فقال عن النصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. وما امروا الا ليعبدوا الاها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يكون وقال تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الى عيني من دون الله؟ قال سبحانك ما يكون ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب. ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم. وقال تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول ثم يقول الناس كونوا ان هذا ممتنع فان من اصطفاه الله من النبوة والرسالة والوحي يمتنع ان يصدر عنه دعوة الناس الى عبادتهم. فان هذا لا يكون ولذلك من دعا الى عبادة نفسه فان هذا يمتنع ان يكون وليا فضلا عن نبيه. ولذلك هذا من الطواغيت لما ذكره الشيخ رحمه الله محمد بن عبد الوهاب الطواغيت ذكر منهم من دعا الى عبادة نفسه. فكل من دعا الى عبادة نفسه باي اوجه العبادة عند قبره كم من اوصى اتباعه بالذبح او بالدعاء او بدعائهم او نحو ذلك من الامور في حياته او جعل لها وصية بعد مماته فهذا ليس وليا ولا صالحا. هذا ليس وليا ولا صالحا فان الولي والصالح لا يدعو الى عباده نفسه بان من دعا الى عبادة نفسه فهو طاغوت. نعم. وقال تعالى ما كان لبشر ان الله ما جعل يقابله الافراج في الجبال الا الطاعة ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فكل من دخل في عبادة معبود فان كان هذا المعبود راضيا ان هذه العبادة قابلا لها فانه يكون طاغوتا. اما اذا كان عبد على غير ذراغ على نهيه كما حصل منه بعض الامم مع انبيائهم او مع بعض الناس مع بعض الصالحين والانبياء فان هذا لا يكون على هذا الشأن كما هو بده وقال تعالى ما كان لبشر يطيع الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون لله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. فيأمركم بعد اذ انتم مسلمون نعم وهذا من الخطاب العقل في القرآن. انه لا يمكن لنبيه ولا لمتبع نبي على منهجه الصحيح على منهج صحيح في هذا المتبع. لا يمكن ان يأمر بعبادته او ما يقود الى عبادته من الوسائل. لماذا لان هذا يعني انقلابا على الاصل الذي بعث به هذا النبي. كيف ينزل هذا النبي او هذا الرسول او ينزل عليه كيف ينزل على هذا الرسول الوحي؟ او يأتي هذا النبي بالوحي الذي يدعو الى عبادة الله وحده. ثم بعد ذلك يقع من من هو من اتباع هذا النبي من يدعو الى عبادة غير الله او الى وسائل تقود الى عبادة غير الله فهذا التمانع المنفي في القرآن. نعم. انتهى الوقت. نعم. قال قال فبين قال فبين ان اتخاذ الملائكة والنبيين اربابا كفر ان اتخاذ الملائكة والنبيين ارباب الكفر لان كونه كفرا وشركا حتى ولو كان المعبود والمدعو نبيا او صالحا فان هذا لا يمنع. ولذلك ما قد يقال انه كيف يجعل من يعبد الاصنام كاللات العزى؟ كمن يدعو نبيا او صالحا او وليا؟ فكيف والانبياء والصالحون باللات العزى. فيقال ليس هذا من باب تسوية اللات والعزلة بالانبياء والصالحين. فهذا لا يقوله عاقل. فان الانبياء لهم مقامهم والصالحون والصالحين لهم مقامهم وهذه اللات العزى اوثان واحجار لا تضر ولا تنفع وليس لها قدر من الشرف والفضل وما الى ذلك لكن كونه نبيا او كون هذا المعين صالحا هذا لا يقود الى ان او يعبد او يعتقل فيه النفع او الضر فانما التسمية من حيث الشرك. ان هذا يسمى شركا كما ان هذا يسمى شرك وليس من باب التسوية بين الانبياء وبين الذات العزاب فان اللات العزى لا قدر لها والانبياء لهم قدرهم لكن من دعا نبيا فانه يسمى مشركا كما ان من دعا اللات والعزى يسمى مشركا. وانتم تجدون ان القرآن ذكر كفر اهل الكتاب وقال لقد دمر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة مع انهم اشركوا في نبيه ورسول من افضل الانبياء والرسل فكما ان الله حكم على مشرك العرب الذين يدعون اللات والعزة بالكفر والشرك فان الله ذكر شرك النصارى الذين يدعون عيسى وهذا ليس من باب التسوية بين الحياء وانما من باب التسوية بين الحقائق الشركية في كون هذه الصورة وهذه الصورة من الشرك منافي للتوحيد فهذه الشبهة تدفع عند من ذكرها ان هذا نبي وليس كافر او هذا ولي وليست العزة من الاحجار والاشجار والاصنام يقال ان القرآن ذكر هذا حال في من عبد عيسى عليه الصلاة والسلام مع ان عيسى افضل من سائر هذه اولياء التي يذكرها الناس او من مسائل هؤلاء الاولياء الذين يذكرهم الناس من الصالحين والاولياء حتى ولو وصل معيشة وهو محمد عليه الصلاة والسلام فان قاعدة القرآن واحدة. نقف على هذا مع خمس دقائق من الاسئلة اريد ان انبه الاخوة قبل بداية الاسئلة الى ان رغبة الشيخ وكذلك الوقت تدعونا الى الاختصار في الاسئلة على يعني ما يتعلق بموضوع الكتاب. فنتمنى من الاخوة ان يرسلوا والاسئلة المتعلقة بالمجتمع الله يجزاك خير هذا من باب حتى نعطي الامور اولوية لان الاسئلة المتعلقة بالدرس حول الدرس هذه اولى باعتبار ان المقصود من هذا المجلس شرح هذا الكتاب. اما الاسئلة التي خارجة عن هذا فتكتب اذا بقي لها وقت او في اخر جلسة لا بأس يعني بعض الاخوة قد يكون عنده اسئلة في غير الكتاب انا اقول لا بأس ان تكتب ولا بأس تجمع لكن لا يعتم احد من الاخوة انه ما قرأ السؤال الا من الاخوان يذكرون احيانا ان البعض يقول ان هذه ثالث مرة اكتب السؤال ما طرئ مثلا انا قلت يجمع الاسئلة وما كان مهما وان لم يكن في الدرس هذا اجاب عنه في اخر مجلس مثلا من الاسبوع او اخر مجلس من نهاية الاسبوع الثاني. نعم. احسن الله اليكم هذا سائل يقول لو تلخصوا لنا الادلة اجمالا على ان الرسل بعثوا لتحقيق توحيد الربوبية لوجود من في هذا مستشهدا بما يذكر في كتب التوحيد ان الرسل بعثوا لتوحيد الالهية وتصفيته. هو الفقه السياقات الاخ يقول لو لخصت الادلة الدالة على ان الرسل بعثوا لتحقيق الربوبية انا اقول ان من يقصر الكلام على هذا السياق الذي عرضه السؤال فهذه القصر غير صحيح. لا يصح ان تقول ان الرسل بعثوا بتحقيق الربوبية لان هذا الوقوف يحكي نوعا من عدم الذكر لما هو اخص في مقصود الرسل من حيث العناية به وهو توحيد الالوهية. فلا يجوز ان نكون بين كما نعيب. اما نقول بعثوا للربوبية او نقول بعثوا للالوهية. لا شك ان هذا في مقام الالوهية افسد من حالهم في مقام الربوبية. فهذا هو الذي عم وانتشر جاهليته اعني مسألة اعني مسألة ماذا؟ مسألة الالوهية ولذلك صارت عامة احوالهم لا يدعون الله وحده بل لا يعرض لهم اخلاص الدين الا في احوال معينة في قول الله تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله المخلصين له الدين في حالات من الضراء والا فانه في جمهور احوالهم حتى احوال الظراء فليس جميعها بل في حوادث وهي كركوب الفلك مثلا لكن اكثر الضراء فظلا عن السراء فانه مع الله فهذه الحال من الجاهلية هي التي بعث الرسل بالدعوة الى تصحيح هذا الامر ودفع هذه الجاهلية. لكن هذه الدعوة من الرسل تضمنت التحقيق للربوبية. التحقيق للربوبية وليس الدعوة الى اصل الربوبية لان اصل الربوبية مستقرة عند بني ادم لكن التحقيق لها ومن تحقيقها التحقيق للالوهية ولذلك تجد ان اهل العلم يقولون ان توحيد الربوبية ماذا؟ يستنزف فهذا الاستلزام مقصود بدعوة الرسل وهو المذكور في مثل قول الله ولئن سألتم من خلق السماوات والارض فاذا كنتيجة للتعليق على سؤال الاخ لا يجوز ان نستبدل الجملة بجملة اخرى فهذا كما نبهت هو الذي غلب في كلام المتكلمين. الذين فسروا توحيد العبادة وفسروا شهادة ان لا اله الا الله بانه لا ان الله او لا قديم الى الله وكما يقول متكلمة صفاتية انه لا قادر على الاختراع الا الله. فهذا التفسير غلط ولو كان مقصود لا اله الا الله هذا المعنى فاقر بها ابو جهل وامثاله. وانما كان ابو جهل وامثاله يعلمون ان المقصود بقول النبي لا اله الا الله اي انه لا لا معبود بحق الا الله فهذا هو معنى هذه الكلمة فلا يجوز ان تكون ان الرسل بعثوا بتحقيق الربوبية فحسب فهذا غلط بل تكون الرسل بعثوا بالتوحيد والتوحيد الذي بعثوا به هو معرفة الله حق معرفته وعبوديته او عبوديته حق عبوديته باخلاص الديني له وهذا ليس منافي لهذا. من قال ان توحيد الربوبية ينافي الالوهية؟ او ان الالوهية تنافي الربوبية حتى يحتار الانسان هل هذا هو المقصود عند الرسل او هذا هو المقصود عند الرسل؟ اما اذا جئت من جهة العناية في كلام الرسل فلا شك ان العناية بمقام الالوهية اظهر في كلام الرسل. وانت ترى في ما ذكره الله في كتابه اعبدوا الله ما لكم من اله غير هذه الكلمة التي كان يدعو اليها الانبياء. وقال نبينا عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين امرت ان اقاتل حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. فلا شك انه مبعوث بالعبودية. لكن هذه العبودية التي بعث بها فان انها تتعلق بمعبود وهذا المعبود لابد من معرفته حق المعرفة وهي المعرفة الرسالية شرعية باسمائه وصفاته وقطع التأثيرات عن غيره اي ان غيره ليس له تأثير في الكون ولا تدبير ولا قضاء حاجة ولا الى اخره ولذلك تجدون ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما ذكر معبوده الحق جعل من صفته قال واذا بلغت فهو يشفيه كما انه ذكر عليه الصلاة والسلام عبوديته له واخلاصه لوجهه الكريم. نعم احسن الله لا ينبغي لاحد من الاخوة ان يفهم انه من يقول توحيد الالوهية اخطأ لا ما نقول اخطأ. هذا صحيح لكنه من يقول ذلك كما يقول الاخ في كتب التوحيد الذين يذكرون هذا في كتب التوحيد يقصدون الرد على المتكلمين ولا يقصدون ان تحقيق الربوبية ليس مقصودا عند الانبياء. بل يقصدون الرد على على المتكلمين الذين فسروا لا اله الا الله بالقادر على الاختراع. هل هذه الجملة القادرة على الاختراق؟ ما كان يقر بها الجاهليون؟ الجواب فلا كانوا يقرون بها فما فسر التوحيد بمثل هذه التفاسير من جمل الربوبية فلا شك ان هذا غلط في تفسير التوحيد. نعم. احسن الله اليكم هذا هل يسمى اهل الكتاب كفارا؟ فانه وجد من ينفي عنهم اسم الكفر ويقول هم اهل الكتاب فحسب. هم يسمون باهل الكتاب بما سماهم الله فيهم رجال تقرأ في القرآن لان اسم اهل الكتاب السماء يدخل في اهل الكتاب من حيث الاصل من تصدق بهذا وامن به واتبعه على هدى وعلى الصواب ويدخل في من انحرف عن هذا الكتاب باوجه من الشرك وما الى ذلك كما حصل في اهل كتاب آآ هذا الامر ولذلك تجد ان الله سبحانه وتعالى اذا ذكر مقام الايمان قال ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابرين من امن بالله في ذكر مقتصدة اهل الكتاب اهل الايمان. ويذكر المنحرف بمثل قول الله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة. قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله. فهذه يا اخوان هذه احوال هذه حال لقوم وهذه حال لاخرين. نعم. احسن الله اليكم هذا اخر الاسئلة سائل يقول قول الشيخ فمن بلغ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلم يقر بها بما جاء به لم يكن مسلما ولا مؤمنا. ظاهره ان من لم تبلغه يكون ان من لم تبلغه يكون مسلما او مؤمنا بلا تفريق بين اهل الكتاب وغيره من المشركين. هذا كما يقول الاخ ظاهره لو قال مفهومه او قال مفهومه ما يسمى بمفهوم الخطاب المفهوم المخالفة آآ فهذا المفهوم ليس مقصودا المفهوم ليس مقصودا فان من لم تبلغه شريعة النبي كمن مات قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وكان من اهل الفترة فان هذا لا يسمى ولا يسمى مسلما لكن يقال انه لم تقم عليه الحجة اذا كان من اهل الفطرة. قال انه من اهل الفترة الذين لم تقم عليهم الحجة. اما ان مصنف اراد ان من مات من اهل الفترة يسمى مسلما مؤمنا فهذا ليس مقصودا عنده ولم يقله احد من اهل العلم انما كان من الذكرى يسمى مسلما مؤمنا بل لا يسمى مسلما ومؤمنا الا من اسلم لله حقا. الا من اسلم لله حقا بعبادته بما شرى اه بما نزل الانبياء والرسل. اما اهل الفترة فانهم لا يقال انه قامت عليهم الحجة ولا يجزم لهم رحال. وانما يوكل امرهم الى الله. وان كان بعض الفقهاء قال ان اهل الفترة في النار واستدلوا على ذلك بما جاء في الصحيح ان رجلا سأل النبي عن ابيه فقال في النار فلما ولى الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم او دعاه النبي فقال لهم ان ابي واباك في النار فاخذ منهم بعض الفقهاء من اصحاب الشافعي وغيرهم ان اهل الفترة كسائر من قامت عليهم الحجة وانهم في النار وهذا التخليص ليس بصحيح. هذا التخليص من الحديث ليس بصحيح. بل كما قلت ان الاصول الكلية في الشرع والقواعد المحكمة ما ينسى حكمها اجتهاد في نص من الاحد. هذي ترى قاعدة من اهم القواعد ان الامور القواعد او عفوا الاحكام الاحكام المنضبطة باصول النصوص ومحكمات النصوص الاحكام المنضبطة باصول النصوص قواعدها ومحكماتها لا ينزع حكمها بدليل من الاحاد عرب. في قيل هل هذا الاحاد ليعتبر؟ قيل بل يعتبر لكنه يعتبر على وجه يوافق هذه الاصول ولا ولا يخالفها. والا فان الله يقول لان لا للناس على الله حجة ماذا؟ بعد الرسل. ويقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فكيف ايهما اصبح في الحكم؟ قوله وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. او قول النبي للرجل ان ابي واباك في النار. ايهما ايهما العام وايهما الخاص؟ الاية عامة وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. اما النصف انه خاص فلا تنزع الاحكام الثابتة بالاصول والمحكمات باحاد عرفوا نعرف ان هذا الباب لا يدخله النسخ. لا يجوز ان يقال هذا ناسخ وهذا منسوخ لانه باب خبري. ثمان الناس غير متأتي في هذا انما الحال هنا انه اذا قيل انه من اهل الفترة هل الاية هنا تدل على انه يمتنع ان احدا منهم تقام عليه الحجة بعد ذلك الاية لم تذكر ذلك. فاذا كان كذلك فاهل الفترة اذا قيل الامر الى الله هل معنى قولك يؤخذ عمرهم الى الله انهم سيكونون في الجنة؟ الجواب لا ما يلزم هذا قل امرهم الى الله فينتهنون على ماهية او حال او او زمان من احوال الاخرة الله اعلم بتفصيل ذلك يصح به شيء ميت لكن جاءت اثار كثيرة يقول ابن عبد البرو ابن تيمية بانها حساء انهم يمتحنون يوم القيامة. فالمقصود ان ان الفترة حين يمتحنون ايلزم ان جميعهم يستجيبون؟ فيلزم هذا؟ او ان جميعهم لا يستجيبون هذا ليس بلازم فاذا النبي اخبر عن ابيه وعن ابي الرجل اخبارا خاصا. لانه نزل عليه علم ان هذا الرجل وهذا الرجل سيكون مآله النار. لماذا؟ لان كل ادمي اما ان يكون في الجنة من حيث المآل واما ان يكون في النار هل يوجد ادميون سيكونون لا من اهل الجنة ولا من اهل النار سيكونون تراب يوم القيامة لا فكل من اول ما خلق الله هذا من ان تنتهي ذريته اما فريق في الجنة واما فريق يستحيل اهل الفترة هل قيل انهم في الجنة؟ لا لكنهم لا لكن قد يقع منهم في حلم الله من قضى الله بانه من اهل النار هذا صحيح. فهذا ما نزل على النبي من الوحي الخاص هذا ما نزع للنبي من الوحي الخاص هذا باعتبار هذا الحديث وان كان الحديث اصله في الصحيح يعني الحديث كما تعرفون انه جاهل صحيح والا لو كان في غير الصحيح لما كان عمره مشكلا الى هذه الدرجة ومع هذا فانه يجاب عنه بهذا الجواب فالمقصود ان احاديث الاحاد لا تنزع بها احكام الاصول بل ترد الى فقه يوافق هذه الاصول فان الله لا يقرر والشريعة لا تقرر اصول محكمة بسياقات متعددة ثم يأتي حديث عالم فينزع كل هذه الاحكام هذا لا يوجد هذا لا يوجد الاحكام المستقرة التي هي من اصول التشريع لا يجوز ان تنسخ بحديث او يرفع حكمها بحديث عرب بل ترتل المحكمات وتبصر بوجه من الفقه يوافقها ولا يخالفها. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين ان الرسل بعثوا بالدعوة الى المعرفة. والى الاقرار بجملة الربوبية وهذا كما تعلم ان جمهور طوائف المتكلمين لما فسروا التوحيد فسروه بما هو من مسائل المعرفة الاولى التي يعرفها المشركون من العرب وغيرهم. وهذا هو المقصود من الرد عليهم والمصنف اراد ان يبين ان من كان المشركون يشركون به مع الله او يجعلونه لله من الاحبار والرهبان والاصنام وغير ذلك فان جميع هؤلاء المشركين يعلمون ان هذه المشركات معه سبحانه وتعالى في عبادته انها مخلوقة له سبحانه ولم يكن احد منهم يجعل هذه خالقة للعالم او خالقة لنفسها او ما الى ذلك فنتيجة هذا ان المعرفة الاولى وهي الاصول الاولى من الربوبية ليست هي المقصودة من بعث الرسل وان كانت مقصودة في في دينهم وفي دعوتهم وهي من اصول دينهم. وهذا هو وسط الفقه او الفقه وصف لما يتعلق بالقول في الربوبية والالوهية. وقد تقدم الاشارة الى ذلك ويمكن ان نلخص ذلك بكلمات بينة تجمع جملة من الجمل فيقال المقصود من ما ذكر في مسألة الربوبية هو دفع التوهم ان توحيد الربوبية لم تذكره الرسل. ومن قال ان الرسل لم تذكر توحيد الربوبية فهذا ليس بصحيح. بل الرسل جاءت بتحقيق الربوبية لله سبحانه وتعالى. بذكر باسمائه وصفاته وخلقه وفعله وما الى ذلك. وانت ترى هذا في كتاب الله متواترا اعني ذكر الاسماء والصفات والافعال والخلق والرزق والتدبير والقسم والقضاء والبعث والارسال وهذه كلها من مقامات الربوبية. فاذا دفع التوهم ان توحيد الربوبية لم تذكره الرسل. بل الحق انها ذكرت تحقيق بل الحق انها ذكرت تحقيقه الذي كان المشركون لا يعرفون الا اصولا منه. لا يعرفون الا اصول منه وكذلك دفع التوهم من مقصود القول هنا دفع التوهم ان توحيد الربوبية لا يقع فيه غلط. فمن قال ان توحيد الربوبية لا يقع فيه غلط فقد غلط في قوله. فانه يعرض وفيه غلط للمشركين وهذا ما يتعلق بمسألة ما يجعلونه من انواع التأثيرات ما يجعلونه من انواع التأثيرات لمعبوداتهم. فهذا وجه من الغلط في توحيد الربوبية. دفع هم ان توحيد الربوبية لا يقع فيه غلط بل الحق انه يقع في غلط. وان كان جمهور المشركين او عامة المشركين اقروا طوله الا ان جمهورهم غلطوا في مقامات منه. كالاستقسام بالازلام اعتقادهم في معبوداتهم قضاء الحاجات تفريج الكروبات وما الى ذلك. بل ان بعض الكلمات التي قالتها بعض الامم المنحرفة عن كتاب الله المنزل عليهم هي من الغلط في مقام الربوبية والالهية. ككون من قال ان المسيح ابن الله فهذا غلط هذا غلط في مقام الربوبية ولما صرفوا العبادة اليها وجعلوه معبودا صار هذا الغلط مركبا من الغلط في الربوبية و الالوهية ولما قالت اليهود عزير ابن الله فهذا ايضا من الغلط في ربوبية الله وعبوديته. وكذلك ما يقع من الغلط في هذه الامة. كمن جعل لبعض الاعيان ممن يسمون باقطاب او غير ذلك مكاما من التأثيرات فهذا غلط في الربوبية والالهية. وكذلك من عطل اسماءه سبحانه وتعالى وصفاته. فهذا غلط في مقام ربوبيته سبحانه وتعالى وفعله. وهلم جرا فمن توهم ان هذا التوحيد لا يقع فيه غلط مطلقا فهذا ليس بصحيح. بل عرف الغلط فيه للمشركين ولبعض اهل البدع المغلبة في هذه الامة. وان كان هذا لا ينافي قولنا ان اصول هذا التوحيد يعني توحيد الربوبية ان اصوله وجمله العامة تقر بها امم الشرك فضلا عن المنتسبين للاسلام. كاقرارهم بان الله هو الخالق لكل شيء وانه خالق السماوات والارض وخالق المعبودات التي قد المشركون وما الى ذلك فهذه جمل الربوبية الكلية. لا احد ينازع فيها ولم يقل احد كما قال المصنف ان للعالم صانعان او ان للعالم صانعين متكافئين في الفعل لم يذهب احدهم من الامم الى هذا. او ان لله شريفا في فعله تماثله او ما الى ذلك هذا لم يقع فهذه هي اصول الربوبية الكلية محفوظة عند بني ادم وثابتة عند بني ادم لكن فرق بين قولك ان اصول او الكلية ثابتة وبين قولك انه لا يعرض فيه غلط بل يعرض فيه غلط والغلط عرض فيه للمشركين ولبعض الغلاة من اهل في هذه الامة. وليس المقصود بقولنا هذا نفي ان توحيد الدين لله سبحانه وتعالى هو اول دعوة الرسل. بل هذا امر معروف في كتاب الله وسنة نبيه. ان اول الرسل عليهم الصلاة والسلام هو الدعوة الى افراد الله بالعبادة. وهذه الدعوة التي دعا اليها جميع الرسل وهي اول دعوتهم تتظمن مع افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة التحقيق لربوبيته. ولهذا كان اهل العلم يقولون ان توحيد الالوهية يتضمن توحيد الربوبية والا فانه معلوم في الكتاب والسنة ان اول دعوة الرسل هي شهادة اشهد ان لا اله الا الله وبهذا بعث جميع الرسل ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فهذا القول يجمع هذا المقام هذا القول يجمع هذا المقام وبهذا يعلم ان من فسر لا اله الا الله بما هو من مقام الربوبية او بمقام الربوبية فقط فان هذا التفسير غلط في فهم التوحيد وفي فهم اول دعوة الرسل. نعم. قال الازلين والاخرين في الملل والمحن والعراق والديانات. فلم يغفلوا عن احد مشارك في الخلق في خلق جميع المخلوقات. يعني لم يذكروا عن احد مقالة تدل على الغلط في اصل في توحيد الربوبية والغلط في اصله هو دفعه من اصله باثبات شريك مساو لله سبحانه في فعله فهذا اسقاط لاصل الربوبية هذا لم يقع. لكن عدم الغلط في الاصل لا يعني عدم الغلط في بعض المسائل. التي هي من مقاماته الكبرى. نعم. قال ولا مماثل له في جميع الصفات بل من اعظم ما نقلوا في ذلك القول السنويا الذين الذين يقولون بالاصلين كالنور والظلمة وان النور خلق الخير والظلمة خلقت الشر ثم ذكروا لهم في الظلمة قولين اما انها محدثة فتكون من جملة المخلوقات له. والثاني انها قديمة لكنها لم تفعل الا الشر. فكانت ناقصة في ذاتها وصفاتها ومكفولاتها عن النور. نعم في الثانوية وهم من اغلظ الطوائف غلطا في الربوبية. ومع ذلك لما ذكروا النور والظلمة لم يجعلوا الظلمة مساوية للنور بل اما انهم جعلوها حادثة فيكون هذا الفرق ثابتا من هذه الجهة ومن قال من الثانوية ونقل عنه من الثانوية انه يجعلون الظلمة القديمة فانهم يجعلونها فاعلة للشر. ومعلوم ان الفاعل للخير اجل واعظم قدرا وصفة من الفاعل للشر فتكون النتيجة ان الثانوية مع غلظ قولهم لم يصلوا الى تسوية مطلقة في مقام الربوبية لم يصلوا الى تسوية مطلقة في مقام الربوبية فيما ذكروه من المقامات عندهم. نعم. قال وقد اخبر الله سبحانه وتعالى عن المشركين من اقرارهم بان الله خالق المخلوقات ما بينه في كتابه فقال تعالى ولئن سألتهم من رب السماوات والارض فيقولون الله الا فرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل من كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل افلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يزير ولا يزار عليهم كنتم تعلمون سيقولون لله قل فانى تسحرون الى قوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم اما بعد سبحان الله عما يصفون. قد قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. نعم فهذه الايات وغيرها تبين ان المشركين كانوا مقرين باصول الربوبية الكلية. وان هذا الاقرار الذي ذكره الله عنهم جعله القرآن حجة عليهم في عدم تحقيقهم لعبودية الله سبحانه. ولهذا قال اهل العلم ان الاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية. نعم. وبهذا وغيره يعرف ما وقع من الغلط في مسمى التوحيد. فان عامة المتكلمين الذين يقررون يكررون التوحيد في كتب الكلام والنظر غاية من يجعل التوحيد ثلاثة انواع. فيقولون هو واحد في ذاته لا قسيمة له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في افعاله لا شريك له. نعم وهذه الجمل الثلاث التي يفسرون بها التوحيد. وربما فسروا بها الا اله الا الله هي من قصر مقام التوحيد الذي جاء في الاسلام وجاء في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم فانهم يذكرون في دين الاسلام. فاذا ما فسروا التوحيد في دين الاسلام بهذه الجمل الثلاث التي تجمعها كلمة الربوبية ان هذا من الغلط البين عند هذه المناهج الكلامية. واربابها ووجه الغلط انهم لم يذكروا اول دعوة الرسل وهو القول في مسألة الالهية وهو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والا لو كان التوحيد يثبت بالايمان هذه الجمل من الربوبية للزم من ذلك ان جمهور هؤلاء المشركين يكونون من اهل التوحيد لانهم يقرون بهذه الجمل الكلية فانه لم يعرف عن المشركين انهم ينفون الصفات على الاطلاق. بل كانوا يقرون باصول الصفات المعلومة بالعقل وكذلك لم ينقل عنهم في مسألة الفعل والتدبير انهم خصوا احدا من المعبودات بالاستقلال بالفعل تدبير وان كان يعرض ما هو من الشرك لكن مسألة الاستقلال لا يجعلونها لاحد في مسألة الفعل والتدبير الى غير ذلك فمن هنا يعلم ان هذا الذي ذكروه ليس هو التوحيد الذي يحصل به النجاة بل هذا اصل في معرفة الله ولكن النجاة والتوحيد الذي بعث به الرسل يكون بتحقيق معرفة الله وتحقيق عبوديته اي افراده بالعبادة واخلاص الدين له سبحانه نعم اشهر واشهر الانواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو توحيد الافعال وهو ان خالق العالم واحد هم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها. وانما دخل هذا على المتكلمين لانه كما تقدم في القسم الاول من الرسالة وهو ما يتعلق بالصفات ولهذا قد لا يكون لازما لضيق الوقت ان نعلت كثيرا على مسائل الصفات لانه كما يعرف الاخوة تقدم فيها القسم الاول من الكتاب. لكن المتكلمين في اول نشأتهم لما ظهر ائمة الكلام في اواخر الثانية وفي المئة الثالثة وصار لهم اختصاص بتقرير مسائل المعرفة عند المسلمين هؤلاء المتكلمون مع انهم تكلموا في نفس الصفات وما هو معروف عنهم الا انهم كان لهم مقصود ومن حيث الاصل مقصود صحيح لكنهم لم فيه منهجا صحيحا فكان لهم مقصود اخر ايضا وهو الرد على المقالات الفلسفية الالحادية كالقول لم العالم فصاروا يقصدون الى تحقيق مسألة وهي ان الله هو القديم وحده وانه لا يثبت معه قديم ولذلك المعتزلة كما تعرفون جعلوا اخص صفات الاله عندهم هو اختصاصه لماذا؟ بالقدم فجعلوا القدم هو اخص وصف للاله عندهم. ولما كان من اصول المعتزلة وفلسفتهم وطرقهم كلامية ان الصفات زائدة على الذات منعوا اثبات الصفات حتى لا يقع عندهم اثبات قديم مع الله لا شك انه من اعظم الجهل فان صفاته سبحانه وتعالى قائمة بذاته ويمتنع ان تكون مفتتا عن ذاته بائنة عن ذاته وانما المنفي في كتاب الله وفي الفطرة والعقل هو اثبات قديم مع الله اي من مخلوقاته ومفعولاته وهذا ممتنع عقلا وفطرة فانه لما كان مفعولا له سبحانه امتنع ان يكون ازليا معه فان الحادث فان مفعول حادث والفرق في العقل والشرع والفطرة بين بين القديم والازلي وبين الحادث فانه يكفي في اثبات وفي كونه كونه مفعولا او مخلوقا. نعم. ويظنون ان هذا هو التوحيد المطلوب وان هذا هو معنى قولنا لا اله الا الله. دلالة التمانع تقدم الاشارة اليها. ويرمزون اليها بانه لو فرض العالم صانعان فاراد احدهما تحريك جسم او الاخر اراد تسكينه فاما ان يجتمع مرادهما وهذا ممتنع لانه جمع بين النقيضين واما ان يرتفع المراد من كليهما وهذا رفع للنقيضين. قال واما ان يحصل من احدهما. فمن نفذت ارادته فهو الاله الحق المقر له بالتوحيد. هذا ما يسمونه دلالة التمانع على اثبات اختصاص الله بالقدم واختصاص الله بالربوبية. وهذا الدليل دليل وان كانت جملته صحيحة الا انه دليل قاصر. دليل قاصر وليس سهو عند التحقيق ما ذكره الله بقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله بل ما ذكرته الاية هو اتم في المعنى والتظمن واللزوم مما ذكره هؤلاء فيما سموه دليل التمانع. ثم ان دليل التمانع على سائر اوجهه انما يثبت الربوبية انما يثبت الربوبية وهذا وحده لا يكفي نعم. حتى قد يجعلون معنى الهية وقدرة على الاختراق. وهذا هو الذي غلب على متكلمة اهل الاثبات كاصحاب ابي الحسن ونحوهم. فان المعتزلة كانت تقول ان اخص وصف هو القدم. ولما جاء متكلمة الاشعرية قالوا انها خص وصف للاله هو القدرة على الاختراع والحق ان كلمة الاله تعني المعبود بحق المعبود محبة وتعظيم فهو مألوه اي معبود على وجه المحبة والتعظيم ولا يكون معبودا معنوها يفرد بالعبادة الا اذا كان قد تحقق له الكمال. لا يكون معبودا وحده بحق الا اذا تحقق له قال في ذاته وصفته وفعله. الا اذا تحقق له الكمال في ذاته وصفته وفعله ولذلك لما عبد قوم من بني إسرائيل من بعد موسى عبدوا العجل ماذا قال الله؟ قال اخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم اذا اتخذوه وكانوا ظالمين اي ظالمين في فقههم للتوحيد. وهذا هو اشد انواع الظلم. وهو الوقوع في الشرك. فالاله هو المعبود بحق ولا يكون معبودا بحق الا اذا كان قد تحقق له ماذا؟ الكمال في ذاته وصفته وفعله. ومن هنا لا يجوز لاحد ان يفهم ان المتكلمين ذكروا توحيد الربوبية وان اهل السنة ذكروا الالوهية ولم يريدوا تحقيق الربوبية. فالكلمة في التوحيد هي تحقيق لمعرفة الله وعبوديته. هي تحقيق لمعرفة الله وعبوديته سبحانه وتعالى نعم. قال معلوم ان المشركين من العرب الذين بعث بهم محمد صلى الله عليه وسلم اولا لم يكونوا يخالفون مثل هذا. لم يكونوا يخالفونه في هذا لما قال من قال من اهل القبلة ان اوخس صفات الاله القدم فيقال لهم كان المشركون يعلمون انه هو وحده الاول القديم. وكذلك من يقول القدرة على الاختراع فيقال حتى المشركون من العرب كانوا انه وحده هو المختص بالفعل والقدرة. نعم. هل كانوا بل كانوا يقرون بان الله كل شيء حتى انهم كانوا مقرين بالقدر ايضا فهم مع هذا مشركون. اي مقرون بالقدر من جهة اصوله العامة. كاقرارهم ان شاء الله كانوا وما لم يشأ لم يكن وانه بكل شيء عليم. كما ذكره طرف ابن العبد في شعره. الى غير ذلك نعم. وقد بين ان ليس في العالم ينازع في اصل هذا الشيء. وهذا من فقه شيخ الاسلام. انه عبر بهذه العبارة المحكمة. قالوا قد تبين انه في العالم اي ليس في الامم من ينازع في اصل هذا الشرك في اصله ما هو اصله؟ هي الجمل الكلية وهي مسألة الاقرار ان الله هو الخالق انه هو الاول القديم انه لا احد يستقل بالتدبير معه انه ليس له مثيل له بالصفة او في الفعل او مساوي له في الصفة او في الفعل. هذه المعاني لا احد يجحدها من المشركين. فضلا من المسلمين واتباع الرسل؟ ولذلك قال ليس في العالم من ينازع في اصل هذا الشرك. لكن ان بعض مواد هذا الشرك تدخل في هذا التوحيد هذا يعلم هذا يعرض في مسائل سبق التنبيه اليها نعم اما ان شركا واما ان تكون بدعا منقصة لتحقيق توحيد الربوبية. نعم. واذا ذكرنا توحيد الربوبية فان الاسماء والصفات حقيقتها تدخل تدخل في مقام الربوبية فان صفات الله او صفات الله وفعله هي من مقام ربوبيته نعم قال ولكن غاية ما يقال ان من الناس من جعل بعض المخلوقات خلقا لغير الله. كما حصل من بعض المنتسبين او من بعض اهل القبلة كما حصل من بعض اهل القبلة وهم القدرية الذين قالوا ان العبد يخلق فعله فهذا نقص في تحقيق خلق الله لكل شيء وليس نفيا للاصل. فتبين لك بهذا المثال الفرق بين قولك نفي الاصل ونفي فمن قال فمن قال انه لا يعرظ فيه غلط فيقال كيف عرظ لبعظ المسلمين؟ فظلا عن غير المسلمين لما قالوا ان الله لم يخلق فعل العبد بل العبد يخلق او يخلق بل العبد يخلق فعله عندهم وهذا كما ترى ليس من التحقيق لقول الله خالق كل شيء ولهذا سماهم بعض السلف كما جاء عن عمر مجوس هذه الامة لان فيهم شبها بالمجوس. نعم. كالقدرية وغيرهم. لكن هؤلاء يقرون بان الله خالق العباد تخالط قدرتهم وان قالوا انهم وان قالوا انهم خالفوا افعالهم. وكذلك اهل الفلسفة والطبع والنجوم الذين يجعلون بعض المخلوقات مبدعة لبعض الامور فهم مع الاقرار بالصانع يجعلون هذه الفاعلات مصنوعة مخلوقة لا يقولون انها غنية عن الخالق مشاركة له في الخلق فلا ينفون اصل التوحيد. او اصل المعرفة واصل الربوبية. لا ينفون اصله وانما يدخل عليهم الغلط او الشرك في ما هو من هذا المقام. نعم. فاما من انكر الصانع فذلك جاحد معطر للصانع. فالقول الذي اظهره فرعون والكلام الان ولهذا صار الفرق بين سلة الربوبية والالوهية ان اصل الربوبية يقر بها المشركون اما الالوهية فانهم يجحدون يجحدون ايش؟ اصلها هذا هو الفرق. وليس المقصود ان هذا يقع في غلط وهذا محقق بتمامه كلا. انما المقصود ان الربوبية اصلها يقر به المشركون اما الالهية والعبودية التي هي اخلاص الدين لله فان اصلها ماذا لا يقر به المشركون هذا هو الفقه. اصل الربوبية اقر به المشركون وعصر الالوهية لم يقر به كما قال الله عنهم اجعل الالهة الها واحدا. نعم. والكلام الان مع المشركين بالله مقرين فاذا هذا التوحيد الذي قرروه لا ينازعهم فيه هؤلاء المشركون بل يقرون به مع انهم مشركون كما ثبت بالكتاب والسنة وكما علم بالاضطرار من دين الاسلام. ولهذا يتبين هذا الغلط ان من قال انه الله هو الخالق وحده وجعل هذا هو مقام التوحيد عند الرسل فان هذا المقام قد كان يعرفه المشركون ومع ذلك سماهم القرآن مشركين. نعم. وكذلك النوع الثاني وهو قولهم لا سبيل له في صفاته فانه ليس في الامم من اثبت قديما مماثلا له في ذاته سواء قال انه مشاركه او قال انه لا لا فعل له بل من شبه به شيئا من مخلوقاته فانما يشبهه به في بعض الامور. وكذلك ما عرض من التشبيه في هذه الامة كما حصل من بعض الذين وصفوا بهذا الوصف وهم المشبهة الذين قابلوا المعطلة فان المشبهة فضلا عن من سموا بالمجسمة وهو مدفع محمد بن كرام لم يوجد في هذه الامة من يشبه الباري سبحانه وتعالى بخلقه او باحد من خلقه تشبيها واثلا على التمام تشبيها مماثلا على التمام. بل هذا لم يقع كما اسار المصنف في احد من الامم. انه لم يشبه الباري باحد من مخلوقات على التمام في الصفة والفعل. نعم. وقد علم بالعقل امتناع ان يكون له مثل في المخلوقات يشاركه فيما يجوز او يمتنع فان ذلك يستلزم الجمع بين النقيضين كما تقدم. وانما لم يقع فيه احد لان هذا من بديهيات العقل والفطرة لم يقع احد من الامم في هذه التسمية المطلقة التامة لان بديهيات العقل والفطرة تمنع ذلك انه اذا استمع مثلان متساويان في الصفة والفعل امتنع ان يختص احدهما بامتياز ولذلك لابد ان يكون اخص بامتياز الصفة والفعل. نعم. وعلم ايضا بالعقل ان كل موجود للقائمين بانفسهما فلابد فلا بد من قدر مشترك فاتفاقهما في مسمى الوجود والقيام بالنفس والذات ونحو ذلك. هذا تقدم في اول الرسالة وهو ان الاشتراك في الاسم المطلق وهو الاسم الكلي الذهني لا يستلزم تطابق الحقيقة عند الاظافة التخصيص فاذا قلت الوجود فهذا اسم كلي يحمله الذهن. لكن اذا قلت وجود الله فهذا وجود مضاف الى الله. واذا قلت وجود المخلوق فهذا وجود مضاف الى المخلوف. وعند الاظافة يتميز وجوده سبحانه عن وجود غيره. اما في الاسم الكلي فان الاسم الكلي لا وجود له في الخارج. بل هو معنى كلي للوجود يحمله الذهن. بل هو معنى كلي يحمله الذهن. وهذا تقدم مشروعا ومفصلا في اول الرسالة ان الاشتراك بالاسم المطلق لا يستلزم التماثل في الحقيقة عند الاظافة والتخصيص نعم. وان نفي ذلك يقتضي التعطيل المحض وانه لا بد من اثبات خصائص الربوبية وقد تقدم وقد قدم الكلام على ذلك ثمان الجهمية من المعتزلة وغيرهم ادرجوا نفي الصفات في مسمى التوحيد فصار من قال ان لله علما او قدرة او انه يرى في الاخرة او ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. يقولون انه مشبه ليس بالموحد. يعني ان هؤلاء الذين عرضوا في الاسلام مع انهم غلطوا في تفسير مقام التوحيد فيما ذكروه من قصره على الربوبية مع ذلك دخل عليهم الغلط في تفسير مسألة الصفة والفعل فنفوا الصفات وجعلوا تحقيق التوحيد لا يقع الا بنفس الصفات. وهذا تقدم في القسم الاول من الرسالة وقد تعود وانت تعلم ان المعتزلة جعلت اصلها الاشرف ما سموه التوحيد وارادوا به نفي قيام الصفات بالذات نعم. وزاد علي غلاة الجهمية والفلاسفة والقرامطة فنفوا اسمائه الحسنى وقالوا من قال ان الله عليم قدير عزيز حكيم فهو مشبه ليس بموحد. فهؤلاء الغلاة نفوا الاسماء والصفات. ثم ذكر المصنف بعده مذهب غلاة وهم الذين لا يصفونه لا بالاثبات ولا بالنفي. وهذا هو غاية التعطيل كما قاله في اول رسالته وهذا مذهب لبعض الغلاة من يعني الذين سماهم هنا غلاة الغلاة هو مذهب لبعض ائمة المتفلسفة الباطنية. مذهب لبعض المتفلسفة الباطنية الذين جعلوا مقام التوحيد عندهم هو ما لا يقبل فيه من يقال فيه بالتوحيد لا يقبل فيه الاثبات ولا النفي. نعم. وزاد ولاة الغلاة وقالوا لا ينسف بالنفي ولا الاثبات. لان في كل منهما تشبيه له وهؤلاء كلهم وقعوا من جنس التشبيه فيما هو شر مما فروا فيه. مما فروا منه فانهم شبهوه بالممتنعات شبهوه بالممتنعات لما نفوا النقيضين فهذا تشبيه له بالممتنعات فان رفع النقيضين اللذين هم الاثبات والنفي هذا هو حكم الممتنع هذا هو حكم الممتنع وكذلك من جعل في حق للنفي المطلق فهذا تشبيه له بالمعلومات فهذا تشبيه له بالمعلومات. ومن جعل له قدرا من الاثبات وعطل متى هو فعله فهذا تشبيه له بالجمادات التي لا تقبل الصفة والفعل نعم فانه شبهوه بالممتنعات والمعدومات والجمادات فرارا من تشبيههم بزعمهم له بالاحياء. ومعلوم ان هذه الصفات الثابتة لله لا تثبت له على حد ما يثبت لمخلوق اصلا. وهو سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء. لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله. وهذا ممتنع اي ان مماثلة الصفات المذكورة في القرآن لصفات المخلوقات هو ممتنع بالعقل والفطرة والشرع ولن والشيء الممتنع هل يحتاج الى دليل على نفيه؟ هل يحتاج الى دليل على نفيه؟ لا يحتاج الى دليل على نفيه. فهذا هو اول مقامات او من اول مقامات الغلط في هذه الطرق الكلامية ان الشيء الممتنع ارادوا ان يستعملوا ادلة على نفيه مع ان مماثلة الخالق في صفاته للمخلوقات هذا ممتنع ممتنع بالعقل والفطرة ولذلك لم يكن المشركون وامم الشرك يقولوا به فكيف يتوهمون ان دين الاسلام او ان كتب الانبياء او ان القرآن قد جاء ظاهره به فهذا شيء ممتنع عقلا وشرعا وفطرة والشيع الممتنع لا يحتاج الى دليل على نفيه لان العلم بامتناعه علم مروري لا يحتاج الى دليل نبري نعم فلا فرق بين اثبات الذات واثبات الصفات ولذلك مثلا اذا قيل لك علمك بان هذا العمود قائم امامك فانه ليس هناك طريق لاثبات هذا العلم امر من هذا الادراك الضروري الذي يشترك فيه عامة الناس فان عامة الناس اذا ارادوا ان وجود هذا الشيء فانهم يعلمونه بحسه وبالنظر اليه ومشاهدته وما الى ذلك فهذه هي الطرق المدركة فاذا كان كذلك الطرق القائمة في النفس بالفطرة او قائمة في حكم العقل فضلا عن حكم الشرع الدالة على امتناعه. ان يكون صفة مخلوق مماثلة لصفة الخالق فان قولك او قولك هذا هو الخالق سبحانه وتعالى او هذه صفة الخالق سبحانه بمجرد قولك هذه صفة المخلوق فان الصفة لما اضيفت الى الخالق لزم ان تكون ماذا؟ مختصة به ولما الصفة الى المخلوق لزم ان تكون مختصة به. فيمتنع ان تكون صفة المخلوق مماثلة لصفة الخالق لان هذا يسمى خالقا وهذا يسمى مخلوقا فلزم ضرورة بالعقل عن ماذا؟ ان يختلف وان تتباين الصف وان الان لو قيل انها كلمة خالق ومخلوق حكمهما واحد. هل هذا احد يقبله من العقلاء؟ فكذلك اذا قيل صفة صفة المخلوق فان النتيجة كذلك يعني كما انك اذا قلت الخالق والمخلوق فان سائر العقلاء عقلا وفطرة تعرفون الفرق بين كلمة خالق وكلمة مخلوق وان المخلوق غير الخالق وكذلك اذا قلت فاعل ومفعول فسائر العقلاء يفهمون الفرق بين المفعول وبين الفاعل اي من التباين والامتياز فكذلك في مسألة الصفات المضافة الى الخالق والمخلوق نعم فاذا لم يكن في اثبات الذات اثبات مما سلف للذوات لم يكن في اثبات الصفات اثبات مماثلة له في ذلك فصار هؤلاء الجهمية المعطلة يجعلون هذا توحيدا ويجعلون مقابل ذلك التشبيه ويسمون نفوسهم الموحدين. وكذلك النوع الثالث وهو قولهم هو واحد لا قسيم له في ذاته او لا جزء له او لا بعظ له لفظ مجمل فان الله سبحانه مجملة وتقدم ان كل لفظ حادث مجمل فانه لا يطلق عند اهل السنة اثباتا ولا نفيا بل يستفصل في معناه فان قصد به معنى صواب صحح المعنى وقصد الى التعبير عن هذا المعنى الصحيح بحروف الاسلام اي حروف الشريعة او الحروف البينة عند المسلمين نعم. فان الله سبحانه وتعالى احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فيمتنع ان يتفرق او او يكون قد او يكون قد ركب من اجزاء. فهذه التوهمات لم تعرف عند اهل الفطرة ولا عند اهل العقل حتى يحتاج الى نفيها ليست هي القائمة في عقول الناس ولهذا الرسل لا ترى ان في دعوتهم انهم يدفعون هذه التوهمات اليس كذلك؟ هل ترى بكلمات الرسل وما نزل عليهم انهم يدفعون هذه التوهمات؟ لا لا ترى انهم يدفعون هذه التوهمات لانه لا احد من العقلاء واهل الفطر تقوم عنده ولكن لما غلا من غلا وكابر من كابر وقالت اليهود يد الله مغلولة قال الله تعالى غنة ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ولم يكن هذا الكلام نفيا لاصل الصفة بل هو قول في حقيقة فعل الرب سبحانه وتعالى وعطائه. نعم. لكنهم يدرجون في هذا اللفظ نفي علوه على عرشه ومباينته لخلقه وامتيازه عنهم ونحو ذلك من المعاني المستلزمة لنفيه وتعطيله. ويجعلون ذلك من التوحيد. هم يدخلون تحت ذلك ما يسمى عند الباب بالصفات الخبرية كالوجه واليدين فيجعلون نفيها لازما للتوحيد. فيجعلون نفيها لازما للتوحيد الذي هو عندهم انه واحد لا قسيم له. ولا شك ان اتصاف الباري بهذه الصفات المذكورة في الكتاب. والسنة لا تنافي كونه واحدا صمدا سبحانه وتعالى نعم فقد تبين ان ما يسمونه توحيدا فيه ما هو حق وفيه ما هو باطل ولو كان جميعه حقا فان اذا قروا بذلك كله لم يخرجوا لم يخرجوا فيه من الشرك الذي وصفهم الله به في القرآن. اي انه وحده لا يكفي. يقول فماذا يكره المتكلمون من مقام الربوبية فيه حق وهذا لا شك فيه وفيه ما هو باطل كتعطيل الصفات او ما هو منها يقول ولو انهم اقروا به بجملة فان تفسير التوحيد وقصر مقام التوحيد عليه ليس حكيما وليس صوابا. فانه لو كان كذلك فان المشركين يقرون به ومع ذلك سماهم القرآن من اهل الشرك وقاتلهم النبي ولم يجعلوا من اهل التوحيد. نعم. وقاتلهم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بل لا بد ان يعترفوا بانه لا اله الا الله اي انه لا معبود بحق الا الله وحده سبحانه. وليس وليس المراد بالاله هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من ائمة المتكلمين. حيث ظن ان الالهية هي القدرة على الاختراع. وان من اقر بان الله القادر على الاختراع دون غيره فقد شهد ان انه لا اله الا هو نعم فمن قال ان معنى لا اله الا الله في كلمات الرسل اعبدوا الله ما من اله غيره وقول النبي قولوا لا اله الا الله تفلحوا من قال ان مراد الرسول او مراد الرسل في قولهم قولوا لا اله الا الله اي قولوا لا خالق الا الله او لا قادرة على الاختراع الا الله فهذا لا شك انه من اجهل الجهل بدين الرسل. فان المخاطبين للمشرك العرب وغيرهم كانوا يعلمون ويقرون ويصدقون انه لا خالق الا الله ولا قادر على الفعل الا الله. انما كانت هذه الكلمة المقصود بها انه لا معبود بحق الا الله وحده. نعم. فان المشركين كانوا يقرون بهذا وهم مشركون. كما تقدم بيانه بل الاله الحق هو الذي يستحق ان يعبد فهو اله بمعنى مألوف لا اله بمعنى اله والتوحيد ان يعبد الله وحده لا شريك له والاشراك ان يجعل مع الله الها اخر. واذا تبين ان غاية ما يقرره هؤلاء النظار اهل الاثبات للقدر المنتسبون الى السنة انما هو توحيد الربوبية وان الله رب كل شيء. ومع هذا الاثبات للقدر لان بعض المتكلمين قرروا هذا التوحيد وهم القدر فانك تعلم ان المعتزلة قدرية اي نفاة للقدر لا يقولون ان الله خلق فعل العبد ولا شاءه ومع ذلك هذا التوحيد وبعض مقتصدات المتكلمين كما يسميهم المصنف في مقام اخر هم اهل اثبات للقدر على غلو في الاثبات على في الاثبات وهذا سيأتي تفصيله ان شاء الله. هؤلاء الذين اثبتوا القدر واستعملوا هذه الطريقة في تقرير توحيد او تفسير التوحيد وهم ايضا يغلطون من هذا الوجه. نعم. ولذلك قال المنتسبون للسنة او الى السنة فان المتكلمين كما تعلم صنفان صنف صنف منهم لا ينتسبون للسنة والجماعة المعتزلة والجهمية ونحوها. وصنف من المتكلمين ينتسبون للسنة والجماعة. هل كنابية والاشعرية تريدية ونحو هؤلاء. نعم. وان الله رب كل شيء. ومع هذا فالمشركون كانوا مقتدين بذلك مع انهم فكذلك طوائف من اهل التصوف المنتسبين الى المعرفة هنا ذكر المتصوفة فاراد بكلامه الاولى ان غلاة او الاول ان ولاة المتكلمين الذين لا ينتسبون للسنة والجماعة يغلطون في تفسير التوحيد ويغلطون في القدر يغلطون في تفسير التوحيد ويغلطون في القدر وغلطهم في القدر تارة يكون بنفي القدر كما هي طريقة المعتزلة اي نفي ما هو من مقامات القدر وهذا هو المقصود وتارة يكون الغلط بغلو في القدر وهي مقالة الجبرية من الجهمية فان الجهمية اي اتباع جهم بن صفوان جبرية اي يثبتون القدر اثباتا غاليا. ويغلطون في تفسير التوحيد بهذه الطريقة حيث لا يذكرون توحيدا الالهية ولما ذكر المقتصد من المتكلمين المنتسبين السنة والجماعة ذكر انهم يثبتون القدر وان كانوا لا يغلون فيه غلو الجبرية لكنهم يغلون فيه بوجه دون ذلك ولكنهم غلب عليهم القول في مسألة الربوبية. وانهم فسروا توحيد الاسلام بها توحيد الرسل بها هناك تنبيه الى نتيجة انه اذا قيل ان المتكلمين يفعلون ذلك هل يلزم من ذلك ان هؤلاء المتكلمين كالمنتسبين للسنة ونحوها يصححون الشرك في الالوهية؟ ويجوزون الشرك في الالوهية الجواب لا ليس معناه ان هؤلاء المتكلمين من ذكر المصنف من المنتسبين او غيرهم ليس معناه انهم يجوزون للناس ان يشركوا مع الله في عبادته وان يعبدوا الاصنام والاوثان لكن مراد المصنف هنا انهم لم يفقهوا معنى توحيد وفرق بين المقامين والا فقد حكى الرازي وغيره اجماع المسلمين على ان من عبد صنما فهو ليس او سجد لصنم ومعنى ذلك انه ليس من المسلمين فليس المقصود ان هذه الطرق التي ذكرها متكلمة اهل الاثبات المنتسبين للسنة ونحوهم ليس المقصود انهم يجوزون شرك المشركين من عبادة الاصنام والاوثان فان هذا التجويز العلمي المطلق لا يفعله احد من المسلمين او لم يذهب اليه احد من المسلمين. وان كان من انتسب للاسلام قد ابتلي باوجه من الفعل الشركي. كما يقع عند بعض في حق الاولياء او بعض من يسمون بالاولياء والصالحين قد يكون وجها من الشرك من جنس شرك الجاهليين هذا يقع من بعض الجهلة ودعاة الضلالة لكن ان احدا من هذه المدارس العلمية تجوز الشرك تجويزا علميا مطلقا وتقول ان الشرك بجهل امثاله من الجاهلين كان لا ينافي التوحيد فهذا التصريح وهذا الالتزام العلمي لا يصل اليه احد. الا كما قلت من كان انتسابه للاسلام زندقة اي نفاقا. ان كان انتساب الاسلام زندقة اي نفاقا. فان المقصود بكلمة الزندقة كما نبه المصنف هي النفاق. قال الزنديق في لسان الائمة هو المنافق في لسان الصحابة. نعم. فكذلك طوائف من اهل التصوف المنتسبين الى المعرفة والتحقيق والتوحيد. غاية ما عندهم من التوحيد هو هو شهود هذا التوحيد. وهو ان يشهد ان ان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه. لا سيما اذا غاب العارف بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمعروفه عن معرفته ودخل في ثناء توحيد الربوبية بحيث يفنى من من لم يكن ويبقى من لم يزل. بحيث يفنى من لم يكن وهو المخلوقات بحيث يفنى من لم يكن اي المخلوقات. ويبقى من لم يزل اي الخالق. ويبقى من لم يزل اي الخالق الفناء على كل حال مصطلح من مصطلحات المتصوفة ويقصد بالفناء اما الفناء عن ارادة السواء او الفناء عن شهود ما سوى الله او الفناء عن وجود ما سوى الله. وسيذكر المصنف هذا المصطلح بمقاماته الثلاثة فيما بعد. فنرجي الى مقامه والا الفنان والصلاحون من مصطلحات الصوفية يقصد به معنى يكون هذا المعنى مقتصدا وهو الفناء عن ارادة السواء ويفصل به معنى هو وجه من الغلط دون الغلط الغالي او الاشد وهو عن شهود السواء وهذا ابتلي به اكثر ويوجد منه التفسير الغالي وهو تفسير اهل وحدة الوجود وهو الفناء عن وجود السواء اي وجود ما سوى الله بحيث لا يوجد في الحكم الا وجود الباري وحده. ويسوونه بين وجوده ووجود مخلوقاته. نعم. هذا عندهم هو الغاية التي لا راية وراءها. ومعلوم ان هذا هو تحقيق ما اقر به المشركون الى التوحيد. ولا يسير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلما فضلا عن ان يكون وليا لله او من سادات الاولياء. اراد المصنف ان الغلط في تفسير توحيد العبودية كما انه عرض للنظار الذين يقررون المسائل النظرية العلمية من قدماء المتكلمين ومتأخريهم ان الغلطة فيه حصل لبعض اهل الامل والاحوال والحقائق الذين اشتغلوا بالتطبيق وليس بالتأصيل العلمي اشتغلوا بالتطبيقات وهم المتصوفة الذين غلب على كثير منهم او اكثرهم شهود مقام الربوبية شهود مقام الربوبية عن مقام الالوهية. هذا ترى هو التعبير الصحيح. ان تقول شهود مقام الربوبية عن مقام الالوهية. والا مقام الربوبية مع مقام الالوهية هذا هو تحقيق التوحيد ولذلك امر الله سبحانه وتعالى بالتفكر في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار ماذا؟ لايات لاولي الالباب ومن سنة النبي كما ثبت في الصحيحين انه اذا قام من الليل يصلي نظر الى السماء وقرأ هذه الايات. ولذلك بعض المتصوفة يقولون ان هذا شهود مقام لا هو عليه الصلاة والسلام لم يقصر المقام على مقام الربوبية. او يشتغل بمقام الربوبية عن مقام الالوهية. بل يقرأ هذه الايات وهي متضمنة لمعرفة الله وماذا؟ واخلاص الدين له. هي متضمنة لمعرفة واخلاص الدين له فانك تعلم انك اذا رجعت الى الحقائق الشرعية في نفس الامر قلت ان التوحيد واحد وهو معرفة الله حقا معرفته واخلاص الدين له حق الاخلاص. هذا هو التوحيد. وما ذكره اهل العلم من التقسيم هذا هو من باب البيان هذا هو من باب البيان. نعم. وطائفة من اهل التصوف والمعرفة يقرون هذا التوحيد مع اثبات الصفات فينفون فيفنون في توحيد الربوبية مع اثبات الخالق للعالم المباح نعم يعني ان شهود الربوبية عند عارف او من يسمون بالعارفين من الصوفية شهود هذا المقام عن مقام الالوهية قد يعرض لمن هو من الغلاف التصوف وقد يعرض لبعض من عنده اقتصاد. كما حصل من الهروي ابي اسماعيل الانصاري الهروي فهو عنده اقتصاد في مسائل الصفات بل يفسر الصفات بتفسير اهل السنة والجماعة وتعلم انه من الرادين على الجهمية في باب الصفات فهو يثبت الاسماء والصفات على طريقة الائمة في الجملة وان كان احيانا قد يزيد في الاثبات. لكن مع ذلك فانه اشتغل بالتصوف طعن الهروي ولما اشتغل بالتصوف غلب عليه في بعض المقامات ان الحقيقة هي شهود مقام الربوبية. ولذلك يقول في بعض لا من له ان العارف هو من سار الحال عنده انه او صار المقام عنده انه لا يستحسن حسنة ولا يستقبح سيئة. ان العارف من صار المقام عنده انه لا يستحسن حسنة ولا يستقبح سيئة لماذا؟ يقول لان كل من عند الله فهذا شهود للربوبية عن ماذا؟ عن الالوهية والا فان الالهية والشريعة جاءت بالفرق بين الحسنة وماذا؟ الفرق بين الحسنة وبين السيئة. الفرق بين سنة وبين السيئة فهؤلاء الغلط عندهم انهم كأنهم جعلوا قدرا من التمانع دخل عليهم قدر من انا الذي توهموه بين تحقيق الربوبية وتحقيق فصاروا لا يحققون الربوبية الا باسقاط ما هو من مقامات الالوهية واخلاص الدين لله. ولذلك قال ان العارف هو من لا يستحسن حسنة ولا يستقبح سيئة مع ان الشريعة جاءت بالتفريق بين الحسنة والسيئة. ولذلك تجد بعض كلمات هؤلاء يقولون الشريعة والحقيقة وجعلوا تمانع بين الحقيقة ويفسرون بها الربوبية. وبين الشريعة وهي الامر والنهي. فجعلوا تمانع بين هذا وهذا. فهذا التمانع الذي دخل على بعض هؤلاء هو من اوجه الغلط في تفسير مقامات التوحيد. نعم. واخرون يضمون هذا الى نفي الصفات سيدخلون في التعطيل مع هذا وهذا شر منه. ولذلك انبه الاخوة الى هذه الكلمة مهمة وهي ان التمانع بين حقيقة التوحيد العلمي والارادي هذه ليس لها مقام عند اهل السنة ومن نسبا في بعض كلام له شيء من اهل او اهل السنة الى هذه الطريقة فهذا غلط لانه بعض من يرد وقد يكون جاهلا بحقائق العلم المفصل ربما اراد الرد على هؤلاء الذين مانعوا الالهية او بعض المقامات الالهية بمقام الربوبية فيعكس الامر. فيصير عنده ماذا؟ عكس للامر فيثبت التمانع ولكن بطريقة مقابلة اي يمنع بعض مقامات الربوبية بماذا؟ بما هو من مقامات الالوهية ويظن ان هذا هو الطريق التي عليه اهل السنة هذا غلط بل الصحيح ان التوحيد لا يتمانع هذا هي الصحيح عقلا وفطرة وايش؟ وشرعا التوحيد لا يتمانع وكما ان الله لام المشركين على شركهم مع اقرارهم انه الخالق اي ان الله الخالق للسموات والارض فان الله قد قال عن اصحاب عجل الم يروا انه لا يكلمهم فكما ان هذا المقام اتى فهذا المقام يأتي فكذلك المقصود ان التوحيد مقامه العلمي الذي يفسر بالربوبية ومقامه الارادي الذي يفسر بالاخلاص والعبودية ليس بينهما ايش؟ ليس بينهما تمانع ليس بينهما تمانع ولئن كان بعض الصوفية منع بعض مقامات الالهية بما هو من مقامات الربوبية فان التصويب ليس بعكسه وهو منع بعض مقامات الربوبية بما هو من مقامات بل التحقيق الذي عليه الرسل واتباعهم هو انه لا تمانع بين حقيقة التوحيد العلمية والارادية الطلبية نعم. واخرون يظنون هذا الى نفس الصفات فيدخلون. هذه الكلمة احفظوها انه لا تمانع بين حقيقة التوحيد العلمي والارادي. نعم. فيدخلون في التعطيل مع هذا وهذا سر من حال كثير من المشركين. وكان زهم وهذا شر من حال كثير من المشركين. اي من هذا الوجه. ولهذا قال وهذا اي هذا الوجه شر من حال كثير من المسلمين. هذا التعبير به ابن تيمية كثيرا قد يقول عن بعض اهل البدع او بعض مقالات اهل البدع هذا شر من كلام المشركين او هذا القول شر من كلام اليهود والنصارى وما الى ذلك فلا يلزم من ذلك ان هذا الحكم يكون حكما عاما بل هذا يكون من هذا الوجه بل هذا يكون من هذا الوجه ولا شك ان الامر كذلك من هذا الوجه. لان المعروف عند الجاهليين انهم يقرون بصفات الله فمن عطل صفات الله وقيل قوله من هذا الوجه شر من قول المشركين وهذا من عدل الاسلام لكن اذا جئت الحقيقة العامة او النتيجة العامة او تقول الحكم العام فان من اشرك مع الله ولم يؤمن بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم لا شك ان حكمه ليس كمن امن ولكنه انحرف بعض المقامات فالمقصود ان الحكم الخاص لا يستلزم ايش؟ الحكم العام والحكم المقيد لا يستلزم الحكم المطلق. انتبهوا لهذا لان البعض احيانا يحكم بحكم عام يأخذه من كلام اهل العلم كابن تيمية وغيره واذا قرأت سياق المصنف او غيره من اهل العلم وجدته سياقا مقيدا ومن نقل عنه نقل عنه نقلا مطلقا. فنقول هذا حكم مقيد او حكم خاص والحكم الخاص لا يستلزم الحكم العام لا على المقالات ولا على الاعيان هل ولانك سائر كلام المعتزلة شر من سائر كلام المشركين؟ هذا ما يجوز لان المعتزلة يقولون انه لا يجوز عبادة الاصنام اليس كذلك؟ والمشركون يقولون جعل الالهة اله واحد كمثال يعني. المشركون لا يؤمنون ان محمدا رسول الله. اما هؤلاء فيؤمنون ان محمدا رسول الله هؤلاء مسلمون وهؤلاء ليسوا بمسلمين او تقول هؤلاء الاصل فيهم الاسلام. وان كان قد يعرض فيهم من يكون على وجه من العناد يخرج عنه هذه امور في مسألة قيام الحجة لكن هؤلاء من الاصل ليسوا مسلمين. فالقصد ان الحكم الخاص لا يستلزم الحكم العام. وقد يقول قائل ان هذا من غلو كما قاله البعض ان من غلو بنتي انه يجعل بعض مقالات المسلمين شر من مقالات بعض الكفار وهذا ليس من الغلو. هذا من ضبط الحقائق العلمية. لان هؤلاء المشركون اقروا بهذه الجملة هاي جملة الصفات وهؤلاء تأول الصفات الى وجه من نفيها فمن هذا الوجه كان حكمه حكما معتدلا. نعم. وكان سهم في الصفات ويقول بالجبر ويقول بالجبر اي ان العبد مجبور على فعله. وانه لا فعل له. نعم. فهذا تحقيق قول الجهم لكنه اذا اثبت الامر والنهي والعقاب والثواب فارق المشركين من هذا الوجه؟ نعم هذا مما يبين لك ان المصنف اراد حكما مقيدا خاصا. فان لكي لا يثبتون الامر والنهي والثواب والعقاب بل كما قال الله عنهم زعم الذين كفروا ان لم يبعثوا نعم. لكن جهما ومن معه يقول بالارجاء فيضعف الامر والنهي والثواب فيضعف الامر والنهي او فيضعف الامر والنهي عنده فيضعف الامر والنهي والثواب والعقاب عنده لان جهما هو رأس الغلو في الارجاع. وتعرف ان كلمة الارجاء كلمة مجملة. فالارجاء نظرية والمرجئة من حيث هم طوائف كثير قال الاشعري في مقالاته انهم ثنتا عشرة طائفة. اشدهم ارجاء جهم وصفوان ومن وافقه واخفه مرجاء من عرض له الارجاء من اهل السنة وهم من سموا بمرجئة الفقهاء فسائر هذه الاقوال تسمى ارجاء لكن ارجاع هؤلاء الائمة من الفقهاء كحماد ابن ابي سليمان وامثاله هذا ارجاع لا يوصل الى الكفر بل لا يوصل الى الخروج من السنة خروجا مطلقا. وان كان القول بدعة. لكن اصحابه يعدون فيها للسنة والجماعة مع قولك ان قولهم بدعة. اما كلمة شهم بن صفوان في ان الايمان هو المعرفة والعلم فان هذه كلمة اغلى ما قيل من الارجاء. نعم. والنجارية والضرارية وغيرهم. يقربون من جهمي في مسائل القدر النجارية اتباع الحسين النجار والضرارية اتباع ضرار ابن عمر وهما من الاسماء المختصة عند التحقيق فقد اختلف اهل المقالات فيهم اهم معتزلة او من طوائف المعتزلة ام لا؟ والصحيح ان الحسين النجار وضرار ابن عمر لديهم اختصاصان صلاة كثيرة فان النجارية مرجئة والمعتزلة كما تعلم ليسوا مرجئة وضرار ابن عمر هو اقرب المعتزلة من الحسين النجار ولكنه قد انفك عن كثير من كلمات ومقالات المعتزلة فكان الاشبه بهم كان الاشبه بهم انهم قوم لديهم انفكاك واستقلال عن المعتزلة وان كانوا يشاركونهم في كثير من الاصول او اكثرها ولا سيما عند عمر ابن عمر فانه اقرب الى المعتزلة ومدرستهم وولائهم من الحسين ابن محمد النجار. نعم. مع مقاربتهم له ايضا وفي نفي الصفات والكلابية والاشعرية. يتبع محمد او عفوا اتباع ابي محمد عبدالله وهو عبدالله بن سعيد بن كلاب. وعبد الله بن سعيد بن كلاب هذا يعد من اوائل المتكلمين الذين انتسبوا للسنة والجماعة. فان الاصل في المتكلمين لما نشأ علم الكلام ونشأ المتكلمون ان ما كانوا ينتسبون للسنة والجماعة ومذهب السلف. ولكن في اخر زمن الامام احمد لما ظهر ابن كلاب وكان من المتكلمين المعروفين صار هو ومن معه يردون على المعتزلة. يردون على المعتزلة في مسألة القرآن فصارت هذه مقدمة ظهور مدارس كلامية ينتسب اصحابها للسنة والجماعة من هنا ظهر مختصدة المتكلمين كما يسميهم المصنف احيانا. ولما جاء الماتوردي والاشعري وبخاصة الاشعري فان تأثر ابي الحسن نشعر بعد الاعتزال بابن كلاب تأثر بين. فلما جاء الاشعري نسج على طريقته اي على طريقة ابن كلاب. وان كان يخالفه في مسائل ولكن المقصود انه من ابن كلاب حصل تحول في تاريخ علم الكلام. وهو ظهور المتكلم من الذين ينتسبون للسنة والجماعة حتى ظهرت مدارس معروفة وهذه المدارس التي تنتسب للسنة والجماعة مع استعمالها لطريقة علم الكلام لا شك انها اقرب الى السنة من الطرق الكلامية الاولى. ولذلك يقول ابن تيمية رحمه الله ان شعار اهل البدع المغلظة ترك الانتساب للسنة والجماعة. شعار اهل البدع المغلظة ترك الانتساب للسنة والجماعة. يكون شعار اهل البدع المغلبة ترك الانتساب للسنة والجماعة. نعم. والكلابية الاشعرية خير من هؤلاء في باب الصفات. فانهم يثبتون لله الصفات العقلية. الصفات العقلية خير من هؤلاء من المعتزلة لان مذهبية والاشعرية يقوم على ان الاصل هو اثبات الصفات. اما المعتزلة ونحوهم فان الاصل انهم عدم اثبات الصفات. لكن هؤلاء لا يثبتون جميع الصفات. لا يثبتون من الصفات والا هناك فرق جوهري ان صح التعبير بين هؤلاء والمعتزلة ان الاصل عند المعتزلة منع قيام الصفات بالذات الاصل عند الكلابية والاشعرية اثبات قيام الصفات بالذات. هذا من حيث الفرق في الاصل. اما من حيث التحقيق فانهم تأخروا عن التحقيق الموافق لطريقة السلف قال فيثبتون الصفات العقلية هكذا سموها بالصفات العقلية وهي الحياة والبصر والسمع والارادة والعلم والقدرة. الحياة والكلام والبصر والسمع والارادة والعلم والقدرة. هذي يسموها صفات العقلية ومنهم كالرازي من يزيد صفة ثامنة في الصفات العقلية وهي صفة البقاء صفة البقاء. الحياة والكلام والبصر والسمع الارادة والعلم والقدرة وزاد بعضهم كالرازي البقاء. فجعلوا الصفات العقلية صفات كمال هذه الصفات السبعة والثمان يثبتها جميع هؤلاء. من القلابية والاشعرية بسائر طبقاتهم. لكن ما قد يسمع يقوله البعض او يتوهم البعض من ان الاشعرية لا يثبتون الا سبعا فقط فهذا غلط بل يقال هذه الطريقة التي عليها اكثر متأخريهم كطبقة بالمعالي ومن بعده. والا فمحققوهم وقدمائهم كابي الحسن الاشعري والقاضي ابي بكر بن الطيب الباقلاني وابن فورك وامثال هؤلاء فانهم يثبتون مع هذه السبع ما هو من الصفات الخبرية كالوجه واليدين ونحو ذلك فضلا عن صفة العلو فان قدمائهم كالاشعري امام المذهب والكلب قلاني وابن فورك وفضلا عن ابن كلاب الذي نسج الاشعري على طريقته فان هؤلاء يثبتون صفة العلو ومن هنا يتبين لك ان من قال ان الاشاعرة لا يثبتون من الصفات الا سبعا فهذا قادر من القول فيه غلط هذا مذهب جمهور المتأخرين منهم ولك ان تقول هذا مذهب الغلاة في المذهب. والا فمحققوهم كالاشعري وابن الباقلاني ومن فورك يثبتون الصفات السبع ويثبتون ما هو من الصفات الخبرية كالوجه واليدين فليس من اصلهم نفي الصفات الخبرية بل ويثبتون صفة العلو. وقد حكى الاشعرية الاجماع على اثبات صفة العلو. واما من فانه في كتاب الصفات انتصر لهذه الصفة انتصارا متينا بدلائل السمع والعقل. ورد على المعتزلة ردا بينا فما نظمه ابو المعالي الجويني ومن بعده في مذهب ابي الحسن الاشعري ليس نظما محققا عن الاشعري لنفسه نعم. وائمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة كما الصفات الخبرية كالوجه واليدين. نعم. كما فصلت اقوال في غير هذا الموضع واما في باب القدر ومسائل الاسماء والاحكام فاقوال متقاربة. والكلابيتهم اتباع ابي محمد عبد ابن سعيد ابن كلاب الذي سلك الاشعري خلفه اي نسج على طريقته ووجه ذلك ان ان بن كلاب يعد من اوائل المتكلمين وكما وصفه ابن تميم بمقدم متكلمة الصفاتية الذين عندهم اصول كلامية وعندهم اصل اثبات الصفات لكنهم بنوا على مسألة نفي حلول الحوادث فنفوا الصفات الفعلية بذلك. ولهذا نفوا الصفات الفعلية الذي يسمونه حلول الحوادث يقول عند سائر الطبقات هؤلاء المتكلمين المنتسبين للسنة والجماعة. نعم. واصحاب الطلاب كالحارث كالحارث المحاسبين وابي العباس القلنسي ونحوهما خير من الاشعرية في هذا وهذا. خير من الاشعرية في هذا وهذا بل اثبات كلاب للصفات خير من اثباتها بالحسن. فان ثمتها جملة من الصفات كالغضب والرحمة ونحو ذلك ابن كلاب يثبتها. ويقول ان لله غضبا ولكنه واحد. كما يقول ان له كلاما ولكنه واحد. ويقول ان لله رحمة ولكنها واحدة. اما الاشعري فانك تعرف انه يتأول هذه الصفات كالغضب والرحمة ونحوها على صفة ايش؟ على صفة الارادة. فابن كلاب لا يردها الى صفة الارادة. بل اجعل الغظب صفة مختصة ولكنها واحدة. حتى لا يقع في اسقاط اصله الذي فرضه او توهمه وهو ما سماه حلول الحوادث فمن هذا الوجه يكون اثبات ابن طلاب يكون اثبات ابن كلاب للصفات اجود ما اثبات بالحسن. لانه الغضب والرحمة ونحو ذلك ولكنه يجعلها اما الاشعري فانه يتأول ذلك على صفة الارادة واما الحارث المحاسبي فانه من عباد هؤلاء وهو متصوف كما تعلم فاخذ نتائج المتكلمين على طريقة ابن او اخذ نتيجة كلامية على طريقة ابن كلاب وان كان له تصوف مشهور نعم فكلما كان الرجل السلفي والائمة اقرب كان قوله اعلى وافضل. هذا ليس على الاطلاق كما تعرف بل ان مراد كل ما كان الرجل الى السلف والائمة اقرب اي في الجملة. كان قوله اعلى وافضل اي في الجملة. واما ان مقصود المصنف انه كلما كان الرجل المنتسب للسنة والجماعة الى السلف اقرب كان قوله اعلى وافضل فلابد من تقييده قد يقول المصنف قد يقول قائل لماذا للمصنف ما ذكر تقييدا؟ نقول البديهيات لا يحتاج الى ذكرها البديهيات لا يحتاج الى ذكرها والا معلوم انه قد تأتي بدعة تظهر بدعة ويظهر فيما بعد بدعة اخف منها. ولا شك انه مثلا مذهب ابي الحسن الاشعري مع انه اه في باب الصفات فيه قدر من البدعة لكنه اصاب قدرا من السنة باثبات كثير من الصفات مع انه متأخر عن المعتزلة الذين يصيب هذا الاثبات من السنة. هذا لا يطرد ان المتقدم دائما يكون افضل هذا ليس بلازم. اما ان يقال في الجملة واما ان يقال واما ان يقال ايش؟ واما ان يقال في المنتسبين للسنة هذي امور هي من الاحكام المجردة ليست من الاحكام التطبيقية الظرورية نعم والكرامية قولهم في الايمان قول منكر والكرمية باع ابن كراه محمد بن كرام السجستاني صار له قول بين السقط والغلط لما قال ان الايمان قول ان الايمان قول فمن قال بلسانه فقد امن وهذا بين الغلط والسقط والمخالفة للعقل والفطرة ومعاني العلم والاسلام فان من قال بلسانه قد يكون قال نفاقا قد يكون قال نفاقا نعم لم الي احد حيث جعلوا الايمان قول اللسان وان كان مع عدم تصديق القلب فيجعلون المنافق مؤمنا فيجعلون المنافق مؤمنا اي ان ابن كرام واتباعه ارادوا التسمية ولم يريدوا ما يتعلق بالامام من النتائج فيقولون ان من قال بلسانه سمي مؤمنا. فان قيل لهم فالمنافقون قالوا بالالسنتهم. فما جوابهم؟ يقولون نسميهم مؤمنين لكنه في الاخرة في النار. فهم ارادوا مقام ايش؟ التسمية. والا فمن حكى عن الكرامية انهم يجعلون المنافقين في الجنة فهذا وهم عليهم. توهمه من توهمه كابن حزم لما اخذوهم بلازم قولهم فان الاصل في الاسلام والعقل والشرع ان المؤمن حقا يكون من اهل الجنة. فلما قال ابن كرام انهم مؤمنون قال عنه ابن حزم انه يذهب الى ان المنافقين في الجنة هذا لازم قوله. لكن عند التحقيق ولا يقول بذلك. وهذا من التناقض في كلام الكرامية. نعم