ذلك النعيم المقيم الذي سيكون في الجنة اكلا وشربا فان اهل الجنة يأكلون ويشربون. فاذا كانوا لم يظمأوا بعد بعد شربة الحوض. فما الداعي الى شربهم بعد ذلك في الجنة ان هذا الحوض انما هو في العرصات. هذا بالنسبة للتفريق الاثري واما بالنسبة للتفريق النظري فلان الادلة وصفت الحوض بانه حوض. ووصفت الكوثر بانه واللغة العربية تفرق بين ما هو الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولوالدينا ولجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى والحوض الذي اكرمه الله تعالى به غياثا لامته حق. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بمنه وكرمه وفضله وجوده واحسانه انه جواد كريم ثم اما بعد الكلام على القطعة التي ذكرها الامام الطحاوي رحمه الله مما يتعلق بالحوظ وسيكون الكلام مفصلا في جمل من المسائل المسألة الاولى اعلم رحمنا الله واياك ان الايمان باليوم الاخر فرض عين على كل مكلف وهو ركن من اركان الايمان لا يقوم ايمان العبد ولا يصح الا بتحقيقه. قول الله في قول الله تبارك وتعالى ليس البر. ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر. واليوم الاخر وفي الصحيحين وفي وفي صحيح الامام مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما لما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم من حقيقة الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه الى ان قال واليوم الاخر واليوم الاخر. وقال الله عز وجل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا وقد اجمع العلماء على ان الايمان باليوم الاخر من اركان الايمان وشروط صحته فمن لا يؤمن باليوم الاخر فانه كافر وقد قسم العلماء الايمان باليوم الاخر الى قسمين الى ايمان مجمل والى ايمان خاص الى ايمان عام والى ايمان خاص. اما الايمان المجمل العام فهو ان تؤمن بكل قضية ذكرتها الادلة بما بعد مما بعد الموت وهذا فرض عين على كل مكلف حتى العامي يجب عليه ان يؤمن بما سيكون بعد الموت ولا يعذر احد الجهل في هذه المسألة. فيؤمن العبد ايمانا جازما بانه سيموت ويؤمن ايمانا جازما بكل ما اخبرت به الادلة مما سيكون بعد الموت سواء اكان يعلم اعيانها وتفاصيلها او لا يعلم فان العوام لا يطلب منهم معرفة تلك التفاصيل وانما معرفة هذه التفاصيل مخصوصة بطلبة العلم والعلماء وانما يكتفي العامي بان يؤمن بكل ما سيكون بعد الموت واما الايمان المفصل الخاص فهو ان ينصب الايمان على كل قضية بخصوصها مما سيكون في اليوم الاخر فمن قضايا اليوم الاخر تلك القضية العظيمة التي ذكرها الامام الطحاوي وهي قضية الحوض. وسيكون وسيكون الكلام وعليها في المسائل القادمة ان شاء الله تعالى. فاذا الامام الطحاوي ذكر في هذه القطعة قضية عظيمة من الايمان باليوم الاخر على وجه الخصوص والتفصيل. وهي قضية الحوض المسألة الثانية ان قيل لك ما هو الحوض لغة؟ فقل هو مجتمع الماء فان قيل لك وما هو الحوض شرعا فقل هو ذلك الحوض العظيم الذي امتن الله عز وجل به على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى امته من بعده وسيكون هذا الحوض في العرصات على خلاف بين اهل العلم سيأتينا تفصيله ان شاء الله فاذا الحوض في اللغة هو مجتمع الماء وليس من طبيعته الجريان كما قال العلماء واما شرعا فهو ذلك الحوض العظيم الذي سيكون في العرصات تكرمة من الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم ولامته من بعده المسألة الثالثة اعلم ارشدنا الله واياك ان الادلة المثبتة للحوظ قد بلغت مبلغ التواتر المعنوي واللفظي فقد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم قرابة قرابة قرابة الخمسين صحابيا. كلهم هذه المسألة وتلك القضية بخصوصها فلا جرم ان ادلة الحوض من جملة الادلة المتواترة. وقد نظم اهل العلم ذلك بقولهم مما تواترا حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب ورؤية شفاعة والحوض. والحو ومسح الخفين وهذه بعض فادلة الحوظ متواترة تواترها بالمعنيين جميعا التواتر اللفظي والتواتر المعنوي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان قدر حوضي كما بين ايلة وصنعاء من اليمن. حديث صحيح وقال صلى الله عليه وسلم امامكم حوض كما بين جرباء واذرح وهما منطقتان من الشام وهذا حديث صحيح وكذلك في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومن على حوضي ويقول صلى الله عليه وسلم ليريدن علي اناس الحوض. فيذادادون كما يذاد البعير الضال. الحديث بتمامه والسنة طافحة بتلك الادلة التي تثبت هذه القضية وقد اجمع على اثباتها السنة والجماعة اهل السنة والجماعة فلا جرم اننا نؤمن بان هناك من جملة العرصات حوضا عظيما فيكون للنبي صلى الله عليه وسلم وامته على ما اخبرت به الادلة لا نشك في ذلك طرفة عين وهذا ما ننطقه السنتنا وتؤمن به قلوبنا ونعلمه لطلابنا المسألة الرابعة لقد ذكرت الادلة شيئا من صفات هذا الحوض العظيم وهي من جملة الصفات الغيبية التي نؤمن بمعناها ونكل كيفيتها الى الله عز وجل. اذ الحوض بكل متعلقاته غيب فمن صفاته انه طويل وعريض. وان طوله بمقدار عرضه فطوله شهر وعرضه شهر فان قلت شهر بسير ماذا؟ فاقول بسير الابل المعتاد ليس بسير السيارات ولا الطائرات ولا الصواريخ وانما بسير الابل المعتاد وذلك لان مثل هذه التقديرات التي جرت على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم انما تحمل على التقدير المعروف في زمانه صلى الله عليه وسلم وقد ورد في تقدير هذا الحوض طولا وعرضا الفاظ مختلفة سيأتينا وجه الجمع بينها ان شاء الله في مسألة خاصة ومن صفاته ايضا انه قاطع للظمأ الحالي والمستقبلي يقول النبي صلى الله عليه وسلم من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. اي تروي عطشه الحالي وتمنع كبده من الظمأ المستقبلي ومن صفاته ايضا ان ماءه اشد بياضا من اللبن هذا باعتبار اللون واما باعتبار اللذة والمذاق فهو احلى من العسل كما ثبت ذلك في الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفس هذا اللفظ. ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل ومن صفاته ايضا ان عليه اباريق كثيرة جدا لا عدد ولا حصل لها كعدد نجوم السماء كما في الحديث عليه اباريق كعدد نجوم السماء ومن صفاته ايضا طيب رائحته ورائحة مائه اطيب من ريح المسك كما ورد في الحديث الصحيح ومن صفاته ايضا انه يصب فيه ميزابان من الكوثر في الجنة فماء الحوض مستمد من ماء الجنة احد الميزابين من ذهب والميزاب الاخر من فضة هكذا ثبتت الادلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقول كما قالت الادلة لا ندخل في ذلك الباب متأولين ولا متوهمين باهوائنا بل نبني هذا الباب على ساق التسليم والاذعان لما صح به النص. عن المسألة الخامسة ان قيل لك هل الحوض هو الكوثر ام غيره ان قيل لك هل الحوض هو الكوثر ام غيره فتقول الجواب في ذلك خلاف بين اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى فالخلاف في هذه المسألة من الخلاف العقدي الذي ليس محلا للولاء والبراء. وليس وليست هذه المسألة من مسائل الكبار التي يعقد عليها الولاء والبراءة والحب والبغض. او الادخال في مذهب اهل السنة والجماعة والاخراج منه والقول الصحيح في هذا الخلاف ان الحوض ليس هو الكوثر اثرا ونظرا اما من الاثر فلان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء يفسر هذا الكوثر في قول الله عز وجل انا اعطيناك الكوثر قال هذا نهر اعطانيه الله في الجنة حافتاه الدر المجوف الى اخر الحديث. فاثبت النبي صلى الله عليه وسلم ان محل هذا الكوثر انه الجنة واما الحوض فقد اثبتت الادلة ان ثمة من يزاد عنه ويمنع من الشرب منه ويبقى ظمآنا لا يجد مصدرا يشرب منه ولا يطفي لهيب ناري ظمئه فلو كان الحوض في الجنة لما اصاب الناس هذا الهم ولا هذا الغم ولا ما دفعوا عن الشرب منه. اذ ان نعيم الجنة متاح لكل احد. ولا يمنع من نعيم الجنة احد ولا يصيبهم لا هم ولا ظمأ ولا غم ولا نصب. ولا مخمصة كما قال الله عز وجل ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى فبما ان الحوض اثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ثمة من يزاد عنه ويمنع من الشرب منه دل ذلك على انه في في في لا يزال الحساب والجزاء فيه قائما. وهو العروسات ووجه الدلالة منه واضحة. ولان في بعض احاديث روايات الحوض ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليختلجن اناس من دوني فاقول اصيحابي اصيحابي فيقال انهم لا يزالون مرتدين على اعقابهم. وفي رواية انك لا تدري ما بعدك فافاد هذا ان هؤلاء ليسوا من اهل الجنة ليسوا من اهل الجنة فافاد هذا ان مكان هذا الحوض الذي يحصل عنده هذا كله انما يحصل عنده هذا كله انما هو في العرصات في وقت الجزاء والحساب واختار هذا القول الامام الطحاوي باشارة لطيفة منه رحمه الله وهي قوله غياثا لامته. فاثبت رحمه الله ان هذا الحوض انما امتن الله به على محمد وامته من باب غوثهم واهل الجنة لا يحتاجون الى من يغيثهم لانهم في الامن الكامل والشبع الكامل والري الكامل والاطمئنان الكامل. فقوله لامته دليل على ان الامة تحتاج الى هذا الحوض في وقت تحتاج الى من يغيثها في كربتها. وهذا يدل على ان بين الحوض والنهر فان من طبيعة النهر الجريان والتجدد. واما الحوض فمن طبيعته البقاء والدواب فاذا التفريق الاثري والتفريق اللغوي اللغوي يدلان دلالة ظاهرة واضحة على ان الحوظ ليس هو الكوثر على ان الحوظ ليس هو الكوثر فان قلت واين مكان الكوثر؟ فنقول في الجنة ولكن مادة مادة ماء الحوض انما هي مستمدة من الكوثر كما اثبتت بذلك كما ثبتت بذلك الادلة ومن المسائل واظنها المسألة السادسة ان قلت وهل جميع الامة ستشرب منه وهل جميع الامة ستشرب منه الجواب لقد اثبتت الادلة ان ثمة من يزاد عن هذا الحوض ويمنع من الشرب منه وقد اثبتت الادلة انهم جمل من الاصناف الصنف الاول من ارتد من هذه الامة وكفر فان الكفار من امة الدعوة لا حق لهم ولا حظ ولا نصيب لهم في الشرب من شيء من ماء هذا الحوض العظيم فهذا الحوض مخصوص بعباد الله المؤمنين واما الكفار المرتدون على اعقابهم فانهم لا حظ لهم في هذا في هذا الشرب ولذلك في الحديث فانهم لا يزالون مرتدين على اعقابهم فالكفار الاصليون او الكفار المرتدون اذا ثبتوا على ردتهم حتى ماتوا على الكفر فلا حظ لهم في هذا الشرب ومن هؤلاء اهل البدع والاحداث في دين الله عز وجل. فانهم ممنوعون محرومون من الشرب من هذا الحوض لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ان الملائكة تقول له لما سأل لما منعتموهم وصيحابي اصيحابي؟ او قال اصحابي اصحابي قال انك لا تدري ما احدث بعدك. وهذا الاحداث يراد به الاحداث الممنوع شرعا. اذ ليسوا اذ ليس كل احداث في الامة يكون ممنوعا فان الاصل في الاحداث في امور الدنيا الحل والاباحة. فلما عوقبوا على هذا الاحداث افاد ان وقعوا في الاحداث الممنوع شرعا اذ لا عقوبة الا على محرم. فافاد ذلك انهم احدثوا في دين الله عز وجل ما ليس منه فاحداثهم هذا هو الاحداث المنهي عنه في قوله واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة وفي قوله ايضا من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي قوله صلى الله عليه وسلم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء عفوا من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد الطائفة الثالثة المنافقون سواء في زمانه صلى الله عليه وسلم او بعد زمانه الى ان تقوم الساعة. فمن فمن تاب على فمن مات على النفاق فانه ممنون ومحروم من شرب شيء من ماء هذا الحوض العظيم لان من اعظم انواع الاحداث احداث النفاق بابطان الكفر واظهار واظهار الاسلام ومن جملة هذه الطوائف ايضا من يدخل على الملوك والامراء فيصدقهم في كذبهم. ويعينهم على ظلمهم فمن يدخل على الملوك والامراء فيؤيدهم فيما يكذبون به على الدين. ويخترعونه من الاحاديث احكام الشرعية وهو يهز رأسه موافقا لهم ومؤيدا لكذبهم ويعينهم مع ذلك على ظلمهم فانه محروم من الشرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم كما اثبت كما ثبت بذلك النص الصحيح الصريح عنه عليه الصلاة والسلام ولذلك قال عليه الصلاة والسلام فيما في الحديث الصحيح ولن فمن فمن دخل عليهم فصدقهم في كذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض او كما قال صلى الله عليه وسلم فهذه الطوائف قد ثبتت الادلة انها ممنوعة ومحرومة من الشرب من هذا الحوض العظيم فاذا ليس كل الامة سيشرب وانما سيمنع عنه اقوام ويذاد عنه طوائف اخرون المسألة السابعة ان قال لك سائل هل الحوض الذي سيكون يوم القيامة من خصوصياته صلى الله عليه وسلم ام ان لكل نبي حوضا السؤال واضح الجواب هذه من المسائل الخلافية في دائرة مذهب اهل السنة والجماعة. فمن اهل السنة والجماعة من قال ان الحوض الذي سيكون يوم القيامة حوض واحد. وهو حوض رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ولكن القول الصحيح والرأي الراجح المليح ان شاء الله هو ان لكل نبي حوضاء ولكن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم اوسعها واعظمها واكثرها واردا يوم القيامة. يعني انه يفوق سائر احواض الانبياء في كل الصفات لانه خاتمهم وافضلهم والمقدم عليهم فيكون ما خصه الله عز وجل به من هذا الحوض متفوقا في سائر الصفات على صفات احواض الانبياء الاخرى على الجميع صلوات الله وسلامه فان قلت وما برهانك على هذا التعديد عفوا على هذا الترجيح فاقول برهاني على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من حديث الحسن عن سمرة انه صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي حوضا وانهم يتباهون ايهم اكثره واكثر وانهم يتباهون ايهم اكثر وارده واني ارجو ان اكون اكثرهم واردا وقد صح كذلك عن علي رضي الله تعالى عنه ولكن صح موقوفا عليه فانه قال ان لكل نبي حوضا لكنه انما يصح موقوفا عليه ولكن هذا الموقوف عند المحدثين له حكم الرفع فان قلت ولم؟ فاقول لان مثله لا يقال بالرأي. والمتقرر في قواعد التحديث عند نقاد الحديث ان الصحابي اذا قال قولا لا مجال للرأي ولا للاجتهاد فيه فان لقوله حكما الرفع فهذا القول هو القول الصحيح الذي تؤيده الادلة ولله الحمد والمنة ومن المسائل ايضا واظنها الثامنة ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ومنبري على حوضي ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم ومنبري على حوضي؟ فاقول اختلف كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى في تفسير هذا القول مع اجماعهم رحمهم الله تعالى على ان الحوض المذكور في هذا الحديث هو الحوظ الذي سيكون في عرصات يوم القيامة لكن ما معنى قوله ومنبري؟ واي منبر يقصد الجواب على ذلك فيه خلاف بين اهل العلم على عدة اقوال فمن اهل العلم من قال ان النبي صلى الله عليه وسلم سيكون له منبر يوم القيامة وهذا المنبر يكون على مجتمع الحوض. كما اخبر به النص الصحيح الصريح واختار هذا القول الامام ابن عبدالبر وجمع من اهل العلم رحمهم الله تعالى. فهذا المنبر ليس هو منبره الذي كان يخطب عليه في مسجده في الدنيا. وانما هو منبر اخر. الله اعلم بصفته وكيفيته لانه من الغيب فان قلت وهل سيكون هناك منابر يوم القيامة؟ فاقول نعم. اولا تسمع الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم المقسطون يوم القيامة على منابر منه. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اين المتحابون فيما يرويه عن ربي عز وجل؟ المتحابين في جلال الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين يغبطهم النبيون الشهداء والصديقون والصالحون فهناك منابر ستكون يوم القيامة. فاذا كان لاحاد الامة منابر على حسب ايمانه واخوته الدينية الايمانية. افيستغرب ان ان يكون لرسول في هذه الامة منبر يوم القيامة؟ او يستغرب هذا؟ الجواب لا. فهذا القول ليس ببدع من القول فاذا قوله صلى الله عليه وسلم ومنبري على حوضي يعني به المنبر الذي سيكون له يوم القيامة ومن اهل العلم وهو القول الثاني قالوا ان الله عز وجل سيعيد هذا المنبر الذي كان يخطب عليه في المدينة وسيوضع له في مجتمع الحوض فوق الحوض. حيث يكون المنبر فوق الحوض والحوض تحته بالاضافة في قوله ومنبري اضافة تعيينية يعني ان هذا المنبر الذي اطأ عليه الان سيكون على حوضي ومن المعلوم انه لا يعجز الله عز وجل ان يعيد اعواد هذا المنبر ليكون على مجتمع الحوض ويقوم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدود من يجب ذوده ولينادي امته ولتراه فتعرف حوضه وتقصده يا رب من فضلك فليس هذا ببدع من القول وهو قول محتمل ومن اهل العلم من قال اننا نكل امر تفسير المنبر الى الله عز وجل بلا جزم لا بهذا المنبر الحالي ولا بمنبر اخر لان القضية قضية غيب. وبما ان القضية قضية غيب فنؤمن بالدليل على ظاهره. ونكل وكيفيته الى الله عز وجل ومن اهل العلم من قال قولا رابعا وهو ان المنبر لا يقصد به منبرا حقيقيا. وانما هو عبارة عن الاتباع الذي سيكون سببا ورود الحوض. فقوله ومنبري على حوضي اي لن يرد علي الحوض الا من اتبعني طيب فان قلت وما شأن المنبر بالاتباع؟ فنقول لان الشرائع كانت تؤخذ منه وهو على المنبر فمن كان عند المنبر واطاع قد اتبع صاحب المنبر وهذا القول الرابع ارى والله اعلم ان فيه نوع تأويل. ولذلك هو من ابعد الاقوال في هذه المسألة اقرب عندي ان شاء الله هو احد القولين الاوليين اما ان يقال بانه سيكون له منبر يوم القيامة يوضع على حوضه وكانوا يدخلون معه في المسجد ويصلون وربما ذهبوا معه للجهاد. ولم يكن يطردهم صلى الله عليه وسلم وكان يأخذهم بظواهرهم اذ كان لا يعلم باعيان نفاقهم بعين نفاقهم في الباطن اما ان يقال بان عين منبره الذي كان يقف عليه في مسجد المدينة بالدنيا يجمع ويكون له يوم القيامة المسألة التاسعة ان قيل لك كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم في وصف ماء الحوض بان من شربه لم يظمأ بعده ابدا وبين الجواب لا اشكال في ذلك ابدا ولله الحمد وذلك ان الشرب له سببان شرب ظمأ وشرب تنعم وتلذذ فانه قد يقدم لك الشراب احيانا ولست بظمآن لكن من جمال طعمه تشرب. فشربك لا عن ظمأ وانما عن نعيم وتلذذ فاذا علم هذا فليعلم ان الشربة التي شربوها في الحوض من الحوض كانت عن عن ظمأ وحاجة ومسغبة واما ما بعد ذلك من الشراب بعد دخولهم للجنة فلن يكون عن ظمأ اذ لا يصيبهم فيها ظمأ ولا نصب ولا مخمصة وانما يكون عن كمال تنعم وتلذذ وحبور فمن جمال شراب الجنة ونعيمه وعظم لذته. وروعة مذاقه يشربونه لا عن ظمأ وانما كمال لذة. وكذلك اكل اهل الجنة لتلك الثمار والطيور ومختلف اصناف الاطعمة. ليس عن جوع الم بهم فانهم لا يجوعون. لا تجوع لا يجوع لا يجوع اهل الجنة فيها لا يجوعون ولا يعرون وانما طعامهم من باب كمال الالتذاذ وكمال النعيم. نسأل الله الا يحرمني واياكم وهذا واضح المسألة العاشرة وهي مسألة خطيرة جدا. وهي ان الرافضة لعنهم الله استغلوا احاديث الحوظ وذود بعظ الناس عنه في تأييد معتقدهم الفاسد في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف هؤلاء الناس الذين يزادون بثلاث صفات وصفهم قال اقوام ووصفهم في رواية اخرى بانهم اصحابي ووصفهم برواية اخرى اخص في قوله اصيحابي قال اصحابي او قال اصيحابي كلاهما روايتان صحيحتان. فجاء الرافضة وقالوا لاهل السنة ان ذود الصحابة عن الحوض دليل على انهم ارتدوا على اعقابهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فقد استغل الرافضة بعض الفاظ حديث احاديث الحوض لاثبات عقيدتهم الفاسدة في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان الصحابة قد ارتدوا بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله انك لا تدري ما احدثوا بعدك. وفي حديث اخر انهم لا يزالون مرتدين على ادبارهم في قوله اصحابي اصيحابي وهذا اشكال في الحقيقة لابد من الاجابة عنه. لانهم يشككون بمثل هذه الروايات على حسب فهمهم بعض انصاف المثقفين من اهل الاسلام ممن لا دراية عنده لكشف هذه الشبهة فان قلت وكيف نكشفها؟ فاقول كشفها من وجهين. اقصد من اوجه كثيرة يجمعها وجهان. وانا حاولت الاختصار يجمعها لكم وجهان الوجه الاول ان اصحابي واصيحابي لا يراد بها الصحبة لا يراد بها الصحبة الاصطلاحية الخاصة. وان كما يراد بها الصحبة اللغوية العامة فقوله اصحابي اي بالمعنى العام لا بالمعنى الاصطلاحي وقوله اصيحابي اي بالمعنى العام اللغوي. لا بالمعنى الاصطلاحي الشرعي وتفهم هذا اذا ذكرت لك جملا من النصوص في في بيان الصحبة العامة كقول الله عز وجل لكفار قريش وما صاحبكم بمجنون مع ان النبي عليه الصلاة والسلام ليس بصاحبهم في الدين والشريعة وانما صاحبهم بالاعتبار اللغوي العام. اي صاحبكم في بلادكم او في حسبكم ونسبكم يعني لانه ينتسب لكم فهو صاحبكم وكذلك قوله تبارك وتعالى ما بصاحبهم ما بصاحبكم من جنة فهل ياتي غبي يقول اذا كفار قريش صحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ او ان المقصود بالصحبة هنا اي الصحبة الصحبة الشرعية الاصطلاحية الخاصة كصحبة ابي بكر وعمر؟ الجواب لا اذا ما المقصود بالصحبة هنا؟ انما هي الصحبة العامة. طيب فان قلت اذا هذا يدل على ان كل امته من اصحابه بالمعنى العام اللغوي فاقول اصبت هذا هو المقصود هذا هو المقصود فبما اننا نشترك واياه في هذه الشريعة وانه نبينا فنحن اصحابه. وعلى ذلك قولي حكاية لقول قنابلة قال الاصحاب للاشتراك في معنى خاص وهو المذهب فالمشتركان في امر يصح ان يطلق احدهما على الاخر بانه صاحبي حتى وان كان بينهما مسافات شاسعة زمانية ومكانية فاذا نحن اصحابه بالمعنى العام. طيب وصحابته الذين توفرت فيهم شروط الصحبة الخاصة اصحابه بالمعنى الاصطلاحي الخاص وذلك من باب وجوب الجمع بين هذا وبين ادلة السنة التي تثبت الرضا عن الصحابة وتمدحهم. ادلة الكتاب والسنة التي تثبت رضا الله عز وجل عن الصحابة بمعنى انه رضي عنهم ورضوا عنه وانه سطر لهم في كتابه اعظم الذكر واعظم والثناء وعظمة التبجيل والمدح. فلا يمكن ان يكون هذا المدح القرآني العظيم لقوم سيرتدون. لم؟ لان ان المتقرر في قواعد اهل السنة ان كل من ورد عليه الثناء في القرآن بالخير فسيموت على الخير بل كل من اثنى عليه الهنا بالمدح. او بالذم في القرآن فلانه سيموت وفق ثنائه فمن اثني عليه الخير في القرآن فسيموت على الخير ولا يمكن ان يتبدل ولا ان يتغير. ومن اثني عليه بالشر في القرآن فسيموت وعلى الشر ولا يمكن ان يتبدل ولا ان يتغير. ولذلك بعد نزول تبت يدا ابي لهب وتب. وانها نزلت وهو في حياته فهنا اغلق باب التوبة عنه لانه نزل الثناء عليه بالشر في القرآن فسيموت على ذلك حتى يموت على ذلك ولذلك عتبي على بعض اهل العلم لما سئل عن ابي لهب بعد نزول هذه الاية اويمكن ان يتوب ام لا؟ فقال باب التوبة مفتوح لكل احد نقول لا وان كان مفتوحا انتبه شرعا وان كان الله يريد توبته شرعا لكن الله قضى كونا انه لم يتب اذا خلاص ممنوع هذا الرجل من التوبة محجوبة التوبة محجوبة عنه لا يوفق لها كونه. لم؟ لانه نزل الثناء بالشر عليه في القرآن ومن اثنى الله عليه شرا في القرآن فسيموت على ذلك يا الله يا رب لطف يا رب لطفك يا رب لطفك يا رب لطفك وهذا كالشيطان اثني على الشيطان شرا في القرآن. اذا لاملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين. كلام ما يخلف انتهى امرك يا ابليس ما يمكن ان ترجع تؤمن مرة اخرى ولا يمكن ان تمتثل وانت انتهى امرك يا ابا لهب خلصت وانت هلكت هلكت يا رب ترحمنا برحمتك يا رب لك الحمد فاذا الصحبة المراد بها في قوله اصحابي اصحابي او اصيحابي اصيحابي لا يراد بها الصحبة بالمعنى الشرعية والاصطلاحي الخاص الذين الذين رأوا اجتمعوا برسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنين به وماتوا على الايمان ابدا لا يقصد به ذلك لان القرآن يا رجل سطر لهم اعظم الذكر والثناء ما يمكن هذا ما يمكن ان يتبدل دينهم ولا ان تتغير صحبتهم ولكن الرافضة قوم بهت يتعلقون بالمتشابهات المحتملات ويتركون الادلة القاطعات المحكمات قال الامام ابن حجر رحمه الله والاقرب في ذلك انه انه واجيب بحمل الصحبة على المعنى الاعم كلام العلماء قال الامام الحافظ رحمه الله واجيب بحمل الصحبة على المعنى الاعم وهناك جواب اخر وهي اننا نثبت الالفاظ الواردة اولا فنقول ان الالفاظ في قضية من يذادون على الحوض ثلاثة. قال ليذادن ناس من امتي اذا امتي وهذا اوسع الالفاظ وفي لفظ اخر قال الصحابي وفي لفظ قال اصيحابي ولا اشكال في هذه الالفاظ اذا حملناها على اصناف اربعة لا اشكال في هذه الالفاظ اذا حملناها على اصناف اربعة الصنف الاول الذين ارتدوا على ادبارهم من شذاذ الاعراب وضعيف وحدثاء الاسلام بعد وفاته صلى الله عليه وسلم مع انه يعرفهم وجاؤوا واسلموا بين يديه. ومات قبل ان يرتدوا وانما ارتدوا بعد موته. وهؤلاء طائفة حاربهم ابو بكر في حروب الردة. فاذا جاءوا واقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون الشرب من حوضه زادتهم الملائكة واخبرت بانهم لا يزالون مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم او قال مذ فارقتهم. فهذا محمول على من في ها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم والذين انتدب لقتالهم الخليفة الاول ابو بكر رضي الله تعالى عنه وارضاه المحمل الاول يحمل على المرتدين عن الاسلام بعد وفاته ممن اسلموا في عهده. فقد مات وهم مسلمون قد اسلموا بين يديه لكنهم ارتدوا والمحمل الثاني من كان مرتدا في حياته لكنه متلبس بي ظاهر الاسلام والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم بحقيقة كفره الباطل فكان يعطيه ما يعطي المسلمين ويقسم له من الغنيمة والفيء ما يقسم للمسلمين فان قلت اولم يكن يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين فنقول اوحى الله اليه ببعضهم واخفى عنه بعضهم بدليل قول الله عز وجل وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة لا مرضوا على النفاق لا تعلمونه هؤلاء هم الذين يدادون او من الطوائف التي تداد فاذا رآهم وقد عهدهم في في حياته وقد عهدهم في حياته ماذا؟ انهم من اصحابه فتذودهم الملائكة وتخبره بانهم كفار لانهم كانوا يخفون النفاق والكفر في بطون في قلوبهم انتم معي ولا لا فعلى هذين المحملين لا يبقى اشكال في اصحابي واصيحابي لانه صلى الله عليه وسلم بعد موته لا يعلم الغيب الذي جرى الذي جرى من بعده لا يعلم الغيب الذي جرى من بعده. واما لفظة امتي فهي اوسع فيدخل فيها كل اهل الاهواء والبدع كل اهل الاهواء والبدع. كالرافضة والخوارج والجهمية وكل من احدث في دين الله عز وجل ما ليس منه. كم طائفة الان تلات طوابق والطائفة الرابعة انه يدخل فيمن يذادون بعض اصحاب الكبائر بعض اصحاب الكبائر كما شهدت بذلك الادلة كالذين يعينون الظلمة ويسلطون الحكام على اكل اموال الناس بالباطل فهؤلاء لا يريدون الحوض فاذا قوله امتي محمول على اهل الاهواء والبدع وعلى بعض اصناف اهل الكبائر وقوله اصحابي واصيحابي محمول على من كان منافقا في الباطن لا يعلم به ومحمول على من امن بين يديه ولكنه ارتد بعد وفاته لكن باجماع اهل السنة والجماعة لا يدخل فيهم من ثبت اسلامه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والانصار وممن دعهم في ايمانهم وثبات يقينهم باحسان فلا اشكال في هذا ابدا ولله الحمد على هذين التخريجين ومن المسائل ايضا ان قلت وهل انكر الحوض احد من اهل القبلة وهل انكر الحوض احد من اهل القبلة؟ فاقول نعم كثير فمن اول من انكره الخوارج لان اعظم ادلة الحوظ انما ثبتت بالسنة والخوارج لا يأخذون بها باكثر مواردها وممن انكره كذلك الرافضة والعجب من الرافضة ينكرون الحوض ويجعلون ذود الصحابة عنه دليلا على كفرهم فهمتم العجب من الرافضة هم ينكرون الحوض اصلا ويجعلون الادلة التي فيها داوود الصحابة على فهمهم طبعا عنها دليل على كفر الصحابة وردته. طب انتم تنكرون الحوظ اصلا بل والعجب منهم ايضا ان اغلب احاديث الحوض انما رواها من يكفرونهم ولا يقبلون روايتهم فممن رواها ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وكثير من المهاجرين والانصار واغلبها عن ابي هريرة طب انتم تكفرون رواتها فكيف تستدلون بها لما وافقت مذهبكم انتم ما تأخذون برواية هؤلاء الصحابة اصلا اذا يرد عليهم من جهتين. من جهة انكم تكفرون بالحوظ اصلا. تقولون ما في شي اسمه في يوم القيامة حوض. ثم تجعلون ذود بعظ الصحابة عن الحوض على كفرهم وهذا عين التناقض والامر الثاني انكم ايها الرافضة لا تقبلون الرواية الا من طريق اهل البيت واغلب رواة احاديث الحوض انما هي عن من طرق من طريق الصحابة الذين تكفرونهم انتم ولكن كما قال الله عز وجل وان يكن لهم الحق يأتي يأتوا اليه مذعنين فما ان يشم رائحة شيء يوافق عقائدهم الفاسدة من الادلة الا ويأخذون به ولا تسأل بعد ذلك او متواتر ام احاد ابيتم من الشعر ام نص من القرآن لا شأن لهم. المهم انه يخدم مذهبهم الفاسد واذا رأوا الدليل يعارض مذهبهم فتأتيك هذه عقيدة والعقائد لا تثبت الا بالمتواترات وهم لا يقصدون اصلا كم صار العقائد وانما يقصدون رد العقيدة او الطعن فيها هؤلاء هم اهل الاهواء تتجارى بهم الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يترك منه مفصلا ولا عضوا الا دخله تحكمت فيهم الاهواء اتخذوا اتخذوا اهواءهم الهتهم وممن انكرها كذلك المعتزلة فان المعتزلة انكروا كثيرا من حقائق اليوم الاخر وحملوها على مجازاتها فقالوا ان الحوض لا يراد به حقيقة الماء المجتمع وانما يراد به عظم اكرام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وامته يوم القيامة فقط. اما حوض ما له طول وعرض وانية. فهذا غير موجود. كعادتهم فان قلت وكيف نجيب عن هذا؟ فاقول الاجابة عنهم من اوجه كثيرة نختصرها في ثلاثة. الاول بل ان فهمهم لادلة الحوض فهم مخالف لفهم سلف الامة وائمتها والمتقرر باجماع اهل السنة ان كل فهم خالف فهم السلف في ادلة الاعتقاد فهو باطل. هذا اولا الجواب الثاني ان المتقرر في القواعد عند اهل السنة والجماعة ان الاصل بقاء اللفظ على ظاهره. ولا يجوز الانصراف عن الظاهر الى الا بدليل يقتضي ذلك الانصراف. والا فنكون بالانصراف بلا دليل من جملة اهل التحريف. فكل من انصرف عن ظاهر الدليل بلا قرينة تقتضي هذا الانصراف فهو من اهل التحريف والتغيير والتبديل وليس هناك دليل ولا قرينة تجعلنا ننصرف عن حقيقة الحوض الذي شهدت بوجوده الادلة وحيث لا قرينة تصرفنا فالاصل هو البقاء على الظاهر. الجواب الثالث والاخير ان الاصل المتقرر عند اهل السنة هو حمل الكلام حقيقته لا مجازه بلا قرينة تقتضي هذا الحمل. فالاصل حمل لفظ الحوض الوارد في الادلة على نفس الحوض نفس الحوض الذي سيكون يوم القيامة نعلم معناه ونكل امر كيفيته على ما سيكون عليه الى الله تبارك وتعالى فلا يجوز لنا ان ننصرف عن حقيقة الكلام الى مجازه الا بدليل. ولا عن ظاهر الكلام. الى مؤوله الا بدليل ولا عن فهم السلف في ظاهر هذه الادلة ظاهر هذه الادلة المسألة الحادية عشرة او الثانية المسألة الثانية عشرة ان قلت واين سيكون مكان الحوض اين سيكون مكان الحوض الجواب سيكون مكانه على الارض المبدلة. فان الادلة شهدت بان يوم القيامة يبدل الله عز وجل الارض غير الارض. كما قال تبارك وتعالى يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات لله الواحد القهار. فالحوظ لن يكون على هذه الارض التي نحن عليها الان وانما سيكون على الارض المبدلة التي لا نعلم الا على ما اثبتته الادلة الا مع اثبتته الادلة وقد اثبتت الادلة ان من صفات هذه الارض المبدلة انها لا معلم فيها لاحد فلا بناء ولا حدود ولا اراضي ولا طرقات ولا فلل ولا ممتلكات ومنها كذلك انها ارض ممتدة ممتدة الامتداد العظيم ومنها كذلك انها ارض بيضاء. انها ارض بيضاء كما شهدت بذلك الادلة التي يطول الوقت بسردها وقد اخرجها اصحاب الصحيح وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم كأنها خبزة وكأنها قرصة نقي فاذا سألك سائل اين سيكون مكان الحوض؟ فقل في هذه الارض المبدلة التي ستكون من جملة العروسات يوم القيامة انتهى الوقت خمس وخمسون طيب لعلنا نكتفي بهذا القدر ونكتب رأس المسألة الجديدة كيف الجمع بين اختلاف الروايات في تحديد في تحديده والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد