قال الامام رحمه الله اعلموا ان القلوب لن تبلغ مناها حتى تصل الى مولاها القلوب يا كرام لن تصل الى المنى الى السعادة التامة حتى تصل الى الله جل وعلا قال ولن تصل الى مولاها حتى تكون سليمة هذه الكلمة يا كرام مفادها ان العبد لا يمكن ان يصل الى الله بحال اعني به الوصول الحقيقي الوصول الذي يسرك الوصول الذي تنتفع به الوصول الممدوح الوصول الذي به ترفع رأسا لن تصل الى الله الا اذا كان قلبك قلبا سليما لذلك يا كرام ان العاقل في هذه الحياة الدنيا والذي يبحث عن اسباب اصلاح قلبه فيقوم اعوجاج هذا القلب كلما رأى شيئا وامرا ينفع هذا القلب اقبل عليه ولزم وما بارحه وكلما رأى امرا يضر هذا القلب ويلحق به الاذى وماذا يضعف سيره الى الله يا كرام انتم سائرون بقلوبكم الى الله فاما ان تسيروا سيرا حثيثا في طاعات وقربات وحسن قصد ونيات واما ان يكون هذا السير ضعيفا فان المعصية والغفلة والذنب تضعف سير القلب الى الله ان الطاعة تحث هذا القلب وتسرع به الى الله وان المعصية هي كرام ماذا تصنع بالقلب؟ تضعف سيره الى الله جل وعلا. بل اذا كثرت الذنوب والمعاصي ثم رانت على هذا القلب فافسدته على صاحبه. ان هذا القلب لن يصل الى الله واي شقاء واي حرمان حينما لا يصل قلبك الى الله انت ما هو مبتغاك من هذه الدنيا ما الذي تريده تريد ان تصل بقلبك الى الله جل وعلا ومن شروط هذا الوصول ان يكون القلب سليما. فاحرص يا رعاك الله على سلامة قلبك. قلت ان وجدت امرا يصرح به القلب فالزمه واياك ان تبارحه او ان تغادره يمرض القلب ويعتل القلب فيمشي مشية الاعرج بل لعل السير ينقطع به ثم لا يكمل الوصول ثم ماذا ان لم يصل قلبك الى الله انه وصل الى الجحيم اعاذنا الله واياكم اسأل الله السلامة والعافية