فقمة البلاغة قمة فهم اللغة قمة معرفة اللغة في لفظها ومعناها وتركيبها ونظمها كانت عند اعرابي قريش وكانوا يحتفون كل سنة بسوق خاص بذلك وتعلق القصائد على الكعبة آآ التي يشهد لها لاجل ذلك ولما كان الامر كذلك كانت الحجة قائمة على العرب هذا القرآن بانه من عند الله جل وعلا. حيث انهم عند انفسهم قد ملكوا البلاغة والبراعة واختيار اللفظ نسق النظم بلغوا فيه الغاية وتفاخروا بذلك فلما نزل القرآن وجدوا العجز الكبير بذلك وهنا القصة المشهورة ان ثلاثة من من قريش وهم سفيان من حرب وابو جهل والاخنس ابن شريق اجتمعوا ليلة على غير موعد عند منزل النبي صلى الله عليه وسلم يسمعونه يقرأ القرآن فلما تراءوا عند الانصراف تعاهد بعضهم مع بعض الا يرجع مرة ثانية خشية من تأثير القرآن مع هذا التعاهد اجتمعوا مرة اخرى لغلبة سلطان التأثير للقرآن على نفس العربي لذلك اجتمعوا ليلة ثانية ثم ليلة ثالثة حتى تعاهدوا في الليلة الثالثة ان يقولوا للناس انه مفترى وهكذا كانوا يسمعون حتى قال الوليد في وصفه للقرآن لقد سمعت شيئا ليس بالشعر ولا بالكهانة ولا بقول البشر ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وتلاوة وطلاوة وان اعلاه لمورق وان وان اعلاه لمعذق وان اسفله لا مورك وهذا منه استسلام لعظمة القرآن فهو له سيطرة على النفوس ولانه كلام الله جل وعلا