بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين خاتم النبيين. وعلى اله واصحابه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الثامن عشر من التعليق على الفية الامام ابن مالك رحمه الله تعالى وقد وصلنا الى قوله وغير ماض مثله قد عمل ان كان غير الماضي منه استعمل في ابواب الافعال الناسخة الرابعة للمبتدئ الناصبة للخبر قال وغير ماض مثله قد عمل هو ذكر في مقدمة هذا الباب الافعال الناسخة بصيغة الماضي فقال ترفع كان المبتدأ اسما والخبر تنصبه كان سيدا عمر ككان ظل بات اضحى اصبح امسى وصار ليس زال برحا. فتئ وانفك فذكر هذه الافعال بصيغة الماضي. فاراد ان يصرح بانه لا مفهوم لذلك وان ما تصرف من هذه الافعال فانه يعمل عملها فما كان منها مضارعا فانه يعمل عملها وكذلك ما كان ما اه ما كان امرا او مصدرا او وصف وذلك مثل قول الله تعالى وكان ربك قديرا كان فعل ماض وربك اسمها وقديرا خبرها والامر مثل قوله تعالى قل كونوا حجارة او حديدا. كونوا الواو اسمها وحجارة خبرها والمضارع مثل قوله تعالى ولم اك بغيا لم اك هذا فعل مضارع. واسمه ضمير مستتر وجوبا لان الفعل المضارع المفتتح بهمزة بهمزة متكلم لا يكون مرفوعه الا مستترا. وبغيا خبر ومثال المصدر قول الشاعر ببذل وحلم ساد في قومه الفتى كونك اياه عليك عسير ببذل وحلم ساد في قومه الفتاة وكونك هذا مصدر مضيفة الى اسمه واياه خبر خبر. والوصف مثل قول الشاعر وما كل من يبدل بشاشة كائنا اخاك اذا لم تلفه لك منجدا. وما كل من يبدي البشاشة كائنا اذا لم تلفه لك منجدا. كائنا هذا وصف واخاك خبرها والاسم ضمير مستتر. فقد مثلنا من كان للماضي والامر والمضارع والمصدر والوصف. فعلم ان ما تصرف من هذه الافعال يعمل عملها وينبغي ان يعلم ان هذه الافعال في التصرف على ثلاثة اقسام قسم لا يتصرف بحال من الاحوال وهو ليس ودامة فهذه لا تتصرف وقسم يتصرف تصرفا ناقصا وهو زال واخواتها التي شرط فيها في عملها النفي او النهي او الدعاء وهي زال وانفك وبرح وفتي فهذه الافعال تتصرف تصرفا ناقصا فيصاغ منها الماضي والمضارع والوصف ولكن لا يستعمل منها الامر ولا المصدر يصاغ منها المضارع مثل قول الله تعالى ولا يزالون مختلفين. لا يزالون فعل مضارع من زال والواو اسمها ومختلفين خبرها ومثل قوله تعالى لن نبرح عليه عاكفين. نبرح فعل مضارع منبرح واسمها ضمير مستتر وجوبا لان الفعل المضارع المفتتح بنون المتكلم العظيم او المعظم نفسه او الجماعة لا يكون مرفوعه الا ضميرا مستترا وجوبا كما تقدم عند قول ابن مالك ومن ضمير الرفع ويستتر اوافق نغتبط اذ تشكر. لن نبرح عليه عاكفين عاكفين هي الخبر قالوا تالله تذكروا يوسف. تفتوا فعل مضارع من فتية واسمها ضمير مستتر وجوبا لان الفعل المضارع المفتتح بتاء المخاطب لا يرفع الا ضميرا مستترا وجوبا كما تقدم عند قوله ومن ضمير الرفع ما يستتروك فعله وافق نرتبط. اذ تشكر تشكر هذا من المواضع التي يجب فيها استتار المرفق وتذكر يوسف الجملة هي آآ الخبر. وقال الشاعر تسمع ما حييت بهالك حتى تكون. تنفك تسمع اي لا تنفك تسمع ما حييت بهالكين مضارع مين انفك وفاعله ااقصد واسمها ضمير مستتر نجوبا؟ لما تقدم من ان الفعل المضارع له افتتح بتاء اه المخاطبة المفردة. لا يرفع الا ضميرا مستترا وجوبا تنفك وتسمع والجملة بعده خبر. ما حييت بهالك حتى تكون. ويصاغ من هذه عالي الوصف ايضا. قضى الله يا اسماء ان لست زائلا احبك حتى يغمض العين مغمض هل لست زائلا زائلا؟ وصف من زال؟ وهي عاملة عمله. قضى الله يا اسماء وان لست سائلا احبك حتى يغمض العين مغمضا. وقال الاخر غير منفك غير منفك مآسي رهون كل وان ليس يعتبر غير منفك. منفك هي وصف من انفك غير منفك اسير اي الخبر. كل وان ليس يعتبر. فعلم ان هذه الافعال الاربعة ان هذه الافعال الاربعة وهي زال وانفكة وبرحة وفتية يصاغ منها الماضي والمضارع والوصف ولكن لا امر لها ولا مصدر فتصرفها تصرف ناقص والقسم الثالث ما يتصرف تصرفا تاما وهو بقية هذه الافعال. اذا فهذه الافعال في التصرف على ثلاثة اقسام كما بينا وعليكم السلام ورحمة الله. وهذا معنى قوله وغير ماض مثله قد عملا ان كان غير الماضي منه استعمل. ثم قالوا في جميعها توسط الخبر اجز وكل سبقه دام حوار وفي جميعها توسط الخبر اجز. يعني ان هذه الافعال جميعا يجوز فيها توسط الخبر بينها وبين اسمها حتى ليس ودام مع جمودهما فانه يجوز فيهما توسط الخبر. وذلك مثل قول الله تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وكان حقا علينا نصب المؤمن. هنا توسط الخبر وهو حقا بين العامل وبين اسمه. ومنه قراءة ليس البراء ان تولوا. قرأ بالنصب وبالرفع وهما قرأتان متواترتان ليس البراء ان تولوا او ليس البر ان تولوا. او البر فمن قرأ ليس البر فقد وسط الخبر بين العامل وبين الاسم. وهذا جائز الناس عنا وعنهم. وليس سواء عالم وجهول. وليس سواء اليمن توسط الخبر هنا بين الفعل وبين الاسم. لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته وبالادكار الموت والهرم لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته. منغصة خبر تقدم على الاسم فتوسط بين الفعل وبين الاسم. فهذا جائز في جميع هذه الادوات ويجوز تقدمه حيث لا مانع. يجوز تقدم الخبر على الفعل ومنه قول الله تعالى هؤلاء اياكم كانوا يعبدون فان فيه تقدم المعمود وتقدم المعمود مؤذن بتقديم العامل. فان اياكم معمول ليعبدون فتقدم معمول الخبر ومعمول الخبر لا يتقدم الا حيث يصح تقدم الخبر ومحل جواز ما ذكرنا من التوسط والتقدم ما لم يمنع مانع من ذلك او يحصل موجب لذلك فان التوسط قد يكون ممنوعا وقد يكون واجبا فمثال منعه قولك كان عدوي صديقي. لا يجوز تقدم الخبر هنا لان المبتدأ والخبر مستويان في التعريف. فتقديم الخبر على على المبتدأ هنا تقديم الخبر على الاسم موقع في اللبس لان الاعراب خفي. كان عدوي صديقي. الاعراب خفي وهما مستويان في عارف فتقدم الخبر هنا موقع في اللبس. فلا يجوز تقدم الخبر في مثل هذا الموضوع وقد يجب تقدم الخبر. كما اذا كان المبتدأ متلبسا بضمير عائد على الخبر مسنده ابن مالك في الكافية بقوله آآ آآ وليس في تلك الديار اهلها. ليس في تلك الديار اهل اهلها هنا فيه ضمير الاسم هنا فيه ضمير عائد على الخبر. ولو تأخر الخبر لعاد الضمير على متأخرين في اللفظ والرتبة قال وفي جميعها توسط الخبر اجز وكل سبقه دام حضر كذلك خبر من نافية يعني انهم جميعا اتفقوا على الندامة لا يتقدم عليها خبرها لماذا؟ لان دعم صلة للموصول هي لا تقع الا بعد ما المصدرية الظرفية وما هذه موصول حرفي فلا يمكن ان يتقدم عليها خبرها لان الصلة كالعجوز من الموصول والصلة الموصول لا تتقدم عليه فهي خبرها جزء من صلة ما المصدرية الظرفية وصلة الموصول كالعجوز منه فلا يصح ان تتقدم عليها. ما موصولة حرفية كما ذكرنا. كذلك وخبر من نافية فجئ بها متلوة لا تالية. اي كذلك يمتنع تقدم الخبر على ما النافية اذا تقدمت على هذه الافعال سواء كانت شرطا في عملها كزالة واخواتها او لم تكن شرطا في عملها ككان فتقول ما كان زيد قائما ولا يجوز ان تقول قائما ما كان زيد ولا قائما ما زال زيد. فاذا دخلت ماء النافية على هذه الافعال فانها حينئذ تؤخر عن الخبر ولا يجوز تقدم الخبر عليها وهذا معنى قوله كذلك سبق خبر من نافية فجئ بها متلوة لا تالية وعمم الفراء المنع في حروف النفي ولكن يرد عليه ورود تقدم الخبر على بعض ادوات النفي الاخرى كقول الشاعر ورج الفتى للخير ما ان رأيته على السن خيرا لا يزال يزيد ورج الفتاة للخير ما ان رأيته على السن خيرا لا يزال يزيد. خيرا خبر لا يزال وتقدم الخبر هنا على لا النافية. فعلم ان لا النافية يجوز تقدم الخبر عليها وانها ليست مثل ما وكذلك قول الاخر مه عاذ لي فهائما لن نبرح بمثل او احسن من شمس الضحى هائما لن ابرح فهائما خبر ابرح وتقدم تعالى ابرحة وهي منفية بلم فعلم ان لن نافية يتقدم عليها الخبر وانها ليست مثل ما التي يمتنع تقدم الخبر عليها تذاك سبق خبر من نافية فجئ بها متلوة لا تالية ومنع سبق خبر ليس اصطفي وذو تمام ما برفع يكتفي يعني انهم اختلفوا في جواز تقدم خبر ليس عليها والذي اصطفي اي اختير ورجح هو منع تقدم خبرها عليها. ومنع سبق خبر ليس اصطفي وذلك لضعفها بعدم التصرف لانها ضعيفة لجمودها فليست مثل كان وما كان متصرفا من صواحبها فهي ضعيفة لجمودها واجاز بعضهم تقدم خبرها عليها منظرا لذلك بقول الله تعالى الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم. فقال ان يوم معمول لمصر ومصروفا خبر وتقدم المعمول مؤذن بتقديم العامل ولكن هذا الذي ذكروه لا ينهض حجة للمجيز لان الظرف يتسع فيه ما لا يتسع في غيره. فالعرب تتوسع في الظروف والمجرورات توسعا لا فعله في غيرها قال وذو تمام ما برفع يكتفي. يعني ان هذه الافعال ما كان منها تاما فانه لا يكون عاملا هذا العمل لا يكون رافعا للاسم ناصبا للخبر بل يكون فعلا مثل سائر الافعال مرفوعه فاعل ولا يحتاج الى خبر وذلك كان اذا استعملت بمعنى حدث مثلا او جاء اذا كان الشتاء فادفئوني فان الشيخ يهدمه الشتاء او يهرمه الشتاء هذه الابيات للربيع ابن ضبيع الفساري. اذا عاش الفتى مئتين عاما فقد ذهب المسرة والفتى وها انا عشتها وضممت اخرى اليها والزمان له بقا اذا كان الشتاء فادفئوني فان الشيخ يهرمه الشتاء. اذا كان الشتاء او اي جاء الشتاء او حدث الشتاء فكان هنا فعل تام ومرفوعها فاعل ولا تحتاج الى خبر وان كان ذو عسرة اي حدث او ثبت فكان هنا تامة مرفوعها فاعل وليس لها خبر وكذلك مثلا اذا استعملنا اصبح بمعنى دخل في وقت الصباح فانها لا تكون اه حينئذ ناقصة. بل تكون اه حينئذ تامة. هي انما تكون ناقصة اذا كانت الاتصاف المخبر اه عنه بالخبر صباحا او كانت اصبح بمعنى صار اما اذا كانت للدخول في الوقت فانها حينئذ تكون تامة كما في قول الله تعالى فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. تمسون اي تدخلون في وقت المساء وتصبحون لتدخلون في وقت الصباح. وحينئذ تكون اصبح وامسى تامتان ومرفوعهما فاعل. وذلك لن تحتاجا الى الخبر هنا فسبحان الله حين تمسون لا تسألني عن الخبر تمسون هنا ليست آآ فعلا ناقصا هي فعل تام معناه دخل في وقت المساء تصبحون معناه حين تدخلون في وقت الصباح فهذه الافعال تستعمل تامة وتستعمل ناقصة وجميعها يعتريه التمام الا الثلاثة التي يستثنيها والنقص في فتي اليس زال؟ دائما كفيء. هذه الافعال الثلاثة لا تكون الا ناقصة فليس لا تكون تامة وانما تستعمل في كلام العرب ناقص. وكذلك زال لا تستعمل الا ناقصة زار التي مضارعها هي الزار. لا نعني زال التي مضارعها اه يزول فهذه فعلا تام وكذلك فتيات لا تستعمل ايضا كذلك الا ناقصة. وبقية الافعال يعتريها التمام والنقصان فما كان منها ناقصا فانه يكون ناسخا داخلا على الجملة الابتدائية رافعا للمبتدئ اسما له وناصبا للخبر خبرا له وما كان منها ناقصة اقصد ما كان منها تاما فانه حينئذ يرفع الفاعل اذا كان لازما فان كان متعديا ايضا نصب المفعول به. فهو كبقية الاهال درهم على قوله وذو تمام ما برفع يكتفي وما سواه ناقص والنقص في فتئة ليس زال دائما كفيء اي هذه الافعال لا تستعمل في كلام العرب الا ناقصة. هذه الافعال الثلاثة وهي فتئ ليس زال هذه الافعال لا تستعمل الا ناقصة لا تستعمل تامة ابدا. ثم قال العاملة معهم الخبر الا اذا اتى او حرف جر ولاية للعامل معمول الخبر الا اذا ورثا اتى او حرف جر ومضمر الشام اسمن انوي ان وقع موهم ما استبان انه امتنع. يعني ان العامل الفعل هنا لا يليه معمول الخبر اي لا يجوز تقدم معمول الخبر حتى يلي الفعل الا اذا كان ورفا او حرف جر فان كان معهم الخبر ظرفا او حرفا جر فلا حرج في ذلك تقول كان في الدار زيد جالسا ففي الدار هنا معمول لجالسان وقد تقدمت لانها جار ومجرور. او كان عندك زيد متكئا عندك هنا ظرف معمول للخبر وهذا جائز. لان العرب تتوسع في الظروف والمجرورات توسعا ذات تفعله في غيرها فان كان غير ظرف ولا جار ومجرور فانه لا يجوز حينئذ تقدمه على اللسان لا يجوز ايلاؤه الفعل. خلافا للكوفيد. فلا يجوز عند البصريين ان تقول كان طعامك زيد اكلا. هذا جائز عند الكوفيين؟ مردود عند البصري. لا يصح ان تقول كان طعامك زيد اكلا. فتكون طعامك مفعول به للوصف لواقع خبرا الذي هو اكلا وما ورد من ذلك مما يوهم جواز ذلك فهو اول عند البصرية. وذلك كقول الشاعر قنافذها الداجون حول بيوتهم بما كان اياهم عطية عودا قنافذ هداجون حول بيوتهم او بيوتهم بما كان اياهم عطية عودا كان فعل ناسخ الابتداء واياهم اه المتبادر انها معمول ليعود التي هي الخبر. وعطيته بما كان اياهم عطية وعودا فهذا جائز عند الكوفيين. مؤول عند البصريين اما بزيادة كان او بان اسمها ضمير الامر والشأن. فالتقدير بما كان هو اي الامر والشأن اياهم عطية عودا وحيث لا يمكن التأويل بضمير الامر والشأن يتعين الحمل على الضرورة الشعرية عند البصريين لانهم لم يجيزوا هذا وذلك كقول الشاعر باتت فؤادي ذات الخالي سالبة فالعيش ان حم لي عيش من العجب باتت فعل ناقص ناسخ فؤادي ذات الخال سالبة فؤادي مفعول به لسالبة التي هي الخبر وذات الخال هي لسة قالوا الشام الذي يكون في الوجه. باتت فؤادي ذات الخال سالبة فالعيش ان حمل عيش من العجب في مثل هذا البيت يتعين الحمل عند البصريين على الضرورة وذلك ان ضمير الامر والشأن لابد له من جملة تفسره فلا يمكن آآ ان يستغني عن عن الجملة المفسرة له ومع الخبر هنا خبر مفرد باتت فؤادي ذات الخالي سالبة الخبر هنا مفرد فليس جملة فيتعين حمل مثل هذا البيت عند البصريين على الضرورة لان ما ذكروه لنا من التأويل بضمير الامر والشأن لا يتأتى فيه ابن مالك رحمه الله تعالى قال هنا ولا يلي العامل معمول الخبر الا اذا عرف من اتى او حرف جر ومضمر الشان اسما انوي ان وقع مو ما استبان انه امتنع. اي اذا وجدت ما يتوهم انه اه تقدم فيه معمول الخبر فولي العاملة. فقدر ضمير الامر والشأن ليكون هو الاسم وتكون الجملة من بعده خبرا ولكن احيانا لا يتأتى ذلك فيتعين الحمل على الضرورة الشعرية واما الكوفيون فجهزوا ذلك لانهم يقعدون القواعد السماع القليل لا يشترطون في القاعدة الاضطراد والكثرة لذلك قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الكافية الشافية ولا يلي العامل معمول الخبر ما لم يكن ورثا ولا اداة جر ومطلقا اجاز اهل الكوفة ذاك لشبهة لهم معروفة والمنع مطلقا حريم بالنصرة وهو الذي يراه اهل البصرة قال ولا للعامل معمول الخبر ما لم يكن ظرفا ولا اداة جر ومطلقا اجاز اهل الكوفة ذاك لشبهة لهم معروفة شبهتهم هي انهم يقعدون القواعد بسماع قليل فيسمعون البيت والبيتين ويجعلون ذلك قاعدة والبصريون لا يقعدون قواعدهم الا على ما هو جادة كلام العرب وما كان خارجا عن ذلك فانهم يحملونه على الشذوذ او الندور او على ضرورة الشعر ان كان شعرا ونحو ذلك ولاجل ذلك كان نحو البصري اه اكثر نضجا من النحو الكوفي لان النحو البصري انما يبنى على جادة كلام العرب وعلى مشهور كلام العرب والشذوذ كثير ولو ذهبنا نقعد بكل سماع فاننا سنفسد النحو وهذا الذي اه عبر به عبر عنه ابن مالك بالشبهة. فقالوا مطلقا اجاز اهل الكوفة ذاك لشبهة لهم معروفة. والمنع مطلقا حريصا ان بالنصرة وهو الذي يراه اهل البصرة اذا قال ولا للعامل معمول الخبر الا اذا ورثن اتى او حرف جر ومضمر الشان اسما ننوي ان وقع موهم ما استبان انه امتنع. ثم قال وقد تزاد كان في كما كان اصح علم من تقدم شرع هنا في ذكر خصائص تختص بها كان عن اخواتها كان هي ام هذا الباب وام الباب عادة تكون لها خصائص تختص بها عن بقية الادوات وذكر هنا جملة من الخصائص التي اختصت بها كان عن بقية الادوات منها ما يتعلق بالزيادة وما يتعلق بالنقص والنقص ايضا آآ اقصد ما يتعلق بالزيادة وما يتعلق بالحذف والحذف منه ما يكون حذف ومنه ما يكون حادثا لبعضها كحذف نون نونها في في المضارع المجزوم لم اكن مثلا هذا حذف لبعض كان وقد تحذفه كان تامة تحذف تحذف كاملة وبدأ بالزيادة لان الحذف عادة ما يجعلونه في نهاية الابواب مبحث الحذف عادة يتطرقون له في نهاية الابواب. كما تطرقنا في في نهاية باب المبتدأ لمواضع حذف المبتدئ والخبر. بدأ بالزيادة قال وقد تزداد كان في حشو يعني انك تأتي الزائدة. لا تكون عاملا وذلك بان تقع بين الشيئين متلازمين. بان تقع شيئين متلازمين ليسا جارا ومجرورا. فلا يجوز ان يفصل بها ان كانت زائدة بين الجار ومن النادر قول الشاعر جياد بني ابي بكر تسامى على كان المسومة الاعرابي على كان المسومة دخلت كان بين حرف الجر وبين المجرى. هذا نادر. وهو غير جائز وما سمع منه محمول على الندوء ويكسر زيادة بعد ما الداخلة على فعل التعجب. ومنه مزاله هو ما كان اصح علم من تقدم ومنه قول امرئ القيس اراء ام عمرو دمعها يرحمك الله. اراء ام عامرين دمعها قد تحضرا بكاء على عمرو وما كان اصبرا اذا نحن سرنا خمس عشرة ليلة وراء الحساء من مدافع قيصر اذا قلت هذا صاحب قد رضيته وقرت به العينان بدلت اخرا كذلك جدي ما اصاحب صاحبا من الناس الا خانني وتغير هل الشاهد قوله رأى ام عمرو دمعها قد تحضرا بكاء على عمر وما كان اصبر ايوة ما اصبرها فكان هنا زائدة هذا كثير ومن امثلة زيادتها ايضا قول الاخر ولبست سربال الشباب ازورها فلنعم كان شبيبة المختال لنعمة كان هنا آآ دخلت كان بين آآ نعمة وبين فاعلها. فنعمة كان شبيبة المختال و آآ من امثلته ايضا قول الاخر في لجة غمرت بحورها في الجاهلية كان والاسلام في لجة غمرت اباك بحورها في الجاهلية كان والاسلام اي في الجاهلية والاسلام وصل بها بين المعطوف والمعطوف عليه وقولي الاخر في غرفة الجنة العليا التي وضعت لهم هناك بسعي كان مشكور بسعي كان مشكور غسل بها بين الموصوف والصفة فهي هنا زائدة. لا تعمل. وشذ زيادتها بصيغة المضارع تكون وسمع منه قول فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله تعالى عنها ترقص ابنها عقيل بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه انت تكون ماجد نبيل اذا تهب شمأل بليل. عقيل يا عقيل يا عقيل انت تكون ماجد نبيل. اذا تهب شمأل بليل. انت تكون ماجد تكون هنا زائدة لانها لو كانت عاملة لقالت تكون ماجدا. انت تكون ماجد فتكون هنا زائدة. هذا شأن. كما مع شذ ايضا زيادة اصبح وامسى سمع في كلامهم ما اصبح ابردها وما امسى ادفاها قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الكافية وزيد كان بين جزئي جملة وشذ حيث حرف جر قبله كذا تكون زائدا ايضا ندر وفيه قول امرأة ممن غبر انت تكون ماجد نبيل اذا تهب شمأل بليل وشد امسى زائدا واصبح كل رواه ناقلوه موضحا. مضحى. قوله وفيه قول امرأة من العرب هي فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف ام ال ابي طالب زوج ابي طالب وهي مسلمة رضي الله تعالى عنها وكانت تقول ذلك في ترخيص ابنها عقيل. رضي الله تعالى عنه. وفيه قول امرأة ممن غبر انت تكون ماجد نبيل اذا تهب شمال بديل. اذا هذا معنى قوله وقد تزاد كان في حشو اي في حشو كلام اي بين شيئين متلازمين كالفعل وفاعله والصفة والموصوف والمعطوف المعطوف عليه كما مثلنا كما كان اصح علم من تقدم ثم قالوا يحذفونها ويبكون الخبر وبعد اذ ولو كثيرا لاشتهر يعني ان العرب ربما حذفوا كان واسمها وابقوا خبرها ويكثر ذلك بعد ايم الشرطية ولو شرطية كثير فمثاله بعد ان شرطية قول الشاعر قد قيل ما قيل هو النعمان بن المنذر قال ذلك للربيع ابن زياد حين شرد به ديبيد بن ربيعة العامري وقال فيه كلاما بذيا بين يدي النعمان بن المنذر في ابياته المشهورة كل عام هامتي مقزعة يا رب هيج هي خير من دعاة نحن بني ام البنين الاربعة ها الضاربين لها ما تحت تحت الخيضعة الى ان يقول مخاطبا للنعمان مهلا ابيت اللعنة لا تأكل معه. الى اخر الابيات احيانا يكون المقام لا يناسب كتبولي لي ان يقرأ كل ذلك عندما قال فيه ذلك الكلام البذيء الذي ننزه عنه المسجد شرد آآ به حينئذ فقال شرد برحلك عني حيث شئت. ولا تكثر علي. وكان نديمه قال سرد برحلك عني حيث شئت ولا تكثر علي ودع عنك الاقاويل قد قيل ما قيل ان صدقا وان كذبا فما اعتذارك من قول اذا قيل قد قيل ما قيل ان صدقا اي ان كان المقول صدقا فحدث كان وحدث ايضا كذلك اسمها وبقي خبرها ومثاله بعد لو. قول النبي صلى الله عليه وسلم التمس ولو خاتما من حديد قولوا خاتما من حديد التمس ولو خاتما من حديد. اي ولو كان الملتمس خاتما من حديد حذف كان وحذف اسمها وابقى خبرها. ومنه قول الشاعر لا يأمن الدهر ذو بغي وذوم ملكا جنوده ضاق عنها السهل والجبل ولو ملكا اي ولو كان الامن ملكا فحذف كان واسمها. وابقى خبرها. قال ويحذفونها ويبقون خبر وبعد ان ولو كثيرا اذا اشتهر يعني انه يكثر ويشتهر بعد ان شرطية وبعد لو الشرطية وقد يقع دونهما قليلا كقولهم الا دشولا فالى اتلائها اي من لدكانت النقو شغلا فالى ابتلائها وبعد ان تعويض ما منها ارتكب كمثلي اما انت تبرا فاقترب يعني انه بعد ان المصدرية الواقعة موقع المفعول به يكثر تعويض ما عن كان. فتحذف كان وتعوض عنها ماء كمثل اما انت برا فاقترب اثر له من كلامه بقوله اما ان تبرا اي لان كنت بارا فاقترب فحذفت اللام لان حذف الجر مع ان مضطرد وحذفت كان فلما حذفت كان انفصل الضمير الذي كان فيها. فقيل انا انت. فلما حذفت كان هنا وانفصل الضمير عوضت عنها ماء. فقيل اما انت. اما انت. اصل اما انت اصل لان كنت فحذفت لام الداخل على ان ثم حذفت كان فلما حذفت كان كنت انفصل الضمير الذي فيه كنت وهو التاء فاصبح ضميرا منفصلا. لان الضمير التفصيل لا يمكن ان يبتدأ به الكلام لابد له من شيء يتصل به. فلما حذف عامله اصبح ضميرا منفصلا. فعوض عن كان حينئذ ما الى ان ما ان تبرا فاقتل. ومن ذلك قول الشاعر ابا خراشة ام ما انت ذا نفر فان قومي لم يأكلهم الضبوء ابا خراشة اما انت عليكم السلام اما انت ذا نفر فان قومك لم تأكلهم الطبع اما انت اي ان كنت ذا نذر ان كنت فحذفت كان فانفصل الضمير الذي فيها فعوضت عنها ما فقيل اما انت ذا نفر فان قومي تأكلهم الطبأ. ومن مضارع لكان منجزم تحذف نون وهو حذف ما التزم ومن مضارع اللي كان منجزم تحذف نونه وهو حذف ما التزم. يعني ان كان قد يحذف بعضها ويقع ذلك في المضارع المجزوم بالسكون الذي لم يتصل به ضمير نصب ولم يقع بعده ساكن. وذلك مثل قول الله تعالى ولم اك بغيا لم اك اصلها اكن فحذفت انه نحذف اعتباطيا اي لغير علبة تصريفية ولا نحوية وهذا الحذف كثير شائع في كلام العرب ويشترط فيه ان تكون كان في صيغة المضارع فلا يحذف شيء من كان الماضي ولن بقية التصاريف التي ليست مضارعة وان يكون هذا المضارع مجزوما بالسكون فان كان مجزوما بغير السكون مثلا لم يكونوا لا تحذفوا النون هنا لان الجزم هنا ليس بالسكون وانما هو بحذف النون ويشترط فيها ايضا ان لا يليها ضمير نصب اذا قيل كنته مثلا فانه لا يجوز آآ اذا قيل مثلا يكون هو ولابد ان يكون فعلا مضارعا. اذا قيل يكون هو فانه حينئذ لا يجوز الحذف كما في الحديث ان يكونه فلن تسلط عليه ان يكونه هذا مضارع من كان مجزوم بالسكون ولكن اتصل به ضمير نصب فلا يجوز الحذف حينئذ فان لا يكونها او تكونه فانه اخوها غدته امه بلبانها ويشترط عند السيبويه والطائفة من البصرجيين ان لا يقع بعدها سكون فان وليها سكون لم تحذف نونها عندهم واجاز يونس بن حبيب حزنوا منها ولو وقع بعدها ساكن ووافقه ابن مالك واستدلوا بذلك بقول الشاعر فان لم تكن مرآة ابدت وسامة فقد ابدت المرآة جبهة بغيم فان لم تكن فان لم تكن المرآة تكن المرآة هنا وقع بعدها سكون وحذفت النون. فان لم تكن المرآة ابدت وسامة فقد ابدت المرآة جبهة ضيغم وهذا ضرورة عند سبوه ومن نهج انتهج منهجه ممن يرى ان هذا الموضع لا يجوز الحذف فيه. ومنه ايضا قول الشاعر اذا لم تكن حاجات من همة الفتى فليس بمغن عنه عقد التمائم اذا لم تكن حاجاته هنا وليها ساكن اذا لم تكن حاجاته وحذفت النون ضرورة عند ومن وافق جائز عند الامام يونس بن حبيب ومن وافقه من النحاه ونقتصر على هالقدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك