بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى. وقدر لهم اقدارا وضرب لهم اجالا. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد قد صدق الكلام على هاتين الجملتين قدر لهم اقدارا وضرب لهم اجالا وان الله تعالى جعل لكل شيء قدرا كما قال سبحانه ووقدر كل شيء وخلق كل شيء فقدره تقديرا وصدق انه ان الله سبحانه ضرب الاجال وجعل لكل نفس اجل اذا جاء اجلهم فلا يستغفرون ساعة ولا يستقدمون. سبق الكلام على حديث ام حبيبة نعم. قال رحمه الله اه ولم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقهم. وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم لهذا اثبات علم الله عز وجل سبق الكلام على علم الله والادلة والمؤلف كرر قال خلقهم بعلمه ثم قال لم يخفى عليهم شيء قبل ان يخلقهم والمعنى ان علم الله سبحانه وتعالى سابق للمقادير فمراتب القدر فما هو معلوم اربع المرتبة الاولى العلم الشامل في جميع الكائنات علم الله الشامل في جميع الكائنات الثانية كتابته لها في اللوح المحفوظ الثالثة ارادته ومشيئته الرابع خلقه وايجازه هذه مراتب القدر. من لم يؤمن بها بها لم يؤمن بالقدر والادلة عليها كثيرة قال الله الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير هذا دليل على اثبات العلم والكتابة قال سبحانه ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير والارادة هذه اللثة كبيرة كما سبق انما امره اذا اراد سند يقول له كن فيكون ولكن الله يفعل ما يريد والخلق والايجاد ادلة كبيرة وخلق كل شيء فقدره تقديرا الله خالق كل شيء ومن انكر المرتبة الاولى والثانية العلم والكتابة فقد كفره اهل العلم لان من انكر العلم نسب الله الى الجهل وكانت القدرية الاولى ينكرون العلم والكتابة وهم الذين قال فيهم الامام الشافعي رحمه الله ناظروا القدرية بالعلم فان اقروا به خصموا وان انكروه كفروا فمن انكر العلم وكتابة القدرية الاولى كفر فان فانهم يكفرون بهذا لانهم ينسبون الله الى الجهل وقد انقرض من قدره الاولى واما عامة القدرية فهم يثلثون العلم والكتابة وينكرون عموم الارادة والمشيئة جميع الفائنات حتى تشمل افعال العباد قالوا ان افعال العباد ما ارادها الله ولا ولا خلقها. فالعباد هم الذين ارادوها وخلقوها وعلم الله كما سبق شامل للماضي والمستقبل والحاضر. بل لما لم يكن ان لو كان كيف يكون كما سبق ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانه لكاره. بين الله بين الله انه يعلم حالهم لو ردوا وادلة العلم كثيرة من الكتاب والسنة وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ان الله بكل شيء عليم والدليل العقلي على ثبوت العلم لله عز وجل ان انه يستحيل ايجاده الاشيا مع الجهل يستحيل ايجاد الاشياء مع الجهل. العقل يحيل في زاد الاشيا مع الجهل ولان الايجاد يستلزم الارادة. والارادة تستلزم تصور المراد. تصور المراد وتصور المراد هو العلم فثبت علم الله في الشرع والعقل في الشرع الادلة كثيرة ان الله بكل شيء عليم انزله بعلمه عالم الغيب فلا يضر على احدا وعنده مفاتح الغد لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة لا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا ولا رصد ولا ملابس الا في كتاب مبين وكما سبق علم الله شامل لما مضى والمستقبل وللحاضر ولما لم يكن لو كان كيف يكون والعقل ايضا دل على ثبوت العلم لله. لانه يستحيل ايجاد الاشيا مع الجهل. ولان الايجاد يستلزم الارادة والارادة تستلزم تصور المراد وتصور المراد هو العلم هنا احسن الله اليك من قسم مراتب القدر الى ست مراتب قسم المشيئة الى مشيئة سابقة وحادثة واضاف امر الى المراتب. لا معروف عند اهل العلم ان مراتب اربع والمشيئة واحدة المشيئة ما تنقسم مشيئة واحدة والارادة تنقسم الى قسمين الارادة الثانية هذه المعروفة ثم رأى انها اربعة وشيخ الاسلام رحمه الله جعلها على درجتين وكل درجة تتضمن مكتبتين. الدرجة الاولى العلم تتضمن مكتبة العلم والكتابة والثانية الارادة والايجاد والخلق في اربع مراتب ما نعلم ان احد نقسمها ست نعم. قال رحمه الله تعالى وامرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته. في هذا ان الله سبحانه قال امر العباد بطاعته ونهوا عن معصيته ذكر هذا بعد الخلق بعد بعد الخلق والقدر ذكر الشر الله ففي دليل لبيان ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته وتوحيده وطاعته لما ذكر انه خلقهم ان الله تعالى خلق الخلق بعلمه قال وامرهم بطاعته ونهوا عن معصيته ففيه بيان ان الله خلق العباد لتوحيده وطاعته كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والارادة الكونية لا يتخلف مرادها والله حكيم كبار يقدره ويشاء سبحانه وتعالى فاذا قدر الله الشرك على العبد فله الحكمة البالغة ولا يكون هذا حجة له في جواز الشرك. اذا قدر الله المعصية على العبد ومعنى يعبدون يوحدون توحيد بامتثال الاوامر واجتناب النواهي. قال سبحانه الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور والله تعالى خلق الخلق لعبادته وتوحيده وطاعته امرهم بطاعته ونهم عن معصيته. وهذه هي العبادة التي خلق الخلق من اجلها العبادة ان تمتثل على الاوامر وتجتنب النواهي وتقف عند الحدود وتستقيم على دين الله هذا هو العبادة الذي خلق خلقه توحيد الله وطاعته طاعة الاوامر واجتناب النواهي فعل النواهي الاوامر واجبة مستحبة كن نواهي المحرمة والمكروهة. نعم. قال رحمه الله تعالى وكل شيء يجري بتقدير ومشيئته ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم. فما شاء لهم كان وما فلم يشأ لم يكن هذا فيه بيان مشيئة الرب. وان كل شيء يجري بتقديره ومشيئته. وان مشيئة الله نافذة اما مشيئة العبادة فهي تابعة لمشيئة الله عز وجل مشيئة الله نافذة لا لا يتخلف ما شاءه الله كما قال كما يقول المسلمون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن كل شيء شاءه الله لابد ان يوجد. وما لم يشاء الله وجوده فانه لا يكون كل شيء يدري بتقدير الله ومشيئته ومشيئة الله نافذة وارادة كونية لا تتخلف والمشيئة لا تنقسم الى قسمين انما الذي ينقسم الى قسمين الارادة. الارادة الكونية الارادة تنقسم ارادة كونية قدرية ترادف المشيئة وارادة دينية شرعية تراد ترادف المحبة والرضا الارادة الكونية مرادفة للمشيئة المشيئة لا تنقسم. واحدة فما شاء الله كان وما لم يشهد لكم. وكل شيء يقضي كل شيء يجري بقضاء الله وقدره ومشيئته ومشيئة الله نافذة. اما مشيئة العباد مشيئة العباد فقد تنفذ وقد لا تمضي لانها تابعة لمشيئة الرب مشيئة العباد تابعة لمشيئة الله كما قال الله سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليم حكيما وقال سبحانه وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وقال سبحانه ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحسرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله وقال ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون. وقال سبحانه ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها. ولكن حق القول مني وقال تعالى من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم وقال سبحانه فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعده السبب. وهالارادة قال كونية هي مرادفة للمشيئة. المعنى واحد فمشيئة الله نافذة. اما مشيئة العباد فهي تابعة لمشيئة الله عز وجل فقد يشاء العبد شيئا ولكن لا يقع لان الله لم يشاء وقوعه هو قد يشاء العبد شيئا فيقع لان الله اراد وقوعه. مشيئة العبد تابعة بمشيئة الله عز وجل وقد انكر الله سبحانه وتعالى على الكفار احتجاجهم بالمشيئة لقوله عز وجل وقال الذين شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرم من دونه من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ ان تتبعون الا الظن وان كنتم الا فاخرصون. الاية من سورة الانعام وقال سبحانه وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا. وقال الذين شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا وقال الذي اسركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه بشيء نحن ولا اباؤنا كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل الا البلاغ المبين؟ الاية من سورة النحو وقال الله سبحانه وتعالى عن نوح ولا ينفعكم نصفي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم واليه ترجعون فهؤلاء المشركون تجلو بالمشيئة فانزل الله عليهم ذلك لانهم احتجوا بالمشيئة على محبة الله ورضاه فاستدلوا بها على ان على ان ما شاء الله احبه ورضي. وان المشيئة دليل على محبته ورضاه. ولولا انه شاءه لولا انه احبه ورضيه لما شاءه. فانكر الله عليهم ذلك لان الله قد يشاء الشيب ولا يرضاه ولا يحبه او انهم زعلوا او ان الله انكر عليهم انهم جعلوا المشيئة دليل على الرظا والمحبة. او انهم عارضوا شرع الله عارضوا شرع الله ودينه بمشيئته عارضوا عارضوا قضاء الله وقدره بالشر هم عارضوا دين الله وشرعه بالمشيئة لو شاء الله ما اشركنا فانكر الله عليه ذلك فلا يعارض ما شرعه الله بالمشيئة المشيئة فله الحكمة البالغة ولا يكون هذا دليل له على جواز المعصية وعلى فعل معصية. فلهذا انكر الله عليهم نعم. قال رحمه الله تعالى يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا. ويضل من ان يشاء ويخذل ويبتلي عدلا. ما ما قبل هذا شيء جمل. وكل شيء يجري بتقديره بيئته ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم فما شاء لهم كان وما لم يشاء الم يكن ما في عدة سيادة او التهديد بعض النسخ زيادة بزيادة فسقطت عندك لا ومتعال عن الاوداد والانداد ها تأتي بعده اذا نسيت الترتيب يختلف. الترتيب طيب اعد الجمعة يهدي يعافي فضلا ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا. هذا فعله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا منه واحسانا ويضل ويبث لي عدلا من هو حكمة ويهدي ويعصم ويعافي فضلا ويضل ويبتلي حكمة منه وعدلا سبحانه وتعالى وهذه مسألة وهي مسألة الهدى والضلال مسألة عظيمة من اهم المسائل القدر حتى ان العلامة ابن القيم رحمه الله قال انه قلب ابواب القدر مسألة الهدى والضلال هذه تسمى مسألة الهدى والضلال. فقلب ابواب القدر ومساعده واراد المؤلف رحمه الله الطحاوي الرد على القدرية والمعتزلة الذين يقولون انه يجب على على الله فعل الاصلح للعبد يقولون يجب على الله فعل الاصلح للارض وهي مسألة الهدى والضلال والقدرية انكروا ان يظل ان يهدي الله احدا او ان يضل احدا فقالوا ان العبد هو الذي يهدي نفسه هو الذي يضل نفسه اما الله فلا يهدي احدا ولا يضل احدا واجابوا عن النصوص قالوا معنى يهدي يعني يبين له الطريق الصواب ومعنى يهديه يعني يبين له طريق الصواب ويسميه مهتديا. ومعنى يضله ومعنى يضله ان يسميه ضالا او يحكم عليه بالاضلال بعد خلقه الاضلال من نفسه فهذه المسألة هي مسألة الهدى والضلال مسألة عظيمة مسائل القدر لابد من بيان مراتب الهداية واقسامها حتى يتبين فهذا الباب مراتب الهداية اربع المرتبة الاولى الهداية العامة لكل مخلوق الهداية العامة لكل مخلوق الى ما يصلحه هداية الله العامة لكل مخلوق الى مصالح معاشه وما يقيمه هذي الهداية العامة عامة لكل مخلوق للادميين والطيور والوحوش والصغار والكبار والاطفال هداية العامة هداية الله العامة لكل مخلوق الى ما يصلحه في معاشه والى ما يقيمه ويدخل في ذلك هداية الطيور الى اوكارها وهداية الانعام الى مرافعها وهداية الطفل الى ثدي امه وهداية الانسان الى ما يصلحه في معاشه وما يقيم به امور حياته هداه الله هدا الله اللسان كيف يأكل كيف يشرب كيف ينكح حيوانات هداها الله تعرف كيف تأكل وكيف تشرب كيف تنكح وانساها عامة شاملة للادميين وللحيوانات وللحوش وللطيور قال الله سبحانه وتعالى سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى. هذا دليل الهداية العامة وقال سبحانه بجواب موسى لفرعون قال قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى اعطى كرسي خلقه ثم هدى كل كل المخلوقات هداها الله الى ما يصلحها في معاشه فالابل والبقر والغنم هداها الله كيف تأكل وكيف تذهب الى الماء وتشرب؟ كيف تذهب الى المراعي؟ الطفل من حين سقوطه من بطن امه هداه الله لان يلتقي مسد امه هذا من الهداية العامة الطيور هداها الله الى او كارهة والى كلب غذائها الى صغارها الذي اعطى كل شيء خلقه ثمته. هذه عامة للادميين ولغيرهم وهذه ما ما انكرها احد النوع الثاني من الهداية هداية البيان والدلالة والارشاد والتعليم والدعوة والابلاغ التعليم والدعوة الى ما يصلح الانسان في معاده وهذه خاصة بالادميين خاصة بالمكلفين الى الجن والانس خاصة بالمكلفين من الجن والانس هداه ثم هداة البيان والدلال والارشاد والدعوة والتعليم والابلاغ والدعوة الى ما يصلح الانسان في في ميعاده يوم يوم القيامة الى ما يكون سببا في نجاته. من النار واداءه فيما اوجب الله عليه وهذه المرتبة هي حجة الله على خلقه لا يعذب الله احدا حتى تقوم عليه الحجة وحتى يهدى هذه الهداية وهي التي ارسل من اجلها الرسل وانزل من اجلها الكتب. قال سبحانه رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال سبحانه وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم ما كان الله ليضل قوما بعد ان هداهم يعني ما كان الله ليظلهم بعد ان هداهم وبين لهم طريق الخير فلما بين لهم طريق الخير وتركوه اضلهم عقوبة لهم وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم هذه هداية الدلال هو الارشاد. وقال سبحانه واما ثمود فهديناهم. فاستحبوا العمى على الهدى. هديناهم يعني دللنا لهم طريق الخير وطريق الشر واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فلما بين الله لهم طريق الخير وطريق الشر واستحب العمل على الهدى جاءتهم العقوبة. فاخذتهم صاعقة العذاب الهول بما كانوا يكسبون وهذه الهداية ثابتة للرسل والانبياء والمصلحين والدعاة كلهم يقدرون عليها قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وانك لتهدي الى صراط مستقيم اي ترشد وتدل وتبلغ وتدعو هذي هداية يقدر عليها الرسول عليه الصلاة والسلام ويقدر عليها الدعاة ومصلحون. يهدون الناس هداية الدلالة والارشاد والبيان والتبليغ والدعوة هذه خاصة في المكلفين من الانس والجن وليست للحيوانات ولا للطيور الهداية يعني بيان وارشاد الناس الى الامر الذي خلقوا له ما اوجب الله عليهم من توحيده وطاعته وترك معصيته الله تعالى لا يعذب احد حتى تقوم عليه يا اخي حتى تقوم الحجة عليه وحتى يتبين له ما اوجب الله عليه كما قال وما كان الله ليضل قوما بعد اذاهم حتى يبين لهم ما يتقون. وقال سبحانه وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا اذا بعث الرسول وارشد الناس ودلهم على ما اوجب الله عليهم من التوحيد والطاعة والاجتهاد بالمعصية قامت الحجة عليه اذا قامت الحجة بعد ذلك استحقوا العذاب. اذا لم يعملوا هذي هداية البيان والدلال والارشاد وهذي ايضا ما انكرها. ما انكرها معتزلة النوع الثالث هداية التوفيق والالهام والتسبيح جعل الانسان يقبل الحق ويرضاه ويختاره. وخلق هداية في القلب. هذه خاصة بالله. لا يقدر عليها الا الله لا يقدر عليها احد من الخلق للانبياء ولا غيره وهذه هي المنفية عن النبي صلى الله عليه وسلم نفاها الله بقوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فهو لا يهديه يعني لا يخلق الهداية في القلب. ولا يوفق ولا يلهم ولا يجعله يقبل الحق ويختاره ويرضاه الا الله ولو كانت الهداية هداية جلالة والارشاد لكان النبي صلى الله عليه وسلم ارشد من احب ومن ابغض وقال سبحانه من يشاء الله ظله ومن يشاء اجعله على صراط مستقيم فالله تعالى يهدي ويضل فالهداية والاظلال بيد الله عز وجل والعبد هو الضال والمهتدي ولابد في وقوع هذه الهداية من امرين. الامر الاول الهداية من الله بان يهدي يهديه الله والثاني الاهتداء من العبد فاذا هداه الله واهتدى حصلت له هداية في التوفيق وكذلك الاضلال من الله والعبد هو الضال اذا اضله الله فظل صار ضالا فالهداية والاظلال بيد الله عز وجل وقد اتفقت رسل الله وكتبه المنزلة على ان الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وانه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وهذه المسألة مسألة الهدى الهداية والاضلال مسألة عظيمة لان افضل ما يقدره الله على العبد واجل ما يقسمه له هو الهداية واعظم ما يبتلي الله به العبد واعظم مصيبة تصيبه هو ان يقدر الله عليه الاضلال وكل نعمة فيها دون نعمة الهداية. وكل مصيبة فهي دون مصيبة الاغلام فلذلك كانت الهداية والاظلال بيد الله عز وجل هذه المرتبة انكرها المعتزلة والقدرية انكروها انكر عليهما بالسنة وبدعوهم وضللوهم وهذا هو معنى قول المؤلف رحمه الله يعصم يهدي من يشاء اعصموا يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا. ويضل من يشاء ويبتلي حكمة بل وعدلا المعتزلة والقدرية قالوا الهداية والاضلال بيد العبد وليس بيد الله الهداية والاولاد انكروا هذه المرتبة انكر عليهم اهل السنة وقالوا النصوص واضحة لان الله سبحانه وتعالى بيده الهداية والاظلام قال ولو شئنا لاتنا كل نفس هداها ولكن حق القلوب منا لو كانت الهداية بيد العبد لما اذهب بالمشيئة ولو شئنا لاتين ولكن الله سبحانه وتعالى خص المؤمن بنعمة دينية دون الكافر كما قال سبحانه ولولا نعمة ربي لكنت من المفطرين وقال سبحانه ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله هذه النعمة خص الله بها المؤمنين قص الله بها المؤمنين خصهم بنعمة دينية جعلهم يقبلون الحق ويرضون به ويختارون والهمهم اياه وخلق في قلوبهم فصاروا مهتدين وله الفضل والاحسان والكافر اضله الله خذله واضله الله وابتلاه في الاضلال عدل من هو حكمة لما له من حكمة بالغة سبحانه وتعالى فالهداية والاضلال بيد الله عز وجل فالمؤمن اختصه الله بهذه النعمة الدينية دون الكعبة هو الكافر خذله الله والمعتزلة والقدرية انكروا هذه المرتبة وقالوا الهداية والاضلال بيد العبد وتأولوا النصوص في قوله يهدي من يشاء ويضل من يشاء قالوا معناه يهدي يعني يسميه مهتديا. ويبين له طريق الصواب فسروها بالهداية هداية الدلالة والارشاد ويضل من يشاء قالوا يسميه ضالا او يحكم او يحكم عليه بالاضلال بعد ان يخلق الضلال من نفسه هذا من ابطال الباطل القدرية يضربون مثلا في هذا والله تعالى قال فلا تضربوا لله الامثال لكنهم يضربون مثلا يقولون ان الله تعالى لم يهدي احدا ولم يضل احدا ولكن العبد هو الذي اختار الهداية بنفسه وخلق الهداية لنفسه هو الكافر اختار الان الاضلال وخلق الاضلال لنفسه واختار بنفسه والله والله تعالى لم يخص المؤمن بنعمة دينية ولم يخذل الكافر وهذا مبني على شبهتهم السابقة وهو انه لو لو هدى واضل هؤلاء لكان ذكر هذا جورا والله عدل لا يجور فسبق الجواب على هذه الشبهة وان الله له حكمة بالغة فيما يقدره وان الله عاقبهم ما لم يستجيبوا للحق بعد ظهوره ووضوحه عاقبه. كما سبق في الاية. وما كان الله ليضل قوما بعد ان هداهم حتى يبين لهم ما يتقون فلما بين لهم ما يستقون واتضح لهم الامر فلم يقبلوه اضلهم الله عقوبة الله سبحانه فلما زاغوا ازال الله قلوبهم. وقال سبحانه ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ونذرهم في طغيانهم يعمهون فقالوا مثل الله في ذلك مثل رجل له ابنان اعطاهما اعطى كل واحد منهما سيفه وقال لهما جاهدا به في سبيل الله فالاول اطاع والده وجاهد به سبيل الله. والثاني عصى والده وجعل يستعرض رقاب المسلمين ويقتل المسلمين به هذا اختار طريق الحق وهذا يختار طريق الضلالة من نفسه. هذا من نفسه وهذا من نفسه. والله تعالى ما خص الاول بهداية ولا خص ولا خص الثاني بالاولى وهذا من افضل الباطل هذا باطل فالمرتبة الهداية بداية التوفيق والتسديد هذه خاصة بالله عز وجل وهذه انكرها المعتزلة والقدرية وهذه خاصة بالله. واما الهداية الثانية هداية الله والارشاد هي حجة الله على خلقه لا يعذب احدا حتى يهديه هداية الدلالة والارشاد كما سبق واما ثمود فهديناه ولو شئنا لاتنا كل نفس هداها والايات والنصوص في كثيرة قوله سبحانه وتعالى ان تقول نفس يا حسرتك على ما فرت في جنب الله وان كتر من الساخرين او تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقين والمرتبة الرابعة الهداية الى طريق الجنة والنار يوم القيامة والكفار يهديهم الله الى النار والمؤمنين يهديهم الله الى الجنة قال سبحانه وتعالى في الكفار احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى صراط الجحيم فاهدوهم الى احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى صراط الجحيم. الاية من سورة الصافان وقال سبحانه في المؤمنين والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم هذه هداية بعد قتلهم يهديهم الى طريق الجنة ويصلح بالهم بارضاء خصومهم وقبول اعمالهم. فهذه مراتب الهداية. المرتبة الاولى الهداية عامة والمرتبة الرابعة ليس فيهما اشكال الا البحث في المرتبة الثانية مرتبة الهداية الدلالة والارشاد وهداية التوفيق والتسديد هذا محل النزاع والخلاف بينه وبين اهل السنة اهل السنة يقسمون الهداية الى قسمين هداية دلالة وارشاد وهي التوفيق والهام والقدرية والمعتزلة ليس عندهم الا هداية واحدة هداية الدلالة وهداية التوفيق يردونها الى هداية الى هداية البيان والاسهاد وهذا من افضل الباطل وهذا مبني على اصل فاسد وهو بوجوب فعل الاصلح للعبد على الله. قد يجب على الله فعل الاصلح للعبد. وما دام يجب على الله فعل اصلح العبد قالوا فلا فلا يمكن ان ان يهدي الله احدا ولا ان يضل احدا وهذا ايضا مبني على اصلهم الاخر وهو القول بان افعال العباد مخلوقة لهم. فالعباد هم الذين خلقوا الهداية والضلال هم الذين يخلقون الطاعات والمعاصي ولو خص الله احدا بالهداية وخذل احدا لكان ظالما والله عادل لا يجوز. وكما سبق ان الله له الحكمة البالغة كما سبق في بيان حكمة الله في تقدير الكفر والمعاصي وغيرها وان الذي ينسب الى الله عندما هو الخلق وهو مبني على الحكمة والذي ينسب الى العبد هو المباشرة والكسب ولهذا فان الهداية والاضلال بيد الله فالله تعالى يهدي ويضل. والعبد يباشر فيكون هو هو المهتدي وهو الضال العبد هو المهتدي والضال. والله يهدي ويضل. يظل من يشاء. يهدي من يشاء ويضل من يشاء من يشاء الله يضلله ومن يستجابه على الصراط المستقيم ولابد فيها من امرين هذه الهداية والاظلال هذا من الله والعبد منه الاهتداء والضلال مباشرة والكسر انا قال رحمه الله تعالى وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله. نعم كل العباد يتقلبون بين مشيئته وفضله فهو ايتقلبون فالى مشيئته وفضله. كما قال سبحانه هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير فهو سبحانه وتعالى يهدي من يشاء فضلا منه واحسانه ويضل من يشاء مشيئة وحكمة وعدلا وما ربك بظلام للعبيد الله سبحانه وتعالى عليم في المحال التي تصلح للهداية علموا بمحل الذي يصلح لغرس الكرامة فيهدي. وعليم بالمحل الذي لا يصلح لغرس الكرامة فلا يهديه وهو سبحانه وتعالى يتصرف في عباده والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه والله تعالى وضع الاشياء في مواضعها ولا يكون الانسان ظالما ولا يكون احد ظالما لا يكون الشخص ظالما الا اذا منع الشخص مما يستحقه والله تعالى ما منع الكافر شيئا يستحقه فالهداية ملكه وبيده سبحانه وتعالى فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء يظل يهدي من يشاء فضلا واحسانا ويظل من يشاء مشيئة وحكمة وعدلا والعباد والناس كلهم خلق الله وعبيده يتصرف فيهم ولم يمنع احدا شيئا له حتى يكون ظالما فالظلم هو ان تمنع احدا من حقه او تحمله اوزار غيره ولهذا قال لا ظلم لا ظلم اليوم. اليوم تزاكر النفس بما كسبوا لا ظلم اليوم. ومن يعمل من الصالحة وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا غضا والظلم يختلف الناس في تفسيره ولعله يأتي ان شاء الله في العقيدة بيان الظلم حقيقة الظلم واقسام والاقوال فيه. نعم. قال رحمه الله تعالى وهو متعال عن الاضباد والانداد. نعم الله تعالى متعالي عن الاوداد والانداد. الاوداد فيها مضد وهو مخالف هو سبحانه لا مخالف له. ما شاء ما شاء الله كانوا ولا يشاركون. فلا يمكن ان يخالفه شيء نافذة ما شاء الله كان وما لم يشغل ولا مثل له كما قال سبحانه ولم يكن له كفوا احد فلا ظد له ولا به لا مخالف له ولا مثل الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله لا راد لقضائه ولا معقبه حكمه ولا غالب لامره. لا راد لقضاءه ولا معقب لحكمه ولا غالب لامره لا يرد قضاء الله راك اذا قضى الله شيئا فلا يرده احد لابد من وقوعه ولا معقب لحكمه يعني لا يؤخر احد حكم الله بل لا بد ان ينفذ ولا غالب لامر الله لان الله سبحانه وتعالى هو الغالب وهو الواحد القهار فلا يردوا قضاء الله احد ولا يؤخر حكمه فلا بد ان ينفذ قظاء الله ولابد ان يأخذ حكم الله ولا في وقته ولا يؤخره احد ولا يغلب امر الله غالب لان الله اذا اراد شيئا قال له كن فيكون ولا يغلب امر الله شيء. لان الله هو الواحد القهار سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله الله امنا بذلك كله وايقنا ان كلا من عنده. فعاملنا يعني صدقنا صدقنا بذلك واعتقدنا ذلك وايقنا من اليقين يعني وهو الاستقرار يعني ثبت هذا في قلوبنا واستقر فاليقين هو الاستقرار من يقن الماء اذا استقر في المكان والمعنى ان كل شيء يجري بقضاء الله وقدره وارادته وتكوينه ومشيئته مشيئة الله نافذة وقدر الله جار ماض ما اراده الله لا بد ان يكون وما اراد الله تكوينه لابد ان يوجد امنا بذلك وصدقنا واستقر ذلك في قلوبنا. هنا قال رحمه الله لان هذا من الايمان بقضاء الله وقدره. لا بد من ذلك كما سبق لابد ان يعين بعلم الله في الاشياء وكتابته لها في اللوح المحفوظ وارادته لكل من يوجد في هذا الكون لابد ان ان الله اراده وخلقه وايجابه وهذا مكتوب قبل ان تخلق الخلائق بخمسين الف سنة كما ثبت في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص النبي يقول صلى الله عليه وسلم قال قدر الله وما قدر الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء هنا قال رحمه الله وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتهد وان محمدا ان على قوله نقول في في توحيد الله معتقدين ان الله وحده لا شريك له والصواب ان كما سبق لان ان تكسر بعد القول تقرأ الجملة الاولى نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده المصطفى والرسل المصطفى هذه معطوفة عليها ان محمد معطوف على ان الله وحده لا شريك له. تقرأ الجملة الاولى هناك عشان صحح الخطأ اللي سبق قبل ليلتين وان مكسورة تكسر بعد القول. قال اني عبد الله اتاني الكتاب يقول انك المصدقين انك لمن المصدقين. قال انني انه كان لي قريب يقول يقول ائنك لمن المصدقين نعم. قال رحمه الله نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله له وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى. نعم. عطف اثبات النبوة على اثبات التوحيد نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله وحده لا شريك له. هذا اثبات التوحيد. توحيد الله في ربوبيته وفي اسمائه وصفاته وافعاله وفي الوهيته وعبادته ثم قال وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى المجتمع والمصطفى والمرتضى متقاربة. يعني ان محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي المكي ثم المدني هو رسول الله. عبد الله ورسوله اجتبه الله اصطفاه وارتضاه مختصة في الرسالة والنبوة عليه الصلاة والسلام وصفه على العالمين لابد من الايمان بهذا لان محمدا رسول الله عبد الله ورسوله. وانه خاتم النبيين وانه لا نبي بعده. وانه افضل الانبياء من لم يؤمن بهذا وانه رسول الله لا العربي والعجم والجن والانس ملنوا بهذا فليس بمؤمن ولو زعم انه يوحد الله وانه يعبد الله وانه يوحد الله في ربوبيته وفي اسمائه وصفاته وافعاله وهو لا يشهد ان محمدا رسول الله ان محمدا رسول الله لا يصح ايمانه ولا توحيده ولو قال زعم انه يشهد ان لا اله الا الله ولكنه لا يشهد ان محمدا رسول الله لم يصح توحيده يكون كافر شهادتان لا تصح احداهما بدون الاخرى. من شهد ان لا اله الا الله من شهد ان لا اله الا الله ولم يشهد ان محمدا رسول الله لا تقبل منه ومن شهد ان محمدا رسول الله ولم يشهد ان لا اله الا الله لم تقبل منه لابد من من الشهادتين واذا اطبقت احداهما دخلت هي الاخرى اذا اطلقت احداهما دخلت هي الاخرى واذا اجتمعتا تفسر الشهادة الاولى بتوحيد الله والثانية شاء الشهادة برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا نسى الله الايمان عن اهل الكتاب اليهود والنصارى لانهم لم يشهدوا ان محمدا رسول الله وان كانوا يزعمون انهم مؤمنون بالله. قال الله تعالى في سورة صراعه قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر. ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله. ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب. حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغون دفع عنهم الايمان لانهم ما امنوا بمحمد. ما شهدوا ان محمدا رسول الله وان كانوا يزعمون انهم امنوا بالله وانهم يعملون بكتبهم لكن هذا الايمان الايمان نفي عنه ما صح ولا اعتبر ايمانا بانهم لم يشهدوا ان محمدا رسول الله فلابد من الشهادة لان محمد لان محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم القرشي عربي ثم مكي ثم البدني انه رسول الله حقا وانه عبد الله ورسوله وقد جمع الله له بين العبودية والرسالة وهذي اكمل المقامات اكمل المقامات مقامة العبد العبودية والرسالة وكلما حقق الانسان العبودية لله كلما علت درجة عند الله ولا يمكن ان يخرج احد عن العبودية. ابدا فالناس بل جميع المخلوقات معبدة لله العبودية العامة قال سبحانه ان كلوا ما في السماوات والارض الا اتى الرحمن عبدا كل ما في السماوات والارض يأتي معبد هذي العبودية العامة ومعناها ان كل مخلوق تنفذ فيه مشيئة الله وقدرته وارادته لا يمتنع. واما العبودية الخاصة فهذه خاصة بالمكلفين الذين يعبدون الله باختيارهم يعبدون الله ويوحدونه من الجن والانس والملائكة هذه العبادة الخاصة واكمل المقامات للنبي صلى الله عليه وسلم هي العبودية الخاصة والرسالة ولهذا وصف الله نبيه صلى الله عليه وسلم في اشرف المقامات بالعبودية والرسالة ووصف الله نبيه بالعبودية في اشرف المقامات الرسول عليه السلام اكمل الناس عبودية لله عز وجل مقام العبودية هو اكثر المقامات ولا يخرج احد عن عبودية الله. وكلما حقق الانسان عبوديته لله كلما علا درجته ومرتبته اماكن الانبياء اكثر الناس يعبدوا في الله كانوا افضل الناس. واقرب الناس الى ربهم عز وجل ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم اكبر الناس في عبوديته ولهذا وصفه الله بالعبودية في في المقامات الشريفة وصف بالعبودية في مقام الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا الى المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وصفه بالعبودية في مقام الدعوة الى الله وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وصفه بالعبودية في مقام الوحي فاوحى الى عبده ما اوحى وصفه بالعبودية في مقام التحدي. وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا بسورة من مثله هذه اكمل المقامات. اشرف المقامات وصف الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبودية هو اكثر الناس تحقيقا للعبودية عليه الصلاة والسلام هو اعبد الناس واتقى الناس وازهد الناس واشجع الناس واكرم الناس عليه الصلاة والسلام واطع الناس بربه عز وجل والنبوة في ثبوتها كلام للناس كثير من اهل الكلام والنظر كثير من اهل الكلام ومن اهل النظر يثبتون النبوة بالمعجزات ويرون ان المعجزات هي الدليل على النبوة والمعجزات لا شك انها من دلائل النبوة لكن ليست دلائل النبوة محصورة في المعجزات بل دلائل النبوة كثيرة الدلائل التي تدل على نبوة النبي كثيرة منها المعجزات وخوارق العادات التي يجريها الله على يد النبي مثل اسراء والمعراج ومثل كذلك من اعظم المعجزات ايضا القرآن الكريم دلائل دلائل النبوة عليه الصلاة والسلام وبها نبع ما بين اصابعه عليه الصلاة والسلام وتكثير الطعام تختاره عن المغيبات ما يخبره الله عز وجل من دلائل نبوته هذه من دلائل النبوة معجزات ولكن هناك ايضا دلائل كثيرة قد تألف العلماء مؤلفات كدلائل النبوة للبيهقي وغيره والناس يعرفون الصادق هو الكاذب في امورهم والموردون اياهم. والنبوة يدعيها اصدق الناس ويدعيها اكذب الناس والناس يفرقون بين الصادق والكاذب يعرفون الصادق من الكاذب في اخباره واقواله وافعاله فلابد ان يقول للناس كلاما ولابد ان يخبرهم باخبار ولابد ان يفعل اشياء فيعرف الناس الصادق ما يظحك بل ان الناس يعرفون الصادق من الكذب في غير دعوى النبوة. فانت تعرف الصادق من الكاذب في بيعه وشراءه تعرف المهندس صادق تعرف الطبيب الصادق الناصح ولهذا تجد بعض الناس انا اشتري من فلان لانه صادق. ولا اشتري من فلان لانه كاد فاذا كان هذا في امور الناس يعرفون الصادق من الكاذب فكيف لا يعرف الصادق من الكاذب في دعوى النبوة فالنبي يعرف الناس صدقه بما يخبر به من الاخبار وبما يفعله من الامور والنبوة مشتملة على علوم واحوال يتبين بها صدق صدقه فصيلة النبي ووفاؤه ومطابقته واقواله لافعاله. دليل على نبوته ومن امثلة ذلك استدلال خديجة استدلال خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم بما جبل الله نبيه من الصفات الحميدة على انه الصادق بما جبله الله اذا جبله الله عليه من الاخلاق الصدق والوفاء والشيب بان الله لا يخزيه لانه صادق. لما جاءه جبريل في اول البعثة في سورة التي خلق عليها قد ملأ ما بين السماء والارض رعب النبي صلى الله عليه وسلم رعبا شديدا وجاء الى زوجه خديجة وقال امر يعني عظم لقد امر يعني عظم شأنه. ابن ابي كبشة نسبة الى احد اجداده الغامضين من جهة الرضاعة. كانت العرب اذا اذا كانت تكره الانسان تنسبه الى جد غامض خفت ان استلج عقلي وهدأت المرء وقالت كلا والله لا يخزيك الله ابدا. انك لتصل الرحم ففسقوا الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق استدلت بهذه الصفات العظيمة هو ان من جبله الله على هذه الصفة العظيمة لا يخزيه الله به. والنبي يعلم انه صادق ولكن يخشى ان يكون عرض له عارض سوء. فبينت له خديجة انه لا انه لا يمكن ان يعرض له عارض سوء لان الله لما جمع على هذه الصفات الحميدة فلا يخزيه سبحانه وتعالى هذا من من الادلة التي يستدل بها على نبوة النبي. دعا النبوة وصدقت الخديجة. في الحال تدلت على صدق بهذه الاعمال ومن ذلك ايضا تصديق ورقة ابن نوفل ابن عم خديجة وكان امرئا تنصر في الجاهلية وكان يكتب من الانجيل بالعربية فجاءت خديجة بالنبي صلى الله عليه وسلم الى بعمها وقالت اسمع من ابن اخيك فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم اخبره فامن به وصدقه في الحال. واعترف بنبوته وقال هذا الناموس الذي كان يأتي موسى الناموس هو صاحب السر او صاحب السر في الخير يعني وهو جبريل قال هذا جبريل الذي ينزل على موسى وامن في الحال وتمنى ان يكون جذعا كان شيخا كبيرا قد عمل وطعن في السن وتمنى ان يكون جدعا حين يخرجه قومه. قال ليتني كنت جدعا حين يخرجك قومك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اومخرجيهم؟ قال نعم. لم يأتي احد الا عودي فامن رضي الله عنه هو ممن امن وجاء في حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة المقصود ان ورقة استدل لذلك على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ايضا هرقل ملك الروم لما كتب له النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب يدعوه الى الاسلام كتب له محمد رسول الله الى هراط العظيم الروم اما بعد اسلم تسلم يؤتيك الله اجرك مرتين. وان ابيت فان عليك اثم الاريسيين. ويا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. قال في اول الكتاب السلام على من اتبع الهدى فاهتم فراقا بهذا الكتاب اهتماما عظيما وسأل في بلده هل يوجد احد من العرب وكان ابو سفيان في ذلك الوقت في الشام تجارة ومعه اصحابه فقيل نعم ها هنا فقال علي بهم. فجيء بابي سفيان ومعه قومه ووضع ابا سفيان امامه ووضع خلفه اصحابه خلفه وقال لي لترجمانه ترجمة قل لهم ايكم اقرب نسبا من هذا الرجل؟ فقالوا ابو سفيان. فقدمه ابو سفيان وجعلهم خلفه وقال هذا الرجل مسائل ان كذبني فكذبوه ولهذا تحاشى ابو سفيان الكذب وهو في كفره وقال لولا ان ينصر علي الكذب لكذبت فسأله اسئلة استدل بها على النبي صلى الله عليه وسلم واعترف بنبوته قال له كيف هذا الرجل؟ كيف نسب هذا الرجل قال هو ذو حسب فينا ثم اجاب لما اسأله عشرا اسئلة او اكثر اكثر من عشرة اسئلة اجاب على كل سؤال قال وكذلك الانبياء تبعث في حسابها وسأل قال هل في ابائه من ملك؟ قالوا لا فقال لو لو كان في ابائهم الملك لقلت رجل يطلبه كابيه وسأله هل اتباع هل ضعفاء الناس هل اتبعه ضعفاء ونسأل اشراف فقالوا ضعفاؤهم فقال وكذلك اتبع الرسل في اول الامر وسأله هل اتباعه هل يزيدنا او ينقصون فقال يزيدون فقال وكذلك اتباع الرسل وسأله فقال هل يرتد احد منهم تخطط لدينه بعد ان يدخل فيه؟ قالوا لا. قال وكذلك الايمان اذا خلطت رشاشته القلوب وسأل كيف الحرب بينك وبينه؟ قالوا سجاب نداء عليه ويدال علينا يعني مرة ننتصر عليه ومرة ينتصر علينا فقال كذلك الرسل تبتلى في اول امرها ثم تكون لها العاقبة وسأله ماذا يأمركم قال يأمرنا بعبادة الله وينهانا عما كان يعبده اباؤنا ويأمرون بالصلاة والزكاة يأمرون بالصلاة والصلة والعفاف والصدق قال وكذلك الرسل ثم قال لهم ان ان هذا هو النبي وكنت وقد كنت اعلم انه خارج ولكن ما اظن انه فيكم ولو استطيع ان اصل اليه لغسلت عن قدميه لولا ان ما فيه من الملك لذهبت اليه. وواصلته عن قدميه وان كنت صادقا فسيملك موضع قدمي هاتين ثم اخرج ابو سفيان وقومه فقال لهم ابو سفيان حين خرج لقد امر امر ابن ابي كبشة انه لا يخافه ملك بني الاصفار قال ابو سفيان فما زلت بعد ذلك موقنا ان الاسلام سيظهر حتى ادخل الله علي الاسلام على كاره فهذا هرقل استدل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الادلة من غير من غير خوارق العادات ومن غير المعجزات وكذلك النجاشي رحمه الله ورضي عنه لما جاءه الصحابة وهاجروا اليه سألهم واستخبرهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم واستقرأهم القرآن فقرأوا عليه فقال لهم ان هذا هو الذي اتى به موسى من مشكاة واحدة وبهذا يتبين ان الادلة على نبوة الانبياء كثيرة ليست خاصة بالمعجزات وخوارق العادات كما يزعمه بعض اهل السلام والنظر من الاشاعرة وغيرهم بل الادلة دلائل النبوة كثيرة منها المعجزات ومنها خوارق العادات ومنها معرفة حال الشخص واخباره تعرف صدقه من اخباره ومن اقواله ومن اعماله ومن وفائه وصدقه ومطابقة اقواله لاعماله كما سبق في هذه الامثلة ولكن اهل الكلام في هذا لا يخصون دلال النبوة بالمعجزات حتى ان المعتزلة انكروا خوارق العادات التي تجري على ايدي المؤمنين وخوارق العادات التي تجري على السحر عند على ايد السحرة قالوا حتى لا يلتبس النبي بغيره. قالوا الخوارق لعادت ما تجري الا على يد نبي اما خوارق السحرة انكروها عنها واقعة وانكروا الخوارق كرامات او الاولياء قالوا لو اثبتنا كرامة الاولياء وخارق السحرة لالتبس النبي في غيره وفرارا من ذلك انكروا خوارق العرش وقالوا لا خوارق للعادة الا على يد النبي وهذا من افضل الباطل وهذا من جهلهم. ظنوا ان انه ليس هناك دليل على نبوة النبي الا خوارق العادات والمعجزات ودلائل النبوة كثيرة والانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام على مراتب ودرجات فالانبياء الرسل افضل من الانبياء وهل هناك فرق بين النبي والرسول؟ نعم هناك فرق بين النبي من العلماء من قال ان الفرق بين النبي والرسول ان كلا من النبي والرسول يوحى اليه لكن الرسول يوحى اليه بشرع ويؤمن بتبريغ يؤمر بتبليغه. والنبي يوحى اليه ولا يأمر بتبليغه فاذا اوحي اليه وامر بتبليغه كان رسولا وان لم يأمر بتبليغه كان نبيا ولكن هذا قول مرجوع والصواب ان الفرق بين النبي والرسول ان الرسول هو هو الذي يرسل الى امة كافرة فيؤمن به بعضهم ويكفر به بعضهم نوح عليه الصلاة والسلام ارسل الى كفار امن به بعضهم وكفر به بعضهم رسول صالح رسول والذين يوصونهم بالشرائع يرسلون الى امم كافرة وينزلون عليهم شرائح اوامر ونواهي يؤمن به بعضهم ويتلوه ببعضهم مثل نوح وهود وصالح وشعيب وابراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اما النبي هو الذي يوصل الى قوم مؤمنين ما يوصل الى كفار يوصل الى قوم مؤمنين ويكلف بالعمل بشريعة سابقة مثلا ادم عليه نبي لكنه نبي الى الى بنيه ولم يقع الشرك في زمانه يشيه نبي ولهذا كان له اول رسول بعثه الله الى اهل الارض بعد وقوع الشرك فنوح اول رسول بعثه الله لو بعد وقوع الشرك. ولانه ارسل الى بنيه والى غير بنيه. اما ادم قبله وكذلك ايضا الشيف قبله لكن ما وقع الشرك وقعت المعاصي كما قتل قابيل اخاه هابيل ولهذا قال الله سبحانه كان الناس امة واحدة فبعث الله النبي والمرسلين. وقالت وما كان الناس الا امواتا الا امة واحدة فاختلفوا. قال ابن عباس رضي الله عنهما كان بين ادم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام ثم وقع الشرك هذا معنى قول كان الناس امة واحدة فبعث الله نبينا مبشرين ومبين ومثل داوود وسليمان انبياء لانهم مكلفون بالعمل بالتوراة جميعا بها بني اسرائيل الذين جاؤوا بعد موسى داوود وسليمان وزكريا ويحيى كلهم كلفوا بالعمل بالتوراة حتى جاء عيسى هؤلاء هم الانبياء فالانبياء فعلى هذا فالصواب الذي قرره الحكم من اهل العلم ان الرسول هو الذي يبعث الى امة واهل الشرائع الكبيرة الذين يوصلون الى وما بين الى امة كافرة يؤمن به بعضهم ويقتل بعضهم. والانبياء هم الذين يوحى اليهم في ويوصلون الى المؤمنين خاصة ويكلفون بالعمل بشريعة سابقة والى هنا