بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء ان نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا ابو اسامة عن زكريا ابن ابي زائدة عن سعد ابن ابراهيم عن ابي سلمة عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه قوله علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء ان نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى بوب بالحديث وللبخاري هذه الطريقة في كثير من الاحيان وفي اختيار هذا التبويب اشارة الى الموعظة بهذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم لاجل التحذير من حقوق الاخرين لان حقوق الاخرين مبنية على المشاحة والمقاصة حدثنا محمود بن غيلان والعدوية في عام تسع وثلاثين ومئتين وهو الثقة قال حدثنا ابو اسامة وحماد بن اسامة بن زيد القرشي في عام مئتين وواحد وقد ولد عام احدى وعشرين ومئة وهو ثقة وكان يعد من حكماء اصحاب الحديث عن زكريا ابن ابي زادة وهو الكوفي ثقته في عام سبع واربعين مئة وقيل ثمان واربعين ومئة عن سعد ابن ابراهيم وهو سعد ابن ابراهيم ابن عبد الرحمن ابن عوف ولد عام خمس وخمسين وتوفي عام خمس وعشرين ومئة اي عاش سبعين عاما نعم قال حجاج بن محمد كان شعبة اذا ذكر سعد ابن ابراهيم قال حدثني حبيبي سعد ابن ابراهيم يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة عن ابي سلمة وهو ابو سلمة ابن عبد الرحمن ابن عوف المتوفى عام اربع وتسعين وهو ثقة ثقيلة عن ابي هريرة وهو الصحابي الجليل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه وهذا سند صحيح وهو حديث صحيح وفيه التهدير من حقوق الاخرين. وقد حذر الشرع من التهاون في اداء حقوق الناس ومن ذلك الدين فعلى المسلم ان يستعين بالله في قضاء ديونه حتى لا يأتيه اجله في ذمته دين لاحد فيعلق به وهنا في هذا الحديث يقول نفس المؤمن اي الذي مات وعليه دين معلقة بدينه اي محبوسة عن النعيم ومتوقف في امرها لا يعرف لها نجاة او هلاك وانه لا يظفر بمقصوده من دخول الجنة. ولا يظفر بمقصوده من الدرجة العليا حتى يقظى عنه اي حتى يسدد عنهم دينه طبعا بعض اهل العلم تأول الحديث وقالوا بان هذا مقيد بمن قدر على القضاء وخالف في الوفاء به وعلى هذا يعني على هذا التأويل ومن كان هكذا فيكون فيه حث لورثته على قضائه اما الذي لم يكن له مال وكان في نفسه الحرص على القضاء فان الله تعالى هو الذي يقضي عنه كما جاء في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اخذ اموال الناس يريد ادائها ادى الله عنه ومن اخذها يريد اتلافها اتلفه الله وايضا في هذا الحديث حثوا المسلم على ان يقضي ما عليه قبل وفاته من دين فان لم يقدر قضى ذلك عنه ورثته فان لم يقدروا سعى لذلك من يقدر من المسلمين وهذا الباب من اعظم ابواب البر للاموات يرحم الله امواتنا وامواتكم واموات المسلمين اجمعين. هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته