احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود عقبة ابن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري. اه مناسبة هذا الحديث لما قبله ان الحديث الاول فيه اهمية التوحيد وفي هذا الحديث بيان ان التوحيد لا يستحى منه اذا كان من طريقة الانبياء والمرسلين سليم وموظوع هذا الحديث وموظوع هذا الحديث ان الحق لا يستحى منه وان اهل الباطل لا يستحون من باطلهم هذا الحديث الذي رواه عقبة بن عمرو الانصاري البدري يلقب بالبدري ليس لانه شهد بدرا وانما يلقب بالبدري لانه سكن بدرا لا يشكل عليك هذا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شاء اذا معنى هذا الكلام ان الناس في جزيرة العرب ادركوا اباءهم واجدادهم على شيء من كلام النبوة معنى هذا الكلام انهم وان كانوا على الشرك لكن عندهم بعض الموروثات النبوية من اسماعيل وابراهيم عليهما السلام وان عندهم اذا كان عندهم بعظ الموروثات النبوية من الاقوال فعندهم بعظ الموروثات النبوية من الافعال فمثلا كانوا يحجون وفي حجهم كانوا يعرفون الا الحمس وكانوا يرجمون الجمرات وكانوا يطوفون بالبيت وكانوا يسعون بين الصفا والمروة اذا عندهم بعظ الاشياء من موروثات النبوة باقية ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة فيه اي حقا وثبت ان الناس ادركوا من كلام النبوة الاولى شيئا ما هو هذا الشيء؟ ان مما يعني شيئا ما او من الذي ادرك الناس من كلام النبوة الاولى الافضل ان يؤول ما هنا مما ادرك ان يؤول بالمصدر اي ان من مدركات الناس من كلام النبوة الاولى قولهم اذا لم تستحي فاصنع ما شئت يعني اذا كان الفعل موافقا للحق فلا ينبغي ان تستحي من فعله وتفعله ولا تبالي. فلو كان الناس اهل الشرك وانت ذهبت الى اوروبا وانت موحد فلا تستحي من التوحيد واظهره ولا تستحي من الصلاة وصلي اذا لم تستحي يعني العمل لا يستحى منه عمل من الدين عمل من الشرع فلا يستحى منه فافعل ما شئت ما لك وللناس ما لك ولانظار الناس ما نكون لفتات الناس وايضا دل الحديث على مفهوم المخالفة ان من لا يستحي من الناس يفعلون ما يشاؤون وهذا واضح ان الذي نزع الحياء ان الذي نزع الحياء فانه يفعل ما يشاء فاذا كان الذي نزع الحياء يفعل ما يشاء انت لماذا تستحي فلا تفعل ما امرك الله به ورسوله وهذا مشاهد فنحن نرى اهل الباطل يظهرون باطلهم ويتبجحون بباطلهم ولا يستحون فلماذا انت تستحي تجد احدهم في المجلس يجلس ويتبجح بفعل الحرام وانت تستحي ان تعلم الناس كلمة التوحيد هذا لا يليق بك فهذا الحديث دل على معنيين متظادين وهذا اما ان يقال انه بطريقة البلاغة النبوية اذا لم تستحي فاصنع ما شئت معناه على حكاية الحال ان الناس اذا لم يستحوا يفعلون ما يشاؤون او انه على طريق التقرير الشرعي اذا لم تستحي من الفعل فاصنع ما شئت ولا تبالي ولهذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يعملون ويطبقون السنن ولا يبالون كلام الناس. وها هنا سؤال هل يجوز للمسلم ان يخفي بعض الاعمال عن الناس؟ الجواب اذا كان العمل مما يخفى شرعا فينبغي اخفاء او واذا كان العمل مما ينبغي اظهاره فينبغي اظهاره ولا ينبغي اخفاؤه مثلا الصلاة مع الجماعة ينبغي اظهارها صوم الانسان النافلة ينبغي اخفاؤها الصلاة في الليل ينبغي اخفاؤها وصلاة العيدين ينبغي اظهارها فالشرع جاء بامور ينبغي اخفاؤها تكون بينك وبين الله وبامور ينبغي اظهارها تظهر في امام الملأ وتعملها ومن ذلك قول الله عز وجل عن اقامة الحد قال وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين. نعم