وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ومن اهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين. ثم اما بعد ابعد فان خير الكلام كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة في دين الله بدعة. وكل بدعة ضلالة. من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعص الله ورسوله فلن يضر الله شيئا ولن يضر الا نفسه. هذا او هذه هي الحلقة الخامسة من سلسلة دروس شرح اعتقاد السلف الصالح والتي ابتدأناها بالامام ما لك بن انس ثم بالامام الشافعي ثم تلثنا وربعنا الامام احمد بن حنبل. وها نحن اليوم في حضرة امام كبير. و فقيه رفيع الا وهو الامام اسحاق بن راهوين. وفائدة قراءة عقائد السلف مع تشابهها وتماثلها فيما تتناوله من موضوعات متعددة في الواقع. فمن ذلك من ذلك بيان اتفاق على عقيدة واحدة. رغم تباعد اقطار اقطارهم وازمانهم وتنوع عباراتهم. وذاك لانهم يصدرون من مصدر واحد من الكتاب والسنة بخلاف مقالات اهل البدع فانها متناقضة متناثرة انهم يعتمدون على عقولهم وارائهم. اما السلف رحمهم الله فانه على تباعد اقطارهم وازمانهم وتنوع عباراتهم الا ان الحقيقة واحدة والمضمونة متفق الفائدة الثانية الازدياد من الحجج الشرعية والعقلية التي يريدها بعضهم دون غيره. فانهم وان تناولوا موضوعا واحدا الا ان بعضهم يزيد على بعض فنجد في كلام بعضهم ما يمتاز به على كلام غيره. فثواب هذه الوجوه لدى طالب العلم مما يزيد في علمه وحجته من فوائد قراءة عقائد السلف ضبط عباراتهم وممارسة اقوالهم والنسج على منوالهم ان كثيرا من طلبة العلم مقطوعين عن معرفة لغة السلف. لاعتمادهم على كتب المتأخرين. وربما اذا قرأوا شيئا من كتب السلف استغلقت عليهم بعض العبارات فينبغي لطالب العلم ان يمارس كلام السلف فانه زبد وخلاصات وعبارات محكمة رصينة ينشئ ذلك عنده ايضا اه لغة علمية اه حكيمة رصينة يتمكن بها من سوق الحقائق بعبارات لا يدخلها شيء من الاحتمالات والمحامل المستكرهة ثم ايضا في قراءة عقائد السلف المتعددة الرد على اهل البدع الذين يصمون السلف بالجهل اه عدم التحقيق والتدقيق كما هي شنشنة نعرفها من اخزام تظهر بين الفينة الفينة يوجد من ان هذا الذي تدعون انه عقيدة السلف انما هو كلام ابن تيمية وابن القيم ومن كان آآ في وليس هو كلام السلف المتقدمين. وهم حين يقولون ذلك يقولونه رجما بالغيب يخبطون خط عشواء وليس لهم عناية ولا ممارسة ولا اطلاع على كلام السلف المتقدمين. فها نحن نسوق عقائدهم ليتبين لكل منصب بان ما يقوله دعاة السلفية في كل وقت انه هو المطابق تماما لما كان يقوله المتقدمون وكعادتنا ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلى نقدم بتعريف لصاحب العقل التي بين ايدينا اه ذاك هو الامام المبجل اسحاق بن راهويه رحمه الله وقد نسبه ابن حزم رحمه الله الى ان بلغ به آآ تميم فهو تميمي فقال ابن حزم رحمه الله هو اسحاق ابن ابراهيم ابن مخلد ابن ابراهيم ابن عبد الله ابن اه ابني مطر ابن عبيد الله ابن غالب ابن وارث ابن عبيد الله ابن عطية ابن مرة ابن كعب ابن همام ابن اسد ابن مرة ابن عمر ابن حنظلة ابن مالك ابن زيد منات ابن تميم التميمي ثم الحنظلي المروزي نزيلة نيسبو. فهو ينتمي الى هذه الارومة العربية الشهيرة الى بني تميم ثم ها هو منهم من بطن حنظلة. بطن معروف احد البطون الاربعة من قبيلة تميم. واما نسبته المروزي لانه ولد ثم في مدينة مرو. مدينة من مدائن خراسان. والنسبة الى امرو المروزي نسبة على غير قياس. كما ان النسبة الى الري الرازي. والنسبة الى مرو الروض المرودي هكذا اصطلح العلماء على ذلك فهو مروزي نسبة الى محل ولادته وقد عاش ومات في نيسابور رحمه الله. وان كان قد مر على بغداد وقد يتساءل متسائل من اين اتاه؟ راهويه من اين اتاه لفظه او لقب راهويه مع انه عربي اروما وراها وايه لفت فارسي قال احمد بن سلمة سمعت اسحاق يقول يعني اسحاق بن راهويه قال لي الامير عبدالله بن طاهر لما قيل له ابن راهويه وما معنى ذلك؟ وهل تكره ان يقال لك ذلك؟ قال اعلم ايها الامير ان ابي ولد في طريق مكة يعني حج آآ ان ان جده حج فولد ابوه في طريق مكة ما بين مرو الى مكة فقال على المراوزة يعني صعبه من اهل آآ مرو. را هويه لانه ولد في الطريق. وكان ابي يكره هذا واما انا فلا اكرهه. واما انا فلا اكرهه. اذا هي لفظ لقب بها ابوه لانه ولد في الطريق. وكأنه والله اعلم ويه تدل في الفارسية على نسبة كانها تدل على نسبة كما عندنا في العربية ياء النسب وكما يوجد في كل في لغة كل امة من الامم لفظ يدل على وهذا كثير ونظل ذلك سيبويه ونفطويه وغير ذلك. فكان كلمة ره تعني الطريق فنسب اليه قال الذهبي رحمه الله مولده في سنة احدى وستين ومئة احدى وستين ومئة فهو اذا اسن من احمد بثلاث سنين. لان احمد رحمه الله ولد سنة مئة واربعة وستين اه طلب العلم رحمه الله منذ اه نشأته فسمع من ابن المبارك امير المؤمنين في الحديث لكنه لم يقدم على الرواية عنه لكونه مبتدأ لم يتقن الاخذ عنه فلم يحدث عنه. مع انه ادركه وسمع منه لكن تورع ان يروي عنه اذ كان حدثا فخشي انه لم يتقن. وارتحل في سنة اربع وثمانين ومئة ولقي الكبار وكتب عن خلق من اتباع التابعين. سمع من الفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح يزيد بن هارون ويحي بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي وعبدالرزاق. كل هذه اسماء لامعة في سماء العلم وامما سواهم بخراسان والعراق والحجاز واليمن والشام. اي انه كان رحله رحمه الله طوف البلاد وجمع الاحاديث وصار اماما في العلم. قال اسحاق رحمه الله ما كنت اسمع شيئا الا حفظته. وكأني انظر الى سبعين الف حديث او قال اكثر في كتبي. يعني كأنما يراه بعينيه لقوة حافظته قال ابو داوود الخفاق سمعت اسحاق بن راهوي يقول لك اني انظر الى مئة الف حديث في كتبي وثلاثين الفا قال واملى علينا اسحاق احد عشر الف حديث من حفظه. ثم قرأها علينا بعد ان املاها قرأ علينا قال فما زاد حرفا ولا نقص حرفا. قال الذهبي فهذا والله الحفظ. اي والله هذا والله اهل حفظ احد عشر الف حديثا يسودها عن ظهر قلب وحدث عنه بقية ابن الوليد ويحيى ابن ادم وهما من شيوخه شيخ يحدث عن تلميذه. واحمد ابن حنبل ويحيى ابن معين وهما من اقرانه. ومحمد ابن اسماعيل البخاري ومسلم ابن الحجاج في صحيحيهما وابو داوود والنسائي في سننهما وخلق سواهم. واسم اسحاق بن راهويه اسم الرنان في كتب الحديث رحمه الله رحمة واسعة. اثنى عليه العلماء ثناء عطرا وآآ حق لهم وهو بذلك حقيق نذكر جملة من ثناء العلماء عليه. قال يحيى ابن يحيى ليوم من اسحاق احب الي من عمري وقال محمد بن عبدالوهاب الفراء رحم الله اسحاق ما كان افقهه واعلمه. وقال الحاكم النيسابوري اسحاق ابن ابن رهوي امام عصره في الحفظ والفتوى. وقال احمد بن حنبل لم يعبر الجسر او لم يعبر الجسر الى خراسان مثل اسحاق. وان كان يخالفنا في اشياء فان الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا. وامل معشر طلبة العلم وطالباته ان تتفطنوا لهذه الجملة من الامام احمد. قال فان الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا لكن الخلاف بين المؤمنين لا يفسد للود قضية قال حنبل سمعت ابا عبد الله يعني الامام احمد وسئل عن اسحاق بن راهويه فقال مثل مثل اسحاق يسأل عنه اسحاق عندنا امام وقال ايضا لا اعرف لاسحاق في الدنيا نظيرا. هذه شهادة من من؟ من احمد بن حنبل رحمه الله وقال محمد بن اسلم الطوسي الذي كان يلقب السواد الاعظم قال حين مات اسحاق ما اعلم احدا كان اخشى لله من من اسحاق. يقول الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. قال وكان اعلم الناس ولو كان سفيان الثوري في الحياة لاحتاج الى اسحاق وقال احمد بن سعيد الرباطي لو كان الثوري والحمادان في الحياة يحتاج الى اسحاق في اشياء كثيرة يعني وهما ممن تقدموا وقال ابو محمد الدارمي ساد اسحاق اهل المشرق والمغرب بصدقه. وقال ابو نعيم الحافظ كان اسحاق احمد وكان للاثار مثيرا. ولاهل الزيغ مبيرا. وقال النسائي ابن راهويه احد الائمة المأمون وقال امام الائمة محمد بن خزيمة والله لو كان اسحاق في التابعين لاقروا له بحفظه حلمه وفقهه. هذه شهادة المؤمنين وثناؤهم عليه رحمه الله رحمة واسعة. مات سنة ثمان وثلاثين ومئتين مات سنة ثمان وثلاثين ومئتين والامام احمد رحمه الله مات سنة مئتين واحدى واربعين. يعني ان سنهما متماثل. قال حافظ ابو عمر المستملي المستملي اخبرني علي ابن سلمة الكرابيسي وهو من الصالحين. قال رأيت ليلة ما كاسحاق الحنظلي كأن قمرا ارتفع من الارض الى السماء من سكة اسحاق. ثم نزل فسقط في الموضع الذي دفن فيه اسحاق. قال ولم اشعر بموته. فلما غدوت اذا بحفار يحفر قبر اسحاق في الموضع الذي القمر وقع فيه رحمه الله لقد كان قمرا من اقمار العلم. وما زال اهل الاسلام ينتفعون بمروياته. المضمنة في كل السنن وهذه العقيدة التي بين ايدينا في الواقع لم يضمها ديوان واحد فلم يصنف اسحاق عقيدة مستقلة. وانما اه قام الجامع لعقائد السلف اه الشيخ آآ عادل ال حمدان الغامدي وفقه الله بالتقاطها من كتب السنة السنة وضم بعضها الى بعض فحصل من ذلك مجموع حسن مفيد جزاه الله خيرا وسوف نقوم ان شاء الله تعالى باستعراض هذه المسائل اه المتنوعة. وقد تضمنت هذه العقيدة معشر الكرام والكلمات ومن بلغ عدة مسائل من مسائل الاعتقاد. منها مسألة الايمان والرد على المرجئة. ومنها مسألة في الوسوسة. ومسألة القرآن الة الصفات وتحديدا الاتيان والاستواء والنزول. ومنها ايضا مسألة الرؤية وايضا الرد على المعطلة الجهمية والمشبهة. اهل التمثيل ومسألة القدر ومسألة الطاعة والامامة ومعاملة الخوارج واللصوص ومسألة الصحابة ومسألة الشهادة لمعين بجنة او نار. وايضا مسألة اطفال المشركين والحكم عليهم. وتعرض ايضا لمسألة آآ يندر ذكرها وهي عرض الاسلام على الذمي كيف يكون؟ ومسألة التكفير والبدع. سنمر على هذه المسائل ان شاء الله تعالى. ونعلق عليها بما يتسع له المقام قال رحمه الله تعالى الايمان قول وعمل يزيد وينقص حتى لا يبقى منه وليس للايمان منتهى حتى نستطيع ان نقول المرء مستكمل الايمان. لان جميع الطاعة من الايمان فلا يمكن ان نشهد باستكماله لاحد الا للانبياء. او من شهد له الانبياء بالجنة. لان الانبياء وان كانوا اذنبوا فقد غفر ذلك الذنب قبل ان يخلقوا. مر بنا كثيرا في مجالسنا ذكر مسألة الايمان وان معتقد اهل السنة والجماعة فيه ان الايمان قول وعمل. فالايمان حقيقته مركزة من القول والعمل. فالقول يراد به قول القلب وقول اللسان. والعمل يراد به عمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح. فقول القلب هو اعتقاده وعمل القلب هي ارادته ونيته وقول اللسان هو الاستعلان بالشهادتين قول اللسان الاستعلان بالشهادتين. وعمل اللسان هو مطلق الكلم الطيب. من التهليل والتسبيح التحميد والتكبير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلاوة القرآن. الى غير ذلك من انواع الكلم الطيب. وعمل ما تقوم به الجوارح من انواع الطاعات. هذا هو معنى قولنا او قول السلف الايمان قول وعمل وقد خالف اهل السنة في هذا فريقان من الناس المرجئة والوعيدية. فاما المرجئة فهو اسم يطلق على كل من ارجأ العمل عن مسمى الايمان. فمن اخرج العمل المسمى الايمان فهو مرجع. وهم ثلاث طبقات اشدهم ارجاء الجهمية المنسوبون الى الجهم ابن صفوان السمرقندي. فانهم زعموا ان الايمان هو معرفة القلب وحسب فلا عمل بل ولا نطق لسان يليهم في الافرجاء قوم يقال لهم الكرامية. وهم المنسوبون الى محمد بن كرام السجستاني. فقالوا قولا عجيب قالوا ان الايمان هو قول اللسان. دون اعتقاد القلب او عمل الجوارح والطبقة الثالثة هم مرجئة الفقهاء. اتباع حماد بن ابي سليمان وتلميذه ابي حنيفة رحمهما الله الخلاف مع هؤلاء سهل. اذ انهم قالوا ان الايمان اعتقاد بالقلب وقول باللسان وحسب. لكن الاعمال من لوازم الايمان. وثمراته فبين هذه الطبقات الثلاث فروق بينة. المرجئة الغلاة الذين هم الجهمية كفار ذلك انهم قصروا الايمان على مجرد المعرفة. ولازم قولهم يستدعي طوام فانه لو كان الايمان هو مجرد المعرفة لكان ابليس مؤمنا لان ابليس قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين وقال ارأيتك هذا الذي كرمت علي فاقر بالقدر. وقال لا احتنكن ذرية ذريته الى نعم آآ ذكر قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين. آآ وقال لان اخرتني الى يوم القيامة فعرف الله بصفات ربوبيته واقر بان له عليه حقا لكنه عصاه فلو كان الايمان هو المعرفة لدخل ابليس في حد الايمان. بل لو كان الايمان هو مجرد المعرفة لكان فرعون وملأه مؤمنين. لان الله تعالى قال عنهم وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم. فهم قد عرفوا واستيقنوا مع ذلك فهم اكثر الكافرين. ولو كان الايمان المعرفة لكان اليهود والنصارى مؤمنين. لان الله قال عنهم يعرفونه كما تعرفون ابناءهم ولو كان الايمان هو المعرفة لكان مشرك العرب مؤمنين. لان الله حكى عنهم ولان سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ليقولن خلقهن العزيز العليم لكان ابو طالب مؤمنا اذ كان يقول لولا الملامة ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا لولا الملامة او مخافة سبة رأيتني سمحا بذاك مبينا. فكل هذه اللوازم الباطلة تدل على بطلان الملزوم. وهو مقالة الجهمية ان الايمان هو المعرفة. واما مقالة الكرامية فظاهرة البطلان لان الله اكذب المنافقين الذين شهدوا بالسنتهم دون قلوبهم. اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسولك. والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. فلم تغني عنهم شهادتهم بالسنتهم واكذبهم الله واكثرهم واما مرجئة الفقهاء فالخطب معهم سهل لان الخلاف معهم في كثير من جوانبه صوري شكلي لفظي في كثير من جوانبه وليس حكميا. ذلك انهم يقصرون الايمان على اعتقاد القلب وقول اللسان لكنهم في الوقت ذاته يرون ويعتقدون ان لله على عباده ان يطيعوه ويمتثلوا امره ويجتنبون ويعتقدون ان المطيع محمود في الدنيا مثاب في الاخرة. وان العاصي مذموم في الدنيا مستحق للعقوبة في الاخرة بخلاف مرجعة الغلاة الذين يقولون لا يضر مع الايمان ذنب. كما لا ينفع مع الكفر طاعة فشتان بين هؤلاء وهؤلاء كما ان مرجئة الفقهاء اصحاب ابي حنيفة رحمه الله يقولون بوجوب ايقاع الحدود والتعزيرات ولزوم الكفارات وغيرها من احكام الملة. كما انهم ايضا يوافقون بقية اهل السنة في عدم اخراج الفاسق الملي من الايمان. لا يقولون كما تقول الوعيدية انه خرج من الايمان فلاجل هذا قال من قال ان الخلاف معهم خلاف لفظي. وليس خلافا حقيقيا معنويا. ولكن الصحيح ان تم امورا اه يعني تتعلق بالجانب الحقيقي المعنوي. اما الجانب المقابل فهم الوعيدية. واذا قيل فالمقصود بهم طائفتان. الخوارج والمعتزلة وانما سموا وعيدية لانهم قالوا بانفاذ الوعيد. قال الو بانفاذ الوعي. يعني قالوا كل ما كل من توعده الله تعالى اه عقوبة فيجب على الله تعالى ان فيه عقوبته وليس عندهم يعني مبدأ للغفران. ولا للشفاعة مع ان الله تعالى قد قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وثبت عن النبي صلى الله عليه احاديث صحاح باسانيد جياد في الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم انه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة مثقال ذرة مثقال برة مثقال شعيرة ادنى ادنى شيء من ذلك من ايمان. خلافا لما يدعيه هؤلاء المخرجين لمرتكبي الكبيرة عن مسمى الايمان. فجاء اهل السنة والجماعة وسطا بين هؤلاء وهؤلاء قالوا ان مرتكب الكبيرة مؤمن لكنه ناقص الايمان. مؤمن بايمانه آآ فاسق بكبيرته. والمهم ان الامام ابن آآ ان الامام ابن راهوى ها هنا قرر حقيقة الامام بقوله الايمان قول وعمل. كما انه ايضا اثبت انه يزيد وينقص فقال يزيد وينقص. الزيادة والنقصان مذكورة في كتاب الله في نحو ست او سبع مواضع في القرآن العظيم. قد تقدم ذكرها كثيرا. فلا ريب ان الايمان يزيد وينقص. بنص كتاب الله. ومن ذلك قول الله تعالى واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. ولم يرد لفظ النقصان في القرآن لكنه من المعلوم قطعا ان اي شيء يزيد فانه ينقص. لان الزيادة والنقصان بينهما تلازم عقلي لانفكاك فيه. لانه قبل ان يزيد كان نقص منه بعد ان زاد. آآ قال حتى لا يبقى منه شيء؟ نعم يعني انه يمكن ان ينقص ايمان امرئ حتى يضمحل وينتقل الى الكفر. هذا ممكن اما من حيث اه اه الزيادة والانتهاء فقال رحمه الله ليس للايمان منتهى حتى نستطيع ان نقول المرء الايمان وليس له منتهى لماذا؟ لان خصال الايمان كثيرة. تتعدد بفعلها وادائها فلذلك لا يمكن ان يحد له حد قال لان جميع الطاعة من الايمان فلا يمكن ان نشهد باستكماله احد الا للانبياء او من شهد له الانبياء بالجنة لان الانبياء وان كانوا اذنبوا فقد غفر ذلك الذنب قبل ان يخلقوا يعني كأنما اراد رحمه الله ان ان يتعرض لمسألة عصمة الانبياء وان الانبياء ايمانهم كامل وكأن اعترض معترض وقال قد وقع من بعضهم اه ان اذنب فان ادم عليه السلام اكل من الشجرة وموسى قتل القبطي وآآ آآ مثلا آآ ذا النون ذو النون خرج مغاضبا ونبينا صلى الله الله عليه وسلم عبس وتولى الى غير ذلك. فيقال ان عصمة الانبياء ثابتة لكن عصمتهم تعني امرين. الامر الاول انهم لا يقرون على الذنب بل ينبهون عليه فيستدركون. الامر الثاني انه يغفر له ومن تاب تاب الله عليه ومن غفر له فكأنما لم يعمل سوءا قط. فبالتالي تثبت لهم العصمة. كما انهم ايضا معصومون من شركي ومن كبائر الاثم اه اذا هذا هو القول في مسألة الايمان اه من حيث حقيقته فهو قول وعمل ومن حيث زياد هو نقصانه. واعلموا ان كلا من المرجئة على اختلاف طبقاتها والوعيدية كلا من الفريقين قبلين لا يقولون بزيادة الايمان ونقصانه. بل الايمان عندهم شيء واحد اما ان يوجد كله او يعدم كله لكن المرجئة تساهلوا في ابقائه واثباته. فقالوا وان زنا وان سرق فهو كامل الايمان. وعندهم ان ايمان افشل للناس كايمان اتقى الناس. عندهم ان ايمان اطوع الناس كايمان افسق الناس. كايمان ابي بكر وعمر وجبريل وميكائيل. عجبا هذا يقوله جميع المرجية عندهم الايمان التصديق المعرفة فاما ان يكون كذلك او لا كما يكون لدى الانسان مثلا هوية وطنية اما ان يمتلك هذه الهوية هذه الهوية فيقال هو سعودي او مصري او يمني او غير ذلك او لا يكون. هكذا زعموا. واما الوعيدية فانهم غلوا في اذهاب الايمان وازالته عن آآ من آآ تحقق فيه. ذلك انهم يكفرون مرتكب كبيرة يكفرون مرتكب الكبيرة فعندهم ان من سلم ايمانه بارتكاب كبيرة او ترك واجب فقد هدم ايمانه كلية فهكذا ترون ان منهج اهل السنة والجماعة هو القسطاس المستقيم والعدل المبين والوسط بين الطرفين والعدل بين ولما فرغ من هذه القضية ذكر قضية متصلة بالايمان وهي مسألة الاستثناء فيه. وهي من المسائل التي يتبين فيها الخلاف بين اهل السنة والمرجعة وان منه ما هو حقيقي. كيف ذلك المقصود بالاستثناء في الايمان قول انا مؤمن ان شاء الله. فهل يجب على الانسان ان يستثني ام لا لا يجوز له ان يستثني. اختلف الناس في هذا. فذهب السلف رحمهم الله من الصحابة والتابعين الى وجوب الاستثناء ومن اشهر هؤلاء عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وتلامذته من الكوفيين. فان عبد الله بن مسعود حدثه رجل فقال انا كنا اه في في الطريق فلقينا ركبا فقلنا من القوم؟ فقالوا المؤمنون. فقال عبد الله هلا قالوا نحن اهل الجنة يعني ان من جزم لنفسه وقطع البتة بانه مؤمن انما يقول هو من اهل الجنة لما سأل رجلا سئل رجل عنده مؤمن فقال نعم قال فقل اني من اهل جنة قال ان شاء الله. قال ارجوا في الاولى كما رجوت في الثانية او كما قال. فتبين بهذا ان نقل ايضا عن عبد الله بن مسعود ان رجلا سأله فقال له هكذا قال ان الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة مؤمن وكافر ومنافق فمن ايهم انت كأن ذلك الرجل بلغه ان ان ابن مسعود آآ يوجب الاستثناء في الايمان. فقال انا انا من المؤمنين فيتبين من هذا ان مراد السلف بايجاب الاستثناء في الايمان ان ذلك اذا كان على سبيل التزكية وادعاء استكمال الايمان. فان فانه حينئذ لا يجوز ان يدعي هذه دعوة وقد قال الله تعالى فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى فهذا هو مأخذهم رحمهم الله في وجوب الاستثناء في الايمان. اما اذا كان المقصود بذلك هو اثبات الايمان الذي في مقابل الكفر بحيث يكون قسيما له فان هذا يجب القطع به لان الله تعالى قال قولوا امنا بالله وما انزل يا ابراهيم واسماعيل الاية. وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل امنا بالله وما انزل الينا الاية. وقال لنبيه وقل امنت بما انزل الله من كتاب. فاذا كان الامر يتعلق بالايمان الذي يكون قسيما للكفر فانه ولابد من الجزم بالايمان. واما اذا كان المراد بالايمان خصاله الكاملة فان هذا لا يدعيه من يخاف الله تعالى. وسيأتي في كلامه عبارة موحشة شديدة فقد قال رحمه الله واقول انا مؤمن ان شاء الله اذا سرى اسحاق ابن هويت على ثقة اه السلف المتقدمين في ايجاد الاستثناء بالايمان. وقد عرفنا محملة وقال ومن قال انا مؤمن فهو مرجع لان المرجئة يرون الايمان شيئا واحدا. فلذلك يقطعون ويدعي احدهم انه مؤمن لانهم يرون ان العمل لا يؤثر فلا يضر مع الامام زنا ولا سرقة ولا قتل ولا غير ذلك لهذا يقول قائلهم انا مؤمن. لهذا اه قال ومن قال انا مؤمن فهو مرجع. حتى ان المرجئة ينبزون اهل السنة بانهم شكاك. يقولون انتم لانكم تقولون انا مؤمن ان شاء الله وليس مراد اهل السنة بقولهم ان شاء الله الشك والتردد لا وانما مراد عدم القطع والجزم باستكمال خصال الايمان. قال ولا يصلى خلفه. قال ولا يصلى خلفه لان اهل البدع لان اهل البدع يعاملون معاملة اه شديدة لاجل قمعي بدعتهم واماتتها. فمن جملة جملة ذلك عدم الصلاة خلفهم. قال ومن قال انا مؤمن حق فهو كافر حقا. هذه عبارة شديدة حتى ان الامام احمد رحمه الله اه نقل عنه الخلال في اه السنة قال لا يعجبنا ان نقول مؤمن حقا ولا نكفر من قاله. اما عبارة اسحاق فهي شديدة فقد قال ومن قال قال انا مؤمن حقا فهو كافر حقا ما مأخذه رحمه الله في ذلك؟ الذي يظهر لي بعد التأمل انه لاحظ في ذلك معنى الامن من مكر الله وقد سئل ابن عباس رضي الله عنه رضي الله عنهما عن الكبائر. فقال الاشراك بالله والامن من مكر الله واليأس من روح الله فكأنه رأى ان ذاك الذي يدعي بانه مؤمن حقا قد امن مكر الله وكأنما زعم انه من اهل النجاة ومن اهل الجنة. وهذا نوع من الامن من مكر الله. وقد قال ربنا عز وجل انه لا يأمن مكر الله الا القوم خاسرون وكذا روي عن ابن مسعود انه قال الكبائر الشرك بالله واليأس من روح الله القنوط من رحمة الله والامن من مكر الله فهذه آآ هذا هو ماخذ او توجيه كلامه رحمه الله في قوله ومن قال انا مؤمن حقا فهو كافر حقا ارجو ان يكون ذلك واضحا. قال ولا نقول لرجل انه اي انه مؤمن باسم الايمان الذي عليه. يعني كما انه قال لا يقول انسان عن نفسه انا مؤمن ويطلق كذلك لا نقول عن شخص ما انه مؤمن لنفس العلة طلع اه نجزم له بذلك بالنظر الى ما هو عليه من اه اعمال لان اعماله اهو وان كثرت فانه لا يستحق بها اسم الايمان المطلق. لا يستحق بها اسم الايمان المطلق. اما اذا كان الايمان كان الذي هو قسيم الكفر فنعم. ها هو الخطيب يوم الجمعة يخاطب الناس ويقول ايها المؤمنون. ويقال عن جمهورهم المؤمنون الله تعالى في كتابه يقول يا ايها الذين امنوا لكن لا يقال لمعين هذا الرجل مؤمن كما اننا لا نقول لمن قتل بين الصفين هذا بعينه شهيد. لاننا اذا قلنا هو شهيد فقد شهدنا له بالجنة. ولكن نقول نرجو له الشهادة. او نقول عن احد الصالحين ان هو من اهل العلم والايمان يعني من جملتهم او يرجى له كذا ونحو هذا الا اذا كان ذلك على سبيل المقابلة يعني سبيل المقابلة بالكفر. اما اذا كان على سبيل التزكية استكمال خصال الايمان فهذا لا يدعى لا للنفس ولا للغير. قال رحمه الله ومن قال الايمان قول بلا عمل ومرجئ. نعم هذا هو حد الارجاء. كل من اخرج العمل عن مسمى الايمان فهو مرجع. وهذا هو سبب تسمية المرجئة بهذا الاسم لا لانه مأخوذ من الارجاء وهو التأخير. الارجاء وهو التأخير فلما اخروا العمل عن حقيقة ايمان ومسماه وحده وتعريفه وماهيته قيل عنهم مرجعة. قال ثم غلت المرجئة اعصار من قولهم ان قوما يقولون من ترك المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج عامة وعامة فرائض من غير جحود بها انا لا نكفره. يرجع امره الى الله بعد اذ هو مقر. فهؤلاء المرجئة الذين لا شك فيهم. نعم المرجئة يقولون بذلك يا كرام. يقولون ان جميع هذه الاعمال لو ذهبت فان فصاحبها لا يخرج عن حد الايمان. وهذا من اعجب العجب. كيف وقد قال الله عز وجل وما امروا الا ان يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. اذا ما دين القيمة ما تضمن هذه الخصال التي منها خصال عملية اقام الصلاة وايتاء الزكاة كيف وقد قال الله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا. فذكر خصالا منها امور قلبية ومنها امور عملية بدنية كالصلاة. بل قد قال الله تعالى في شأن الصلاة خاصة لما حولت القبلة من بيت المقدس الى مكة وقال بعض الصحابة ما بال اخوان لنا ماتوا على القبلة الاولى ضاعت صلاتهم. فانزل الله تعالى وما كان الله اهو ليضيع ايمانكم. لم يكن صلاتكم. قال ايمانكم فسمى الصلاة ايمانا. وقد عقد الامام البخاري رحمه الله في كتاب الايمان ابوابا عديدة. باب من الايمان كذا. باب من الايمان كذا. وذكر عدة خصال من الامور القلبية والعملية كلها من الايمان وقال رحمه الله ادركت الفا ممن يكتب عنه العلم من اهل العلم في خراسان والحجاز والشام والعراق ومصر واليمن كلهم يقول الايمان قول وعمل ويزيد وينقص. فهذا امر امر محله اجماع بين آآ اهل السنة والجماعة اه كان من شأن المرجئة انهم لا يرون بترك الاعمال زوال الايمان ولو تركها بالكلية هذا هو اعتقاد المرجئة. فانهم يجعلون الايمان فقط بالجحود. اما اذا كان مقرا عندهم فانه لا عن حد الامام بترك العمل. واهل السنة والجماعة يقولون كلا لو ترك العمل بالكلية فانه يزول عنه وصف اما لو ترك عملا من الاعمال فانه ينقص ايمانه ولا يزول بالكلية. ففرق بين العمل واحاد العمل وافراده. فمن نفى جنس العمل وقال ابدا العمل برمته. ذهابه لا لا لا يؤثر في الايمان فهذا مرجئ ولكن لو لو قال اه من ترك شيئا من العمل نقص ايمانه فهذا حق. وعلى النقيض من ذلك الوعي فانهم يقولون من ترك شيئا من العمل الواجب او وقع في كبيرة من الكبائر فان ايمانه يبطل بالكلية. بهذا يتبين لكم وسطية اهل السنة والجماعة بين آآ هذين الطرفين قال رحمه الله ثم هم اصناف ثم هم مرجع الضمير الى من؟ الى المرجئة. قالت ثم هم اصناف منهم من يقول نحن مؤمنون البتة ولا نقول عند الله ويرون الايمان قولا وعملا. وهؤلاء امثالهم. هذا منه رحمه الله اه يعني تسمية لبعض من اه ترك الاستثناء بالايمان مرجعا وهو في الحقيقة اه نوع من التوسع في اطلاق اسم الارجاء يتعارض مع ما قرره سابقا بقوله اه في حج اه المرجئة قال ومن قال الايمان قول بلا عمل فهو مرجع. في حين قال ها هنا عن هذا الصنف ويرون الامام قولا وعملا. اذا ما داموا يرون الايمان قولا وعملا فينبغي الا يكونوا مرجعة. لكن لما رأى ان انهم يقولون بالايمان دون استثناء رأى ان فيهم خصلة من ارجاء والصحيح في مسألة الاستثناء التفصيل. وهو ان يقال ان كان الحامل على الاستثناء يعني قول انا مؤمن ان شاء الله ان كان الحامل على ذلك هو الخوف من تزكية النفس وعدم العلم بالخاتمة فهذا واجب لقول الله تعالى فلا تزكوا انفسكم. وان كان الحامل على الاستثناء في الايمان هو الشك فيه والتردد فهذا محرم. لانه يجب القطع والجزم بالايمان لقول الله تعالى قولوا امنا بالله قل امنا بالله قل امنت بالله ثم استقم. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. واما ان كان الانسان يقول انا مؤمن ان شاء الله يقصد بذلك التبرك بذكر المشيئة فهذا جائز. فان الله قد قال في امر محقق ثابت ان شاء الله. وهو قوله تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين ان رؤوسكم ومقصرين. فتأملوا كيف ان الله اتى بالقسم وبلام القسم وبنون التأكيد الثقيلة لتدخلن ومع قال ان شاء الله. فاذا قال الانسان ان شاء الله من باب التبرك بذكر المشيئة فهذا جائز. فهذا هو التفصيل في هذه المسألة وبالتالي قال ان الايمان قول وعمل لكنه قال انا مؤمن ويقصد بذلك انه ليس كافرا فلا يقال عنه مرجئ فهذا آآ هو ما يتعلق ببيان هذه الفقرة. ومعنى قوله آآ فيما نقله عنه نحن مؤمنون قصده البتة يعني دون استثناء قال وفرقة يقولون وهؤلاء فعلا مرجئة. الايمان قوي وتصديقه العمل. وليس العمل من الايمان ولكن العمل فريضة من هؤلاء؟ هؤلاء هم موجئة الفقهاء اصحاب حماد بن ابي سليمان وابي حنيفة رحمهم الله وهم فقهاء الكوفة ونساكها وكأن الذي حملهم والله اعلم على هذا الامر الذي خالفوا فيه جمهور اهل السنة ما رأوه من غلو الخوارج والوعيدية الذين كفروا ببعض الاعمال. فشطهم في الجانب المقابل واخرجوا العمل عن مسمى الايمان والبدعة لا تقابل ببدعة. والتطرف لا يقابل بتطرف اخر. وانما بالتوسط. فهذا امر ينبغي ان يتفطن له طالب العلم فلا يحمله شنآن قوم ان يشتط الى الجانب المقابل. تأملوا قوله قال وفرقة يقولون الايمان قول وتصديقه العمل وليس العمل من الايمان ولكن العمل فريضة. اذا هؤلاء لا يقولون كما تقول المرجئة الغلاة لا يضر مع الايمان كلا هؤلاء يقولون العمل فريضة. ويقولون بايقاع الحدود والتعزيرات ووجوب الكفارات قال والايمان هو القول ويقولون حسناتنا متقبلة ونحن مؤمنون عند الله وايماننا وايمان جبريل واحد. هذا قول مشترك بين جميع طبقات المرجعة لان الايمان عندهم هو التصديق فاما ان يوجد واما ان لا يوجد واذا وجد فحينئذ عندهم ان المؤمنين تتساوون في اصل الايمان كما قال الطحاوي ذلك في عقيدته. والصحيح يا كرام ان جميع اركان الايمان حتى التصديق يتفاوت. حتى التصديق يتفاوت. فرق فرق بين خبر الواحد وخبر الاثنين وفرق بين المشاهدة وبين وفرق بين الخبر والمعاينة. اضرب لك مثلا ارأيت لو دخل علينا الان داخل فقال قد وقع كذا وكذا وهو عندنا ثقة نصدقه؟ نعم نصدقه. فجاء اخر عزز قوله وشهد بما شهد به. زاد تصديقنا؟ نعم زاد تصديقنا. فجاء ثالث فجاء عشرة فلا ريب ان التصديق يزيد بزيادة الشهود. فهذا دليل على ان التصديق ليس شيئا واحدا بل يزيد. كذلك لو وحدثت عن حادث وقع في الطريق واخبرك به ثقة فانك تصدقه. فاذا ذهبت بنفسك ووقفت عليه يزداد تصديقك ام لا. وهذا معنى قولهم ليس الخبر كالمعاينة اذا نحن نقول حتى التصديقات تتفاوت بين اهل التصديق. فالايمان يزيد وينقص في جميع جوانبه. في القول في الاعتقاد وفي القول وفي العمل قال رحمه الله فهؤلاء الذين جاء فيهم الحديث انهم المرجئة التي لعنت على لسان الانبياء. نعم قد روي في ذلك حديثان آآ ولكنهما ضعيفان. آآ لعنت المرجئة على لسان اثنين وسبعين قالوا ومن المرجئة؟ قال الذين يقولون الايمان قول ولا عمل. لكن هذا حديث ضعيف ضعفه الالباني رحمه الله وغيره. وكذلك ايضا حديث القدرية والمرجئة ملعونون او لعنوا آآ على لسان في سبعين نبيا. هذه احاديث لا تصح ولا تقوم بها حجة. قال رحمه الله ولا يصلى خلف فالمرجئة آآ هذا مما اعتمده السلف رحمهم الله في معاملة اهل البدع. والمرجئة كما اسلفنا ليسوا سواء فلا ريب ان المرجئ الغالي كارجاء الجهمية لا تصح صلاته لنفسه لانه كافر فظلا عن صلاة بغيره لكن صلاة المرجئة من مرجئة الفقهاء لا شك انها صحيحة. وان امامتهم صحيحة. والسلف رحمهم الله اه يتخذون اساليب لاماتة البدعة. وقد الف الشيخ بكر ابن عبد الله ابو زيد رحمه الله. آآ كتابا لطيفا رائقا اسمه اجر مبتدع وذكر فيه فوائد عدة من ذلك انه اه ذكر صور او صفات الهجر الذي كان اهل السنة يتبعوها في بعض الاحوال من ذلك مثلا عدم مجالسة المبتدع وعدم مجاورته وترك توقيره وترك مكالمته وترك السلام عليه وترك التسمية له يعني انهم يهملون ولا يسمون. وعدم بسط الوجه له وعدم سماع كلامهم وقراءتهم وعدم مشاورتهم. وها هنا عدم الصلاة خلفهم. وربما ايضا قالوا عدم اتباع جنائزهم وعدم عيادة مريضهم. هذه الاساليب تتخذ في احوال يكون العلم فيها فاشيا والحجة بينة. لكن في بعض الاحوال اذا انتشر الجهل لا يصلح اعمال هذه الاشياء. لان المقام مقام دعوة وبيان ولو فعل الانسان ذلك لسد على نفسه باب الدعوة ولم يتمكن من الوصول الى المخالفين الى المخالفين. انما يقال شو هذا؟ في حق من تمحض لبدعته او دعا اليها فانه يعامل هذه المعاملة الاقصائية التي تثمر ان شاء الله تعالى اه اماتة البدعة والتضييق على اهلها. ولهذا كان لا بد اه في الهجر ان يكون على الصفة الشرعية ذكر اه الشيخ بكر رحمه الله في رسالته تلك انه لابد لابد في الهجر الشرعي من ركنين احدهما الاخلاص. وهو ميزان الاعمال في الباطن. والثاني هو المتابعة وهو ميزان الاعمال في يعني بمعنى انه كسائر الاعمال لا بد ان يكون خالصا صوابا. خالصا لله صوابا على هدي رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فلا يخرج الى احوال آآ فيها عدوان وظلم او غلو ومبالغة كما يقع من بعض الناس يعني يعامل من خالفهم في مسألة اجتهادية معاملة البدعة. وهذا من الجور والحيث والتعدي والتطاول. فينبغي للعاقل ان يفرق بين البدعة والخطأ الذي يحتمل مثله كما سمعتم انفا في كلام الامام احمد وثناءه على اسحاق ابن راهواي قال وان كان تخالفنا في اشياء ولكن لم يزل الناس يخالف بعضهم بعضا. فكن يا طالب العلم دا ميزان مستقيم. وعدل وانصاف. ان الله يأمر بالعدل والاحسان. ولا تكن متهيئا للضراوة والتجني والعدوان وآآ يكون عندك كما يقال عمى الوان. فلا تستطيع ان تميز بين البدعة المحققة وبين الخطأ. فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا العدل والانصاف