بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على من بعده رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين قال الاخضري رحمه الله تعالى الباب الخامس القصر. ذكرنا قبل ان ابواب هذا العلم ثمانية وهي على عدد ابواب الجنة. فالباب الخامس الذي بين ايدينا الان هو القصر والقصر في اللغة الحبس. وفي الاصطلاح هو الذي عرفه بقوله تخصيص وامر مطلقا بامري هو الذي يدعونه بالقصر. هو تخصيص امر بامر بطريق مخصوص اي بصيغ حصر محصورة. هذا هو الذي يسمى بالقصر وهو ينقسم الى قصر موصوف على صفة. وقصر صفة على موصوف. وكلاهما ينقسم الى حقيقي ومجاز. والمجازي يسمى اضافيان. فقال يكون في الموصوف صافي اي يكون القصر بقصر الموصوف على الصفة وبقصر الصفة على الموصف وكلاهما يكون حقيقيا ومجازيا. فالاقسام اربعة. قصر صفة على موصوف حقيقة اي قصرا حقيقيا. وقصر موصوف على صفة قصرا حقيقيا وقصر موصوف على صفة قصرا مجازيا. وقصر صفة على موصوف قصرا مجازيا. هذه في اربعة ولكنه سيأتينا ان المجازي وهو ايضا يسمى الاضافي ينقسم الى ثلاث اقسام كما سنوضحه ان شاء الله معنى القصر الحقيقي ان يخصص امر بامر حقيقة اي بان ليكون خاصا به في نفس الامر. وهذا يكون في قصر الموصوف على الصفة. ويكون في قصر الصفة على المصف. اما في قصر الموصوف على الصفة اي ان يخص بصفة واحدة فيكون لا يتجاوزها الى غيرها. كما اذا قلت ما زيد الا كاتب واردت ان تقصر زيدا على وصف الكتابة بحيث لا يثبت له وصف اخر. في نفس الامر وهذا في الحقيقة بالنسبة لقصر الموصوف على الصيف على الصفة حقيقة متعذر. اذ تعذر الاحاطة باوصاف الموصوف بحيث تثبت له حقيقة جميع اوصافه وينفى عنه غيرها بل منهم من جعله مستحيلا. لانهم قالوا ان الصفة المنفية على بطريق الحصر والقصر لها نقيض. وذلك النقيض ثابت. لانه يمكن ان ترتفع لا يمكن ان يرتفع النقيض. فلو قدرنا انك قلت ما زيد الا كاتب واردت ان زيدا لا لا يتصف به من جميع الصفات لا يقوم به من جميع الصفات الا الكتابة هذا يقتضي انه غير الشاعر. اذا انت اثبت له انه غير شاعر لانك اذا رفعت الشعر فقد ثبت نقيضه لان النقيضين لا يرتفعان مع فكل صفة فان نقيضها سيثبت ونقيضها صفة. ومن هنا قال بعض اهل العلم ان حصر صفات صوفي حقيقة متعذر. وما قصر الصفة على الموصوف؟ بحيث له وحده دون غيره وتنتفي عما سواه هذا يمكن ان يوجد حقيقة هو كثير. كما اذا قلت ما في الدار الا زيد فانت قصرت الصفة التي هي الوجود في الدار على شخص معين. قصرا حقيقيا اي لا يوجد فيها اي شخص لا يتصل لا يتصف شخص اخر بهذه الصفة. وهذا كثير ويمكن ان يقع حقيقة في نفس الامر ما من خالق غير الله على انت نفيت صفة الخلق عن غير الله وازددتها له وحده على سبيل الحقيقة فلا يشاركه في الخلق غيره قصر الصفة على الموصوف حقيقة اي بحيث تكون مقصورة عليه ومحصورة عليه في نفس الامر. هذا امر كثير وعكسه هو الذي ذكرنا انه قليل ان صح اصله لان من اهل العلم من ينازع فيه ويقول هو غير ممكن. ثمان الحقيقي قد يكون حقيقيا آآ في نفس الامر وقد يكون ادعائية والادعائي هو ان ينزل الموجود الذي لا يعتد به منزلة العدم. كما اذا قلت ما في الدار رجل غير فلان. وكان فيها غيره. من الرجال ولكن انت لا تعتد برجولتي هؤلاء لا تعتبرهم رجالا. لانهم ليست فيهم هذه الصفات. فهذا القصر ليس اضافيا. هو قصر حقيقي ولكنه لم يقع فيه القصر ذي نفس الامر وانما وقع ذلك ادعاء فقط تنزيل الموجود منزلة المعدوم لعدم اه مشاركته للمقصور عليه في الصفات التي تراها انت اذا هذا هو القصر الحقيقي. وهو قصر الصفة على الموصوف في نفس الامر. او قصر الموصوف على الصفة بحيث لا يتجاوزها في نفس الامر. وقد يكون واقعا مطابقا للواقع قد يكون ادعائيا كما ذكرنا. القسم الثاني هو القصر الاضافي. ويسمى المجاز ومعناه ان تقصر الصفة على الموصوف لا في نفس الامر. ولكن باضافة به الى شيء اخر. وسيتضح ذلك بالامثلة وبالتقسيم ان شاء الله. فالقصر الاضافي هو ما كان القصر فيه بحسب الاضافة الى شيء اخر لا في نفس الامر. وهو ينقسم الى ثلاثة اقسام. الى الى قصر وقصر قلب وقصر تعيين. فقصر القلب هو تخصيص امر بامر مكي كان اخر اعتقد السامع فيه العكس. السامع الذي تخاطبه يعتقد عكس الامر. فتقلبه له قصرا فتقول مثلا ما زيد الا عالم لمن ظنه جاهلا. فانت قصرت زيدا على العلم وهذا لسه قصرا حقيقيا. لانك لا تريد ان تحصر اوصاف زيد في العلم. فله اوصاف اخرى قد يكون كاتبا وقد يكون شاعرا وقد يكون مفحما على كل حال له اوصاف اخرى. لانك انت هنا لا تريد القصر الحقيقي وانما تريد القصر بالنسبة لشيء اخر وهو ذلك الشيء هو اعتقاد السامع انه جاهل. اذا انت تجيب السعي بما يقلب له ما اعتقده فتقول له ما زيد الا عالم لمن اعتقد ان زيدا جاهل. هذا القصر ليس حقيقيا معناه ان انت لا تحصر في الحقيقة لا تحصر في الحقيقة اوصاف زيد في العلم. واذا كان حصره حقيقيا. ولكن تقصر تقصره على العلم من جهة قلب ما يراه السامع لكي توضح له الواقع. ومثاله في قصر الصفة على الموصوف ما العالم الا زيد لمن اعتقد العالم عمرو ما العالم الا زد انت قصرت الموصوف قصرت الصفة وهي العلم على زيد وهذا لا يعني ان انه مقتصر على زيد قد يكون خالد عالما وقد يكون عامر قد يكون عامر كن عالما لكن انت لا تقصر العلم على زيد بحسب اضافته الى عامر او خالد او السعيد لا بحسب اضافته الى ما اعتقده السامع وهو انه اعتقد ان عمرا اه هو العالم. فتقول ما العالم الا زيت تقصر العلم على زيد ليس معناه ان خالدا ليس عالم وان سعيدا ليس عالم لا. لكن باضافته الى امر الذي اعتقد السامع انه هو العالم. فالعلم ليس ثابتا لذلك وانما هو مقصور على هذا فهذا يسمى قصر القمع. القسم الثاني قصر التعين. وقصر التعيين وتخصيص امر بامر مكان اخر. اشكل على السامع تعيين احدهما اشكر على السامعي تعيين احدهما. اه مثاله مثلا في قصر الموصوف ما زيد الا قائم ما زيد الا قال فانت قصرت زيدا على القيام لان سامعك تردد بين كونه قائما او قاعدا لم يدري هل هو قائم ام قائد فقصرت له انت زيدا على القيام لكي تعين له احد الحالين الذين تردد فيهما ومثال في قصر الصفة ما قائم الا زيد. لمن تردد في ان القائم زيد او عمرو. مخاطبك تردد في القيام بين زيد وعمرو. فقلت له ما قائم الا زيد فقصرت الوصف هو القيامة على زيد. لا بحسب خالد فقد يكون خالدا قائم وقد يكون سعيد. قد يكون خالد قائما وقد يكون سعيد قائما ولكن بحسب هذا الشخص الذي اعتقد مخاطبك تردد آآ الأمر بينه وبين زيد وهو عمرو. القسم الثالث قصر الافراد. وهو تخصيص امر بامر دون اخر ومثاله في الموصوف مع زيد الا كاتب. لمن اعتقده كاتبا شاعرا. القصر الافراد فائدته هي قطع الشركة مخاطبك يعتقد زيدا كاتبا شاعرا. فتقول له ما زيد الا كاتب هذا لا يعني قصر زيد على الكتابة في نفس الأمر. فقد يكون متصفا بصفات اخرى ولكن يعني انه غير شاعر لان مخاطبك اشركه في صفتين في الحقيقة هو لا يشترك لا وانما هو منفرد باحداهما. وهي كونه كاتب لا شاعر. فهو مفحم. المفحم هو من يقول الشعر ومثاله في الصفة ما كاتب الا زيد لمن اعترى اعتقد اشتراك زيد وعمرو في الكتابة ما كاتب الا زد؟ مخاطب مخاطبك يعتقد ان زيدا وعمرا كاتبان معا. والواقع ان الكتاب تختص بزيد دون عمرو. فقلت ما كاتب الا زيد. فقصرت صفة الكتابة على زيد. لا لا في نفس الامر لانك لا تعتقد سعيدا ليس كاتبا ولا ان خالدا ليس كاتبا ولا ان احمد ليس كاتبا. ولكن باضافته الى هذا الشخص الاخر الذي اعتقد مخاطبك انه يشاركه في نفس الصفة. اذا وتعييننا وافراده كأنما ترقى بالاستعداد يمثل بهذا المثالي وهو بحسب الاعتبارات السابقة يصلح لهذه لهذه الانواع التي ذكرناها بالاضافي ثم ختم المبحث ببيان آآ الادوات فقال وادوات القصر الا هي ادوات القصر هي الا باقعة بعد نفي لا اله الا الله. هذا قصر. انت قصرت صفة التي هي الالوهية كونوا معبودا بالحق عاصرته على الله. ثم هذا القصر في الحقيقة هو اذا اذا اريد بالاله هنا المعبود من حيث فهو ليس قصرا حقيقيا. لانه عبد غير الله فهو قصر اضافي. ولكن القصر الضعفي يختلف بحسب حال مخاطبك انت فاذا كان المخاطب يعتقد ان الله سبحانه انه ان الله الى ولكنه يعبد مع الله الها اخر كحال المشركين قريش فانهم كانوا يعتقدون الوهية الله سبحانه وتعالى. ولكن يعتقدون معه الهة يعبدون مع والهة اخرى فحين اذ سيكون هذا القصر قصر افراد اي تقطع الشرك اي الله وحده هو المتصف بالالوهية دون غيره. هو المستحق للعبادة دون غيره واذا كان مخاطب كم من لا يؤمن بالله والعياذ بالله بل يعبد البقرة مجوسا نحو ذلك فهذا القصر سيكون قصر حينئذ قلم. تقلب له بل لتثبت له ان المعبود ليس هو البقر وانما هو الله. اذا كان صاحبك حائر مخاطبك حائر يتردد بين كون الله هو المعبود بالحق وبين كون مثلا معبود اخر فهنا انت تأتي تأتي بها على سبيل كونها تعين اذا الا بعد النفي وكذلك بقية الادوات كغير ونحو ذلك هذه كلها من ادوات القصر. نعم وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل. يا محمد الا رسول. هذا فيه قصر المنصوص وهو قصر اوصى بالنبي صلى الله عليه وسلم على الرسالة. وليس خسران حقيقيا. لان للنبي صلى الله عليه وسلم اخرى فهو مبشر ونذير وهو آآ رحيم بالمؤمنين له اوصاف كثيرة ولكن هذا القصر في الحقيقة آآ خوطب به المسلمون الذين كانوا يستعظمون وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ويظنون انه حين ان انه بما انه رسول فانه لا تمت بعضهم كان يظن انه بما انه رسول فانه لا يموت. اذا يعتقدون اشتراك امرين. الرسالة تبري من الهلاك كونه لا يموت. فجاء القصر قصره افراد لقطع الشركة. نعم هو رسول كما تعتقدون. ولكنه يموت وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم. فهم كانوا يعتقدون رسالته بعضهم كان يعتقد رسالته هو يعتقد انه لا يموت فهم يعتقدون امرين. احدهما صحيح وهو الرسالة. واحدهما خطأ وهو انه لا يموت في القصر هنا ليس قصرا حقيقيا لاننا لا نريد ان نحصر اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم جميعا في انه رسول فله اوصاه اخرى. لكن نريد حصره في الرسالة بالاضافة الى شيء اخر نريد ان ننفيه وهو تبريه من الهلاك كونه لا يموت من ادوات القصر انما انما انت نذير انما انت منذر هذا ايضا قصر اضافي كذلك. لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يشق عليه آآ عدم اسلام الكفار وآآ يرى ان من وظيفته ان تدخلهم في الاسلام. ودخولهم في الاسلام يستلزم امرين. احدهما يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم وهو الدعوة والارشاد والثاني ليس بيد النبي صلى الله عليه وسلم هو التوفيق. اراد الله سبحانه وتعالى ان يوسع على نبيه صلى الله عليه وسلم بان مسئوليته هي الانذار فقط. فهو ليس مسؤولا عن توفيق الناس اي قالهم في الاسلام فكان القصر هنا قصرا اضافيا كما هو واضح. كذلك ايضا من آآ ادوات القصر العطف نحن جاء زيد لا عمر. هذا من ادوات الحصر. ايضا كذلك. ومنه تقديم قال وكما تقدم انه قد ذكرنا ان تقديم يفيد القصر ذكرناه في المباحث السابقة. ومنه كذلك تعريف جزئين تعرفه المبتدأ والخبر. فانه آآ ايضا يفيد الحصر كذلك اولئك هم المتقون واولئك هم المتقون. تعرف الجزئين؟ يفيد الحصر معناه؟ غيرهم ليس كذلك ثم ان التقديم يدل بالفحوى اي يدل بالمفهوم. وغير التقديم من ادوات القصر يدل بالوضع اي وضع اصلا للدلالة على القصر وهذا اخر هذا الباب واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم بارك الله فيكم. السلام عليكم