قال المصنف رحمه الله عن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه انه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كانها موعظة مودع فاوصنا. قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور. فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح مناسبة هذا الحديث ظاهرة للحديث الذي قبله لان الحديث الذي قبله فيه بيان البر والاثم ولو افتى المفتون فانما حك في الصدر وتردد فانه اثم وفيه اشارة الى ان الناس يختلفون باشارة الى ان الناس يختلفون في الفتوى للعامة والخاصة وموضوع هذا الحديث حديث اعني حديث العرباض ابن سارية رضي الله عنه موظوع هذا الحديث بيان منهج التعامل في وقت النزاع والفتن بيان منهج التعامل بوقت النزاع والاختلاف والفتن هذا الحديث رواه ابو نجيح العرباظ ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب. الوعظ الوعظ معناه تذكير الناس بامر وترغيبهم عن امر وذلك باسلوب الترقيق ترقيق القلب قال موعظة وفيه اشارة الى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان له غير الدروس كان له مواعظ اذا له مجالس علم وله مواعظ صلوات ربي وسلامه عليه والدروس العلمية قد تطول واما المواعظ فانها لا بد ان تكون مختصرة لكي يكون تأثيرها بالوعظ ولكي لا يتشتت الموعوظ قال وجلت منها القلوب وجل الشيء يوجل وجل الشيء يوجل وجلا بمعنى ان ما كان في القلب من الصدأ او ما كان في القلب من الثقل قد ذهب واصبح القلب رقيقا وهذا فيه اشارة الى ان دروس الوعظية والمجالس العلمية نافعة في اصلاح القلوب وجلت منها القلوب يعني كما ذكر الله عز وجل الوجل عن المؤمنين انهم اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون هذا من الوجل بالقلب زيادة الايمان ورقة القلب هذا من الوجل قال وذرفت منها العيون معناه ان الموعظة كانت بليغة اثرت في القلوب حتى ادمعت العيون كيف لا والواعظ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقلنا يا رسول الله كانها موعظة مودع فاوصنا طبعا هذه الموعظة كان في اخر حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بايام وهم قالوا كأنها موعظة مودع فاوصنا يعني كأن هذه اخر موعظة تعظنا بها تودعنا بها فاوصنا بهذه الموعظة التي اوجلت قلوبنا واذرفت عيوننا اوصنا ايضا فقال صلى الله عليه وسلم اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة اذا هنا الوصية بامرين بتقوى الله وهذا يعني الاعتصام بالكتاب والسنة والسمع والطاعة وهذا يعني الاعتصام حول ولي الامر فان الانسان اذا اعتصم بالكتاب والسنة دينه والتف الناس حول ولي الامر دنيا حصل لهم الخير في الدنيا والدين في الدنيا والاخرة قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ما الفرق بين السمع وبين الطاعة ودايما السمع في الاحاديث مقدمة على الطاعة السمع معناه القاء الاذن الاجتماع سمع معناه الاجتماع لما يقال معناها والسمع اي اوصيكم بالسمع اسمعوا واما الطاعة وهو امتثال الامن والاجتماع مقدم على امتثال الامر لانه لا يمكن فهم الامر بدون اجتماع اذا يجمع بينهما لان بعض الخوارج من اهل البدع كان علي رضي الله عنه يخطب خطبة الجمعة فقال وهو يخطب قال الله قال الرسول واذا بالخوارج يرفعون اصواتهم ويقولون لا حكم الا لله ويقول بعضهم لبعض لا تسمعوا فاذا اول الخروج عدم السمع ونهاية الخروج العصيان وهذه مسألة مهمة ينبغي الحذر منها والسمع والطاعة طبعا الطاعة السمع والطاعة مقيد بالمعروف كما فيها احاديث اخرى كثيرة فان الانسان يسمع ويطيع للحاكم بالمعروف امرك بالصلاة فتطيع امرك بالصوم فتطيع امرك بان تقف عند الاشارة فتقف امرك بان لا تسافر الى بلاد الفتن فلا تسافر امرك الا تنشئ الاحزاب تسمع وتطيع لان هذا من المعروف واما اذا امرك بما ليس بمعروف فانت تطيع له فيما هو معروف واما فيما هو منكر فتقول ان دمي دون ديني لو قال لك الحاكم مثلا عياذا بالله كل الخنزير قل والله انا لك علي السمع والطاعة في المعروف اما ناكل الخنزير فلا اكله ولو قطعت يدي لو قال لك الحاكم مثلا اكفر بالله عز وجل فانت تقول والله لو تقتلني لاكفر بالله عز وجل ونحو ذلك من الاشياء قال والسمع والطاعة يعني بالمعروف وان تأمر عليكم عبد وجملة وان تأمر لبيان لبيان اهمية عقد السمع والطاعة يعني يجب السمع والطاعة ولو وصل الامر الى ان الحاكم كان عبدا يباع ويشترى وان تأمر عليكم عبد تأمر يصبح اميرا عليكم عبد وفي بعض الروايات حبشي يعني حتى ما هو من اهل الجزيرة جاء من الخارج اه صار عليكم امير وان تأمر عليكم عبد وفي بعض الروايات كأن رأسه زبيبة يعني حتى ما فيه عقل لماذا هذا كله لان الخروج على السلطان هذا مثال هذا مثال والا لم يقع في الاسلام ان جاء رجل عبد واصبح حاكما على المسلمين ما حصل انه جاء عبد من الحبشة وصار حاكم على المسلمين نعم في بعض الفترات اصبح العبيد في بعض البلدان ولكن ان يكونوا على آآ على صورة العرب ما حصل هذا لكن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر هذا انه لو حصل ومع ذلك اسمعوا لان السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف يؤدي الى بقاء الامن بقاء الدين بقاء المساجد انتم الان ترون ماذا حصل في الشام يعني نحن نعلم ظلال ما كان عليه ولاة امرهم ولا نشك في ذلك لكن وجوده كان خيرا لهم من خروجهم عليه كانت المحاضرات تقام في المسجد الاموي والدروس موجودة ويمشي الانسان من اقصى الشام الى ادنى الشام ويرى الامن ثم اصبحت العوبة في ايدي الشرق والغرب وفي ايدي اصحاب المصالح من المتشبب السائرون الذين يحق عليهم هم يفتخرون هم يفتخرون يقولون نحن اصحاب الثورات فالسورات جمع ماذا شفت شلون ثورة اذا حذفت التاء صار ايش شنسوي معه؟ اذا هذا فكرهم وهذا درجة عقله ماذا نفعل؟ نسأل الله عز وجل ان يصلح ضال المسلم وان يهدي ضال المسلمين والله جلبوا للمسلمين شرا عظيما جرؤوا الكفار عليهم اذهبوا خيراتهم اشغلوا المسلمين عن اهم قضاياهم شيء عجيب والله ايها الاخوة شيء عظيم والمصيبة الكبرى ان هؤلاء دعاة الثورات لا يستحون لا من الله ولا من الناس الى الان الى الان وهم يرفعون عقيرتهم ويقولون ان هذا عمل خير اين العقول فضلا عن الدين اين العقول الحمد لله الذي عافاك الحمد لله الذي عافانا من هذا الفكر والله لو كان انسان عنده عقل وقال مثل هذا الكلام ثم رأى مثل هذا الدمار لكان حقه ان يغلق على نفسه الباب والا يقابل احد من الناس لكن اذا لم تستحي فاصنع هذا هو قال وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم بس يرى اختلافا كثيرا. في بعض الروايات فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كبيرا تأملوا معي الفاء قلنا تفريع لما بعد الفاء على ما قبله صح فمعنى هذا الكلام انكم ما ان تمسكتم ما ان كنتم على تقوى الله واجتمعتم واطعتم بالمعروف فان الاختلاف الكثير لن تروه اذا متى نرى الاختلاف الكثير؟ اذا ذهب التقوى وعدم السمع والطاعة ما الذي سيحصل فانه من يعش منكم اي في حال عدم التقوى وعدم السمع والطاعة بالمعروف فسيرى اختلافا الخوارج اشغلت الدولة الاموية مئة سنة مئة سنة اشغلت الدولة الاموية عن الفتوحات واشغلت الدولة العباسية اربع مئة سنة ولا عمرهم قاتلوا الكفار قال لهم بس امر بالمعروف نهى عن المنكر قتال للمسلم شيء عجيب ايها الاخوة ينبغي ان ان ندرك ان ندرك عظيما جرم الخروج على حكام المسلمين المسألة مو مسألة حكام فقط الشر يتعدى على المسلمين اذا ما كان في حاكم ما الذي سيحصل قل كم شخص يصيرون لهم جماعة وامير وحاكم ومحكوم ويقاتلون الثاني هذا حاصل وهذا الواقع الان انظر الى اي بلد دخلت فيها الثورات ما الذي حصل ما الذي حصل؟ قتل وقتل القاعدة تقاتل داعش وداعش تقاتل القاعدة والنصرة تقاتل داعش وداعش تقاتل النصرة والنصرة تقاتل جبهة كذا وجبهة كذا تقاتل كذا وجبهة كذا تقاتل كذا وجبت مرة كنت اعدها والله تعبت من العد مع اخ من الشام وهو يعد لهذه الجماعات وهذه الاعداء اشهد الله يقول ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون وهؤلاء هذا حالهم النبي صلى الله عليه وسلم قال فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا في بعض الروايات بعد هذا داء ولا دواء هذا داء. ما علاج هذا الداء؟ قال صلى الله عليه وسلم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدية هذه الشريعة العظيمة ما يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الداء الا ويذكر الدواء ما هو الدواء؟ فعليكم الزموا كونوا على السنة لا نجاة لهذه الفتن الا بالسنة اولا لان السنة سفينة نوح من ركب هلج ومن لم يركبها غرق ثانيا لان السنة عاصمة من الفتن ثالثا لان السنة جامعة للامة والبدعة مفرقة رابعا لان السنة تجمع الناس دينا ودنيا واما البدعة فتفرق الناس دينا ودنيا قال فعليكم بسنتي سنة النبي صلى الله عليه وسلم طريقته في الاعتقاد والعبادة والاخلاق والذكر والعمل وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فجعل النبي صلى الله عليه وسلم للخلفاء سنة وليس المقصود انهم سيعملون اعمال مخالفة للشرع لا لان سنة الخلفاء الراشدين هي سنة عملية تطبيقية لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سننظر بالمثال ابو بكر رضي الله عنه امر بكتابة المصحف فجمع المصحف في مكان واحد اليس هذا تطبيقا لقوله تعالى ان علينا جمعه اذا جمعه الصديق ثم لما اختلف الناس على القراءة امر عثمان بجمع المصاحف كلها وكتب المصحف الامام وجعل منه نسخا مرسولة الى عواصم الاسلام في تلكم الازمان وامر الناس بان لا يخرجوا عنها فصاروا يقرأون تطبيقا لقوله تعالى ان علينا جمعه وقرآنه. هذا داخل في العموم ما هو شي جديد لا يمكن للصحابة ان يأتوا بشيء جديد في الدين ابدا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدي كم وصفة لهم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم للخلفاء وصفين راشدين مهديين راشد وجمعه راشدين مهدي وجمعه مهديين ما الفرق بين الرشاد والهداية اذا ذكرت الرشاد والهداية معا فلكل واحدة معنى واذا انفرد الرشاد فيدخل تحته معنى الهداية واذا جاء ذكر الهداية فيدخل معه معنى الرشاد اذا الرشد والهداية كلمتان متقاربتان في المعنى لكن اذا انفردتا تضمن احدهما معنى الاخر واذا اجتمعتا في الذكر انفردتا في المعنى وتأمل معي وصف النبي صلى الله عليه وسلم للخلفاء الراشدين المهديين الرشاد سداد في العمل تداد في العمل والهداية سداد في العلم فذكر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم للخلفاء وصفين عظيمين سداد العلم وسداد العمل وقدم سداد العمل لان فيه اشارة ان اعمال الخلفاء اعمال الخلفاء الراشدين هي التي ينبغي لنا ان نهتم بها وان العلم وان العمل مقصود العلم لذلك كان حقه التقدير العمل مقصود العلم لهذا كان حقه التقديم. مثل اياك نعبد واياك نستعين الاستعانة وسيلة والعبادة غاية العبادة عمل والاستعاذة الطلب فالعمل والغاية مقدمة على الوسيلة فالرشاد عمل سداد في العمل وهي وهو غاية العلم ولذلك قدم قال عضوا عليها بالنواجذ نواجذ جمع ناجذ وهي الاضراس الاسنان القوية التي تكون بعد الثنايا والرباعية الاسنان القوية التي تكون بعد الرباعيات هذه تسمى النواجذ وهي من اقوى الاسماء وهنا يأتي سؤال لماذا لم يقل النبي صلى الله عليه واله وسلم عظوا عليها بايديكم ايهما اشد قوة تمسك الشيء بيدك بيديك ولا تمسك الشي باسنانك فكروا بالواقع ما لكم شغل بالحديث باليدق ممكن تمسك الشيء بسنك يجرها لك يطيح سنك لكن يدينك ما حد يقدر يشيلهم من يدينك الا واحد اقوى منك واضح ولا لا فمن حكمة في ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عظوا عليها بالنواجذ اي ان وقت الاختلاف وان كتفتم وان منعتم فان الناس انما يكتفون ايديكم ولكنهم لا لا يكتفون ظروسكم واسنانكم فتمسكوا بالسنة بها هذا وجه وقال بعض مشايخنا ذلك لان الكتاب باليمين والسنة بالشمال فباي شيء نتمسك بسنة الخلفاء الراشدين عمل السلف الصالح بنواجذنا ها واضح هذا معنى مستقيم وهو كناية عن انه ينبغي المصير الى التمسك بهدي الخلفاء الراشدين والصحابة المرضيين ولو في اشد الظروف قال واياكم ومحدثات الامر اياكم احذروا اياكم يعني احذروا ومحدثات الامور وقد مر ذكر بيان هذا المعنى فان كل بدعة ضلالة اذا هذا الحديث فيه بيان منهج التعامل في وقت الاختلاف والفتن كيف نتعامل في وقت الاختلاف في الفتن والفتن؟ اولا نرجع الى الله عز وجل ونحصل التقوى تانيا نسمع ونطيع لولاة امرنا بالمعروف ثالثا نتمسك شديدا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم رابعا نتمسك بسنة الخلفاء الراشدين وعمل الصحابة المرظيين خامسا لا نحيد عن ذلك مهما عرضت الفتن علينا حتى لو كتفنا حتى لو ظربنا فانا نتمسك بهذه الامور سادسا نحذر من الامور المحدثة البدعية التي تزيد الفتن وتجلبها نعم