممن ينتسب الى العلم وهو جاهل او من عنده علم لكن ليس عنده آآ عمل وانما يتبع هواه ورغبته ورغبة الاخرين وارضاء الاخرين حينئذ يحصل الفساد. فما حصل لبني اسرائيل لما ظل احبارهم ورهبانهم فحرموا ما احل الله احل ما حرم الله واطاعهم عامة الناس هلك الجميع اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو. سبحانه عما يشركون واذا صارت الامور في امور الفتوى وامور العلم فوظى اجيب عليها الجهال الذين لا علم عندهم او يجيب عليها فساق العلماء الذين لا يتبعون ما انزل الله على رسوله وانما يتبعون رغباتهم او رغبات غيرهم ويلتمسون للناس ما يرضيهم ولو بما يسخط الله عز وجل فحينئذ يحصل الفساد في الارض وما هلكت بنو اسرائيل الا بمثل هذا ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله فلا يجوز الرجوع الى اهل الاهواء واهل البدع ولا الرجوع الى الجهال وانما يجب الرجوع الى اهل العلم والعمل اهل العلم الثابت والعمل الصالح وهذا هو الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فان الله سبحانه وتعالى بعث رسوله بالهدى ودين الحق فالهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح ولابد من اجتماع الامرين العلم النافع والعمل الصالح اما اذا انفرد احدهما عن الاخر فكان علما كان علم بدون عمل هذا طريق اهل الضلال او كان كان علم بدون عمل فهذا طريق المغلوب عليهم او كان عمل بلا علم فهذا طريق اهل الظلال والله امرنا ان نستعيذ به من الطريقتين. طريق المغضوب عليهم وهم الذين عندهم علم وليس عندهم عمل. نعم. وطريق الظالين وهم الذين عندهم عمل وليس عندهم علم. وامرنا باع طريق المنعم عليهم. نعم. وهم الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح فلا تنظبط الفتوى الا بهذا بان يتولاها اهل العلم الراسخ والعمل الصالح فاذا اختل شرط من هذين الشرطين حصل الفساد في الارض ولن يقتصر فساد هؤلاء على انفسهم او على من اضلوه. وانما يتناول هذا عامة الناس ولا حول ولا قوة الا بالله فهذا الامر خطير والواجب التنبه له والواجب على كل احد حينما يسأل ان يتقي الله سبحانه وتعالى فلا يتسرع الى الجواب فان كان هناك من هو اعلم منه فليوحي بالسؤال اليه وكان السلف يتدافعون الفتوى. وهم على علم لكن يريدون ان يتولاها من هو آآ اكبر منهم واوثق منهم وهذا من ورعهم معرفتهم بصعوبة الموقف الله جل وعلا يقول وفوق كل ذي علم فوق كل ذي علم عليم. ويقول لنبيه صلى الله عليه وسلم وقل رب زدني علما وان كان ليس هناك من يتولى الفتوى ممن هو اعلم منه فعليه ان يتقي الله وان يتحرى في اجابتهما ينجيه عند الله هو اولا. هم ثم ينجي السائل ايضا فيعتبر نفسه اول من يتناولهم خطر الفتوى ثم ايضا يرحم السائلين ويرحم الناس من ان يوقعهم في الظلال ويقودهم الى الغواية اما لمحبته للشهرة واما لمحبته لعرض دنيوي عليهم ان يتقوا الله سبحانه وتعالى وان يحترموا الفتوى والقول على الله سبحانه وتعالى فان الله جعل القول عليه بغير علم فوق الشرك قال سبحانه وتعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والباغية بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون جعل القول على الله بلا علم فوق منزلة الشرك لان الشرك جزء من القول على الله بغير علم وقال سبحانه ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام. لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع قليل ولهم عذاب اليم نعم فاحسنتم واثابكم الله