بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء في النهي عن التبتل حدثنا الحسن ابن علي الخلال وغير واحد قالوا حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب ان سعد ابن ابي وقاص قال رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان ابن مظعون التبتل ولو اذن له لاختصينا قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح قوله باب ما جاء في التبتل نعم سأبكي لك في هذا الباب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في التبتل وهو الانقطاع والتبتل المرادي هنا بخصوصها الانقطاع عن النساء وترك التزوج بالنساء هذا هو المقصود ثم قال حدثنا الحسن ابن علي الخلال الحافظ العراقي وغير واحد وهنا ساقه قال حسن ابن علي الخلال وغير واحد ولو نظرت بالسند الذي قبله حدثنا الحسن ابن علي الخلال قال حدثنا عبد الله بن نوير ومر ايضا في موطن اخر يعني والخبر عن عدة فالشاهد هنا اختصر وسمع الخبر من غيرهم قالوا حدثنا عبد الرزاق والسبب في هذا ان عبد الرزاق مصنف وان المصنفات يحملها عن اصحابها عدة وعبد الرزاق هو بن همام الصنعاني صاحب المصنف قال حدثنا معمر وهو معمر ابن راشد وله الجامع وجامعه طبع في اخر مصنف عبد الرزاق وقد توفي معمر عام اربع وخمسين ومئة عن الزهر وهو محمد ابن شهاب الزهري المتوفى عام اربع وعشرين ومئة وهو حافظ من الحفاظ. وتأمل ان الزهري من صنف بدليل انه امتثل امر عمر بن عبد العزيز لما امر بكتابة الحديث ومعمر مصنف عبد الرزاق مصنف والخلال مصنف صنف المسائل عن احمد واسحاق اذا هو مستند مسلسل بالمصنفين عن سعيد ابن نسيبة والتابعي الجليل وهو من خيار الثقات علما ودينا ان سعد ابن ابي وقاص قال رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل اي لم يأذن له حين استأذنه بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهاه عنه يقول سعد قال ولو اذن له لاختصينا. يعني لو اذن له لاختصينا من اجل ان الانسان لا تكن له رغبة لاي انقطاع على عمل الاخرة وربنا جل جلاله حكيم حينما جعل في الانسان هذه الرغبة لاجل بقاء النوع البشري والامتحان والاختبار فهذه الشهوات فيها ما يمدح وفيها ما يحرم ما يمدح حينما الانسان يأتي اهله ويريد تحصيل الولد وينوي ان يكون ولده امتدادا لحياته وينوي ايضا تفسير امة الاسلام وينوي ان يجعل هذا الولد قرة عين للمسلمين اجمعين فهذا يؤجر الانسان به بتزوجه بحسن عشرته بتعامله يؤجر كل ما طلب الولد وربنا قال يعني قالوا ابتغوا ما كتب الله لكم وربنا قال وقدموا لانفسكم فذكر الجماع مرتين في سورة البقرة وجاء هنا مرة قدموا لانفسكم مرة ابتغوا ما كتب الله لكم اي ان الانسان لا يجعل الامر لاجل اللذة فقط بل ان المرء يسعى لتحصيل الولد الصالح وحسن العشرة واعفاف النفس واعفاف الزوجة وايضا يستشعر الانسان يستشعر الانسان انه يؤدي دوره في هذه الحياة لاجل بقاء النوع البشري ولذلك لو ان جميع الناس اعرضوا عن هذا لانقطعت حياة الناس وكذلك الذي يأتي بالحلال يؤجر بخلاف ذاك الذي يأتي بالحرم. قال هذا حديث حسن صحيح الحديث حديث صحيح وقد اخرجه البخاري ومسلم ولذلك المؤمن الفطن ينظر في هذه الحياة بعين فكر في كل ما حوله في الاهل بالولد في البيت في العمل يحتسب الاجر ومع ذلك الانسان يتدبر ما طوته القبور والاثمان ويتفكر في عاقبة الطغاة والعتات ثم هو يتمعن في حقيقة هذه الدنيا الفانية فحين ذاك يجد المرء ان الخير كله مجموع في اربعة امور النظر والحركة والنطق والصمت وكل نظر لا يكون فيه عبرة فهو غفلة فينبغي على الانسان ان يعتبر بكل ما حوله وكل حركة لا تكون في عبادة فهي فترة وكل نطق لا يكون في ذكر فهو لغو وكل صمت لا يكون في فكر فهو سهو الى مراعاة الزوج ومراعاة البيت والجسب لهم متابعتهم في اعفافهم ومتابعتهم في الطعام والشراب والتوجيه باب من اعظم ابواب الحسنات فعلى المرء ان لا يحول هذه الامور الى عادة بل يجعلها عبادة باحتساب الاجر والمراقبة والنظر في حكمة الباري رجل لا يعرف المرأة ثم يحصل الزواج ثم يحصل بينهم من المحبة والمودة والتفاني في خدمة الاخر واعفاف النفس وهكذا فالزواج اية عظيمة من ايات الله تعالى ينبغي على الانسان ان يستغل هذه الاية قربا الى الله تعالى الله تعالى ان يحفظ بيوت المسلمين اجمعين وان يحفظ الله الرجال والنساء وان يستر عليهم هذا وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته