بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله حدثنا يحيى بن موسى وهارون ابن عبد الله البزاز قال حدثنا ابو داوود الطيابسي قال حدثنا داوود ابن ابي الفرات قال حدثنا عبد الله ابن بريدة عن ابي الاسود الديني قال قدمت المدينة فجلست الى عمر ابن الخطاب فمروا بجنازة فاثنوا عليها خيرا فقال عمر وجبت فقلت لعمر ما وجبت؟ قال اقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يشهد له ثلاثة الا وجبت له الجنة قال قلنا واثنان قال واثنان قال ولم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواحد قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح وابو الاسود الديري اسمه ظالم ابن عمرو ابن سفيان اذا يقول الترمذي حدثنا يحيى ابن موسى وهو ابو زكريا البلخي السختياني توفي عام تسع وثلاثين ومئتين قال فيها ابو زرع ثقة وقال فيه النسائي ثقى وهارون ابن عبد الله البزاز وهو الحافظ المعروف بالحمال ولد عام احدى وسبعين ومئة وتوتي عام ثلاث واربعين ومئتين قال فيه ابو حاتم صدوق وقال النسائي ثقة نعم وقال ابراهيم الحربي كان هارون ابن عبد الله صدوقا قال حدثنا ابو داوود الطيارسي وهو ابو داوود الطيارسي يعني ممن الف في المسانيد ومسنده مطبوع متداول قد توفي عام اربع ومئتين وقد ولد عام ثلاث وثلاثين ومنه والذي جمع مسنده يونس بن حبيب وهو من الثقات الاثبات وغالب مسنده يرويه عن شعبة ابن الحجاج قال حدثنا داوود ابن ابي الفرات وهو داوود ابنة بن فراق اللي هو عمرو بن الفرات الكندي توفي عام سبع وستين ومئة وهو ثقة قال حدثنا عبد الله بن بريدة وهو ثقة ولد عام خمسة عشرة وتوفي عام خمسة عشر ومئة عن ابي الاسود الديني وهو طالب ابن عمرو كما بينه الترمذي وهو ثقة قال ابن عبد البر كان ذا عقل ودين ولسان وبيان وفهم وذكاء وحزم وكان من كبار التابعين قال قدمت المدينة فجلست الى عمر بن الخطاب فمروا بجنازة فاثنوا عليها خيرا فقال عمر وجبت فقلت لعمر ما وجبت؟ قال اقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يشهد له ثلاثة الا وجبت له الجنة قال قلنا واثنان قال واثنان. قال ولم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواحد قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح وابو الاسود الديني اسمه ظالم ابن عم ابن سفيان طبعا الحديث ايضا اخرجه البخاري وهو حديث صحيح كما قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله وينماز كتاب الترمذي بحكمه على الاحاديث وكذلك بيانه بعض اسماء الرواة ورحمة الله تعالى بعباده واسعة وفضله عليهم عظيم عميم لا يحصى ومن رحمة الله تعالى بعباده انه جعل شهادة المسلمين لاحدهم بالخير دليلا على استحقاقه الدخول في فضل الله وجنته وفي هذا الحديث ايها الاخوة يروي ابو الاسود الديني فيقول قدمت المدينة اي مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في خلافة عمر ابن الخطاب يقول فجلست الى عمر ابن الخطاب اي جلست عنده او قريبا فمروا بجنازة اي بميت على نعشه فاثنوا اي بعض من كان عند عمر رضي الله عنه عليها خيرا اي ذكروا الميت بالخير وشكروا افعاله في حياته قبل موته فقال عمر رضي الله عنه وجبت اي وجبت له الجنة واستحقها فقلت لعمر وما وجبت؟ قال اقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم والمراد به الميت المسلم يشهد له ثلاثة اي من المسلمين الا وجبت له الجنة قال قلنا واثنان قال واثنان ومن الحكمة في اختلاف هذا العدد حيث جاء اربعة وثلاثة واثنان كما في رواية البخاري نظرا لاختلاف المعاني لان الثناء قد يكون بالسماع الفاشي على الالسنة فاستحب في ذلك التواتر والكفر والشهادة لا تكون الا بالمعرفة باحوال مشهود له سيأتي بلال في اربع شهداء لان ذلك اعلى ما يكون من الشهادة كما في الشهادة على الزنا فان قلوا كانوا ثلاثة فان قلوا عن ذلك كان شاهدا لان ذلك اقل ما يجزئ في الشهادة على سائر الحقوق رحمة من الله تعالى لعباده المؤمنين ولهذا لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الواحد حيث قال عمر رضي الله عنه لم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواحد اي ثم لم نسأل النبي عن ثناء الشخص الواحد هل يكتب هذه وذلك ان هذا المقام مقام عظيم فلا يكتب فيه باقل من النصاب كما اجراه الله في امور الدنيا وفي الحديث ايها الاخوة ان المسلمين اذا شهدوا للخير للميت فقد اثبتوا له الحق بالجنة وفيه التنبيه على الاحسان الى الناس واظهار الخير للمسلمين وعدم اظهار السوء فالسعيد في هذه الدنيا من اخلص لله تعالى واحسن لعبيد الله جعلنا الله واياكم من المحسنين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة