مع ان الدموع لا تدرف على شيء من الدنيا. لان الدنيا ذاهبة والانسان اذا يبكي يبكي على ساعة يفرط فيها في طاعة الله تعالى فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو راجعتي قالت يا رسول الله تأمرني تأمل الى ان الانسان لا يحق له ان يجبر انسانا على الصلح واذا عرظ العفو او المصالحة او التنازل عن الحق يعرظه يعني بلطف قال لو راجعتي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله وحدثنا هناد قال حدثنا عبدة عن سعيد عن ايوب وقتادة عن عكرمة عن ابن عباس ان زوج بريرة كان عبدا اسود لبني المغيرة يوم اعتقت بريرة والله لكأني به في طرق المدينة ونواحيها وان دموعه لتسيل على لحيته يترضاها لتختاره فلم تفعل ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وسعيد بن ابي عروبة هو سعيد بن مهران ويكنى ابا النضرب الترمذي علينا وعليه رحمة الله حينما ساق هذا الخبر ساقه عقب الخبرين السابقين وهذه الرواية فيها الجزم والبيان لانه كان عبدا وهنا ابن عباس يبين حال هذا والامام البخاري ايضا لما اورد الخبر اورده باب خيار الامة تحت العبد. باب خيار الامة تحت العبد ثم ساقه من قول ابن عباس قال رأيته عبدا يعني زوجة بريرة هذا رقم خمسة الاف ومئتين وثمانين ثم ساق عقبه خمسة الاف ومئتين وواحد وثمانين قال ذاك مغيث عبد بني فلان يعني زوجة بريرة كاني انظر اليه يتبعها في سكك المدينة يبكي عليها ثم ساقه برقم خمسة الاف ومئتين واثنتين وثمانين قال كان زوجي بريرة عبدا اسود يقاد له مغيث عبدا لبني فلان كاني انظر اليه يطوف ورائها في سكتي المدينة وهنا من بني فلان لهم بنون مطيع وقيل لآل بني المغيرة ومعنى السكر اي الازقة ودل الحديث بهذه الروايات على ان الامة اذا اعتقت فان لها الخيار في زوجها. فان شاءت انفصلت عنه وان شاءت بقت زوجة له هذا فيما اذا كان زوجها عبدا كما في حال بريئة رضي الله عنها اما اذا كان زوجها حرا فقد اختلف اهل العلم في اثبات الخيار لها فذهب الجمهور الى انه لا يثبت وجعلوا العلة في الفسخ عدم الكفاءة. لان المرأة اذا صارت حرة وكان زوجها عبدا لم يكن كفؤا لها ثانيا ينبغي الاشارة الى مسألة مهمة وهي ان خيار الامل اذا اعتقت يكون على التراخي لكنه يبطل الى مكنت زوجها منها والى هذا القول ذهب اكثر اهل العلم وهو الراجح. البخار لما ساق هذه الثلاث طرق بوب باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في زوج بريرة ثم ايضا ساقه بسنده الى ابن عباس ان زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث كأني انظر اليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس يا عباس الا تعجب من حب مغيث بريرا ومن بغض بريرة مغيثا وتأمل الى رحمة النبي صلى الله عليه وسلم فنبينا لم يستنقص قالت يا رسول الله تأمرني لانه لو كان يأمرها لاستجابت حالا قال انما انا اشفع وانظر الى الرحمة المهداة. ولكن ينبغي على الانسان ان يشفع بما تستحسن الشفاعة به ويشفع الانسان برفق وبلين بحيث لا يعني يضغط على المشفوع عنده انما انا اشفع قالت لا حاجة لي فيه. لماذا؟ لانه عبد وذاك الشفاعة للوساطة مراجعتي هي رجعتي اليه. اشفع اي اتوسط ولا امرك بالرجوع اليه على سبيل الحتم وذاك من فوائد هذا الحديث في الحديث ذكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمغيث زوج بريرة حين اختارت بريرة الطلاق منهم فشفع له النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التخيير ولم يجبر بريرة بشيء وذات شفقة منه على مغيث حين رآه يبكي لكنها كانت مصرة على فراقه ثانيا دل الحديث على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته على الناس ثالثا فيه ارشاد لكل من ولي امرا من امور الناس بان يحذر من استغلال هذه الولاية في سلب حقوق الناس بغير وجه حق لما في ذلك من خيانة للامانة التي استأمنه الله عليها وعليه ان يستحضر دائما ان الله تعالى هو من ولاه على ذلك. وهو قادر على ان يمنعه منه متى شاء وددت من كل مسؤول ان يعي هذا المعنى دل الحديث على جواز استشفاء الحاكم في احوال الرعية. وذلك رعاية لمصالحهم وشؤونهم الترمذي لما اورد الخبر قال عقبه مبينا وسعيد ابن ابي عروضة وسعيد ابن مهران ويشنى ابا النظر رحم الله الترمذي ورحم الله سعيدا ورحم الله من خدم حديث نبيه صلى الله عليه وسلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته