هو كلام الله جل وعلا لا شك في ذلك ولا ريب نحن نعلم ذلك الذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق هو منزل من الله عز وجل لا من غيره بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة ولا نخوض في الله تعالى ولا نماري في دين الله ولا نجادل في القرآن ونعلم انه كلام رب العالمين نزل به الروح الامين. نعم لحظة. ونعلم ونشهد في الحاشية ونشهد نسختان نشهد ونعلن احسن الله اليكم قال رحمه الله فعلمه سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وسلم وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين. ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين بارك الله فيك الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد يقول المؤلف رحمه الله ونشهد او ونعلم انه كلام رب العالمين الشهادة تتضمن العلم اذ هي اخبار عن علم ويقين الشهادة اخبار عن علم ويقين ولذا اذا قال الانسان اشهد بكذا معنى قوله اشهد اي اخبر بما اعلم وتيقن من اخبر بشيء لا يعلمه وانما هو جاهل به لم يكن لم يكن قوله شهادة ومن اخبر بشيء يشك فيه ويرتاب لم يكن قوله شهادة ونحن معشر اهل السنة بحمد الله نعلم ونستيقن ونشهد ان هذا القرآن الذي هو بين ايدينا بين دفتيه كلام الله عز وجل بحروفه ومعانيه هذا الذي بين ايدينا وبين ايدي المسلمين والله سبحانه وتعالى امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يصدع بهذا الاعتقاد فقال قل نزله روح القدس من ربك والامر لنبينا صلى الله عليه وسلم امر لامته فواجب علينا معشر اهل الاسلام ان نعتقد هذه العقيدة وان نصدع بها وان نشهد بها ان هذا القرآن كلام الله جل وعلا نزل به جبريل من عند الله عز وجل بلغه عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وبلغ نبيه صلى الله عليه وسلم هذا القرآن امته ولم يزل يتلقاه الخلف عن السلف الى يوم الناس هذا هذه هي العقيدة القطعية في هذا المقام المسألة تحتاج الى تذكير بها ودندنة حولها حذاري ان تتوهم ان الكلام في هذا الموضوع اليوم قليل الفائدة هذا لا يصدر عن من يعرف خطر المقام واهمية المسألة وواقع الناس فان تشويش على عقيدة المسلمين في هذا الموضوع اليوم شيء كثير الزنادقة ممن يتسمون العقلانيين او الحداثيين يكثرون الكلام بلفظ صريح او موارب ان هذا القرآن مخلوق وعليه لا يلزم التزامه لا ينبغي التشدد في احكامه الاباضية لهم نشاط كبير اليوم لنشر معتقدهم وهم يصرحون ولا يتوارون قولهم بعقيدة الخلقية هكذا يصرحون القرآن مخلوق هذه العقيدة التي قال بها جهم بن صفوان والضالون على مر التاريخ اليوم هناك من يروج له ويكتب في ذلك ينشره في مقاطع ويبثه في وسائل التواصل القرآن مخلوق هكذا كثير من المتكلمين من الاشعرية والماتريدية وغيرهم يحومون ايضا حول هذا الحمى سيأتي الكلام في مقالتهم ان شاء الله جل وعلا بها سيتبين انهم يعتقدون ان هذا القرآن الذي بين ايدينا مخلوق اخوانا لله عز وجل كلام هو صفة قائمة بذاته سبحانه وتعالى ملازمة له ملازمة الحياة هذا الذي بين ايدينا خلقه الله جل وعلا ليدل على صفته اذا هو مخلوق وهذا شيء لا يجحد لا يستنكر نشره في كثير من وسائل التواصل في كثير من معاهد وجامعات المسلمين مع الاسف الشديد هذه المسألة مسألة قديمة حديثة وعلى اهل السنة المعاصرين ان ينشطوا في بيان الحق فيها كما نشط سلفنا الصالحون رحمهم الله على مر التاريخ لكل حقبة وفي كل زمن منذ ان تكلم في هذه المسألة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يزل الامر في هذه الامة فاشيا لابد ان يبين السلف رحمهم الله من لدن الصحابة كانوا يبينون هذه الحقيقة وفي الاثر المشهور المتواتر عن سفيان بن عيينة عن شيخه عمرو بن دينار التابعي الجليل الذي ادرك جماعة من اجلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رحمه الله ادركت الناس ومشيختنا منذ سبعين سنة وهم يقولون القرآن كلام الله غير مخلوق لربما قال رحمه الله ادركت الناس منذ سبعين سنة وهم يقولون كل شيء مخلوق والله خالقه الا القرآن منه بدأ ولربما قال ومنه خرج منه خرج او فمنه بدأ كلا الروايتين واليه يعود اذا لم يزل الصحابة رضي الله عنهم التابعون واتباعهم وهلم جرا الى يوم الناس هذا وهم يقررون هذه العقيدة علماء اهل السنة ائمتهم المؤلفون للعقائد فيهم كلهم يقررون هذه العقيدة وعلى من تلقى عنهم ان يسير سيرهم وان يحذوا حذوهم لعظمة هذه المسألة في نفسها بسبب تشويش المشوشين وتلبيس الملبسين الذي ينتشر ولربما كان انتشار الباطل اليوم من حيث وصوله الى احادي الناس وعوامهم لا اظن ان احدا يخالف بان هذا الانتشار اليوم اكثر مما كان في السابق هذه هي المسألة الاولى التي معنا في هذه الجملة التي سمعتها الجملة المسألة الثانية ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان القرآن كما سمعت كلام الله منه نزل منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود هذه جملة منتشرة متواترة بين اهل السنة والجماعة قاطبة. اذا ارادوا يبين عقيدته القرآن انهم يرددون هذه الجملة القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود هذا الذي بين ايدينا تكلم الله سبحانه وتعالى به فهو كلامه بحروفه ومعانيه ليس كلامه المعاني دون الحروف هل هو كلامه بحروفه ومعانيه احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله هذا الذي سمعه الانسان هو كلام الله جل وعلا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى هو القرآن هو الذي نزل من عند الله عز وجل بحروفه ومعانيه اذا القرآن كلام الله جل وعلا كيفما تصرف ان حفظ في الصدور فهو كلام الله ابتلي بالالسن فهو كلام الله من كتب في الاوراق ما هو كلام الله وان سمع بالاذان ما هو كلام الله هو كلام الله كيفما تصرف ولا يخرجه ذلك عن كونه كلام الله سبحانه وتعالى وهذه المسألة سبق الكلام فيها بيان الحق فيها فيما مضى من كلام وذكرنا الادلة الاثار في هذه المسألة مسألة الثالثة في قول المؤلف رحمه الله نزل به الروح الامينة علمه سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وسلم الروح الامين هو جبريل عليه السلام الله سبحانه وتعالى يقول وانه لتنزيل رب العالمين. الضمير يعود الى القرآن وانه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الامين على قلبك تكون من المنذرين بلسان عربي مبين وبالاجماع ان الروح الامين انما هو جبريل عليه الصلاة والسلام وهو ما بينه الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله كما انه قال سبحانه قل نزله روح القدس من ربك هو جبريل عليه السلام سمي هذا الملك الكريم بنروح على احد الاقوال لانه نزل بما به رح القلوب والارواح وبه حياة النفوس قيل له روح لانه نزل بهذه الروح والله سبحانه وتعالى تبين ان هذا القرآن هو الروح التي بها تحيا النفوس كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم ما يحييكم وهو الامين يعني انه المؤتمن على وحي الله عز وجل فلا يزيد فيه ولا ينقص هو رسول كريم ملك امين وهو المرسل من عند الله سبحانه وتعالى الى انبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام بالوحي فهو مؤتمن على ما اه اوحاه الله سبحانه وتعالى الى انبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام السنة الرابعة يعتقد اهل السنة والجماعة ان جبريل عليه السلام سمع هذا القرآن من الله سبحانه وتعالى ثم نزل به الى محمد صلى الله عليه وسلم سمعه عليه الصلاة والسلام من جبريل سمع الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا امر لا شك فيه ولا ريب عند اهل السنة والجماعة فهم مطبقون عليه اطباقا القاعدة عندهم ليس بين الله عز وجل وجبريل في القرآن واسطة كما انه ليس بين جبريل محمد صلى الله عليه وسلم واسطة ليس بين الله عز وجل وجبريل واسطة كما انه ليس بين جبريل محمد صلى الله عليه وسلم واسطة وهذا ما اتفق ما اتفق عليه اهل السنة والجماعة كما اسلفت لك القرآن كلام الله منزل من عند الله تنزيل منه تبارك وتعالى وقد وجدت ان وصف القرآن لانه تنزيل من عند الله وانه نزل من عند الله في نحو من مائة واربعين اية في كتاب الله كلها تدل على ان هذا القرآن نزل من عند الله جل وعلا ولم يكن نازلة من مكان اخر من الهواء ولا منا بيت العزة ولا من غير ذلك بل هو نزل من عند الله سبحانه وتعالى وهو تنزيل من الله العزيز الحكيم تنزيل كتابي من الله العزيز العليم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ونزلناه وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم اذا هذا وكثير غيره في كتاب الله جل وعلا يدل على ان هذا القرآن منزل من عند الله سبحانه وتعالى وجبريل عليه السلام نزل به من عند الله لا من عند غيره قل نزله روح القدس ها من ربك اذا هو سمعه من الله سبحانه وتعالى تكلم به الله جل وعلا ولم يأتي في القرآن ان شيئا نزل من عند الله الا القرآن الله سبحانه وتعالى بين انه انزل اشياء وانزلنا الحديد وننزل من السماء ماء لكن هذا الانزال اما ان يكون انزالا مطلقا وانزلنا الحديد او ان يكون هذا الانزال مقيدا بالسماء. انزل من السماء ماء اما ان يكون انزالا من عنده اليس هذا الا القرآن هو الذي نزل من عند الله سبحانه وتعالى وقد اخرج ابو داوود في سننه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان الله اذا تكلم بالوحي سمع له الملائكة او سمع الملائكة للسماء صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان ثم انهم يصعقون حتى يأتي جبريل عليه السلام ولا يفزع عنهم ولا يفزع عن قلوبهم الا اذا جاء جبريل عليه السلام. فيقولون يا جبريل ماذا قال ربنا يقول الحق ويقولون الحق الحق وهذا الاثر روي مرفوعا ورؤية موقوفا واخرجه او علقه البخاري في صحيحه موقوفا مختصرا ومهما يكن من شيء فسواء كان الصحيح فيه المرفوع او كان الصحيح فيه الموقوف لا فرق لانه حتى لو كان موقوفا فانه لا يقال الا على جهة التوقيف له حكم الرفع المقصود ان هذا ظاهره ان الله سبحانه وتعالى اذا تكلم بالوحي فانه قد سمعه جبريل ولذلك الملائكة يسألون ماذا قال ربنا فالمقصود ان هذه عقيدة قطعية عند اهل السنة وهي ان جبريل عليه السلام سمع هذا القرآن من الله وكان ينزل به منجما الى عبده ورسوله الى عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يا اخوة لا يتعارضوا مع كون القرآن مكتوبا في اللوح المحفوظ ومع كوني الله جل وعلا انزله الى بيت العزة في ليلة القدر لا تعارض بين هذا وهذا واحذر تشغيل المبتدعة فاننا نعتقد ان الله عز وجل تكلم به سمعه جبريل ونزل به الى النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فان الله سبحانه وتعالى قد كتبه في اللوح المحفوظ ومع ذلك فان الله سبحانه وتعالى قد انزله في ليلة القدر الى بيت العزة انا انزلناه في ليلة القدر وما الاشكال الله سبحانه وتعالى علم ما كان وما سيكون اليس كذلك اذا كان الله عز وجل قد علم ما يخلقه بائنا عنه قبل ان يخلقه كيف يستبعد ان يعلم ما سيقوله سبحانه وتعالى اذا لا تعارض بين هذا وهذا المقصود ان هذا الكتاب العزيز نزل به جبريل من عند الله سبحانه وتعالى وقد سمعه منه كما اسلفت لك وهذه عقيدة قطعية عند اهل السنة والجماعة المسألة الخامسة تتعلق بقول المؤلف رحمه الله ايضا نزل به الروح الامين فعلمه سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وسلم نزل بهذا القرآن افضل الملائكة على افضل الانبياء عليهم الصلاة والسلام وفي هذا بطلان قول من قال ان القرآن كلام مخلوق خلقه الله جل وعلا في جسم من الاجسام المخلوقة مما خلقه في نفسي جبريل او خلقه في نفس محمد صلى الله عليه وسلم او خلقه في الهواء تلقاه جبريل منه ثم جاء به الى النبي عليه الصلاة والسلام وهذا مذهب الخلقية هذا مذهب الجهمية المعتزلة ومن سار في ركابهم ثمة فرق دقيق بين مذهبي ومن معه ومذهبي المعتزلة ذلكم ان الجهمية في اول امرهم وهم اول من صرح او من المنتسبين الى هذه الامة لهذا الكفر المستبين ان هذا القرآن مخلوق اول من صرح بذلك هو الجعد درهم صاحبه جهم كلاهما قتل على الردة هؤلاء كانوا يقولون الله لا يتكلم تنبه الى ان المسألتين متلازمتان من قال بخلق القرآن هو قائل بنفي صفة وما قال بان القرآن مخلوق الا لانه يعتقد ان الله لا يتكلم هؤلاء كانوا يصرحون كما بين شيخ الاسلام رحمه الله في شرح الاصبهانية وغيره انه في اول امرهم كانوا يصرحون الله لا يتكلم ثم بعد ذلك صاروا يقولون الله يتكلم مجازا الله ايش يتكلم مجازا يعني هو لا يتكلم ولكن يخلق كلاما في غيره سيكون متكلما مجازا ثم جاء المعتزلة وخالفوهم في اللفظ فقالوا الله عز وجل يتكلم حقيقة ولكن كلامه هو ما يخلقه في غيره لا ما قام به اعيد جاء هؤلاء فقالوا لا نحن نقول ان الله عز وجل ايش يتكلم حقيقة ولكن ما تفسير هذا الكلام كونه يتكلم اي يخلق كلاما في غيره وليس انه يقوم به سلام اذا الكلام عند هؤلاء من باب المفعولات لا من باب الصفات الكلام عند هؤلاء من باب المفعولات من باب الصفات النتيجة على القولين واحدة والخلاف انما هو خلاف لفظي نتيجة واحدة ان هذا القرآن ماذا مخلوق وان الله سبحانه وتعالى لا يقوم به سلام وهذا الذي اطبق السلف على تكفير قائله والاثار في هذا يعجز الانسان عن عن حصرها من كثرتها ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان شرح وصول اعتقاد اهل السنة والجماعة لله لكاء تجد انه ساق خمس مئة وخمسين من علماء اهل السنة والجماعة وائمتهم واكابرهم الذين نصوا على كفر القائل بخلق القرآن او نقلوا الاتفاق على ذلك ثم بين ان هذا انما التقيت اه فيه كلام الائمة المرجوع اليهم والمؤتم بهم اما لو اردت ان اسوق كلام كل عالم من علماء اهل السنة لطال المقام جدا هذا هنا فقط يعني بعض ابو الائمة والكبار فقط خمسمئة خمسون عالما نصوا على تكفير من قال ان القرآن مخلوق بعضهم يستجهل من لا يكفر القائل بذلك وهو يعلم مقالتهم اذا قوله رحمه الله دليل او يدل على ان اهل السنة والجماعة يعتقدون بطلان هذا القول فكلامه يدل على بطلان من قال لان القرآن مخلوق كذلك كلامه يدل على قول من قال ان القرآن قد فاض على النبي صلى الله عليه وسلم من العقل الفعال كما يقوله من يقوله من الفلاسفة وهذا اشنع كفرا مما قبله وكذلك هذه الجملة تدل على بطلان قول من قال ان الله سبحانه وتعالى متكلم بكلام يقوم بنفسه وهو غير متعلق بقدرته ولا مشيئته واما هذا القرآن انما هو يدل عليه انه حكاية او انه عبارة عنه وهذا نتيجته ان هذا القرآن الذي بين ايدينا ماذا وهذا الذي عليه والاشاعرة والماتوريدية كما لا يخفاكم وهذا في الحقيقة اه اشنعوا من قول المعتزلة من وجه واخف منه من وجه اخر واشنع من قول المعتزلة لان المعتزلة مهما كان من ضلالهم انهم يقولون ان الله عز وجل يتكلم حقيقة وان كلامه يكون بقدرته يكون بمشيئته وانه لا يعقل كلام الا كذلك وهذا خير من قول الجهمية المحضة الذين تابعهم هؤلاء الاشاعرة والماتوريدية الذين ينفون ان يكون الله سبحانه وتعالى متكلما حقيقة ومن جهة اخرى ان الاشاعرة يثبتون كلاما قائما بذات الله سبحانه وتعالى وهذا في الظاهر خير من قول المعتزلة الذين ينفون قيام صفة الكلام بذات الله سبحانه وتعالى لكن التحقيق ان هؤلاء الاشاعرة ما اثبتوا شيئا الا هذا الكلام المخلوق التحقيق انهم ما اثبتوا الا هذا الكلام المخلوق الذي هو القرآن اما الذي ذكره من قيام صفة الكلام بالله عز وجل وقرروا في هذا المقام ان الله عز وجل متكلم في كلام قديم قائم بذاته حياته وانه معنى واحد والامر والنهي والخبر وانه كلامه وان لم يكن متكلما به قدرته ومشيئته هذه المقالة في الحقيقة مقالة غير معقولة هم انفسهم عاجزون عن تصورها فضلا عن بيانها ولذلك الامام الذي اخترع امامهم الذي اخترع هذه المقالة المبتدعة اقصى ما قاله وهو ابن كلاب من قال ان الكلام النفسي شيء يناقض الخرس والسكوت اول شيء ايش يناقض الخرس والسكوت فقال العقلاء اننا لا نعقل شيئا يناقض الخرس والسكوت الا الكلام بحرف وصوت الذي يكون بقدرة ومشيئة هذا الذي يعقل هذا الذي يعرف وهذا الذي يفهم وهذا الذي تعرفه الناس اهل اللغة لغتها ما هذا الذي ذكرتموه فانه شيء غير معقول واننا لنعلم يقينا ان هذا الكلام الذي قالوا باطل قطعا فكيف يكون معنى واحدا ان عبر عنه بالعربية كان قرآنا. وان عبر عنه بالعبرية كان توراة. وان عبر عنه بالسريانية كان انجيلا فان التوراة والانجيل لو عربت فاننا نعلم ان المعنى الذي في هذا وهذا ليس هو المعنى ما الذي في القرآن والقرآن نفسه نحن نقطع ان سورة الاخلاص فيه ليست هي سورة تبت لا معنى هذا هو معنى هذا. ولا معنى اية الكرسي هو معنى اية الدين كيف يقال ان المعنى معنى واحد وهل هذا في الحقيقة الا خروج عن حدود العقل ما احسن ما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في قاعدة المفرد مفردة له قال ان الاشاعرة في الكلام يشبهون النصارى في الكلمة من جهة انهم يقولون ما لا يتصورون ولا يبينون كما ان النصارى اذا تكلموا بالكلمة والاقاليم ثلاثة في واحد وواحد في ثلاثة يأتون بشيء هم انفسهم لا يتصورونه ولا يستطيعون الافصاح عنه افصاحا يبين عن شيء معقول كذلك الامر في هؤلاء اتوا بهذا الشيء الغريب المبتدأ وهو ما اسموه بالكلام النفسي فلبسوا على الناس فيه واتوا بهذا الكلام الباطل واننا لنقول اننا لو طردنا مذهبكم وجعلنا الحقائق المختلفة حقيقة واحدة انه يلزم من هذا ان نجعل حياة الله عز وجل هي قدرته وان نجعل سمعه وبصره ان نجعل مشيئته هي حياته هي حياته وهلم جرة انه قد فتح الباب فالحقائق المختلفة الامر هو النهي والنهي هو الخبر الخبر هو يعني النهي وهلم جرا في مخالفة صريحة للعقل وهذا على كل حال يعني شيء اه هو من اوضح ما يكون بطلانا وقد افاض شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وبين بطلانه هذا المذهب الذي ذهبوا اليه من نحو تسعين وجها قال ابن القيم رحمه الله في النونية تسعون وجها بينت بطلانه اعني كلام النفس ذي البطلان مهما يكن من شيء فاهل السنة والجماعة قد انفصلوا الحمد لله عن مقالتي الجامية والمعتزلة مقالة هؤلاء الاشاعرة بان اثبتوا الامرين الذين ذكرتهم وذكرتهما لكم سابقا. من يتذكرهما يكون الانسان قائلا بالحق وهذا الذي فاز به اهل السنة ما هما لا ليس هذا ها ليس هذا الذي يريد. هو حق كلامكم لكن ليس هذا الذي يريد احسنت بارك الله فيك. لابد من استحضار هذين الامرين عند اه الكلام في هذا المقام اولا ان الكلام صفة قائمة بالمتكلم ثانيا ان الكلام انما يكون بالمشيئة وبهذين يزول اشكال هؤلاء وهؤلاء. الذين قالوا يتكلموا حقيقة ولكن الكلام هو الذي خلقه في غيره. نقول هذا باطل بل الكلام من قام بالمتكلم كما ان العالم هو الذي قام به العلم وليس الذي علم غيره اليس كذلك فكذلك الذي تكلم هو الذي قام به الكلام والامر الثاني ان الكلام انما يكون بمشيئة المتكلم وارادته وليس انه صفة لازمة له لزوم الحياة كما تقول الاشاعرة الذين يقولون ان الكلام قائم ذاته ولكنه متكلم بغير قدرته ومشيئته. اذا اهل السنة والجماعة ينفصلون عن هؤلاء وهؤلاء بتحقيق هذين الامرين الذين ذكرتهما لك اذا الكلام صفة قائمة بذات الله اذا كانت الصفة قد قامت بمحل عاد حكم هذه الصفة على هذا المحل ووصف بها دون غيره ممن لم تقم به هذه الصفة هذا الذي يدركه العقلاء في موضوع الصفات ومن ذلك موضوع الكلام المسألة السادسة في قوله وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين لا شك ولا ريب ان كلام الله جل وعلا لا يساويه شيء من كلام المخلوقين اخوانا يظن خلاف هذا الامر كما قال السلف كما قال ابو عبدالرحمن السلمي تابعي ابو طاووس ابو الحسن وغيرهم فضل كلام الله على سائر الكلام بفضل الله على خلقه فضل كلام الله على سائر الكلام بفضل الله على خلقه هذا كلام حسن جميل وقد روي مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم اخرجه الترمذي حديث ابي سعيد رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام وحسنه قال وحسن غريب لكنه على التحقيق ضعيف الذهبي في الميزان اورد هذا الحديث وقال حسنه الترمذي فلم يحسن الترمذي كذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي هريرة روي ايضا من حديث عثمان رضي الله عنهما ولا يصح في هذا شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اعلم ولكن المعنى حق وتكلم به السلف رحمهم الله كل عاقل قرأ كلام الله جل وعلا انه يدرك بيقين ان كلام الله عز وجل لا يساويه ولا يشبهه كلام من كلام المخلوقين البتة في كل شيء القرآن مختلف متميز رفيع من كل جهة من جهة الفاظه نظمه فواصله من جهة معانيه من جهة احكامه القرآن لا يساويه شيء من كلام الناس البتة في قراءاته في هدايته في سلطانه على القلوب القرآن لا يساويه شيء من الكلام البتة من جهة واقناعه وسمو تشريعاته اخباره عن المغيبات كونه لا يخلق عن كثرة الرد كلام عظيم له حلاوة عليه طلاوة اعلاه مثمر واسفله مغدق يعلو ولا يعلى ولذلك لما سمع اعرابي قوله تعالى فلما خلصوا فلما استيأسوا منه خلصوا نجية قال اشهد ان هذا ليس من كلام البشر لما سمع عربي اخر قوله تعالى فاصدع بما تؤمر لم يتمارك الا ان سجد قيل له لم سجدت قال سجدت في هذا المقام بفصاحة هذا الكلام الشواهد لهذا على كل حال كثيرة جدا يقطع الانسان اذا تلا كلام الله عز وجل بقلب صادق للحق والخير يقطع انه كلام الله ما كان هذا القرآن يفترى من دون الله ان هذا القرآن العظيم اية عظيمة كافية باثبات صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانه رسول نوحا اليه من ربه او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم اه صدق المؤلف رحمه الله وبرة حينما قال عن هذا القرآن انه لا يساويه شيء من كلام المخلوقين المسألة السابعة قوله رحمه الله ولا نقول بخلقه سبق الكلام في هذا الدرس مناسبات ماضية المؤلف رحمه الله كرر الكلام في موضوع القرآن وانه كلام الله سبق الكلام عن مسألة خلق القرآن وبيان انا القول بذلك قول كفري وان السلف مطبقون على تكفير القائل بخلق القرآن كما سبق الكلام عن المفاسد واللوازم التي تترتب على القول بخلق القرآن كل من تأملها ادرك يقينا ان هذه المقالة مقالة خبيثة شنيعة كفرية نضيف الى ما سبق ما سبق ان ذكرته من يقال ان هذا الكلام الذي بين ايدينا الذي هو القرآن الكريم اما ان يعود حكمه الى من قام به واما ان يعود حكمه الى من خلقه اقول لاولئك القائلين بخلق القرآن انتم بين امرين اما ان تقولوا ان هذا القرآن وهذا الكلام يعود حكمه الى من تكلم به من انشأه واما ان يعود حكمه الى من خلقه وهو الله عز وجل ان قلتم انه يعود حكمه الى من قام به الذي تكلم في هذا الكلام في هذه الحروف والالفاظ هو الذي يوصف بهذا الكلام فاننا نقول انه قد جاء في كتاب الله عز وجل مخاطبة العباد بدعوة الربوبية والالوهية ومن ذلك ان فيه اية فيها اني انا الله رب العالمين انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني وفيها خطاب لموسى عليه السلام اني انا ربك الايتين الماضيتين اذا اذا عاد حكم الكلام للمتكلم اذا الشجرة التي يزعمون يا ايها الخلقية انها تكلمت او انها هي التي تكلمت وليس ان الله هو الذي تكلم اذا الشجرة هي التي قالت اني انا ربك وانها رب العالمين وانها الله الذي لا اله الا هو اعبدني ومن قال بهذا فقد كفر جاءت بهذا المعنى اثار عن السلف لذلك ما اخرج البخاري لخلق افعال العباد عن عبد الله ابن المبارك رحمهما الله قال من قال اني انا ربك مخلوق فهو كافر ومن قال اني انا الله رب العالمين مخلوق فهو كافر لان مقتضى هذا ان حكم هذه المقالة رجع الى القائل والله عز وجل ليس ليس قائلا ولا متكلما. اذا الشجرة هي رب العالمين والاله الذي يعبد ومن اعتقد ان غير الله سبحانه وتعالى هو الموصوف بالالوهية والربوبية فلا شك في انه ماذا كافر وجاءت في هذا اثار في هذا المعنى غيري عبد الله بن مبارك رحمه الله الاحتمال الثاني ان يعود حكم الكلام الى من خلقه اي ان تقولوا ان حكم هذا الكلام يعود لا الى من قام به الكلام وانما الى الى من خلق الكلام وهو الله سبحانه وتعالى وهذا يلزم عليه ان يكون كل كلام هو كلام الله بمعنى اذا كان المتكلم هو الذي جعل غيره متكلما الله سبحانه وتعالى هو الذي انطق كل شيء اليس كذلك؟ وقالوا لجود وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء اذا اذا كان المتكلم الذي يعود اليه حكم الكلام من جعل غيره متكلما من انطق غيره الله عز وجل خالق افعال العباد اذا يكون الله سبحانه وتعالى متكلما ها بكل كلام بناء عليه يكون متكلما ابو عز وتعالى ربنا متكلما بكلام الفسق والفجور والكفر نعوذ بالله من هذا الكفر وبناء عليه يكون مآل هذا القول الى القول بالاتحاد ولذلك وصف شيخ الاسلام رحمه الله ان الاتحادية منتهى كلام الجهمية الاتحادية منتهى كلامي الجهمية الاتحادية يرون ان كل شيء هو الله ولذلك كل كلام هو في الحقيقة كلامه لذلك ابن عربي الزنديق بخصوص الحكم يقول الا ان الا الا كل قول الا كل قول اه يقول وكل كلام في الوجود كلامه. وكل كلام في الوجود كلامه. سواء علينا نثره ونظامه واي مسلم يشك ان هذه مقالة كفرية ثم ان هذا يترتب عليه ايضا انه اعني اذا كان الحكم راجعا لا الى ذات الله سبحانه وتعالى وقيام صفة الكلام به وانما راجع الى انه جعل غيره متكلما ان هذا يلزمه ايضا نفي صفات الله عز وجل الاخرى نقول ان الله سبحانه وتعالى لا يتصف بالعلم وانما وصفه بالعلم هو كونه ها جعل غيره عالما ولا يتصف بالقدرة ولا بالقوة وانما معنى كونه متصفا بالقوة والقدرة ان جعل غيره قويا قادرا وهلم جرة نتيجة هذا ان الله سبحانه وتعالى لا يتصف بصفة والذي لا يتصف بصفة ولذلك من حذق السلف وفقهم ان ادركوا مآلاتي مقالة هؤلاء الضلال قال وكيع رحمه الله لا تستهينوا بقولهم بخلق القرآن فانما يريدون التعطيل عندما يريدون ايش تعطيك اي تعطيل تعطيل وجود الله عز وجل تعطيله بوجود الله لان الذي يقول الاتحاد هو في الحقيقة منكر وجود الله سبحانه وتعالى والله العظيم المتصف بالكمال ليس موجودا انما لا وجود الا لشيء واحد هو هذا الكون هو الخالق هو المخلوق الله عن ذلك علوا كبيرا او ان نقول ان كل صفاته سبحانه وتعالى غير قائمة به وانما تضاف اليه مجازا ولا يتصف هو بصفة وهذا حقيقة العدم اذا هذه مقالة الاشنعي واسوأ المقالات اه كلما تأمل الانسان في كلام السلف ومواقفهم من مقالات المخالفين ادرك عظيم علمهم وفقهم ونصحهم رحمهم الله المسألة الثامنة والاخيرة بقول المؤلف ولا نخالف جماعة المسلمين ما الذي اراده المؤلف رحمه الله بقوله جماعة المسلمين هل اراد جماعة المسلمين المنضوية تحت امام عليه فتكون المسألة راجعة الى باب الامامة او انه اراد بجماعة المسلمين اي لا نخالف يا جماعة المسلمين في هذه المسائل العقدية ايه رأيكم السياق يدل على ماذا السياق يدل على الثاني واما موضوع الجماعة والامامة ما الى اه ذلك هذا سيتكلم عليه لاحقا ونمر عليه ان شاء الله اذا هذه طريقة اهل السنة والجماعة انهم لا يخالفون جماعة المسلمين في هذه المسألة وفي غيرها من مسائل الاعتقاد في كل مسائل الدين النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في حديث افتراق الامة وبين في هذا الحديث ان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وصفها بانها الجماعة يا جماعة المسلمين بناء على ذلك جماعة المسلمين المسائل العلمية العقدية جماعة السلف الصالح ما اجمعوا عليه هو الذي لا يجوز خلافه جماعة المسلمين هم السلف واتباعها ولا عبرة اهل البدع والاهواء لا عبرة بمقالاتهم انما العبرة ما كان عليه السلف ما مضى عليه اولئك القرون المفضلة اجماعهم حجة وعلى اهل السنة والجماعة بعدهم لا يخرجوا عن ذلك اذا كانت جماعة المسلمين التي سبق بيانها قد قالت بان القرآن كلام الله غير مخلوق ليس لاحد من بعدهم ان ينازعهم او يخالفهم في هذا سواء في هذه المسألة او في غيرها ايضا نخالف جماعة المسلمين اذا لزوم منهج السلف الصالح يا اخوة واجب حتمي يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين كونوا مع الصادقين اسرى هذا الضحاك وغيره من السلف مع ابي بكر وعمر واخوانهما واجب علينا ان نكون مع المسلمين والله جل وعلا يقول ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين توله ما تولى ونصله جهنم ساءت مصيره ومن اولى الناس وصف الايمان بعد الانبياء من السلف الصالح احذاري يا رعاك الله من ان تختط لنفسك سبيلا غير سبيل السلف ما احسن نصيحة حذيفة رضي الله عنه وهو واخوانه من الصحابة امناء عندهم شفقة رحمة بهذه الامة اتقوا الله يا معشر القراء وخذوا سبيل من كان قبلكم قراء في لسان السلف هو مصطلح طلاب العلم او المستقيمين عندنا هذه وصية لطلاب العلم وللشباب اتقوا الله يا معشر القراء خذوا سبيل من كان قبلكم فانكم ان اتبعتموهم سبقتم سبقا بعيدا وان اخذتم عنه يمينا وشمالا لقد ظللتم ضلالا بعيدا هذا حق وما احسن ما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ارضى لنفسك بما رضوا به لانفسهم فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا هذا الذي ينبغي ان نتواصى به يا معشر الاخوة عقيدة اهل السنة والجماعة عقيدة يتلقاها الخلف عن السلف عقيدة اهل السنة والجماعة ليست محلا للاجتهادات في كل يوم يخرج علينا انسان يأتي بمسألة عقدية جديدة ليس له فيها سلف واذا قيل اين كلام السلف فيها ومن سبق اليها من اهل السنة وائمتهم بكل سهولة ومن قال انني ملزم باتباع السلف ومن قال انني ملزم فهم من قبلي ولابد ان يسبقني احد وان لا تكلم في مسألة الا وقد سبقني فيها امام والله سبحانه سيحاسبني على فهمه لا على فهم غيره على فهم غيري على الله العجب اي جرأة كهذه الجرأة؟ الله عز وجل سيحاسبك على مخالفة سبيل المؤمنين اذا خطأ واي خطأ ان يكون لطالب العلم هذا الخلق وهو الجرأة الممقوتة من احسن الاخلاق في طالب العلم من يستوحش ان يستوحش ماذا ان يستوحش الانفراد ان يستوحش الاغراب ان يستوحش ان يسلك في طريق العلم مسلكا وحده لم يطرق الطريق اليه ممن قبله هذا في الحقيقة من احسن ما يكون من طالب العلم ويرجى ان كان كذلك له الخير اتهم فهمك في مقابل فهم السلف مسألة امرها السلف رحمهم الله ما وقفوا عندها وتكلفوا تكلف المتأخرين يسعك فيها ما وسعهم ان بدا لك شيء خلاف ذلك اياك والغرور عد على نفسك اللائمة اعط نفسك قدرا من التروي والتؤدة وراجع السلف رحمهم الله هم المتقدمون في العلم من يظن مجرد ظن انه يفوقهم في العلم والسلف اصلحوا قلوبا واقرب ان يهتدوا الى الحق السلف اعلم بلغة العرب هذه الامور الثلاثة سبب لتقدمهم وسبب لان يجعلك تتريث قليلا قبل ان تتجرأ على مخالفة السلف العقيدة كما ذكرت لكم عقيدة متلقة وليست محل اجتهاد ولذلك انظروا في مصنفاتي في اعتقاد اهل السنة والجماعة ماذا تجدونها تجدونها حكاية في كلام من سبق هذه العقيدة التي ندرسها ماذا اراد الطحاوي رحمه الله بها بيان كلام الائمة الذين هم ابو حنيفة ابو يوسف ومحمد نعم ابو يوسف ومحمد اه عثمان بن سعيد الصابوني رحمه الله ماذا اراد في كتابه اعتقاد اصحاب الحديث ان يبين ما الذي عليه اهل الحديث ابن تيمية لما الف الواسطية ماذا اراد ان يبين اعتقاده الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة وهلم جرة تجد انه يحكي كلامه السلف ثم يبين انه بما يقولون يقول اليس كذلك يا اخوة؟ انظروا في كل كتب عقائد اهل السنة التي تسرد لك عقيدة اهل السنة تجد ان المؤلف انما اراد حكاية ليبين انه يقول بهذه المقالة وان على كل احد ان يسير على ساروا عليه اليس كذلك هذه طريقة اهل السنة والجماعة وهذا ديدنه ولذلك تجد مثلا في كلام احمد رحمه الله ومن احمد امام اهل السنة والجماعة الذي قرنت الامامة باسمه ومع ذلك تجده في كتب المسائل كثيرة انه يقول لا اعلم في هذا شيئا عن من سبق او لا احفظ في هذا شيئا عن السلف او كلمة نحو هذه ولذلك يأبى ان تكلم فيها وهو احمد يقول ما عندي احد سبقني الى الكلام فيها فكيف تريدني ان اجيب فيها يسكت ان وجد اثرا عن من قبله تكلم والا سكت هذا وهو احمد ابن حنبل الامام المبجل وقس على هذا غيره من ائمة السلف رحمهم الله كلهم على هذه الشاكلة عمرو بن دينار الذي ذكرت اثره قبل قليل ماذا قال ادركت الناس ومشيختنا منذ سبعين سنة يقولون كيت وكيت لان هذا هو هو المسلك ان يقول الانسان بما ما قال به السلف يعني حينما يقرر هذه المسألة لا يقررها عبثا من ما هو يرسم لنا منهجا علينا ان نسير عليه ثم جاء تلميذه سفيان بن عيينة فقال ادركت الناس منذ سبعين سنة وفيهم عمرو عمرو ابن دينار وفلان وفلان يقولون القرآن كلام الله غير مخلوق كلهم يدندنون على هذه القضية وهي ان على الانسان ان يتكلم بما تكلم به السلف ولا يخرج عن هذا ويكفي يا طالب العلم ان تعلم ان هذا كان عليه السلف هذا العلم كاف في ان لا تخرج عنه قد يقول قائل ربما يستشكل الانسان شيئا او يقع في خاطره معنى من المعاني ما سبق اليه الجواب عن هذا المشكل يبقى مشكلة ومع مرور الوقت يزول ان شاء الله والعلم انما ينال انما ينال بمرور الايام والليالي ما اشكل عليك ورأيت ان ما جاء عن السلف اه مشكل عندك ضعه في زاوية المشكل احرص على التأمل والتدبر والسؤال والبحث حتى ينحل الاشكال ليس بالضرورة ان ايش؟ ان يحل الاشكال في خمس دقائق ربما يحتاج الامر الى ايام وليالي وربما شهور وسنوات لكن العلم هذه هي جادتهم ان تسلك طريق الائمة قبلك ان تمشي على ما مشى عليه السلف الصالح ان لا تخترع من عندك اشياء اي مصيبة هذه التي ابتلينا فيها في هذه الايام اتقوا الله يا طلاب العلم الناس والله قد تعبت وكثرت الاشكالات كلما بدأ للانسان معنى جديد او اغتر بنفسه وعلمه ورمى بكلام السلف واهل السنة اه وراء ظهره ثم اعلن الناس هلموا لدي علم جديد بدأ لك شيء مباشرة تصدر بيانا تؤلف رسالة انشرها بين الناس اتق الله في نفسك وارحم امة محمد صلى الله عليه وسلم الشكوك قد كثرت والاشكالات قد زادت الناس ليسوا بحاجة الى مزيد من هذا الامر اليوم كل شيء يؤثر ادنى شيء وانت ربما لا يخطر في بالك تبرزه وهو من المشكلات المخالفة لما عليه اهل العلم انه سيسبب شيئا لا تتصوره ومن عرفة الواقع ادرك حقيقة ما اقول فالله الله يا اخوة بان نلزم غرز السلف ان نسلك سبيلهم ونتواضع في باب العلم وان يتهم الانسان رأيه في مقابل رأي الائمة وان يعلم انه يسعه ما وسعهم من كان كذلك فحري ان يوفق والمقام على كل حال الكلام فيه ومحتاج اليه لعله ان شاء الله اه يكرر الكلام فيه في المستقبل الله عز وجل اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين