قال المصنف رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله طيب لا يقبل الا طيب وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال تعالى يا ايها يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبس بس هو حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له؟ رواه مسلم هذا الحديث هو العاشر ومناسبته ظاهرة لما قبله لان الحديث الذي قبله بيان وجوب امتثال المأمور وترك المحظور ويرد الى ذهن الانسان لماذا انا ارتكب آآ امتثل في فعل المأمور اترك المحظور جاء الجواب في هذا الحديث لانه لا ينهى الا عن خبيث ولا يأمر الا بطيب اذا المناسبة ظاهرة موضوع هذا الحديث بيان ان المأمور به لا يكون الا طيبا بيان ان المأمور به لا يكون الا طيبا واما الدلالات والمسائل في هذا الحديث فقال صلى الله عليه وسلم ان الله طيب لا يقبل الا طيبا والطيب وصف من اوصاف الله تبارك وتعالى طيب وصف من اوصاف الله تبارك وتعالى ومعناه الكمال الحسن الاكمل الاحسن ان الله طيب فاذا كان الله عز وجل طيبا قال لا يقبل الا طيبا الكريم يقبل من الكريم والطيب يقبل من الطي ذلك لان الله عفو فيحب من عفا غفور فيغفر لمن يغفر ذو الفضل فيجود على من يفضل وهكذا لان الله سبحانه وتعالى يحب اصحاب الصفات الطيبة لانه موصوف جل وعلا بالاكمل والاحسن لا يقبل الا طيبا وهنا لا يقبل يفيد العموم لا يقبل من الاعمال لا يقبل من الاعتقادات لا يقبل من الاقوال الا طي اي الا ما طاب وحسب الا ما جمل وانتزع منه صفات القبح ومفهوم المخالفة من هذا الحديث ان ما ليس بطيب فهو لا غير مقبول عند الله طيب ما هو الشيء الذي ليس بطيب الشرك اقبح القبائح ثم البدع لا يمكن ان توصف بانها طيبة ثم المحرمات فلا يمكن لعبد ان يتقرب الى الله بالمحرمات اذا الطيب الايمان توحيد الطيب السنة الذي شرعه الله ورسوله الدين الطيب ما احله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين الان هذا اه بيان كوني الله جل وعلا لا يقبل الا طيبا. طيب لا يقبل الا طيبا لانه امرنا بالامور الطيبة ولذلك لا يقبل الا ما كان طيبا شرع لنا الامور الطيبة فاذا فعلناها قبلها واذا فعلنا غيرها ردها قال وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين هذه الجملة فيها من الفوائد ان اوامر الله منقسمة الى قسمين امر خاص كامره للمرسلين وامر عام كامره للمؤمنين اذا الاوامر الشرعية منقسمة الى قسمين اوامر خاصة واوامر عامة والاوامر الخاصة اما ان تكون معينة للاشخاص كالنبي صلى الله عليه وسلم او مخصوصة بالاوصاف او مخصوصة بالاوصاف والاوامر العامة هي التي تكون لعموم المؤمنين او لعموم الخلق او لعموم بني ادم وغير ذلك ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. هذه الاية يا ايها الرسل مع جملة وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فيه فائدة لطيفة وهي ان الانبياء لا يؤمرون بالتحليل والتحريم الانبياء لا يؤمرون بالتحليل والتحليل لان الانبياء انما يؤمرون بشرع من سبقهم بشرع من سبقهم ويحيون الشرع السابق في قلوب المؤمنين واما المرسلون فانهم يؤمرون بالتحليل والتحريم فيقال لهم هذا حرام وهذا حلال وهم يقولون للناس هذا حرام وهذا حلال فيشرعون اما الانبياء فانما هم متبعون لشرع من سبق قال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا فهذا امر خاص للرسل صلوات الله وسلامه عليه والرسول هو من بعثه الله الى قوم كافرين يبلغهم دين الله عز وجل ثم يتبعه على ذلك اناس او قد لا يتبع احد ثم يتبع على ذلك اناس فاذا اتبعوه يكون نبيا ايضا فكل رسول نبي ولا عكس فان قال قائل فقد جاء في الحديث يبعث النبي وليس معه احد والنبي معه الرجل والرجلان نقول نعم لان بعض الانبياء الذين يرسلهم الله الى المسلمين هؤلاء المسلمين يعترظون ولا يقبلون الكلام ويرفضونه كما فعل حصل مع بني اسرائيل اذ رفضوا اه زكريا عليه السلام وارادوا قتله والرسل المذكورون في القرآن الكريم والرسل المذكورون في القرآن الكريم آآ الصحيح ان ادم عليه السلام نبي وهو اول الانبياء نوح عليه السلام رسول وهو اول الرسل واخر الانبياء والمرسلين هو محمد صلى الله عليه وسلم وبه ختمت النبوة فاذا ختمت النبوات فالرسالة من باب اولى فالرسالة من باب او لا قد سئل النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي ذر كم عدد المرسلين فقال عليه الصلاة والسلام عنهم قال ثلاث مئة وبضعة عشر اربعة عشر رسولا وسئل عن الانبياء قال اربعة وعشرون ومئة الف هنا قال ان يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اذا الله خاطب كل رسول ان يعمل يأكل من الطيبات ويعمل صالحا وهنا الطيبات وصف خاص للمأكول والصالح وصف عام لكل عمل كلوا من الطيبات هذه القاعدة يجب ان تتكرر في نفوسهم ان الله الذي خلق الانسان يعلم ما يطيبه ويصلحه ويعلم ما يخبثه ويفسده احل له ما يطيبه ويصلحه وحرم عليه ما يخبثه ويفسده فحرم علينا ذوات السموم لانها تقتلنا او تخبث النفس وتورث العداوة حرم علينا السبعيات لانها تورث في النفس السبعيات حرم الخنزير لانها تذهب الغيرة ولان فيها مضرة على البدن والى اخره حرم الميت لان فيها مضرة وهكذا. فيجب ان يتقرر في نفسك ان الله انما احل لنا الطيبات لانها تطيب نفوسنا وتصلح ابداننا وحرم الخبائث لانها تخبث النفوس وتفسد الابدان ثم قال وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقنا اذا قال للرسل كلوا من الطيبات وقال للمؤمنين كلوا من طيبات ما رزقن وهناك في الرسل جاء معرفا الطيبات وفي خطاب المؤمنين جاء نكرة من طيبات آآ ولذلك يقول بعض العلماء لان هناك معرف بال وهنا معرف بالاضافة من طيبات ما معرف بالاضافة قال من طيبات ما رزقناكم. دل على ان رزق الله عز وجل شامل وان الطيب من رزق الله عز وجل وعقيدة اهل السنة والجماعة انه ما من رزق الا وهو من الله لكن المسلم قد يحصله بطريق شرعي فيؤجر عليه او يحصله بطريق محرم فيؤسى فيأثم وهكذا الكافر قد يحصل الطيب بطريق مباح وقد يحصله بطريق محرم وتأمل معي في الجمع بين الامر بكلوا من الطيبات وعملوا صالح فكأن المعنى ما هو مثل ما يدرسون في المدارس يقولون ليش تاكل؟ قال عشان اعيش. ليش تعيش؟ عشان تاكل ها دوارية هذي ياكل عشان يعيش ويعيش شان ياكل. لا يا حبيبي هذا غلط كلوا من الطيبات واعملوا صالحا هذا المقصود تأكل لماذا؟ لتعمل الصالحات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولذلك الله ما خلق ما في الارض لنا الا لكي نقدر على العبادة خلق لكم ما في الارض جميعا ليش خلق لكم ما في الارض جميعا انا اضرب لكم مثال من منكم موظف انت موظف انت الان موظف في مكان معين لما وظفوك وحطوك في المكان هذا هيئوا لك الاسباب ولا ما هيئوا لك الاسباب حطوا لك مكتب حطوا لك لاب توب حطوا لك قلم حطوا لك انترنت حطوا لك كرسي حطوا لك كل شي حطوا لك هذي الاشياء عشان تجي تنام تحط راسك وتنام ها عشان ايش عشان تعمل يا اخوان هذا في دنيانا الانسان اذا توظف في مكان يجد المكان كله مهيأ له لماذا؟ ليعمل طيب الله عز وجل خلقنا لنعبده هيأ لنا كل شيء فجعل كل شيء مسخرا للانسان والانسان ليس مسخرا لشيء لماذا لانك انت مخلوق للعباد سيهيأ لك كل شيء هذه مسألة عظيمة كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ولهذا من من اكل من الطيب نوى العمل الصالح اجر على نيته في المباح. شفتوا كيف متى يقدر الانسان يجعل المباح عبادة بنيته الصالحة ينوي باكله التقوي على العباد. ينوي بنومه ها التقوي على العبادة ينوي اه لبسه ينوي بلبسه القدرة على العبادة ينوي بلبسه المحافظة على الحر والبرد لكي يكون معافا فيؤدي الطاعة لاكمل وجه هادي مسألة مهمة قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ذكر الرجل ثم ذكر الرجل هذا من كلام ابي هريرة قال ثم ذكر الرجل يعني بان قال والرجل يطيل السفر ثم ذكر وصف هذا الرجل يطيل السفر السفر مظنة استجابة الدعاء هذه واحدة اشعث يعني رجل واضح عليه انه يعني محتاج وهذي مظنة الاجابة لان كل ما زاد ذل الانسان كلما زاد عفو الله والتفاته اليه قال اغبر يعني انه صارت تفثا ولهذا جاء في حديث الحج قال عبادي اتوني شعثا غبرا اشهدكم اني قد غفرت له فكون الانسان اشعث اغبر مظنة استجابة الدعاء طبعا ليس تقصدا وانما تبعا. وهنا جاء الاشعة الاغبر تبعا للسفر مسافر واشعث واغبر ما يعرف احد ولا احد يعينه يمد يده او يديه الى السماء يا ربي يا ربي ومد اليدين في الدعاء المسألة مد اليدين في دعاء المسألة سنة مد اليدين في دعاء المسألة سنة واما مد اليدين في دعاء الاسباب فليس من السنة حتى يثبت هذه قاعدة احفظها متى ترفع يديك في دعاء المسألة متى لا ترفع يديك في دعاء الاسباب. دعاء ذوات الاسباب كيف دعاء ذوات الاسقام؟ لما تأكل بعد الاكل شرع النبي صلى الله عليه وسلم لك دعاء تقول الحمد لله الذي اطعمني هذا من غير حول مني ولا قوة ما ترفع يديك لان هذا دعاء مشروع لسبب ليس دعاء مسألة تدخل المسجد شرع النبي صلى الله عليه وسلم كدعاء بسم الله اللهم صلي على محمد اللهم افتح لي ابواب رحمتك لا ترفع يديك شرع النبي صلى الله عليه وسلم كدعاء بعد الوضوء ولا ترفع يديك فكل ما كان متعلقا من الادعية متعلقا بالاسباب او الازمنة والامكنة او التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترفع يديك في حتى يأتي عنه عليه الصلاة والسلام ولهذا كان في دعاء الاستغاثة رفع اليدين لانه من باب دعاء المسألة في دعاء بدر رفع يديه لانه من باب دعاء المسألة فاذا يرفع الانسان يديه في دعاء المسألة اما اذا طبعا هي خارج الصلاة. اما اذا لم يكن في دعاء المسألة دعاء المتعلق بالاسباب التي شرعها النبي صلى الله عليه وسلم زمانا او مكانا او سببا ما ترفع يديك حتى يثبت عنه عليه الصلاة والسلام رفع اليدين قال يمد يديه الى السماء. اذا مد اليدين الى السماء في دعاء المسألة من اسباب استجابة الدعاء يا ربي يا ربي وقد قال ابن عباس قال هذه الدعاء يعني السبابة المسبح هذه الدعاة كان يدعو بها يعني يقول اللهم صلي على محمد اللهم افتح لي ابواب رحمتك اللهم ولهذا يسن للخطيب وهو على المنبر ان يشير باصبعه السبابة يدعو اللهم اللهم ثم قال ابن عباس ودعاء المسألة ان يرفع يديه هكذا ودعاء الرغبة ان يمدهما حتى يرى بياض ابطين اذا هذه كلها يدعى بها نعم يدعى بالسبابة يدعى بالكفين ويدعى برفع اليدين ويدعى برفع اليدين حتى يرى بياض الابطين. فيظن الناظر ان بطون الاكف الى الارض وان ظاهر الاكف الى السماء هذه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما في دعاء في دعاء المسألة في دعاء الاستسقاء في غزوة بدر رفع يديه جدا حتى سقط الرداء من منكبيه فجاء الصديق من خلفي وظمه قال كفاك مناشدتك ربك يا رسول الله فان الله منجز لك ما وعدك قال يا ربي يا ربي فيه اهمية الدعاء بالربوبية اهمية الدعاء بالربوبية ولهذا كان من اعظم الادعية الواردة في القرآن كان مسبوقا بالربوبية. ربنا اتنا في الدنيا ربنا لا تزغ قلوبنا ربنا هب لنا من ازواجنا ربنا اني اسكنت من ذريتي فتقديم الدعاء بالربوبية من اعظم انواع التوسلات قال ومطعمه حرام الان وجد فيه اربعة اسباب لاستجابة الدعاء. ايش اطال السفر اشعث اغبر حال مد يديه ودعا الله بالربوبية اربعة اوصاف لكن المشكلة قال ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي او غذي بالحرام. اربعة اسباب مانعة من موانع استجابة الدعاء كل واحدة كافية فكيف اذا اجتمعت فنى يستجاب له اي كيف يستجاب له دل على ان من اراد ان يكون مستجاب الدعوة فعليه ان يكون طيب المأكل صالح العمل طيب المأكل صالح العمل ومن فوائد هذا الحديث ايها الاخوة اهمية الحرص على استجابة الدعاء فلا تطعم عيالك الا الحلال واياك وان تطعمهم بالحرام فان من غذي بالحرام لا يستجاب دعوته اطعمهم الحلال حتى يكونوا غدا مستجاب الدعوة. لعل احدهم يرفع يديه يقول ربي اغفر لي ولوالدي. فتصاب بهذه الدعوة المباركة لا تطعم نفسك الحرام بعض الناس يقول خليني انا اخذ الحرام واحاسب عليه بس عيالي يصير حلال لهم. بعض الفقهاء قالوا هالكلام هذا ما شاء الله والله يعني بالك واسع وكتفك عريض تسأل عنا يوم القيامة ما همك شيء اه هين. كلام سهل اتحداك تحط اصبعك على الشمعة للصباح شمعة شمعة ما تستطيع تضع يدك عليها وهي ها يعني تعمل الى الصباح كيف تقول الحساب سهل هذا كلام يا اخوان ترى من ابليس ولنحذر من تدريساته لابد ان نحرص على استجابة الدعاء والاستجابة الدعاء لابد من احوال نمتثلها كالطهارة استقبال القبلة واختيار الامكنة الطيبة كالمساجد والازمنة المباركة التي الدعاء فيها مستجاب والاحوال الطيبة مثل السجود واخر الصلاة ادبار الصلوات قبل السلام ونحو ذلك نعم