بعلمه كما قال صلى الله عليه وسلم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ولا كيفية لا نكيف لا يرى على كيفية كذا او على كيفية كذا او اننا نراه كيفية كذا فاذا قدمت قوله على قولي قدحت في الاصل الذي به عرفت انه مفتي فلزم القدح في صرعه فيقول له مستفتي انت لما شهدت له بانه بفت ودللت عليه شهدت له بوجوب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم صلي نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم صلي وسلم قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى. والرؤية حق اهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال المؤلف رحمه الله تعالى والرؤية حق لاهل الجنة بغير حاطة ولا كيفية. سبق ان ان المؤمنين يرون ربهم ايضا في موقف القيامة قبل دخولهم الجنة وهذا متفق عليه. اختلف العلماء في غير المؤمنين هل يرون ربهم او لا يرونه على اقواله الثلاثة. القول الاول ان اهل الموقف جميعا يرون الله عز وجل مؤمنهم وكافرهم ثم يحتجوا على الكفرة والقول الثاني انه لا يراه الا المؤمنون انه يراه المؤمنون والمنافقون. القول الثالث انه لا يراه الا المؤمن خاصة وكذلك هذه الاقوال في تكريم الله لاهل الموقف نفس الاقوال الثلاثة هل يكلم الله اهل موقف؟ قيل لا يكلم المؤمنون قيل لا يكلم لا يكلم سبحانه الا المؤمنين وقيل يكون التكريم للمؤمنين وللكفرة. ثم لا يكلم الكفرة. وقيل يكون التكريم للمؤمنين والمنافقين. هذه الاقوال الثلاثة تجري في التفريق وقول المؤلف رحمه الله والمؤمن والرؤية حق لاهل الجنة ما لم يتعرض المؤلف رؤية المؤمنين في موقف القيامة والاحاديث ثابتة في رؤية ربهم يوم القيامة وانهم يرونه اربع مرات كما ثبت في بعض الاحاديث يرونه مرة اولى ثم في المرة الثانية تحول في غير الصورة التي يعرفون فينكرون ويقول نعوذ بالله من هذا ما كان حتى فاذا اتانا ربنا عرفناه ثم في المرة الثالثة تتحول في الصورة الصورة التي يعرفون فيفسجدون له حينما يجعل بينه وبينه علامة يجعل لهم علامة ويقف في الساق فيفسدون له فاذا رفعوا رؤوسهم تحول رؤوا في الصورة التي تحولت الصورة التي رأوه فيها اول مرة. فيرونها اربع مرات سبحان الله في موقف القيامة المؤمنون يرون في ما قبل دخول الجنة. واما بعد دخولهم الجنة فكذلك الاحاديث متواترة في هذا كما سبق. ورؤية الله سبحانه وتعالى الخلاصة في مبحث الرؤية ان ان رؤية الله سبحانه وتعالى بالابصار جائزة عقلا في الدنيا والاخرة ان رؤية الله تعالى بالابصار جائزة عقلا في الدنيا والاخرة. لان كل موجود يجوز ان يرى ومن الادلة على جوازها عقلا سؤال موسى ربه ان ينظر اليه قال ربي ارني انظر اليك وموسى لا يجهل الجائز في في الله تعالى واما شرعا فهي جائزة وواقعة في الاخرة وممتنعة في الدنيا رؤية الله تعالى بالابصار جائزة عقلا في الدنيا والاخرة واما شرعا فهي جائزة وواقعة في الاخرة وممتنعة في الدنيا ومن اصلح الادلة على ذلك ما ثبت في صحيح مسلم رواه ابن خزيمة ايضا في بكتاب التوحيد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال واعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ولا حديث في رؤية المؤمنين لربهم متواترة. كما سبق رواه عن الصحابة نحو ثلاثين صحابي. يقول المؤلف رحمه الله بغير احاطة ولا كيفية يعني ان الله سبحانه وتعالى يرى ولكن لا يحاط به رؤية لكمال عظمته وكونه اعظم من كل شيء واكبر من كل شيء كما قال سبحانه لا تدركه الابصار فهو يرى ولا يحاط به رؤية لكمال عظمته وباء. وكونه اعظم من كل شيء واذا كانت بعض المخلوقات ترى ولا يحاط بها رؤية فكيف بالخالق؟ الخالق اولى واولى الا يحاط به. فانت ترى البستان ولا تحيط به رؤيا وترى الجبل ولا تحيط به رؤيا وترى السماء ولا تحيط به رؤية اسر البديلة ولا تحيط بها رؤية. وهي مخلوقات فالخالق اولى بان لا يحاط به رؤيا. كما انه سبحانه يعلم ولا يحاط به نثبت الرؤية هو ان المؤمنين يرون ربهم بابصارهم والله اعلم بالكيفية نعم قال رحمه الله تعالى والرؤية حق لاهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية. كما نطق به كتاب بنا وجوهي يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. نعم وهذي صريحة الاية الصريحة في النظر في رؤية المؤمنون لربهم لان الله هذا اضاف النظر الى الوجه الذي هو محله وعداه باداته الى الصريحة في نظر العين واخلى الكلام عن قرية تدل على موضوعه وحقيقته. فدل على ان المراد النظر بالعين التي في الوجه الى ربي جل جلاله. نعم. وتفسيره على ما اراده الله تعالى وعلمه. نعم. على ما اراده الله عليه لا نقصد بكيفية ولا نتأول فالصفات لا تكيف علمها عند الله علمها الى الله سبحانه وتعالى يرد علمها الى الله نعم وكل ما جاء في في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو كما قال و معناه على اما اراد نعم كل ما جاء. من الاحاديث فيفسر على ما اراده الله وعلى ما اراده رسوله صلى الله عليه وسلم كما جاء عن الامام الشافعي رحمه الله انه قال امنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وامنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله. نعم لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا. يعني لا ندخل في ذلك في الكيفية بان نتوهم في اهوائنا نتوهم بظنوننا واهوائنا كما توهمت المعتزلة هم توهموا في اهوائهم وظنونهم انه يلزم من رؤية الله ان يكون اه ان يكون جسما وان يكون متحيزا وان يكون محدودا قالوا لو اسسنا رؤية الله للابصار للزم من ذلك ان يكون الله في جهة وان يكون محدودا وان يكون مجسما وان يكون متحاكما متحيزا. هذا تهم تهم بظنونهم واهوائهم. فلما توهموا هذا التوهم نفوا الرؤيا وتأولوا بارائهم وقالوا معناها العلم فلا يدخل في ذلك متوهمين باهوائنا ولا متأوين بارائنا. كما يفعل نفاس الرؤية كالمعتزلة. توهموا بظنونهم معنى باطلا للرؤيا. ثم نفوها واثبتوا لها باطلا بارائهم تتوهم اولا بظنونهم ثم تأولوا معنى في ارائهم لما توهموا انه يلزم من الرؤية رؤية الرب بالعين ان يكون جسما متحيزا نفوا ذلك ثم اثبتوا معنى للرؤية بارائهم واهوائهم بارائهم وقالوا معناها العلم. نعم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه. نعم. ما سلم في دينه الا من من سلم لله عز وجل وهذا هو دين البر لا يسلم الا اذا سلم للشرع في نصوص الشرع في الكتاب والسنة فالواجب كمال التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه الى عالمة فيسلم المسلم بنصوص الوحي الكتاب والسنة ولا يعترض عليهما ولا يعترض عليهم بالشكوك والشبه والتأويلات الفاسدة كأن يقول مثلا العقل يشهد بضد ما دل عليه النقد. والعقل اصل النقد. فاذا عارظه قدمنا العقل. وهذا من ابطل الباطل فلا فالواجب التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والتسليم لنصوص الوحيين وان يرد المسلم علم ما اشتبه عليه الى عالمه. ويسلم للنصوص الوحيدة من الكتاب والسنة ولا اعترض عليهم ولا شبه ولا يقول العقل يشهد بضد النقد والعقل اصل النقد. هذا فاذا عارض قدمنا العقد. هذا هو هذا هو الاعتراض هذا اعتراض وعدم تسليم الواجب التسليم والخضوع في نصوص الكتاب والسنة والقبول نعم قال رحمه الله ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام. نعم لا يفوت الاسلام الا على التسليم على ظهر التسليم والاستسلام يعني لا يثبت اسلام من لم يسلم لنصوص الوحيين. وينقد اليها ولا يعترض عليها. ولا يعارضها برأيه ومعقولة وقياسه. كما قال الامام محمد بن شهاب الزهري فيما رواه البخاري عنه من الله الرسالة. ومن من الرسول البلاغ وعلينا التسليم وهذا كلام جامع نافر ولا نجاسة للعبد الا بتوحيد بتوحيد الله بتوحيد الله عز وجل وتوحيد متابعة الرسول فهما توحيدان لا نجاة للعبد الا من عذاب الله الا بهما لا نجاة للعبد من عذاب الله الا بهذين توحيد المرسل وهو الله سبحانه وتعالى وتوحيد متابعة الرسول فنوحد المرسل وهو الله بالعبادة والخضوع والذل والانابة والتوكل. ونوحد الرسول صلى الله عليه وسلم باتحاد اليه فلا نتحاكم الى غيره. ولا نرضى بحكم غيره. بل ينقاد لامره عليه الصلاة والسلام ونتلقى خبر بالقبول والتصديق دون ان نعارضه بخيال باطل نسميه معقولا او نحمله او شكا او نقدم عليه اراء الرجال. وزبهالة اذهانهم. او نتوقف على تنفيذ امره خبر على عرضه على قول شيخ او امام او ذي مذهب او طائفة فان اذنوا نفذ وقبل خبره والا فوض. هكذا يفعل الذي لم يستسلموا لنصوص الوحيين والواجب التحكيم والتسليم والانقياد والاذعان ولا يمكن ان يكون العقل الصريح يخالف نقلا صحيحا هذا لا يمكن فما جاءت به الشريعة يوافق العقول الصحيحة ولا يمكن ان يخالف نقل صحيح عقلا صريحا ابدا هذا لا يكون لكن اذا جاء ما يهمه مثل ذلك فان كان النقد صحيحا فذلك الذي يدعي انه معقول ليس عقلا صريحا هو مجهول سهالة ولو حقق النظر لظهره له ذلك. اما اذا كان النقل غير الصحيح فانه لا يصلح للمعارضة بعض الناس يقول اذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم النقل اذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم النقل لان كلا من العقد والنقل مدلول. والجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين ورفعهما رفع النقيضين اذا تعارض العقل والنقل فانه يجب تقديم النقل. لان كلا من العقل والنقل مدلول. والجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين ورفعهما رفع للنقيضين. وتقديم العقل ممتنع. لان العقل قد دل على صحة السمع. ووجوب قبول ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم فلو ابطلنا النقل لكنا قد ابطلنا دلالة العقل. ولو ابطلنا دلالة العقد لم يصلح ان يكون معارضا للنقل لان ما ليس بدليل لا يصلح لمعارضة شيء من الاشياء فكان تقديم العقل موجبا عدم تقديمه. فلا يجوز تقديمه واهل الكلام واهل البدع في المعتزلة وغيرهم انما اوتوا من تقديمهم العقل على النصوص وتقديم العقل له اثار سيئة له اثار تقسيم العقل على النصوص له اثار في نقصان التوحيد فمن لم يسلم للرسول عليه الصلاة والسلام نقص توحيده فانه يقول برأيه وهواه وتقديم العقل على السمع تقديم للعقل على النصوص من مصادر الفساد في العالم تقسيم العقل على النصوص من مصادر الفساد في العالم وذلك ان الفساد في العالم دخل من ثلاث فرق اما من من الملوك الجائرة ومن علماء السوء واحباب السوء ومن رهبان السوء وعباد السوء. من الملوك الظلمة ومن العلماء المنحرفين ومن الرهبان العباد الذين يتعبدون على جهل وظلال فالملوك الجائرة يعترضون على الشريعة بالسياسات الجائرة ويعارضونها بها ويقدمونها على حكم الله ورسوله وعلماء السوء وهم العلماء الخارجون عن الشريعة بارائهم واقيستهم الفاسدة المتضمنة تحليل ما حرم الله ورسوله او تحريم ما اباحه الله ورسوله هؤلاء يقدمون يخرجون عن الشريعة ويقدمون ارائهم وقصصهم الفاسدة على نصوص الوحيين ورهبان السوء وهم الجهال المتصوفون الذين يعترظون على حقائق الايمان والشرع بالاذواق والمواجيد والخيالات والكشوفات الباطلة الشيطانية فالملوك الجورة الجائرون يقولون اذا تعارضت السياسة والشرع قدمنا السياسة وعلماء السوء يقولون اذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل. ورهبان السوء عباد السوء يقولون اذا تعارض الذوق الذوق والكشف وظاهر والشرع قدمنا الذوق والكشف ولهذا قال عبد الله بن مبارك الامام المعروف رحمه الله وهل افسد الدين الا الملوك واحبار سوء ورهبانها والعلماء يضربون مثلا للنقل مع العقل يضربون مثلا للنقل مع العقل. وهو وذلك ان العقل مع النقل كالعامي المقلد مع العالم المجتهد العقل كأنه عامي كالعامي المقلد. والنقل يعني النصوص كالعالم المجتهد. بل هو دون ذلك بكثير. فان العامي شنو هذا يصير عالما ويتعلم ولا يمكن العالم ان يكون نبيا رسولا فاذا فاذا عرف العامي المقلد عالما فدله فدل عليه عاميا اخر اذا عرف العامي المقلد عالما فجاء عامي اخر يريد ان يستفتي فدله هذا العامي دل عاميا اخر على العالم يستفتيه. ثم اختلف المفتي والدال اختلف المفتي العالم والدال العامي الذي دل فان المستفتي يأخذ بقول من؟ بقول العالم ولا بقول بقول العامي الذي دله يأخذ يجب عليه قبول مفتي دون الدال. فلو قال الدال العامية الدال الصواب معي. دون المفتي. لاني انا الاصل في علمك بان بيده دونه فموافقتي لك في هذا العلم المعين لا تستلزم موافقتك في كل مسألة وخطأك فيما خالفت فيه المفتي الذي هو اعلم منك لا يستلزم خطأك في علمك بانه مفتن. هذا ما ان ذلك المفتي قد يخطئ. والعقل يعلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم في خبره عن الله تعالى. لا يجوز عليه الخطأ فيجب وعليه التسليم له والانقياد لامره نعم قال رحمه الله تعالى فمن رام علم ما حضر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه اجبه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الايمان. اه اعد فمر علم ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي وصحيح الايمان. المعنى من رام يعني من اراد وقصد ان يعلم علما محظورا عليه ممنوعا منه شرعا. كان يريد ان يعلم الكيفية كيفية الصفات يعلم يريد ان يعلم حقائق الاخرة هذا ممنوع فاذا من رام علم هذا العلم المحظور من رام علم ما حظر عليه ومنع منه من رام علم ما حضر عليه علمه حجبه مرامه عن صحيح الاعتقاد قصاف المعرفة وصحيح الايمان من رام يعني قصد واراد ان يصل الى العلم الذي منع منه شرعا فعلم الكيفية في الصفات وعلم حقائق الاخرة ولم يقنع بالتسليم فهمه ما قنع بالتسليم للنصوص حجبه مرامه يعني هذا القصد السيء حجبه عنه. صاف المعرفة وصحيح الاعتقاد وصحة الايمان. فصار في ايمانه خلل. وفي تحقيقه للتوحيد ظعف ونقص وفي ايمانه دخل لانه طلب شيئا ممنوعا منه الواجب على الاسلام الا يطلب شيئا ممنوعا منه. انت منعت من علم الكيفية ما تستطيع ان تصل الى علم الكيفية كيفية اتصاف الرب بالصفة ممنوع من ان تطلب علم كيفية الذات ذات الربط. ممنوع ما تعلم حقائق الاخرة فاذا طلبت هذا الشيء ولم تقنع بالتسليم فان طلبك هذا يحجبك عنه المعرفة الصحيحة ويحجبك عن التحقيق التوحيد ويحسبك عن صحة الايمان قد يكون في ايمانك دخل وسبب الاعراض وسبب ضلال كثير من الناس هو الاعراض عن تدبر كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والاشتغال بكلام اليونان. والاراء مختلفة ولهذا يسمون اهل الكلام وانما سموا اهل الكلام لانهم لم يفيدوا علما لم يكن معروفا. وانما اوثوا اتوا بزيادة كلام لا يفيد. وهما يضربونه من القياس لايضاح ما علم من الحس وان كان هذا القياس وامثاله ينتفع به في موضع اخر ومع من ينكر الحس. نعم قال رحمه الله فيتذبذب بين الكفر والايمان والتصديق والتكذيب والاقرار والانكار. موسوسا تائها جاكا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا كذلك قولهم قول الطحاوي تعالى عن الاركان والاعضاء والادوات والجوارح اهل الكلام لهم مصطلحات فيسمون اثبات الصفات يسمونه اثبات الصفات لله تجسيما وتشفيها وتنفيذا. ويسمون العرش حيزا وجها. ويسمون الصفات اعراظ ويسمون فيتذبذب بين الكفر والايمان والتصديق والتكذيب والاقرار والانكار. موسوسا تائها كلا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا. يعني هذا الانسان الذي يريد ان يعلم في او يصل الى العلم الذي منع منه يبقى في حيرة وشك. يتذبذب ويضطرب. بين الايمان وبين الكفر وبين التصديق والتكليف وبين الاقرار والانكار. ويكون موسوسا تائها حائرا ضالا بسبب عدم ثباته. وبسبب تجاوزه لحده فان الانسان حده ان يعلم ما امر ما شرع الله ورسوله وما امر الله به في معرفته من العلم النافع لم يعلم اسمع الرب وصفاته ومعانيها ويعلم ما شرعه الله في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في العلم الحلال والحرام والاوامر والنواهي ويعلم ما يكون في الجزاء في يوم المعاد من امور البرزخ وامور الاخرة. اما الحقائق والكيفية والخن هذا لا يطلبه اذا طلبه صار عنده وسوسة صار موسوسا سائحا حائرا ضالا متذببا مضطربا بين الكفر والايمان بين التصديق بين الاقرار والانكار. والواجب على الانسان ان يقف عند حده وان يطلب العلم الشرعي وان يقف عند حده ولا يطلب العلم الذي منع منه حتى يثبت ايمانه ويرسخ يقينه ويحقق توحيده وايمانه بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم اما اذا تجاوز حده فانه يبقى بين الشك واليقين وبين الاقرار والتكسيب وبين فالايمان والتثبيب وسوسا تائها حائرا حائرا نسأل الله السلامة والعافية. نعم ولا يصح الايمان بالرؤية لاهل دار السلام لمن اعتبرها منهم بوهم او تأولها بفهم يقول المعنى لا يصح الايمان بالرؤية يعني برؤية الله يوم القيامة لمن اعتبرها منهم بوهم او تأولها بفهم. والمعنى انه ان من توهم في الرؤية توهم انها تشبه رؤية المخلوقين او ان الله يشبه احدا من خلقه ويماثل احدا من خلقه فتوهم ان الله يرى على صفة كذا هذا توهم توهم بظنه لانه بعد هذا التوهم ان اثبت ما توهمه من الوصف كان مشبها. وان في الرؤية من اصلها لاجل هذا التوهم صار جاحدا معطلا فلا يصح الايمان بالرؤية لمن توهمها بوهم. يعني توهم بظن ان رؤية الله تشبه ان ان الله يرى على صفة يماثل احدا من خلقه هذا توهم بظنه ثم بعد ذلك ان اثبت هذا التوهم صار مشبها وان في الرؤية من اجل هذا الوهم صار معطلا. او تأولها بفهم. يعني تأول الرؤية بفهم يفهمه لان ادعى ان لها فهما يخالف ظاهرها. ويخالف ما يفهمه العرب فحرف الرؤية وسمى تحريفه تأويلا كما فعلت معتزلة. تأول الرؤية بالعلم تأوله بفهم اولا توهموا بظنونهم واهوائهم انه يلزم الاثبات رؤية الله في الاخرة ان يكون الله شبيها بالمخلوقين. وان يكون جسما وان يكون متحيزا وان يكون محدودا توهموا هذا التوهم ثم نفوا هذا التوهم وتأولوا الرؤية بفهم خاطئ بفهم منحرف وقالوا ان معنى الرؤية العلم. فهم توهموا اولا ثم تأولوا وحرفوا ثانيا فلا يصح الرؤية بالايمان لمن اعتبرها بوهم لمن توهم انه يلزم من الرؤية كذا وكذا وان يكون الله يشابه المخلوقين ثم اولها بفهمه ويقول ان معناه الرؤية العلم. وهذا ليس تأويلا صحيحا وانما هو تحريف. سماه اهل طويلة. نعم. ومن ابى الا التحريف ادلة الرؤية وسمى هذا التحريف تأويلا كما قال المعتزلة فانهم يفتحون بابا للملاحدة الباطنية فتحوا باب للباطنية فاول نصوص المعاد والجنة والنار والحساب فقالوا ان الجنة ان المعاد هذا خيال ليس صحيحا والجنة والنار خيال فلما قال لهم المعتزلة واهل الكلام هذا نصوص المعاد ثابتة نصوص الجنة والنار صحيحة ثالثا بالادلة القطعية ومعناها واضح قال لهم القرامطة الباطنية انتم اولكم نصوص الرؤية ونصوص الصفات وهي ثابتة ومعناها ثابت فما الذي يبيح لكم ان تتأولوا نصوص الصفات ويمنعنا من تأويل نصوص الميعاد والجنة والنار ففتحوا باب للملاحدة فاول نصوص المعاد والجنة والنار والحساب. وهذا هو الذي الدنيا والدين وهكذا فعلت اليهود والنصارى في نصوص الثورات والانجيل. وقد حذر الله ان نفعل مثلهم وابى المبطلون الا في سبيله. نعم. اذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف الى الربوبية بترك التأويل ولزوم قم التسليم وعليه دين ان كان تأويل الرؤيا هذا تأويل الرؤيا وتأويل كل معنى يضاف الى الربوبية بترك التأويل التأويل الاول معناه التفسير. والتأويل الثاني معناه التحريف تأويل الرؤية يعني تفسير الرؤية وتفسير كل معنى بكل صفة تضاف الى الرب تفسيرها بترك التحريف بترك التأويل اي التحريف تأويلها الصحيح وتفسيرها الصحيح ان تترك التحريف. تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف الى الربوية من الصفات انه يكون باي شيء بترك التأويل الذي هو التحريف التأويل الاولى معناها التفسير والتأويل الثانية الكلمة الثانية معناها التحريم تفسير الرؤيا وتفسير جميع المعاني التي تضاف الى الرب من الصفات تفسيرها الحقيقي هو ان تترك التحريف فلا تحرفها ولتجري النصوص على ظاهرها. فالماء كما قال الامام مالك رحمه الله. لما سئل عن الاستواء قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة هنا من لم يتوق النفي او التشفيه زل ولا بيصيب التنزيه. من لم يتوقع النفي في الصفات يعني والتشفيه زل ولم يصب التنزيل لابد من تلقي هذين الامرين النفي يعني نفس الصفات وتعطيلها كما فعلت الجهمية والمعتزلة والاشاعرة فيما نفوا من الصفات نفوا الصفات والتشبيه كما فعلت المشبه فقالوا ان صفات الخالق كصفات المخلوق فلابد ان تتوقى هذين الامرين تتوقع النفي في باب التنزيه. وتوقع التشبيه والتمثيل في باب الاثبات وهذا هو الذي فعله اهل السنة والجماعة اثبتوا صفات الله عز وجل على وعظمته وتوقوا النفي في باب التنزيه فلم يعطلوا. ولم ينقص صفاته. وتوقوا التشبيه في باب الاثبات فلم قولوا انها مماثلة لصفات المخلوقين. فالاثبت الصفات ونفعوا الكيفية وهذان النوعان مرض مرض النفي مرض التعطيل ومرض التشفيف مرضان عظيم ان وهما مرظان للقلوب المرض الاول مرض شبهة والمرض الثاني مرض شهوة فامراض القلوب تنقسم الى قسمين القسم الاول مرض الشبهة هو القسم الثاني مرض الشهوة وكلاهما مذكوران في القرآن فمن مرض الشهوة قول الله تعالى فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض في مرض الشهوة ومن مرض ومن الادلة على مرض الشبهة قول الله تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا فقوله فاما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون. ومرظ الشبهة اشد من مرض الشهوة. لان مرض الشهوة يرجى له الشفاء في قضاء الشهوة. ومرض الشبهة لا شفاء له ان لم يتدارسه الله برحمته. والشبهة تكون في الصفات وتكون في مسألة القدر واشد الشبهتين ما كان من امر القدر. نعم. فان ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفرد الفردانية ليس في معناه احد من البرية. فان ربنا سبحانه وتعالى موصوف بصفات الوحدانية منعوث بنعوث الفردانية. ليس في معناه احد من البرية المعنى ان الله سبحانه وتعالى موصوف بما وصف به نفسه من النفي والاثبات. وموصوف بصفة الوحدانية. وهذا مأخوذ من قول الله من سورة الاخلاص خصوصا بصلاة الوحدانية كما في قوله تعالى قل هو الله احد منعوث بنعوث الفردانية كما في قوله تعالى الله الصمد لم يلد ولم يولد ليس فيما له احد من البرية يعني لا يماثل احد من خلقه كما قال سبحانه ولم يكن له كفوا احد والوحدانية والوصف والدعث متقاربان الوصف والنعت اما مترادفان او متقاربان فالوصف يطلق على يطلق على الذات والنعث يطلق على الفعل وكذلك الوحدانية والفردانية متقاربتان فالوحدانية للذات يقصد بها الذات. والفردانية للصفات فهو سبحانه وتعالى احد في فهو سبحانه وتعالى متوحد في ذاته. متفرد في صفاته. متوحد في ذاته متفرد بصفاته لا يشبه احدا من خلقه وهذا المؤلف رحمه الله اتى بهذه الكلمات وهي من باب السجن لولا نلتزم السجع كان احسن تقول ليس بمعنى واحد من البرية قوله سبحانه لم يكن له كفوا احد ليس في مثله شيء احسن من قوله ليس بمعناه احد من البرية. نعم وتعالى عن الحدود والغايات والاركان والاعضاء والادوات. لا تحويه الجهات الست كسائر هذه العبارات التي اطلقها المؤلف رحمه الله فيها اجمال وفيها احتمال وايهاب ولهذا شراح الطحاوية الذين شرحوها قبل الذهب العز فسروها على ما يتأوله اهل الصفات قل ويتعالى على الحدود والغايات والاركان والاعضاء والادوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات هذه العبارات موهمة وان كان رحمه الله اراد معنى حسن اراد بذلك نفي التشبيه وان الله تعالى لا يماثل احدا من خلقه ولا يريد ان في العلو لكن بعضهم قال ان مرادهم في العلو لا تحوي الجهات الست وهي معروفة الجهات الست الفوقية والسحسانية والامام والخلف واليمين والشمال قال بعضهم ان مراده ينكر علو الله وان الله في العلو هكذا ليس بصحيح. لانه كما سيأتي قال محيط بكل شيء وفوقه عن الرب سبحانه وتعالى فوصلته الفوقية فلابد ان يفسر كلامه مشتبه بكلامه الواضح فهو لا يقصد رحمه الله نفي العلو وانما اراد تنزيه الرب سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقات لكن الاولى في مثل هذا ان الا يفرق الانسان هذه العبارات وان يعتصم بالنصوص فالواجب الوقوف في باب اسماء الله وصفاته عندما جاء في الكتاب والسنة نفيا واثباتا وينظر في هذا الباب يعني باب الاسماء والصفات فما اثبته الله ورسوله اثبتناه. وما نفاه الله ورسوله نفيناه. والالفاظ التي ورد بها النص يعتصم بها في الاثبات والنفي بيثبت ما اثبته الله ورسوله من الانصار والمعاني واما الالفاظ التي لم يرد نفسها ولا اثباتها فلا تطلق حتى ينظر في مقصود قائلها فان كان معنى صحيحا قبل لكن ينبغي التعبير عنه بالفاظ النصوص دون الالفاظ المجملة الا عند الحاجة مع قرائن والحاجة مثل ان يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود له مع مع من لا يتم المقصود معه ان لم يخاطب بها مثل هذه الاخوة الذي ذكره المصنف ومثل المركب والجسم والتحيز والجوهر والجهة والعرض والحدود والغاية والاركان والاعضاء والادوات وقل لا تحوي الجهات الست كل هذي الفاظ مجملة الفاظ تحتمل حقا وباطلا ولا ينبغي للانسان ان يطلق مثل هذه الالفاظ بل يعتصم بنصوص الكتاب نصوص الكتاب والسنة كافية والناس لهم في مثل اطلاق هذه الالفاظ ثلاثة اقوال. طائفة من الناس تنفيها وتقول ليس مركبا ولا جسما ولا حيزا ولا جوهرا ولا ولا تحويل جهاد. وطائفة تثبتها تقول هو جوهر وعرب. وطائفة تفصل وهم متبعون للسلف الصالح فلا يطلقون نفيها ولا اثباتها الا اذا تبين ما اثبت بها ان ما اثبت بها ثابت وما نفي بها فهو من فيه لان المتأخرين قد صارت هذه الالفاظ في اصطلاحهم فيها اجمال وايهاب كغيرها من الالفاظ الاصطلاحية هذه الالفاظ لم ترد لم يرد بها نصه من الكتاب ولا من السنة فمثلا اذا قال الله ليس مرتبا. نقول ما مرادكم المركب؟ الترتيب لهم عالي. احدها التركيب من متباينين فاكثر. ويسمى تركيب مزج كترتيب الحيوان من الطبائع الاربع والاعضاء نقول هذا المعنى منفعة لله والثاني ترطيب الجوار كما الصلاة عليه الباب ونحو ذلك نقول لا يلزم من اثبات صفات الله اثبات هذا التركيب. الثالث ترتيب من الاجزاء المتماثلة ويسمونها الجواهر المفردة وهذا ويقول ان الجسم يكون مركب من الجواهر المفردة وهل يمكن التركيب من جزئين او اكثر؟ كل هذا باطل لا لا يقال ان الصلاة الا مركبة بهذا المعنى الرابعة التركي من الهيولة والصورة كالخاتم مثلا هيولة الفضة وصورته معروفة هذا لا يقال في صفات الله. الخامس التركيب من الذات والصفات هذا يسمونه تركيبا لاجل ان ينفوا به الصفات يقول هذا صحيح يقولون الله مرتب يعني له ذات وصفات نقول هذا صحيح الله له ذاته صفات لكن تسميه تسميتكم هذا ترتيب باطل لا يعرف في اللغة ولا في استعمال الشرط فلا نوافقكم على هذا التسمية الترك الثالث التركيب من الماهية ووجودها وهذا يفيضه الذهن. كذلك الجسم يقول الله ليس بجسم يقول ما مرادكم بجسم يطلق قل اسمع على ما تركب من جزئين فصاعدا او ما تركب من ثلاثة اجزاء ويقال والحق ان لفظ الجسم لفظ مجمل. لا يثبت ولا ينسى الا بعد الاستفسار فان اردتم بنفي الجسم نفي الصفات فهذا باطل. وان اردتم به ان الله مستغن عن غيره عال على خلقه بائن منه فهذا حق. لكن لا ينبغي التعبير بالجسمية لا تقولوا جسم ولا ليس بجسم الجوهر يقول ان الله ليس بجوهر او هو جوهر يقول ما مرادكم بالجوهر يطلق الجار على ما يقابل العرب ويطلق في عند اهل السلام على العين التي لا تقبل الانكسار وهذا كل هذا معان باطلة فهي من الالفاظ المجبرة كذلك التحيز والحيز يراد بالتحيز الوجود في محل او مكان والحيز المكان والمحل واهل كلام اصطلحوا على تسمية الله استواء الله على العرش وعلوه على خلقه تحيزا نقول هذا باطل تسمية تحيز باطل والله المستوى على عرشه. واما تسوية التحيز فهذا باطل والجواب ان يقال من المعروف ان الموجود شيء انما ينسب الى الوجود فان كان موجودا هو اشرف الموجودات فواجب ان ينتسب من من الموجود المحسوس الى الحيز الاشرف وهي السماوات ولشرف هذا الحيز قال الله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون اما اذا اردتم بنفي التحيز والحيز ان الله مستغني عن خلقه بائن منهم عار على خلقه فهذا حق. لكن ينبغي التعبير بالفاظ النصوص كذلك يقولون ان الله منزه عن الحدود. ما مرادكم بالحدود الحد يقول ان الله له حد اوليس له حد. نقول هذا مجمل لا بد من الاستفسار الشيخ الطحاوي رحمه الله اراد بنفس الحد الرد على المشبهة تداول الجوارب وامثاله القائلين بان الله جسم وانه جثة واعظى لكن اهل اهل الكلام جروا الطحاوي وادخلوا في عباراتهم على الباطل نقول مثلا ما مرضكم بالحد؟ اذا قلتم الله له حد اوليس له حد؟ ان اردتم بالحد العلم والقول في ان والمعنى ان ان العباد يحدون الله ويعلمون لله حدا فهذا منتف بلا منازعة العباد لا يعلمون لله حدا فالله تعالى له حج يعلمه والعباد لا يعلمها لله حدا. كما قال سهل ابن عبد الله وقد سئل عن ذات الله فقال ذات الله موصوفة بالعلم غير غير مدركة بالاحاطة ولا مرئية بالابصار في دار الدنيا. وهي موجودة بحقائق الايمان من غير حد ولا احاطة ولا قلوب وتراه العيون في العقبى ظاهرا في ملكه وقدرته وقد حجب الخلق عن معرفة كل ذاته ودلهم عليه باياته القلوب تعرفه والعيون لا تدركه ينظر اليه المؤمن بالابصار من غير احاطة ولا ادراك نهاية فان اردتم لقولكم ان الله له حد ان العباد يعلمون لله حدا فهذا باطل وان اردتم بنفي الحد وقلتم ان الله ليس لله حد. يعني ان البشر لا يعلمون لله حدا. ولا يحدون شيئا من الصفات فهذا حق. فان السلف متفقون على ان البشر لا يعلمون لله حدا. وانهم لا يحدون شيئا من صفاتهم قال ابو داوود الطيابسي كان سفيان وشعبة وحماد ابن زيد وحماد ابن سلمة وشريف وابو عوانة لا يحدون ولا يشبهون ولا يمثلون يروون الحديث ولا يقولون كيف؟ واذا سئلوا قالوا بالاثر مراد الشيخ الطحاوي رحمه الله تعالى على الحدود ان يتعالى عن ان يحيط احد بحده لان المعنى عند الله متميز عن خلقه منفصل عنهم مباين لهم. سئل عبد الله بن مبارك رحمه الله بما نعرف ربنا؟ قال بانه وعلى العرش بائن من خلقه قيل بحد؟ قال بحد يعني انه متميز عن الخلق منفصل لا ندخل في ذاته سواء من صفات في خلقه ولا في خلقه شيء من ذاته ومن نفى الحد بهذا المعنى معنى جعل الله اختلط بالمخلوقات فاذا قال ليس لله حد يعني ان ان الله اذا قال لله حد يعني بان الله منفصل عن المخلوقات بائن منهم هذا صحيح واذا قال ليس لله حد اراد بذلك ان الله وفق المخلوقات فهذا باطل واذا قال لله حد يعني لله حد يعلمه فهذا صحيح. واذا قال ليس لله لله حد يعني العباد لا يعلمون لله هذا صحيح فلا بد من التفصيل كذلك الغايات قوله يتعالى على الحدود والغايات اصطلح نفاة الحكمة والتعليل من الجبرية وغيرهم من المعتزلة وغيرهم على تسمية الحكم والغايات التي يفعل لاجلها اغراظا. فيسمونها الغاية فيقول ان الله منزه عن الغايات التي يتكلم ويفعل لاجلها ويفعل لاجلها غرضا وقالوا لضعفاء العقول اعلموا ان ربكم منزه عن الاعراض والاغراظ والابعاظ والجهاد والترتيب والتجسيم والتشبيه واستقر ذلك في قلوب في قلوب المبلغين عنهم فيبقى السابع اذا صرحوا بما في ذلك يبقى السابع متحيرا. بين نفي هذه الحقائق التي اثبتها الله لنفسه واثبت له له جميع وسلف الامة وبين اثباتها فاذا سنقول لهم انتم قلتم ان الله منزه عن الغايات. فما مرادكم بالغايات؟ في الغايات. ان اردتم بنفي الغايات هذا المعنى من انه سبحانه لا يفعل ولا يتكلم لحكمة ومصلحة ورحمة فهذا باطل وان اردتم بنفي الغايات ان الله لا يحتاج الى احد ولا يفعل لحاجة ولا يفعل لمؤثر يؤثر فيه وموجب يوجب عليه فهذا حق. لكن ينبغي الاعتصام بالفاظ النصوص لانها اسلم اقوال العلماء في الاسراء والمعراج اربعة القول الاول ان الاسراء كان منابا اوصي به صلى الله عليه وسلم وهو نائم وهذا اضعف الاقوال القول الثاني ان الاسراء كان بروحه صلى الله عليه وسلم دون جسده الافعال حوادث ويسمون الحكم والغايات التي يفعل لاجلها اغراظا. ويسمونه التفات الوجه واليدين ابعاظا. فيقولون اللهم عن الاعراض والاغراض والابعاظ والجهات والترهيب والتجسيم والتشفير فيستدلون بهذه الالفاظ الاركان والاعظاء والادوات والجوارح على نسل بعظ الصفات الثابتة بالادلة القطعية كاليد والوجه ولكن يقال لهذه الصفات ولكن لا يقال ان هذه الصفات انها اعظى او جوارح او ادوات او اركان لانها تحتوي المعاني باطلة لان الركن جزء ماهية فيقال فاذا سميت اركان فالركن جزء بهية. والله تعالى هو الاحد الصمد. لا يتجزأ ولا يتفرق قل هو الله احد الله الصمد وقولكم الاعظم الاعظم فيها معنى التفريق والتعظية اي التقطيع وجعل الشيء اعضاء وهذا المعنى منسي ومن هذا المعنى قول الله تعالى الذين جعلوا القرآن عظيم والجوارح فيها معنى الاكتساب والانتفاع والادوات هي الالات التي ينتفع بها في جلب المنفعة ودفع المضرة وكل هذه المعاني منتفهة لله تعالى فان اريد بذلك فيها ذلك فهو حق. ولهذا لم يرد ذكره في صفات الله. لكن ينبغي التعبير بالالفاظ الشرعية. لان الشرعية صحيحة المعاني سالمة من الاحتمالات الفاسدة. فلا يجوز العدول عنها نفيا ولا اثباتا. لئلا يثبت بها معنى فاسد او ينفى معنى الصحيح ان اريد بنفس الصفات ففي الجوارح والاعضاء نفي الصفات الثابتة نريد بها نفي الصفات الثابتة كالوجه واليدين فهذا باطل فهذه ثابتة كما قال ابو حنيفة رحمه الله في الفقه الاكبر له يد ووجه ونفس كما ذكر الله تعالى في القرآن بذكر اليد والوجه والنفس فهو له صفة بلا كيف ولا يقال ان يده قدرة قدرته ونعمته لان فيه ابطال الصفة وهذا الذي قاله الامام ابو حنيفة ثابت في الادلة القطعية قال الله تعالى ما منعك ان تفسد لما خلقته بيدي والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه وقال تعالى كل شيء هالك الا وجهه وقال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقال سبحانه تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسي وقال كتب ربكم على نفسه الرحمة وقال واصطنعتك لنفسي وقال ويحذركم الله نفسه وقال في حديث الشفاعة لما يأتي الناس ادم فيقول الله خلقك؟ فيقولون له خلقك الله بيده واسجد لك ملائكته وعلمك اسماع كل شيء وقال صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرق سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه هذه كلها ثابت كذلك الجهة تخرجها مجمل فلا يجوز اطلاق نثر ولا اثباتا الا مع البيان والتفصيل. كما سبق بالامس الرد على ضفاف الرؤية. كذلك ايضا كذلك ايضا قول الطحاوي رحمه الله انه لا تحمل الجهات الست. كسائر المبتدعات مراده رحمه الله ان الله لا يشبه المخلوقات لكن اهل الكلام قالوا مراده نفل العلو لان العلوم الى جهة الست. ولكن هذا ليس بصحيح بل مراده لك من جهة المخلوقة ان الله ليس في جهة مخلوقة بدليل انه اثبت العلو فيما بعد وقال محيط بكل شيء وفوقه لكن الصحابي رحمه الله ينتقد لماذا عبر بهذه التعبيرات هذه التعبيرات التي تشتمل على حق وباطل. كان الاولى به الا يعبر بهذه التعبيرات. ويكتفي ويعتصم بنصوص الكتاب والسنة ثم ايضا في قوله الطحاوي رحمه الله لا تحمل الجهات الست كسائر المبتدعات اشكال اشكالات الاشكال الاول ان اطلاق مثل هذا اللفظ مع ما فيه من الاجمال والاحتمال كان تركه اولى والا تسلط عليه الخصوم والزموه بالتناقض في اثبات الاحاطة والفوقية ونفي جهة العلو يقولون انت يا طحون كيف الان تقول لا تحوي لجهة الست فتنفي العلو وثم تقول محيط بكل شيء فوق وتثبت العلو الزمه بالصلاة لكن نقول ان الطحاوي ما هو مقصودها. مقصوده ان الله منزه عن عن الجهات الست المخلوقة وهو يقصد معنى صحيحا لكن مع ذلك نقول الاولى ان تعتصم الطحاوي وغيره بالالفاظ الشرعية. حلها حتى لا تسلط عليه القصور الاشكال الثاني ان قول الطحاوي كسائر المبتدعات يفهم يعني المخلوقات المستدعاة المخلوقات يفهم منه انه ما من مخلوق الا وهم حول. وهذا فيه نظر فانه ان اراد انه محوي بامر وجودي فممنوع. فان العالم ليس في عالم اخر والا لزم التسلسل. ليس كل شيء مخلوق محوي بمخلوق اخر فاذا ذرع العالم ليس محيا بعالم اخر. وان اراد امرا عدميا فليس كل مبتدع في العدل. بل منها ما هو داخل في غيره كالسماوات والارض في الكرسي ونحو ذلك ومنها ما هو منتهى المخلوقات كالعرش وسطح العالم ليس في غيره من المخلوقات قطعا للتسلسل ويمكن ان يجاب عن هذا الاشكال بان قول الطحاوي سائر المنتجعات بمعنى البقية لا بمعنى الجميع. ويؤيد هذا ان هذا اصل اصل معنى اصل معناها البقية ومنه السؤر. وهو ما يبكيه الشارب في الاناء. فيكون مراد الطحاوي بقوله كسائر المخلوقات كغالب المخلوقات لا جميعها اذ الساحر على الغالب ادل منه على الجميع فيكون المعنى ان الله تعالى غير محوي كما يكون اكثر مخلوقات محوية بل هو غير محوي بشيء بشيء. تعالى الله عن ذلك والخلاصة ان ان الطحاوي رحمه الله اراد بذلك في قوله بهذه المعاني اراد بها معنى معنى الصحيح وان الله منزه على الحدود والغايات والاركان والاعظم مراده صفات الصفة في الله عز وجل وان الله لا يشبه المخلوقين وان الله ليس في شيء من مخلوقاته بدليل انه اثبت العلو فيما بعده قال محيط بكل شيء وفوقه. لكن تسلط عليه الخصوم لما اطلق هذه العبارات. وكان الاولى بالطحاوي ان يعتصم بالفاظ نصوص حتى لا يوصف بالتناقض وحتى لا يتسلط عليه الخصوم نعم. قال رحمه الله تعالى والمعراج حق وقد اسري بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعرج بشخصه في اليقظة الى السماء ثم الى حيث شاء الله من العلا واكرمه الله بما شاء واوحى اليهما اوحى ما كذب الفؤاد ما رأى. فصلى الله عليه وسلم في الاخرة والاولى هذا البحث في فات الاسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم والاسر ثابت في كتاب الله عز وجل قال الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا الى المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ومن انكر الاسراء كفر لانه مكذب لله ومن كذب بشيء من كتاب الله كفر والمعراج ثابت بالاحاديث الصحيحة التي تفيد العلم والقطع لكن من انكر لا يذكر حتى تقوم عليه الحجة ويبين له والاسراء اصل الاسراء لغة السير ليلا الاسرى يسري اسراء ويأتي لازما فيقال سرى الرجل ويأتي متعديا فيقال اسرى به واما الاسراء شرعا واصطلاحا فهو السفر برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة الى بيت المقدس ليلا على والبراق دابة دون البغل وفوق الحمار. ابيظ طويل والعلاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي انهما يشتركان في السير ليلا المعنى اللغوي كلاهما فيه السير ليلا. فكل من المعين كل من المعنيين فيه السير في الليل. لكن المعنى اللغوي اوسع ثم يأتي المعنى بقيود وشروط زائدة على المعنى اللغوي وهو كونه سفرا وبرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى البراق ومن مكة الى بيت المقدس اما المعراج لغة فهو على وزن مفعال. مشتق من العروج وهي الة العروج التي يعرج فيها ويصعد تشمل السلم ويشمل الدرجة والمعراج شرعا واصطلاحا هو العروج لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا من بيت المقدس الى السماء والالة التي عرج عليها عليه الصلاة والسلام هي بمنزلة السلم ولا يعلم كيف هو لا يعلم شيء هذه كيفية هذه الالة وحكمه حكم غيره من المغيبات. نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته والعلاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي المعراج يشتري كان في في ان كلا منهما صعود وعروج من اسفل الى اعلى فالعروج لغة الصعود من اعلى من اسفل الى اعلى والعروض شرعا العروض برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا من بيت المقدس على الالة على الة العروج برسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المقدسي الى السماء بالة غيبية لا يعلم كيفيتها لا تعلم كيفيتها فهما فالمعنى اللغوي والاصطلاحي يشتركان في ان كل منهما فيه صعود وعروج من اسفل الى اعلى وهذا قدر مشترك. ثم يأتي البعض الاصطلاحي بقيود وشروط زائدة على المعنى اللغوي وهو ان العروج بالة خاصة الغيبية وفي مكان خاص والى علو خاص من بيت المقدس الى السماء والمعنى اللغوي اوسع دائرة فاذا الاسراء عرفنا ان الاسراء هو الاسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا من مكة الى بيت المقدس على الدابة على الدابة على البراق والبراق دابة فوق الحمار ودون البغي. يعني اكبر من الحمار قصرنا البر دابة بيضاء والعروش وصعود النبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس الى السماء في الة غيبية العلماء لهم اقوال في الاسراء والمعراج هل كان الاسراء؟ هل اسفي به عليه الصلاة والسلام فعرج به؟ وهو نائم او اسفي به بروحه او بروحه وجسده العلماء لهم اقوال اربعة في هذا وهذا نقله لاسحاق عن عائشة رضي الله عنها ونقل عن معاوية ونقل عن الحسن البصري القول الثالث ان الاسراء كان مرارا. مرة مناما ومرة يقظة وبعضهم قال مرة قبل الوحي ومرة بعده وبعضهم قال الاسراء ثلاث مرات مرة قبل الوحي ومرتين بعده وهذا يفعله ضعفاء الحديث كما سيأتي كل ما اشتبه عليهم لفظ زادوا مرة يقول الاسراء مرة كان مرة مناما وكان مرة يقظة ستكون مرة في المنام في التوطئة والتمهيد لليقظة كما حصل في الوحي فان النبي صلى الله عليه وسلم في الوحي اول ما ابتلي به الرؤيا الصالحة فكان لا يرى رؤيا الا وقعت مثل فلق الصبح ستة اشهر كان بدأ به الوحي بالرؤيا في الربيع الى رمضان. ثم فجأه الحق وجاءه الله نزل عليه جبريل وجاءه الوحي في رمضان قالوا كما ان الوحي كان في المنام ثم في اليقظة فكذلك الاسراء كان مرة مناما في التوطئة ثم كان يقظة القول الرابع ان الاسراء كان بروحه وجسده مرة واحدة بعد الوحي يقظة لا ملأ وهذا ارجح الاقوال واصحها وهذا هو الصواب ان الاسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة. في اليقظة لا في النوم بروحه وجسده بجسده بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه بعد البعثة فالاسراع كان بروحه وجسده يقظة لا غلاما مرة واحدة في ليلة واحدة بعد البعثة وقبل الهجرة والى هذا ذهب الجمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين وتواردت على هذا القول ظواهر الاخبار الصحيحة. ولا ينبغي العدول عن ذلك وليس في العقل ما يحيل ذلك حتى يحتاج الى تأويل الفرق بين القول الاول والثاني الفرق بين من قال ان الاسراء كان مناما وبين من قال ان الاسراء كان بروحه هو ان من قال ان الاسراء كان مناما قال ان الرسول صلى الله عليه وسلم رأى في نومه امثالا مضروبة للمعلوم في الصورة المحسوسة من قبيل الحلم فيرى كأنه قد عرج به الى السماء وذهب به الى مكة وجسده باق وروحه باقية. جسده راقب وروحه ايضا لم تصعد ولم تذهب. وانما ملك الرؤيا ضرب له الامثال هذا معنى الاصلاح هذا معنى ومن قال ان الاسراء كان بروحه قال ان الروح ذاتها اسري بها ففارقت الجسد ثم عادت اليه قالوا وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم. اذ ان غيره لا تنال ذات روحه الصعود الكامل الى السماء الا بعد الموت والقدر المشترك بين القولين الذي اتفقوا فيه هو ان الجسد باق كل من القولين يقول الجسد باق لكن من قال ان الاسراء كان منارة؟ قال الروح ايضا باقية. والملك هو الذي ضرب له الانسان. وما قال ان الاسراء كان بروحه قال الجسم باقض والروح هي التي صعدت واسر بها ثم رجعت الادلة استدل اهل القول الاول القائلون بان الاسراء كان بلاما بدليل شرع وبدليل عقلي الدليل الشرعي استدلوا في حديث الاسراء والمعراج الذي رواه شريك ابن ابي نمر فانه قال في ببعض الفاظ حديث الشريك لما وانه ختم القصة بقوله ثم استيقظت ثم استيقظت وانا في المسجد الحرام لما ذكر الحديث الاسراء النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم استيقظت وانا في المسجد الحرام. قالوا هذا دليل على ان الاسراء كان مناما لكن اجاب عنها نقاد الحديث بان هذه اللفظة غير ثابتة لما فيها هذه اللفظة غير ثابتة والحديث الذي رواه شريك بابي نبر غلطه الحفاظ في الفاظ من حديث الاسراء وهذه اللفظة هو يقوله ثم استيقظت وانا في المسجد الحرام لم تثبت لاسيما وان وان الاحاديث لمفرد بذكرها وشريك ابن عبد الله ابن ابي نمر له اغلاط خلطه الحفاظ في الفاظ من حديث الاسراء ولهذا قال الامام مسلم رحمه الله بعدما روى حديث شريف ابن ابي نمر اورد المسند منه ثم قال فقدم واخر وزاد ونقص اللي هو شريك ابن عبدالله بن ابي نبى الدليل الثاني الذين للذين قالوا ان الاسراء كان مناما عقلي قالوا ان الاجسام الارضية من طبيعتها الثقل فلا يعقل ان تصعد الى السماء وليست كالروحانيات كالملائكة فانها خفيفة. بخلاف الروح فان من طبيعتها الخفة والجواب ان ان نقول هذا معارضة للنص بالعقل العقل لا لا يعارض لا يعارض الضغط اذا صح النقل فلا يجوز لنا ان نعارضه الواجب التسليم والخضوع لكلام الله وكلام رسوله وان نتلقاه بالقبول والتسليم ولا نعارظه بعقولنا وايضا نقول لهم لو لم يعقل صعود البشر يقال ايضا نرد عليهم بدليل عقلي يقارع الحجة بالحجة. لو لم يعقل صعود البشر لما صح المقابل لحقه نزول الملائكة الى الارض فعلتم تقولون الاجسام الارضية من طبيعتها الثقل فلا يعقل ان تصعد الى السماء نقول لكم الملائكة من طبيعتها العلو والخفة فلا يعقل ان تنزل الى الارض فلو جاز استبعاد صعود البشر لجاز استبعاد نزول الملائكة وبهذا يبطل هذا القول. اما اهل القول الرابع الذين قالوا ان الاسراء مرة واحدة في جسده وروحه يقظة لا مناما في ليلة واحدة قبل البعثة قبل الوحي قبل الوحي وبعد البعثة. وقبل الهجرة وذلك يؤدي الى انكار النبوة والوحي وهذا كفر وبهذا يبطل هذا القول الذين قالوا ان الاسراء بروحه عليه الصلاة والسلام دليلهم على هذا هو الدليل العقلي الذي استدل به اهل القول الاول قالوا اذا الاجسام الارضية من طبيعتها الثقل. فلا يعقل ان تصعد الى السماء في خلاف الروح فان من طبيعة الخفة فلا مانع من الخروج بها والجواب ان نقول هذا معارضة للنصوص بالعقل. والعقل لا يعارض بالنصوص والواجب التسليم لله ولرسوله. ثم ايضا لو جاز استبعاد صعود البشر لجاد استبعاد نزول الملائكة وذلك يؤدي الى انكار النبوة هو كفر ويرد على هذا القول ايضا بقول الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا. والعبد يطلق على الروح والجسد وايضا من ادلتهم تذلوا بقول عائشة رضي الله عنها ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اسري بروحه. فلم ينكر ذلك من قولها وهذا تصح عن عائشة فهو اجتهاد منها لا تعارظ به النصوص ويرد ايضا على ما قال ان الاسراء كان مناما او او الاسراء بالروح يرد عليهم انه لو كان الاسراء مناما وان جسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه باقي في مكة او كان الاسراء بروحه وجسده باق لما بادرت كفار قريش الى تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ولما ارتدت جماعة ممن كان اسلم لانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعد اخبر بذلك ارتد جماعة بسبب ذلك وقالوا لا يمكن ان يصعد بروحه وبشى بروحه لا يمكن كيف كيف يسافر الى بيت المقدس مسافة شهر في ليلة واحدة ثم يصعد الى السماوات وبين كل سماء الى سماء مسيرة خمس مئة عام ويرجع في ليلة واحدة فاستبعدوا هذا والعياذ بالله وارتدوا ولو كان مناما او الاسراء كان منابا اوكل بروحه وجسده باقين لما انكروا ولما بدروا لانهم صدقونا بالرؤيا يقال جسده باقي عندكم ولما كان هناك كبير شيء في النوم والله تعالى قال سبحان الذي اسرى بعبده والتسبيح انما يكون في الامور العظام. وهذا يدل على ان الاسراء بروحه وجسده فاذا الصواب ان الاسراء بروحه وجسده واما اهل القول الثالث فاذا لو كان الاسراب بالروح او الاسراء مناما لما بادرت كفار قريش الى تكذيبه تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ولما ارتدت جماعة ممن كان اسلم لانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدث قريش حديث الاسراء والمعراج تهكموا به وسخروا منه. ولو كان الاسراء مناما او او بروحه دون جسده لما سخروا منه وتهكموا به لانهم يصدقون بالرؤيا ولا يستغربون صعود الروح ما دام الجسد باقيا عندهم ولان الله قال سبحان الذي اسرى بعبده وهذا انما يكون التسبيح عند الامور العظام وهو الاسراع بروحه وجسده. اما اهل القول الثالث الذين قالوا كان الاسباغ مرة مناما ومرة يقظة او مرة قبل الوحي ومرة بعده. او مرتين قبل مرة قبل واحدة ومرتين بعده دليلهم قالوا ارادوا ان يجمعوا بين حديث شريك وقوله حين حصل حين ختم القصة ثم استيقظت وانا في المسجد الحرام وبين سائر روايات الحديث التي لم تذكر هذه اللفظة هذه اللفظة ثم استيقظت فقالوا ان الاسراء كان مرارا مرة مناما كما يفيده حديث شريف ومرة يقظة كما يفيده سائر الروايات وبعضهم قال مرة قبل الوحي ومرة بعده. وبعضهم قال ثلاث مرات مرة قبل الوحي ومرتين بعده جمع بين الادلة في زعمهم كلما اشتبه عليهم لاحظ زادوا مرة في التوفيق بين الادلة في نظرهم. وهذا يفعله ضعفاء الحديث والجواب عن شبهتهم اجاب عنها العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعالي اجاب عنها بما ملخصه قال بانه ثبت في حديث الاسراء والمعراج ان الله فرض على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الصلاة في اول الامر خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم جعل النبي صلى الله عليه وسلم يتردد بين ربه وبين موسى في السماء السادسة. في كل مرة يأمره موسى عليهم الصلاة والسلام بان يسأل ربه التخفيف لامته فيحط الله تبارك وتعالى عنه خمسا او عشرا حتى صارت الى خمس صلوات ثم نادى مناد امضيت فريضتي وخففت عن فلو كان الاسراء والمعراج مناما للزم من ذلك ان يعيد الله فرظية الصلاة مرة ثانية خمسين ثم يحطها الى خمس وهذا فاسد هذا القول تؤيده النصوص من الكتاب والسنة من ذلك هذا هو الصواب هذا الاسراء مرة واحدة لا غرارا بروحه وجسده لا مناما ولا بالروح فقط يقظة لا مناما في ليلة واحدة الاسراء والمعراج بعد البعثة وقبل الهجرة من ادلة هذا القول قول الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. ووجه الدلالة ان العبد اذا اطلق فهو عبارة عن مجموع الجسد والروح الذي يشبه بعبده العبد اسم للروح والجسد كما ان الانسان اسم لمجموع الجسد والروح اذا اطلق. وهذا يدل على ان الاسراء بروحه وجسده ولهذا قال الصحابي رحمه الله وعرج بشخصه بشخصه بشخصه واوصي بشخصه والشخص اسم للروح والجسم. فالطحاوي رحمه الله يثبت ان الاسراف بروحه وجسده. كما عليه المحققون الدليل الثاني ما ثبت في صحيح البخاري ومسلم رحمهم الله من روايات متعددة انه اسري برسول الله صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه الى السماء وانه اجتمع بالانبياء وصلى بهم اماما. وانه التقى بعدد من الانبياء في كل سماء. وان الله فرض عليه صلاة الخمسين ثم خصصها الى خمس بواسطة تردده بين ربه وبين موسى. وانه رأى جبريل عند سدرة المنتهى على صورته التي خلق عليها وكل هذه الروايات ظاهرها انه اسري بروحه وجسده عليه الصلاة والسلام وفي هذا يتبين ان الصواب انه اسقي بروحه وجسده عليه الصلاة والسلام. وانه لابد للمسلم ان يؤمن في الاسراء والمعراج. ومن انكر الاسراء كفر لانه مكذب لله ومن انكر المعراج فلا بد من اقامة الحجة عليه الفوائد الاصولية المستنبطة من من حديث الاسراء والمعراج هناك فوائد اصولية وهناك فوائد عامة من الفوائد الاصولية المستنبطة من حديث الاسراء والمعراج اولا جواز النسخ قبل التمكن من الفعل جواز النسخ قبل التوكل من حيث فرضت الصلاة خمسين اولا ثم نسخت لان خففت الى خمس وهذا في السماء قبل تمكن العباد من الفعل ثانيا الفائدة الثانية الاصولية جواز تأخير البيان الى وقت الحاجة حيث اعلم النبي صلى الله عليه وسلم الامة بفرضية الصلاة اجمالا بدون تفصيل لاركانها وشروطها وهيئاتها واوقاتها ثم لما جاء وقت الصلاة نزل جبريل فاخبر فاخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وجاء وحدد له الاوقات اما الفوائد الاخرى العامة المستنبطة من حديث الاسراء والمعراج ففيه اولا اثبات العلو لله عز وجل من وجوه حيث انه الرسول عليه الصلاة والسلام عرج به الى ربه عز وجل. ثم جاوز السبع الطباق ثم لما كان يترد بين ربه وموسى في كل مرة يعلو به جبرائيل الى الجبار تبارك وتعالى فيه الرد على من انكر العلو من الجهمية والمعتزلة والاشاعرة وغيره ثانيا اثبات الكلام لله عز وجل حيث فرض الله سبحانه عليه الصلاة بدون واسطة. وفي الرد على من انكر الكلام ثالثا فضيلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعظم منزلته عند الله عز وجل حيث جاوز الانبياء كلهم وجاوز الصبر وجاوز السبع الطباق وصلى بالانبياء اماما بعضهم استنبط ان الرسول رأى ربه بعين رأسه لكن هذا ضعيف كما سبق خامسا مشاركة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لموسى عليه الصلاة والسلام في التكليف. وان التكليب ليس خاصا بموسى. كما ان الخلة ليست خاصة ابراهيم فليشاركه فيها نبينا ايضا فابراهيم كما ان ابراهيم خليل الله هو محمد خليل الله. وكما ان موسى كليم الله فمحمد كليم الله. سلمه الله من دون واسطة ليلة المعراج ثالثا شفقة موسى ورحمته بهذه الامة. حيث امر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان يسأل ربه التخفيف لامته في الصلاة تابعا عظم مخلوقات الله تعالى وسعتها. وهذا يدل على عظمة الخالق ثامنا معجزة الرسول عليه الصلاة والسلام في الاعرا والمعراج في ليلة واحدة كاسات استشارة اهل الفضل والصلاح حيث ارتفع التفت جبريل التفت الى الى النبي صلى الله عليه وسلم الى جبريل كانه يستشيره مسألة الحكمة من تقديم الاسرة الى بيت المقدس قبل المعراج ما الحكمة من تقديم الاسراء الى بيت المقدس قبل المعراج الحكمة والله اعلم لاظهار صدق دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في العراج حيث سألته قريش عن نعت بيت المقدس فنعته لهم واخبره عن عيرهم التي مر عليها في طريقه. ولو كان عروجه الى من مكة لما حصل ذلك. اذ لا يمكن اطلاعه اذ لا يمكن اطلاعهم على ما في السماء لو اخبرهم عنه. وقد اطلعوا على بيت المقدس برأسه وقيل الحكمة ان يجمع صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة بين رؤية القبلتين او لان بيت المقدس كان هجرة غالب الانبياء قبله. فحصل له الرحيل اليه في الجملة ليجمع بين اشتات الفضائل. او لانه حل الحشر وغالب ما اتفق له في تلك في تلك الليلة يناسب الاحوال الاخروية فكان المعراج منه اليق بذلك او للتفاؤل ليحصل او للتفاؤل بحصول انواع التقديس له حسا ومعنى او ليجتمع بالانبياء جملة وذهب بعض العلماء هي ذهب بعض العلماء الى ان الحكمة ان هي لتحصيل العروج مستويا من غير تعويج. لان كعب الاحبار روى ان باب السماء الذي يقال له مصعد الملائكة يقابل المقدس لكن هذا فيه نظر بورود ان في كل سماء بيتا معمورا. وان الذي في السماء الدنيا احيانا الكعبة فكان المناسب ان يصعد من الكعبة من مكة ليصعد الى بيت المعمور بغير تعويس وهذا ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري والبراغ دابة دون البغل وفوق الحمار أبيض طويل يضع خطوه عند اقصى طرفه وبهذا ننتهي من من هذا البحث تعيد كلام المؤلف رحمه الله قوله قال رحمه الله تعالى والمعراج حق وقد اسري بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المعراج حق يعني ثابت وكذلك اثري بشخصه لان العقد ثابت لابد من الايمان به. نعم. عرج بشخصه يعني للروح والجسد والجماعة الى السماء عرج به يسمع بروحه وجسدي. نعم. نعم. واكرمه الله بما شاء واوحى اليهما اوحى لا شك ان الله اكرمه في هذه في عروجه وصلاته بالانبياء ورفعته فوقهم واكرمه الله له وفرضه الصلاة عليه نعم. نعم ما كذب فؤاده قال اسمه ما رأى ما زاغ البصر وما طغى. لم يزغ بصره فؤاده عليه الصلاة والسلام بل كل ما رآه هو حق. نعم. عليه الصلاة والسلام وصلاة الله على عبده احسن ما قيل فيها انها ما رواه ابو العالي ما ثبت في البخاري عن ابي العالية رضي الله عنه رحمه الله انه قال صلاة الله على عبد ثناؤه في الملأ الاعلى وفق الله الجميع