في شعبة من الامن من مكر الله عز وجل. ولم يستحكم هذا فيه فانه لا شك كانه قد وقع في كبيرة من كبائر الذنوب ويخشى على من وقع في هذا ان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام ابو جعفر الطحوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة والامن والاياس ينقلان عن ملة الاسلام وسبيل وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فان المؤلف رحمه الله بعد ان ذكر في الجمعة السابقة لما سمعت قال نرجو للمحسنين وقال ونخاف عليهم يعني على المسيئين. فناسب بعد ذكر الخوف والرجاء. ان يذكر علتين من علل القلوب تقابلان الخوف والرجاء. وهما الامن والاياس والامن من مكر الله عز وجل والاياس من رحمته. ضدان لا يجتمعان بخلاف الخوف والرجاء انهما مختلفان قد يجتمعان بل يجب ان يجتمع الامن والاياس ماذا؟ ضدان لا يجتمعان اما الخوف والرجاء فمختلفان يمكن اجتماعهما بل يجب شرعا اجتماعهم ها هنا مقامان لكل مقام المقام الاول فيه طرف حق وطرف باطل الطرف الحق هو الخوف. والطرف الباطل هو القنوط من رحمة الله والمقام الثاني الطرف الحق فيه هو الرجاء. والطرف الباطل ماذا؟ الامن من مكر الله. بناء عليه الكلام في هذا المجلس يتعلق بهذا بين المقامين بطرفيهما ونبدأ ما المؤلف رحمه الله اولا وهو الامن وقال الامن ومعلوم مراده من انه يريد الامن من مكر الله وعذابه. وهذا دلت الادلة كما سيأتي على انه واقع من غير اهل الايمان وان هذه هي سمة من سماتهم وبين ايدينا في هذا المقام عدة مسائل اعني في مسألة الامن من مكر الله عز وجل الامن من مكر الله منا ان نعرف ما هو المكروه الذي امن والمكر في اللغة هو الايقاع بالخصم من حيث لا يحتسب. وبناء على هذا فان مكر الله عز وجل بمن يمكر به هو معاقبة المستحق من حيث لا يشعر مكر الله عز وجل معناه معاقبة المستحق من حيث لا يشعر ولا شك ان هذه الصفة المضافة الى الله جل وعلا. صفة كمال افأمن مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. والله سبحانه وتعالى تمدح اي مدح نفسه بوصفه بالمكر وانه خير الماكرين. وانه اسرع مكرا. وان المكر له سبحانه وتعالى قل فالله المكر جميعا. وهذا دون ريب. كمال في حق الله سبحانه وتعالى يثنى به على الله جل وعلا. وتحقيق المقام ان صفة المكر من حيث هي منقسمة فقد تكون صفة نقص وقد تكون صفة كمال. فالمكر بغير المستحق صفة نقص. وفيها من الظلم والعدوان ضعف العدل ما فيها لا شك ان الله سبحانه وتعالى منزه عنه. اما القسم الثاني من المكر وهو الممدوح فانه المكر بالمستحقين. وهذا هو الذي يضاف الى الله وهذا الذي هو صفة له وهذا الذي يثنى به عليه. وذلك ان هذا المكر منه سبحانه وتعالى يتضمن عدل الله وقدرته وحكمته وعزته وعليه فانه كمال بل هو غاية الكمال في حق الله سبحانه وتعالى واهل السنة والجماعة في اثباتهم هذه الصفة يثبتونها على ما يليق بالله جل وعلا في حدود ما ورد. يثبتون هذه الصفة على ما يليق بالله جل وعلا لا كمكري المخلوقين اذ ليس كمثله شيء في ذاته او صفاته كما انهم يثبتون هذه الصفة في حدود ما ورد وذلك انهم يثبتون مكر الله جل وعلا بمن يستحق المكر. فالذي يمكر بدين الله وبرسله وبعباده الصالحين. فان الله سبحانه وتعالى يمكر به. وهذا غاية الكمال ففيه عدل الله جل وعلا والعدل ممدوح. فيه عزته وفيه قدرته وفيه حكمته حيث وضع الشيء في موضعه المناسب له. اذا هذا ما يتعلق بالمكر وبناء عليه فان الامن من مكر الله سبحانه وتعالى تعريفه هو زوال الخوف من الله وعدم توقع عقوبته وخذلانه واستدراجه ولازموا هذا الاسترسال فيما حرم الله سبحانه وتعالى. فان انه يلزم من الامن من مكر الله ان يسترسل هذا المنكور به فيما حرم الله تبارك وتعالى المسألة الثانية خطورة الامن من مكر الله ان الامن من مكر الله عدا كونه ضعفا في الايمان بل هو مناقض للايمان اذا استحكم كما سيأتي فانه ايضا ضعف في العقل معونة وسخف. فان الذي يمكنه ان يأمن مكر الله جل وعلا هو الذي احاط علما بعلم الله ومشيئته. فاذا احاط علما بعلم الله ومشيئته فعلم انه ليس ممن علم الله جل وعلا انه وشاء ان يعذب فانه حينئذ له ان يأمن مكر الله لكن انى ذلك فهذا شيء ليس لملك مقرب ولا لنبي مرسل. فضلا عن من هو دونهما. اذا الامن من مكر الله جل وعلا ضعف في العقل وحماقة وسخف. عدا كون ذلك ذنبا عظيما بل ان الامن من مكر الله جل وعلا سمة من سمات الكفار. فمن وقع فيه فقد وافقهم ولربما كان حكمه حكمهم. كما سيأتي عن قريب ان شاء الله الامن من مكر الله عنوان خسارة العبد والله جل وعلا يقول افامن فامن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون. او امن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله فلا يأمن مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. ويقول سبحانه عن هؤلاء الكفار وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. افأمنوا ان تأتيهم ان تأتيهم غاشية من عذاب الله. او تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ولذا قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما كما في رضي الله عنه كما في مصنف عبد الرزاق اقوى قال فيه ابن كثير في تفسيره صحيح لا شك فيه. قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله. والقنوط من رحمة الله واليأس من رح الله. ومثل هذا الكلام الاصل فيه انه لا يقال الا عن توقيفه بناء عليه يتبين لنا ان الامن من مكر الله عز وجل ذنب واي ذنب؟ المسألة الثالثة اسباب الامن من مكر الله الامن من مكر الله ناتج من اسباب فاولا ينتج عن ضعف في تصديق وعيد الله عز وجل. او عدمه. عدم هذا التصديق مكر الله لانه مكذب بوعيد الله سبحانه وتعالى او ايمانه به ضعيف او انه شاك فيه. فتكون النتيجة ان يأمن مكر الله. السبب الثاني ضعف الخوف من الله او عدمه. فالسبب الاول يتعلق بقول القلب والسبب الثاني يتعلق بعمله اذا اما ان يكون الامن من مكر الله نتاج ضعف في التصديق. او نتاج ضعف في الخوف ثمة وثمة سبب ثالث. الا وهو الاسترسال في المعاصي. فيسترسل الانسان في المعاصي حتى يعمى قلبه ولا يبصر الحق. فيعلو هذا القلب الران يأمن من مكر الله عز وجل. فهذا زيغ كان في هذا القلب فعاقب الله صاحبه بان ازاغه فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وهذا يدلك على خطر شأن المعاصي. فانها قد يتمادى الانسان فيها ويسترسل حتى انه يبلغ الى الحد الذي يأمن فيه مكر الله جل وعلا. في ابو في هذه الداهية الدهياء عياذا بالله. والسبب الرابع وهو ان الامن من مكر الله قد يكون نتاج اعجاب بالنفس. يعجب الانسان بشيء يرجع اليه. اما سابقة حسنة كانت منه فيغتر. او لربما اعجب بشيء غير كسبي كأن يكون ذا نسب رفيع مثلا يعني له اتصال مثلا بيت النبوة او انه من نسل رجال صالحين او ما شاكل ذلك فيغتر بهذا حتى لربما اوقعه هذا في الاغترار ثم في الامن من مكر الله عز وجل. وسبب خامس وهو الجهل بالشريعة فلربما كان هذا الجهل شريعة الله عز وجل ولا سيما ما يتعلق بنصوص الرجاء. ربما كان هذا سببا في ان يقع في الامن من مكر الله عز وجل ينقلب رجاؤه الى حد الاغترار بمعنى انه يحصل منه لجهله غلو في الرجاء ويظن ان هذا هو الحق. يصل الى حد الاغترار والاماني. ثم لربما اوقعه فيما هو اعظم. وهو ان يأمن مكر الله جل وعلا. وبناء على هذا فان من كان على علم بشريعة الله عز وجل. واحاطة بالادلة وجمع بينها. والذي يسلم من هذا. حيث يعلم ان ادلة الرجاء يقابلها ادلة في الخوف. الجمع بينهما يسلم العبد بتوفيق الله عز وجل من تأثير هذا السبب. وثمة سبب سادس عظيم وهو الخلل في التوحيد. حيث يأمن مكر الله عز وجل لانه واقع في بحر الشرك عياذا بالله. بمعنى يتعلق قلبه من يغلو فيه او من اتخذه طاغوتا يظن ان هذا التعلق كاف في دفع عقاب الله عز وجل عذابه يكون امنا من مكر الله. مثل هذا لا شك انه مما يزينه بعض اولئك الطواغيت لاتباعهم. حتى لربما وجدت من بعض اولئك الخرافيين الضالين من يقول اذا كان يوم القيامة اصبت خيمتي على باب جهنم. فامنع من تعلق بي من دخولها. ويأتي الجاهل المغرور والاحمق المشرك فيصدقه على هذا ويظن ان بهذا الولي كاف في دفع اي عقوبة من الله سبحانه وتعالى ولو شاء الله عز وجل ان يعذبه ان هذا الولي سيمنعه. فيكون امنا من مكر الله عز وجل وثمة سبب سابع وهو الاغترار بالنعم فيرا انه مع اصراره على معصية الله عز وجل فان نعم الله عز وجل تنزل عليه يرى انه يمد بالمال والولد سعتي الرزق ومشاكل هذه النعم الدنيوية. فيظن حينها انه عنه وانه لا يناله شيء من العقوبة والخذلان. فها هي العلامات والامارات يراها بام عينه. وهي ان النعم الدنيوية لا تزال تترى عليه. يغتر هذا الجاهل مسكين الذي ضيع حظ نفسه. وما علم ان الدنيا يعطيها الله عز وجل لمن يحب ومن لا يحب وانها ليست علامة على رضا الله عز وجل. فضلا عن ان تكون امارة الامن من مكر الله وفي مسند الامام احمد من حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اذا رأيت الله يعطي العبد اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه فاعلم انه استدراج والحديث اه حديث صحيح صححه غير واحد من اهل العلم هذه بعض الاسباب التي توقع في الامن من مكر الله نعوذ بالله من الوقوع في ذلك المسألة الرابعة حكم الامن من مكر الله والمؤلف كما سمعت قال الامن والامن والاياس ينقلان عن ملة الاسلام وكلامه رحمه الله صحيح. وذلك ان الامن من مكر الله ذنب عظيم كما علمت وسبب خسارة العبد في الدنيا والاخرة فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون لا شك ان هذا الامن قد يوصل صاحبه الى حد الكفر الاكبر. والردة عن دين الله عز عز وجل. وذلك اذا فحش واستحكم. هذا له صور او احوال فمن ذلك ان يكون امنه من مكر الله عن تكذيب بوعيد الله او شك فيه او تحقير له ان يكون امنه من مكر الله ناتجا عن تكذيب نصوص الوعيد. فلا بها او يكون شاكا مرتابا او انه يحقرها يحقر ما جاء من وعيد الله وعذابه وانتقامه. واليم عقابه. يرى انه لا شيء ولا يستحق وان يخافوا. ومثل هذا لا شك ان آآ من وقع فيه فقد وقع في الكفر الاكبر عياذا بالله. الصورة الثانية ان يكون امنه من مكر الله ناتجا عن تعلق شركي بغير الله كما سبق. يعني بحيث اه يبلغ به الامر الى ان اه يعتقد في من يغلو فيه انه انه يحول بينه وبين عذاب الله سبحانه وتعالى. اما في الدنيا واما في الاخرة والصورة الثالثة ان يكون امنه من مكر الله ناتجا عن عدم خوفه من الله او عدم ايمانه بقدرته. ليكون هذا الامن ناتجا من انه لا يخاف من الله. او انه لا يؤمن بقدرة الله. انه يوقع عليه عذابه وعقابه. والصورة الرابعة ان يتضمن الامن من مكر الله ترك العمل بالكلية. لا يعمل عملا صالحا البتة. لانه قد امن مكر الله جل مهما كان منه من تول وصدود عن عبادة الله جل وعلا انه لا ينزل به ما ينزل. فمن بلغ به الامن من مكر الله الى هذا الحد فلا شك انه قد وقع قد وقع في الكفر الاكبر. والامر الخامس ان يعتقد يعني ان يكون من مكر الله عن عقيدة في قلبه ان له حقا على الله يستحقه بذاته. فيحق بينه وبين نزول عقاب الله عز وجل به في الدنيا او في الاخرة. وآآ الصورة اه نعم وهذه السورة وما قبلها تلحظ فيها الامن من مكر الله عز وجل الذي بلغ حد الكفر كان نتاج وقوع في كفر سبقه. اليس كذلك؟ وعليه فان هذه الحال يكون صاحبها قد جمع ضلالا الى ضلال وكفرا فوق كفر. اما اذا وقع الانسان يسترسل حتى يتردى في الكفر الاكبر عياذا بالله. المسألة خمسة حال اهل الايمان في هذا المقام. وهو مكر الله عز وجل. فالواجب على المؤمن وما الحال التي ينبغي عليه ان يكون عليها لا شك ان اهل الايمان الصادق يخافون مكر الله فهم منه على وجل عظيم. وليس هذا يرعاكم الله. ناتجا عن سوء ظن بالله جل وعلا. الامر ليس كذلك قطعا. وانما هو منهم لسوء ظن في انفسهم بمعنى انهم يخشون مكر الله عز وجل ان يحيق بهم بسبب ما قدمت ايديهم. فيخافون من مكر الله عز وجل لهذا السبب لا يظنون بربهم انه يجازيهم على الحسنة بالسيئة فان الله جل وعلا رحيم. لطيف ودود شكور. فلا يظن مؤمن به ظن السوء انه يجتهد في طاعة الله فيمكر الله عز وجل به. فينقله الطاعة الى المعصية. ويجازيه عن الاسلام بالردة. او ينقله عن المسجد الى الكنيسة هذا لا يظنه في الله عز وجل من قدره حق قدره. تنبه يا رعاك الله الى ان من الناس ولا سيما من المتكلمين او المتعثرين بهم. من اذا خاض في هذا الموضوع وقع في شيء من هذا الظن. فهذا لا شك انه نتاج خلفية عقدية عند هؤلاء. وهي ظنهم ان الله سبحانه وتعالى لا يفعل ولا يحكم لحكمة. انما هي محض المشيئة انما الامر متعلق بمحض مشيئة الله سبحانه وتعالى. فلو شاء ان يجازي العبد على ايمانه بان يجعله كافرا اما اهل الايمان فانهم يعتقدون ان الله عز وجل على كل شيء قدير. وانه على قلبي هذا الطائع الى المعصية وعلى جعله زائغا بعد الاستقامة هو قدير على ذلك سبحانه وتعالى ولا يعجزه شيء ولكن لا يفعل هذا لان هذا لا يليق بكمال الله ولان هذا يتنافى وما ثبت من صفاته سبحانه وتعالى. من الرحمة والحكمة. فاياك ان تظن بالله عز وجل هذا الظن. ولربما فهم بعض الناس بعض النصوص. التي تتعلق بهذا الموضوع فهما خاطئا. او ربما قرأ بعض الشروح كحديث الصادق المصدوق ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل فيدخلها. يظن ان الله سبحانه وتعالى يكون منه هذا رجل طائع مستقيم عمره كله في طاعة الله ثم يجازيه الله على ذلك بان يقلب قلبه من الهداية الى الضلالة هذا ليس صوابا؟ الله جل وعلا يقول فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى ما النتيجة؟ فسنيسره لليسرى هذا كرم الله وهذا شكر الله. وهذه رحمة الله. انما هذا الحديث مفسر في الحديث الاخر يعمل بطاعة الله فيما يظهر للناس. هذا عنده خبيئة خبيثة في قلبه ويجازى عليها بقلب حاله حتى يعمل بعمل اهل النار نعوذ بالله من النار فيدخلها. اذا لابد من فهم الادلة. كذلك في قوله تعالى واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه يظن ان الله عز وجل قد يمكر به لمحض المشيئة. لا يرعاك الله. اجمع نصوص والف بينها يتبين لك الحق. الله عز وجل يحول بين المرء وقلبه لسبب قدمه هو هذا الانسان فيجازى عليه. ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم في قلوبهم فزادهم الله مرضا. هكذا ينبغي ان تفهم الادلة. وهكذا يعظم الله. المقصود يا ايها الاحبة ان اهل الايمان انما يخشون عقوبة الله ومكره انما يخشون عقوبة الله ومكره لاجل ما يعلمونه من انفسهم. من تقصير في حق الله عز وجل. وتفريط في بالله فيخاف من مكر الله. ومن صور ذلك اعني من صور خوف المؤمنين من مكر الله عز وجل اولا ان يخاف بسبب ذنوبه ان يسترسل حتى ينسى الله وينسى حقه. فيمكر الله عز وجل به فينساه. والله عز توعد من نسيه ان ينساه. نسوا الله فنسيهم. يخاف الانسان من مكر الله من هذا الجانب او وهي السورة الثانية ان يخاف من استرساله في المعاصي واصراره على الذنوب صاحب هذا تأخر العقوبة عليه. فيأنس بالذنوب. ويتمادى فيها. ويسترسل حتى يأخذه الله عز وجل على غرة. يبدو له من الله عز وجل ما لم يكن يحتسب. السورة الثالثة ان تأتيه المواعظ النذر فلا يتعظ ولا يرتدع. وهذه البلايا والمحن التي تنزل بالعباد افرادا او جماعات هذه نذر من الله سبحانه وتعالى. لكن لا يبصرها الا المتيقظون. واما من من سواهم فهم في غفلتهم يعمهون. والله سبحانه وتعالى يقول ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا. ولكن قست قلوبهم. وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون. فلما نسوا ما ذكروا فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا. اخذناهم بغتة. فاذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا. والحمد لله رب العالمين. اذا نزلت البلايا بالناس والمحن المصائب والامراض والاوبئة والزلازل والفيضانات او تسلط الكفار اوغلت الاسعار او كان ما كان من هذه المصائب. التي تنزل بالناس فان الواجب على العباد جميعا حينها ان يلجأوا الى الله وان يتضرعوا اليه وليظهروا فقرهم اليه ان لم يكن منهم ذلك فليعلموا ان انه قد استدرج بهم. وكان حريا بهم خلاف ذلك لكن ان لم يعتبروا فليتربصوا. ليتربصوا عقوبة من الله سبحانه وتعالى تنزل بهم ان لم يتوبوا. المقام مقام عظيم. ولربما تأخرت العقوبة الى الدار الاخرة فكانت اعظم. نعوذ بالله من الغفلة ننتقل بعد ذلك الى الشطر الثاني من الموضوع الا وهو الاياس من رحمة الله قال المؤلف رحمه الله والامن والاياس اليأس والاياس كلمتان متقاربتان في المعنى. ثمة فروق يذكر بعض اهل اللغة ولكن آآ مراد المؤلف رحمه الله لا شك اه بالاياس اليأس والقنوط من رحمة الله جل وعلا اليأس او الاياس او القنوط وقطع الرجاء. والمراد بالقنوط من رحمة الله. واليأس من هو قطع الرجاء في الله سبحانه وتعالى. واليأس من واليأس من نزول رحمته واستبعاد لطفه. فهذا لا شك انه لم عظيم يقابل الذنب الماظي الا وهو الامن من مكر الله جل وعلا المسألة الثانية في هذا المقام خطورة القنوط من رحمة الله جل وعلا لا شك ان القنوط من رحمة الله ضلال مبين. وسبب هلكة والله تبارك وتعالى يقول ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. ويقول سبحانه وتعالى انه ولا ييأس من رح الله الا القوم الكافرون. فالقنوط من رحمة الله انما هو شأن اهل الكفر والضلال. نعوذ بالله من حالهم. وقد مر اه بسمعك الاثر الماضي عن ابن مسعود رضي الله عنه لما قال اكبر الكبائر الاشراك بالله. والامن من مكر الله قنوط من رحمة الله واليأس من روح الله. هنا بحث عند اهل العلم اه اثاره هذا الاثر حيث ذكر القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله فهل هذا العطف عطف بين مختلفين او عطف بين مترادفين هاتان الكلمتان القنوط واليأس القنوط من رحمة الله واليأس من رحمة الله او من رح الله وروحه يعني فرجه وتنفيسه عن عباده. فهو في معنى الرحمة ايضا. اقول هاتان الكلمتان الذي يظهر والله اعلم انهما من الكلمات اللاتي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت فاذا ذكر القنوط فالمراد واليأس او ذكر اليأس فالمراد والقنوط. اما اذا جمع معا كهذا السياق ما الفرق بينهما؟ من اهل العلم من ذهب الى ان القنوط اشد اليأس او اتم اليأس كما ذكر هذا ابن الاثير في النهاية العسكري في فروقه وغيرهما. بناء على هذا بين كلمتين عموم وخصوص مطلق بناء عليه نقول ان كل قنوط ها يأس وليس كل يأس قنوط تعقب هذا الشيخ العلامة سليمان ابن عبد الله في اه التيسير بين ان الذي يظهر من النصوص عكس هذا. ان اليأس اشد من القنوط. وذلك ان الله جل وعلا جعل اليأس من شأن الكفار واما القنوط فجعله من من شأن اهل الضلال. ولا شك ان الكفر اعظم من مطلق الضلال فالضلال قد يكون كفرا وقد يكون غير كفر. فعلى كل حال آآ الكلمتان متقاربتان والاكثر كما سمعت على ان القنوط اشد اليأس ومن اهل العلم من ذهب الى قول اخر وهو ان القنوط استبعاد حصول القنوط استبعاد حصول المرجو. واليأس استبعاد زوال المخوف استبعاد زوال المخوف. ومهما يكن من شيء بين الكلمتين فرق آآ دقيق جدا وقد توضع الكلمة مكان اخرى اذا تقاربتا ما لا يخفى على كل حال لا شك ان القنوط من رحمة الله عز وجل شأنه عظيم وهو ذنب كبير يتضمن القدح في قدرة الله سبحانه وتعالى. او قدح في رحمته او التكذيب لخبره الذي جاء بوعده امر هذا شأنه لا شك انه امر عظيم لا يقع فيه الا الضالون ولا اه يتردى فيه الا الكافرون. المسألة الثالثة اسبابه ما اسباب القنوط من رحمة الله جل وعلا؟ من اسباب القنوط الاسراف في المعاصي وذكر انفا ان من اسباب الامن من مكر الله ها الاسراف في المعاصي فكيف يكون ايضا سببا في او سببا للقنوط من رحمة الله عز وجل الجواب ان هذا امر صحيح وواقع. وذلك ان في المعاصي الذي استحكم تعلق قلبه بها لربما بلغ الى درجة انه يعتقد انقطاع سبب النجاة عنه. بمعنى هو يعلم من نفسه ويرى انه لا يمكنه ان يتخلى عن المعصية. هو متعلق بها شديدا فلا امل ان يدعها وان يتوب الى الله سبحانه وتعالى يوصله ذلك الى ان يقنط من رحمة الله عز وجل. ولذلك من عجيب الامر ان من ائمة الوعيدية من كان من افسق الناس لان مذهب الوعيد لربما آآ ادى بصاحبه الى حد ان اه يزداد تعظيمه. وتفخيمه في معاصي الله عز وجل. حتى يجاوز الحد فيجعل ما ليس ليس كفرا بل هذا هو حقيقة مذهبهم انهم يجعلون ما ليس كفرا يجعلونه كفرا اما ان يكون كفرا مخرجا من الاسلام آآ بالكلية واما يعني ومخلدا في النار واما انه مخرج من الاسلام سبب للخروج من الاسلام لكنه ليس واقع موقعا في الكفر انما في منزلة بين المنزلتين لكنه بكل حال سبب للخلود. هذا مذهب الوعيدية في الجملة. من العجيب انه لهذا الاعتقاد ولانه لم يستطع ان يغالب نفسه ويجاهدها فيظن انه ها؟ هالك لا محالة عليه لماذا لا يستمتع في الدنيا ان صح ان مباشرة المعاصي استمتاع حتى لا يجمع على نفسه ها بين هلاكين او مصيبتين في الدنيا والاخرة. هكذا يظن لذلك ذكروا في بعض التراجم عن رجل معروف من كبار يعني نسبوا اليه والله اعلم بحقيقة الحال انه كان من وهو ابو هاشم الجبائي. فرآه رجل وهو يحدث الناس ويخطب فيهم في ذم الارجاء فانشده قوله واعجب واعظم من اخي الارجاء ذنبا وعيدي يصر على الكبائر. واعظم من اخي الارجاء ذنبا وعيدي يصر على الكبائر. فهو يلمح الى الى حاله. وان المرجئ اه معقول ان يكون لاعتقاده مسترسلا في المعصية لكن ان تكون وعيديا ومسترسلا هذا من العجيب وسببه او توضيح الامر فيه هو ما ذكرت لك. الاسترسال في معصية الله عز وجل قد يكون. سببا في القنوط من رحمة الله عز وجل وامر اخر وهو المبالغة في الخوف من الله عز وجل مع عدم مزج الخوف بالرجاء. يعني ان يكون عنده خوف من الله فيبالغ فيه في مقابل انه لا يحقق الرجاء في الله سبحانه وتعالى وهذان الامران هذان المقامان مقاما الخوف والرجاء لابد حتى يكونان حتى يكونا شرعيين لابد من اجتماعهما خوف من الله لا رجاء يقارنه ليس خوفا شرعيا. ورجاء في الله عز وجل لا يقارن خوف منه ليس رجاء شرعيا. كما سيأتي بيانه ان شاء الله. ايضا من الاسباب في الوقوع في القنوط من رحمة الله واليأس من روحه كثرة المصائب التي تنزل بالعبد فهو يظن ان تعسر الامور امامه وكثرة المحن والبلايا التي تنزل به ان هذا علامة على ان الله سبحانه وتعالى يبغضه ولا يريد به خيرا فيقنط من رحمة الله عز وجل ولربما بلغ فيه الامر الى ان يدع طاعة الله عز وجل بالكلية بل ربما ادى به الامر الى ان يرتد. وقد حدثني شخص ممن وقع في شيء من هذا وهو انه يرى ان كل شيء يقدم عليه يتعسر. فاظلمت دنيا في وجهه ويرى انه آآ قد حكم عليه لا محالة بانه في عذاب من الله جل وعلا في الدنيا والاخرة. فترك الصلاة وترك طاعة الله عز وجل. لان الامر بالنسبة له صار محسوما. وقوع المصائب كلما خرج من مصيبة دخل في اخرى وهلم جرا. هذا علامة على انه كل محالة فلماذا؟ في زعمه يتعب نفسه بطاعة الله. والنتيجة محسومة لا شك ان هذا اه جهل وضلال عظيم. فليست فليست المصائب الدنيوية علامة على بغض الله عز وجل بعبده وانه لا يريد به خيرا. بل العكس ان من يرد الله به خيرا يصب منه واشد الناس بلاء الانبياء ثم فالامثل وقد علمت في الدرس الماظي ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال اذا اراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا. اذا لا يمكن بحال بالمؤمن الذي اه عرف الادلة وعظم الله ان يبلغ به الامر الى هذا الحد. كذلك الامر او ويتبع هذا ان يرى المصائب والمحن والبلايا تنزل المسلمين يكثر وهو يرى انه يكثر فيهم ما يلحظه ويراه ويسمع به من الفتن والمصائب والقتل والجوع وما لذلك يسوء ظنه بربه ويصاب باليأس. فيقبل من رحمة الله وهذا القنوط قد يكون من رحمة الله التي تنزل في الدنيا قد يكون قنوطا من رحمة الله التي اه تكون في الاخرة. القنوط قد يكون متعلقا بالدنيا وقد يكون متعلقا بالاخرة. وكم من الناس من يزل في هذا المقام فيصاب بالقنوط انه لا امل في حصول الفرج على عباد الله المؤمنين. وما هكذا ينبغي ان هنا المؤمن هي الايام والغير وامر الله منتظر اتيأس ان ترى فرجا فاين الله والقدر؟ الله عز وجل قدير. الله عز وجل قوي. الله عز وجل عظيم الله عز وجل اكبر اكبر من كل شيء. وهو اقوى من كل احد. وهو على هذا البلاء ورب السماء قدير. لو شاء الله سبحانه وتعالى زواله في لحظة واحدة لفعل. لكن هي حكمته التي ربما يعلم منها شيء وتخفى منها اشياء. وما على العبد الا ان يسلم ويلتفت ويمحض الرجاء في الله سبحانه وتعالى. ان يكشف هذا البلاء. و من حقق الايمان بالله سبحانه وصدق اللجأ اليه. وعالج اسباب المرض بالتوبة والانابة. وقطع المجاهرة بالمعاصي. والاصرار عليها فما اقرب فرج الله عز وجل على عباده؟ مصيبة واي مصيبة تكون المحن الدنيوية سببا للقنوط من رحمة الله. حتى لربما ادت ببعض الناس الى ان يرتد عن دين الله عز وجل. يصيبه الشك والريب. كيف يكون دينا حقا؟ واتباعه ينزل به مما ينزل يا مسكين الدنيا ليست نهاية المطاف. والدنيا لا تساوي عند الله شيئا. هي محل الاختبار وهي محل الامتحان. والله خلقها ليبلونا فيها. لو كانت الدنيا هي الغاية والنهاية وكل شيء وهي كل شيء. لكان لهذا الكلام وجاهة. اما ان تكون دار امتحان وابتلاء ويتعجب الانسان فيها من نزول المصائب والابتلاءات فهذا خلل في الفهم والتفكير. الحياة الحقيقية هناك في الدار الاخرة هي الدار التي فيها النعيم المقيم. وهي التي يخلو اهل الايمان فيها من المنغصات. اما في الدنيا فليس الامر كذلك. فجهل الانسان بربه وجهله بوعده ووعيده وضعف ايمانه باليوم الاخر ربما يؤدي به الى هذا الخلل في الاعتقاد فيظن بالله عز وجل غير الحق. ظن الجاهلية الدنيا يعطيها الله سبحانه وتعالى لمن يحب ولمن لا يحب. ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء. الدنيا ليست مقياسا. الدنيا ليست معيارا. المعيار للصواب والخطأ للحق والباطل الميزان الذي يوزن به المحقون والمبطلون انما هو شرع الله. ودين الله. انما هو هذا الدين القويم من كان من اهله وقائما بحقه والله انه على حق. ولو كان مبتلى احب الناس الى الله جل وعلا الانبياء. وكان احدهم يقطع الى شقين يوضع المنشار على حتى يصبح قطعتين. شيء عظيم شنيع يقع على من؟ على من على احب الناس الى الله. فهل هذا دليل على ان الله سبحانه وتعالى لا يحبهم؟ لا ورب السماء انما هذا دليل على ان الله يريد بهم خيرا. ويرفع بهذا الابتلاء درجاتهم في جنات النعيم. الدنيا ليست انما دين الله. القيام به هو المعيار. فعلى الانسان ان يكون بصيرا لا يتأثر بدعايات الكفار او من تأثر بهم من الاسباب لعله سبب الخامس وهو من اعظمها. وحقه ان يكون اولها. ضعف الايمان صفات الله سبحانه وتعالى. ضعف الايمان بقدرة الله. وبرحمته سبحانه وتعالى والله ان من حقق الايمان باسماء الله عز وجل وصفاته لا يمكن ان يقنط من رحمة الله. لانه على يقين بما جاء في صفاته سبحانه وتعالى كيف يقنط من رحمة الله؟ من علم ان الله عز وجل وسعت رحمته كل شيء. ومن علم ان رحمته سبقت غضبه. ومن علم ان من اسمائه الرحيم والرحمن والكريم واللطيف والودود. كيف؟ كيف يمكن ان يقنط من رحمة الله من هذا شأنه من علم قدرة الله عز وجل وانه على مغفرة الذنوب. وعلى ازالة الكروب قدير وانه لا يعجزه ان يعفو ويغفر ويتجاوز ويصلح الحال وعلى كل شيء قدير. حتى المغفرة لمن هو مصر على معصية الله. الله عز وجل عليها قدير واذا شاء كانت وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم. فمن حقق الايمان باسماء الله عز وجل وصفاته انه لا يقنط من رحمة الله. وانما قد يؤتى الانسان من ضعف ايمانه باسماء الله وصفاته ايضا وهو السبب السادس ضعف تصديق او عدم تصديقه. بادلة الوعد. او شكه في ذلك تمر به الادلة لكن يقينه وتصديقه بها فيه ما فيه من الضعف يقنط من رحمة الله عز وجل لاجل هذا. فهذا كما تقدم نظيره شيء يتعلق بقول القلب وما قبله وهو السبب الخامس يتعلق بعمل القلب. ايضا وهو سبب السابع من اسباب الوقوع في اليأس من روح الله الجهل بالشرع ان يكون جاهلا لا يفهم نصوص الوعد والوعيد على وجهها او لا يهتدي الى كيفية الجمع بينها يقنط من رحمة الله. ولربما قنط من رحمة الله ودونكم حديث الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا. لما ذهب الى العابد الجاهل ما كان منه قنطه من رحمة الله. فقتله واكمل به المئة. لكن العالم لم يكن منه العالم لما ذهب اليه لم يكن منه ذلك. وانما فتح له باب الرجاء. ودعاه الى التوبة هكذا ينبغي ان يكون المسلم على فقه وعلى علم حيث ينزل الادلة منزلتها ويضعها في موضعها. بناء عليه يسلم من الوقوع في هذا الذنب العظيم مسألة الرابعة وهي حكم الامن اه حكم القنوط من رحمة الله قد يكون القنوط كفرا اكبر ناقضا من نواقض الايمان اذا كان عن تكذيب وعد الله سبحانه وتعالى او شك فيه والحال الثانية ان يكون هذا القنوط مسببا ان عدم الايمان بصفات الله سبحانه وتعالى الرحمة والقدرة والمغفرة وما اليها. والحال الثالثة ان يعظم سوء ظنه بربه حتى يظن به ظن الجاهلية حتى يظن به ظن اهل الكفر ظن اهل الكفر والشرك مثل هذا لا شك انه كفر بالله عز وجل وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. واما ما كان دون ذلك ولم يبلغ هذه المرتبة. ولم يستحكم ولم يفحش انه شعبة من القنوط من رحمة الله عز وجل. وكبيرة من الكبائر. ولربما ادى بصاحبه الى ما هو اعظم فمثل هذه الامور يجر بعضها الى بعض ويوقع بعضها فيما هو اعظم على الانسان ان يكون فقيها عالما بنفسه وحاله فيعالج نفسه. اذا رأى من نفسه ميلا اما الى الامن من مكر الله واما الى القنوط من رحمته عليه ان يعالج نفسه. وان يبادر في ذلك ولا يسترسل. بقي ما يتعلق الطرفين آآ شرعيين وهما الخوف والرجاء وهما ذكر المؤلف رحمه الله وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة يعني لاهل تسلم فهو خوف شرعي يقترن برجاء شرعي ويتعلق بهذه الجملة مسائل آآ ارى ان الوقت لا يسعف ببسطها وهي من الاهمية بمكان لعلنا نؤجلها ان شاء الله الى الدرس القادم والله اعلم وصلى الله على نبينا نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم