بانكاره للمنكر ان يكون متعديا كمن يتعدى على اموال الناس واعراضهم او كمن لا يعرف كيفية اقامة الدعاوى فيهيج الساكنين ويزعج الامنين فعلى الامر بالمعروف والناهي عن المنكر وجوبا ان يعرف كيف يأمر وينهى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر للمصنف ولشيخنا وللحاضرين قال المصنف رحمه الله عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم هذا الحديث مناسبته لما سبق ظاهر من جهة انه لا ينبغي للمسلم ايمانه ويزداد الذين اهتدوا هدى الايات كثيرة فالايمان يزيد وينقص نعم كما ان القاضي وجوب علي واجب عليه ان يعرف كيفية اقامة الدعاوى موظوع هذا الحديث وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا الحديث الذي قال فيه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده من من الفاظ العموم كما سبق وتكرارا ورأى المقصود به الرؤية البصرية ولهذا قال العلماء ان المنكر اذا خفي فلا ينبغي للانسان ان يتتبع عورات المسلمين من رأى منكم منكرا اذا لا لا ينبغي انكاره على الناس فيما يقع في بيوتهم حتى يرى ولا يجوز التجسس على الناس في بيوتهم وفي انفسهم من رأى منكم منكرا وقد سبق ان بينا معنى المنكر وهو ما خالف الشرع او العرف المنكر ما خالف الشرع او العرف مثلا رجل يعلم ويرى ان جاره لا يذهب الى الصلاة فهذا منكر كيف يغيره رجل يرى فلان من الناس يضرب عاملا ضعيفا هذا منكر اذا من رأى منكم منكرا وهي نكرة تفيد العموم بمعنى سواء كان المنكر كبيرا او كان المنكر صغيرة فليغيره بيده قد يقول قائل من رأى منكم منكرا هذا يخالف القاعدة التي عند الناس حيث يقولون دع الناس وشأنهم يقول هذه ليست قاعدة شرعية ولا هي قاعدة نبوية وانما الناس في هذه الدنيا معنا في المجتمعات حالنا اننا في سفينة واحدة فان تعاونا على البر والتقوى نجونا جميعا وان تقاعسنا غرقت السفينة وقوله عز وجل يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديت يستدل به بعض الناس على ان الناس كل واحد وكيفه لا كل واحد بكيفه هذه ما هي قاعدة شرعية لو كان كل واحد وكيفه انت تسوق كيفما تريد لا ما يصلح تسوق كيفما تريد لابد ان تسوق وفق النظام لو كان كل واحد وكيفه كل واحد بنى اينما يريد في اماكن لا تصلح للبناء اذا ليس الامر متروكا لكل واحد وما يريد وحينئذ نقول ان الاية عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ليس كما يفهمه الناس بدليلين اولهما دلالة الاية نفسها فان الله قال اذا اهتديتم ومن الاهتداء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاذا لم يلتزم الناس ما لنا قد برئت ذممنا اذا الاية فيها اشارة الى وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وانه لا يظرنا المنكر بعد الانكار وجود المنكر بعد انكاره لا يظر المسلم وجود المنكر بعد انكاره لا يظرك ما دام انكر ملئت ذمته والدليل الثاني ان الصديق رضي الله عنه كما في سنن ابي داود وغيره وذكره ابن كثير عند تفسير هذه الاية قال يا ايها الناس انكم تقرأون هذه الاية وتنزلونها على غير وجهها عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديت ثم قال والله لتأمرن بالمعروف ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن ان يعمكم الله بعذاب من عندي عياذا بالله نسأل الله عز وجل لا يؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا فمن رأى منكم منكرا فالواجب عليه التغيير فليغيره اذا هي متعلقة بالرؤية فليغيره كيف يغيره تغيير المنكر على مراتب المرتبة الاولى تغييره الى المعروف وهذه احسن المراتب تغييره الى المعروف هذه احسن المراتب المرتبة الثانية تغيير المنكر الى مباح وهذا اقل من الاول المرتبة الثالثة تغيير المنكر الى اقل منه واذا لم يمكن ذلك فيسار الى المرتبة الاقل وهنا ينبغي لنا ان يكون عندنا فقه في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان المقصود من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تغيير المنكر فاذا كان يؤدي الى منكر انكر من فلا ينبغي الانكار اذا كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي الى انكر منه فلا ينبغي الانكار مثال ذلك لو ان رجلا مرة بسكير عربيد ظالم قاتل وهو يشرب الخمر فانهاه عن شرب الخمر اشتغل بما هو اشد منه وهو القتل والظر ويترك مثال اخر لو ان رجلا من الكفار امرته بالاسلام ودعوته بالتي هي احسن فلم يقبل فاردت ان تظهر مسبة الهته لكن خشيت انك ان اظهرت بسبة الهته ان يسب ربك فحينئذ وجب ترك اظهار مسبة اليات كما قال الله ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسب الله عدوا بغير علم فالعلم بمراتب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر امر عظيم ايها الاخوة والحديث ليس فيه الا نهي عن المنكر وليس فيه الامر بالمعروف لان بينهما تلازما كليا فكل نهي عن المنكر وهو امر بالمعروف ولان الامر بالمعروف قد لا يجب على كل احد فترك اما النهي عن المنكر فواجب على كل احد بقدر ما يستطيع قال فليغيره بيده اذا الحديث فيه بيان كيفية مراتب انكار المنكر ما هي ما كيفيات انكار المنكر الاول الانكار بالقوة هذا رقم واحد واشار اليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم باليد قال فليغيره بيده الثاني الانكار بالبيان والايظاح والعلم والتعليم والوعظ والارشاد واشار اليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم باللسان الثالث كيفيات انكار المنكر انكاره سرا واشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم بالقلب اذا كيف كيف هي مراتب انكار المنكر نقول بالقوة او باللسان او بالسر وهو القلب لمن يكون التغيير باليد يكون التغيير باليد لمن له سلطة لمن له سلطة وقوة يدية لمن له قوة وسلطة وله سمع وطاعة ويدان كقوة الاب في البيت وقوة المدير في اذا اردته وقوة صاحب الشركة في شركته وقوة صاحب المزرعة في مزرعته وقوة الوزير في وزارته وقوة الامير في امرته وقوة الحاكم في حكمه فكل واحد من هؤلاء يغيرون المنكر باليد لما تحت ايديهم اذا التغيير باليد لا يكون الا لمن له يد على الشيء او مأذون له فيه او مأذون له فيه ما مثال المأذون له فيه انسان قال لابنه اي بني هذا البيت انت مسؤول عنه فيأمر وينهى ولو باليد انسان قال لرجل جعله مديرا على شركته انت مسؤول عن هذه الشركة ولك عليه يد ولك عليها يد تأمر فيه وتنهى اذا التغيير باليد لمن له القوة سواء كانت هذه القوة اسرية او قوة يد وقبض او قوة حكم وسلطان لا ينبغي اقول لا ينبغي الاستشهاد ببعض الوقائع من بعض اهل العلم انهم كانوا ينكرون المنكر بايديهم علنا فان العلماء يستشهد لهم ولا يستشهد بفعالهم الا اذا وافقت الشرع ثم قد يقال وهذا حق في حق بعظ العلما انهم انما انكروا المنكر لما كان لهم من اذن مفهوم او منطوق من السلطة فبناء عليه لا يستشكل لا يستشكل احد هذه المسائل مثل ياتي انسان ويقول ان العالم الفلاني كان يخرج الى السوق ويكسر الطبول والمزامير يقول يمكن انه كان منزل باذن من السلطان منزلة البلدية التي تتلف البظايع التي لا تصلح للبيع اذا من رأى منكم منكرا فليغيره بيده هذه المرتبة تغيير باليد لمن له سلطنة وحكم قل او كثر كبرت سلطنته ام صغرت فان لم يستطع وهذا الان انتقال الى مرتبة دون الاول فبلسانه وهذه عامة لمن له قوة وسلطنة ولمن ليس له قوة وسلطنة افرض ان هناك اب في البيت والمفروض ان يكون له الحكم والامر والنهي لكن اصبح عياله يتمردون عليه ولو امرهم ونهاهم باليد يمكن طردوه من البيت فحينئذ عياذا بالله خوفا من عقوقهم يمكن له ان ينتقل الى الانكار باللسان مشان من اوضح لو ان بعض الحكام خافوا من الكفار فلم يستطيعوا ان يغيروا بعض المنكرات فليس لهم بايديهم فله من ينتقل الى اللسان عند العجز والاصل ان التغيير باللسان انما هو من المساوئ للمساوئ من المساوئ للمساوي انما يكون من الترب للترب من القريب في المنزلة للقريب في المنزلة وهل وهل الاصل في انكار المنكر للمساوي باليد او باللسان؟ الجواب باللسان ما دمت مساو له فان كان المنكر يكون باللسان ولا ينتقل الى القوة الا لمن له يد او سلطنة او حكم ثم قال فان لم يستطع فبقلبه اذا هذه المرتبة الاخيرة الانكار بالقلب الانكار بالقلب عدم الرضا به هذا واحد عدم الرضا به كأن يقول في نفسه اللهم هذا منكر لا ارضى ويقول في دعائه ربنا لا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفر فان لم يستطع فبقلبه كيف ينكر المنكر بالقلب لا يرضى به وقد جاء في الاحاديث ان المنكر اذا عمل ورضي به الانسان فهو كالفاعل وجاء في هذا احاديث عدة دالة على هذا المعنى الكيفية الثانية في الانكار بالقلب الخروج من مكان المنكر ان امكن الخروج من مكان المنكر ان امكن ما دام ما يستطيع ان يغير بيده ليس سلطانا ولا ان يغير بلسانه لانه اصبح عاجزا او خائفا فانا اقل المراتب الانكار بالقلب وهل اذا امكن الخروج يكتفي بالانكار القلبي؟ الجواب لا اذا امكن الخروج من مكان المنكر فلا ينبغي الاقتصار على الانكار القلبي بمعنى عدم الرضا به مثاله لو فرضنا ان رجلا ركب سفينته ثم وجد في هذه السفينة الصخب والموسيقى والخناء ولم يكن يعلم وهو في عرظ البحر الان فجاء اليهم واراد ان ينكر عليهم لم يفهموا عليه ولا يفهم عليهم اذا لا يستطيع ان ينكر لا باليد ولا باللسان طيب الان ماذا يفعل وهو في عرظ البحر لا يستطيع ان يفارقهم بدلا فحينئذ يتضرع الى الله قلبا ويبين بينه وبين الله عدم رضاه بهذا المنكر فان تصور ان ثم سفينة اخرى جاءت الى هذه السفينة وعلم انه ليس فيها هذه المنكرات الشنيعة فليركبها وليغادر بدنا وهنا يأتي سؤال من اين يبدأ انكار المنكر بالنسبة للمنكر من اليد ولا من القلب الجواب من القلب ينبغي اولا التسخط على المنكر وعدم الرضا به ثم الانتقال لاعلى وهو انكاره لسانه فان امكن فانكاره باليد اذا كان لصاحب السلطة بمعنى لا يبدأ من اليد مباشرة طيب سؤال اذا كان لا يبدأ باليد مباشرة وانما يبدأ بالانكار القلبي ثم لساني ثم اليد فلماذا بدأ بالاعلى بدأ بالاعلى لان فيه اشارة الى ان المنكرات يجب ازالتها ابتداء فاذا امكن ازالتها بغير اليد حصل المقصود واذا لم يمكن فانه يصار الى التغيير باليد من قبل السلطان والحاكم ومن قبل من له الامر والنهي ومن ليس له سلطان فيقتصر على البيان وعلى اللسان وعلى توضيح وغير ذلك ثم قال صلى الله عليه وسلم وذلك اظعف الايمان في قوله وذلك اضعف الايمان تفسيران لاهل العلم الاول ان انكار المنكر مع عدم تغييره مع عدم وقوع تغيره هو اضعف الايمان انكرت المنكر سواء كان باليد فلم يمكن تغيره وباللسان ولم يحصل تغيير في وبالقلب فهذا اظعف الايمان والقول الثاني وهو الاشهر ان المراد وذلك اسم اشارة يرجع الى القريب فان قال قائل فان كلمة ذلك راجع للبعيد فكيف تقولون انه يرجع الى اقرب المذكور قلنا انما قال ذلك لاجل علو مرتبة الانكار القلبي عند الضعف عن الاول والثاني ووصفه بانه اظعف الايمان ليس معناه ان صاحبه قد ظعف ايمانه وانما المقصود ان هذا اقل ما يمكن من اهل الايمان هذا اقل ما يمكن من اهل الايمان وهذه والله منة عظيمة من الله سبحانه وتعالى اوليس النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم قد كان في مكة وحول البيت حول الكعبة ستون وثلاثمئة صنم كم سنة من يوم البعثة الى الهجرة ثلاثة عشرة سنة لماذا لم يكسر الاصنام ليلا لانه ليس له سلطة الانسان الذي ليس له سلطة ليس له الانكار باليد يمشي يمر في احد الطرقات مكة ويرى عمارا وسمية وياسر والد عمار وهم مقيدون معذبون ولا يستطيع ان يغير هذا المنكر لكنه عليه الصلاة والسلام يقول كلمة واحدة يشجع بها اصحابه صبرا على ياسر فان موعدكم الجن دل على ان الله رفع التكليف في حال عدم الاستطاعة فضلا منه وكرما وجودا الان اذا ذهب المسلم الى بلاد الكفار ورأى اصنامهم واوثانهم لا يجوز له ان ينكر باليد لان السلطة له اذا استطعت ان تفهمهم بلسانك فحي هلل وان لم تستطع فلماذا تذهب اخرج من بلادهم الا ان يكون المقصد الذي ذهبت من اجله اعظم من بقائك هناك ان يكون الانسان ذاهبا لتعليم الناس او لدعوة الناس وهو اعظم عند الله عز وجل منزلة من انكار المنكر القلبي الذي لا يستطيع الا اياه مثل انسان يذهب للعلاج مضطر اذا قوله صلى الله عليه وسلم وذلك اضعف الايمان اي هذا اقل ما ينبغي ان يعمله اهل الايمان وفي قوله اظعف الايمان اشارة الى ان الايمان منه ما هو قوي فاذا كان الايمان يسمى اظعف ويسمى اقوى ويسمى قوي ويسمى ضعيف ويسمى ضعف اذا هذه دالة على صحة معتقد اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والزلات وهو منطوق القرآن ليزداد الذين امنوا