بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء في الخيار حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن اسماعيل ابن ابي خالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه افكان طلاقا اذا قال الترمذي باب ما جاء في الخيار المراد به التخيير وهو جعل الطلاق الى المرأة فان لم تمتثل فلا شيء عليها قوله حدثنا محمد ابن بشار هو محمد ابن بشار ابن عثمان العبدي المتوفى عام اثنتين وخمسين ومئتين قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وهو العالم الكبير وهو امام من ائمة الجرح والتعديل عبدالرحمن ابن مهدي ابن حسان العنبري المتوفى عام اربع وتسعين وهو شيخ الامام احمد قال حدثنا سفيان وسفيان الثوري وهو امام اهل العراق عن اسماعيل ابن ابي خالد وهو ثقة جليته في عام ست واربعين ومئة عن الشعبي وهو عامر بن شراهيل الشعبي المتوفى عام اربع ومئة عن مسروقه مسروق ابن الاجدع المتوفى عام ثلاث وستين عن عائشة قالت خيرنا اي خير ازواجه خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه افكان طلاقا وهنا قولها افكان طلاقا استفهام وانكار اي لم يكن طلاقا لانهن اخترن النبي صلى الله عليه وسلم عن البخاري قد ساق هذا في كتابه الصحيح في كتاب الطلاق والبخاري حينما يرتب شيئا في التبويب لا تجد احدا يشبهه بالجودة والاتقان البخاري لما ذكره في باب طرق الباب ومن خير نساءه وقول الله تعالى قل لازواجك ان قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا ثم ساقه من طريق مسلم اللي هو ابو الضحى مسلم بن صبيح عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت قيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترنا الله ورسوله فلم يعد ذلك علينا شيئا ثم ساقهم من رواية عامر اللي هو الشعبي عن مسروق عن اسماعيل يعني نفس طريق الترمذي لكن قال حدثنا مسدد اللي هو المصرخ قال حدثنا يحيى وهو يحيى بن تعيد القطان عن اسماعيل قال حدثنا عامر عن مسروق يعني بمكان سفيان الثوري يحيى وهذا سند اعلى من سند الترمذي المسروق قال سألت عائشة عن فقالت خيرنا النبي صلى الله عليه وسلم افكان طلاقا؟ قال مسروق لا ابالي واحدة او مائة بعد ان تختارني طبعا خير نسائه بين الطلاق والبقاء وفي الاية الحياة اي التوسع فيها زينتها لكثرة الاموال والحلي ونحو ذلك امتعكن اعطيكن شيئا من متاعها وهو المال ونحوه اسرحكن اي اطلقكن جميلة طلاقا لا اضرار فيها يعد ويعتبر ذلك اذ تخيير شيئا الا يعتبر شيئا من الطلاق. افكان طلاقا استفهام على سبيل الانكار؟ ارادت انه ليس بطلاق ما دمنا قد اخترناه اذا في هذا الباب ذكر تأخير الرجل زوجته بين الطلاق والبقاء وهل يعتبر هذا التخيير طلاقا ام لا؟ فصرحت عائشة رضي الله عنها في حديث الباب بانه لم يعتبر ذلك طلاقا اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قد خير نساءه نعم فلم يعد تخييره طلاقا لهن والبخاري ايضا ذكر هذا اين ذكره في كتاب التفسير؟ وانظر الى جودته رحمه الله قال باب قوله تعالى باب قوله وان كنتن تردن وان كنتن تردن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما فقال قتادة واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة القرآن والسنة. انظر الى جودته هو هنا بين سياق الاية التاسعة والعشرين من سورة الاحزاب وساق تفسير قتادة لقوله تعالى واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمان لاجل ماذا؟ لاجل ان يبين كيف انهن مأمورات ان يبرزن السنة والكتاب. الذي يحصل في البيوت ثم قال البخاري يعني بعد هذا الشيء او انه قبله ايضا باب قوله يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعاليها ومتعكن واسرحكن سراحا جميلا وساقه من طريق الزهري قال اخبرنا يا ابو سلمة ابن عبد الرحمن ان عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم اخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين امره الله ان يخير ازواجه فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اني ذاكر لك امرا فلا عليك في الا تستعجل حتى تستأمري ابويك وقد علم ان ابوي لم يكونا يأمران بفراقه. قالت ثم قال ان الله تعالى قال يا ايها النبي قل لازواجك الى تمام الايتين فقلت له ففي اي هذا استأمر ابوي فاني اريد الله ورسوله والدار الاخرة اللهم ارزقنا الدار الاخرة يا رب العالمين ثم ساقه قال ايضا من طريق ابي سلمة ابن عبد الرحمن ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخير ازواجه بدا ابيه وقال اني ذاكر لك امرا فلا عليك الا تعجلي حتى تستأمري ابويك. قالت وقد علم ان ابوي لم يكونا يأمران بفراقه. قالت ثم قال ان الله جل ثناؤه قال يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة دنيا وزينتها الى اجرا عظيما قالت فقلت ففي اي هذا استأمر ابوي فاني اريد الله ورسوله والدار الاخرة. قالت ثم فعل ازواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلتم اذا ساقه وهذا من دقته فيما يتعلق بالتفسير وفيما يتعلق بالفقه اذا الايات هي قوله تعالى يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالينا وما تأكلن واسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما. اذا الحياة هي التوسع فيها زينتها كثرة الاموال والحلي ونحو ذلك ومتعكن يعطيكن شيئا من متاعها. وهو المال ونحو اسرحكن اطلقكن جميلة اي طلاقا لا اضرار فيه الدار الاخرة اي الجنة وما فيها من نعيم فلا عليك لا بأس عليك تستأذني تستشيرك اذا سبب نزول هذه الايات هو ان نساء النبي صلى الله عليه وسلم كنا قد اجتمعنا وطلبنا منه من النفقة والكسوة امورا لا طاقة له بها في كل وقت وظللنا على ذلك الامر مدة المتفقات عليه حتى شق ذلك عليه صلى الله عليه وسلم وبلغ منه الامر ان ال منهن شهرا فانزل الله هذه الايات وفيها ارشاد للنبي صلى الله عليه وسلم بان يخير نساءه بين ان يأخذن شيئا من المتاع ثم يفارقهن او ان يعشن معه ويتعلمن منه نور الدين ويطعنه فيما يأمرهم به ولهم بذلك ما هو خير وهو الثواب الجزيل في جنات النعيم فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عائشة رضي الله عنها وامرها ان تستشير اهلها فبادرت الى اختيار الخيار الثاني لانها لا ترغب الا به ولعلمها بان ابا بكر رضي الله عنه وزوجته لا يرضين بفراقها من النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعها نساء النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ايضا دلت الايات على شدة عناية الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم حيث انزل عليه ما يرفع عنه الهم والضيق ايضا حرص امهات المؤمنين رضي الله عنهن على رضا الله ورسوله ابتغاء لما اعده الله لهن من الخير والثواب يوم القيامة ايضا ان الله تعالى قد جعل لنبيه صلى الله عليه وسلم من الكمال شيئا عظيما فاراد ان يجعل لزوجاته من الكمال ما تقر عينه به وكذلك في الاية ارشاد للازواج والزوجات بان يحسن بعضهم الى بعض في العشرة فلا يضيق بعضهم على بعض لان الله تعالى يريد من عبده المؤمن ان يعيش حياة طيبة هنيئة لا يصرفه فيها شيء عن طاعة الله والتضرع اليه وقد دل الحديث على ما كان لعائشة رضي الله عنها من المنزلة عند النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من سائر ازواجه حيث قدمها في هذا التسيير على غيرها من نسائه وايضا فيه ارشاد الى المؤمنين بان يحرصوا على ما يكون لهم نفع وخير عند الله تعالى. وان لا يبالي في ذلك على ما يفوتهم من متاع الدنيا الزائل هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته