هل الامارة واللوامة والمطمئنة نفس واحدة ام ثلاثة انفس ام هي ثلاثة انفس وقع في كلام كثير من الناس ان لابن ادم ثلاثة انفس مطمئنة ونفس لوامة ونفس امارة وان منهم من او غيرها. الدليل الثاني من الكتاب قول الله تعالى الله خالق كل شيء. ووجه الدلالة ان هذا اللفظ عام لا تخصيص فيه بوجه ما فيدخل في عمومه الروح ولا يدخل في ذلك صفات الله فانها داخلة في مسمى اسمه كلها في موضع واحد ثم ترسل منها الى الابدان جملة بعد جملة كما قال ابو الحزم نعم الرب يخلق منها جملة بعد جملة على الوجه الذي سبق به التقدير اولا فيجيل الخلق الخارجي مطابقا للتقدير السابق فالله تعالى هو الاله الموصوف بصفات الكمال بذاته وصفاته ثانيا قوله تعالى الدليل الثاني من الكتاب قول الله تعالى لزكريا وقد خلقتك من قبل ولم تكن شيئا. ووجه الدلالة على ان هذا الخطاب لزكريا عليه الصلاة والسلام لروحه وبدنه. ليس لبدنه فقط فان البدن وحده لا يفهم ولا يخاطب ولا يعقل. وانما الذي يفهم يعقل ويخاطب هو الروح. الدليل الثالث قول الله تعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر؟ لم يكن شيئا مذكورا. ووجه الدلالة ان الانسان اسم لروحه وجسده. الدليل الرابع قوله عليه الصلاة والسلام الارواح جنود مجندة. فما تعارف منها سلف وما ترى منها اختلف. ووجه الدلالة ان الجنود المجندة لا تكون الا مخلوقة الدليل العقلي هذي ادلة من الكتاب ومن السنة الدليل الثالث عقلي مأخوذ من الشرع وهو ان الروح توصف بالوفاة والقبض والامساك والارسال وهذا شأن المخلوق الوحدة المربوغ. اما عن القول الثاني الثالث القائل بالتوقف توقف قوم فقالوا لا نقول الروح مخلوقة ولا غير مخلوقة وهؤلاء لم يتبين لهم معاني النصوص ولم يفهموها ولو تدبروها وعرفوا معانيها لظهر لهم انها مخلوقة محدثة مرغوبة ومن مباحث الروح هل الروح مخلوقة قبل الجسد؟ ام بعده؟ اختلفت الروح هل هي مخلوقة قبل الجسد ام بعده هذه المسألة للناس فيها قولان معروفان حكاهما شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره. القول الاول ان الارواح متقدم خلقها على خلق البدن وممن ذهب الى ذلك محمد ابن نصر المروزي وابو محمد ابن حزم. وحكاه ابن حزم اجماعا. ومن ادلة هؤلاء اولا قول الله تعالى اولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادبا فسجدوا الا ابليس. ووجه الدلالة ان ثم في الترتيب والمهلة فدلت الاية على ان خلقنا مقدم على امر على امر الله للملائكة في السجود لادم. ومعلوم قطعا ان ابداننا حادثة بعد ذلك فعلم انها الارواح ثانيا استدلوا بقول الله تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وارشدهم على انفسهم ولست بربكم؟ قالوا بلى. ووجه الدلالة ان هذا الاستنطاق والاشهاد انما كان لارواحنا. اذ لم تكن الابدان حينئذ موجودة كما يؤيد ذلك الاحاديث الكثيرة التي تدل على اخذ الميثاق والاجساد عليهم. مما يدل على ان الله جعلهم ارواحا ثم صورهم واستنطقهم تكلموا واخذ عليهم العهد والميثاق القول الثاني ان الارواح تأخر خلقها عن الاجساد واستدل هؤلاء بما يأتي اولا قول الله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى ووجه الدلالة ان هذا الخطاب للانسان الذي هو روح وبدن فدل على ان جملته مخلوقة بعد خلق الابوين. كان قول الله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام وجه الدلالة ان الاية الصريحة في ان خلق جملة نوع الانسان ابدانا وارواحا بعد خلق اصله. وهذا الدليل اصلح منه وهذا والقول الثاني هذا هو الصواب. ان الارواح مخلوقة بعد الاجسام واما ادلة الاولين الذي القائلين بان الارواح مخلوقة قبل الاجساد اما استدلالهم بقوله تعالى ولقد خلقناكم ثم صورناكم فان الله سبحانه وتعالى رتب الامر بالسجود لادم على خلقنا وتصويرنا. المراد خلق ابينا ادم وتصويره فيها الخطاب لنا لان ادم عليه الصلاة والسلام هو اصل البشر ونظيره قول الله تعالى وظللنا عليكم الغمام. خطاب لليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. والمظلل عليه ابائهم لان الابناء الهم حكم الاباء واما استدلالهم باية الميثاق واذ اخذ ربك ببني ادم من ظهورهم ذريتهم الاية فيجاب عنه بان الاية لا تدل على خلق الارواح قبل الاجساد خلطة مستقرة وانما غايتها ان تدل على اخراج صورهم وامثالهم في صور الذر واستنطاقهم ثم ردهم الى اصلهم والذي صح انما هو اثبات القدر السابق وتقسيمه الى شقي وسعيد. واما الاثار المذكورة فلا تدل ايضا على سبق الارواح. فلا تدل ايضا على فق الارواح الاجساد سبقا مستقرا ثابتا. وغايتها ان تدل بعد صحتها او ثبوتها على ان بارئها وفاطرها سبحانه وتعالى والنسم وقدر خلقها واجالها واعمالها واستخرج تلك الصور من مادتها ثم اعادها اليها. وقدر خروج كل فرد من افرادها في وقته المقدر له. ولا تدل على انها خلقت خلقا مستقرا. ثم استمرت موجودة حية عالمة ناطقة ومن مباحث الروح هل تموت الروح؟ ام الموت للبدن وحده؟ اختلف الناس فيها فقالت طائفة فموتوا الروح تذوق تموت الروح وتذوق الموت. واستدلوا بما يأتي. اولا قول الله تعالى كل نفس ذائقة الموت. والروح نفس فلا بد ان تذوق الموت ثانيا قول الله تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقوله سبحانه كل شيء هالك الا وجهه. قد دل الايتان على انه لا يبقى الا الله وحده وهذا يدل على ان الروح تموت ثالثا قالوا واذا كانت الملائكة تموت فالنفوس البشرية اولى بالموت هذا دين العقل رابعا استدلوا بقول الله تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم في قوله تعالى عن اهل النار انهم قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييت الاثنتين. وجه الدلالة فالموتة الاولى هذه المشهودة وهي للبدن يقول اخرى للروح. خامسا قول الله تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات وما في الارض الا من شاء الله. وهذا يدل على ان على ان الارواح عند المسجد بالسور ويجب من ذلك موتها القول الثاني ان ان الارواح لا تموت وانما تموت الابدان واستدلوا اولا ان الارواح خلقت للبقاء فلا تموت ثانيا الاحاديث الدالة على نعيم الروح وعذابها بعد المفارقة. الى ان يرجعها الله في اجسادها. ولو ماتت الارواح لانقطع عنها النعيم والعذاب كحديث ان نصرة المؤمن طائر اعلق في سجن الجنة حتى يرجعه الله الى جسده يوم يبعثه. وحديث البراء بن عازب رضي الله عنه وفيه في قصة العبد الكافر انها تنتزع روحه نزعا شديدا وتخرج منها ريح خبيثة وتطرح روحه الى الارض طرحا والصواب في المسألة ان يقال موت النفوس هو مفارقتها لاجسادها وخروجها منها فان اريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت. وان اريد انها تعدم وتفنى بالكلية وتضمحل وتصير عدما محضن فهي لا تموت بهذا الاعتبار بل هي باقية بعد خلقها في نعيم او عذاب. ويرجح هذا ويدل له ان الله سبحانه اخبر ان اهل الجنة لا يذوقون فيها الموت الا الموت الاولى وتلك الموتة هي مفارقة الارواح للاجساد. والنصوص الدالة على موتها تحمل على مفارقة الروح للجسد. والنصوص الدالة على تحمل على بقائها منفصلة عن الجسد وبهذا تجتمع الادلة ولا تختلف. واما استدلال الاولي على موت الروح بقوله تعالى حكاية عن اهل النار انهم قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا وقوله كيف وقوله تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم فالمراد انهم كانوا امواتا وهم في اصلاب ابائهم وفي ارحام امهاتهم. ثم احياهم بعد ذلك ثم اماتهم ثم يحييهم يوم النشور. وليس في ذلك اماتة اظواحيهم قبل يوم القيامة والا كانت ثلاث موتات. واما استدلالهم باية الصعق وهي قوله تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات وما في الارض. الاية يثاب ويثاب عن استدلالهم بان الصعق الارواح عند النفخ في الصور لا يلزم منه موتها فان الناس يصعقون يوم القيامة اذا جاء الله لحسن القضاء واشرقت الارض بنوره وليس ذلك بموته. وكذلك صعق موسى عليه الصلاة والسلام لم يكن موتا. والذي تدل عليه الاية ان نفخة الصعب موت كل من لم يذق الموت قبلها من الخلائق. واما من ذاق الموت او لم يكتب عليه الموت من الحور والولدان وغيرهم فلا تدل الاية على انه موتة فارية ومن مباحث الروح تعلقها بالبدن وانواع وانواع تعلقها بالبدن الروح لها بالبدن خمسة انواع من تعلق وتغيرت الاحكام اي الخواص والاثار التي للبدن بسبب هذا التعلق. احدها تعلقها به في بطن الام جليلا. ويتعلق بها التعلق باحكام وهو انه ينمو الجنين ويتحرك وهو ان الجنين ينمو ويتحرك ويحس ولا يتنفس. الثاني تعلقه وبه بعد خروجه الى وجه الارض. ومن احكام هذا التعلق انه يرضع ويسمع الصوت ويبصر ويتكلم. الثاني تعلقها به في حال النوم فلها به تعلق بالوجه ومفارقة بالوجه. ومن احكام هذا التعلق انه يكتشف شيئا لا يراه في وقت اليقظة. الرابع تعلقها به في وهما بين الحياتين حياة الدنيا وحياة الاخرة. فانها وان فارقته وتجردت عنه الا انها لم تفارقه فراقا كليا. بحيث لا يبقى لها التفات على البتة فانه وان ورد ردها اليه وقت السلام المسلم. وورد انه يسمع الخلق خفق نعالها. حين يولون عنه الا ان هذا الرد خاصة لا يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة. فهي حياة خاصة بين حياتين بين حياتين حياتي الدنيا والاخرة. ومن احكام هذا التعلق انه يتهيأ له السماع الخاص كسماع الملائكة ويرى شيئا من الحقائق كان جاهلا بها ولا يراها الحي في رؤيته لمكانه في الجنة او النار تعلقها به يوم بعث الاجساد وهو اكبر انواع تعلقها بالبدن ولا نسبة لما قبله من انواع التعلق اليه بل هي ظعيفة اذ هو تعلق لا يقبل البدن معه موتا ولا نوما ولا فسادا. اذا نومه اخو الموت. ومن احكام هذا التعلق الصلاحية لبقاء تغلب عليه هذه ومنهم من تغلب عليه اخرى. ويحتجون على ذلك بالايات الثلاث. قوله تعالى يا ايتها النفس المطمئنة وقوله لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم نفس اللوابة وقوله تعالى ان النفس لامارة بالسوء البقاء الصلاحية للبقاء الابدي. ثانيا التمتع بنعيم الجنة او التألم بعذاب النار ومن احكام التي تتعلق بروحه مبحث مستقر للارواح ما بين الموت الى قيام الساعة اختلف في مستقر الارواح ما بين الموت الى يوم القيامة هل هي في السماء ام في الارض؟ وهل هي في الجنة ام لا؟ وهل توجع في اجسادها في اجساد غير اجسادها التي كانت فيها فتنعم وتعذب فيها ام تكون مجردة فقيل ارواح المؤمنين في الجنة على تفاوت درجاتهم في عليين او اقل. وارواح الكفار في النار على تفاوت دركاتهم في الدرك وهذا ارجح الاقوال واولاها واصحها وهو الذي دلت عليه النصوص في قوله تعالى فاما ان كان من المقربين فرخه وريحانه وجنة نعيم واما ان كان من اصحاب اليمين فسلامه لك من اصحاب اليمين واما ان كان من المكذبين الضالين فنزلوا من حميم وتصفية الجحيم. فانه قسم الارواح الى ثلاثة اقسام وهذا ذكره سبحانه عقب ذكر خروج الروح من البدن بالموت. وقوله تعالى يا ايتها النفس المطمئنة الاية. قال غير واحد من الصحابة والتابعين هذا يقال لها عند خروجها من الدنيا يبشرها الملك بذلك. وحديث البراء ابن عازب رضي الله عنه ان الملك يقول لها عند قبضها ابشري بروح وريحان وهذا من ريحان الجنة او يقول لها اخرجي الى سخط من الله وغضب. وحديث انما نسبة المؤمن طائر تعلق فيه يعلق في تجي للجنة حتى يرجعه الله الى جسده يوم يبعثون. هذا اذا لم يحبسهم عن الجنة كبيرة ولدين. وتلقاه ربهم بالعفو عنهم والرحمة بهم هذا اصح الاقوال وهناك اقوال كثيرة اخرى قيل ان ارواحهم بثناء الجنة على بابها وقيل على اخية قبورهم وقيل ان الارواح مرسلة وقيل بها ارواح مؤمنة عند الله فقط ولم يزيدوا وقيل ارواح المؤمنين بالجابية من دمشق وارواح الكافرين ببرأ والثأر بحضرموت وفيها رحب في عليين في السماء السابعة وارواحهم في الكفار في سجين في الارض السابعة. وقيل عن رح المؤمنين في بئر زمزم وروح الكفار بذم برهوت وقيل ارواحهم في علي بن ادم وارواح الكفار عن شماله. وقال ابن حزم مستقرها حيث كانت قبل خلق اجسادها وقيل فقال ابو عمر ابن عبد البر ارواح الشهداء في الجنة وارواح عامة المؤمنين على عافية قبورهم. وهذه الاقوال كلها تخميد لا دليل عليها. والصواب القول الاول وهو ان اروحهم في الجنة على تفاوت فيما بينهم وارواح الكفار في النار على تفاؤل ولها صلة بالجسد. وقالت فرقة مستقرها لعدم البحر. اي تفنى بفناء الاجسام. وهذا قول من يقول ان النفس عرض من اعراض البدن كحياته وادراكه وهذا قول فاسد مخالف للكتاب والسنة واجماع الصحابة والتابعين. وهو ان الارواح تعدم بموت البدن كما تعدم سائر الاعراض المشروطة بحياته وقالت فرقة مستقرها بعد الموت ابدان اخر تناسب اخلاقها وصفاتها التي اكتسبتها في حال حياتها فتصير كل روح الى بدر حيوان يشاكل تلك الروح. فتصير النفس السبعية الى ابدان السباع. والكلبية الى ابدان الكلاب. والبهيمية الى ابدان البهائم والدنية والسخرية الى ابدان الحسرات وهذا قول التلاسخية طائفة يسمون التلاسخية منكر المعاد وهذا اخبث الاقوال والاراء وهو كفر والعياذ بالله وهو قول خارج عن اقوال اهل الاسلام كلهم. والصواب اننا كما سبق ان الارواح ارواحهم في وروح الكفار في النار والذي يتلخص من النصوص ان الارواح في البرزخ متفاوتة اعظم تفاوت وهو القول بانها ذات قائمة بنفسها تصعد وتنزل وتتصل وتنفصل وتخرج وتذهب وتجيء وتتحرك تسكت وعلى هذا اكثر من مئة دليل كما قال تعالى والملائكة باسط ايديهم اخرجوا انفسكم وقال تعالى يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي فمنها اول فمنها ارواح في اعلى عليين في البلاء الاعلى وهي ارواح الانبياء صلوات الله عليهم وسلامه وهم متفاوتون في منازلهم. ومنها ارواح في حواصل تسرح في الجنة حيث شاءت. وهي ارواح بعض الشهداء لا كلهم. لان من لان من الشهداء من تحدث روحه عن دخول الجنة لدين عليه. كما مستدير على عبد الله بن جحش ان الرجل جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لي ان قتلت في سبيل الله؟ قال الجنة فلما ولى قال الا الدين. سارني به جبريل الفا ومن يكون محبوسا على باب الجنة. كما في الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم رأيت صاحبكم محبوسا على باب الجنة. ومنهم من يكون محبوسا في قبره ومنهم من قد يكون في الارض ومنها ارواح تكون في تنور الزناة والزواج وارواح في نهر الدم تسبح فيه وتلقم الحجارة كل هذا تشهد له السنة والله اعلم ومن المباحث مباحث النفس والتحقيق انها نفس واحدة ولكن لها صفات. وتسمى باعتبار كل صفة باسم. فهي امارة بالسوء لانها دفعته الى سيئة وحملته عليها. فاذا عارظها الامام صارت بوابة تفعل الذنب ثم تلوم الصحيح. ثم تلوم صاحبها. وتلوم بين الفعل والترك. فاذا قوي صارت مطمئنة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من سرته حسنة وساءته سيئته فهو مؤمن. وقوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ومن مباحث مباحث الروح في مسمى مسمى الانسان. هل هو الروح او البدن او مجموعهما للناس في مسمى الانسان اربعة اخوان هل هو الروح او البدن فقط او مجموعهما او كل واحد منهما والذي عليه جمهور العقلاء ان الانسان هو البدن والروح معا وقد يطلق اسمه على احدهما ودون الاخر بقرينة وكذلك اختلفوا في كلام الانسان على اربعة اقوال هل هو اللفظ فقط او المعنى فقط او مجموعهما او كل واحد منهما والصواب انه ان مسمى الكلام لللفظ والمعنى بعد ومن مباحث الروح تلاقي الارواح تلاقي ارواح الموتى. هل تتلاقى ارواح الموتى وتتزاور وتتذاكر وتتلاقى ارواح الاحياء والاموات ايضا في عضو هذه المسألة ان الارواح قسمان ارواح معذبة وارواح فالمعذبة في شغل في شغل عما هي فيه في شغل فالمعذبة في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والارواح المنعمة المرسلة والارواح المنعمة المرسلة غير محبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر وتتذاكر ما كان منها في الدنيا وما يكون من اهل الدنيا فتكون كل فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها. روحنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الرفيق الاعلى. والدليل على تزاولها وتلقيها قول الله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. وهذه المعية ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء والمرء مع من احب في هذه الدور الثلاث. وقد اخبر الله تعالى عن الشهداء بانهم احياء عند ربهم يرزقون. وانهم يستبشرون بالذين الحقوا بهم من خلفهم وانهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل وهذا يدل على تلاقيه. واما تلاقي ارواح الاحياء وارواح الاموات فشواهد هذه المسألة وادلتها اكثر من ان تحصر. والحس والواقع شاهد بذلك. فتلتقي ارواح الاحياء والاموات كما تلتقي الاحياء قال الله تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها. فيمسك التي قضى عليها الموتى ويرسل الاخرى الى اجل مسمى عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الاية قال بلغني ان ارواح الاحياء والاموات تلتقي في المنام فيتساءلون بينهم يوشك الله ارواح الموتى ويرسل ارواح الاحياء ويرسل ارواح الاحياء الى اجسادها. ويدل على ذلك ايضا ان الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ويخبره الميت بما لا يعلم الحي. فيصادف خبره كما اخبر في الماضي والمستقبل وربما اخبره بمال فله الميت في مكان لم يعلم به سواه وربما اخبره بدين عليه. هذا معنى ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح ومن مباحث الروح تميز الارواح عن بعضها باي شيء تتميز باي شيء تتميز الارواح بعضها من بعض بعد مفارقة الابدان اذا تجردت حتى تتعارف وتتلاقى. متى تتعارف وتتلاقى؟ وهل تشكل اتشكلوا اذا تجردت بشكل بدنها الذي كانت فيه وتلبس صورته ام كيف حالها؟ ويمكن جواب هذه المسألة لا يمكن جواب هذه المسألة الا على اصول اهل السنة. التي تظاهرت عليها ادلة الكتاب والسنة والاثار. والاعتذار والعقل وقال تعالى ونفسي وما سواها فاخبر انه سوى النفس كما اخبر انه سوى البدن في قوله الذي خلقك فسواك. فهو سبحانه سوى نفس الانسان كما سوى بدنه بل سوى بدنه كالقالب لنفسه. فتسوية البدن تابع لتسوية النفس. والبدن موظوع لها كالقالب بما هو موضوع له ومن ها هنا يعلم ان النفس تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها فانها تتأثر وتنتقل عن البدن كما لا يتأثر البدن وينتقل عنها فيكتسب البدن الطيب والخبث من طيب النفس وخبثها وتكتسب النفس الطيب والخبث من طيب البدن وخبثه فاشد الاشياء ارتباطا وتناسبا وتفاعلا وتأثرا من احدهما بالاخر الروح هو البدن. ولهذا يقال لها اخرجي ايتها النفس الطيبة قالت في الجسد الطيب واخرجي ايتها النص الخبيثة كانت في الجسد الخبيث. والاعراض لا ريح لها ولا تمسك ولا تؤخذ من يد الى يد اذا كان هذا شأن الارواح فتميزها بعد المفارقة يكون اظهر من تميز الابدان والاشتباه بينها ابعد من اشتباه الابدان فان الابدان يشتبه كثيرا واما الارواح فقل ما تشتبه واذا كانت الارواح العلوية وهم الملائكة يتميز بعظهم عن بعظ من غير اجسام تحملهم وكذلك الجن تتميز الارواح البشرية اولى. هذا معنى ما ذكره العلامة القيم رحمه الله في كتاب الروح نعم وبعذاب القبر لمن كان له اهلا وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه على ما جاءت به الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وعن الصحابة رضوان الله عليهم. نعم هذا هو معتقد السنة والجماعة. ان الايمان بعذاب القبر وان المؤمن يوسع له في قبره مد البصر. والفاجر يضيق عليه قبره حتى تختلف اضلاعه. وان كل انسان يسأل عن ربه ودينه ونبيه المؤمن يثبته الله. نسأل الله ان يثبتنا واياكم. فيقول الله ربي والاسلام دي والفاجر لا يستطيع ان يجيب على هذه الاسئلة ولو كان اصح الناس. من ربك؟ ها ها لا ادري. اذا سئل عن الدين يقول ها لا ادري. عن نبي يقول لا ادري سمعت الناس يقولون يا شيخ فقلته. فيظرب بمنزلة من حديد. فيصح صيحة يسمعها من من خلق الله الا الثقلين. ولو سمع الانسان لصائم نسأل الله السلامة والعافية واما المنكرون لعذاب القبر ونعيمه فانهم اعمال عقولهم اعملوا عقولهم واعتمدوا على العقل كالمعتزلة وغيرهم وتركوا النصوص وراءهم ظهريا. فمن شبههم يقولون ان الانسان قد خرجت روحه فلا يتأثر ان ينعم او يعذب. ونحن يقولون لا نرى احساسا عند ولو فتحنا قبره فلا فلا نرى شيئا فلا نؤمن بشيء لا نحس به نؤمن الا بمحسوس وطريقة معتزلة في النصوص اما نخطئها من ناحية السند او يؤولوها من ناحية اه المتن ويقولون اخطر احد فلا يحتج بها في في مسائل في العقائد. فالمقصود ان ان المعتزلة وغيرهم اعملوا عقولهم وتركوا النصوص وراءهم ظهريا. وهناك بحوث تتعلق بالشبه والجواب عن الشبه. والاسباب المنجية من عذاب القبر وكذلك السؤال في القبر للملائكة هل هو للروح او للجسد؟ ام ماذا وبحوث طويلة في هذا والسؤال في القبر هل هو عام في حق المسلمين والمنافقين والكفار او يختص بمسلم والمنافق وكذلك ايضا ببحوث بحوث تتعلق بهذا في الاطفال والمجانين هل يمتحنون او لا يمتحنون وكذلك خطاب الملكان جميع الموتى في الاماكن المتعددة في الوقت الواحد وكذلك عذاب القبر هو عذاب البرزخ ووجه تسميته برزخا. وفي بيان ان عذاب القبر ينال من هو مستحق له قبر او لم يقبر وكذلك في بيان الحياة التي اختص بها الشهداء كل هذه بحوث طويلة الان اتمكن من اخذها نعم اقوال العلماء في عذاب القبر ونعيمه وهل هو على النفس او البدن؟ على النفس والبدن او على احدهما سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذه المسألة فقال بل العذاب والنعيم على النفس والبدن جميعا باتفاق اهل السنة والجماعة. تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن وتنعم وتعذب متصلة بالبدن والبدن متصل بها فيكون النعيم والعذاب عليها في هذه الحال مجتمعين. كما يكون على الروح منفردة عن البدن. وهل العذاب والنعيم للبدن بدون الروح هذا فيه قولان مشهوران لاهل السنة لاهل الحديث والسنة واهل الكلام وفي المسألة اقوال شاذة ليست من اقوال اهل السنة والجماعة ليست من اقوال اهل السنة والحديث قول من يقول ان اللعيب والعذاب لا يكون الا على الروح. وان البدن لا ينعم ولا يعذب. وهذا تقوله الفلاسفة المنكرون لمعاد الابدان وهؤلاء كفار باجماع المسلمين. ويقوله كثير من اهل الكلام من المعتزلة وغيرهم الذين يقرون بمعاد الابدان الثاني ان العذاب والنعيم ان العذاب والنعيم للبدن ان العذاب والنعيم للبدن لا يكون في فيقول ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخط من الله وغضب. قال فتتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفول من الصوف مبلول. وفي كيف ينادي مناد من السماء ان كذب فافرشوه من النار وافتحوا له بابا الى النار فيأتيه من حرها وسمومها البرزخ وانما يكون عند القيام من القبور وهؤلاء ينكرون عذاب البدن في البرزخ فقط فقط. ويقولون ان الارواح هي المنعمة او المعذبة في البرزخ. فاذا كان يوم القيامة عذبت عذبت الروح والبدن معاد. وهذا قول قاله طوائف من المسلمين من اهل الكلام. والحديث وغيره. وهو اختيار ابن حزم وابن مرة فهذا القول ليس من الاقوال الثلاثة الشاذة بل هو مضاف الى قول من يقول بعذاب القبر ويقر بالقيامة ويثبت معاد الابدان والارواح ادلة اهل السنة وسلف الامة وائمتها على ان النعيم والعذاب يحصل للروح لروح الميت وبدنه استدل قبل هذا اقوال الشاذة في في عذاب القبر ونعيمه الخلاصة في هذا انه في المسألة ثلاثة اقوال شاذة وثلاث اقوال ليست شاذة. الاقوال الشاذة النعيم والعذاب لا يكون الا على والبدن لا ينعم ولا يعذب مطلقا وهذا قول الفلاسفة والمنكرون للبعاد بميعاد الابدان وهؤلاء كفارهم باجماع المسلمين. الثاني قول من ينكر عذاب الروح مطلقا. فالروح بمفردها لا تنعم ولا تعذب. وانما الروح هي الحياة. وهذا يقوله طائف من الكلام الى المعتزلة والاشعرية كالقاضي ابي بكر وغيره. الثالث ان البرزخ ليس فيه نعام نعيم ولا عذاب. بل لا يكون ذلك حتى تقوم الساعة الكبرى وهذا يقوله بعض المعتزلة ونحوها. بناء على على ان الروح لا تبقى بعد فراق البدن وان البدن لا ينعم ولا يعذب واما من يقول بعذاب القبر ويقر بالقيامة ويلفت ما عاد الابدان والارواح فلهم ثلاث اقوال. احدها انه على الروح فقط. ويقول ويقول بهذا كثير من المعتزلة وغيرهم من اهل الكلام. وهو اختيار ابن حزم وطوائف من من المسلمين باهل الحديث والكلام. الثاني انه عليها وعلى بدني بواسطتها. الثالث انه على البدن فقط اما مذهب سلف الامة وائمتها فان الميت اذا مات يكون في نعيم او عذاب وان ذلك يحصل لروحه وبدنه. وان الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة او معذبة وانها تتصل بالبدن احيانا ويحصل له معها النعيم او العذاب. ثم اذا كان يوم القيامة اذا كان يوم القيامة الكبرى اعيد الارواح الى الاجساد وقام الناس من قبورهم لرب العالمين ومعادوا الابدان متفق عليه معاد الابدان متفق متفق عليه بين الى المسلمين واليهود والنصارى فمن انكر معاد الابدان فهو كافر باجماع المسلمين وبنص القرآن استدل اهل السنة وسلف الامة على ان النعيم والعذاب يحصل لروح الميت وبدنه بادلة. استدلوا بالكتاب والسنة اما الكتاب اولا قول الله تعالى وحاق بال فرعون السوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب ووجه الاستدلال ان الله اخبر في اول الاية انهم يعرضون على النار غدوا وعشيا. ثم قال في الختام ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فدل على ان العرض السابق انما هو في القبر قبل يوم القيامة. وهذا يدل على اثبات عذاب القبر ثانيا قول الله تعالى فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون. يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون. وانا للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن اكثرهم لا يعلمون. ووجه الدلالة ان قوله عذابا دون ذلك يحتمل ان يراد به عذابهم بالقصر وغيره في الدنيا. وان يراد به عذابهم في البرزخ وهو اظهر لان كثيرا منهم مات ولم يعذب في الدنيا. او ان المراد اعم من ذلك فيشمل مجموع الامرين عذابهم في الدنيا وفي البرزخ. وعلى كل حال ففيه اثبات وعذاب القول واما السنة فقد تواترت الاخبار عن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك اهلا تواترت معنى لا لفظا وهو يفيد اليقين. فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والايمان به ولا يتكلم في كيفيته اذ ليس للعقل وقوف على كيفيته ومن هذه الادلة اولا حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما وفيه اعوذ بالله من عذاب القبر. وفيه في قصة العبد المؤمن فيقول يسوى النفس المطمئنة ايتها النفس الطيبة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء وفي كيف ينادي مناد من السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة. قال فيأتيه من روحها وطيبها. وفيه في قصة العبد الكافر وذهب الى موجب هذا الحديث جميع اهل السنة والحديث وله شواهد من الصحيح منها ما ذكره البخاري رحمه الله عن سعيد عن قتادة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه انه ليسمع قرع نعالهم. الى قوله فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله. فيقول له انظر الى مقعدك من النار ابدلك الله به مقعدا من الجنة. فيراهما جميعا. قال قتادة وروي لنا انه يفسح له في قبره وهذا هو الحديث الثالث وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. اما احدهما فكان لا يستبرئ من البول واما الاخر فكان يمشي بالنميمة. فدعا بجريدة رطبة فشقها للصيد وقال لعله يخفض عنهما ما لم ييبسا. رابعا وفي صحيح ابي حاتم عن ابي هريرة رضي الله عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قبر احدكما او اتاه ملكان السودان ازرقان يقال لاحدهما المنكر والاخر النكير. الحديث. خامسا وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمه السورة من القرآن اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم واعوذ بك من عذاب القبر واعوذ بك من فتنة المحيا والممات بس واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال. اما المنكرون في عذاب القبر ونعيمه فلهم شبه. تعلق المنكرون لعذاب القبر ونعيمه وسعته في وضيقه وكونه حفرة من حفر النار او روضة من رياض الجنة وكون الميت يجلس يجلس ويقعد فيه هؤلاء الذين انكروا عذاب القبر نعيمة من الملاحدة والزنادقة ومن تبعهم من اهل الكلام كالمعتزلة تعلقوا بشبه عقلية حكموا فيها عقولهم وقاسوا فيها الغائب على الشاهد وقاسوا احوال الاخرة على احوال الدنيا فقالوا اننا نكشف القبر فلا نجد فيه ملائكة عميا صمت يضربون الموتى من حديد ولا نجد هناك حيات ولا ثعابين ولا نيران ولا نيران ولا نيران تتأجج ولو كشفناه في حالة من الاحوال لوجدنا لم يتغير ولو وضعنا على عينه الزئبق وعلى صدره الخردل لوجدناه على حاله. وكيف يفسح مد بصره او يضيق عليه؟ ونحو ونجده بحاله ونجده في ساحته على حد ما حفرناها لم يزد ولم ينقص. وكيف يسع ذلك اللحد الضيق له وللملائكة؟ كيف يتسع تلك اللحظ الظيق له وللملائكة والصورة التي تؤنسه او توحشه. وقال اهل البدع والضلال في المعتزلة وغيرهم وكل حديث يخالف ومقتضى العقول والحس نقطع يقطع بتخطئة قائلة. قالوا ونحن نرى المغصوب على خشبة مدة طويلة لا يسأل ولا يجيب ولا اتحرك ولا يتوقد جسمه نارا. ومن افترش ومن افترسته السباع ونهشته الطيور وتفرقت اجزاؤه في اجواف السباع وحواصل الطيور وبطون الحيتان ومدارج الرياح كيف تسأل اجزاؤه؟ مع تفرقها؟ وكيف يتصور مسألة الملكين لمن هذا وضعه؟ لمن هذا وصفه؟ وكيف يصير القبض على هذا روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار. وكيف يضيق عليه حتى تلتئمه اضلاعه؟ الجواب والجواب على هذه الشبه بالوجوه. اولا ان الرسل لم يخبروا بما تحيله العقول. وتقطع باستحالته ولا في النهار ولكن الرسل يخبرون بما تحاروا فيه العقول. فان اخبرهم قصة احدها ما تشهد به العقول والفطر والثاني ما لا هو العقول بمجردها كالغيوم التي اخبروا بها عن تفاصيل البرزخ واليوم الاخر وتفاصيل الثواب والعقاب ثانيا ان الله سبحانه وتعالى جعل الدور ثلاثا دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار. وجعل لكل دار احكاما تختص بها. وركب هذا الانسان من الملف وجعل احكام دار الدنيا على الابدان والارواح وجعل احكام دار الدنيا على الابدان والارواح سبع لها وجعل احكام البرزخ على الارواح فاذا جاء يوم حشر الاجساد وقيام الناس في قبورهم صار الحكم والنعيم والعذاب على الارواح والاجساد جميعا ثالثا ان الله سبحانه وتعالى جعل امر الاخرة وما كان متصلا بها غيبا وحجبها عن ادراك المكلفين في هذه الدار. وذلك من كمال حكمته وليتميز المؤمنون بالغيب من غيرهم. رابعا ان النار التي في القبر والخضرة ان النار التي في القبر والخضرة ليست من من نار الدنيا ولا من زرع الدنيا فيشاهده من شهد نار الدنيا وخضرتها وانما هي من نار الاخرة وقدرتها وانما هي من نار الاخرة وخضرتها وهي اشد من نار الدنيا فلا يحس به اهل الدنيا فان الله سبحانه يحمي عليه ذلك التراب والحجارة التي عليه وتحته فان الله يحبي فان الله سبحانه يحيي عليه ذلك التراب والحجارة التي عليه وتحته حتى يكون اعظم حرا من جبر الدنيا ولو مسها اهل الدنيا لنحسوا بذلك فالاعجب لهذا ان الرجلين يدفنان احدهما الى جنب الاخر وهذا في حفرة من حفر النار لا يصل حرها الى جاره. وذلك في روضة وذلك الثاني في روض من رياض الجنة لا يصل روحها ونعيمها الى جاره. خامسا ان الله سبحانه يحدث في هذه الدار ما هو اعجب من ذلك فقد اراد الله فيها من عجائب قدرته ما هو ابلغ من هذا بكثير من ذلك اولا جبريل عليه الصلاة والسلام كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ويتمثل له رجلا فيكلمه بكلامه يسمعه ومن الى جانب النبي صلى الله عليه وسلم لا يراه ولا يشتراه. وغيره من وكذلك غيره من الانبياء الجد موجودون ولا نراهم ويتحدثون ويتكلمون بلاصات مرتفعة بيننا ونحن لا نسمعهم. ثالثا الملائكة تضرب الكفار بالسياط يضرب رقابهم وتصيح بهم والمسلمون معهم. لا يرونهم ولا يسمعونهم كلامهم في غزوة بدر وغيرها رابعا النخل والحظل كل منهما يشرب من ماء واحد ويختلف الطلب. كذلك ايظا من بعظ ما وقع في العصر وكهرباء تكهرب من على الارض ولا تكهرب من على الخشب فهذه كلها امور اراد الله اياها في الدنيا. وطريقة معتزلة في النصوص اما ان يخطئوها من ناحية السند او او من جهة البصر كما قالوا في حديث البراء بن عازل قالوا انه احاد فلا يحتج به في مسألة العقائد. هو الجواب ان هذه الشبهة مبنية على قيادة على قياس وهو قياس الغائب على الشاهد. وقياس احوال الاخرة على احوال الدنيا. وهذا ليس بصحيح. وهو خوضه بامر الغيب فاحوال الاخرة مجهولة لنا واحوال الدنيا معلومة لنا فكيف يقاس مجهول على معلوم؟ وكيف يقاس الغائب على الشاهد فان الله لا لا يقاس بخلقه وسر المسألة ان هذه السعة والضيقة والاضاءة والخضرة والنار التي في القبر ليست من جنس المعهود في هذا في هذا العالم وعود الروح الى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا بل تعاد الروح اليه اعادة غير الاعادة المألوفة في الدنيا. والله سبحانه وتعالى ان بني ادم ما كان فيها ومنها. فاما ما كان من امر الاخرة فقد اسبل عليه الغطاء ليكون الاقرار به والايمان سببا لسعادته فاذا كشف عنهم الغطاء صار عيالا مشاهدا. ويجاب عن طعنة معتزلة في حديث البراء بانه في حديث البراء يقال بانه وان كان احداث فله شواهد يرتقي بها ويقال ان الاخبار تواترت معنا لا لفظا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيبه لما كان لذلك اهلا فتفيد اليقين فتصلح للاحتجاج بها في العقائد بل ان بل انه اذا صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يحتج في العقائد وغيرها ولو كان خبر احد وتقسيط والتقسيم الى تقسيم الاخوان الى قسمين خبر احاد لا يحجبه في العقائد. وخبر الفترات يحتج به في العقائد هذا انما ابتدعه اهل البدع معتزلة وغيرهم والحكمة في عدم اطلاع الثقلين على ما يحصل للمقبول في قبره. قال العلماء الحكمة في هذا ان الله تعالى لو اطلع لو اطلع عبادة على ما يحصل على ما يحصل للمقبول في قبره لزالت حكمة التكليف والايمان بالغيب. ولما تدافن الناس كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لولا الا تدافنوا لدعوت الله ان يسمعكم من عذاب القبر ما اسمع. ولما كانت هذه الحكمة منتفية في حق البهائم سمعته وادركته لان الناس لا يطيقون رؤيتها وسماعها والعبد اضعف بصرا وسمعا من ان يثبت لمشاهدة عذاب القبر وكثير مما الله ذلك صعق وغشي عليه ولم ينتفع بالعيش زمنا وبعضهم كشف قلاع قلبه فبعد ضغطة القبر وظلمته لكل احد. وكذلك السؤال والفتنة في القبر. وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان للقبض ضغطة لو كان احدكم منها ناديا نجى منها سعد ابن معاذ الاسباب التي الاسباب في عذاب القبر التي يعذب بها اصحاب القبور الاسباب نوعان نوع مجمل ونوع مفصل اما المجمل فان الميت فان اهل القبور المعذبون فان اهل قبور المعذبين انما يعذبون على جهلهم بالله تعالى واضاعتهم لامره وارتكابهم لمعاصيهم فلا يعذب الله روحا عرفته واحبته وامتثلت امره واجتنبت له ولا بدلا كانت ولا بدن كانت فيه ابدا فان عذاب القبر وعذاب الاخرة اثر غضب الله وسخطه على عبده فمن اغضب الله واسخطه في هذه الدار؟ ثم لم يتب وفات على ذلك كان له من عذاب البرزخ في لغضب الله وسخطه عليه فمستقل ومستكثر. ومصدق ومكذب واما السبب المفصل فهي كما ورد في النصوص النميمة وعدم الاستبراء من البول واكل لحوم ومن صلى صلاة بغير طهور ومن مر على مظلوم فلم ينصره ومن كذب الكذبة فتبلغ الافاق ومن يقرأ القرآن وينام عنه بالليل ولا به بالنهار ومن تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة؟ ومن لا يؤدي زكاة ما له؟ والزاني ومن يقوم في الفتن بالكلام والخطاب والغلول من الغريبة واكل الربا. فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجلين الذين رآهما يعذبان في قبورهما. يمشي احدهما بالنميمة العصر ويترك الاخر الاستبراء من البول فهذا ترك الطهارة الواجبة وذلك ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه وان كان صادقا. وفي هذا تنبيه على ان الموقع بينهم العداوة بالكذب والزور والبهتان اعظم عذابا كما ان في ترك الاستبراء من البول تنبيها على ان من ترك الصلاة التي الاستبراء من البول بعض واجباتها وشروطها فهو اشد عذابا. وفي حديث شعبة اما احدهما فكان يأكل لحوم الناس. فهذا مغتاب وذلك وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الذي ضرب سوطا امتلأ القبر عليه نارا بكونه صلى صلاة واحدة بغير طهور. ومر على مظلوم فلم يصب وفي حديث ثمرة في صحيح البخاري في تعذيب ملكبوا الكذبة فتبلغ الافاق وتعذيب ماذا يقرأ القرآن ثم ينام عنه بالليل ولا يعمل به بالنهار وتعذيب والزوال وتعذيب اكل الربا كما كما شاهده النبي صلى الله عليه وسلم في البرزخ. وفي حديث ابي هريرة الذي فيه رظخ ورؤوس اقوام بالصخر. بتثاقل رؤوسهم عن الصلاة والذي لا يصلحون بين الضريع والزقوم لتركهم زكاة اموالهم. والذين يأكلون اللحم الممثل الخبيث بزناهم. والذين تقرض شفاههم بمقاريض في الحديد لقيامهم في الفتن بالكلام والخطب. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن صاحب الشملة التي غلها من المغنم انها تشتعل عليه نارا في قبره. هذا وله يا حق فكيف بمن ظلم غيره ما لا حق له فيه. وبالجملة فعذاب القبر عم عاصي القلب والعين والاذن والفم واللسان والبطن والفرج واليد والرجل والبدن كله الاسباب المنجية من عذاب القبر. الاسباب المنجية من عذاب القبر سببا سبب مجمل وسبب مفصل. اما المجمل فهو تجنب الاسباب التي تقتضي عذاب القبر ومن انفعها ان يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه. ثم يجدد له توبة نصوحا بينه وبين الله سيذهب على تلك التوبة. ويعزم على الا يعاود الذنب اذا استيقظ. ويفعل هذا كل ليلة فان مات من ليلته مات على توبة واذا استيقظ استيقظ مستقبلا للعمل مسرورا بتأخير اجله حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته. وليس للعبد يرفعه من هذه النوبة ولا سيما اذا عقب ذلك بذكر الله واستغفار السنن التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم حتى يغلبه النار. فمن اراد الله به خيرا وفقه لذلك ولا قوة الا بالله وانبأ السبب المفصل فهو مما دلت عليه الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ينجي من عذاب القبر فمنها اولا ما رواه مسلم في صحيحه عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيام وان مات اجري عليه عمله الذي كان يعمله واجري عليه رزقه وامن الفتان. وفي جامع ثانيا جامع الترمذي من حديث فضالة ابن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كل ميت يختم على عمله الا الذي في سبيل الله فانه ينبى له عمله الى يوم القيامة ويأمن من فتنة القبر. وثالثا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا قال يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم الا الشهيد قال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في سورة الملك هي البانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر. ومنها ما في سنن ابن ماجة عن حديث ابي هريرة رضي الله عنه رفعه من مات مبطونا مات شهيدا ووقي فتنة القبر. ومن مباحث على القبر ونعيمه وما يتعلق بذلك السؤال في القبر من الملكين. هل هو للروح او للجسد؟ ام ماذا قال شيخ الاسلام ابن ابن رحمه الله الاحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح الى البدن وقت السؤال وسؤال البدن بلا روح قول قاله طائفة من الناس وانكره الجمهور وقابلهم اخرون فقالوا السؤال للروح بلا بدن. وهذا قاله ابن مرة وابن حزم وكلاهما غلط. والاحاديث الصحيحة ترده. ولو كان ذلك على الروح فقط لم يكن له للقبر بالروح اختصاص وترجيح مذهب الجمهور انه للروح والبدن قالوا قد كفانا رسول الله صلى الله عليه وسلم امر هذه المسألة واغنانا عن اقوال الناس حيث صرح الروح اليه في احاديث كثيرة منها اولا حديث البراء بن عازب وفيه فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول ربي الله فيقول ان له ما دينك؟ فيقول ديني الاسلام. فيقول ان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله. فيقولان له وما علمك؟ فيقول قرأت كتاب الله فامن به وصدق وفي قصة العبد الكافر فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيقولان له من ربك؟ فيقول هاه هاه لا ادري. فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول ها ها لا ادري الحديث وذهب الى القول بموجب هذا الحديث جميع اهل السنة والحديث في سائر الطوائف. قال ابن منده بعد سياق حديث البراء هذا حديث ثابت مشهور مستفيض صححه او جماعة من الحفاظ ولا نعلم احدا من ائمة الحديث طعن فيه. بل رواه في كتبهم وتلقوه بالقبول وجعلوه اصلا من اصول الدين في عذاب القبر ونعيمه ومساءلة منكر ونكير وقبض الارواح وصعودها بين يدي الله ثم رجوعها الى القبر. ثانيا ما ذكره البخاري عن سعيد عن قتلته عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه انه ليسمع قرع نعالهم. الى قوله فاما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله فيقول له انظر الى مقعدك من النار ابدلك الله به مقعدا من الجنة. فيراهما جميعا. ثالثا وفي صحيح حاتم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا قبر احدكم او او الانسان اتاه ملكان اسودان ازرقان يقال لاحدهما المنكر هو الاخر البكير الحديث ومن مباحث الباحث السؤال في القبر هل هو عام في حق المسلمين والمنافقين والكفار؟ او يختص بالمسلم والمنافق؟ قال ابو عمر ابن عبد البر في كتاب التمهيد والاثار الدالة تدل على ان فلسة في القبر لا تكون الا لمؤمن او منافق كان منسوبا الى اهل القبلة. ودين الاسلام ظاهره الشهادة واما الكافر الجاحد المبطل فليس من فليس ممن يسأل عن ربه ودينه ونبيه وانما يسأل عن هذا اهل الاسلام فيثبت الله الذين امنوا ويرتاب المبطلون. والقرآن والسنة تدل على خلاف هذا القول. وان السؤال للكافر والمسلم لذلك قول الله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ويضل الله الظالمين ويرفع الله ما يشاء. وفي الصحيحين عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي انه قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه انه ليسمع قرع نعالهم وذكر الحديث. ساد البخاري واما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا ادري كنت اقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطرقة من حديد يصيح صيحة يسمعها من يليه الا الثقلين هكذا في البخاري واما المنافق والكافر بالواو. وفي حديث ابي سعيد الخدري كنا في جنازة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ايها الناس ان هذه الامة تبتلى في قبورها فاذا الانسان دفن وتولى عنه اصحابه جاءه ملك وفي يده مطراق فاقعده فقال ما تقول في هذا الرجل؟ فان كان مؤمنا قال اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. فيقول له صدقت فيفتح له باب الى النار. فيقول هذا منزلك هذا قال بعضهم ما الفرق بين المسلم والكافر في ضمة القبر دوامها للكعبة؟ وحصول هذه الحالة للمؤمن في اول نزوله الى قبره ثم يعود الانفساح والمراد بضغطة القبر التقاء جانبيه على جسد الميت منزلك لو كفرت بربك. واما الكافر والمنافق فيقال له ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا ادري. فيقال لا دريت ولا اهتديت. ثم يفتح له باب الى الجنة فيقول له هذا منزلك لو امنت بربك. فاما اذ كفرت فان الله ابدلك به هذا. ثم يفتح له باب الى النار الحديث. وفي حديث البراء بن عاجل الطويل وافضل كافر اذا كان في قبل من الاخرة وانقطاع من الدنيا نزل عليه الملائكة من السماء معهم المفتوح وذكر الحديث الى قال ثم تعاد روحه في جسده في في قبره وذكر الحديث وفي بعض الروايات هذه البراء وافضل فاجر واسم الفاجر في عرف القرآن والسنة يتناول الكافر قطعا. وهذه الادلة صريحة في ان قال للكافر والمنافق كما هو المسلم. واما قول ابي عمر ابن عبد البر رحمه الله واما الكافر الجاحد المبطل فليس ممن يسأل عن ربه ودينه فيقالون ليس كذلك بل هو من جملة المسؤولين واولى بالسؤال من غيره. وقد اخبر الله في كتابه انه يسأل انه يسأل الكافر يوم القيامة. قال قال ويوم يناديه فيقول ماذا اجبتم الحسين؟ قال تعالى فلا نسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن روسيا. وقال تعالى فوربك لنسألنهم بعيد عنك كانوا يقولون فاذا سئلوا يوم القيامة فكيف لا يسألون في قبورهم؟ من المباحث في عذاب القبر لان عذاب فظل هو عذاب البرزخ ووجه تسمية برزخا ينبغي ان يعلم ان عذاب القبر ونعيمه اسم لعذاب البرزخ ونعيمه وهما بين الدنيا اخرة. قال الله تعالى ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون. وهذا البرزخ يسرف اهله فيه على الدنيا والاخرة. وسمي عذاب عذاب القبر ونعيمه وانه روضة او حفرة او حفرة نار باعتبار غالب الخلق. وعذاب القبر يناله من هو مستحق له. هذا المبحث في ان عذاب القبر يناله من هو مستحق له قبر او لم يقبر. عذاب القبر هو عذاب البرج فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه قبر اولى بمقبر فمن اكلة السباع او احترق حتى صار رمادا ونسف في الهواء او صلب او غرق في البحر وصل الى روحه وبدنه من العذاب ما يصلوا الى المقبور وكذلك المصدوق ومن اكلته الطيور له من من عذاب البرزخ ونعيمه قسطه الذي تقتضيه اعماله حتى لو علق الميت على رؤوس الافجار في مهب الرياح لاصاب جسده من عذاب البرزخ حظه ونصيبه. ولو دفن الرجل الصالح في كابوس من النار لاصاب جسده من نعيم البرزخ وروحي وروحه لاصاب جسده من نعيم البرزخ وروحه نصيبه وحظه فيجعل الله النار على هذا بردا وسلاما والهوى على ذلك نارا وسبوا. فعناصر العالم وموادهم وقادة لربها وفاطرها وخالقها يصرخها كيف يشاء. ولا يستطيع منها شيء اراده وما ورد من اجلاس واختلاف اضلاعه ونحو ذلك فهو حق فيجب ان يفهم على الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير فلا يحمل كلامهم ولا يحتفل ولا يقصر به عن عن مراده ما قصده من الهدى والبيان. فكم حصل باهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول على الصواب ما لا يعلمه الا الله. بل سوء الفهم عن الله ورسوله اصل كل بدعة وضلالة نشأت في الاسلام. وهو اصل كل خطأ في الفروع والاصول ولا سيما ان اضيف اليه سوء الطصد والله المستعان ومن المباحث في عذاب القبر هل هو دائم او منقبرة؟ والجواب انه نوعان نوع دائم وهو عذاب الكفار ويدل عليه قول الله تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. ثانيا حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وفي قصة الكافر ثم يفتح له وباب الى النار فينظر الى مقعده فيها حتى تقوم الساعة. رواه الامام احمد وفي بعض طرقه ثم يخرق له يخرق له خرقا الى النار فيأتيه من بها ودخالها الى يوم القيامة. النوع الثاني عذاب الى مدة ثم ينقطع. وهو عذاب بعض الاوساط الذين خفت جرائمهم. فيعذب بحسب ثم يخفف عنه كما يعذب في النار مدة ثم يزول عنه العذاب. ومنه وقد وقد ينقطع عنه العذاب بدعاء او صدقة او استغفار او وبحجم تصل اليهم بعض اقاربه او غيرهم. وهذا كما يشرع الشافعي في المعذب في الدنيا فيخلص من العذاب بالشفاعته. لكن هذه شفاعة قد لا تكون باذن المشفوع عنده. والله سبحانه لا يتقدم احد بالشفاعة بين يديه الا من بعد. فهو الذي يأذن للشافعي ان يشفع اذا اراد ان يرحم المشفوع له ومما المباحث في ضغطة في ضغطة في ضغطة القبر وضبطه. وهل ينجو منها؟ ومن السؤال وفتنة القبر احد؟ ورد وفي ضغطة القبر وظلمته لكل احد. ورد ان ضغطة القبر وظلمة لكل احد. وكذلك السؤال هو الفتنة في القبر. جاءت النصوص بان قال بعضهم سبب هذه الضغطة انه ما من احد الا الا وقد الم بخطيئة ما وان كان صالحا فجعلت هذه الضغطة لها ثم تدركه الرحمة. ولذلك ضغط عاد رضي الله عنه. واما الانبياء فلا نعلم ان لهم في قبورهم ضبة ولا سؤالا لعصمتهم لان السؤال عن الانبياء وما جاءوا به فكيف يسألون عن انفسهم؟ واما الحياة التي اختص بها الشهداء وامتازوا بها عن في قول الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. وقوله تعالى ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء ولكن لا تشعرون هي ان الله تعالى جعل ارواحهم في اجواف طير خضرد كما في حديث عبد الله بن عباس انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اصيب واخوانكم يعني يوم احد جعل الله ارواحهم في اجواف طير الخضر. ترد انهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي الى قناديل من ذهب مظللة في ظل العرش الحديث رواه الامام احمد وابو داوود وبما معناه في حديث في حديث ابن مسعود رواه مسلم. فانه لما بذلوا ابدانهم لله عز وجل حتى اتلف اعداءهم اعاظهم عنها في البرزخ ابدانا خيرا منها. تكون فيها الى يوم القيامة. ويكون نعيمها بواسطة تلك الابدان اكمل من او بالارواح المجردة عنها ولهذا كانت نسمة المؤمن في صورة طير او كطير ونسمة الشهيد في جوف طير. وتأمل لفظ الحديثين ففي الموطأ ان كعب بن مالك يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله الى جسده يوم يبعثون. فقوله نسمة مؤمن ابو السيدة وغيرها ثم خص الشهيدة بها قال هي في جوف طير الخضر. ومعلوم انها اذا كانت في جوف طير صدق عليها انها طير. فتدخل في عموم الحديث الاخر وهو انه طائر بهذا الاعتبار. فنصيبهم من النعيم في البرزخ اكبر من نصيب غيرهم. في الاموات على فرشهم. وان كان الميت اعلى درجة كثير منهم فللشهيد فللشهداء نعيم فللشهيد نعيم يختص به لا يشاركه فيه من هو من دونه. وحرم الله على الارض ان تأكل اجساد الانبياء كما روي في السنن واما الشهداء فقد شوهد منهم بعد مدد من دفنهم كما هو لم يتغير فيحتمل بقاؤه كذلك في تربته الى يوم محشره ويحتمل انه يبلى مع طول المدة والله اعلم. وكأنه والله اعلم كلما كانت الشهادة اكمل والشهيد افضل كان بقاء جسده اطول. واما القول الفرق بين الميت على فراشه والشهيد فقد فالميت له خصوصية وان كان البيت الشهيد له خصوصية وان كان الميت اعلى درجة من كثير منهم كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلى من الشهيد من ناحية النبوة. وحمزة عم النبي شهيد فلهم امتياز غير ما يكون للنبي في ناحيته وان كان اقل من نبي وان اقل نبي افضل من اي شهيد والله اعلم. صحيح. من المباحث فيما يتعلق بعذاب القبر سؤال يريده بعض الناس وهو ما الحكمة في كون عذاب القبر؟ لم ينكر في لم ينكر في القرآن مع شدة حاجة الى معرفتي والايمان به. والجواب من وجهين مجمل ومفصل. اما المجمل فهو ان الله سبحانه وتعالى انزل على رسوله وحيين واوجب على عباده الايمان بهما والعمل بما فيهما وهما الكتاب والحكمة. قال تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وقال هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وقال واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة. والكتاب هو القرآن والحكمة هي سنة في اتفاق السلف وما قربهن النبي صلى الله عليه وسلم فهو في وجوب تصديقه والايمان به كما اخبر الله به في كتابه هذا اصل متفق عليه بين اهل الاسلام لا ينكره الا من ليس منهم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اني اوتيت الكتاب ومثله معه. واما الجواب المفصل فهو ان نعيم البرزخ وعذابه يذكره في القرآن في غير موضع. منها قوله تعالى ولو ترى اذ الظالم اذ الظالمون في غمرات الموت. والملائكة باسط ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكثرون. وهذا خطاب لها عند الموت وقد اخبرت الملائكة انهم حينئذ يجزون على بلهون ومنها قوله تعالى النار يعرضون عليها غدو وعشير الى قوله ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. ومنها قوله قوله تعالى فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي يعدون. الى قوله وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك والقبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران. نعم هذا هو معتقد السنن والجمال. ان القبر اما من رياض الجنة او حفرة من حفر النار. فالمؤمن يكون روضة من رياض الجنة. عليه. والكافر حفرة من حفر النار. اعوذ بالله. والعاصي بين بين. على خطأ