هذا الحديث الذي رواه شداد ابن اوس رضي الله عنه ابو يعلى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء كتب بمعنى فرظ احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وعن ابيه على شداد ابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة. وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته. رواه مسلم هذا الحديث مناسبته ظاهرة فان من الاحسان من اسباب ترك الغضب الاحسان فان الانسان اذا صار على حال الاحسان فانه يكون تاركا للغظب واما الغضوب فلا يدرك مرتبة الاحسان فتفوته هذه الخيرية الشرعية موظوع هذا الحديث موضوع هذا الحديث اهمية الاحسان في دين الله عز وجل. اهمية الاحسان في دين الله عز وجل كتب بمعنى فرضه والفرق بين فرض وكتب ان الفرض حتم لازم قد يكون بالقول. واما كتب فهو حتم لازم بالقول مفروض منته لا جدال فيه وليس قابلا للنسخ لذلك لما قال كتب عليكم القتال اذا لا يمكن ان قتال ينسخ يؤخر نعم يؤجل نعم يصالح الكفار نعم يعاهد الكفار نعم. اما يلغى الجهاد لا يمكن كتب عليكم الصيام؟ نعم. هل يمكن يؤخر الصوم للمريض؟ نعم هل يمكن يؤخر الصوم للحامل؟ نعم. هل يزال عنه الصوم؟ لا لانه مكتوب اذا معنى كتب يعني فرض حتم لا نقاش فيه ولا جدال ان الله كتبه وتأملوا معي بلاغة قول النبي صلى الله عليه وسلم. قال ان الله كتب ما قال ان رب كتب لان المقصود هنا البلوغ الى مرتبة الاحسان وهو غاية ما يبلغه المتألهون. فناسب ذكر اسم الله دون الربوبية ان الله كتب الاحسان فكان الاحسان مكتوب لاجل ان نصل الى اعلى مراتب التألق لله تبارك والتعامل ولذلك يقول العلماء ان مراتب العبودية متنوعة اعلاها الاحسان ان الله كتب الاحسان على كل شيء. ما معنى الاحسان؟ الاحسان في اللغة معناه الاتقان والظبط الاتقان والضبط وقوله هنا كتب الاحسان على كل شيء اذا كيف كتب الاحسان على كل شيء يعني اذا قلنا على على بابه بمعنى الاستعلاء فيكون المعنى ان الله كتب الاحسان على كل شيء فيما جعله فيه فكتب على الشمس ان يؤدي عمله على الوجه الذي اراد الله وكتب على الانسان ان يؤدي العمل الذي اراده الله منه على الوجه الاكمل وكتب على الملائكة ان يؤدوا العمل الذي افترض عليهم على اكمل وجه. هذا معنى كتب الاحسان على كل شيء يعني كتب عليه الاحسان وقول اخر ان على يكون بمعنى فيه وهذا قاله بعض الشراح فيكون المعنى ان الله كتب الاحسان في كل شيء اي يمكن للانسان ان يكون محسنا في كل شيء فدل على ان الانسان يمكن ان يكون محسنا في قوله محسنا في اعتقاده محسنا في عمله محسنا مع نفسه محسنا مع ربه محسنا مع الناس. وهذا معنى ايضا صحيح على العموم ان الله كتب الاحسان يعني الاتقان والظبط على كل شيء ولما قال على كل شيء معناه يجب علينا ان نحسن في كل شيء ومكتوب على كل شيء الاتقان والضبط قال فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة هذا تفريع على ما سبق من العموم في القاعدة. القاعدة الاحسان مكتوب على كل شيء وفي كل شيء فاذا قتلتم قد يقول قائل ما وجه التمثيل بهذه الصورة ها ما وجد تمثيل بهذه الصورة وجه ذلك ان هذه الصورة في الظاهر لا احسان فيها لان غاية ما فيه ازهاق رح ذات روح فكيف يكون فيه احسان ومع هذا بين النبي صلى الله عليه وسلم انه وان كان فيه ازهاق روح فان الاحسان فيه متصور فاذا كان الاحسان متصور فيما فيه ازهاق روح فغيره من باب اولى قال فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة وهذا على العموم سواء كان قتلنا للعدو المعتدي الكافر او كان قتلنا البهائم وغير ذلك فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة اي اظبطوها لا تجعلوا القتلة على صورة بشعة لا تجعلوا القتلة على صورة مفزعة يعني مثلا يأتي انسان يريد ان يحرق عدوا هذا ما يجوز قال صلى الله عليه وسلم لا يحرق بالنار الا ربه يريد انسان ان يقطع وريد فلان لكي يخرج منه الدم فيموت شيئا فشيئا هذا لا يجوز. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في القصاص. هل هناك في القتل قصاص على الهيئة والكيفية التي قتل ام لا قصاص الا بالسيف فيه قولان لاهل العلم والذي تميل اليه النفس ان القصاص انما يكون بازهاق الروح دون الهيئة ولا قصاص الا بالسيف. والحديث وان كان ضعيف السند وقد حسنه وصححه بعض العلماء كابن قدام وغيرهم لكن العمل عليه من عهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من الخلفاء العادلين قال فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. القتلة بكسر القاف قتلة يقتل قتلا القتل مصدر طيب والقتلة؟ اسم للهيئة اسم للهيئة. وايضا القتلى اسم للمرة. قتلت قتلة قتلة يعني معينة على هيئة معينة او قتلت قتلة اي مرة واحدة هنا فاحسن القتلة اي فاضبطوا هيئة القتل هذا معناه قال واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة والذبح يكون بقطع الوجهين والمريء يكون بقتل بقطع والمريء واما القتل الذبح بغير ذلك فانما يكون بالنحر للابل خاصة واما الذبح من القفا فهذه ذبيحة الهندوس وهذه لا تحل لنا الذبح من القسا للبهائم هذا لا تحل لا تحل به الذبيحة بل لا بد من قطع الوجهين والمريء من الامام وقوله صلى الله عليه وسلم واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح احسنوا يعني اضبطوها واتقنوها. ثم بين كيفية ذلك بقوله وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحه ومعلوم ان الذبحة الذبحة كالقتلة صورة للهيئة الذبحة كالقتلة الذبحة هذه معلوم ان من من الاحسان العملي حد الشفرة واراحة الذبيحة ومن الاحسان الديني التسمية والتكبير. بسم الله الله اكبر ومن لم يسمي ولم يكبر قصدا فان ذبيحته ميتة قال تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وانه لفسر قال وليحد احدكم شفرته المقصود بالشفرة السكين والمدي ونحوه وليرح ذبيحته بان اه يذبحها اذا كانت من اذا كانت من الانعام بان يذبحها اذا كانت من الابل قائمة معقلة على ثلاثة ارجل وهذا امر بالاحسان ولا ريب على ان البهائم اذا ندت فانها تقتل كيفما امكن حكمها حكم الصيد هذا في حال اه انها اذا شردت وارادت الهروب او او لم يمكن الوصول الى ذبحها الا بطريقة معينة فكيف ما امكن فحين اذ يصح الذبح والا فالاصل هو اه قد الذبح من بقطع الوجهين والمريء ولنتأمل ايها الاخوة هذا الدين العظيم الذي امرنا بالاحسان في حال الذبح والقتل فكيف في الاحسان في حال الاكرام وفي الاحسان في حال التعامل مع الانسان هذا من باب باولى الناس