هذا العرض الموجز المختصر بامثلة محدودة دعا اليه ظرورة ان يكون عند طالب العلم معرفة بان التدوين الفقهي كان مبكرا وان من يطعنون في الشريعة ويطعنون في الفقه الاسلامي كما طعنوا في السنة والحديث وتدوين السنة ايضا طعنوا في تدوين الفقه وقالوا ان تدوين الفقه كان متأخرا وهذا غلط فان تدوين الفقه كان مبكرا وانما التصنيف الفقهي على هيئة كتب ومبوبة ولها ترتيبها كان متأخرا يعني بعد سنة مئة وعشرين للهجرة كما سيأتي ان شاء الله تعالى ولهذا اه نقول هنا ان غلط عدد من المستشرقين نشاط وكل تزهير وامثالهم وتبعهم في شيء من ذلك بروك المان في كتابه الالماني في كتابه تاريخ الادب العربي هؤلاء كلهم ارادوا بي كتابتهم نظرية تقول ان تدوين الفقه لم يكن الا بعد سنة مئة وعشرين ارادوا ان يقولوا ان التدوين الاسلامي كان متأخرا لان النصارى انما دونوا فقههم بعد اكثر من اربعمائة سنة من زمن عيسى عليه السلام واليهود المشنة المعروفة القسم الفقهي من التلمود انما دون بعد نحو ست مئة سنة من عهد موسى عليه السلام ظنوا ان الاسلام ان تدوين الفقه الاسلامي كان كذلك. وهذا غلط كما ذكرنا بعض الامثلة قد رد عليهم ردا جيدا عدد من اهل العلم الذين بحثوا هذا الامر بحثا متعمقا ومن امثلهم في ذلك الاستاذ القدير فؤاد سزكين بكتابه تاريخ التراث العربي الذي طبعته مترجما جامعة الامام محمد بن سعود في عشرة اجزاء طبعت اكثر اجزاءه في عشر مجلدات فقد خصص المجلد الثالث الجزء الاول من المجلد الثالث في الفقه ردا على هذه الفريا ودون وكتب المراجع الاصيلة التي اثبتت التدوين المبكر ل الفقه الاسلامي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في عهد الصحابة والتابعين وذكر المراجع سواء كانت من نقول مبكرة من الكتب او من المخطوطات او من كتب البرامج والمشيخات الاسانيد وهذا مهم جدا وهو تاريخ التراث العربي في رد كلامهم وكتب ايضا الاستاذ الدكتور محمد مصطفى الاعظمي كتابين في لذلك احدهما دراسات في الحديث النبوي وقد استغرق نحو من خمسين صفحة في كتاب في اثباته ان الصحابة رضوان الله عليهم وكبار التابعين دونوا صحفا كثيرة موجودة ونقلت بالاسانيد مستقلة ولم يكن نقل العلم سواء في الحديث او الفقه كان عن طريق الحفظ وانما جمعوا ما بين الحفظ وما بين التدوين الكتابي وهذا كان كثيرا في ذلك الوقت. وكتب نحو من خمسين صفحة فيها اكثر من مائة من اهل العلم دونوا دونوا الفقه والسنن الفقهية عن النبي صلى الله عليه وسلم في اه وعن الخلفاء في هذا الموضوع كذلك هناك عدد من الاجتهادات في كتب مماثلة مما يؤكد لك ان النظرية الاوروبية التي ابتدأت في اوائل القرن العشرين التي تقول ان كتاب من المستشرقين الذين ظلموا كعادتهم الاسلام وعلوم الاسلام ان كتابة التدوين الفقهي كانت متأخرة بعد نحو سنة مائة وعشرين كان هذا خطأ فادحا وانما ان كل المراجع والأسانيد تثبت وجود صحف كثيرة وكتب في ذاك لكن لم تكن على هيئة التصنيف لأن ولانه هناك اسباب كثيرة ذكرت لكم بعضا منها انشغال علماء الامة بتعليم الناس بالفتوحات ترسيخ الاسلام. لم يكن الورق موجودا. والاحبار كانت والحضارة كانت على نوع ما ومع ذلك كان اصل التدوين موجودا بهذا الحجم الكبير بعد زمن التابعين معلوم ان الفتوى في زمن التابعين ان الفتوى كثرت جدا والناس يسألون دونون. قال ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين في بعض كلامه قال كان يروى او كما قال عن ابن شهاب الزهري ثلاث كراريس في الفتاوى وكذلك عن الحسن البصري سبع كراريس في الفتاوى وهذا يدل على ان كبار وواسط التابعين كان يكتب عنه العلم ويدون في وقت مبكر الفتاوى الفقهية التي هي جزء من الفقه ويبنى عليها الفقه فيما بعد