بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر للمصنف ولشيخنا وللحاضرين قال المصنف رحمه الله عن ابي ثعلبة الخشني جرثوم ابن ناشب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها. وحد حد حدودا فلا تعتدوها. فحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها. حديث حسن رواه حكمي في سننه وغيره وغيره مناسبة هذا الحديث لما سبق لان في الحديث السابق ذكر امور كثيرة. فناسب هذا الحديث لبيان ان الامور متفاوتة في احكامها في دين الله تبارك وتعالى وموضوع حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه موضوع هذا الحديث بيان اقسام الاحكام في دين الله تبارك وتعالى بيان اقسام الاحكام في دين الله تبارك وتعالى يقول ابو ثعلبة الخشني جرثوم ابن ناشب رضي الله عنه هو يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوه الحديث هذا الحديث فيه ذكر امور. الاول ذكر الفرائض وبدا به لاهميته في دين الله تبارك وتعالى بل فرض الزمه فان في تضييعه اثما عظيما والقسم الثاني المحرمات والقسم الثاني المحرمات وحرم اشياء فلا تنتهكوها القسم الثالث المتروكات المتروكات وهي المشار اليه بقوله وحد حدودا فلا تعتدوها فلا يجوز للانسان ان يتعدى الحلال الى الحرام يتعدى الفرظ الى الزيادة القسم الرابع المذكور في هذا الحديث السكوت عن اشياء وتسمى بالمسكوت عنه وبناء عليه نتأمل ان في هذا الحديث النبوي اشارة الى تنوع الاحكام الشرعية في دين الله عز وجل وهي كما نبه عليها الفقهاء رحمهم الله الاحكام التكليفية في الشرع الاحكام التكليفية في الشرع منقسمة الى خمسة اقسام فرظ ويسمى لازما وواجبا وقد يكون شرطا او ركنا ايا كان الفرض وهو اللازم وهو الواجب عند جمهور الفقهاء هذا النوع في اعلى المراتب يجب على المسلم ان يحافظ على الفرائض وضد الفرظ المحرم ويسمى بالمحظور ويسمى بالممنوع ويسمى في لسان الشرع بالمكروه كقوله تعالى كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها اذا وهذا اخطر ما يكون من الممنوعات فيجب تركها والبعد عنها والقسم الثالث الذي دون الفرض والواجب المندوب ويسمى المستحب ويسمى المسنون ويسمى المرغوب فيه وعكسه في الجهة المقابلة المكروه عكسه في الجهة المقابلة المكروه اذا الشيء سواء كان عينا او وصفا اما ان يكون فرضا او حراما مندوبا مسنونا او مكروها القسم الخامس المباح وهل المباح مسكوت عنه او ليس مسكوتا عنه فيه خلاف بين الاصوليين والصواب ان المباح على الاصل فهو واضح الحكم وبينوا الدلالة على الاباحة لانه مسكوت عنه لانه على الاصل مباح وكون الشرع لم يأتي فيه بحكم جديد فهذا يسمى مسكوتا عنه اذا الشرائع الاسلام منقسمة الى هذه الاقسام. لو قال لنا قائل الصلوات الخمس صوم رمضان دفع الزكاة الحج هذه فرائض لو قال لنا قائل الشرك البدعة الكبائر قلنا هذه محرمات لو قال لنا قائل صلاة الظحى ركعتي سنة الفجر وسنن الصلوات وصوم الاثنين والخميس ودفع الصدقات غير الزكاة والعمرة والحج غير الفرض هذه مندوبات مستحبات مسنونات لو قال لنا قائل الاكل من المباحات التي تتسبب في الروائح الكريهة قلنا هذا من المكروهات اللمم بالمعاصي من المكروهات واما فعلها فمن المحرمات المسكوت عن او المباح ما ليس فيه نص على التحريم والكراهة ولا نص على الفرضية والندبية وهنا يجب ان نعلم ان المسلم ان المسلم يدرك ان الدين ما شرعه الله تعالى دين ما نتقرب فالتقرب الى الله لا يكون الا بما شرعه الله وما شرعه الله لا يجوز ان يتقرب به الى غير الله وصرف شيء من العبادات المأمور بها فرضا او ندبا لغير الله هذا نوع شرك فيجب على الانسان ان يحذر الشرك كله اذا هذا الحديث يبين الاحكام الشرعية قال ان الله تعالى فرض ومعنى فرظا قلنا الزم واوجب قال الصديق رضي الله عنه لما كتب كتاب الزكاة هذه فرائض الزكاة التي سنها رسول الله سنها يعني شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا قال ان الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوا ضياع الفرائض اخطر من ارتكاب ضياع الفرض اخطر من ارتكاب المحض ومن هنا كان ذنب ادم اخف من ذنب ابليس لان ابليس عصى في الفرظ واما ادم عليه السلام فارتكب المحظور وتاب ومن هنا تدرك ان البدع اكثر اثما من الكبائر لان البدع تعد على الشرع والله قال فلا تعتدوها تلك حدود الله فلا تعتدوها لا تزيدوا في الدين وهنا قال صلى الله عليه وسلم وحد حدودا فلا تعتد يعني لا يجوز لكم ان تزيدوا في الفرائض لا يجوز لكم ان تزيدوا في دين الله تعالى لان الله حد الحدود ثم قال وحرم اشياء فلا تنتهكها والاكثر في الاشياء الحل والاكثر في دين الله الفرض والقليل المحظور المحرم ولهذا اخر لو جاء انسان واراد ان يجمع بين المأمورات الواجبة والمندوبة وبين المحظورات المحرمة والمكروهة لوجد ان الفرائض والمندوبات اكثر بكثير من جنس المحظورات والمندوبات لماذا؟ لان الله يريد من عباده ان يتقربوا اليه بالفرائض والمندوبات. اما المحظورات والمكروهات الاصل ان فالانسان يتقرب الى الله بتركها ولا يمكن التقرب الى الله بغير ذلك فيها فالانسان الذي يريد الرقي يتقرب الى الله بالفرائض والمندوبات اما المحرمات والمكروهات فانما حرمها الله لقباحتها لدنائتها لعظم جرمها وخبثها اما الفرائض والمندوبات فانها سلالم ودرجات تقرب الى رب البرية ولهذا كان اكثر وانت تجد هذا في كتاب الله كثير الفرائض والمندوبات اكثر بكثير قال وحرم اشياء فلا تنتهكوها وهنا قال ان الله فرض فرائض وحد حدود وحرم اشياء وسكت الله جل وعلا الدين دينه هو الذي يفرض ويحج ويحرم ويشكو والنبي صلى الله عليه وسلم ما هو الا مبلغ كما قال الله ان عليك الا البلاغ فاذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا فرض ولم نجده في كتاب الله فنعلم انه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى. كما قال تعالى وما ينطق عن الهوى وهو شر يجب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما فرظ وفيما حد وفيما حرم وفيما سكت فلا نتجاوز الكتاب والسنة وسكت عن اشياء رحمة لكم الله تبارك وتعالى موصوف بانه متكلم جل في علاه وتكلم مع ادم وتكلم مع الملائكة واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم وتكلم مع موسى عليه السلام وتكلم مع نبينا صلى الله عليه وسلم في ليلة الاسراء والمعراج والكلام صفة كمال وعكسه الخرس وهي صفة نقص والله منزه عن النقائص كلها وابراهيم عليه السلام عاب على المشركين عبادتهم لاصنام لا تتكلف فقال فاسألوه من كانوا ينطقون ما دام ما ينطقون ولا يتكلمون كيف تعبدونهم فاسألوهم ان كانوا ينطقون ولهذا ايها الاخوة قال هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون؟ الجواب لا اذا لا تكونوا الية فالاله الحق يسمع ويجيب ويتكلم ويقدر وينفع ويضر سبحانه وتعالى ويوصف الله عز وجل بانه سكت عن اشياء كما في هذا الحديث والسكوت وصف للمتكلم ولا يوصف الاخرس بالسكوت وهذا دليل ان الله عز وجل يتكلم بما شاء فيما شاء اذا شاء كيف شاء مع من شاء بما شاء هذه عقيدة اهل السنة والجماعة ومنصوص عليها في كتاب العقيدة الطحاوية لا بجعفر الطحاوي ومنصوص عليها في اصول السنة للامام احمد ابن حنبل ومنصوص عليها في كتاب الفقه الاكبر للامام ابي حنيفة والاوسط الوصية وكذلك منصوص عليها في كتاب الامام مالك الموطأ في مواضع وفي رسالتي الى وهب الى عبد الله بن وهب المصري ومنصوص عليها في كلام الامام الشافعي في الام والرسالة هذه عقيدة اهل السنة والجماعة واما من يقول ان الله لا يتكلم كحال اهل الكلام او يتكلم بكلام نفسي فهذا شأنهم اما نحن فنعتقد ونجزم ان ربنا الموصوف بكل كمال يتكلم بما يشاء باي لغة شاء جل في علاه لا يعجزه شيء الذي خلق الكمالات هو اولى بها. سبحانه وتعالى ولهذا قال سبحانه وله المثل الاعلى في السماوات والارض وقال ولله المثل الاعلى وهنا قال صلى الله عليه وسلم وسكت عن اشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحث لان الله لا ينسى فهو منزه عن كل عيب ونقص. ومن جملة ذلك النسيان والخطأ والغفلة. هذه الامور الثلاثة التي اقرأوا على العلم وعلم الله شامل كامل فلا ينسى ولا يخطئ ولا يغفل جل في علاه ولهذا قال تعالى وما كان ربك نسية الله جل في علاه لا ينسى الله سبحانه وتعالى لا يخطئ لا يغفل وما الله بغافل عما تعملون وما ربك بغافل عما تعمل نعم