والمركب ما يدل جزءه على جزء معناه فازاي من زيد مثلا؟ هذا يسمى مفردة لانه لا يدل على جزء المعنى. الزاي وحدها لا تدل على جزء المعنى. والياء وحدها لا تدل على او يقال المقتل مشتق من القتل فلا يصح هذا ايضا لان المقتل هذا مصدر ميمي يعني هو بمعنى المصدر القتل. غاية الامر ان بينهما فرق في الشكل وهو زيادة حرف الميم فاللغة نعمة من نعم الله التي من الله تعالى بها على الانسان واعطاهم ميدانا واسعا من خلالها يعبرون بها عن حاجاتهم في هذه الحياة الدنيا التي يحتاجون فيها الى التعاون فيما بينهم حتى تستقيم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين والمسلمين وانفع بشيخنا الاسلام والمسلمين قال الناظم رحمه الله تعالى من لطف ربنا بنا تعالى توسيعه في نطقنا المجالا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. اما بعد فنواصل ما توقفنا عنده من هذه القصيدة المباركة. وذكر فيها المؤلف رحمه الله هذا الفصل وهو فصل يتحدث عن بعض المسائل اللغوية. واول هذه المسائل مسألة توسيع الله تعالى لنا بنعمة اللغة التي علمها الانسان. فمن اعظم ما انعم الله عز وجل به على الانسان هو تعليمه لغة والبيان كما امتن ربنا تبارك وتعالى علينا بهذا فقال الرحمن علم القرآن خلق الانسان فمه البيان فتعليم البيان واللغة من اعظم ما انعم الله به على الانسان والحاجة هي المعنى والسبب الذي من اجله انزل الله تعالى اللغة. لان الله عز وجل خلق الانسان كما يقال بدنيا بالطبع. بمعنى انه لا يستطيع ان يستقل بحاجاته في هذه الحياة الا بمعاونة بني جنسه من البشر فلا يوجد هناك احد يستطيع ان يقوم بجميع حاجاته حتى السلطان في سلطانه. هو بحاجة الى وزير يعينه والى خباز يصنع له طعامه وخياط يصنع له لباسه حتى السلطان في آآ سلطانه هو بحاجة الى بني جنسه من البشر وهذه الحاجات التي يحتاج اليها الانسان لابد عند ايصالها الى الاخرين من اسلوب ومن طريقة للمفاهمة وايصال هذه الحاجات والمعاني من نفسه الى الاخرين فهو اذا احتاج الى ان يشرب الماء مثلا هو بحاجة الى ان يفهم صاحبه حاجته حتى يستطيع ان يعينه على قضاء مصالحه. فالمعاونة على قضاء المصالح تستلزم وجود مفاهمة بينهما. وهذه المفاهمة لها طرق كثيرة منها الاشارة مثلا فيفهم الطرف الاخر حاجتك من خلال الاشارة. ولكن الله سبحانه وتعالى اختار للناس اسلوبا افضل من الاشارة وهو اسلوب اللغة والكلام والبيان. فان هذا الاسلوب اعم في الفائدة والمصلحة من الاساليب الاخرى لان الاشارة تستطيع ان تشير بها الى شيء محسوس امامك. ولكن لا تستطيع ان تشير الى امور غائبة عن مجلسك فليس كل معنى من المعاني تمكن الاشارة اليه بالالفاظ بالحركات. ولكن الله تعالى جاء فعلم الانسان اللغة واعطاه ادوات التعبير من اللسان والحبال الصوتية والحنجرة وغير ذلك وهي يعني لو تأملها الانسان هي اية من ايات الله ولكن الالف والعادة تجعلنا لا نحس بهذه النعمة وبعظمة اية الله تعالى في البيان والتعبير. فالانسان تنقدح له الحاجة والفكر في خاطره. ثم يرسل الانسان من خلال هذا الخاطر الى آآ اعضائه لتعبر عن هذه الحاجة فتتحرك هذه الحبال الصوتية وهذا اللسان وتتحرك الشفتان محددة لتخرج الفاظا وحروفا وكلمات يفهم السامعون بعد ذلك ماذا يريد المتكلم ان يقول فهي اية من ايات الله سبحانه وتعالى ولهذا جعلها الله من اياته فقال ومن اياته ثم قال واختلاف السنتكم والوانكم. فجعل اختلاف اللغات والالسنة من ايات الله تعالى الدالة على عظمته سبحانه وتعالى فكما قال المؤلف من لطف ربنا بنا تعالى توسيعه في نطقنا المجالة. فالنطق ميدان واسع للتعبير به عن الحاجات بخلاف الطرق الاخرى. يعني لاحظوا ما يسمى بلغة الاشارة اليوم. ما اصعبها من لغة والانسان عندما يعني ينظر الى هؤلاء المتحدثين بلغة الاشارة يعني يشفق عليه من صعوبة هذه الطريقة ومن عدم ايصال كثير من المعاني هناك كثير من المعاني لا يمكن ان تشير اليها بالحركة فاصحابها قد لا يفهمون مراد المتكلم في كثير من الاشياء لكن الله تعالى من لطفه بالعباد وسع عليهم فعلمهم هذه اللغات. وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه يعني بلغة قومه الدنيوية فهذا كله من لطف الله تبارك وتعالى ومن نعمته على العباد ثم عرف لنا اللغة اذا كانت اللغة نعمة من نعم الله على الانسان فما هي هذه اللغة؟ ما المقصود باللغة؟ فقال وما من الالفاظ للمعنى وضع قل لغة بالنقل يدري من سمع فاللغة اذا هي الالفاظ الدالة على المعاني. الالفاظ الدالة على المعاني. يعني الكلمات وسميت الكلمات الفاظا لان اللسان يلفظها يعني يرميها لفظه يعني رماه واللفظ في اصل اللغة معناه الرمي. فهذه الكلمات يرميها الانسان بلسانه فلهذا يعني سميت الفاظا فالالفاظ اذا فاللغة اذا هي الالفاظ الدالة على المعاني. فاللغة اذا ليست مركبة من مجرد الفاظ وكلمات لكن الفاظ وكلمات دالة على معان الوحي ومن هذا يفهم ان الالفاظ التي لا تدل على المعاني لا تسمى لغة مثل الكلمات المهملة كديز مقلوب زيد فهذا لا يسمى لغة لماذا؟ لانه لفظ لا يدل على معنى. فما فالكلمة التي تسمى لغة هي الكلمة التي تدل على معنى فاذا لم تدل على معنى بان كانت الفاظا مهملة لم يضعها الواضع لمعاني محددة فلا تسمى لغتان ثم قال بالنقل يدري من سمع بدأ يبين لك الطرق التي تثبت بها اللغة فاخبر ان اول طريق تثبت بها اللغة النقل عن اهل اللغة ففي اللغة العربية النقل عن العرب الخلص الذين يحتج بلغتهم في البيان فانا اقول هذه الكلمة تدل على هذا المعنى اذا ثبتت بالنقر عن العرب والمنقول عن العرب في اشياء منقولة بالتواتر والاستفاضة. مثل السماء والارض والعلم والجهل هذه كلمات تدل على معان محددة وهي منقولة عن العرب جميعا بالاستفاضة ولكن هناك بعض الكلمات واللغات المنقولة بالاحاد وليس بطريق الاستفاضة والتواتر ولكن نقلها احاد من الناس. فهؤلاء الاحاد من الناس لابد ان يكونوا اه مقبولي الرواية. ولهذا لا احتج في اه اللغة بغير العرب من المولدين ونحوه وعصور الاحتجاج قصرت على عصور محددة عند اهل اللغة قبل ان يشيع اللحن الفاحش في لغة العرب وكل هذا الاهتمام سببه ان لغة العرب ربطت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الاسلام والوحي هو الذي بث الحياة في هذه اللغة وكتب لها الخلود اليوم يقولون بان اللغة العربية مهددة بالفناء ونسوا ان هذه اللغة انزل الله بها كتابه الذي ضمن حفظه الى يوم القيامة ولا يمكن ان نتصور ان القرآن يكون محفوظا ولا يعرف الناس اللغة التي نزل بها القرآن فحفظ القرآن يستلزم حفظ هذه اللغة العربية. وانها مهما واجهت من حروب ومهما واجهت من اهمال فانها لن تضيع الله سبحانه وتعالى وسيكون في كل زمان اناس يهتمون بهذه اللغة العربية بدراستها والتكلم بها ونشرها بين الناس فكل هذا الاهتمام باللغة العربية سببه ارتباط هذه اللغة بالشرع وبالوحي وبكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه يسلم واهتمام العلماء والفقهاء بهذه اللغة ليس لها انها لغة العرب. يعني ليس لدوافع عنصرية وقوية ولكن اهتموا باللغة العربية لانها هي لغة القرآن والسنة وفهم القرآن والسنة يتوقف على فهم هذه اللغة العربية فكلما كان الانسان عارفا بلغة العرب كلما كان حظه من فهم كتاب الله وسنة رسول الله اعظم وكلما جهل حظ الانسان من اللغة قل نصيبه من فهم القرآن والسنة فلهذا اللغة اما ان تثبت النقل المتواتر واما ان تثبت بالنقل الاحاد ولكن يصح اثباتها حتى وان كان النقل له احادا. ولهذا كثير من الكلمات في قواميس اللغة وغيرها انما اثبت العلماء صحة استعمالها في هذا المعنى بنقل الاحاد عن ائمة اللغة. ويقولون نص على هذا الاصمعي ونص على هذا ابن الاعرابي ونص على هذا فلان فيكون الذين اثبتوا هذا الاستعمال في هذا المعنى احادا من الناس. وخبر الواحد حجة كما هو في اثبات الشرع هو حجة في لاثبات اللغة ايضا. كما قال المؤلف بالنقل يدري من سمع. فعم النقد سواء كان النقل متواترا ام كان احادا. ولكن اللغة لا تنحصر فقط ولا تثبت بمجرد النقل ولكن ايضا بالقياس على النقل بالقياس على المنقول فاللغة تثبت بالنقل المحض وتثبت ايضا بالعقل المستند على النقل بالعقل المستند عن النقل. بمعنى ان بعض الكلمات نصحح استعمالها في معنا بناء على القرائن الدالة عليها. وليس بناء على وجود نص ان هذا اللفظ في هذا المعنى يعني الشاعر العربي لما قال اذا الشر ابدى ناجديه لهم ها طاروا اليه زرافات ووحدانا فكل عارف باللغة يفهم من زرافات ان هل معنى الجماعات لانه قابلها بايش؟ بالوحدان زرافات ووحدان مع ان هذا لا يعتبر نصا في هذا لكنه استنباط استنباط يستند على دليل المقابلة بينهما الوحدان معروف بلغة العرب ما معناها؟ الافراد. فاذا المقصود بالزرافات يعني الجماعات طاروا اليه زرافات ووحدان يعني جماعات وافراد فاذا اثبات المعنى اه اللغوي لا ينحصر على النقل الصريح بل يصح ايضا ان يكون من باب الاستنباط الاستنباط الذي هو جهد عقلي يستند على امر نقلي ولكن العقل المجرد لا دخل له فيه. اثبات اللغة. كما لا دخل له في اثبات الشرع كما ان الشرع لا يثبت بالعقل المجرد. كذلك اللغة لا تثبت بالعقل المجرد. لكن العقل الذي يستند على النقل نعم هو مثل القياس كما نثبت الاحكام الشرعية والقياس الشرعي والقياس هو اعمال للنظر والفكر والعقل ولكن بناء على ما شرعه الله سبحانه وتعالى من الاحكام الشرعية فاذا اللغة تثبت بالنقل وبالعقل الذي يستند على النقل ايضا بنوع من الاجتهاد نعم قال رحمه الله مدلولها المعنى مدلولها المعنى ولفظ مفرد مستعملا ومهملا قد يوجد وذو ترقب ووضع نكرة لمطلق المعنى فريق نصره. وهي للذهن لدى ابن الحاجب. وكم فمن للخلاف ذاهبين. ثم يقول مدلولها المعنى. يعني مدلول اللغة المعنى فاللفظ هو الدال والمعنى هو المدلول. لانه قلنا هي الالفاظ الدالة على المعاني. فالالفاظ فاللفظ دال المعنى مدلول فيقول مدلولها المعنى يعني مدلول اللغة هو المعاني. بل هي المقصود اصلا الكلمات والالفاظ انما هي وسائل تعبر بها عن المعنى والا فالمقصود الاصلي هو المعنى ولهذا متى تعارض موجب اللفظ والمعنى قدم ايش؟ قدم المعنى كما اقالوا في القاعدة الفقهية العبرة في التصرفات ها بالمقاصد والمعاني لا بالالفاظ والمباني. لان الالفاظ هي وسائل ليست مقصودة لذاتها وانما المقصود هو المعنى. فمدلول الالفاظ ومدلول اللغة المعنى ثم ذكر ان اللفظ ينقسم الى لفظ مفرد ولفظ مركب الى لفظ مفرد مثل زيد مثلا ومركب مثل عبد الله وان كان المفرد عند الاصوليين ما لا يدل جزءه على جزء معناه المعنى والدال وحدها لا تدل على جزء المعنى ولكن المركب هو الذي يدل جزءه على جزء معناه وعبدالله مثلا عبد من العبودية وهي جزء من المعنى فاذا اللفظ قد يكون مفردا احيانا وقد يكون مركبا احيانا وكل منهما قد يكون مهملا وقد يكون مستعملا قد يكون مستعملا بمعنى ان هذا اللفظ استعملته العرب في كلامها مثل السماء الارض العلم الجهل الايمان الكفر هذه الفاظ مستعملة يعني استعملتها العرب في معانيها المحددة. وهناك الفاظ مهملة يعني لم يستعملها العرب في كلامه. وهذه قد تكون مفردة وقد تكون مركبة. المفردة مثل دايز مقلوب زيد فهذا لفظ مهمل لم يستعمله العرب واحيانا المهمل قد يكون مركبا. مثل كلام السكران مثلا. الذي يتكلم بكلام لا معنى له يعني يقولوا فلان وقع في الهذيان يعني بدأ يتكلم بكلام لا معنى له. مثل كلام السكران مثل كلام النائم او نقول ديز مانع مقلوب زيد عالم فهذا مركب ومهمل. يعني العرب ما استعملتها في هذه المعاني. فالالفاظ بعضها قد تكون مستعملة وبعضها قد تكون مهملة. وبعضها مفردة وبعض مركبة نعم. ثم قال ووضعوا النكرة لمطلق المعنى فريق النصارى. الان قلنا اللغة هي الالفاظ للمعاني. الالفاظ الموضوعة للمعاني. طيب هذه الالفاظ هل وضعت لمطلق المعاني او وضعت للمعاني الذهنية او وضعت للمعاني الخارجية لان المعنى المدلول عليه باللفظ له وجود في الذهن وله وجود في الخارج في الواقع وبعض المعاني لها وجود في الذهن وليس لها وجود في في الخارجة يعني الذهن مثلا يتصور بحرا من زئبق وجبلا من ياقوت والماس ولكن في الواقع غير موجود هذا البحر. فالالفاظ هي هل هي موضوعة للمعاني القائمة في الذهن؟ او هي موضوعة معاني القائمة في الخارج في الواقع اختلف العلماء في هذا ووضع النكرة لمطلق المعنى فريق النصر. المؤلف خص هذا بالنكرة بينما غيره من الاصوليين ما خصوه بالنكرة حتى المعرفة هكذا فالبحث عام في الالفاظ هل وضعت للمعاني الذهنية؟ او وضعت للمعاني الخارجية فبعض العلماء قالوا وضعت للمعاني الذهنية كابن الحاجب كما قال وهي للذهن لدى ابن الحاجب ابن الحاجب رحمه الله ومن معه رأوا ان الالفاظ وضعت للمعاني القائمة بالذهن وليس المعاني القائمة بالخارج قال والدليل على هذا ان الالفاظ آآ تختلف باختلاف المعاني القائمة بالذهن. فاذا رأيت سواد كم من بعيد وظننته انسانا فتقول هذا انسان. لكن اذا اقترب قليلا ثم وقع في ذهنك له فرس وتقول هذه فرس. ثم لما اقترب وقع في ذهنك انه اسد تقول هذا اسد. فيقول الكلمات اه تختلف تعبيراتها بحسب تشكل المعاني في الذهن ولهذا كلما تغير المعنى في الذهن تغيرت الكلمة والالفاظ تغير لكن بعض العلماء كما قال وكم وكم امام للخلاف ذاهبين بل اكثر العلماء لانكم هنا للتكثير. اكثر العلماء قالوا بان الالفاظ انما وضعت للمعاني الخارجية وليست للمعاني الذهنية وهذا في الشيء الذي له وجود خارجي ووجود ذهني. اما الشيء الذي ليس له الا وجود في الذهن فهو موضوع له. ما يختلفون وفيها لكن خلافهم فيما له وجود في الواقع ووجود اخر ومعنى اخر في الذهن فهنا في هذه الحالة قال اكثروا العلماء هي موضوعة للخارج. وردوا على ابن الحاجب لما قال بان الالفاظ في اختلاف المعاني في الذهن. قالوا بان هذا المعنى في الذهن هو اختلف بناء على ظن المتكلم بان الواقع كذلك بان الواقع كذلك فاختلاف المعاني في الذهن مبني على اختلافها في الواقع. على ظن اختلافها في الواقع وهذا كلام واضح فهو ظنها في الواقع كذا وقام في ذهنه هذا المعنى فعبر عنه بالمعنى الاول. فاختلاف معاني الذهنية هو مبني على اختلاف ظن هذا الرائي والمتكلم ظن اختلاف الواقع وتفاوتهم وآآ القول الاول في المسألة لمطلق المعنى فريق النصارى. هذا القول الاول او القول الثالث تعتبره في المسألة وهو ما ذهب اليه السبكي رحمه الله وغيره وقالوا بان الالفاظ موضوعة لمطلق المعاني يعني بغض النظر عن عن الذي في الذهن او المعنى الذي في الواقع هو وضع لمطلق المعنى ولم يلاحظ في هذا الوضع وجوده في الذهن ولا وجوده في الواقع لماذا؟ قال لان آآ ادعاء انه وضع للمعنى الذي في الذهن يحتاج الى دليل وادعى انه وضع للمعنى الذي في الخارج يحتاج الى دليل ولا دليل وهو وضع لمطلق المعنى بغض النظر عن كونه ذهنيا ام خارجيا نعم قال رحمه الله وليس للمعنى بلا احتياج لفظ كمال شارح المنهاج. شارح المنهاج المقصود به تاج الدين السبكي رحمه الله متوفى عام سبعمية وواحد وسبعين والمنهاج المقصود منهاج الوصول الى علم الاصول للقاضي البيضاوي. وان كان المنهج يطلق على منهاج نووي منهاج طالبين في الفقه لكن المراد هنا منهاج للبيضاوي لان الكلام في اصول الفقه وهذا كتاب في اصول الفقه. اما المنهاج منهاج طالبين للنووي فهو في الفقه الشافعي. فشارك المنهج وهو تاج الدين السبكي الذي شرح المنهاج البيضاوي او بعبارة اخرى اكمل كتاب والده لان والده تقي الدين السبكي هو الذي بدأ في شرح المنهاج ووصل الى مقدمة الواجب وتوفاه الله. فجاء ابنه تاج الدين واكمل هذا الشرح. فهو يشرح كتاب منهاج الوصول للبيضاوي. كتاب ومتن في اصول الفقه مشهور اعتمد فيه على كتاب الحاصل لتاج الدين الارموي الذي اختصر فيه كتاب المحصول للفخر الرازي فشارح المنهاج يقول بانه ليس للمعنى بلا احتياج لفظ بمعنى ان الله سبحانه وتعالى وضع لكل معنى يحتاج اليه الناس لفظا ولكن ليس بالضرورة ان يكون لكل معنى لفظ مستقل خاص به لكن المعاني التي يحتاج اليها الناس وضع الله سبحانه وتعالى لها الفاظا باعتبار الحاجة لانه قلنا بان اصل وضع اللغة انما هو الحاجة الى التفاهم مع الاخرين فلهذا كل معنى يحتاج اليها الناس وضع له لفظ ولكن ليس بالضرورة ان يكون هذا اللفظ مستقلا يعني ليس كل معنى له لفظ مستقل مثل مثلوا بانواع الروائح انواع الروائح وانواع اه الطعم انواع الالام وانواع الملذات. فلم يوضع لكل نوع لفظ مستقل. ولكن يعرف بالاضافة فيقال رائحة المسك رائحة العود رائحة الورد رائحة والياسمين وهكذا فيعرف نوع الرائحة من خلال الاضافة ولكن لم يجعل لكل نوع لفظا وليس للمعنى بلا احتياج لفظ كما لشارح المنهاج فالمعاني التي لا يحتاج اليها لا يوضع لها لفظ والمعاني المحتاج اليها هي التي وضعت لها الالفاظ ولكن ليس كل معنى له لفظ مستقل بل هناك الفاظ عامة تشمل انواعا كثيرة وانما يفرق بين نوع واخر بالاضافة نعم. قال رحمه الله واللغة الرب لها قد وضع وعزمها للاصطلاح سمع بشارة وبالتعين كالطفل فهم ذي الخفا والبين. يبنى عليه القلب والطلاق بكسق والعتاق. هذه مسألة اخرى من مسائل اللغة وهي مسألة اللغات التي يتكلم بها الناس اليوم هل هي من وضع الله تبارك وتعالى او هي من الصلاح الخلق والبشر فما اصل هذه اللغات؟ هل اصل هذه اللغات يرجع الى وضع من الله سبحانه وتعالى؟ او يرجع الى اصطلاح الخلق فيما بينهم واتفاقهم على اطلاق الفاظ معينة على معان معينة فجمهور العلماء يقولون بان اللغات توقيفية يقصدون بان اللغات توقيفية يعني اصل وضع اللغات هو توقيف وتعليم من الله تعالى للانسان كما قال الله تعالى في كتابه وعلم ادم الاسماء كلها والاسماء هنا بالمعنى اللغوي وليس بالمعنى النحوي الاسماء يعني الالفاظ اللغات وليست الاسماء المقابلة للافعال والحروف عند النحات لان الكلام لا يتم بمجرد الاسماء الكلام تحتاج فيه الى فعل والى حرف لتوصل المعنى الذي تريد ايصاله الى الاخرين ثم اكد الله تعالى هذا العموم فقال كلها وهذا تأكيد للعموم. فكل اللغات التي يتكلم بها البشر اصلها تعليم من الله تعالى لادم عليه السلام ثم جاءت ذريته فتوزعت هذه اللغات وكل فرع من ابنائه تحدثوا بلغة غير اللغة التي تحدث بها الاخرون وانتشر هذا في الارض ولا يمنع ان تكون هناك بعض الالفاظ التي اضيفت الى هذه اللغات بالقياس مثل اطلاق الاسماء الحديثة عن الاشياء الحديثة مخترعات الحديثة التي اخترعها البشر. فالعلماء اشتقوا لها اسماء من باب القياس والاشتقاق ولم يضعوها هكذا من عند انفسهم انما قاسوها على كلمات معروفة في اللغة ولاحظوا فيها المعاني التي آآ يوجد توجد في هذه الاشياء كالهاتف مثلا فقيل الهاتف اخذوه من الهتاف بمعنى النداء وهذه كلمة عربية صحيحة. فاصل اللغات هي توقيف من الله سبحانه وتعالى ولا يمنع ان تكون هناك بعض المفردات التي زيدت على هذه اللغات من باب القياس ومن باب الاشتقاق اللغوي هذا معنى قوله واللغة الرب لها قد وضع. وعزوها للاصطلاح سمع. يعني ذهب بعض العلماء خاصة من معتزلة قالوا بان اصل اللغات ثابتة بالاصطلاح ثابت بالاصطلاح. يعني بالاتفاق بين البشر فاعترض عليهم بان الاصطلاح يستلزم وجود لغة سابقة لانه اصطلاح معناها الاتفاق يعني هكذا لو مثلنا حضوركم جماعة من اهل اللغة. فنريد ان نضع أسماء لهذا الجهاز. فعشان نصطلح لابد من وجود لغة بيننا حتى تفاهم يعني فالقول بالاصطلاح يتوقف على وجود لغة يحصل بها الاصطلاح والتفاهم فاجاب المعتزلة بما اشار اليه المؤلف في البيت الثاني. فبالاشارة وبالتعين كالطفل. فهم ذي الخفاء والبين يعني اجاب المعتزلة قالوا نعم نسلم ان الاصطلاح يتوقف على على وجود لغة يقع بها الاصطلاح ولكن نحن نقول بان هذا الاصطلاح انما وقع بطريق بطريقة الاشارة والتعيين وليس بطريق وجود كلمات سابقة كما هو حال الاطفال يتعلمون اللغة من الاباء بالاشارة. فيشير اليه ويقول له كتاب يكرر هذا فيفهم الطفل ان هذا يسمى كتابا. قلم ماء كأس وهكذا. فبالاشارة وبالتعيين قالوا لا يمنع ان يكون الاصطلاح قد وقع بناء على هذه الطريقة وهي طريقة الاشارة والتعيين دون ان تكون هناك كلمات موضوعة سابقا يقع بها الاصطلاح. فهذا البيت هو يعني اشارة الى جوابهم عن هذه النقطة. فبالاشارة وبالتعين كالطفل فهم ذي الخفاء والبين. يعني يحصل التفاهم بالاشارة لكن هذه لو سلمناها يعني في اه بعض المفردات ولكن يستبعد ان تكون كل هذه الالاف المؤلفة من الالفاظ في اللغة الواحدة فضلنا عن اللغات كلها ان تقع كلها بهذه الطريقة من الاشارة والتعيين يعني هذه الطريقة يمكن ان يتصور التواضع عليها والاستناد عليها في وضع بعض الكلمات. وعشرات او مئات من الكلمات لكن ان نقول بان كل اللغات التي يتكلم بها البشر وضعت بهذه الطريقة فهذا امر مستبعد. نعم يبنى عليه القلب والطلاق بكسك الشراب والعتاق. يعني هذا الخلاف في اللغات هل وضعت بالتوقيف او وضعت تنبني عليها مسائل منها مسألة قلب اللغة. هل يجوز قلب اللغة؟ بمعنى ان نسمي الاشياء بغير الاسماء المعروفة لها اللغة فنسمي القلم كتابا ونسمي الكتاب قلما كما يعني اهرم به اناس من الحداثيين اليوم بان يسمون الاشياء باضدادها يعني الصعود الى اسفل والنزول الى اعلى كما يقولون فهل يصح قلب اللغة هذا او لا يصح؟ ان قلنا بان اللغات توقيفية بتعليم من الله تعالى فلا يصح القلب فلا يجوز قلب اللغة واذا قلنا بان اللغات الصلاحية باتفاق البشر وتعارفهم فيصح بناء على هذا وهكذا ايضا يقول الطلاق وقوع الطلاق بهذه الالفاظ. التي يسميها البعض بالكنايات الخفية. بمعنى انه يستعمل كلمة اسقني الشراب ويريد به الطلاق ويقول لامرأته اسقني ماء وهو يريد بهذا الطلاق. فهل يقع به او لا؟ وكنا اللغات توقيفية كما هو مذهب الجمهور فلا يقع الطلاق بهذا لان هذه الالفاظ لم توضع لافادة هذه المعنى واللغة توقيفية قال رحمه الله هل تثبت اللغة بالقياس والثالث الفرق لدى اناس محله عندهم المشتق وما عداه جاء فيه الوثق. وفرعه المبني خفة الكلف. فيما بجامع تقيسه السلف هذه المسألة الاخيرة من مسائل هذا الفصل وهي مسألة هل تثبت اللغة بالقياس هل يجوز ان نثبت آآ كلمة ونصحح استعمالها في معنا استنادا على القياس او ان اللغة نقول توقيفية ولا يجوز استخدام النص فيها. وانما هي مجرد النقل عن العرب فاشار الى ثلاثة اقوال في هذه المسألة والثالث الفرق لدى اناس فذهب بعض العلماء كالحنابل والشافعية الى جواز اثبات اللغة بالقياس وغيرهم قالوا لا يجوز اثبات اللغة بالقياس وفريق ثالث فرق بين الحقيقة والمجاز. قال الحقائق لا يجوز اثباتها بالقياس. اما المجازات فيجوز لان المجازات آآ اخفض رتبة من الحقائق ولا يشترط ورود النص في في نوع التجوس. ولا في افراده. ما دام انه ثبت ان المجاز قد اثر عن العرب في كلامها فهذه ثلاثة اقوال في هذه المسألة ينبني عليها الاستغناء عن القياس الشرعي عند القول بجواز القياس اللغوي ولهذا قال وفرعه المبني خفة الكلف فيما بجامع او لجامع اقيسه السلف يعني فائدة هذا الخلاف في المسألة اننا اذا اجزنا القياس في اللغة فاننا نستغني به عن القياس الشرعي في كثير من المسائل لاننا سندخله في النص ونستدل على الحكم بالنص نفسه. دون حاجة الى قياس الفقه واذا قلنا لا يجوز القياس في اللغة فنحتاج الى القياس الشرعي هل وجد او لم يوجد؟ ننظر في الشروط فالنباش مثلا وهو الذي يحفر القبور ويسرق اكفان الموت او يسرق ما عندهم من الكنوز. انه بعض الشعوب لا سيما القديمة كانت تدفن مع الميت آآ امواله وذهبه وفضته في السرقة من القبر هل يعتبر من باب السرقة ويسمى هذا النباش سارقا؟ وتقطع يده او لا من يقول بجواز القياس في اللغة يستخدم القياس في هذه المسألة ويستغني به عن القياس الشرعي فيقول السارق انما سمي سارقا لانه يأخذ المال خفية من حرز. وهذا المعنى قد وجد في النباش. فانه يسرق وقل ما لخفية من حرز والقبر حرز حرز ما فيه فاذا وجد فيه العلة التي من اجلها سمي السارق سارقة. وبالتالي انا اقول النباش لما سارق اللغة وما دام سميناه سارقا في اللغة اذا استدل عليه بعموم قوله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما. فتقطع يد لقوله تعالى. لاحظوا مو للقياس لقوله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما لكن عند من لا يجيز القياس في اللغة ما يدخل النباش في في السارق ويقول اه تقطع يد النباش قياسا على يد السارق بجامع كذا وكذا فهو يستخدم ماذا؟ يستخدم القياس الشرعي والقياس الشرعي له شروط اذا توافرت الشروط صح القياس واذا تخلف شرط من الشروط لا يصح القياس فهذا معنى قوله وفرعه المبني خفة الكلف فيما بجامع يقيسه السلف فاذا القياس اللغوي آآ تستغني به عن القياس الشرعي كذلك مثلا اذا تقول مثلا الماء المسكر من التمر تسميه خمرا قياسا على المسكر من عصير العنب وبالتالي من شرب هذا فتقول يقام عليه الحد لقوله تعالى كذا وكذا. فتستدل بالنص مباشرة ولا تحتاج الى القياس. الفقه ولكن اذا لم تقل لم نقل بالقياس اللغوي فاننا نحتاج الى القياس الى القياس الشرعي. وهذا كله كما قال المؤلف محله عندهم المشتق يعني محل هذا الخلاف انما هو في الالفاظ المشتقة. التي سميت بهذه الالفاظ لمعنى لمعنى قام به او لصفة وجدت فيه. اما الاسماء الجامدة التي لم تسمى بهذا الاسم لوصف فيه فلا يصح القياس عليه يعني الاسد مثلا ليه سمي اسدا ما في معنى هو علة لهذه التسمية ما في مصدر لانه اسم جامد هكذا. فهذه الامور الاسماء الجامدة ليست لها معان من اجلها سميت لكن تأتي الى الحصان مثلا تقول سمي كذا لان لان راكبه يتحصن به عن عدوه. كما سمي الحصن حصنا لان من فيه يتحصن به يمتنع منه المرأة الحصان وهي التي تمنع نفسها من الاخرين من الحرام فبعض التسميات لوحظ فيها معان. هذه الالفاظ هي التي وقع فيها هذا الخلاف. اما الاسماء الجامدة التي لم يلاحظ فيها معنى للتسمية. فاتفق العلماء على انه لا يصح القياس عليها لان هذه الالفاظ في اللغة مثل الاحكام تعبدية في في الفقه. حكم التعبدي كما لا يصح القياس عليه لعدم وجود المعنى والعلم كذلك هنا الكلمات التي لم تسمى لوصف معين مشتق هي مثل الاحكام التعبدية لا يصح القياس عليها. نعم. قال رحمه الله فصل في الاشتقاق والاشتقاق ردك اللفظ الى لفظ واطلق في الذي تأصل وفي المعاني والاصول اشترطا تناسبا بينهما منضبطة. هذه الابيات تتحدث عن الاشتقاق باعتبار ان الاشتقاق مرتبط بمسألة القياس في اللغة لانك اذا قست فانما تقيس على الالفاظ المشتقة محله عندهم المشتق. فناسب ان يتحدث عن الاشتقاق والمقصود به وشروط هذا الاشتقاق. حتى يكون القياس اللغوي قياسا صحيحا. فبدأ بالتعريف اولا لان الحكم على شيء عن تصوره فقالوا والاشتقاق ردك اللفظ الى لفظ يعني ان الاشتقاق هو ان ترد لفظا الى لفظ اخر بسبب تناسب بينهما في المعنى واشتراك في الحروف. فتقول هذا اللفظ مشتق من كذا يعني مقتطع من كذا لان الاشتقاق افتعال من الشق بمعنى القطع. مشتقة من رسول الله نبعته يعني مقتطعة فهذا الاشتقاق يقتضي ان يكون هناك مصدر لهذا الاشتقاق اخذ منه هذا اللفظ بسبب اشتراك بينهما في المعنى وتناسب في الحروف او اتحاد في الحروف كما آآ تقول مثلا بان الحصان مشتق من التحصن او الحصن بمعنى الامتناع. العاقل مشتق من العقل والعقل هو المنع وسمي العاقل كذلك لان العقل يمنعه من بعض التصرفات العالم مشتق من العلم والجاهل مشتق من الجهل. فانت ترد لفظا الى لفظ اخر في المعنى واشتراك في الحروف. العالم من العلم. لاحظوا الحروف واحدة. الحروف الاصلية الاساسية واحدة والتناسب في المعنى موجود. فهذا يسمى عند العلماء بالاشتقاق. والاشتقاق ردك اللفظ الى واطلق في الذي تأصله. يعني الاصل الاصل صحة الاشتقاق مطلقا سواء كان اللفظ حقيقة ام مجاز. سواء كان اللفظ المشتق منه من باب الحقيقة ام كان من باب المجاز فيصح الاشتقاق مطلقا فتقول فلان ناطق مشتق من النطق بمعنى الكلام ويمثلون على المجاز بقولهم حال فلان ناطقة بمشكلته فالنطق هنا ليس بمعنى الكلام وانما هو بمعنى دلالة الحال. يعني حاله تدل على على كذا فيصح ان تشتق منه وتكون حاله ناطقة او تقول الشمس والسماوات والارض ساجدة لله تعالى فاخذت لها لفظا مشتقا من السجود بمعنى الخضوع لله تعالى وليس بمعنى وضع الجبهة على الارض فاذا الاشتقاق يصح من اللفظ مطلقا سواء كان اللفظ حقيقة في هذا المعنى ام كان مجازا فيه وفي المعاني والاصول اشترط او اشترط تناسب او تناسبا بينهما اشترطا تناسبا بينهما منضبطا. يعني هذا من شروط الاشتقاق ان يكون هناك تناسب في المعنى بين المشتق والمشتق منه فان لم تكن مناسبة بينهما في المعنى فلا يصح الاشتقاق وينصح ان تقول الاسد مشتق من من العلم نحن هنا علاقة بين الاسد وبين العلم فلابد ان تكون هناك مناسبة بينهما او تقول الحلم مشتق من الملح فلا يصح هذا الاشتقاق لماذا؟ لانه لابد من وجود تناسب بين اللفظ المشتق والمشتق منه نعم قال رحمه الله لابد في المشتق من تغيير محقق او كان ذا تقدير. هذا شرط من شروط ايضا وهو وجود تغيير بين المشتق والمشتق منه. فان كان المشتق هو عينه المشتق منه فلا يصح لان الاشتقاق هو عبارة عن تفريع وتوليد من اللفظ الاصلي وهذا لا يتحقق اذا كان بنفس الهيئة والصورة فلابد من تغيير فلا تقول مثلا العلم مشتق من العلم لان العلم المشتاق هو عينه المشتق منه لكن المعنى واحد فاذا لا بد في اه الاشتقاق من وجود تغيير بين اللفظ المشتق والمشتق منه. لكن هذا التغيير قد يكون ظاهرا حقيقيا كما في الامثلة التي ذكرت وقد يكون تقديريا قد يكون امرا مقدرا وليس حقيقيا. كما لو قلنا ضرب مشتق من الضرب. وعلم مشتق من العلم فعلم وعلم هي في الحروف واحدة لكن هناك فرق بينهما وتغيير تقديري وليس تغييرا حرفيا حقيقيا فالتغيير اذا لا بد منه لكن ليس بالضرورة ان يكون هذا تغيير تغييرا شكليا ظاهرا بل قد يكون امرا مقدرا لكن لابد من التغيير لان الاشتقاق هو توليد وتفريع وهذا لا يتحقق اذا كان الاول هو الثاني اني والثاني هو الاول. نعم. قال رحمه الله وان يكن لمبهم فقد عهد مطردا وغيره لا يضطرد. هذه اشارة الى مسألة الاشتقاق. هل هو مضطرد او ليس بمضطرد مضطرد بمعنى انه يصح ان تشتق في كل الصور والاحوال واشار الى ان الاشتقاق ليس بالضرورة ان يكون مضطردا فالاشتقاق احيانا يكون مضطردا واحيانا قد لا يكون مضطردا وهو فرخ بينهما بضابط وهو الابهام. يعني عدم التعيين وان يكن لمبهم فقد عهد مطردا وغيره لا يضطرب يعني يقول اللفظ اذا كان متعلقا بمبهم ويقصد بالمبهم يعني غير المعين فانه يضطرد فالعالم مشتق من العلم وبالتالي كل ذات قام فيها العلم يصح الاشتقاق له ونسميه ايش؟ عالما. وكل ذات وجد فيها البياض نقول ابيض. كل ذات وجد فيها السواد قد نقول اسود كل ذات قام بها الجهل نقول جاهل كل ذات قام بها قامت بها القدرة نقول قادر وهكذا هذا اشتقاق مطرد وهذا هو الاصل الاصل في الكلمات انه يصح الاشتقاق منها ويضطرد الاشتقاق الا ما ورد فيه الدليل الا اذا ورد الدليل انه لا يضطرد الاشتقاق فيه كما في اسماء الله تعالى وصفاته فاسماء الله وصفاته توقيفية. لا يصح ان نسمي الله ان نصفه الا بما وصف به نفسه لان تسمية الله بما لم يسمي به نفسه نفسه هو نوع ادب. نوع سوء ادب وتألي على الله سبحانه وتعالى وتصرف في اسمائه ولا يليق بكمال ادب العبد مع الله سبحانه وتعالى فلا نسمي رب العالمين الا الا بما سمى به نفسه فلا اقول مثلا الله تعالى من اسمائه الاخذ اشتقاقا من قوله تعالى واذ اخذ ربك فيقول آآ عبر عن نفسه بالفعل فانا اسميه الاخذ. لا يصح هذا. ولكن الاصل في الاشتقاق الاضطراد ان كل ذات وجد فيها المعنى الذي من اجله وقعت التسمية يصح ان يسمى بهذا اللفظ المشتاق اما يقول اذا كان لغير مبهم يعني اذا كان هذا اللفظ وضع لشيء معين مخصوص فلا يضطرد الاشتقاق مثل الابلق الابلق في لغة العرب هو الخيل اذا اجتمع فيها السواد والبياظ فالفرس اذا اجتمع فيها اللونان السواد والبياظ يقال له الابلق. لكن ليس كل شيء اجتمع فيه السواد والبياض يسمى ابلق سمي زيد من الناس ابلق لحيته سودا ووجهه ابيض يصح هذا لا يصح اضطراد الاشتقاق هذا. لانه خص في لغة العرب بالخيل فقط. القارورة يطلق على مستقر المال من من الزجاج خاصة فلا يطرق على كل شيء تستقر فيه المياه قارورة فهذه الالفاظ التي وضعت لشيء معين في اللغة لا يضطرد فيها الاشتقاق. نعم قال رحمه الله والجبر والجبذ والجذب كبير ويرى للاكبر الثلم وسلبا مندرا. هذه اشارة الى انواع اخرى من الاشتقاق الاشتقاق الذي سبق تعريفه يسمى عند العلماء بالاشتقاق الصغير. وهو المقصود اذا اطلق لفظ الاشتقاق اقف ينصرف الى المعنى الذي سبق. لكن هناك نوعان اخران من الاشتقاق اختلف فيهما العلماء ايضا. الاول هو الكبير والاشتقاق الكبير هو ان ترد لفظا الى لفظ اخر اشترك معه في المعنى يعني بينهما تناسب ووجدت ايضا الحروف الاصلية ولكن على غير ترتيبها يعني الترتيب مختلف بين الكلمتين مثل الجبذ والجذب وكلاهما في لغة العرب بمعنى واحد والحروف الاصلية للكلمة موجودة. لكن الفرق بينها في الترتيب فتقول مثلا الجاذب مشتق من الجبذ فهذا يسمى اشتقاقا كبيرا وكثير من العلماء يقبلون هذا النوع من من الاشتقاق باعتبار وجود الحروف الاصلية وباعتبار وجود التناسب بينهما النوع الثالث هو الاشتقاق الاكبر وهو ان ترد لفظا الى لفظ اخر مع اشتراكهما في المعنى ووجود اكثر الحروف الاصلية وجود اكثر الحروف الاصلية يعني ليست كل الحروف الاصلية موجودة ولكن اكثرها وبينها تناسب في المعنى ومثل لهذا بالسلم والسلب فالمعنى واحد في لغة العرب بينهما فتناسب المعنى موجود لكن الحروف الاصلية وجد اكثرها وليست جميعها اختلف الحرف الاخير السلب والسلم فهل يصح ان يقال الثلب مشتق من الثلب او الثاء آآ سلمه مشتق من الثلب او لا يصح هذا نوع ثالث وقع فيه الخلاف واكثر العلماء لا يعتبرونه. لا يعتبرون هذا من باب الاشتقاق قال رحمه الله والاعجمي فيه الاشتقاق كجبرائيل قاله الحذاق هذا البيت يتعلق بمسألة اخرى وهي مسألة هل الاشتقاق خاص بلغة العرب او الاشتقاق موجود في غيرها من اللغات الاعجمية فقال والاعجمي فيه الاشتقاق يعني ان الاشتقاق يقع حتى في اللغة العجمية غير اللغة العربية فيكون اه اسم الفاعل مشتقا من مصدر معين واسم المفعول مشتقا من مصدر معين وهذا موجود في في اللغات الاخرى الاعجمية. ومثل له بجبرائيل كجبرائيل كما قرأ حمزة والكسائي على لغة تميم وقيس او جبريل على لغة اهل الحجاز وبه قرأ جمهور القراء من كان عدوا لله ها وجبريل وميكال هذه قراءة الجمهور وجبرائيل هي لغة صحيحة وقراءة والعرب اذا تكلمت بالكلمة الاعجمية شكلتها على اشكال كثيرة. هذا الاصل اهو ويقولون اعجمية العب بها كيف شئت. فيتصرفون في الكلمة الاعجمية بانواع من نطق كما نطقوا هذا يعني اللغة الاعجمية فيها الاشتقاق كما هو الحال في اللغة العربية. لكن لا يصح ان نأتي فنقول بان هذه الكلمة مشتقة من تلك الكلمة العجمية او نقول هذه الكلمة العجمية مشتقة من تلك الكلمة العربية. كما قال بعضهم في آآ جبريل قالوا هو مشتقة من الجبروت ات او قالوا في ابراهيم هو ابو الرحيل ولكن اه اشتقوا منها فقالوا ابراهيم فهذه انواع من الاشتقاقات لم يقبلها جمهور العلماء لماذا الاختلاف اللغات فان الاشتقاق كما عرفنا هو توليد وتفريع فلا نأتي اللغة اعجمية فنجعلها اصلا لكلمة عربية او العكس قالوا هذا كما آآ كما يقال بان الضب ولد الحوت او الفقر ولد الفيل فمع اختلاف اللغات لا يصح الاشتقاق فلا نأتي الى كلمة اعجمية ونردها الى اصل عربي ونقول بانها مشتقة منها. الاختلاف اللغتي هذا معنى قوله والاعجمي فيه الاشتقاق كجبرائيل قاله الحذاق. نعم قال رحمه الله كذا اشتقاق الجمع مما افرد ونفي شرط مصدر قد عهد. كذلك يقول اشتقاق الجمع من المفرد يعني يصح ان يقال بان الجمع والمثنى مشتق من المفرد ويقصدون بالاشتقاق هنا ان يجعل احدهما اصلا والاخر فرعا عنه فالاصل هو المفرد. والمثنى والجمع راجعان الى الى المفرد. فالاصل هو الانفراد والتعدد هذا طارئ عليه فجعل المفرد اصلا للمثنى والجمع كذلك يقول ليس من شروط الاشتقاق وجود المصدر. ونفي شرط مصدر قد عهد ليس من شرط الاشتقاق وجود المصدر بمعنى انه قد تكون الكلمة مشتقة ولكن ليس لها مصدر مستعمل في اللغة كما قالوا في عسى بانها مشتقة ولكن لم تستعمل العرب لها مصدرا. اخذت منه هذه الكلمة فقالوا ليس بشرط لكن هذا خلاف الاصل لان الاصل ان الاشتقاق لابد له من مصدر. مصدره هو ركن من اركان الاشتقاق فهذا هو الاصل لكن هناك كلمات نادرة وقليلة في اللغة تكلمت العرب بالفاظ مشتقة دون ان ينقل عنها مصدر لاشتقاق هذه الكلمة وهذا لا يقدح في صحة هذه الكلمة واستعمالها نعم. قال رحمه الله وعند فقد الوصف لا يشتق واعوز المعتزلي الحق. وعند فقد الوصف لا يشتق يعني هذا من شروط الاشتقاق ان يكون المعنى الذي من اجله وقع الاشتقاق موجودا وقائما فاذا كان المعنى الذي لوحظ في الاشتقاق غير موجود فلا يصح الاشتقاق فانت تسمي مثلا العالم عالما لوجود العلم فاذا انتفى العلم فلا يصح ان تقول فلان ايش؟ عالم. او تقول فلان جاهل بسبب الجهل ولكنه علم وطلب العلم حتى صار عالما. ولا يصح ان تقول فلان جاهل. لان المعنى الذي من اجله وصف بالوصف الاول قد زال وارتفع فهذا هو الاصل واعوز المعتزلي الحق. يعني هذه القاعدة يرد بها على المعتزلة. عندما قالوا بان الله قادر الى قدرة وعالم بلا علم فرارا من تعدد القدماء يعني ظنوا ان هذا يستلزم اثبات تعدد القدماء فقال الله تعالى عالم وعليم ما يقدروا لانه هذا نص قرآني. لكن قالوا بلا علم قادر بلا قدرة وهكذا فاثبتوا هذه الاسماء ونفوا المعنى الصفة التي من اجلها جاء الاشتقاق فيرد عليهم بهذه القاعدة بانه لا يصح اطلاق الوصف المشتق على ذات قد زال عنها او لم يوجد فيها المعنى الذي من اجره وقع الاشتقاق والله تعالى عليم لان لانه منتصف بالعلم المحيط بكل شيء. وهو قادر لانه تصف بالقدرة الكاملة على كل شيء وهكذا بقية الصفات نعم جاء وقت الصلاة طيب نتوقف عند هذا القدر ونكمل في اللقاء القادم ان شاء الله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه والحمد لله رب العالمين