شرح الركيزة في أصول التفسير

شرح الركيزة في أصول التفسير | الشيخ: محمد الخضيري | الدرس السابع

محمد الخضيري

ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب باب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه انزيل من حكيم حميد. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:06ضَ

اما بعد فهذا هو المجلس السابع من مجالس شرح متن الركيزة في اصول التفسير. نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفع به ويجعله خالصا لوجهه. انه ولي ذلك والقادر عليه. وقد وصلنا فيه الى النوع الثاني من انواع التفسير قلنا التفسير - 00:00:42ضَ

لمن يكون مجمعا عليه وقد بينا ذلك في المجلس السادس. واما ان يكون مختلفا فيه. قال المؤلف ووقوع الاختلاف قدر محتوم. يعني لابد ان يقع الخلاف. الله قد قدر ذلك على العباد. ولا يزالون مختلفين. قال - 00:01:02ضَ

خلاف الناس الى صحة مقاصدهم. في كثرة العلم وقوة الفهم. والاحتمال في بعض النصوص. يعني ان اختلاف لابد ان يقع. لاختلاف الناس هذا اذا صحت مقاصدهم. يعني كانت نيتهم طيبة في الوصول الى الحق. فانهم قد يختلفون - 00:01:22ضَ

في كثرة العلم هذا بلغته احاديث نصوص وهذا لم تبلغه. تختلف اقوالهم بسبب هذه اه التي بلغ في احدهما ولم تبلغ الاخر. او قوة الفهم احدهما يعطى فهما اقوى من فهم صاحبه - 00:01:42ضَ

فلاجل ذلك يختلفون. او ان النص ذاته محتمل. يحتمل معنى وظده. فهنا ترث العلماء في المعنى المراد. قال المؤلف والمذموم منه اي من الاختلاف ما كان في الاصول اي ما كان في العقائد - 00:02:02ضَ

والامور اه العظيمة التي هي قواعد الملة. او التشكيك فيها ما كان للتشكيك في اصول الملة فهذا ما مذموم فيه. مذموم. او ادى الى العداوة اي حتى ولو كان على امر قليل او صغير او من الفروع لكن ادى الى العداوة - 00:02:22ضَ

انه يكون مذموما او ادى الى التفرق مادة للعداوة وانما التفرغ ويعني التشرذم بين المسلمين فان يكون مذموما او كان بغير علم. كان الاختلاف آآ اساسه على ان على غير علم. يعني احدهما - 00:02:42ضَ

واه يعني يحتج او يخالف بغير بينة ولا دليل ولا كتاب منير. او كان للمماراة والجدل بالباطل يعني كان المراد من الاختلاف هو المجادلة من اجل اظهار ضعف الطرف الاخر او قوة احد الطرفين على - 00:03:02ضَ

صاحبه او اه للمماراة والجدل بالباطل او كان ذلك للهوى احدهما اه استمسك بقول ليس لانه الحق او دل عليه الدليل وانما لانه يوافق هوى قد استبطله في نفسه. وهذا كثير في المختلفين. قال وقد تمارى الصحابة - 00:03:22ضَ

مرة في اية حتى ارتفعت اصواتهم. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا قد احمر وجهه يرميه بالتراب ويقول مهلا يا قوم بهذا اهلكت الامم من قبلكم باختلافهم على انبيائهم وضرب - 00:03:42ضَ

الكتب بعضها ببعض وضربهم الكتب بعضها ببعض. ان القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه الى عالمه. فالصحابة - 00:04:02ضَ

مرة في اية من الايات فارتفعت اصواتهم فغضب عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ونهاهم عن ذلك وبين لهم انه متى حصل ذلك ينبغي لهم ان فاذا عادوا آآ اجتمعت قلوبهم على كلام الله عز وجل وذهب عنهم المراء والشقاق والعداوة التي لا ينبغي للمسلمين - 00:04:22ضَ

ان يكونوا على شيء منها. يقول المؤلف ولوقوع الاختلاف اسباب كثيرة افردها الناس بالتصنيف. يعني في سائل وبالعلم في الفقه اسباب اختلاف الفقهاء اسباب اختلاف المحدثين وغيرها. ومن اسبابه عند المفسرين اولا - 00:04:42ضَ

الاشتراك وهو ان يكون اللفظ مشتركا بين اكثر من معنى في كلام العرب. وبهذا يقول بعضهم بهذا المعنى وبعضهم يقول بهذا بمعنى يقول المؤلف والمشترك نوعان الاول متضاد يعني يأتي للمعنى ولضده مثل عسعس - 00:05:02ضَ

بمعنى اقبل وبمعنى ادبر والليل اذا عسعس اي اقبل. وقيل ادبر لماذا اختلفوا؟ لانه في اللغة اصلا قد جاء في اللغة يستعمل مشتركا للمعنى ولورده. والقرب بمعنى الطهر والحيض اختلف العلماء في قول الله عز وجل آآ والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء - 00:05:22ضَ

هل هي ثلاث حيل او ثلاثة اطهار؟ النوع الثاني غير متضاد مثل قوله بالبيت العتيق فقيل العتيق هو القديم. وقيل المعتق من الجبابرة. وكذلك كلمة فرت من قسورة. قيل القسورة هو - 00:05:52ضَ

الاسد وقيل القسورة الصائد او الرامي. فهذا مشترك بين لفظين لكن معانيهما غير متضادة يقول المؤلف في قاعدة مهمة وانا فيسة جدا. وحمل المشترك على معانيه جائز ما لم يمنع منه مانع كما في القرآن - 00:06:12ضَ

اذا ورد للفظ اكثر من معنى. وقال بها السلف جاز لنا ان نحمل اللفظ على المعاني كلها التي ذكرها السلف من الالفاظ المشتركة. طيب هل هذا سليم ما دامت الاية تحتمل هذه المعاني كلها فلا مانع من ذلك. مثلا والليل اذا عسعس يعني اقبل - 00:06:32ضَ

يقسم الله بالليل حين اقباله. والليل اذا عسعس يقسم الله بالليل حين ادباره. هل هناك مشكلة ان يقسم الله بالليل حين اقباله او حين لا مشكلة في ذلك. ولله ان يقسم بالليل حين اقباله وبالليل حين ادباره. وكذلك بالبيت العتيق ان يقال - 00:06:58ضَ

البيت العتيق هو البيت القديم وهو البيت المعتق من الجبابرة. فلا اشكال في ذلك. قال لم يمنع منه مانع مثل القرب. لانك ان قلت الطهر او الحيض هناك مدة. يختلف بها تختلف بها العدة - 00:07:18ضَ

فاما ان نقول بهذا او نقول بهذا ولابد لنا في هذه الحال من الترجيح. يقول المؤلف والاختلاف في الضمير يعني ان يختلف العلماء رحمهم الله النوع الثاني او السبب الثاني من اسباب اختلاف المفسرين اختلافهم - 00:07:38ضَ

في مرجع الظمير كما في قوله تعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. الهاء هنا تعود الى الانسان اه تعود الى الرب او تعود الى الكدح. منهم من قال بهذا ومنهم من قال بهذا ولا مانع - 00:07:58ضَ

ان يكون الضمير عاد اليهما جميعا. يعني فملاق ربك بكدحك. لا مانع من ذلك. النوع الثالث او السبب الثالث من اسباب اختلاف المفسرين الاختلاف في تقدير المحذوف يعني ما هو المحذوف في الاية؟ كما في قول الله عز - 00:08:18ضَ

وجل في سورة النساء وترغبون ان تنكحوهن. فقوله وترغبون ان تنكحون في الاية السابعة والعشرين بعد المئة من سورة النساء. هل المقصود ترغبون عن ان تنكحوهن او في ان تنكحوهن؟ اختلف العلماء - 00:08:38ضَ

في هذا المحذوف او المقدر هل هو فيه او عنه فهذا من اسباب الخلاف؟ الرابع الاختلاف في التصريف يعني في تصريف الكلمة ولا يضار كاتب ولا شيء. هل معناها ولا يضارر او ولا يضارر كاتب - 00:08:58ضَ

ولا شهيد هل هي بالنسبة لفاعل او اسم آآ آآ هل هي للفاعل او للمفعول؟ ولا يضار كاتب ولا شهيد نهي للكاتب والشهيد عن المضارع عن المضارة او ولا يضارب اي لا - 00:09:18ضَ

يضر الناس الكاتب والشهيد. فسبب الخلاف هو اختلافهم في التصريف. هل هي بمعنى اه لا يضر الناس الكاتب الشهيد او لا يضر الكاتب والشهيد ما الناس. فيضار تصلح لانها اه يعني قد اضغمت اه الراء في الراء تصلح ان يكون اصلها ولا يضارر ولا يضارر - 00:09:38ضَ

ايضا من الاسباب الاختلاف في ارادة الحقيقة والمجاز. فبعض المفسرين يحمل المعنى على الحقيقة وبعضهم يحمله على المجاز هي استعمال الكلمة فيما وضعت له. والمجاز هو استعمال الكلمة في غير ما وضعت له لعلاقة - 00:10:08ضَ

بينهما مع قرينة صارفة عن المعنى الحقيقي. كقوله تعالى وثيابك فطهر. فمنهم من حمل المعنى على الثياب المعروفة يعني طهر ثيابك من النجاسات. ومنهم من حمل هذا على المعنى المجازي اي ونفسك - 00:10:28ضَ

وقلبك طهرها من الشرك والغل والحسد والكبر ونحو ذلك. وهذا مروي عن جاهد وقتادة. السادس من من اسباب الخلاف بين المفسرين الاختلاف في تقدير الموصوف. وهذا كثير جدا وامثلته كثيرة يعني تأتي الصفة في القرآن ويختلف من الموصوف بها مثلا - 00:10:48ضَ

ذروة. ما هي الذاريات؟ فالحاملات يقرأن. ما هي الحاملات؟ فالجاريات يسرا. ما هي الجاريات؟ فالمقسمات امرا النازعات غرقى وناشطات نشطا. والعاديات ضبحة. اختلف فيها على قولين على قولين معروفين في التفسير. قيل للابل - 00:11:18ضَ

وقيل الخيل لان هذه وهذه تعدوان. لكن بعضهم يرجح هذا وبعضهم يرجح هذا. فمن اسباب الخلاف ان تذكر ويحذف الموصوف. مثل قول الله عز وجل الخبيثات للخبيثين. هل المراد بالخبيثات هنا؟ النساء - 00:11:38ضَ

الخبيثات او المراد الكلمات الخبيثات. قولان معروفان في التفسير. السابع آآ من الاسباب هو الاختلاف في اساليب تفسير اللفظ. كيف هذا؟ هذا معنى دقيق يحتاج الى آآ تأمل وفهم منكم اه ايها المستمعون الكرام. كيف ذلك؟ يعني احيانا السلف - 00:11:58ضَ

يفسرون اللفظ بطرق متعددة. فاحدهم يفسر اللفظ بما يطابقه. المعنى بما يطابقه معنى مطابق لللفظ واحيانا يفسرون اللفظ ببعض معناه. وليس بكل المعنى. واحيانا يفسرون اللفظ بلازمه وليس بمعنى. طيب نضرب بذلك مثالا - 00:12:32ضَ

يعني لو فسر احدهم قول الله عز وجل آآ الخبير او يعني اسم الله الخبير. قال الخبير هو العالم بدقائق الامور هذا تفسير اللفظ بما يطابقه. فان الخبير هو من يعلم الامور بدقة. لكن لو - 00:13:05ضَ

جاء احد من السلف وقال الخبير هو العليم. فانه فسر اللفظ بجزء من المعنى. لان هناك فرقا بين الخبير العليم. فالخبير من يعلم الدقائق والعليم يشمل ذلك ويشمل غيره. فهذا تفسير - 00:13:30ضَ

لفظي بجزء من معناه. الثالث هو التفسير باللازم. لو قال احدهم مثلا الخبير هو القدير. فانه يلزم من علمه بدقائق الامور ان يكون عنده قدرة. يلزم من ذلك ان كن عنده قدرة. مع العلم انه ليس من معنى الخبرة القدرة. مثل لو قلت اه فلان ذهب - 00:13:50ضَ

الى الحج. ليحج. يلزم من ذلك ان يكون مسلما. ويلزم من ذلك ان يكون عاقلا. ويلزم من ذلك ان يكون قادرا ونحو ذلك مع ان هذه ليست ضمن معاني اللفظ لكن من لوازمه اذا يأتي السلف احيانا ويفسر - 00:14:20ضَ

اللفظة بكل المعنى بما يطابق المعنى. واحيانا يفسرون اللفظ بجزء المعنى. واحيانا لا يفسرون اللفظ بالمعنى ولا بجزئه وانما بما يلزم منه بما يلزم منه. والتفسير باللفظ اللازم هو ذكر ما يلزم من اللفظ عقلا او شرعا او يفسرونه يقولون هو دلالة - 00:14:40ضَ

اللفظ على خارج عن مسماه لازم له. على خارج عن مسماه لازم له لزوما ذهنيا او خارجيا. يعني عندما نقول ان فلان عنده ابن. هذا يلزم منها ان تكون عنده زوجة. مع العلم - 00:15:10ضَ

انا ما ذكرنا زوجة فيلزم من قولك ان فلان عنده ابن ان له زوجة وانه آآ شخص قد عاش حتى بلغ. هذه من لوازم قولك ان فلان عنده ابن. طيب وذكر المؤلف يعني - 00:15:30ضَ

امثلة لهذا آآ لعلنا يعني نعرض عنها. لكن بقي شيء رابع. وهو ان السلف ايضا قد يفسرون اللفظ بما يطابق المعنى او بجزء من المعنى او بلازم المعنى او بمثال - 00:15:50ضَ

او بمثال وهذا كثير عند السلف رحمهم الله وسيأتي مزيد بيان لهذا الامر. كيف يفسرون بالمثال؟ يعني لا يذكر معنى الكلمة ولا يذكر جزءا من معناها وانما يذكر مثالا يندرج تحت معناه. مثلا في قول الله عز وجل ثم - 00:16:10ضَ

تسألن يومئذ عن النعيم اي ثم لتسألن يومئذ عن النعيم النعيم معروف لكن يأتي احد السلف ويقول اي الصحة او الزوجة او الولد او الابن او الهواء البارد او الماء البارد. فهو لم يفسر النعيم بمعناه ولا وانما فسره بمثال من - 00:16:30ضَ

فاحيانا يرى الناس ان هذا خلافا يعني احدهم مثلا في اللفظ يفسره بمعناه والاخر يفسره بلازمه. والثالث يفسره بمثال الله. فيظن من يقرأ ان هذا اختلافا. وهو في الحقيقة ليس اختلاف - 00:17:00ضَ

بل هو من باب اه التنويع في تفسير اللفظ. وارجو ان يكون ذلك مهما او اه معروفا انظروا مثلا في قول الله عز وجل ويمنعون الماعون. فاسترعى بعض السلف قال الماعون اي القدر. هذا - 00:17:20ضَ

تفسير بالمثال قال اخرون الماعون الفأس هذا تفسير بالمثال وقال بعضهم الماعون القصعة هذا تفسير بالمثال وكذلك قول الله عز وجل آآ والسماء رفعها ووضع الميزان بعضهم فسر الميزان هنا بانه الميزان المعروف الذي اه توزن به اه الفواكه والخضار وغيرها. او - 00:17:40ضَ

به الذهب والفضة وذاك يسمى المكيال. ذاك الذي توزن به الخضار وغيرها او تعرف به المقادير. الخضار ونحو هو هذاك يسمى المكيال. طيب هؤلاء الذين فسروا آآ الميزان بهذا انما فسروا بجزء - 00:18:10ضَ

جزء من معناه والا المقصود بالميزان هنا اي بالعدل ووضع الميزان اي وضع العدل. وكذلك قول الله عز وجل واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. ورد في الحديث الا ان القوة الرمي الا ان القوة الرامي الا - 00:18:30ضَ

ان القوة الرفع وهذا من التفسير بالمثال ايضا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لامنا عائشة استعيذي بالله من شر هذا الغاسق اذا وقب يعني الليل اذا دخل. واشار الى القمر. لماذا اشار الى القمر؟ لانه هو اية الليل - 00:18:50ضَ

فهو كأنه من باب اه المثال. وذكر المؤلف التفسير بالقياس ولعل الحديث فيه شيء من اه الصعوبة والاستغلاق الا انه قال واما التفسير بالقياس فهو ادخال المفسرين في دلالة اية معنى غير معناها الظاهر. لوجود شبه بين المعنيين. وهو اقل الاساليب وجودا في تفاسير السلف - 00:19:10ضَ

مثال ذلك قول الله عز وجل لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى. المعنى الظاهر لا تقربوا الصلاة في حال الشكر. وهذا قبل ان آآ يحرم الله عز وجل المسكرة على المسلمين. حرمه عليهم في حال من احوالهم وهو حال الصلاة. ابن عباس هذه - 00:19:40ضَ

اية استدل بها فقال لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى يعني النعاس وهذا من باب القياس وليس ما معنى ذلك ان السكر يطلق على النعاس؟ لان اه السكر معروف وظاهر معناه عند العرب لكن - 00:20:00ضَ

ابن عباس قاس عليه النعاس بجامع عدم الوعي في كل منهما. فالذي غلبه النعاس قد يقرأ الايات بشكل مخالف لما انزلت عليه وقد يدعو فيدعو على نفسه. جعل ابن عباس حال الذي غلبه النعاس كحال - 00:20:20ضَ

الذي ثمل واصابه السكر وذهاب العقل. في انه لا ينبغي لاحد منهما ان يقرب الصلاة لهذا نأتي الى نهاية هذا المجلس وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين - 00:20:40ضَ

- 00:20:59ضَ