قال المصنف رحمه الله عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. كالراعي يرعى حول الحمى ما يوشك ان يرتع فيه الا وان لكل ملك او الاوان لكل ملك حمى. الا وان حمى الله محارمه الا وان في الجسد مضغة اذا صلح صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب رواه البخاري ومسلم مناسبة هذا الحديث انه لما تبين ان الدين مبناه على مراتب وآآ لا يقبل الله عملا الا باخلاص ومتابعة ناسب ان يذكر ما يبنى عليه الدين وهو بيان الحلال والحرام والامور المشتبهة اذا الاحكام المتعلقة بالاعيان الاحكام المتعلقة بالاعيان والاوصاف دائرة بين هذه الاحوال الثلاثة اما حلال واما حرام واما امر مشتبه فيه اذا من اراد ان يكون دينه الاسلام والايمان والاحسان مبنيا على التمام والكمال فيأتي الحلال الذي لا شائبة فيه ويدع الحرام رأسا ويبتعد عن المشتبهات تجنبا لخدش مراتب الدين في قلبه موظوع هذا الحديث بيان بيان الحلال والحرام المتعلق بالاعيان والاوصاف في الدين بيان الحلال والحرام المتعلق بالاعيان والاوصاف في الدين روى هذا الحديث ابو عبد الله النعمان ابن بشير الانصاري هو وابوه صحابيان وابوه بشير هو صاحب القصة المشهورة الذي نحل نحلة للنعمان فقالت والدته لا ارضاه حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اعطيت كل بنيك؟ قال لا انما هو للنعمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اشهد على هذا اشهد على هذا غيري وفي رواية تريدني ان يشهد على زور النعمان بن بشير رضي الله عنه يروي هذا الحديث وهو الذي وقعت معه الواقعة تلك التي تبين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي اصحابه على العمل بالحلال البين وترك المشتبه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين بدأ النبي صلى الله عليه وسلم الجملة بالتأكيد لبيان ان الله سبحانه وتعالى جعل الامور التي هي حلال جعلها واظحة والحلال كلمة الحلال وصف بمعنى حل بمعنى الحل الحل يجمع على حلال والامر اما ان يكون حلالا او حراما والشيء اما ان يكون حلالا او حرام فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ان الحلال بين وبين معناه واضح جلي من بان الامر يبين بينونة وبين الشيء يبينه بيانا وهنا قال بين على الوصفية اي ان الحلال وصفه واضح جلي وحكمه واضح جلي في دين الله تعالى صلوات لك انسان بالخنزير فانت تعلم انه حر. لو اتى لك بالخروف فانت تعلم انه حلال بين. ما يشتبه عليك الخروف بالخنزير ان الحلال بين وان الحرام بين والحرام وصف للامر المحرم ومنه الحرمة وتقول هذا شيء حرام اي يحرم عليك قربانا وهو وصف للاعيان والاشياء والاوصاف وان الحرام بين اي لا يشتبه على احد الحلال لا يشتبه والحرام لا يشتغل. ان الحلال بين وان الحرام بين لو قلت لاي انسان الكذب حرام او حلال ماذا سيقول حرام بل لو كان كافرا يعلم ان الكذب حرام لو قلت لانسان الغدر محرم او حلال محرم الامانة مذمومة او ممدوحة يقول ممدوح فهذه امور واظحة وقدم الحلال ليش؟ ها لان الاكثر في الاشياء الحل ولهذا قعد العلماء قاعدة قالوا الاصل في الاشياء الحل الاصل في الاشياء الحل هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا منه فالاصل بالاشياء الحل لذلك قدم ان الحلال بين وايضا قدم لان وجوب اعتقاد الحلال اهم من وجوب اعتقاد الحرام ومقدم ولهذا قال عز وجل ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب؟ هذا حلال وهذا حرام فقول المفتي هذا حلال كقوله هذا حرام وقوله هذا حرام كقول هذا حلال يحذر الحلال هو الاصل الاصل في الاشياء الحل والامتثال فيه اكثر وما لكم الا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم اليه اذا كان الحلال بين والحرام بين اذا عندنا الاشياء منقسمة الى قسمين الان حلال وحرام طيب وبينهما حلال وحرام وبينهما اي بين الحلال والحرام. وهو الذي اذا صح التعبير يسمى بالبرزخ بين الشيئين الامر بين الامرين وبينهما امور مشتبهات. ولم يقل صلى الله عليه وسلم امر مشتبه وانما قال امور مشتبهات وفي رواية متشابهات وفي رواية مشتبهة والمعنى متقارب ومعنى مشتبهات اي ملتبسات مشتبهات اي ملتبسات ثم اذا علمنا ان الاشياء اما حلال بين او حرام بين او مشتبهات يأتي السؤال هل هذه المشتبيات يمكن العلم بها وجرها الى احد الطرفين او لا يمكن قال صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس اذا معنى هذا الكلام ان الامور المشتبهة هي مشتبهة في حق كثير من الناس لذلك قال لا يعلمهن كثير من الناس لا يعلمهن الظمير راجع الى الحلال والحرام والليل المشتبهات مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. معنى هذا الكلام ان البعظ من الناس يعرفون حكم المشتبه وحكم المشتبهات هل هي من قسم الحلال او من قسم الحرام وعلى هذا يقرأ قوله جل وعلا في الوصل كما هي قراءة ابن عباس وما يعلم تأويله الا الله في العلم فالراسخون بالعلم فالراسخون في العلم يعلمون حكم المشتبهات دون آآ من لم يبلغ الرسوخ في العلم قال لا يعلمهن كثير من الناس ثم قال صلى الله عليه وسلم مبينا تأصيل في كيفية امكان الدين وكيفية ترسيخ المراتب قال فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه وانا اقول لكم القاعدة وهي ان السلف فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا لا يقدمون على شيء الا بعد العلم وعامة الخلف يفعلون الاشياء ثم يسألون عنها وهذا من احد الفروقات بينهم وبيننا كانوا لا يقدمون على فعل شيء حتى يعرفوا حكمه خشية ان يقع في المحرم او المشتبه الناس اليوم يفعلون ثم يسألون وهذا من العجائب والغرائب لذلك النبي صلى الله عليه وسلم فرع على القاعدة السابقة الحلال بين والحرام بين وبينهم المشتبهات فرع امرا فقال فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعلمه اتقى اي جعل بين المتشابهات وبين نفسه وقاية حاجزا برزخا ابتعد عنه ما يريد حتى ان يراها فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعلمه الاستبراء يا يطلق على الامر الذي التبس عليه الانسان ثم خلص منه وهذا فيه اشارة الى ان من علم من عمل بالحلال وترك الحرام انه على خير لكن ان ترك المشتبهات حصل له ابراء من الشرف حصل على البراءة من الشر قال فقد فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ والاستبراء بمعنى السين والتاء الطلب. اي فقد طلب البراءة لدينه بمعنى اخر فقد طلب الكمال لدينه فقد استبرأ من اتقى الشبهات استبرأ. الذي يترك الشبهات ماذا يطلب؟ يطلب البراءة لاي شيء لدينه وعرضه والدين هنا مضاف اليه لان المقصود به دين الرجل عمله والا دين الاسلام مبرة من كل عيب وعرظ الرجل طيب هنا يأتي السؤال لماذا الالتباس بالمشتبهات فيه لطيخة في الدين والعرظ تشويه للدين والعرض انا اقول لكم لماذا لو كان امر ما حلالا وانت طالب علم تدرك انه حلال لكن عامة الناس لا يعلمون ذلك ويظنونه حراما فالواجب عليك انك لا تفعل هذا الشيء حتى تبين لهم الحكم والا اتهموك في دينك يقول شوفوا فلان يعمل الحرب ولهذا ينبغي للانسان ان يطلب البراءة لدينه وعرضه بعض الناس يقول انا اسوي ما لي شغل من الناس لا الناس ان استطعت ان تكف لسانه وان تبعد شرورهم فهذا امر مطلوب لذلك قال صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرم وهذا يجعل الانسان يخاف من الامور المشتبهة لان هذا مرتب على هذا. من وقع في الشبهات وقع في الحرام لانه يقرب الى جهة الحرام وهذا فيه دلالة على ان من لم يتوق الشبهات فانه يميل الى جهة الحرام شيئا فشيئا حتى يقع فيه ثم مثل النبي صلى الله عليه وسلم بمثال عظيم يقرب البعيد ويفهم السامع فقال كالراعي اي مثل الراعي كالراعي يرى حول الحمى انسان عنده غنم ثم وضع احد الملوك والامراء حمى وقال للناس هذا المكان المحمي هذا محمي خاص لا يجوز لاحد ان يأتي اليه اما حماية للبيئة واما حماية للحيوانات البرية واما حماية لنفسه ايا كان بغض النظر عن نوع الحماية قال هذا ارظ محمي هذه ارض محمية فجاء الراعي فاصبح يرى عند المحمية والمحمية ما فيها شبك فباي غفلة منه اغنامه ستدخل الى الارض المحمية قال كالراعي يرعى حول الحمى الحمى هي المقصود بها الارض المحمية الحمى الارض المحمية مثل انسان يدخل بسفينته الى البحر يريد ان يصيد وهناك مكان ممنوع الصيد فيه طبعا البحر ما فيه علامات ظاهرة وانما يعرفها اهل البحر فجاء الرجل فاوقف سفينته الصغيرة في جنب المحمية في قرب المحمية ومع غفلته اذا بالامواج جردت الى داخل المحمية فجاء الرجل الشرطي فجرمه لان الانسان الذي يحوم حول الحمى ما الذي يحصل؟ قال كالراعي اي مثل الراعي. يرعى حول الحمى يوشك ان دعا في يوشك بمعنى يقرب ان يرتع فيه اي ان يقع فاذا كان الغنم يرتع لغفلة الراعي فانت ايها الانسان اذا قربت من الشبهات وباشرتها نفس نفسك نفسك سترعى الحرام بادنى غفلة منك نفسك سترعى في الحرام بادنى غفلة منك قال الا اي واحذروا الا حرف تنبيه وتحذير الا وان لكل ملك حمى وهذه قاعدة متكررة ما من ملك من ملوك الدنيا الا وله حمى فالنبي صلى الله عليه وسلم وظع هذه القاعدة قال الاوان لكل ملك حمى ثم قال الاوان حمى الله محالة التنبيه الاول لبيان الكلية لكل ملك حمى والتنبيه الثاني لبيان الحذر من حمى الله تبارك وتعالى الاوان حمى الله محارم فالله جل وعلا وضع المحارم هذه محميات لا يجوز لك قربانها وهي محميات معنوية او حسية فلا يجوز لك قربانا لان المحرمات قد تكون للاعيان والاوصاف الاوان حمى الله محارمه اي ما حرمه محارمه محارم الله الاشياء التي حرمها محارم الله الاشياء التي حرمها الاوان في الجسد مضغة. طبعا وصفت اظيفت المحارم الى الله من باب اضافة التشريف والامر والنهي فمن الذي حرم؟ الله اذا اضيف اليه لذلك ثم قال الا تحذير اخر الان الاول الا تحذير للكلية وان لكل ملك الثانية تحذير من حمى الله الثالثة تحذير للعبد نفسه الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. المضغة بضم الميم بضم الميم المعجمة والمعجمتين الاولى والثانية معناها القطعة مضغة القطعة من الشيء واصل المضغة اللحم الممظوغ الاوان في الجسد مضغة اي قطعة لحم اذا صلحت صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ما هي هذه المضغة التي هي بهذه المثابة قال الا وهي القلب الا وهي القلب المقصود ان القلب ملك الاعضاء فيجب علينا ان ننتبه الى هذا القلب لا تدخل فيه ما يلهيه يجعله في غفلة وينسيه اجعله فيما يكون به مذكرا ومنتبهة كيف ذلك الا وهي القلب كيف نصلح القلب على كل حال ايها الاخوة في هذا الحديث اشارة الى اعظم اسباب صلاح القلب ما هي اعظم اسباب صلاح القلب الاول امتثال الحلال اعظم صلاح للقلب امتثال الحلال. ثق تماما انك لا تصاب بضيق ولا بقلق ولا بهم ولا بحزن اذا اصلحت قلبك كيف نصلح القلب؟ اولا نفعل الحلال ثانيا نترك المحرمات رأسا ثالثا ندع الشبهات ثالثا ندع الشبهات رابعا رابعا نكثر من ذكر الله. فان اعظم صلاح القلب بسبب ذكر الله عز وجل خامسا نكثر من الاستغفار على وجه الخصوص فانه منظف للقلب اعظم من تنظيف الصابون للثياب سادسا نعطف على الفقراء والمساكين والايتام فان ذلك من اسباب صلاح القلوب سابعا سابعا نكثر من الدعاء بان يصلح الله قلوبنا وقد كان من خصوص دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك من مسائل هذا الحديث ايها الاخوة ان الدين مبناه على فعل الحلال وترك الحرام هذا يسمى اسلاما فان اراد اورام الانسان المرتبة العليا وهو الايمان فعليه ان يزيد بان لا يرتكب اي محرم ولا يترك اي واجب واذا وقع منه ترك للواجب او فعل للمحرم يتوب مباشرة ولا يستمر واذا رام المرتبة الاعلى من ذلك ترك الشبهات ولهذا قال العلماء لا يكون الرجل متقيا حتى يدع المشتبهات بل قال غيره لا يكون الرجل متقيا حتى يدع ما لا بأس به خشية الوقوع مما فيه بأس ومن المسائل المتعلقة في هذا الحديث اهمية الرجوع الى العلماء في الامور المشتبهة بالامور المشبهة قال الله عز وجل واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. ما معنى اذاعوا به؟ نشروه تويترات واتسابات على كيفهم يشتغلوا كل واحد منهم صاير بي بي سي الاوان آآ يعني آآ من من الامور المهمة الرجوع الى العلماء في المشتبهات لان العلماء هم الذين يعلمون. قال واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم وقال جل وعلا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون لا يمكن للانسان ان يعرف بعقله المجرد لا سيما في الامور المشتبهة بل لا بد في الرجوع الى اهل العلم الراسخين الذين يعلمون المشتبهات ويعلمون المشبهات ومن هنا قال بعض العلماء من علامة العالم من علامة العالم تمييزه في الامور المشتبهة بين الحلال والحرام الحلال يعرفه كل احد والحرام يعرفه كل احد لكن الامور المشتبهة هذه من علامات العلماء من علامات العلماء انهم يعرفون الاحكام المشتبهة مثلا لو جاك إنسان يريد ان يلبس عليك وقال لك ما الفرق بين الربا وبين البيع هذا بيع وهذا بيع الان العالم هو الذي يستطيع ان يبين الفرق بين ما اشتبه من الامور ولذلك ميزهم الله ورفع قدرهم وجعل شهادتهم مع شهادة نفسه تبارك وتعالى. نعم