الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين اما بعد فينعقد هذا المجلس الذي نسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته ان يجعله من مجالس ذكره وشكره في السابع والعشرين من الشهر الخامس من سنة ثمان وثلاثين واربع مئة والف من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام في المسجد النبوي الشريف مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شرحا وتعليقا على رسالة الامام محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله. التي انتبه في اصول علم الشريعة وتطبيقها وبحثها وبيانها. وهذه الرسالة التي كتبها الامام الشافعي رحمه الله تضمنت جملة من المعاني المسماة التي سماها الشافعي. في قواعد اصول فقه وفي الاحكام الفقهية التي امضاها على القواعد الاصولية وفي علم الدلالات اللغوية وضمنها جملة من المعاني المسماة والاشارات والتنبيهات. لما كان هذا العلم الذي بعلم اصول الفقه في فواتح كتابته. وهذا العلم في مادته ومقصوده مظمن في فقه رضي الله تعالى عنهم فان الله سبحانه وتعالى بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق وانزل عليه الكتاب الذي جعل وهودا للناس ورحمة. واكمل الله به الدين. واتم به النعمة على عباده المؤمنين واوحى الى عبده ما اوحى وهي الحكمة البالغة التي لم يؤتى نبي من الانبياء عليهم الصلاة والسلام كما اوتي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وفي الصحيح وغيره عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ما من الانبياء من نبي الا قد اوتي من الايات ما مثله امن البشر وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحى الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم وانزل عليه القرآن بلسان عربي مبين. وتضمن كتاب الله من العلم والحكمة والنور والهداية في اصول الشريعة وفروعها. وكافة علومها يصلح احوال العباد وما يجب عليهم من الحق الاعظم. وهو حق الله سبحانه وتعالى. في توحيده والايمان واخلاص الدين له وحده لا شريك له والايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وما تضمنته شريعة الله سبحانه وتعالى التي جعلها الله سبحانه وتعالى عدلا لعباده من كمال التيسير والرحمة في ابواب العبادات وسائر مسائل الشريعة من الافعال والتصرفات البشرية التي يفعلها الناس وينتابونها فبينت فيها احكام المعاملات المالية وبينت فيها احكام النكاح وما يتبعه من بعد ذلك من طلاق او استتمام او عدة او غير ذلك. مما يكون من احكام هذه المادة. وبين فيها ما يكون بين الناس من العدل في الخصومات واحكام الجنايات والحدود والتعزيرات مما كتبه فقهاء مين؟ مستنبطينه من كتاب الله سبحانه وتعالى. وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم. ولما كان الكتاب الذي انزله الله على نبيه وخير الكتب. وهو كلام الله جل وعلا. رأيت ان ما كتبه الفقهاء بكتب الفقه لم يقع في امة من الامم التي بعث فيها نبي من الانبياء او رسول من رسول الله كما كتب في هذه الامة حتى صارت كتب الفقه والتشريع التي كتبها فقهاء المسلمين رحمهم الله عن المذاهب الاربعة ونحوهم جاءت مقدرة بالالاف عددا. وهي مفصلة فمنها المختصر ومنها المقتصد ومنها المطول المبسوط. ولما كان الدليل مرده الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويعلم باتفاق علماء المسلمين ان كل حكم في اصول الشريعة او فروعها لا يرجع الى كتاب الله او الى هدي من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه حكم باطل وحكم كاذب ولا يضاف الى الشريعة ولما كانت اصول الدين متواترة في ثبوتها في كلام الله ورسوله صريحة في دلالتها لم يقع اختلاف بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم فيها. حتى ظهرت البدع التي بين النبي صلى الله عليه وسلم انها محدثة وانها ضلالة كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا خطب قال اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الامور محدثاتها وكل محدثات بدعة وكل بدعة ضلالة. وقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث عائشة في الصحيح وغيره. من احدث في بامرنا هذا وما ليس منه فهو رد. ومن عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. فكانت اصول الدين وعقيدة المسلمين منضبطة على الكتاب والسنة. لان ورودها في كلام الله ورسوله متواتر من جهة الثبوت صريح من جهة الدلالة. واما ما يتعلق بفروع الشريعة وتفصيلها. فمنه ما يكون على هذا القدر من البيان ومنه ما يستخرجه ويستنبطه اولو العلم الذين قال الله فيهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ولما كان البيان الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو الكتاب المبين. والنبي صلى الله عليه وسلم بعث في العرب وتكلم بلسان العرب وهو افصحهم عليه الصلاة والسلام. صار العلم بهذا المستنبط. يأتي على لغة العرب في كلامها ولما انخرمت الفصاحة بعد ذلك وطال الاسناد من جهة الثبوت في الرواية ظهرت جملة من علوم الشريعة في ابواب الحديث وفي اصول الفقه وفي التراتيب الفقهية. فان الصحابة رضي الله عنهم تفرقوا في الامصار بعد فتحها فمنهم من صار الى شيء من الامصار العراقية ومنهم من صار الى شيء من الامصار الشامية وبقية منهم بقوا في المدينة النبوية. وظهر بعد ذلك ما عرف بطريقة اهل الحديث. التي كان يقررها بن انس رحمه الله وظهر ما يسمى بطريقة اهل الرأي التي كان يستعملها جملة من فقهاء الكوفة تصار بين بعض اهل الحديث واهل الرعي ما هو من الاختلاف والتراجع. وكتب بعض كبار اهل الرأي في ذلك كتبا. وقال بعض اهل الحديث في ذلك حروفا ولكنهم في الجملة متفقون على الرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله. وانما بعض الاختلاف وتنازعوا بعض التنازع فيما خرج وزاد عن ذلك من المسائل المستنبطة الى ضبط هذه الطريقة في ضبط الاستدلال وطرق البيان العربي ما استعمله كبار اهل العلم رحمهم الله وصار الامام الشافعي رحمه الله من اوائل من كتب في هذا العلم الذي اصطلح بعد ذلك على تسميته بعلم اصول الفقه وهو بعض ائمة الكوفة هم اوائل من كتب في هذا العلم فكتب فيه الامام الشافعي بعد ان الامام مالك في اوائل امره. ثم التقى باهل الراعي في الكوفة وغيرها. ثم التقى باهل الحديث في بغداد. فكتب الامام الامام الشافعي رحمه الله هذه الرسالة بعد ان نظر هذه المناهج المتنوعة التي يقال انها متنوعة وليست متضادة وانها مختلفة في طريقة الاستنباط في بعض الوجوه. وان كانت تتفق في بعض الوجوه. ومن برهان هذا الاتفاق انك ترى رأي ابي حنيفة رحمه الله وهو مثال مشهور لاهل الرأي يوافق ما عليه كبار من ائمة الحديث كالامام احمد وامثاله في مذهبه. ولا ترى ان الخلاف يطرد بين ابي حنيفة واحمد في مسائل فروع الشريعة. من ثمة مسائل كثيرة واسعة في ابواب العبادات وغيرها يتفق فيها رأي كثير من الكوفيين مع رأي كثير من اهل الحديث او يقال مع المشهور عند اهل الحديث. فلما تنوعت هذه الطريقة وكان الامام الشافعي رحمه الله ممن زار هذه المدارس ونظر في هذه المعاهد العلمية التي كانت قائمة الذاك. كتب هذا التأليف والتركيب واذا تأملت رسالته هذه وجدت فيها اعتبارا بما قاله كبار ائمة الرأي كذكره للقياس واستعماله به على وجه مقتصد يناسب ما عليه كثير من اهل الحديث. وفي المقابل فانه بين في هذه الرسالة الفاضلة التي كتبها في اصول فقه الشريعة بين فيها مقامات من احكام العبادات كاحكام الصلاة والحج والزكاة وغيرها وطبقها على القواعد الاصولية وبين فيها جملة من مقامات الاتباع الواجبة التي جرت عادة المحدثين المحدثين رحمهم الله في ذكرها كما ذكرها الامام البخاري رحمه الله في صحيحه ككتاب الاعتصام بالسنة وذكر افذكر الشافعي رحمه الله في رسالته هذه من جنس ما ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه في مثل هذه الابواب. فجاءت الامام الشافعي في هذا الباب وفي هذا العلم منهجا وهذا اخص ما في هذه الرسالة انها منهج في علم اصول الفقه ثم صار علم اصول الفقه بعد ذلك يكتب مسطرة ونظاما. وهذا الفرق بينما الشافعي رحمه الله في رسالته وما كتبه بعد ذلك في القرن الخامس والسادس بالاخص كثير من ائمة الكلام والنظر كما في كتب ابي الحسين البصري وكتب ابي عبد الله الرازي وكتب ابي حامد الغزالي الجويني ونحو هؤلاء فانهم كتبوا في اصول الفقه كتبا على سائر المذاهب الفقهية الاربعة. والغالب على هذه الكتب انها كتبت نظاما في علم اصول الفقه. وصار علم اصول الفقه عند هؤلاء اشبه بالمسطرة المنظمة. والمنتظمة على وجه واحد فيسمون الادلة ويسمون تقاسيم الاحكام ويسمون تقاسيم الدلالات. وهذا لا تراه منتظما في رسالة الامام والشافعي فرسالة الشافعي هي منهج في علم اصول الفقه. واما كتابة اولئك فهي معيار في علم اصول الفقه ذلك من اراد ان يتفقه على الطريقة التي كان عليها المتقدمون من السلف الصالح رحمهم الله من اهل الفقه والرعي واهل الحديث والاثر فان كتاب الامام الشافعي رحمه الله هو خير بصير في هذا العلم. واما ما كتبه الاصوليون ذلك فهو مادة متممة لهذا العلم. ولكنه كتب مجردا في كثير من موارده. بعد ان ادخلوا عليه مقدمات من علم الكلام بل وادخلوا عليه طائفة من الاصول العقدية التي جعلوها مرتبة للاحكام الاصولية كبعض كلامهم في مسائل التكليف ومسائل التحسين والتقبيح العقليين ومسائل الامر والنهي. فصار هذا يتأثر بما قالته المعتزلة وتارة يتأثر بما قالته متكلمة الصفاتية من اصحاب ابي الحسن وغيرهم اما طريقة الامام الشافعي فلست ترى فيها تعدادا لسائر الادلة التي استعملت. ولا ترى فيها ذكرا للسائر اوجه الدلالات كالعامي والخاص والمطلق والمقيد وما بعد ذلك. نعم قد سمى الكتاب والسنة كاصل في في استعمال للاحكام واخذها مسمى القياس وسمى قوله ومراجعته لما عرف عند الحنفية ونحوهم بدليل الاستحسان وسمى في علم الدلالات جملا كقوله في العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين له ولكن ان الشافعي رحمه الله لم يستعمل نظام المسطرة التي استعملها اولئك او نظام المعيار. ولذلك ترى فرقا بين هذا كتاب وتلك الكتب التي كتبت من بعده. مع ان الكتب التي كتبت في علم اصول الفقه صارت طائفة من المعرفين بها يقولون انها على منهجين. المنهج الاول انها كتبت على طريقة الفقهاء. والمنهج الثاني ما كتب كتب على طريقة المتكلمين ويجعلون كتب الحنفية مما كتب على طريقة الفقهاء. ويجعلون كتب المالكية والشافعية ونحوهم مما كتب على طريقة المتكلمين. وهذا وان صح من وجه باعتبار طريقة علماء الحنفية في تحصيل القواعد والفرق بينهم وبين طريقة علماء الشافعية والمالكية. الا ان الاطلاق بان هذه طريقة الفقهاء هذه طريقة المتكلمين فيه زيادة وتكلف. لان علم الكلام اكثر ما شاع في علماء الحنفية اكثر منه بعلماء المالكية والشافعية فضلا عن علماء الحنابلة وكبار المتكلمين بل وولاة المتكلمين كمذهب ثم منهم بمذهب الامام ابي حنيفة ولم يتمذهب احد من غلاة المتكلمين في الجملة بمذهب الشافعي ومالك فضلا عن الامام احمد رحمه الله ولذلك فان كتب اصول الفقه اذا نظر اليها بدءا بهذه الرسالة للامام الشافعي وما تلاها من الكتب التي كتبت كالمستشفى لابي حامد الغزالي والمحصول لمحمد بن عمر الرازي والبرهان الجويني ونحوها فانها كتب يتمم بعضها بعضا. ومن توهم انه يستغني برسالة الشافعي وحدها في علم اصول الفقه او يستغني ببعض كتب المتكلمين في علم اصول الفقه فانه قد اتى نقصا في الادراك وفهم التحصيل الذي قصد في هذا العلم فان هذا العلم الشريف الذي هو علم اصول الفقه يتضمن اركانا ويتضمن وصولا واذا اريد تعريفه فقد عرفه العلماء يعني علماء اصول الفقه ولكن اذا اريد جمع هذا المراد والاجتهاد وطريقة النظر في نصوص الشريعة فانه يسمى بما اصطلح على تسميته من هذا المعيار. فقد يسمى هذا قياسا وقد يسمى استحسانا وقد يسمى استصلاحا وقد يسمى استصحابا وقد يسمى قول الصحابة الى غير ذلك. والا الذي عرفوه به فانه يقال ان علم اصول الفقه هو تسمية ادلة الشريعة ومراتبها وبيانها فهذه التسمية يتعلق بها تعيين الادلة فما هي الادلة فما هي الادلة التي يستدل بها في تشريع الشريعة وفي احكامها وفروعها. وما هو وما هو رتب هذه وما هو رتب هذه الادلة وما هو البيان المستعمل؟ اما تسمية ادلة الشريعة وكذلك القول في مراتبها فانه شرعي القول في تسمية ادلة الشريعة والقول في مراتب الادلة هو شرعي محض بمعنى انه لا يحصل دليل ويسمى الا حيث علم من ادلة الكتاب والسنة انه دليل صالح للاستدلال. واما ما يتعلق ببيان هذه الادلة فان البيان في الجملة هو امر لغوي. ولذلك دخل في سائر كتب اصول الفقه كهذه او الكتب التي كتبها المتكلمون بعد ذلك. او كتبها فقهاء الحنفية ذكروا فيها علم اللغة. وان لم وباسم اللغة على كل تقدير ولكنهم ذكروا العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين وما الى ذلك والامر وما يقتضيه والنهي وما يقتضيه. وهذا في الجملة لغوي. او يكون مركبا من اللغوي والشرعي. كاقتضاء مثلا فان الامر بحثوا فيه بحثا مطولا وما يقتضيه من حكم الشريعة التكليفي اهو الوجوب في الاصل؟ ام الاستحباب او انه مشترك بل ذكر بعض العلماء من اهل الاصول رحمهم الله الى ان الاقوال التي تقال في الامر بلغ عند الاصوليين خمسة عشر قولا فيما يقتضيه الامر وهذا وهذه الاقوال التي قيلت كما سيأتي ان شاء ان شاء الله في تفصيل ذلك بكلام الشافعي. بنيت على مقدمة قد يقال ان فيها نظرا من جهة التحقيق. وهو فرض الامر في نصوص الكتاب والسنة. فعلى تقرير وقوع فعلى تقدير وقوع الامر المجرد تفرض هذه الاقوال. وعلى تقديري عدم وقوع الامر المجرد فلا معنى لهذه الاقوال. وهذا اعتراض اعترض به بعض حذاق النظار على هذه المسألة. وذكره كبارا من متكلميهم ونظارهم ومتفلسفتهم كابي حامد الغزالي في بعض قوله وكعبي الوليد ابن رشد في بعض كلامه غير ذلك مما سيأتي بيانه ان شاء الله. والمقصود ان علم الاصول فيه اركان. الركن الاول هو بيان ادلة الشريعة فما هي الادلة التي تستعمل في فروع الشريعة؟ لان قد علمنا وبان لنا بعلم الشريعة القطعي ان العقيدة والتوحيد والايمان انما يقال فيه بصريح الكتاب والسنة. واما ما يسمى عند العلماء رحمهم الله بفروع الشريعة فانه يقال فيه بالنص تارة ولكن اذا تعذر فيه النص ولم تكن الواقعة مما ورد بها نص لانها من الوقائع البشرية والتصرفات التي تختلف في احكام الافعال سواء في باب العبادات او باب فان هذه الاحكام التي تعرض للمكلفين ادلتها في الكتاب والسنة ولابد. ولا يوجد حكم الا وهو في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم علمه من علمه وجهله من جهله اصابه من اصابه واخطأه من اخطأه. فان الله بين في كتابه بيانا تاما ان الدين قد اكمله الله فاذا كان كذلك فهنا يرد هذا السؤال الذي قد يقع لبعض الناظرين في هذا العلم لماذا سمى العلماء رحمهم الله من علماء اصول الفقه وحتى الفقهاء سموا للشريعة والاستدلال في فروع الشريعة جملة من الادلة. اوصلها بعضهم الى عشرة ادلة وبعضهم الى سبعة وبعضهم الى تسعة حتى علماء الظاهرية فانهما ان قالوا بالكتاب والسنة وارادوا الوقوف عند هذا لكنهم تفطنوا ان دلالة الكتاب والسنة ليست صريحة في سائر مواردها. فذهب ابو محمد ابن حزم رحمه الله ليقول ان الدليل في الكتاب والسنة وفي دليل الدليل وفي او يقول هو النص ودليله له ثم ذكر دليل النص سبع صور وهذه الصور التي ذكرها ابو محمد ابن حزم كثير منها يعود الى ما يسميه العلماء بالاستصحاب ويسميه العلماء بالقياس وان كان هو من اعيان نفاة القياس. فهذه الادلة التي سميت سميت بالادلة المختلف فيها بعد الكتاب والسنة والاجماع. اذا تحقق النظر فيها بان انها ادلة راجعة الى الكتاب والسنة عند التحقيق. ولذلك فانه يقال ان كل الاحكام مردها الى الكتاب والسنة. ولكن هذا الرجوع الى الكتاب والسنة اذا كان نصا فان الحكم يقال دليله الكتاب والسنة. واذا كان استعمل فيه معيار علمي يضبط لم يتحقق ان القياس متفرع عن الكتاب والسنة لم يصلح ان يكون القياس دليلا. وانت تعلم ان ابا محمد ابن حزم وان الظاهرية نفوا القياس وان المذاهب الاربعة على اختلاف رتبة القياس عندها اثبتت القياس فاذا قيل لماذا نفى ابن حزم وجماعته القياس؟ ولماذا اثبت الجمهور القياس؟ قيل انما نفاه ابن حزم لان او لم يتبين له اتصاله بالنص. وانما اثبته الجمهور لانه تحقق عندهم اتصاله بالنص فمن تحقق عنده في دليل من هذه الادلة انه متصل بالنص سماه دليلا. ومن تعذر عليه اثبات اتصاله بالنص لم يسمه دليلا ومن فقه هذا المعنى عرف مقدار المقصود بالادلة عند الاصوليين. فان الاحناف مثلا قد تبين لهم ان القياس وهو قياس التمثيل المراد في علم الفقه او المراد في علم الفقه هذا القياس تبين لهم وتحقق لائمة الرأي انه متصل بالكتاب والسنة. وهو الحاق الفرع بالاصل لعل جامعة بينهما. فلما تحقق عندهم هذا الاتصال قالوا انه دليل مستعمل معتبر. بل لما تحقق عندهم اتصال القياس الخفي المنافي للقياس الجلي بدليل الكتاب والسنة سموه دليلا مختصا كانوا في اوائل امرهم يجعلونه فرعا من فروع القياس. ثم بعد ذلك نصبوه دليلا مختصا. وهو ما سموه بدليل الاستحسان. فبان لعلماء الحنفية ان دليل الاستحسان متصل بالكتاب والسنة. ورتبوا هذا اتصال في كلامهم ولما نظر الشافعي رحمه الله في القياس ومدرسته مركبة من طريقتهم اي من طريقة اهل الرأي واهل الكوفة ومن طريقة اهل الحديث بان له ان القياس متصل بالكتاب والسنة. فاعتبره دليلا كما ترى هو في فقه الشافعي وكما تراه في اعتباره في هذه الرسالة. ولكن لما نظر فيما سمته الحنفية بالاستحسان لم يرى اتصال بالكتاب والسنة فلما تحقق عنده هذا الانفكاك ولم ينضبط عنده هذا الاتصال ذهب الشافعي ذهب ليقول ان القول بالاستحسان وجه من التخرص. ونصب كثير من الشافعية كابي حامد الغزالي هو كالرازي ونحوه في كتبهم الاصولية المخالفة لهذا الدليل. والرد على علماء الحنفية فيه. ولما نظر الامام ما لك فيما سمي بعمل اهل المدينة من ائمة المدينة الذين كانوا متوافدين فيها. قبل مقتل عثمان رضي الله تعالى عنه. فلما نظر بانما مضوا عليه واجتمعوا عليه واجمعوا عليه لا بد ان يتحقق له سنة وهدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قال عند مالك لما قام عند مالك وهذا الاتصال سمى عمل اهل المدينة حجة ولما نظر الجمهور لذلك ولم يقم عندهم هذا الاتصال لم يسموا عمل اهل المدينة حجة. وهكذا فانه يعلم عند سائر علماء المسلمين ان الادلة هي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليس ثمة دليل لا في اصول الشريعة ولا فروعها الا وهو الكتاب والسنة وحدهما. ولكن دلالات الكتاب والسنة على الفروع تكون الاستنباط فهذه الطرق المحصلة للاستنباط هي المعايير التي سماها العلماء. فمن تحقق له الاتصال سماه دليلا ومن تعذر عليه الاتصال لم يستعمله دليلا. وبعضها قد يتفقون على تسميته دليلا كاتفاق الجمهور على تسمية القياس دليلا. ولكن لما نظر اهل الحديث في اتصال القياس بدليل الكتاب والسنة وجدوه متصلا ولكن رتبة الاتصال والظن الذي اتصل به في دليل الكتاب والسنة ليست برتبة الاتصال قال الذي ادركه او نظره او اعتبره علماء الرأي. فصار دليل القياس من جهة رتبته ادنى عند اهل الاثر والحديث منه عند اهل الفقه والرعي. فاذا قد يتحقق الاتصال بين مدرستين او بين امامين او جملة من الائمة ولكن لا يكون او لا تكون درجة الاتصال عند هذا كدرجة الاتصال عند هذا. فترى ان الامام احمد وابا حنيفة ومالكا والشافعي جميع هؤلاء يقولون بان القياس معتبر لما اذا اردنا في تفسير اعتبارهم للقياس بجملة تبين مقصودهم في المنهج قلنا لانه تحقق اتصاله وتفرعه عن دليل الكتاب والسنة الذي هو البرهان في نفس الامر. وهو الدليل في نفس الامر. ولا يوجد في نفس الامر الا دليل الكتاب والسنة ولما نظر داود ابن داوود داوود ابن علي واصحابه بدل القياس لم يره متصلا لان جوهر دليل القياس ليس الفرع والاصل. فان الاصل موجود وهو ما دل عليه الدليل نصا. والواقعة التي لا صفيها وهي التي تسمى فرعا موجودة. ولكن النظر في جوهر الاتصال بمعرفة العلة. من جهة ثبوت جملة من المقدمات المقدمة الاولى ان الشريعة معللة. المقدمة الثانية ان علة الشريعة مسماة او مدركة. وثمة مقدمات اخرى فترى ان ابن حزم ينازع تارة في تعليل الشريعة وتارة ينازع في تعيين مقدماتها وتسميتها فلما كان الامر كذلك جعل القول بالقياس وجها من التوهم. كما جعل الشافعي رحمه الله القول بالاستحسان وجها من التخرص لان ادراك علة الشريعة عند ابي محمد بن حزم فيه توهم كثير. وقد يقول تارة في بعض كلامه بان الشريعة ليست معللة وله في ذلك تفسير فانه ليس كل من نفى تعليل الشريعة اراد به معنى مطابقا لقوله ولغيره والا فانه يعلم ان كثيرا من اصحاب الشافعي رحمه الله من المتكلمين يقولون في كتب علم الكلام عدم تعليل الشريعة لان هذا له اتصال باصولهم العقدية لكنهم اذا استعملوا الطريقة الفقهية فان الشافعية عامتهم يستعملون تعليل الشريعة لانهم يستعملون دليل القياس ودليل القياس جوهره وركنه المؤثر في ثبوت وانتفائه هو العلة. ولهم في ذلك اثبات معروف. لكن اثباتهم فيه لم يكن برتبة اثبات علماء الحنفية ولما كان الامام احمد وامثاله من علماء الاثر رحمهم الله وعلماء الحديث على سعة في علوم الاثر والاسلام هذي والرواية لم يجدوا حاجة بالغة الى كثرة استعمال القياس والتوسع فيه من وجه. ولم يروا درجة اتصاله رفيعة من الاخر فليس السبب في تخفف الامام احمد وامثاله من ائمة الحديث ليس السبب في تخفف الامام احمد وامثاله من ائمة الحديث في دليل القياس هو السعة في علم الاثر هذا سبب ولكن ثمة سبب اخر وهو ان درجة الظن عندهم ليست درجة رفيعة وليست درجة غالبة. ولهذا كان الامام احمد في كثير من اجوبته ولا سيما في احكام العبادات وهذه اشارة مهمة ان الباب الذي يرد فيه القياس عند المتقدمين من اهل العلم من اهل الحديث والاثر يتفاوت القول فيه. فاذا ورد القياس عند الامام احمد في ابواب العبادات فانه يتقيه مما يتقيه في احكام المعاملات. واذا ورد عنده في باب الرخص فانه يظهر اتقاؤه له. حتى غلب على المشهور من مذهب بالامام احمد ان القياس لا يستعمل في احكام الرخص البتة. فهذه التفاصيل ينبغي للناظر في علم الفقه ناظري في علم اصول الفقه ان يعرفها وان العلماء رحمهم الله اذا قيل بان الائمة الاربعة مثلا يستعملون دليل فاعلم ان استعمالهم ليس وجها واحدا. واعلم ان من يستعمله كمذهب ابي حنيفة او مالك او الشافعي او احمد لا يستعملونه بدرجة واحدة في سائر الابواب. بل يستعملونه بدرجات متنوعة. فكل باب عندهم له اختصاص حتى قال بعض محصليهم في الفقه والاصول بان القياس لا يدخل في العبادات. وهذه الجملة اطلقها من اطلقها من الفقهاء والاصوليين المتأخرين وهي ليست جملة محكمة على كل تقدير. بل استعمل ما هو من القياس في بعض فروع العبادات. ولكن لا شك ان باب العبادات يقصر عن غيره من جهة استعمال مثل هذا الدليل. والمقصود هناك نتيجة ان نعلم ان كل حكم فانه مبين في كلام الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم. وهذا قول الله سبحانه وتعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. وهذا قول الله جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم. وهذا قول الله جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. فبين الله سبحانه وتعالى انه يجب على عباده وعلى علمائهم وعلى خاصتهم وعامتهم ان يتبعوا ما انزل الله على عبده ورسوله من الكتاب والحكمة بل حتى عند التنازع فانهم امروا عند التنازع ان يردوا الى الله سبحانه وتعالى اين يردوا الى كتاب الله والى سنة رسوله فقال جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. وهذه الطرق التي حصلها العلماء الله وكتبوها في علم اصول الفقه هي تحقيق هذا المعيار من الرد الى الله ورسوله. حتى لا يكون الرد الى والسنة في موارد النزاع والاختلاف من الوهميات التي تشبه عند بعض الناس بالبرهانيات او بالعلميات وهي قدر من الوهم. فكل من نظر في اجتهاد ولم يكن اجتهاده على معيار معتبر عند اهل العلم كمعيار القياس ومعيار الاستصحاب ومعيار الاستصلاح ومعيار الاستحسان عند من يعتبر به الى غير ذلك فقد اتى محدثا في طريقته الفقهية. ولم يكن على طريقة معتبرة. صحيح انه لا يلزم ان يسمى هذا فهو وصف لازم له. ولهذا لو ان شخصا اشترى بما هو من دين الله ثمنا ولو بلغ هذا الثمن ما من التقدير الدنيوي فانه يجب ان يسمى ثمنا ايش؟ قليلا مهما تواطأ البشر على كثرته الاستعمال قياسا فان الصحابة رضي الله عنهم استعملوا هذه المعايير وهذه الطرق العلمية ولم يكن اذ ذاك يستعملون لها اسم القياس او اسم الاستحسان او اسم الاستصلاح او اسم الاستصحاب. فمن تحقق له العلم في ذلك ببرهان صحيح وهذه الطريقة التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم وكان عليها كبار من ائمة الاثر من اتباعهم كالامام ما لك وكالام احمد وامثالهم. فاذا يتحقق لطالب العلم انه ليس المقصود ان يسمى هذا النظر وهذا البحث وهذا التحصيل بهذا الاصطلاح. فان هذا الفرق فيه يسير. وقد يدخل في النزاع اللفظي وقد يقول قائل بان الصحابة اجتهدوا وافتوا وقالوا في المسائل وما سموا ذلك قياسا وما سموا ذلك استحسانا وما سموا ذلك استصلاحا وهذا صحيح. فانا لم نتعبد بهذه الاصطلاحات. وانما هي تراتيب علمية ترتب وهذه الطريقة الفقهية حتى لا يدخل على احكام الشريعة ما ليس منها. فاذا تحقق ذلك فان العلم هذا العلم وهو العلم بعلم اصول الفقه والفقه فيه ومعرفة التطبيق في احكامه ومعرفة ما يتعلق باللغة من الاحكام اللغوية المؤثرة في فهم الكتاب والسنة لابد لطالب العلم فيه. ويأخذ فيه قدرا مقتصدا ثم يترقى بعد ذلك الى الكتب المفصلة له. سواء الكتب التي كتبت كمنهج فيه. واجلها في ذلك هذه الرسالة وهي رسالة الامام الشافعي ويشبهها من بعض الوجوه ما كتبه القاضي ابو يعلى من اصحاب الامام احمد وما كتبه ابو الوفاء ابن عقيل رحمه الله من اصحاب احمد. وهذا كثير في طريقة الحنابلة وثمة الطريقة الكلامية النظرية وهذه درجات فمنها الطريقة الزائدة في التجريد منها الطريقة الزائدة في التجريد وهذه تغلب على طريقة ابي حامد الغزالي في كتبه الاصولية. فانه بالغ في تجريد هذا العلم. وجعله علم رياضيا قياسيا ولذلك ترى انه في مقدمة كتابه المستصفى بدأ بمقدمة من علم المنطق المترجم عن ينتقل ارسطي ولا ترى ذلك عند كثير من علماء الحنفية وترى في كتب علماء الحنفية رحمهم الله كثيرا من تسمية الفروع الفقهية لا تجد مثالا لها ودرجة مماثلة لها في طريقة ابي حامد او في طريقة ابي عبد الله الرازي ومن كتب الاصول الفاضلة التي كتبها الشافعية وهي امثل في التحرير والصبغة الفقهية من وجه الكتاب الذي الذي كتبه ابو المعالي الجويني وهو كتاب البرهان. وهذا الكتاب اجود من كتاب ابي حامد في الصبغة الفقهية. وان كان ابو حامد اجود منه من جهة المعيار والاضطراد. وطالب العلم يحتاج الى هذا التنوع في الكتب الاصولية ان يتقي في كتب المتكلمين والنظار الاثار العقدية التي فرعوا عنها سواء في مدرسة المعتزلة التي بها كثير من علماء الحنفية. او ما يكون عند علماء الشافعية والمالكية من الاثر عن مدرسة متكلمة صفاتية وان الاصول السلفية التي كان عليها سلف هذه الامة ومنهم الشافعي ومالك لم تكن على ما كتب في كتبهم في كتب هذه المدارس في علم اصول الفقه. ولذلك فان علم اصول الفقه يدخل فيه بعض هذه المادة التي استعملها المتكلمون. فالمتبع للكتاب والسنة ولهدي سلف هذه الامة رحمهم الله يتقي ذلك وينتبه له وهذه مسائل يشار اليها مستقبلا في تعريف بعض مسائل الاحكام. ولكن اشرت قبل قليل الى بشيء منها كالقول في التكليف. القول في التكليف في كتب متكلمة الاصولية متأثر بارائهم العقدية. وكالقول في التحسين والتقبيح العقليين. بل ربما ذكروه على رأيين لا يكون واحدا من هذين الرأيين هو القول المعروف عند سلف هذه بل ولا عند الشافعي ومالك وامثالهما من ائمة السلف. فالحقيقة ما يذكر تارة هو كلام المعتزلة ومن قابلهم من متكلمة اهل الاثبات من اصحاب ابي الحسن وغيرهم. وفي الجملة فهذا لا يسقط رتبة هذه الكتب اسقاطا كليا الكتب اصول الفقه التي كتبها المتكلمون فيها علم كثير وتقرير رفيع وبيان منيف لطريقة الفهم لاحكام الشريعة وفروعها والتفقه فيها سواء كان ذلك في احكام الادلة وفي رتب الادلة او كان ذلك في احكام ام الدلالات التي هي العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين وما يتبع ذلك. او القول في الاحكام وما سموه من الاحكام ليفية والاحكام الوضعية والتقاسيم التي رتبوها على ذلك. الى غير ذلك من الفصول والاصول. وهذه الرسالة بين يدينا وهي رسالة الامام الشافعي رحمه الله. قيل بان الشافعي لم يسمها بهذا الاسم. وهذه المسألة كما اما سنة ميسرة سواء كانت التسمية من الشافعي نفسه. او من غيره فان هذا امر قريب الاثر. ولكن المشهور ان الشافعي رحمه الله لم يسلها بهذا الاسم. وانه ارسلها الى الامام عبدالرحمن ابن مهدي. من كبار ائمة الحديث ولقبت هذه الرسالة بعد الشافعي بهذا اللقب. وكتبها عنه كبار اصحابه. ولهذا لها رواية معتمدة عن امام من ائمة اصحاب الشافعي رحمه الله. وخير ما يشار اليه بعد ذلك في هذه الرسالة ان يقال ان هذه الرسالة تضمنت جملة من القواعد الاصولية والاحكام الفقهية التطبيقية على القواعد الاصولية وتضمنت كلاما في مدركات اللغة. ولا سيما ان الامام الشافعي كما تعلم عليم بلسان العرب. وهذا التنوع في البيان وهذا التطبيق في المنهج هو النافع لطالب العلم اذا احسن فهم ما كتبه الشافعي. وتبين له مع ما كتبه الشافعي في رسالته ما كتبه الشافعي في مفصل كلامه الفقهي فيما جمع في كتابه الام. فمن نظر في هذا الكتاب وفي هذا الكتاب بان له طريقة المتقدمين او ما هو من طريقة المتقدمين في تحصيل فروع الشريعة واحكامها واذا زاد على ذلك واراد استسلام ذلك فلينظر في اجوبة الامام ما لك رحمه الله التي جمعت في ولينظر في اجوبة الامام احمد رحمه الله التي رويت عنه من عدة روايات. وهي ما عرفت بمسائل الامام احمد ومن نظر في هذا عرف ما عليه السلف الصالح رحمهم الله في احكام فروع الشريعة. وبين ان طريقتهم يعني طريقة السلف طريقة محكمة تامة في اصول الشريعة. وفي عقيدة المسلمين وفي فروع الشريعة وبيانها الذي جعله الله سبحانه وتعالى هديا ولئن اختلف الصحابة فقد اختلف الائمة بعد الصحابة ولكن هذا الاختلاف بين الائمة او بين انما هو في مسائل الاجتهاد التي تحتمل الاجتهاد. مما لا نص فيه في الجملة وانما هو مستدل اعليه بدليل من الكتاب والسنة لم يقع نصا صريحا. او يكون في ذلك حديث لم يبلغ بعض العلماء. او يكون له نظر في لتصحيحه وفي الجملة فأسباب اختلاف الفقهاء كما تعلم اسباب متنوعة ولكن يجمعها ان سائر هؤلاء الائمة قاصدون الى اتباع الكتاب والسنة. فان اتباع الكتاب والسنة اصل من اصول الدين. واصل من اصول التوحيد واصل من اصول العلم وهو واجب على خاصة المسلمين وعامتهم ان يتمسكوا بكتاب الله وان يتمسكوا بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يلزموه ولكن هؤلاء الفقهاء هم رغم هذا المرض لان الله قال في كتابه فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم فما ثمة الا مستجيب او صاحب هوى وانت تعلم ان هؤلاء الائمة من للمدارس الاربع هم من اهل الاستجابة بتوفيق الله ورحمته وفضله ومنته لما استفاض لهم من العلم ولما عرفوا به من اتباع والتعظيل من كلام الله ورسوله. ومع ذلك فانه لا يصح لاحد ان يدع قول رسول الله فضلا عما في كتاب الله لقوله لفقيه من الفقهاء ولكن هذا وان كان من اصول العلم والدين والاعتقاد وهو وجوب الاتباع للكتاب والسنة يجب ان يكون على معيار الفقه ومن خالف امام من الائمة وصار الى قول امام اخر فانه يعرف انه انما خالف هذا وصار الى قوله هذا لقرب هذا الثاني من دليل الكتاب والسنة. ولما هو عليه من الاثر وحسن الاتباع وهذا يتفاضل فيه الفقهاء وتتفاضل فيه طريقتهم ومع ذلك فانه لا يصح ان تطلق وجها واحدا على فقيه من الفقهاء وامام من ائمة بانه على كل تقدير اقرب الى الكتاب والسنة. فثمة مسائل صار فيها قول الامام مالك هو الراجح. وثمة مسائل صار فيها قول الشافعي هو الراجح. وان كان الراجح كما تعرف. ومن الاوصاف الاظافية. وليست من الاوصاف الذاتية التي لا تتغير فان الشافعية اذا قال بهذا القول فانه يرجحه. ومالك اذا قال بهذا القول فانه يرجحه وله سلف اذا كان كذلك فان بعد ذلك وبعد هذه المقدمة التي اشير فيها الى صفة هذا العلم وتعريفه طريقة كتابته والى علاقته بعلم الشريعة وصلته بفقه الشريعة نبدأ بعد ذلك في قراءة هذه الرسالة التي كتبها الشافعي يعلق عليها فان الشافعي تارة يسمي المعاني فيها تسمية بينة وتارة يذكر الاشارات والتنبيهات فتذكر الاشارات بالبيان والتنبيهات بالتتميم حتى يبين المقصود من هذه الرسالة التي كان قدرها ان تكون لها عناية اكثر مما هي عليه. فان العلماء قد اعتنوا بدراستها ولكن الشروح والكتابة عليها لم تكن في هذه الرسالة جعل الله سبحانه وتعالى بتوفيق هذا المجلس موصلا الى فقه كتابه والى هدي نبيه والى تحقيق بالاتباع لهما. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لشيخنا وللمسلمين اجمعين. قال الربيع بن سليمان قال بسم الله الرحمن الرحيم اخبرنا ابو عبد الله محمد ابن ادريس ابن ابن العباس ابن عثمان ابن شافع ابن السائب ابن عبيد ابن عبد يزيد ابن هاشم ابن المطلب ابن عبد المطلب قرن ابن المطلبين ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي خلق ابن عم رسول الله باعتبار ان الشافعية مطلبي ولهذا ترى في كتب الشافعية تارة يقولون قال الشافعي وتارة يقولون قال الامام المطلبي فهو مطلبي من قريش نعم. الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور. ثم الذين كفروا بربهم يعدلون والحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه الا بنعمة منه. توجب على هذه الاية من كتاب الله فيها برهان شرعي وفيها برهان عقلي على صحة التوحيد وصحة اتباع دين الانبياء وبطلان الشرك والانحراف عن الانبياء وانت تعلم ان الدليل العقلي يظمن في الكتاب والسنة في كثير من الموارد. فان الله بين مقام الحمد الذي هو مقام حقه سبحانه وتعالى فله الحمد في الاولى والاخرة ثم قال في تمام الاية ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي مع قيام هذا البرهان من تمام الخلق والفعل منه سبحانه وتعالى فانهم يعدلون اي يميلون ويضلون عن الهدي الذي شرعه الله لهم. مع انهم يرون في انفسهم انهم لا يستطيعون ان يملكوا شيئا في امر التدبير. في امر التدبير والخلق لا هم ولا ما هم عليه من الالهة التي يعبدونها من دون الله. نعم. والحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعم الا بنعمة منه توجب على مؤدي ماضي نعمه بادائها نعمة حادثة يجب عليه شكره بها. نعم وهذا تسلسل النعم فان شكر نعمة يعد نعمة من نعم الله على عبده. فمن شكر الله في نعمته انعم عليه ونعم الله لا تعد. و الله سبحانه وتعالى اعجز العباد عن استيفاء نعمه. ولهذا قال سبحانه واتاكم من كل ما سألتموه ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. نعم. ولا يبلغ الواصفون كنهى عظمته الذي هو كما وصف نفسه. وفوق ما يصفه به خلقه احمده حمدا كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله. واستعينه استعانة من لا حول له ولا قوة الا به. واستهديه بهداه الذي لا يضل من انعم به عليه واستغفره لما ازلفت واخرت استغفار من يقر بعبوديته ويعلم انه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه الا هو واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله بعثه والناس صنفان. احدهم وما اهل كتاب بدلوا من احكامه وكفروا بالله وافتعلوا كذبا صاغوه بالسنتهم خالطوه بحق الله الذي انزل الذي انزل اليهم فذكر تبارك وتعالى لنبيه من كفرهم فقال وان منهم لفريقا يلون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب فيقولون هو من عند الله وما هو من عند الله. ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. ثم قال فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا. فويل لهم مما كتبت ترى في كتاب الله ان الله سبحانه وتعالى ما ذكر ومن اشترى بايات الله ثمنا الا ويوصف هذا الثمن بانه قليل وهذا ليس اخبارا عما وقع. ليس عما وقع في نفس الامر من الاعيان ولكنه اخبار عن الصفة اللازمة اخبار عن صفة اللازمة والمقصود بالصفة اللازمة هنا ان كل من اشترى بايات الله ثمنا فان هذا الثمن اما قدر ومهما فرظ فانه سيكون ثمنا قليلا. اذا قوله ثمنا اذا هذا ليس اخبارا عن واقعة معينة وقعت من قوم من اهل الكتاب. وان كان وقع منهم ذلك والاية هذا لكن المقصود بالوصف المقصود بالوصف وان تضمن الاخبار عما وقع من وجه لكن المقصود بالوصف هنا ان يتعذروا ويستحيل من جهة الوقوع ان يقع الا ويكون ايش؟ الا ان يكون قليلا انه في ميزان الشريعة ثمن قليل وهذا من جنس قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما كافرا منها شربة ماء. نعم. فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون. وقال تبارك وتعالى وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون. اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. نعم هذا الانحراف الذي دخل على دين اهل الكتاب من اليهود والنصارى بدأه مبتدعوهم. ثم زاد هذا عن مادة البدعة الى الانحراف والتبديل. ومن هنا فان باب البدع باب شر. ولهذا عظمت الشريعة النهي عن البدع وقال عليه الصلاة والسلام كما سبق في حديث جابر فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة فالبدع ظلال وهي شر وهي افتيات على شرع الله سبحانه وتعالى واهل الكتاب انما ظلوا وانحرفوا عن كتابهم لما ظهر فيهم مبتدعوهم. ثم زادوا حتى خرجوا عن اصل دينهم وقالوا كما قال الله سبحانه وتعالى وقالت اليهود حزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله انحرفوا عن اصل الدين والعبودية والاخلاص لله وحده. ومن هنا فانه يعلم شرف السنة ولزوم السنة والاتباع لما كان عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم او كما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من لزوم الكتاب والسنة. نعم قال تبارك وتعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من النار ايضا ترى في هذه الاية ان الله يقول اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا ابا من دون الله فلما كان اولئك الاحبار والرهبان فيهم الانحراف والابتداع والضلال اضيف المتبوعون اليهم. ولم ما كان المسيح عليه الصلاة والسلام بريئا منهم لم يقع على جهة الاظافة اليهم. واخر ذكره لبرائته من طريق ولذلك قال اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. فلم يذكر المسيح على جهة الاظافة وانما على جهة وصف الفعل. وهذا بلاغته مستطيلة مستطيرة في القرآن وعلم اصول الفقه هو يحصل مثل هذا التقرير تحصل مثل هذا التقرير ولا سيما اذا تكلم فيه الحذاق المحققون لفهم لغة العرب والمحققون للادراك لعلوم الادراك التي ترتبط في اصلها بالعلوم الشرعية من وجه العلوم العقلية من وجه لهذا اذا اجتمع علم في اللغة وعلم بتراتيب المدارك العقلية تحصل للناظر في كتاب الله مثل هذا الفقه العظيم وهذا الذي كان عليه كبار الصحابة من الفقهاء. وهو من معنى دعوة النبي لابن عباس لما دعا له بقوله صلى الله عليه معلمه التأويل اللهم فقهه في الدين فان الفقه في الدين هو البصر في فهم الدين سواء كان اصولا او فروعا نعم وقال تبارك وتعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا فهذا من تمام الم ترى الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب وهذا يبين ان غياب العلم هو الذي يوجب الانحراف فالمنحرفون من اهل الكتاب وان كان عندهم ما هو من الكتاب لكنه نصيب وبقية بقيت والا من استتم العلم بالكتاب الذي نزل عليه وقد امن به عصمه الله به عن الانحراف اجتمع العلم والارادة لم توجد البدعة. وانما يوجد الانحراف اما في نقص العلم واما في نقص الارادة ولهذا كثير من النفوس كما يذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول كثير من النفوس فيها من مقامات الارادة الفاضلة ما هو من شريف المقام. لكن لما هي عليه من نقص العلم يقع عندها الانحراف هو البدع وفي المقابل فان فوات العلم حتى لو صادف محلا من جهة الارادة يقع عنه الانحراف او يكون الانحراف سببه التعصب. فيكون العلم قد بلغه ولكن ما هو عليه من التعصب والاستنشاق بطريقة ما يمنعه ذلك من تحقيق الاتباع والاستسلام لامر الله سبحانه وتعالى. نعم وقال تبارك وتعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا العمى الى الضياء والهدى وبين فيه ما احل من منا بالتوسعة على خلقه وما حرم لما هو اعلم به من حظهم في الكف عنه في الاخرة والاولى. نعم ولذلك كل ما حرم الله فان مصلحة الخلق في تحريمه اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا. وصنف كفروا بالله فابتدعوا ما لم يأذن به الله. ونصبوا بايديهم حجارة وخشبا وصور استحسنوها. ونبذوا اسماء افتعلوها ودعوها الهة عبدوها. فاذا استحسنوا غير ما عبدوا منها ابقوه ونصبوا بايديهم غيره فعبدوه. فاولئك العرب. وسلكت طائفة من العجم سبيلهم في هذا. وفي عبادة ما استحسنوا من حوت ودابة ونجم ونار وغيره. وقول الشافعي رحمه الله وسلكت طائفة من العجم فيما يظهر ان هذا ليس من من جهة الترتيب الزماني. فان المعروف ان هذه التي كانت عند العرب انما دخلت عليهم من العجب في اصلها. انما دخلت عليهم من العجب في اصلها ولكن المقصود من جهة في المعاني الشرعية ان مخالفة دين الانبياء اما بقوم قد انحرفوا عن كتابهم كاهل الكتاب الذين انحرفوا عن كتابهم عن كتابهم او بقوم كفروا بما احدثوه من الشرك في عبادة الله. وان كان يعلم في مقام التوحيد اشارة وان كان المجلس في باب اخر ولكن التوحيد مجلسه دائم ولابد. من باب الاشارة في مسائل التوحيد لان الشرك بالله هو عبادة غير الله. ولو كان المعبود نبيا فان النبي المعبود هنا يكون بريئا من هذه العبادة ولكن ليس الشرك بالله هو عبادة اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى وحسب. بل كل عبادة لغير الله فهي شرك من عابدها وفاعلها. ولذلك قال الله جل وعلا ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا فان اشرف الخلق هم الملائكة والنبيون. ومع ذلك قال الله سبحانه ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون؟ فبان ان الشرك هو عبادة غير الله. فاذا عبد ده نبي او ملك او صالح فانه بريء من هذه العبادة وطريقته على ظدها ونقيضها ولكن يسمى مشركا ولا يصحح امره انه عبد نبيا او صالحا او وليا هذا على تقدير ثبوت هذا الولي في امر الاولياء. ولكن حتى على الجزم بذلك او كونه نبيا او كونه ملكا فان هذا شرك بالله وكفر به سبحانه وتعالى. نعم. فذكر الله لنبيه جوابا من بعض فذكر الله لنبيه جوابا من جواب لمن عبد غيره من هذا الصنف فهكى جل ثناؤه عنهم قولهم انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم هذا اخص الاسباب هذا اخص الاسباب في الموجبة لانحراف النفوس وهو ما ذكره الله عنهم بقوله انا وجدنا اباءنا على امة وانما يقال انه اخص الاسباب. لان كل نبي بعثه الله كل نبي بعثه الله فقد اوتي برهانا من العلم والايات يوجب الايمان فيكون تركه ليس بسبب العلم. ولا لان امر هذا النبي قد خالف مدارك العقول. وبصائر النفوس انما يوجد هذا السبب الطاغي في نفوس جمهور من الناس وهو قولهم انا وجدنا اباءنا على امة. ولما نبينا صلى الله عليه وسلم في العرب ورسالته عامة قالت العرب في اوائل امرها هذه المقالة التي سلفهم من المشركين. ثم لما بان لهم انقطاع هذه المقالة تداركوا عنها وصاروا يسلمون الفئة بعد الفئام حتى استقر الاسلام في العرب. ولكن منهم من اسلم على التحقيق. وصار من اهل الايمان ومنهم من اسلم ولم يبلغ الايمان مبلغه على التحقيق ومنهم من كان في قلبه شيء ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. وحكى تبارك وتعالى لعنهم لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوقا نصرا وقد اضلوا كثيرا. وقال تبارك وتعالى واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا. اذ قال لابيه يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. هذا من البرهان قال العقلي في القرآن فان الانبياء خاطبوا بالشريعة والعلم الالهي وتضمن العلم الالهي الذي خاطبوا فيه مخاطبة العقل لما؟ لان العقل في نفسه ليس دليل الى ولكن الله في كتابه ما ذكر العقل الا موجبا الا موجبا للاتباع وليس موجبا للضلال ولكن اذا انفك العقل عن لزوم ما امر الله به وما انزله الله سبحانه وتعالى دخل في غير محل العقل الصحيح وهو الوهم والظن ولذلك قال الله تعالى ان يتبعون الا الظن وقال الله سبحانه وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. قال سبحانه فانها لا تعمى الابصار. فكل من استدل بما سماه دليلا عقليا يخالف الكتاب والسنة فهذا الدليل يعتبر وهما عقليا. وكذبا عقليا والا فان الدلائل العقلية الصحيحة في نفس الامر لا تخالفوا ما بعث الله به انبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام. لم؟ لان الله جعل هذا العقل جعله هو مناط التكليف. ولهذا اذا ارتفع العقل بجنون ونحوه لم يكن مكلفا في الجملة. نعم. وقال واتل عليهم نبأ ابراهيم اذ قال لابيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين. قال هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون؟ وقال في جماعتهم يذكرهم من نعمه ويخبرهم ضلالتهم ضلالتهم عامة ومنه على من امن منهم واذكر نعمة الله واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء جاء فالف بين قلوبكم فاصبحتم قبلها يا شيخ واعتصموا بحبل الله جميعا معتصموا بحبل الله جميعا ان ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم. احسن الله اليكم. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء ام فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا نعم هذان اصلان شريفان وبهما بعث الله جميع الرسل والانبياء بياء ما هما هذان الاصلان الشريفان؟ هما المذكوران في هذه الاية وغيرها. ومنها في قول الله جل وعلا شرع لكم من الدين ما نصابين وعن والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى وهؤلاء هم ائمة الرسل وغيرهم ممن بعدهم او جاء فيما بينهم كذلك. الى ان جاء خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام ما هو هذه الوصية وهذه الشريعة؟ قال الله سبحانه ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. فهما الاصلان للعلم والخير والعدل والرحمة وهو الاتباع وترك الابتداع وتحقيق الاتباع لكلام الله ورسوله والاصل الثاني تحقيق الاجتماع ترك التفرق بين المسلمين وهذا من جنس قول الله انما المؤمنون اخوة مع ان الاية ذكرت في مقام المتباغين والمقتتلين ومع ذلك جاء قوله انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم. فاذا كان هذا مع قيام اسباب الافتراق ويذكر هذا خبرا ابلغ مما لو وقع امرا انما المؤمنون اخوة وقع خبرا باعتباره حقيقة شرعية لازمة ومهيمنة على المسلمين. فاذا هما اصلان شريفان. ومن نقص علمه قصر في احدهما فاما يغلب مقام الاجتماع ويترك ويقصر او يقصر فيما هو من مقام الاتباع. او يغلو في مقام الاتباع بما يقطع مقام الاجتماع والله سبحانه وتعالى يقول واعتصموا بحبل الله جميعا. وهذه الاية ذكرت الاصلين فان قوله واعتصموا في حبل الله جميعا الامر بالاعتصام مشترك. مقام الاتباع اين هو اين مقام الاتباع بحبل الله وقوله واعتصموا بحبل الله جميعا هو مقام الاجتماع ولهذا صار الاجماع عند ائمة العلم يعد ماذا؟ يعد دليلا وبرهانا بل دليلا قطعيا فان الاجماع الصريح كما سيأتي يعد من الادلة القطعية في الشريعة فطالب العلم والمسلم بعامة ينبغي ان يعظم هذين المقامين مقام الاتباع ومقام الاجتماع ومن قصر في احدهما فقد خالف الكتاب والسنة وسلف هذه الامة. نعم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. كذلك كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون. قال فكانوا قبل فانقاذه اياهم بمحمد صلى الله عليه وسلم اهل كفر في تفرقهم واجتماعهم. يجمعهم اعظم الامور الكفر بالله. وابتداع ما لم يأذن به الله تعالى عما يقولون علوا كبيرا. هذا من كمال الدين ان الله سبحانه وتعالى بين في امرها انه تحقيق لحق وهو الاخلاص لله وتوحيد الله. وهو تحقيق فاذا حقق اصل الدين تحقق به حق العباد لان من حقق توحيد الله واخلاص الدين لله سبحانه وتعالى وصدق في ايمانه ان كفت نفسه وانكفت يده وانكفت جوارحه عن ظلم العباد فان الظلم اما ان يقع في حق الله ان الشرك لظلم عظيم. الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. فمن قضى حق الله سبحانه وتعالى ان كفت نفسه عن ظلم العباد ولهذا يبين الله سبحانه وتعالى ان تحقيق التوحيد وان تحقيق الايمان كما هو الاصل فيه تحقيق حق الله الا ان هذا الاصل يستلزم حفظ حقوق العباد ولهذا فان الذي يسرق مثلا قد اعتدى على حق ادمي لكنه قد خالف حق الله سبحانه وتعالى باتيانه كبيرة من كبائر الاثم وكذلك الذي يقتل نفسا مؤمنة او معصومة فان هذا الذي يقتل قد اتى بابا من ابواب الكبائر. ولهذا لما ذكر القتل بين المسلمين بين الله انه لا يقع الا خطأ مع ان القتلة العمد يقع من المسلم للمسلم اليس كذلك؟ لكن على سبيل تمنع هذه الصفة في اصل الايمان وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ مع ان القتل عمد واقع ومخبر عنه في الشريعة ومن يقتل مؤمنا متعمدا جاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له جهنم وساءت مصيرا. نعم. قال رحمه الله من حي منهم فكما وصف حاله حيا. عاملا قائلا بسخط ربه مزدادا من معصيته. ومن مات فكما وصف قوله وعمله صار والى عذابه. فلما بلغ الكتاب اجله فحق قضاء الله باظهار دينه الذي اصطفى بعد استعلاء معصيته التي لم يرضى. فتح ابواب اماواته برحمته بعد استعلاء معصيته اي بعد شيوع الكفر في بني ادم. كما جاء في حديث عياض بن حمار المجاشع الذي رواه مسلم في صحيحة وغيره قال الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى اني خلقت عبادي حنفاء كن لهم فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم. وهنا ترى الاشارة في هذا الاثر وهذا الحديث الشريف وحرمت عليهم ما احللت لهم وبه يبين ان طرق مخالفة الشريعة مهما قيل عنها من التوسعة على الناس فانها في حقيقة امرها تنتهي بالتظييق على نفوسهم واحوالهم قال وحرمت عليهم ما احللت لهم. اذا هي تضيق. ولهذا لما ذكر الله التشريع حتى مقام الحدود فيه. قال الله سبحانه وتعالى والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما يريد الله ان يخفف عنكم حتى في مقام النهي وتحريم الشريعة فانه تخفيف على النفوس. فانه تخفيف على النفوس لان هذا الترك للمنهيات هو صلاحها وسعادتها فجاء في هذا الحديث وحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عياض وان الله نظر الى اهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب وقال الله لنبيه وانما بعثتك لابتليك وابتلي بك وانزلت عليك كتابا تقرأه نائما ويقظان لا يغسله الماء الحديث. نعم قال رحمه الله فلما بلغ الكتاب اجله فحق قضاء الله باظهار دينه الذي اصطفى بعد استعلاء معصيته التي لم يرضى فتح ابواب سماواته برحمته كم كما لم يزل يجري في سابق علمه عند نزول قضائه في القرون الخالية قضاؤه. فانه تبارك وتعالى يقول كان الناس كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. فكان خيرته المصطفى لوحيه المنتخب لرسالته المفضل على جميع خلقه بفتح رحمته وختم نبوته واعم ما ارسل به مرسل قبله. والمرفوع ذكره مع ذكره في الاولى. والشافع المشفع في الاخرى. افضل خلقه واجمعهم لكل خلق رضيه في دين ودنيا وخيرهم نسبا ودارا محمدا عبده ورسوله. قول الشافعي رحمه الله او هذا من فقه الامام الشافعي في الاخلاق فان نبينا عليه الصلاة والسلام هو ازكى الخلق نفسا ونفسه يا اشرف النفوس لان النفوس جميعها النفوس البشرية جميعها خلقها الله عدلا منه قابلة للخير والشر وجعل قبولها للخير فضلا منه اعظم من قبولها للشر النفوس البشرية في اصلها خلقها الله عدلا منه قابلة للخير والشر ليبلوهم ايهم احسن عملا لحكم لا يحيط الناظرون والعلماء بها. ولكن يعرفون مادة منها. وقدرا منها. ومن فضله سبحانه على عباده ان جعل قبولهم للخير اعظم من قبولهم للشر وان جعل الخير له برهان وسلطان والشر ليس له برهان ولا سلطان. ولذلك قال الله جل وعلا وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم سلطان انما دعوتكم فاستجبتم لي فليس ثمة برهان ولا سلطان لمادة الشر اجمع ودليل هذا قول الله جل وعلا ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها اي قبولها الخير والشر بؤس الانبياء لا تقبل الشر. فالله طهر نفس نبينا عليه الصلاة والسلام فنفسه وهي نفس في الخير. والا فان النفس كما قال الله ان النفس لامارة بالسوء لكن مع كونها امارة بالسوء اي النفس من حيث هي مجردة الا انها قابلة للخير ومفطورة عليه وكل مولود يولد على الفطرة كما في الصحيحين وغيرهما كما في قول الله واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وعشدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى فهي مبتدئة بالخير ومفتورة عليه فضلا عن النور الذي يبين للنفس طريق الخير. والنور هنا هو كتب الانبياء عليهم الصلاة والسلام الى ان جاء النور المبين الذي قال الله فيه ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وقال الله فيه واتبعوا النور الذي انزل معه. فهذا النور هو الذي يبين للنفوس مشارع الخير ويكفها اهم مشارع الشر لان من مقاصد بعث الرسل هو تزكية النفوس من مقاصد بعث الرسل هو تزكية النفوس. قال الله تعالى ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم والحكمة ويزكيهم. فتزكية النفوس وآآ جعلها نفوسا فاضلة شريفة بطاعة الله وابتغاء وجهه سبحانه وتعالى والاحسان الى عباده هذا هو مقام النفوس الصحيح. ولهذا تذكر الحقوق في الشريعة مقرونة بالاخلاق والاحسان تذكر الحقوق في الشريعة مقرونة بالاحسان والاخلاق كما قال الله جل وعلا في اعظم مقامات الحقوق وهو العدل ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. نعم قال رحمه الله وعرفنا وخلقه نعمه الخاصة العامة النفع في الدين في الدين والدنيا فقال لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. وقال لتنذر ام القرى ومن حولها وام القرى مكة وفيها قومه وقال وانذر عشيرتك الاقربين. وقال وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون. قال الشافعي اخبرنا ابن ابن عيينة عن ابن ابي نجيح عن مجاهد في قوله وانه لذكر لك ولقومك. قال يقال ممن الرجل؟ فيقال من العرب. فيقال من اي العرب فيقال من قريش قال الشافعي وما قال مجاهد من هذا بين في الاية مستغنى فيه بالتنزيل عن التفسير. فخص جل ثناءه قومه وعشيرته الاقربين في الندارة وعم الخلق وعم الخلق وعم الخلق بها بعدهم. هذه الكلمة التي قالها الشافعي هي فقه بالغة وهو ما يستغنى فيه بالتنزيل عن التفسير. لان بعض اوجه التفسير لا تبلغ المقصود من المعنى بل تخرج عنه تارة والاوجه الاخرى من التفسير التي تصل الى المعنى فان غايتها انها تصل الى متضمن فيه ولذلك فانه ينبغي ان ينظر في كتب التفسير باعتبارها محصلة لفقه الكتاب. وليس باعتبارها جامعة لجملة معانيه فلا يوجد تفسير قد جمع كل معاني القرآن. وقد يستعمل بعض المفسرين ما هو من الكلمات التي يتوهم انها مبينة وهي في نفس الامر قاصرة وقد تكون مبينة لبعض الناس الذين لا يحيطون بكلمة القرآن من جهة ادراكها. ولكن يكون ما يذكر في كتاب الله ولابد هو الابلغ. لانه كلام الله. فاذا قلت مثلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه قظى امر فهذا تفسير صحيح هذا تفسير صحيح لكن هل كلمة امر في هذا السياق تطابق في اقتضائها دلالتها ومتظمنها واثرها في مخاطبة النفوس والعقول ما تقتظيه كلمة قظا؟ الجواب هذه الرتبة ليست واحدة ولهذا لما جاء ذكر هذا المقام الاول وهو حق الله قال الله فيه وقضى ربك فليس المقصود في الشريعة وفي طاب القرآن هو ذكر طريقة الامر او النهي على كل تقدير هذه طريقة الفقيه هذه طريقة الفقيه والفقيه يحتاج الى ان يصنف درجات التشريع وظهر عندهم مصطلح الركن والفرظ والواجب وفرض الكفاية فرض اللي على المعين الى غير ذلك. لكن في كتاب الله رتب الامر يشار اليها اما باقتضاء كلمة في كتاب بالله ككلمة قظى الفعل هنا فهذا بان بقوله وقضى بان به ايش علو كان به علو رتبة الامر وهو ان الله سماه بهذا الفعل وقضى ربك وقد يكون حتى في مفصل التشريع يأتي مبينا ارتفاع الرتبة. مثل والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة هذا تشريع وليس امر هذا تشريع وليس خبرا وجوديا. بمعنى هل النساء من حيث الوقوع والوجود لا يرضعن اولادهن الا حولين فقط او يوجد منهن من يزيد اه يوجد يوجد من يزيد ولذلك الاية وان جاءت خبرا الا انها تضمنت تشريعا ومن هنا فقه جمهور الائمة بان الرضاعة المحرم ان يكون في الحولين وان ما بعد الحولين ليس هو الرظاعة المعتبر في الشريعة. لان القرآن لما نزل بقول الله والوالدات يرظعن اولادهن قيل دليلها الكتاب والسنة او قد يقال الكتاب او السنة او قد يقال الاجماع. او قد يقال الاجماع فانك اذا قلت الاجماع تضمن في الظرورة العلمية ولابد النص من الكتاب والسنة حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة. مع انه من حيث الوجود يوجد من ترضع بعد الحولين. فلما جاءت تلاية ان يتم الرضاعة علم ان الرضاعة المعتبرة اثرا في قول النبي يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب كما في الصحيح وغيره علم انها معتبرة بالحولين وما دون ذلك وهذا من جنس طريقة الاستعمال الفقهية الصحيحة عند جمهور الائمة رحمهم الله. نعم قال رحمه الله فخص جل ثناؤه قومه وعشيرته الاقربين في النذارة. وعم الخلق بها بعدهم ورفع بالقرآن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خص قومه بالندارة اذ بعثه فقال وانذر عشيرتك الاقربين. وزعم بعض اهل العلم بالقرآن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بني عبدي مناف ان الله بعثني ان انذر ان انذر عشيرة الاقربين وانتم عشيرة الاقربون. قال الشافعي اخبرنا ابن عينت عن ابن يد نجيح ام مجاهد؟ قوله سبحانه لعبده وانذر عشيرتك الاقربين هذا باعتباره انهم هم الذين يلونهم ابتداء وهو قطع لمادة ان هذا الدين نزل ليكون سيادة بشرية ولذلك اعظم من انكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هم قومه. انكر على قومه قبل ان ينكر على غيرهم. فانقطع بهذا الشبهة التي قد تعرض لبعض النفوس ان هذا دين اراد ان يستطيل هو وقومه به على العرب ولذلك لما كتب النبي الى هرقل كما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس في رواية ابي سفيان له كان هراقا ليسأل عن جملة من الاسئلة الى التي تتصل بهذا المعنى الذي اشير اليه وقال بعدها مما يقرب الوقت عن التفصيل ولكن باختصار الجملة او الشاهد من الحديث قال ايكم ما تقولوا فيه حقا فانه نبي مع انه هرقل لم يسأل عن اية بمعنى معجزة. لم يسأل عن المعجزات وهذا يبين به توهم من توهم من النظار بان برهان النبوة هو ما سموه بالمعجزات. نعم. نعم. المعجزات التي سميت وهي ايات الانبياء برهان من برهان النبوة ولكن ليس صحيحا ان برهان النبوة مقصور على ما سمي بالمعجزات. نعم قال الشافعي رحمه الله اخبرنا ابن عيينة عن ابن ابي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى ورفعنا لك ذكرك. قال لا اذكر الا ذكرت معي. اشهد لا اله الا الله واشهد ان الله رفع ذكر نبيه وهذا في كتاب الله كثير ومن مقامات رفع ذكره ان الله سبحانه وتعالى في النداء والمخاطبة يخاطب ائمة الرسل ويناديهم باسمائهم يا ابراهيم اعرض عن هذا يا نوح انه ليس من اهلك اليس كذلك؟ واذ قال الله يا عيسى ابن مريم واذ نادى ربك موسى واما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فانه لم ينادى في القرآن باسمه وانما نودي باسم النبوة والرسالة يا ايها النبي اتق الله. يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وانما ذكر اسمه في مقام الخبر وليس في مقام النداء ومقام الخبر كقول الله محمد رسول الله لكن ما ناداه الله باسم محمد في القرآن اذا ناداه نودي باسم النبوة والرسالة وهذا من مقامات تشريفه عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله يعني والله اعلم ذكره عند الايمان بالله والاذان ويحتمل ذكره عند تلاوة عند تلاوة الكتاب وعند عملي بالطاعة والوقوف عن المعصية. وصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون وغفلنا عن ذكره الغافلون. وصلى عليه في الاولين والاخرين واكثر وازكى ما صلى على احد من خلقه. وزكانا واياكم بالصلاة عليه افضل ما زكى احدا من امته بصلاته عليه. والسلام ورحمة الله وبركاته وجزاه الله عنا افضل ما جزى مرسلا عمن ارسل اليه. فانه انقذنا به من الهلكة وجعلنا في خير امة اخرجت للناس دائنين بدينه الذي ارتضى واصطفى به ملائكته ومن انعم عليه من خلقه فلم تمسي بنا نعمة ظهرت ولا بطنت بها حظا في دين ودنيا او دفع به بها عنا مكروه فيهما في او في واحد منهما الا ومحمد صلى الله عليه وسلم سببها القائد الى خيرها والهادي الى رشدها. الزائد عن الهلكة وموارد السوء في خلاف الرشد. المنبه للاسباب التي تورد الهلك كهف القائم بالنصيحة في الارشاد والانذار. القائم بالنصيحة في الارشاد والانذار فيها. فصلى الله على محمد وعلى ال محمد كما من صلى على ابراهيم وال ابراهيم انه حميد مجيد وانزل عليه كتابه فقال وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فنقلهم من الكفر وهذا هو المعتبر في عقيدة اهل السنة والجماعة ان الشريعة مبنية على التعليل بمعنى الحكمة الالهية فكل ما حرم الله فمفسدته اما كلية او راجحة. وكل ما شرعه الله فمصلحته كلية او راجحة وهذه قاعدة ذكرها علماء القواعد وهي متفق عليها لكن اذا ذكرنا من ذكرها كابن تيمية او كالقرافي او نحو هؤلاء فانما يذكر من سماها ليس بمعنى انه اختص انه اختص بها. فانها من جهات المعنى مسلمة عند عامة اهل العلم وهو ان كل امر الله او رسوله صلى الله كل ما امر الله او رسوله به كل ما امر الله او رسوله عليه الصلاة والسلام به فمصلحته كلية او او راجحة وكل ما نهى الله او رسوله عنه فمفسدته كلية او راجحة. ولا يوجد في امر الله وامر رسوله او في نهي الله ونهي رسوله ما تتساوى فيه المصلحة والمفسدة فان قيل فقد ذكروا في القواعد والاصول بانها اذا تساوت المصالح والمفاسد قدم درء المفسدة على جلب المصلحة. قيل هذه طريقة تعرظ لبعظ الناظرين والمجتهدين والا في نفس الامر لا يمكن ان تتساوى المصالح والمفاسد لابد ان احدهما يكون ايش؟ راجحا ولهذا جاءت اوامر الشريعة مطردة على هذا فكل ما امر الله به مصلحته كلية. او راجحة. وكل ما نهى الله ورسوله عنه فمفسدته كلية او راجحة ولذلك لما ذكر الله بعض ما تكون من المصالح وهي مصالح اضافية ليست مصالح ذاتية لما يقال ما نهي عنف مفسدته اما كلية كالشرك بالله او مفسدة راجحة اذا قيل راجحة بان هنا ان ثمة مصلحة ولكنها مرجوحة. يقال هذه المصلحة قصورها من وجهين الوجه الاول انها مرجوحة في مقابل المفسدة الراجحة الوجه الثاني وهو وجه علمي فقهي يدركه الفقهاء وهو ان هذه المصلحة العارظة ليست مصلحة ذاتية بل مصلحة اظافية مثل ماذا؟ مثل ما جاء في قول الله يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس انظر هنا لما ذكر الاثم ذكر مصدرا لما لانه لازم للخمر ولابد ولما ذكرت المنفعة هنا ذكرت ايش؟ جمعا. وهذا الجمع ليس اشادة بكثرتها كما قد يتوهم من يتوهم بان الجمع هو اشارة الى ايش ان الجمع يعني السعة اليس كذلك؟ في هذا المقام ليس المقصود بالجمع هو الكثرة فيها وانما بيان انها منفعة مشتتة بمعنى منفعة اضافية وليست منفعة ذاتية بمعنى ليست منفعة تضطرد لجميع الناس بل ولا لجمهورهم وانما قد يراها بعض اعيانهم منفعة له كتجارة يتخذها ولكن هذه التجارة تعطل تجارات من التجارات الصحيحة على جمهور اولئك الناس ولهذا لا يكون فيها خيرا وتمم بيان ذلك في الاية بقوله واثمهما اكبر من نفعهما لكن قد بان في اول الاية قد بان في اول الاية فساد امر الخمر لان الله قال قل فيهما اثم الخمر والميسر قل فيهما اثم فهذا وصف لازم بخلاف المنفعة فانها ليست من ذاتي كما يقولون في المنطق الذاتي والاضافي المنفعة التي في الخمر من الذاتي او من الاضافي من الاضافي الذاتي بمعنى لازم الخمر ليس فيها منفعة لازمة. ولهذا كل ما يقدر مصلحة فيما نهي عنه فهو قاصر من وجوه. اخصها انه يكون مرجوحا في مقابل المفسدة الراجحة والثاني انه لا يكون لازما. لا يكون ذاتيا بل يكون ايش؟ اضافيا نعم قال رحمه الله وابتلى طاعتهم بان تعبدهم بقول وعمل وامساك عن محارم حماه واثابهم على طاعته من الخلود في جنته والنجاة من نقمته ما عظمت به نعمته جل ثناؤه. واعلمهم ما اوجب على اهل معصيته من خلاف ما اوجب لاهل طاعته. الاخوة اصبروني شوي لان الدرس اليوم واحد وبكرة العقيدة. ولعل ما يشق عليكم يواصل للاذان وبعد الصلاة نستمر الى صلاة العشاء ان شاء الله هذا ان شاء الله يكون من الصبر في طاعة الله اسأل الله ان يتقبل منا ومنكم قال رحمه الله ووعظهم بالاخبار عن من كان قبلهم مما مما كان اكثر منهم اموالا اموالا واولادا واطول اعمارا واحمد اثارا وهو ما يسميه الاصوليون بمستند الاجماع لان الاجماع في ذاته ليس دليلا بمعنى الدليل في المنطق الذي هو المقدمة الاجماع يعتبر ايش؟ نتيجة. ولكن لما كانت النتيجة محكمة سموه ايش فاستمتعوا باخلاقهم في حياة في حياة دنياهم فاذاقهم عند نزول قضائه مناياهم دون امالهم. ونزلت بهم عقوبته عند انقضاء يعتبر في انف الاوان ويتفهم بجلية التبيان ويتنبه قبل رين الغفلة ويعمل قبل انقطاع المدة حتى لا حتى لا يعتب حتى لا يعتب مذنب. هذه الشعرات من الشافعي رحمه الله الى مقاصد الشريعة. وعلم مقاصد الشريعة علم من اشرف العلوم واذا ذكر علم مقاصد الشريعة او ذكر علم القواعد الفقهية فان وصفه وبيانه في القرآن والسنة. وما الكتب التي سميت في القواعد او الكتب التي اشير اليها في المقاصد فانه اذا ذكر علم المقاصد اشير الى كتاب الموافقات مثلا للشاطبي رحمه الله فهذه الكتب التي يشار اليها في علم المقاصد او في علم القواعد الفقهية بالذات وفي علم اصول الفقه ولكن بدرجة اخرى لانه مستمد مستمد لكن علم المقاصد وعلم القواعد مسمى. علم القواعد وعلم المقاصد علم مسمى في صريح النصوص واما علم الاصول فجمهوره واكثره فيه استمداد وان كان منه ما هو مسمى كاصوله الكلية فانها مسماة وهذا الفرق يشير الى ان الكتب التي كتبت فيما سمي بعلم المقاصد اذا نظرناها واحصيناها مع الكتب اللي كتبت في الفقه اه والكتب التي كتبت حتى في اصول الفقه تعد اقل اليس كذلك؟ فانك تسمي الافا من كتب الفقه. كما في الفهارس الموجودة والمعروفة وربما تسمي المئات في كتب الاصول او العشرات على الادنى مما وجد ومما لم يوجد اي مما وصل ومما فقد او لا يزال مخطوطا. لكن اذا قيل علم القواعد قل العدد. فاذا قيل علم قصة قل العدد وهذا سببه وهم ان هذه الكتب هي التي جمعت هذا العلم كما ان كتب الفقه جمعت علم الفقه ان جميع هذه العلوم كما نعرف تعود الى الفقه في الكتاب والسنة ولكن يشار لطالب العلم ان علم المقاصد وعلم القواعد مسمى في القرآن بمعنى قواعد الشريعة قد بينت في القرآن فاتقوا الله ما استطعتم هذه قاعدة وقد فصل لكم احرم عليكم الا ما اضطررتم اليه. هذه قاعدة ان الله يأمر بالعدل والاحسان هذه قاعدة ان يتبعون الا الظن هذه قاعدة ولهذا درء الحدود بالشبهات يستعمل فيه مثل قول الله ان يتبعون الا الظن لان الشريعة بنيت على العلم وهي قواعد في امور التشريع وامور الاعتقاد واصول الاعتقاد وغير ذلك. وهذا يعني جاروا به الى انه ينبغي لطالب العلم ان يكثر من تدبر القرآن كما يتدبر القرآن في معرفة مفصل الامر والنهي يتدبر القرآن في معرفة قواعد الفقه وقواعد العبودية وقواعد مقاصد الشريعة نعم. قال رحمه الله ويعمل قبل انقطاع المدة حين لا يعتب مذنب ولا تؤخذ فدية وتجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا. فكل ما انزل في كتابه جل ثناؤه رحمة وحجة. علمه من من علم ما هو وجهله من جهله لا يعلم من جهله ولا يجهل لا يعلم من جهله ولا يجهل من علمه والناس في العلم طبقات موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه من عمله والصبر على كل عارض دون واخلاص النية لله في استدراك علمه نصا نعم اشارة الشافعي لطبقات في العلم هي على وجهين وفصلها في بعض كلامه في وغير ذلك طبقات باعتبار درجات اهل العلم وهذا هو التقدير البسيط لمسألة الطبقات في العلم كأن تقول هذا عالم اولى من هذا هذا مجتهد مطلق وهذا مقلد مثلا او مجتهد في المذهب هذا تقدير للدرجات بصورتها البسيطة لكن الدرجات بصورتها المركبة وهو الاهم ان يكون في باب من العلم اوعى منه في الباب الاخر. ولهذا لا يضطرد ان عالما يكون اوعى في سائر العلوم وهذا من كمال هدي الانبياء عليهم الصلاة والسلام ان الله خصهم بالتمام. واما العلماء من بعدهم فيكون اين هم التفاضل على هذه الوجوه؟ نعم. قال رحمه الله فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من عمله. والصبر على كل عالم دون طلبه واخلاص النية النية لله في استدراك علمه نصا واستنباطا. والرغبة الجملة جامعة نصا واستنباطا. فجميع الاحكام اما ان تؤخذ من الكتاب نصا والسنة كذلك فاذا اخذت من الكتابة من الكتاب والسنة نصا قيل دليلها ما دليلا وعلم بان هذا الاجماع المقصود هنا الاجماع الصريح لابد ان له مستندا من الكتاب والسنة. فكل مسألة مجمع عليها يعلم قطعا عند اهل العلم ان لها دليلا قطعيا من الكتاب والسنة لان الاجماع حكم. انت تقول الاجماع اتفاق المجتهدين هذا حكم ونتيجة. هذه النتيجة بنيت على مقدمة ملائمة لها فالحكم القطعي لابد ان تكون مقدمته مقدمة قطعية ومن هنا الاجماع له مستند ضروري. فاذا علم الحكم الشرعي من الكتاب نصا او السنة نصا او ثبت باجماع. قيل دليله الكتاب او السنة او الكتاب والسنة او الاجماع حسب تنوع درجات الاحكام. واما اذا اخذ من الكتاب والسنة استنباطا والشافعيون يقول نصا وماذا؟ واستنباطا واسم الاستنباط اسم شرعي ليس اصطلاحي لان الاسماء ثلاثة اسم بدعي هو اسم اصطلاحي معتبر ولكنه لا يتعبد به ولكنه ليس بدعيا ولكنه لا يتعبد به كاسم القياس ليس اسما شرعيا بمعنى لم يرد في الكتاب والسنة تسمية القياس اسمه ولكنه ليس اسما بدعيا يقال اسم اصطلاحي وهنالك الاسم الشرعي وهو ما سمي في القرآن والسنة. والاستنباط اسم شرعي فما الاجتهاد اسم شرعي الاستنباط اسم شرعي اين هو في القرآن والسنة؟ لعلمه الذين يستنبطونه منهم. اين اجتهاد حديث عمرو بن العاص المتفق عليه اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم اصاب فله اجران فجسم الاجتهاد واسم الاستنباط هذي اسماء شرعية هذه اسماء شرعية بمعنى سمتها الشريعة. فاذا استعمل اخذ الحكم من الكتاب والسنة استنباطا اصطلح العلماء لئلا لئلا يتوهم على الشريعة ما ليس منها بعد ما ضعفت اللغة وانخرمت الفصاحة وطال رجال الاسناد الى غير ذلك من الاسباب استعملوا هذه المعايير التي سميت في اصول الفقه بادلة الشريعة المختلف فيها نعم قال رحمه الله فان من ادرك علم احكام الله في كتابه نصا واستدلالا ووفقه الله للقول والعمل بما علم منه فاز بالفظيلة في دينه ودنياه وانتفت عنه الريب ونورت في قلبه الحكمة. واستوجب في الدين موضع الامامة. فنسأل الله المبتدأ لنا بنعمه قبل استحقاقها المديمها علينا مع تقصيرنا. لله في ذلك حكمة صارت موارد الاستنباط مما يتفاول العباد فيها في معرفتهم بالله سبحانه وتعالى من جهة معرفتهم بشريعته فان الله سبحانه وتعالى يعرف باسمائه وصفاته وهذا باب محكم في اصول الدين ولكن يعرف سبحانه وتعالى بما بينه لو علا في شريعته لعباده فالشريعة فمن عبد الله بعلم ليس كمن عبد الله بجهل ومن عرف مفصل هذا العلم لم يكون كمن عرفه مجملا ولذلك في مسائل الاعتقاد لما قالت المرجئة بان الايمان لا يزيد ولا ينقص. هذه الرتبة من التفاضل وهو انهم يتفاضلون في العلم اقر بها عامة المرجئة مع انهم يقولون انه لا يزيد ولا ينقص لكن يقولون يزيد وينقص بهذا الاعتبار العلمي لان هذا لم يمكن هم نفيه وابعاده او تركه. نعم. قال رحمه الله فنسأل الله المبتدأ لنا بنعمه قبل استحقاقها ان يديمها علينا مع تقصيرنا في الاتيان على ما اوجب به من شكره بها الجاعلنا في خير امة اخرجت للناس ان يرزقنا فهما في كتابه. ثم سنة نبيه ثم سنة نبيه وقولا وعملا يؤدي به عنا حقه ويوجب لنا نافلة مزيده. قال الشافعي فليست تنزل باحد من اهل دين الله نازلة الا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها. نعم وهذا هو المعنى الجامع ان الاحكام كلها في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. نعم. قال الله تبارك وتعالى وحتى في السنة النبوية ما من هدي جاء في السنة الا وله اصل في القرآن اما باعتبار قواعده او باعتبار مقاصده او نحو ذلك. نعم قال الله تبارك وتعالى كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد. فقال وانزلنا اليك الذكرى لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. وقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وقال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. قوله جل وعلا ولا الايمان مع ان النبي صلى الله عليه وسلم على فطرة التوحيد والمقصود هنا قبل بعثه عليه الصلاة والسلام ولا الايمان اي تفاصيل الايمان اي تفاصيل الايمان والا فكل الانبياء عليهم الصلاة والسلام ما انحرفوا قبل بعثتهم بشيء ينافي توحيد الله سبحانه وتعالى بل ان الله سبحانه وتعالى جعلهم مصطفين لكن انما جاءهم العلم والمعرفة بتفصيل الدين بعد نزول النبوة ومجيء النبوة واصطفاء الله لهم بالنبوة. فهذا قوله ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان اي تفصيله. وشرائعه وهديه كما جاء في الصحيحين وغيرهما الايمان بضع وسبعون شعبة. فهذه التفاصيل انما بانت له بنبوته صلى الله عليه واله وسلم. والا فقد كان بغار حراء كما جاء في الصحيحين ايضا يخلو بغار حراية ان نثفيه وهو التعبد الليالي ولاة العدد حتى جاءه الحق ونزل عليه الوحي. فهذا مقام النبي وبل وسائر الانبياء عليهم الصلاة والسلام. نقف بعد مقدمة الامام الشافعي على قول الامام الشافعي نكمله بعد الصلاة ان شاء الله قال باب كيف البيان وهذا مدخل معتبر بلغة العرب واثر اللغة على علم اصول الفقه بالله التوفيق