بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر للمصنف ولشيخنا وللحاضرين. قال المصنف رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي بمنكبيه بمنكبي بمنكبي لا فتح الميم منكبي نعم وقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري مناسبة هذا الحديث لما سبق ان الانسان اذا ادرك فضل الله عز وجل بانه تجاوز قطع والنسيان والاستكراه ان هذه الامة فان عليه ان يرغب الى الله واعظم ما يرغب به العبد الى الله ان يكون في الدنيا غريبا ان يكون غير راغب في الدنيا بل راهب عنها موظوع هذا الحديث بيان حال الانسان في الدنيا بيان حال الانسان في الدنيا تذكرون او لا تذكرون وقطعا لا تذكرون ولكن ترون وتشاهدون وتسمعوا فلان في بطن امه تسعة اشهر وكلنا نعلم ان بطن الام ليس مستقرا بل هو ممر لمرحلة من مراحل الخلقة الانسانية فاذا تقرر هذا فان الانسان عليه ان يدرك انه كما ليس بطن الام محلا للقرار فليس بطن الارض ولا ظهره محلا للقرض يجب على الانسان يستيقن هذا المعنى يتأمل فيما حوله في ملكوت السماوات والارض يجد ان الله عز وجل خلق الشمس كما هي منذ ان خلق السماوات والارض قلق الارض كما هي القمر كما هو خلق الجبال كما هي خلق اشياء كما هي لان المقصود منها دوامها لكي يفيد البشر اما البشر فانهم يرون انهم يخلقون طورا بعد طور هو الذي خلقكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجع ونحن نشاهد ان الله عز وجل يخلق الانسان من عدم ثم يحيه في هذه الدنيا ثم يميته فلم يبق الا الرابعة وهو ثم يجمعكم الى يوم القيامة فاذا تأمل الانسان في احوال الدنيا وجد الغني عنها راحل والملك عنها مرتحل والصالح ليس فيها مخلدة والانبياء والمرسلون ليسوا مخلدين وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد افإن مت فهم الخالدون يتأمل الانسان تفكر في الماضي والحاضر والحال يتيق ان المقصود من مجيئه شيء معين وهذا الحديث يؤكد صورة حقيقية حال ابن ادم وانه ما هو في هذه الدنيا الا كمن يدخل من باب وسيخرج منه يعرفون نبي الله نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام مكث الف سنة في النبوة والرسالة فقط الف سنة فقط يدعو الى الله كم عاش قبل ذلك كم عاش بعد الطوفان الله اعلم فلما حضرته الوفاة قال له بنوه يا ابتي صف لنا حياتك قال كاني ادخل من باب دخلت من باب والان اخرج منه والانسان يقيس على نفسه كم عمرك انظر الى نفسك مضى من عمرك عقدين او ثلاث او اربع او خمس او ست او سبع كيف مضى كيف مضى عشرون عاما من عمرك كيف مضى ثلاثون عاما من عمرك مضى العمر بحلوها ومرها لكنها باقية عند الله مضى ايام عمرك كلها حسناتها وسيئاتها لكنها باقية عند الله انسان يتأمل ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بمنكبي ابن عمر قال اخذ بمنكبي المنكب باصطلاحنا هو الكتف منكبي يعني الاثنان طبعا هنا اخذ رسول الله بمنكبه يعني وضع احدى يديه على منكبي ابن عمر ووضع اليد على منكب اشارة الى امرين الاول لينتبه ولا ينسى هذا الكلام ويعمل به والثاني ان هذا المنكب الذي عليه العمدة في القوة عليه ان يستخدمه فيما فيه صلاح اخرته فيما فيه صلاح حياته وقال كن في الدنيا كأنك غي كن بمعنى صل في الدنيا اثبت في الدنيا ولا تزل فتظن فيها القرار كن في الدنيا كانك غي وكما ذكرنا يكفيك من دناءة هاد اسمه دنيا كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل هذا التنويع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصود لان الانسان سواء اعتبر نفسه غريبا او اعتبر نفسه عابر سبيل فانه لن يغتر بالدنيا ومتى غفل عن هذين الامرين وقع في غفلة الدنيا فانا وانت وكلنا في هذه الدنيا غرباء الا يكفينا في غربتها موت الاباء والاجداد والاصدقاء والاحباب اما يكفيك من غربتها انك لا تستطيع ان ترى من تريد من المحبين هذا حال الغريب الغريب يكون في مكان قد يعرف فيه اناس قد يكون معه زوجته واولاده لكنه في الواقع غريب عن هذا المجتمع لذلك قال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل فاذا تعامل الانسان انه غريب او انه عابر سبيل لن يغتر في الدنيا ولكن مع الاسف الشديد اننا ننسى هذه الحقيقة وهي ان الدنيا دار ممر وليست بدار مستقر وان الاخرة لهي دار القرار الجنة نسأل الله ان يجعلنا واياكم مثوانا ومثوى والدينا ومشايخنا وذرياتنا وطلابنا الجنة كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل ساضرب لكم مثلين على الغريب وعلى عابر الشيب تأملوا معي حينما يسافر احد الناس من هنا الى امريكا يسافر للعلاج او للدراسة او حينما يقدم انسان من الهند الى هنا لكي يعمل ويتكسب فانت حينما تذهب الى امريكا غريب وهو حينما يأتي الى هنا يعتبر غريب ما هو تفكير الانسان في حال الغربة تفكير الانسان في حال الغربة انه يعمر دار الغربة او يعمر دار الاصالة الغريب لا يفكر ان يبني بيتا في دار الغربة لا يفكر ان يعمر في دار الغربة انما ولا يفكر ان يصرف ولا ان يترف لا يشرف ولا يترف لانه في غربة ويجمع المال بقدر ما يستطيع مقترا على نفسه ويرسل المال الى دار الاصالة فالواجب على الانسان ان يعيش في هذه الدنيا لا مترفا ولا مشرفا وان يعيش مقترا يظن بحياته وباوقاته ان تزول هدرا وانما يستخدمها لصلاح دار الاصالة التي كنا فيها ونحن في اصلاب ابينا ادم اسكن انت وزوجك الجد واخرجنا منها ولذلك الانسان يجد حنان الى الجنة حتى لو كان كافر ولا يجد قرار في الدنيا حتى لو كان كافر ومن هنا تعلم لماذا اكثر الناس ينتحرون لانهم لا يجدون قرار في هذه الدنيا اكثر كثير من الكفار ينتحرون لا عندهم ايمان ولا يحسون بالقول كن في الدنيا كأنك غريب ترسل ما عندك الى اخرتك ترسل ما عندك الى اخره جاء رجل على دخل على ابي الدرداء وهو وال وامير البصرة دخل على داره فلم يجد في بيته شيئا بيت الوالي ما في بيته شيء الا حصير وميظة يظع فيها الماء ويتوضأ وحصفة او صحن يعني في اصطلاحنا قصعة يضع فيها الطعام ويأكل فقال الرجل لغلام اولياء ابي الدرداء اين متاعكم ليش البيت ما فيه متاع اين متاعكم فقال متاعنا في بيتنا الاخر فخرج الرجل قال ها؟ في بيته الاخر. عنده بيت ثاني ففطن غلام ابي الدرداء انه لم يفهم مراد ابي الدرداء قال وتدري اين بيته الثاني؟ قال لا. قال الجنة لذلك يقول الانسان المتحسر لا جعلني الله واياكم منهم يا ليتني قدمت لحياتي لانه ما عاش الغربة في الدنيا ظنها دار قرار فوقع في الحسرة يوم القرار ينبغي عليه ان يقدم ساعات العمر هذه لدار الاصالة كما قال النبي صلى الله عليه يقول ابن ادم ما لي ما لي هذا لي وهذا لي وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت يعني خليته قدامك امامك تشوفه يوم القيامة وما سوى ذلك فهو لورثتك مو هو لك انت صح عندك رصيد عندك عندك هذا كله اللي ورثني انت ما لك الا ما قدمت شاللي قدمت ينبغي على الانسان ان يطبق هذا الحديث. كن في الدنيا كانك او عابر سبيل. ها عابر سبيل يعني انسان نظرب مثال بالاخوة اللي جايين من خورفكان ولا من مدحه ولى من ابو ظبي لما هم يجون الى دبي هم جايين في الطريق يعتبرون عابري سبيلك يرون يمنة جميل المناظر ربما يرون اشجارا خظرة وربما يرون صحراء ذات هواء عليل طبعا في غير هذا الوقت وربما يرون فنادق في الطريق وربما يرون بيوتا فاخرة وربما يرون محطات للوقود ووالى اخره هل احد من العقلاء من عابري السبيل اذا رأى هذه الزينة ينشغل عنها عن مقصده الاعظم فكذلك يجب ان نكون ان لا ننشغل بزينة الحياة الدنيا ونحن عابر سبيل عن مقصدنا الاعظم وهو الوصول الى الله والى لقاء ارجو ان يكون المثال واضح كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش في هذه الدنيا عيشة الزهاد العباد العباد الذين لا يؤخرون العباد الى الغد العباد الذين لا يؤخرون العباد الى الغد هذا هو العابد ما يقول بكرة اقوم الليل بكرة اتعلم بكرة اتوب لا العباد الذين يبادرون فكان عليه الصلاة والسلام عيشه اعظم عيش في العبادة واعظم عيش في الزهاد ولا اخفي لكم سرا ولكن هذا موجود في الكتب مسطور في الزبر عاشه اناس من الامة ونحن وان لم نعش الا شيئا يسيرا منه لكن بهذا اليسير ندرك القدر الكبير الذي كانوا فيه. وفوالله وبالله وتالله ما اهل الاخرة فيه من اللذة والعبادة في حياة التعبد وطلب العلم في هذه الدنيا ما لا يوازيه ملذات الدنيا كلها ملذات الدنيا كلها لا تساوي ملذة العبادة الواحدة ولا ملذة الطاعة الواحدة ذكر لي من اثق به انه كان في لندن ويمشي في مكان مع صاحب له يقول رآنا رجل وقال يعني انا امشي في هذه الحديقة منذ ساعتين واخذ ادوية نوم وانا مرهق ولا يأتيني النوم ماذا افعل يقول اخونا هذا فالهمني الله ان ارقي يقول فرقيته وهو كافر يقول فرقيته فنام على الكرسي من خشب علاها في هذه الحديقة ما ادري كيف قول فلما استيقظ بدأ يتوسل الينا ويقول لنا اعطوني هذا الدواء الذي عندكم للنوم قلنا له ما عندنا عندنا دين والله لذة العبادة ولذة العلم شيء كما قال ابن المبارك رحمه الله الامام الزاهد العابد الذي عاش حياته وحياة الزهد والعبادة والطاعة والجهاد وكان يغزو سنة ويجاهد سنة يقول انا لفي عبادة انا لفي لذة لو علم الملوك ابناء الملوك ما نحن فيها لقاتلونا عليها بالسيوف هذا الذي لا يمكن ادراكه الا بان يعيش الانسان عيش الغربة دخل رجل على عمر ابن عبد العزيز رحمه الله فتكلم معه بكلام فاغلظ القول لعمر ابن عبد العزيز يقول غلامه فسمعت من الليل يقول اللهم اني قد مللتهم وانهم قد ملوني فاقبضني اليك قال فما مضى ثلاثة ايام الا وتوفي اناس يعيشون مع الله الامام البخاري رحمه الله وكان في اخر عمره في خرتانك في قرية من قرى سمرقند واذا به يقول كما قال غلامه يقول لما قام من الليل قال اللهم ان الدنيا قد ظاق عليك واني احببت لقاءك وانهم قد ملوني واني قد بللتهم فاقبضني اليه قال فما امسى من غده الا وقد مات هؤلاء الذين يعيشون عيشة الغرباء في هذه الدنيا لا يبالون بالدنيا اذا نقص ولا يبالون بالدنيا اذا زاد فهذه وصية عظيمة نتيجتها اعظم نتيجتها اعظم في دنياك واخرتك فان من عاش غريبا او عابر سبيل كان من العباد الزهاد من العلماء العاملين لذلك قال الراوي وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ومعنى هذه الجمل الاربعة اهمية المبادرة الى الاعمال الصالحة اهمية المبادرة الى الاعمال الصالحة وعدم التسويف والجد والاجتهاد في العلم والعبادة اذا امسيت ادي امالك كانك لن تصبح واذا اصبحت ادي اعمالك كانك لن تمسي. واذا كنت صحيحا فهد العبادة والطاعة والى اخره اليوم قال لي احد الاخوة الاعزة علي انك متعب اتعبناك في الدرس في الصباح وستتعب في العصر وفي المغرب فقلت له الان انا صحيح ومعافى وفي شبابي طيب غدا اذا كبرت قد لا استطيع هذا خذ من صحتك لمرضك. والله كنا نجلس مع بعض مشايخنا ولا ننام في اليوم والليلة الا ساعتين ساعتين فقط وكنا نتعجب من جلد مشايخنا كيف يتجلدون هذا الجلد خذ من صحتك لمرضك الان معافى ما في الام عندك لا في الظهر ولا في الركب تستطيع تجلس للدرس والمذاكرة والمثابرة والحفظ والصلاة والعبادة هذا هو الصوم غدا قد لا تستطيع ومن حياتك لموتك حياتك لموتك رصيد الرصيد عند الناس رصيد البنك الرصيد الحقيقي ما هو قيمتك عند الله ما هو شوفوا كل واحد الحين لو يطلع بوكه حقيبتك عندك كرت بنك صحيح لكن ما ندري كل واحد كم رصيده في البنك يمكن صفر يمكن مليون الله اعلم نفس الكلام كلنا نقول لا اله الا الله هذه هذه بطاقتنا عند الله لكن كم في هذه البطاقة من الحسنات يختلف هذا عن هذا وهما متجاوران او اخوان او متلازمان زد من رصيدك خذ من حياتك لموتك اجعل دقائق قلبك كلها عبادة خطراتك عبادة خطواتك عبادة لحظاتك عبادة لفظاتك عبادة هكذا هكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم الزهد في الدنيا وان يعيذنا واياكم من الاغترار بالدنيا نعم