انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون. وقد افتتح سبحانه هذه الحجة بسؤال اورده ملحد بقوله وظرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من ونؤمن بالبعث وجزاء الاعمال يوم القيامة والعرض والحساب. وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان. نعم هكذا وهذا معتقد اهل السنة والجماعة. الايمان بالبعث ومعاد الابدان وجزائر الاعمال والحساب وقراءة الثواب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان. من لم يؤمن بالبعض فهو كافر. لمن لم يؤمن بان الله يبعث الاجساد اعيدوا الى الروح فهو كافر باجماع المسلمين. قال الله تعالى وقد امر الله نبيه ان يقسم على البعث في ثلاث مواضع من كتابه. قال الله تعالى قال وقال الذين كفروا لا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم. قال سبحانه ويستنبئونك احق هو يعني البعض قل اي وربي الحق قال سبحانه زعم الذين كفروا ان ليبعثوا قل بلى وربي لتبعثون. فكفر الله من انكر البعث. من انكر البعض فهو كافر بيجمعه مسلم يقولون البعث بالروح ينكرون معادي الروح ولكنهم بعض الاجساد وهم كفار بهذا. من لم يؤمن بان الاجساد تبعث وتعاد الروح هو كافر فالذي يقول ان البعث والمعادي للروح لا للابدان كافر وهم الفلاسفة. والبعض في اللغة هو الارسال وبعثه كمنعة ارسله فانبعث وشرعا احياء الله الموتى واخراجهم من قبورهم للحساب والجزاء. والمراد به المعاد الجسماني وهو ان يبعث الله الموتى من قبور في ان يجمع اجزائهم الاصلية ويعيد الارواح اليها. واما النشور فهو يرادف البعض في المعنى. نشر بشرى الميت ينشر نشورا اذا عاد اذا عاش بعد الموت وانشره الله اي احياء. واما الحشر فهو في لغة الجمع والمراد به جمع اجزاء الانسان بعد التفرقة. ثم احياء الابدان بعد موته والايمان بالمعاد مما دل عليه كتابه والسنة والعقل وفطرة السليمة فهو حق واقع فيجب الايمان به والتصدير. قد اخبر الله عنه في كتابه العزيز الدليل عليه ورد على المنكرين في ورد على المنكرين على المنكرين في غالب سور القرآن. والقرآن بين معاد النفس عند الموت ومع هذا البدن عند القيامة الكبرى في غير موضع. ولهذا يقول العلامة ابن القيم رحمه الله معاد الابدان متفق عليه بين المسلمين واليهود والنصارى قال بعض العلماء هو باجماع اهل الملل وبشهادة نصوص القرآن. والكلام في في البعظ عكس في القرآن اكثر ايات والنصوص في القرآن في البعث اكثر من النصوص التي في الرب. وسبب ذلك كثرة الانكار للبعث وقلة الانكار للرب. وذلك ان الانبياء كلهم متفقون على الايمان بالله فان القرآن فان الاقرار بالرب عام في بني ادم. وهو فطري كلهم يقر بالرب فطرة الا من عالم. كفرعون بخلاف الايمان باليوم الاخر فان منكره كثير. ومنشأ زعم بعض الملاحدة ان اخبار البعض في نصوصها من باب التخيير. الملاحظة يقولون اخبار البعض من باب التخيير قالوا لان محمدا صلى الله عليه وسلم لما كان خاتم الانبياء سبب ذلك ان محمد صلى الله عليه وسلم لما كان قسم الانبياء وكان قد بعث هو ووسع كهاتين وكان هو الحشر المقصي فصل بين التفصيل الاخرة بيانا لا يوجد فيه شيء من كتب الانبياء. فان كتب الانبياء اجملت ولم تفصل فزاد محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الشريعة على الانبياء في تفصيل المعاد مما يتصل بالسؤال والشفاعة والحساب ودرجات اهل الجنة ودرجات اهل النار ولمجيء محمد صلى الله عليه وسلم بالتفصيل ومن سبقه بالاجمال ظن طائفة من المتفلسفة انه لم يفسح في معادن الابدان الا محمد صلى الله عليه وسلم وجعلوا هذا لهم بانه من باب التخييل والخطاب الجمهوري اي الحجج التي ترضي الجمهور وان كانت غير واقعة. والقرآن بين معاد النفس عند الموت ومعاد البدن عند القيامة الكبرى في غير موضع. وهؤلاء الملاحدة ينشرون القيامة الكبرى وينكرون معاد الابدان. ويقولون انه لم يخبر ذلك الا محمد صلى الله عليه وسلم على طريق التخييم وهؤلاء كفرة لا شك في ذلك. وجزاء الاعمال والعرظ وحساب وقراءة وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والعرض كل هذا يجب الايمان به والحساب في اللغة العد والصطلاح تعريف الله الخلائق مقادير الجزاء على اعمالهم وتذكيرهم وتذكيره اياهم ما قد نسوه ومن الادلة على ذلك قول الله تعالى يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه. وقد اخبر الله سبحانه وتعالى ان وذهب بعض المبتدعة كالمعتزلة وبعض الملحدين الى انه الميزان امر معنوي. قالوا والمراد به العدل. شبهتهم قال المعتزلة عن الاعمال اعراض لا تقبل الوزن. ومثلها يوزن بميزان معنوي هو العدل. وانما يقبل الوزن الاجسام. قالوا والله لا يحتاج الى ميزان ولا المؤمن يحاسب حسابا يسيرا وجاء في الحديث ان من نوقش الحساب عذب فاستشكلت عائشة رضي الله عنها ذلك وقال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم من نقش الحساب عذب قالت عائشة اليس قد قال الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا؟ ووجه التعارض ان الاية تثبت يسر الحساب والحديث والحديث يثبت هلاك من حشر واجاب النبي صلى الله عليه وسلم ان المراد بالحساب في الاية العرظ وفي الحديث المناقشة لا مطلق الحساب كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب فقلت يا رسول الله فقلت اليس يقول الله واما من اوتي كتابه فسوف يحاسب حسابا يسيرة وينقلب الى اهله مسكورة فقال انما ذلك العرض وليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلاك. وقراءة الكتاب اي الصحف والاعمال جمع وهي الكتب التي كتبتها الملائكة واحصوا ما فعله كل انسان من سائر اعمالهم في الدنيا القولية والفعلية وغيرها. وانما يؤتى بالصحف الزاما للعباد ودافعا للجدل والعناد. قال الله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا قال العلماء معناه طائره وعمله وفي الاية الاخرى فاولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلا وهو القشر الذي يكون في شق النواة واما الصراط فهو لغة الطريق الواضح. ومنه قول جرير امير المؤمنين على صراط اذا اعوج الموارد مستقيم. اذا اعوج مستقيم وشرعا جسر ممدود على متن جهنم. يرده الاولون والاخرون. والادلة على اثبات كثيرة. قول الله تعالى وان منكم الا واردها انا على ربك حسن مقضيا. وفي الحديث الذي رواه البيهقي عن مسروق عن عبد الله ابن عباس قال يجمع الله الناس يوم القيامة الى ان قال سيمر ويمرون على الصراط في حد السيف لاحظ انه مزلة فيقال له امضوا على قدر نوركم. وجاء في حديث عائشة لجهنم جسر ادق من الشعر واحد من السيف عليه كلاليب وحسد. قال العلماء في وصف الصراط انه ادق من الشعر واحد من السيف. واحر من الجمر. جاء هذا في احاديث وقد انكر بعض الطوائف الصراط وهم المعتزلة وقالوا ليس هناك صراط حسي وقالوا ان الصراط انما هو المراد الصراط المعنوي. فاهل الحق يثبتون الصراط على ظاهره. من كونه لترا ممدودا على متن جهنم احد من السيف وانكر بعض المعتزلة كالقاضي عبد الجبار المعتزلي وكثير من من اصحابه من اتباعه قالوا ليس هناك فرط حسي قالوا المراد بالصراط طريق الجنة المشار اليه بقوله تعالى سياديهم ويصلح بالهم. وطريق النار المشار اليه بقوله تعالى فاهدوهم الى صراط الجحيم. شبهتهم قالوا ان انكر الصراط الحسي زعم منهم انه لا يمكن عبوره وان امكن ففيه تعذيب ولا عذاب على المؤمنين يوم القيامة. والرد ان هذا تأويل باطل بوجوب حمل النصوص على حقائقها وليس العبور على الصراط باعجب من المشي على الماء والطيران في الهواء والوقوف فيه. وقد اجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤال حصر كافر على وجهه بان القدرة صالحة لذلك. والمراد ورود قوله وانكم بالله واردها في اصح كقول العلماء المرور على الصراط. وقال بعضهم دخول جهنم والصواب ان المراد به المرور على الصراط. واما الميزان فانه يجب الايمان به كاخذ الصحف هو ثابت بالكتاب والسنة والاجماع. والادلة على اخوات الميزان كثيرة قول الله تعالى والوزن يومئذ الحق ونضع الموازين القسط ليوم القيامة كما ثقلت موازينه فاولئك هم هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون مهما ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فامه هاوية واختلف العلماء هل في موقف القيامة ميزان واحد ام موازين متعددة والاشهر انه ميزان واحد لجميع الامم ولجميع الاعمال. كالفتاك اطباق السماوات والارض. وقيل انه لكل امة ميزان. وقال الحسن البصري لكل واحد المكلفين ميزا ومن قال انه ميزان واحد اجاب على الايات بان المراد الموزونات فجمعوا باعتبار تنوع الاعمال الموزونة اهل السنة يؤمنون بان بان الميزان الذي سجن فيه الحسنات والسيئات حق. قالوا وله لسان وكفتان توزن بهما صحائف الاعمال. وهو ميزان من حين اهبط ادم قال تعالى قال اهتقوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين. والذي به محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة انواع اقسام الذي اخبر به محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة انواع اقسام الى الميزان الا البقال والفوال اما الله فلا يحتاج الى الميزان. هكذا المعتزلة اه حرفوا النصوص باهوائهم. رد عليهم اهل السنة بان الله يقبل يقلب الاعراض اجسادا اجساما كما في حديث عازب ان الله ان العمل يمثل في القبر لصاحبه آآ انسانا حسنا او مع ان العمل معنوي وكما في حديث ابي هريرة ابي هريرة يؤتى بالموت كبشا اغر فيوقف بين الجنة والنار. فيقال يا اهل الجنة فيشرئبون وينظرون قالوا يا اهل النار فيستئبون وينظرون. ويرون ان قد جاء الفرج فيذبح. الموت كالكبش. وهو وهو معنوي. وكذلك العام كذلك الميزان كذلك الله تعالى يقلب الاعمال اجساده اجساما فتوزع بزنعة الشخص تزن الاعمال قالوا يوجد الشخص يؤتى بالرجل العظيم السمين لازم عند الله جناح بعيظة بعوضة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في دقتين ساقي ابن مسعود انهما في الميزان اثقل يوم القيامة من جبال احد ليوزن الشخص ويوزن وتزن الاعماق ومنشأ ضلال هؤلاء معتزلة وغيرهم قياس احوال الاخرة على الدنيا والذي دلت عليه السنة ان ان ميزان الاعمال حسي له كفتان حسيتان مشاهدتان ومن ذلك حديث البطاقة انه يؤتى برجل له يخرج له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر سيئات فتوضع ثم يخرج له بطاقة فيها الشهادتان اشهد ان لا اله الا الله فتوضع السجلات في كفة وتوضع البطاقة في كفة فطاشت فطاشت السجلات وثقلت آآ البطاقة نجا وسلم وغفر الله له. نعم والترتيب في الميزان والحوظ والصراط والحساب. الصواب كان ان مراتب البعث والميعاد النوع الاول اولا المعارك والبعث والنشور ثم القيام لرب العالمين ثم الحوض ثم العرض ثم تطاير الصحف واخذوها باليمين والشمال ثم الميزان ثم الورود على الصراط ثم الجنة. نسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهل الجنة البعث والمعاد. الايمان الايمان بالميعاد مما دل عليه الكتاب والسنة والعقل والفطرة فهو حق واقع يجب الايمان به والتصديق. ومن لم يؤمن ببعث فهو كافر. بنص القرآن وباجماع المسلمين فاخبر الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه العزيز واقام الدليل عليه ورد على المنكرين في غالب سور القرآن. والقرآن بين معاد النفس عند الموت ومعاد البدن عند القيامة الكبرى في غير موضع. قال العلامة ابن القيم رحمه الله معاد الابدان متفق عليه بين المسلمين واليهود والنصارى. وقال الجلال الدوالي هو باجماع اهل الملل وبشهادة نصوص القرآن والنصوص نصوص البعض. اكثر من النصوص التي في الصفات والاسماء فالكلام في البعث في القرآن اكثر من الكلام في الرب. وسبب ذلك كثرة الانكار للبعث وقلة الانكار للرب. وذلك ان انبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم متفقون على الايمان بالله. فان الاقامة بالرب عام في بني ادم وهو فطري. كلهم يقر بالرب ربي فطرة الا من عانت كفرعون بخلاف الايمان باليوم الاخر فان منكره كثيرون. وزعم بعض الملاحدة ان اخبار البعث ونصوصه من باب التخييم ومنشأوا هذا الزعف ان محمدا صلى الله عليه وسلم لما كان خاتم الانبياء وكان قد بعث هو والساعة وكان قد وكان قد بعث هو والساعة كهاتين وكان هو الحاشر المقفي. اي انه قص النبيين فجاء بعدهم وكان ختامهم بين تفصيل الاخرة بيانا لا يوجد فيه شيء من كتب الانبياء فانها اجملت ولم تفصل. فزاد محمد صلى الله عليه وسلم على الانبياء في تفصيل المعاد مما يتصل بالسؤال والشفاعة والحساب ودرجات اهل الجنة ودركات اهل النار. فلمجيء محمد صلى الله عليه وسلم بالتفصيل ومن سبقه بالاجمال ظن طائفة من المتفلسفة انه لم يفصح في معاني الابدان الا محمد صلى الله عليه وسلم. وجعلوا هذا حجة لهم في انه من باب التخيير والخطاب الجمهوري اي الحجج لترضي الجمهور وان كانت غير واقعية. والقرآن بين معاد النفس عند الموت ومعاد البدن عند القيامة الكبرى في غير موضع. وهؤلاء الملاحدة ينكرون القيامة الكبرى وينكرون ما عاد الابدان ويقولون انه لم يخبر بذلك الا محمد صلى الله عليه وسلم على طريق التخييم. فالرد عليهم ان زعمهم هذا كذب فان القيامة الكبرى هي معروفة عند الانبياء. من ادم الى نوح الى ابراهيم وموسى وعيسى وغيرهم عليهم الصلاة والسلام طار وانذار. الذي اخبر به محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة انواع اقسام واخبار فالاقسام كما في قوله عز وجل وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب وقوله سبحانه زعم الذين كفروا الا يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن. وقال سبحانه ويستنبئونك احق هو؟ قل اي وربي انه الحق فهذه ثلاث ايات امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقسم فيها على البعث واخبر الله سبحانه وتعالى عن اقترابها بقوله اقتربت الساعة وانشق القمر اقترب للناس حسابهم وهو في غفلة معرضون. سأل سائل بعذاب واقع في ليس له دافع الى قوله انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا. وذم الله مكذبين في المعاد. قال قد خسر الذين بلقاء الله وما كانوا مهتدين الا ان الذين يؤمرون في الساعة لفي ضلال بعيد بل ادارك علمه في الاخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمود واقسموا بالله ايمانهم لا يبعث الله من يموت. فلا وعد عليه حقا. اذا ان قال وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين. ان الساعة لاتية لا ريب فيها ولكن اكثر الناس لا يؤمنون. الى قوله ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكرا وصما. فاواهم جهنم كلما خبز كلما خبز زدناهم ذلك جزاءهم بانهم كفروا باياتنا وقالوا واذا كنا عظاما ورفاة ائنا لمبعوثون خلقا جديدا. وقد اخبر الله انه ارسل الرسل مبشرين او منذرين في اية من القرآن واخبر عن اهل النار انهم اذا قال لهم خزنة الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين. وهذا اعتراف من الصافي كفرة الداخلين في جهنم ان الرسل ان انذرتهم بقاع يومهم هذا فجميع الرسل انذروا بما انذر به خاتمهم من عقوبات المذنبين في الدنيا والاخرة. فعامة سور القرآن التي فيها ذكر الوعد الرئيس يذكر ذلك فيها. في الدنيا وفي الاخرة ومن شبه المنكرين للميعاد من شبه المنكرين المعاد الجهل بالله. وزعمهم عدم العظام والرفات خلقا جديدا. فقال تعالى وقالوا فاذا كنا عظام غرفات ائنا لمبعوثون خلقا جديدة والله سبحانه وتعالى يقرر المعاد بذكر كمال علمه وكمال قدرته وكمال حكمته فان شبه المنكرين للمعابد كلها تعود الى ثلاثة انواع. احدها اختلاط اجزائهم باجزاء الارض. على وجه لا يتميز ولا يحصل معها تميز شخص عن شخص. الثاني ان القدرة لا تتعلق بذلك. الثالث ان ذلك امر لا فائدة فيه. او انما الحكمة انما اقتضى دوام هذا النوع الانساني شيئا بعد شيء هكذا. كلما مات جيل خلفه جيل اخر. فاما ان يميت النوع الانساني كله ثم يحييه بعد ذلك فلا حكمة في ذلك. فجاءت ابراهيم المعادي في القرآن مبنية على ثلاثة اصول. احدها تقرير كمال علم الرب سبحانه كما فقال في جواب من قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم. وقال وان الساعة لاتية الصفح الجميل ان ربك هو الخلاق العليم. وقال قد علمنا ما تنقص الارض منهم. الثاني تقرير كمال قدرته كقوله اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم؟ وقوله بلى قادرين على ان نسوي بناءه. وقال ذلك بان الله هو الحق له يحي الموتى وانه على كل شيء قدير. ويجمع سبحانه بين الامرين كما في قوله اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم. الثالث كمال حكمته. كقوله وما خلق السماوات والارض وما بينهما لاعبين. وما وقوله وما خلق السماء والارض وما بينهما باطلا. وقوله ايحسب الانسان ان يترك سدى. وقوله افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق وقوله ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ولهذا كان الصواب ان المعادة معلوم بالعقل مع الشرع. وان كمال الرب تعالى وكمال اسمائه وصفاته تقتضيه وتوجبه. وان فهو منزه عما يقوله منكروه كما ينزه كماله عن سائر العيوب والنقائص. والادلة العقلية على البعث من القرآن الكريم والاستدلال بالقرآن من ناحيته. الاولى الخبر من ناحية كونه صدر عن المعصوم الثانية من ناحية الاستدلال بالايات الكونية على قدرة الله تعالى. ومن الادلة العقلية على البعث قول الله تعالى ضرب لنا مثله ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم. قل يحييها الذي اشاها اول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون. اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم؟ بلى وهو الخلاق العليم فيه العظام وهي رميم. قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم. وضرب لنا مثلا ونسي خلقه. قال من يحيي العظام وهي رميم ولحيها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم. فان الله سبحانه وتعالى افتتح هذه الحجة بسؤال اورده ملحد في قوله وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم اقتضى جوابا فاجيب بجوابين الاول قوله ونسي خلقه وهذا يفي بالجواب. والثاني قوله قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم ولهذا فان الثاني تأكيد للحجة وزيادة تقريرها قل يوحيها الذي انشأها اول مرة فاحتج بالابداء على الاعادة وبالنشأة الاولى على نشأة الاخرة اذ كل عاقل يعلم ضروريا ان من قدر على هذه قدر على هذه وانه لو كان عاجزا عن الثانية لكان عن الاولى اعجز واعجز ثم اكد هذه الحجة بالحجة الثانية. والدليل الثاني وهو رد على شبهة ثانية لملحد اخر يتضمن الدليل وهو قوله الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون. فان هذه فان هذه الاية تتضمن شبهة اوردها ملحد يقول العظام اذا صارت رميما عادت طبيعتها باردة يابسة والحياة لابد ان تكون مادتها وحاملها طبيعته حارة رطبة فاجاب الله سبحانه تعالى بالدليل والجواب بعد فقال الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون فاخبر سبحانه باخراج هذا العنصر اللي هو في غاية الحرارة واللبوسة وهو النار من الشجر الاخضر الممتلئ بالرطوبة والبرودة. فالذي يخرج الشاي من ضده وتنقاد له مواد المخلوقات وعناصرها ولا تستعصي عليك هو الذي يفعل ما انكره الملحد ودفعه من احياء العظام وهي رميم. الدليل الثالث الاستدلال بالكبير على الصغير في قوله اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثله فهذا فيه الدلالة من الشيء الاجل الاعظم على الايسر الاصغر فان كل يعلم ان من قدر على العظيم الجليل فهو على ما دونه بكثير اقدر واقدر. فمن قادر على على حبق طارد فهو على حمل اوقية اشد باقتدارا. الدليل الرابع انه ليس فعله سبحانه وتعالى بمنزلة غيره. الذي يفعل بالالاف بل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فهو سبحانه وتعالى يستقل بالفعل. لا يحتاج الى الة ومعين واللفي في خلقه لما يريد ان يخلقه ويكونه نفس ارادته. وقوله للمكون كن فاذا هو كائن كما شاءه واراده. يتصرف وفيه بفعله وقوله ولهذا قال سبحانه فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون. ختم سبحانه هذه الحجة باخبار ان ملكوت كل شيء بيده فيتصرف فيه بفعله وقوله ومن الادلة الاستنكار على من ينكر البعث ببيان كمال الحكمة في قوله ايحسب الانسان ان يترك سدى ومثل هذا الاحتجاج ومثل ذلك الاحتجاج في قوله تعالى يا ايها الناس ان كنتم في ريب من وقوله ولقد خلق الانسان من سلالة من طين الى ان قال ثم انكم يوم القيامة تبعثون ومثله ذكر قصة اصحاب الكهف وكيف القاهم ثلاث مئة سنة شمسية وثلاث مئة وتسع سنين قمرية. وقال فيها وكذلك اعثرنا عليهم ليعلموا ان وعد الله حق. وان لا عسى لا ريب فيها اذ يتنازعون بينهم امرهم فقالوا ابنوا عليهم فلان ربهم اعلم بهم قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا القائلون بان الاجسام مركبة من الجواهر الفردة القائلون بان الاجسام مركبة من الجواهر المفردة لهم في المعاد خط واضطراب. وهم فيه خلاء اقوال. هم فيه على قول القول الاول من يقول تعدم الجواهر ثم تعاد. والقول الثاني من يقول تفرقوا الاجزاء ثم تجمع ثم تمام فأورد عليهم الإنسان الذي يأكله حيوان. وذلك الحيوان اكله إنسان. فإن اعيدت تلك الأجزاء من هذا لم تعد من هذا وورد عليهم ان الانسان يتحلل دائما. فما الذي يعاد؟ اهو الذي كان وقت الموت؟ فان قيل بذلك لزم ان يعاد على صورة ضعيفة وهو خلاف ما جاءت من نصوص. وان كان غير ذلك فليس بعض الابدان باولى من بعض. فاجاب بعض بعضهم يزيب عن هذا بجوابين. الجواب الاول اجاب بعضهم بان الانسان فيه اجزاء لا تتحلل. ولا يكون فيها شيء من ذلك الحيوان الذي اكله الثاني وهذا القول لعامة المسلمين ويدخل فيهم المعتزلة والاشعرية وجميع الفرق الاسلامية يقولون ان في الاجزاء ان في الانسان اجزاء نصية لا ولا يكون فيها شيء من ذلك الحيوان الذي اكله الثاني والعقلاء يعلمون ان بدل الانسان نفسه كله يتحلل وليس فيه شيء باق فصار ما ذكروه في المعاد مما وشبهة المتفلسفة في انكار المعاني. القول الثاني الذي عليه السلف وجمهور العقلاء ان الاجسام تنقلب من حال الى حال فتستحيل ترابا. ثم ينشئها الله نشرة اخرى. كما استحال في النشأة الاولى. فانه كان نطفة ثم صار علقة ثم صار مضغة ثم صار عظاما ولحما. ثم انشأه الله خلقا سويا. كذلك الاعادة يعيده الله بعد ان بعد ان يبلى كله الا عجب الذنب. كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل ابن ادم يبلى الا عجب الذنب من خلق ابن ادم وفيه وفي حديث اخر ان الارض تمطر مطرا كمني الرجال. ينبتون في القبور كما ينبت النبات. فالنشأتان نوعان تحت الجسم ايطالي ويتماثلان من وجه ويفترقان ويتنوعان من وجه. والميعاد هو الاول بعينه. وان كان بين لوازم الاعادة ولوازم البدء فرق فعجب الذنب هو الذي يبقى واما سائر فيستحيل فيعاد من المادة التي استحال اليها ومعلوم ان من رأى شخصا وهو صغير ثم رآه وقد صار شيخا علم ان هذا هو ذاك. مع انه دائما في تحلل واستحالة. وكذلك سائر الحيوان والنبات فمن رأى شجرة وهي صغيرة ثم رآها كبيرة قال هذه تلك. وليست صفة تلك النشأة الثانية مماثلة لصفة هذه النشأة حتى يقال ان من الصفات هي المغيرة لا سيما اهل الجنة اذا دخلوها فانهم يدخلونها على صورة ادم طوله ستون ذراعا كما ثبت في الصحيحين وغيرهما اما العرض فانه روي ان عرظه سبعة اذرع لكن الحديث فيه ظعف. والقائلون بها بان الانسان مركب من الجواهر وهم اهل الكلام يقولون انه ركبوا من اجزاء من الجواهر الفردة وهي اجزاء صغيرة غير قابلة غير قابلة للقسمة ويسمونها بالجواهر الفردة وهذا مذهب سائل سائل المتكلمين فان الاجسام عندهم مركبة من هذه الظواهر المتماثلة وانما تتمايز الاجسام بما يخلقه الله فيها من الاعراض. وقد غلى المتكلمون من المعتزلة والاشاعرة في التعويل على نظرية الجواهر الفردة وهي في الاصلي وهي في الاصل نظرية يونانية قديمة قال بها دي مكرس قال بها ديم كريس الفيلسوف الطبيعي اليوناني وقد بنوا عليها كثيرا من الاصول الايمانية فجعلوها عمدتهم في على حدوث العالم ووجود المحدث له حتى ان احد كبار الاشاعرة وهو القاضي ابو بكر الباقلاني قد اوجب الايمان بوجود جوهر الفرض. بناء على ان الايمان بوجود الله متوقف على ثبوته وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب. كما بنوا على تلك النظرية ما يترتب على حدوث العالم من ان الله فاعل بالاختيار لا موجب بالذات كما يقوله الفلاسفة. وانه لا تأثير لشيء من الاسباب في مسبباتها. فليخلق الله الاشياء عند وجود اسبابها لا بها. وهكذا انحرف المتكلمون عن الجادة واعتمدوا في استدلالهم على وهم كاذب ربطوا به وربطوا به مصير العقائد الايمانية كلها والجوهر الفرض منهم من من العلماء من قال لا وجود له. ومنهم من قال انه له وجود. فصارت فصار الايمان بالله عند اهل الكلام والايمان بالبعث والميعاد مرتبط بالجوهر الفرد. وهذا من بدع اهل الكلام ولا الله سبحانه وتعالى في الايمان به والايمان بالبعث والمعادن الى جوهر الفرض مما يتعلق بالايمان بالبعث النفخ في الصور. والنفخ في الصور جاء في في الحديث عن النبي قال لا تخيروا بين الانبياء. ثبت في الحديث في الصحيحين عن النبي انه قال لا تخيروا بين الانبياء فان الناس يصعقون يوم القيامة فاكون اول من افيق فاذا موسى اخذ بقائمة من قوائم العرش فلا ادري افاق قبلي ام جوزي بصعقة يوم الطور وجاء في الحديث الاخر فلا ادري اخاف قبلي ام كان ممن استثنى الله. ان الناس يقولون يوم القيامة فاكون اول توفيق فاذا موسى فاجد موسى باقصا بقائمة العصر لا ادري افاق قبلي ام كان ممن استثنى الله الاشكال في هذا الحديث. وسبب هذا الاشكال ناشئ من انه دخل على الراوي حديث في حديث. فركب بين اللفظين بيان ذلك ان قوله في الحديث ان الناس يصعقون يوم القيامة فاكون اول فاكون اول من يفيق فاذا موسى بقائمة من اقامة العصر بقائمة من قوائم العصر فلا ادري افاق ربي ام جزي بصعقة يوم الطور. جاء بعض الرواة فروى الحديث هكذا ان الناس يصعقون يوم القيامة فاكون اول من تشقق عنه الارض. فاذا موسى اخذ بقائمة من قوائم العرش. فلا ادري افاق قبلي ام جزي بصعقة يوم الطور وفي لفظ اخر ان الناس يصعقون يوم القيامة فاكون ولم اطيق. فاذا موسى اخذ في قائمة من قوائم العرش فلا ادري افاق قبلي ام كان ممن استثنى الله الاشكال انه في اول الحديث قال يصعقون يوم القيامة. وهذا يدل على ان الناس قاموا من القبور ووقفوا للحساب. وفي اخر الحديث قال فاكون اول من تشق عن الارض. يدل على بدء الخروج من القبور حيث تنشق عنه عليه الصلاة والسلام الارض ولم يقف الناس بعد الحساب فيفسد المعنى بذلك لان انشقاق الارض قبل قبل الموقف والصعق في الموقف ومنشأ الاشكال الوهم من بعض الرواة بادخال حديث في حديث وحل الاشكال رد الحديث الى اصله. وهو ان صواب الحديث هكذا ان الناس يسخطون يوم القيامة فاكون اول وليس اول من تشققوا على الارض وانما وهم بعض الرواة فابدل قول فاكون هم اول من افيق بقوله ابدل قوله فاكون اقول اولا واثق بقوله فاكون اول من تشق عنه الارض. وحل الاشكال رد الحديث الاصلي. الصواب ان هذا وهم من الرواة وان هذه اللفظة صوابها فاكون اول من افيق لا فاكون اول من تشقق على الارض وكذلك اشكل في الحديث رواية بعض الرواة فانه روى في اخر الحديث لا ادري افاق قبلي ام كان ممن استثنى الله عز وجل. ووجه الاشكال انه في اخر الحديث استثنى من صعقة يوم القيامة لان اول حديث ان الناس يصعقون يوم القيامة وهذا في موقف القيامة. ثم قال في اخره فلا ادري افاق قبلي ام كان ممن استتر الله. فاستثنى من صعقة يوم القيامة والذين استثناهم الله انما هم مستثنون من صعقة النفقة من صعقة النفخة لا من صعقة يوم القيامة. كما قال تعالى ونفخت الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله. ولم يقع الاستسلام صعقة الخلائق يوم القيامة. فالصعب الذي استثنى الله فيه في سورة الزمر والنمل ذلك الصع صعق تخريب العالم. وسببه النفخ في السوء والفزع. والمستثنى قيل ملكه الموت وثلاث ملائكة بعده ومنشأوا الاشكال الوهم من بعض الرواة حيث اشتبه عليه ان هذه الصعقة هي صعقة النفخة. وان موسى داخل في من استثنى الله فأبدل قوله فلا ادري افاق قبلي ام جزي بصعقة في يوم الفور في قوله فلا ادري افاق قولي ام كان ممن استثنى الله عز وجل وحل قال ردوا حديث الاصل فالمحفوظ الذي تواطأت عليه الروايات الصحيحة هو فلا ادري فاق قبلي ام جوزي بصعقة يوم وعليهم على الصحيح فان الصعق يوم القيامة لتجلي الله لعباده اذا جاء لفصل القضاء. وموسى عليه الصلاة والسلام ان كان لم يصعق معهم فيكون قد جزي بصعقة يوم تجلى ربه للجبل فجعله دكا. فجعلت صعقة هذا قال لي عوضا عن صعقة الخلائق لتجلي الرب يوم القيامة. فتأمل هذا المعنى العظيم. واما قوله فلا ادري افاق قبلي ام كان ممن الله عز وجل فلا يلتئم على مساق الحديث قطعا. فان الافاقة حينئذ هي افاقة البعث. فكيف يقول لا ادري بعث قبلي ان جزي بصاعتي يوم الطور فتأملت. وممن نبه على هذا الحافظ ابو الحجاج والحافظ العلامة ابن القيم والحافظ عماد الدين ابن كثير. نبهوا على هذا الوهم من الرواة. وانه دخل على الرواة حديث في حديث. ولو على الصاع الصعب نوعان صعق البعث وسببه نفخ في السوء ووقته يوم القيامة. والثاني الصعب التجلي. صعق التجلي وسببه تجلي الله للخلاء. ووقته في موقف القيامة ونفخه في الصور نفختان على الصحيح. وقال بعضهم ثلاث نفخات. نفخة الفزع ونفخة الصاعق ونفخة الموت. والصواب ان ان نفخة الفزعة الصاعق نفخة واحدة نفخة طويلة يطولها اسرافيل فاولها فزع واخرها موت واما الحديث الذي فيه اثبات ثلاث نفخات فهو حديث ضعيف فاولها النفخة الاولى نفخة الفزع اولا ويتغير بها هذا العالم ويقصد نظامه فيسير الله الجبال وترتد الارض باهلها رجة فتكون كالسفينة الموقرة في البحر تضربها الامواج. فتميل الارض بالناس على ظهرها فتذهل المراضع وتضع الحوامل تشيب الولدان وتطير الشياطين الهاربين من الفزع حتى تأتي الاقطار فتتلقاه الملائكة فتضربها في وجوهها فترجع ويولي الناس مدبرين فينادي بعضهم بعضا وذلك يقول الله تعالى يوم الثناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم وتتصدع الأرض وتكون السماء كالمهل يرى الناس امرا عظيما وهي مشار اليها بقوله تعالى وما ينظر هؤلاء الا صيحة واحدة ما لها من فواق اي من رجوع ومرد وقوله ونفخت ففزع من في السماوات وما في الارض الا من شاء الله. قيل مستثنى ملك الموت وجبريل وميكائيل واسرافيل وقيل غير ذلك. وانما يحصل الفزع بشدة ما يقع من هول تلك النفخة. ثم يكون اخرها صعق. وموت وفيها هلاك هلاك كل شيء. كما قال تعالى في هذا السور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وقد فسر الصعق بالموت. النفخة الثانية نفخة البعث والنشور. وقد جاء في الكتاب العزيز ايات تدل عليها كقوله تعالى ونفخ في الصور اله من الاجداث الى ربهم يصلون. وقوله سبحانه ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون. وقوله والسمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب. قالوا المنادي اسرافيل عليه الصلاة والسلام ينفخ في الصور. وينادي ان يسوى العظام البالية والاوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور متفرقة ان الله يأمركن ان تجتمعن لفصل القضاء والمكان القريب صخرة بيت المقدس وبين النسختين اربعون والعرض انواع عرض اعمال او صحف وعرض الناس على جهنم وعرض جهنم على الناس وعرض على الله قد يعرض العمل مع الصحيفة. وقراءة الكتاب صحف الاعمال جمع الصحيفة وهي الكتب التي كتبتها الملائكة واحصن وما فعله كل انسان من سائر عمله في الدنيا القولية والفعلية وغيرها. وانما يؤتى بالصحف الزاما للعباد ودفعا للجدل والعناد الله تعالى وكل انسان الزمناه طائرة في عنقه ونفرد له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. قال العلماء معنى طائره عمله في الاية الاخرى فاولئك يقرأون كتابه ولا يظلمون فسيلا وهو الطفل الذي في شق النواة وهذا يضرب مثلا الشيء الحقير بعد هذا ننتقل الى مبحث الصراط كما سبق انه لغة طريق واضح ومنه قول جليل امير المؤمنين على صراط اذا اعوج الموارد استقيم وشرعا جسر ممدود على متن جهنم يرده الاولون والاخرون بعد مفارقتهم مكان الموقف والادلة على اثباته كثيرة منها ما رواه البيهقي بسنده عن مسروق عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما وقال يجمع الله الناس يوم القيامة الى ان قال فيمروا ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف. لحظ ومذلة فيقال لهم امضوا على قدر نوركم. ثانيا ما اخرجه الامام احمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جهنم جسر ادق من الشعر واحد من السيف عليه كلاليبنا حسن الحديث ثالثا البهيقي عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصراط كحد السيف الحديث وفي بعض الاثار ان طول الصراط والسيرة ثلاث الاف سنة والله اعلم. قال الف منها صعود والف منها هبوط والف منها السواء. والله اعلم بالصواب قصوا الصراط قال العلماء الصراط ادق من الشعرة واحد من السيف واحر من الجمر من الجمرة فقد اخرج الطبراني باسناد حسن عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال ليوضع الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف المرهف. مدحضة اي مزلة اي لا تثبت عليه قدم بل تزل الا من يثبته الله. عليه كلاليب من نار تخطف اهلها فتمسك بهواديبها ويستبقون عليه باعمالهم. فمنهم من شده كالبرق فذلك الذي لا ان ينجوا ومنهم من شدوا كالريح ومنهم اشده كالفرس. الطائفة المنكرة للصراط. وشبهتها وتأويلهم للصراط. والرجل ولاهل الحق يثبتون الصراط على ظاهره. من كونه جسرا حسيا ممسوسا ممدودا على متن جهنم احد من السحر. وانكر هذا الظاهر القاضي عبد الجبار من المعتزلي وكثير من اتباعه. واول الصراط فقالوا المراد بالصراط طريق الجنة. المشار اليه بقوله تعالى يهديهم ويصلح بالهم وطريق النار المشار اليها بقوله فاهدوهم الى صلة الجحيم. شبهتهم انكروا الصراط الحسي زعما منهم انه عبوره انه لا يمكن عبوره وان امكن ففيه تعذيب ولا عذاب على المؤمنين يوم القيامة. الرد عليهم تأويلهم هذا باطل لوجوب حمل النصوص على حقائقها وليس العبور على الصراط باعجب من المشي على الماء والطيران في الهواء والوقوف فيه. وقد اجاب صلى الله عليه وسلم عن سؤال حشر الكافر على وجهه بان القدرة صالحة لذلك. هل هناك صراط اخر؟ قال القرطبي رحمه الله اعلم رحمك الله تعالى انه في ان في الاخرة صراطين. احدهما ما احدهما وجاز لاهل الحشر كلهم. ثقيلهم وخفيفهم يعني يجوزون عليه. الا من دخل الجنة بغير حساب. والا من يلتفت عنق من النار فاذا خلص وان خلصوا من هذا الصراط الاكبر المذكور ولا يخص منه الا المؤمنون الذين علم الله منهم ان القصاص لا يستنفذ حسناتهم على صراط اخر خاص لهم ولا يرجع الى النار من هؤلاء احد ان شاء الله تعالى لانهم قد عبروا الصراط الاول المضروب على جهنم التي يسقط منها الاوبقته ذنوبه وزاد على الحسنات جربه وعيوبه. ويدل على هذا الصراط الثاني فاخرجه البخاري عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه. عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاية ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين قال يخلص المؤمنون من النار فيجلس على قنطرة بين الجنة والنار. فيقص بعضهم بعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا. حتى اذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة هو الذي يفسد محمد بيده لا احدهم اهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله في الدنيا. قال القرطبي هذا في حق من لم يدخل النار من عصاة الموحدين اما من دخل ثم اخرج فانهم لا يحبسون. فلذا اخرجوا بقوا على انهار الجنة. المراد بالورود في قول الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حدث مقضيا. اختلف المفسرون في المراد بالورود المذكور في هذه الاية على قولين. فقيل المرود ثقيل المراد به الدخول في النار وهذا قال ابن عباس هو جماعة واستدلوا بقوله تعالى ثم ننجي الذين اتقوا. بعد قوله وان منكم الا واردها. فالتعبير بالانجاء بعد الورود الدليل على انهم دخلوا لكنهم نجوا. واثيب في ان التعبير بالانجاء لا يستلزم احاطة العذاب بالشخص. بل يكفي في ذلك انعقاد اسباب ولولا لاهلك كما في قوله تعالى ولما جاء هودا فلما جاء امرنا نجينا صالحا ولما جاء امرنا نجينا شعيبا ولم يكن العذاب اصابه ولكن اصابه غيره. ثانيا من ناحية اللغة ان ان الوضوء في اللغة الدليل الثاني استدلوا باللغة. قالوا الورود في اللغة يستلزم الدخول. والجواب يرد ذلك بالحديث الصحيح. عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وفي صحيح مسلم والذي نفسي بيده لا يلد النار احد بائعة تحت الشجرة. قالت حفصة فقلت يا رسول الله اليس الله يقول وان منكم الا واردها؟ فقال الم تسمعيه؟ قال ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جدية. اشار صلى الله عليه وسلم الى ان ورود النار لا يستجب دخولها. وان النجاة من النار لا تستلزم حصوله بس بل تستلزم العقاد سببا الدليل الثالث استدلوا بقوله تعالى وان منكم انكم وما تعبدون من دون الله حصبوا جهنم انتم لها واردون. وقوله تعالى يقدم قومه قومه يوم القيامة فاوردهم النار وقوله ونسوق المجرمين الى جهنم وردا فسمى دخول النار ورودا واجيب لان هذه الايات في كفار ويستلزم الورود واحاطة العذاب بهم ودخولهم من ادلة اخرى الا من لفظ الورود. القول الثاني ان المراد بالورود المرور على الصراط. وهذا هو الصعب. ويؤيد ذلك الحديث الصحيح. الذي رواه الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يلج النار احد ضائع تحت الشجرة. قالت حصة فقلت يا رسول الله اليس الله يقول وان منكم الا واردها؟ فقال الم تسمعيه؟ قال ثم ننزل ونذر الظالمين فيها جثيا. اشار صلى الله عليه وسلم الى ان ورود النار لا يستلزم دخولها. وان النجاة من النار لا تستلزم فصوله. بل تستلزم انعقاد به ولو لم يحصل الهلاك ثانيا ان من طلبه عدوه ليهلكوه ولم يتمكنوا منه يقال نجاه الله منهم ولهذا قال تعالى ولما جاء امرنا انزلناه فلما جاء صالحا ولما جاء شعيبا ولم يكن العذاب اصحابه ولكن اصاب غيرهم ولولا ما خصهم الله به من اسباب النجاة لاصابهم ما اصاب اولئك وكذلك حال الوارد في النار يمرون فوقها على الصراط ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جسية. ثالثا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد بين في حديث جابر المذكور ان الورود هو المرور على الصراط. وعن يعلى بن مرية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال تقول النار للمؤمن يوم القيامة جزي مؤمن فقد اطفأ نورك لهبي. ننتقل الى مبحث الميزان. الميزان عند اهل الحق ميزان حسي له كفتان عظيمتان. والادلة على اثبات الميزان منها قول الله تعالى والوزن يومئذ للحق قوله ونضع الموازين القصة ليوم القيامة قوله فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وقوله فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. واما من خفت موازينه فامه هاوية. تلف العلماء هل في موقف وفي الميزان الواحد امر وزيرا متعددة. فالاكثر انه ميزان واحد لجميع الامم. ولجميع الاعمال. كفتاه وكاطباق السماوات والارض. وقيل انه لكل امة ميزان. وقال الحسن البصري لكل واحد من المكلفين ميزان. قال بعضهم الاظهر اثبات موازين يوم القيامة لا ميزان واحد. استدلالا الاية السابقة ونضع الموازين فمن ثقلت موازينه ومن قال انه ميزان واحد اجاب على الايات في ان مراد الموزونات فجمع باعتبار تنوع الاعمال الموزونة لابد للمؤمن الايمان بان بالميزان الذي توزن به الحسنات والسيئات وانه حق وان له لسان كفتان توزن به الخلاف في الميزان. هل هو حسي او معنوي؟ ذهب بعض المعتزلة. قال ذهب بعض المبتدعة كالمعتزلة وبعض وبعض وعاردين الى ان الميزان امر معنوي والمراد به العدل شبهتهم ان الاعمال اعراض لا تقبل الوزن ومثلها يوزن بميزان معنوية هو العدل وانما يقبل الوزن الاجسام والله ولا يحتاج الى الميزان ولا يحتاج الى الميزان الا البقال والفوال. الرد عليهم بان الله يقلب الاعراض اجساما كما في حديث البراء بن عازب ان العمل يمثل وفي القبر لصاحبه انسانا حسنا او قبيحا مع ان العمل معنويه مع ان العمل معنوي. وكما في حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بموت كبشا اغر يوقف بين الجنة والنار فيقال يا اهل الجنة فيشرئبون وينظرون ويقال يا اهل النار فيشرئفون وينظرون ويرون ان قد جاء الفرج فيذبح ويقال خلوده ولا موت فهذا الموت معنوي قلب جسما وامتناع قلب الحقائق في مقام خرط العادات غير ملفتة اليه. ومنشأ ضلال المؤولين الميزان قياسه احوال الاخرة على احوال الدنيا. هو الذي دلت عليه السنة ان ميزان الاعمال حسي له كفتان حسيتان مشاهدتان من ادلة ذلك حديث البطاقة وفيه فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة. ثانيا وفي الترمذي في سياق اخر توضع الموازين يوم القيام فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة الحديث. وفي هذا السياق فائدة جديدة وهي ان العامل يوزن مع عمله. وهو دليل على ان الميزان له كفتان حسيتان ثالثا وروى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انه ليأتي الرجل العظيم السميع يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال قال اقرأوا ان شئتم فلا نقيم له يوم القيامة وزنا. وقال عليه الصلاة والسلام في ساقي في ساق ابن مسعود والذي نفسي بيده له ما اثقل في الميزان من احد وقد وردت الاحاديث ايضا بوزن الاعمال انفسها. منها حديث ابي ما لك الاشعري في صحيح مسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. ومنها صحيح وهو خاتمة كتاب البخاري كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان الى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فهذه الادلة السابقة تدل على وزن الاشخاص والاعمال وصحائف الاعمال في ميزان حسي له كفتان حسيتان وتوازن الاعمال والعابر وصحة الاعمال. وثبت ان الميزان له كفتان والله اعلم بما وراء ذلك من الكيفيات. الحكمة في وزن الاعمال الحسي قال الثعلب الحكمة في ذلك تعريف الله عباده ما لهم عنده من الجزاء من خير او شر. وقيل بل الحصة في وزن الاعمال ظهور عهد الله سبحانه في جميع عباده فانه لا احد احب اليه العذر من الله. من اجل ذلك ارسل الرسل مبشرين ومنذرين. ومن الحكمة ايضا بيان فضل الله وانه يزن مثاقيل الذر من خير او شر قال تعالى وان اتته حسنة يضاعفها ويؤثم من لدنه اجرا عظيما. وفيه ادخال البشر والسرور على المؤمنين. ووراء ذلك ايضا من الحكم ما الاطلاع لنا عليه. الترتيب في الحساب والميزان ايهما يكون قبل الاخر؟ معتزل. قال العلماء اذا انقضى الحساب كان بعده وزن الاعباء. وذلك لان الوزن جزاء فينبغي ان يكون بعد المحاسبة فان المحاسبة لتقرير الاعمال والوزن لاظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها والترتيب في الميزان والحوظ والصراط والحساب. اعلم ان مراتب المعادي والبعث والصراط والحساب والحوظ وميزان ما يليق. معاد بعث ونشور ثم القيام لرب العالمين ثم الحوض ثم العرض ثم تطاير الصحف واخذها باليمين والشمال ثم الميزان ثم المرور على ثم الوقوف على القنطرة بين الجنة والنار. وجعل القرطبي في التذكرة هذه القنطرة الصراط الثاني للمؤمنين خاصة. وليس وليس يسقط فيه احد في النار فيقول الترتيب هكذا بعث فقيام فحوظ فحساب فصحف فميزان فالصراط فقنطرة فالجنة. نسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهلها. ونقف على مبحث الجنة نعم اخر ما قرأ