بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء في كراهية تجسيص القبور والكتابة عليها حدثنا عبدالرحمن بن الاسود ابو عمر البصري قال حدثنا محمد بن ربيعة عن ابن جريج عن ابي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تجصص القبور وان يكتب عليها وان يبنى عليها وان توطأ قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح قد روي من غير وجه عن جابر وقد رخص بعض اهل العلم منهم الحسن البصري في تطيين القبور وقال الشافعي لا بأس ان يطين القبر قوله رحمه الله تعالى باب ما جاء في كراهية تجسيس القبور اي انه يستخدم الجص اي كراهية البناء والبناء فيه تعظيم للقبور وفيه اخذ لمكانة اكبر وفيه ايضا التباهي في البناء اذا فتح هذا الباب وهو يخالف المقصود في الزهد في هذه الدنيا الفانية والكتابة عليها اي النهي عن الكتابة على القبور وايضا الكتابة سيفتح باب المغالاة ويفتح باب الاطراء في الاخرين حدثنا عبد الرحمن ابن الاسود القرشي الهاشمي البغدادي توفي بعد اربعين ومائتين وهو مقول قل حدثنا عبدالرحمن بن الاسود ابو عمر البصري هكذا يعني وصفه وصفا كاملا لان الراوي لما يأتي اول مرة يوصف بالوصف الوافي قال حدثنا محمد ابن ربيعة وهو الكلاب بعد تسعين ومئة قال ابن معين ليس به بأس وقال ابن معين ثقة عن ابن جريجة وهو عبد الملك ابن عبد العزيز ابن جريج وهو ثقة. عن ابي الزبير وهو محمد ابن مسلم ابن تدرس. عن جابر وهو جابر ابن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تجصص القبور وان يكتب عليها وان يبنى عليها. نعم وان تعطى اي نهينا عن وطئها نعم وهنا وان توطأ يعني ايضا الحديث دليل على تحريم القعود على القبور لما في ذلك من الاحتقار والامتهان وعدم المبالاة وجاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لان يجلس احدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص الى جده خير له من ان يجلس على قبر ولذلك لما اوردنا الخبر في بيان هذا يدل هذا الخبر الصحيح على ان الجلوس ووطء القبور من الكبائر بسبب التعظيم في ذكر الاثنين ومن رحمة الله تعالى ان الله جعل للارض كفاة اي وعاء احياء وامواتا. وربنا قال عليه السلام قال ثم اماته فاقبر فهذا من النعم التي انعم الله تعالى بها على نوع الانسان انه يدفن وانه يقبر وانه لا يأكل من كبقية للحيوانات يترك حتى يتلاشى فهذا من رحمة الله تعالى ولذلك الانسان محترم في بطن امه ومحترم في حياته ومحترم حتى بعد وفاته. فربنا قد خلق الانسان وكرمه قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح قد روي من غير وجه عن جابر يعني محمد بن مسلم متابع وشيخ الترمذي اللي هو مقبول ايضا متابع وهكذا يقول وقد رخص بعض اهل العلم منهم الحسن البصري في تطهير القبور اللي هو بالماء والطين من اجل ان لا يتطاير التراب وقال الشافعي لا بأس ان يطين القبر لكن هذا ليس بناء طبعا الحديث يدل على تحريم البناء على القبور لما في البناء من المفاسد العظيمة ومنها اولا البناء على القبور من الوسائل الى عبادتها هذا سبب من اسباب التحريم ثانيا فيه يعني تشبه بعباد الاصنام وعباد القبور ثالثا ان هذا الفعل فيه مخالفة صريحة لما بعث الله به انبيائه ورسله من نشر التوحيد ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة فات في حين ارسل عليا الا تدع قبر مشرفا الا سويته ولا تمثالا الا طمسته رابعا ان البناء على القبور فيه اسراف وتضييع للمال فهذا فيه مضيعة للمال ولذلك الصديق قال الحي احق بالجديد فيما يتعلق بالكفن الجديد خامسا ان في البناء تضييعا للمال وكذلك فيه التضييق على المقابر وتغيير عن هيئتها اذ هي وضعت للزهد فلما تبنى هذه القبور ستتحول الى مواطن للزينة فقد نهينا عن هذا كله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته