بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان مسألة الرؤية مسألة عظيمة من اشرف مسائل كما سبق ومن المسائل التي اشتد النزاع فيها بين اهل السنة وبين المخالفين لهم من اهل البدع فسبق في البارحة انفقنا ادلة اهل السنة والجماعة الذين يفلتون رؤية المؤمنين لربهم في الاخرة واما ان نفاس الذين ينفون رؤية الله في الاخرة الجهلية والمعتزلة ومن تبعهم من الخوارج والامامية فلهم شبه شبه عقلية الشرعية والموارد بالشبه الادلة لكن اذا كان المستدل غير محق تسمى شبه شبه عقلية وشبه شرعية والاصل الذي اه قادهم الى هذا هو اعتمادهم على العقل. العقل هو الاساس عند المعتزلة عند النفات بلاؤهم انما جاءهم من تقديم العقل على النقل. الاعتماد على العقل وجعل العقل اساس فهم اعتمدوا على عقولهم وتركوا كتاب الله وراءهم ظهريا. فلما اعتمدوا على العقل اولوا النصوص التي تدل على كثرة الرؤيا لانهم اعتمدوا على عقولهم فلما كان العقل هو الاساس وهو الاصل عند النفاة حرفوا لاجله النصوص من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يوافق عقولهم. فمن شبه نفات الرؤية العقلية الدليل العقلي اولا هو انهم قالوا انه يلزم من اثبات يرحمك الله انه يلزم من اثبات رؤية الله ان يكون الله في جهة ويلزم من كونه في جهة ان يكون جسما وان يكون محدودا ومتحيزا والله ليس في جهة وليس جسما وليس محدودا ولا متحيزا. فالرؤية منتهية لانتفاء لازمها وهو الجهاد. قالوا لو اسسنا الرؤيا ذلك ان يكون الله في جهة. واذا ويلزم من كونه في جهة ان يكون جسم. ويلزم من كونه جسم ان يكون محدود وان يكون متحيز وهذا تنقص للرب. الله ليس في جهة مستغن عن الجهات لا تحوي الجهات. والله ليس جسما ولا محدودا ولا متحيزا فالرؤية منتفية في انتفاء لازمها وهو الجهة. وقد يصومون هذا الدليل في الصياغة منطقية يصيغون الدليل مركب من مقدمتين ونتيجة كما هو معروف عند اهل المنطق فيقولون في صيغة الدليل الله ليس في جهة. وكل ما ليس في جهة لا يرى فالنتيجة الله الله لا يرى. هذا الدليل المنطقي مكون من مقدمتين ونتيجة والنتيجة تستخلص من المقدمتين. الله ليس في جهة. هذي المقدمة الاولى. مكونة من مبتدأ وخبر المقدمة الثانية كل ما ليس في جهة لا يرى النتيجة تؤخذ من المقدمتين وهو انك تحذف مبتدأ الجملة الأولى وخبر الجملة الثانية ستخرج النتيجة الله لا يرى وانت اذا سلمت لهم المقدمتين الزموك النتيجة. فيقول الله ليس في جهة اذا سلمت ثم يأتون بالمقدمة وكل ما ليس في جهة لا يرى سلمت الزموك بالنتيجة ان الله لا يرد. لكن الطريقة في هذا انك تعارظ المقدمة الاولى فلا تسلم او تعارض المقدمات الثانية او تعارض كلا المقدمتين حتى تبطل النتيجة. والجواب عن هذه الشبهة اولا ان يقال ما قولكم بالجهة؟ تقولون انه يلزم الاثبات في رؤية الله ان يكون الله في جهة ما مرادكم بالجهة؟ هل مرادكم بالجهة امر وامر وجودي او امر عدمي. هل مرادكم بالجهة امر مخلوق او امر عدم؟ ومن المعلوم انه ليس هناك في هذا العالم الا الخالق هو المخلوق. فان اردتم بالجهة امر وجودي يعني امر بمخلوق فالله منزه عن ان يكون في جهة بهذا المعنى فليس في شيء من مخلوقاته. هو سبحانه لا لم يدخل في ذاته شيء من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيء من ذاته فهو بائن عن مخلوقاته سبحانه وتعالى. فان اردتم بالجهة جهة وجودية مخلوقة تحويه وتحصره وتحيط به احاطة الظرف بالمظروف فالله منزه عن الجهة بهذا المعنى. لان الله ليس في جهة من خلقه. وليس في شيء من خلقه. ولا يحيه شيء من خلقه ولا يحصره شيء من خلقه سبحانه وتعالى. بل هو اعظم واعلى واجل. وهو متميز عن خلقه منفصل بائن عنهم. سبحانه وتعالى. فالله ليس في جهة بهذا وان اردتم بالجهة امر عدمي امر العدم غير مخلوق امر عدم وهو ما فوق العرش لان هذه المخلوقات سقف عرش الرحمن. ما فوق العرش ليس هناك احد الا الله سبحانه وتعالى فان اردتم بالجهة امر عدم وهما فوق العرش فان نسككم الجهة بهذا المعنى باطل فنقول الله في جهة يعني في في العلو بعد ان تنتهي المخلوقات التي الرحمن الله في العلو فوق العرش. فاذا لا بد من التفصيل. فان اردتم بالجهة امر مخلوق فالله ليس في جهة بالجهة امر عدمي وهو ما فوق العرش فالله في جهة. وعلى هذا فقولكم الله ليس في جهة المقدمة الاولى ان اردتم بالجهة امر عدمي فنقول المقدمة الاولى باطلة. قال والله ليس في جهة ان اريد بجهة امر عدم نقول هذه المقدمة باطلة ولا دليل على افراسها بل نقول الله في جهة في هذا المعنى لان الجهة امر عدمي والمعنى ان الله في العلو فوق العرش وان اردتم بالجهة امر وجودي بطلت المقدمة التالية. وهو قولكم كل ما ليس في جهة لا يرى. كل ما ليس في جهة لا يرى. لانه لا يلزم ان يكون كل مرئ في جهة مخلوقة فان سطح العالم يمكن ان يرى وليس العالم في عالم اخر كل ما ليس في جهة لا يرى يعني كل ما ليس في شيء مخلوق لا يرى هذا باطل. لان سطح العالم يمكن ان يرى وليس العالم في عالم اخر والا لزم التسلسل فيكون العالم في عالم والعالم في عالم الى ما لا نهاية واذا بطل في المقدمتين او بطلت احداهما بطلت النتيجة وهو قولكم الله لا يرى. هذا هو الدليل الاول العقلي الثاني لنفات الرؤية لله عز وجل قالوا الله ليس بجسم ولا هو داخل عالم ولا خارجه وما كان كذلك لا تمكن رؤيته يقولون الله ليس بجسم ولا داخل العالم ولا خارجه وما كان كذلك لا تمكن رؤيته واجيب عن هذا الدليل العقلي باجوبة الجواب الاول ان اثبات ان اثبات ما يكون ما لا يكون داخل العالم ولا خارجه امر لا الاحساس به والحكم الفطري يحيل اثبات موجود اثبات شيء او امر لا يمكن الاحساس به. اما اثبات ما لا يكون داخل العالم ولا خارجه لا يمكن الاحساس به. والحكم الفطري يحيل وجود ما لا يمكن الاحساس به الجواب الثاني سلمنا سلمنا وجود امر او شيء لا يمكن الاحساس به فوجود ما يمكن الاحساس به هو لا كلمنا وجود امري سلمنا تسليم هذا جدل. سلمنا من جهة لنرد من جهة اخرى. سلمنا وجود امر لا ينكر الاحساس به فوجود ما يمكن الاحساس به اولى. فمن اثبت موجودا فوق العالم ليس بجسم ينكر الاحساس به كان اقرب الى العقل ممن اثبت موجودا لا يمكن الاحساس به وليس داخل العالم ولا خارجه الجواب الثالث ان رؤية ما ليس بجسم ولا ولا في جهة ان رؤية ما ليس بجسم ولا في جهة اما ان يجوزه العقد واما ان يمنعه فان جوزه فلا كلام. وان منعه كان منع العقل لاثبات موجود لا داخل العالم ولا خارجه اشد واشد الجواب الرابع ان رؤية الباري تعالى اما ان تكون ممكنة واما ان لا تكون ممكنة فان كانت مبطلة بطل قولكم باثبات موجود لا يمكن الاحساس به وهو ما يكون وهو ما يكون داخل لا داخل العالم ولا خارجه. وان قلتم رؤيته غير موكلة قيل فحينئذ هو غير محسوس فلا يقبل فيه حكم الوهم. ان قلت رؤيته غير ممكنة قيل لكم هو غير محسوس وان قلت رؤيته ممكن ان قلتم ان قلتم رؤيته ممكنة اما ان تكون رؤيته ممكنة واما ان لا تكون ممكنة فان كانت ممكنة وصل قولكم باثبات بطل قولكم باثبات موجود غير محسوس وهو ما لا يكون داخل العالم ولا خارجه وان قلتم غير ممكنة فحين قيل لكم فحينئذ هو غير محسوس فلا يقبل فيه حكم الوهم. فلا يقبل فيه حكم الوهم. فثبت ان رؤية النبي ان رؤية الله سبحانه وتعالى مناسبة له وليست كالرؤية المعهودة هذه الادلة العقلية يقارع فيها الخصم بالادلة التي يعتقدها. دليل بدليل دليل عقلي ورد عليه برد عقلي اما ادلتهم الشرعية وشبههم الشرعية فاستدلوا بادلة الدين الاول استدلوا بقول الله تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه جعله دكا وخر موسى صعقا. فلما افاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين وجه الاستدلال قالوا وجه الاستدلال ان الله نفى رؤية موسى لهبلا. فقال لن تراني ولن تقتضي النفي فدل على ان الله لا يرى في الاخرة. وجه الدلالة ان الله نفى رؤية موسى له بلا ولن تقتضي النفي المؤبد فدل على ان الله لا يرى في الاخرة. اجاب اهل الحق عن استدلالهم اولا نحن لا نوافق ان لن تقتضي النفي المؤبد فلنقول ان القول بان لن تقضي النفي والمؤبد قول ضعيف مرجوح عند النحاس واهل اللغة. والصواب ان لذة تحفظ النفي المؤبد. بدليل تحديد الفعل بعد ها في مثل قول الله تعالى فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي. فلو كانت ابنتي المؤبدة لما حدد الفعل بعدها. فلما حدد الفعل بعدها دل على انها ليست للنفي المؤبد ولهذا قال ابن مالك رحمه الله في الفيته ومن رأى النفي بلا مؤبدا فقوله اردد وسواه فاضده ومن رأى النسي بلا مؤبدا فقوله اردد وسواه فاعددا يعني قوله ضعيف رد هذا القول ضعفا الجواب الثاني ان لن لا تفيد النفي المؤبد ولكن تفيد دوام النفي في الاخرة حتى ولو قيدت بالتأبين حتى ولو جاء التأبيد بعدها فهي لا تفيد دوام الناس في الاخرة. ان لن لا تفيد دوام النفي في الاخرة حتى ولو جاء حتى ولو قيدت بالتأمين والدليل على ذلك قول الله تعالى عن اليهود ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين فاخبر الله عن الكفار انهم لا يتمنون الموت بسبب ما قدمت ايديهم من الكفر. ولن يتمنوه ابدا قيد قيدت لم ثم اخبر الله انهم تمنوا الموتى في الاخرة. كما اخبر الله عن اهل النار انه قالوا ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك هذا تمني للموت. فتمنوه في الاخرة. فدل على ان لن لا تفيد دوام النفس في الاخرة حتى ولو قيدت بالتأبيد فكيف اذا لم تقيد بالتأبين الجواب الثالث ان نقول ان الاية الكريمة وهي قول الله تعالى لن تراني لموسى لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني تدل على ثبوت الرؤية في الاخرة بوجوه متعددة الاية تدل على ثبوت الرؤية لا على نفيها من وجوه متعددة. الوجه الاول ان موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه الرؤيا ولو كانت الرؤيا مستحيلة وغير ممكنة لما سألها موسى عليه السلام. وهو كريم الرحمن واعلم الناس بربه في وقته فهو لا يجهل الجائز في حق الله تعالى فلما سأل موسى دل على ان الرؤية ممكنة ليست مستحيلة لكنه في الدنيا لا يتحمل الرؤية لا يستطيع. الوجه الثاني انه لو كانت الرؤية مستحيلة وغير ممكنة لانكر الله على موسى سؤاله رؤيته كما انكر الله على نوح سؤاله نجاة ابنه. فان نوحا عليه الصلاة والسلام لما اغرق ابنه الكافر نادى ربه ونادى نوح ربه فقال ربي ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين. انكر الله علي. فقال قال يا نوح انه ليس من اهلك انه انه عمل غير صالح. فلا تسألني ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين فلو كانت الرؤية غير جائزة لانكر الله على موسى سؤالها كما انكر على نوح سؤاله نجاة ابنه. لكن الله لم ينكر على موسى سؤاله ولكنه لا يستطيع النظر لا يستطيع رؤية الله في الدنيا ببشريته الظعيفة الوجه الثالث ان الله تعالى اجاب موسى بما يدل على جواز الرؤيا ولم يجبه بما يدل على لو كانت الرؤيا غير جائزة لاجاب الله موسى بما يدل على نفي الرؤية واستحالتها فقال له اني لا ارى او لا تمكن رؤيتي او لست بمرئي وانما اجابها قال لن تراني. ولم يقل لي لا عراة ولا تنكر رؤيتي والفرق بين الجوابين ظاهر لما تأمل. فرق بين لن تراني او لا امكن او ان ارى او لا تجوز رؤيتي او لست بمرئي الوجه الرابع ان الله لن يعلق الرؤية بشيء مستحيل كالاكل والشرب والنوم لانها الاكل والشرب وانه مستحيل على الله وانما علقه بشيء ممكن وهو استقرار الجبل. فقال الله لموسى لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني. والله قادر على ان يجعل الجبل مستقرا فلم يعلقه بشيء مستحيل كالاكل والنوم والشرب وانما علقه بشيء ممكن وهو استقرار الجبل والله قادر على ان يجعل الجبل مستقرا الخامس ان موسى عليه الصلاة والسلام لا يستطيع رؤية الله في الدنيا ببشريته بضعف القوة البشرية عن تحمل رؤية الله تعالى. فاذا كان يوم القيامة نشأ الله المؤمنين تنشئة قوية يستطيعون بها الثبوت لرؤيته سبحانه وتعالى السادس ان الله ان الله تجلى للجبل ان الله تجلى للجبل وهو جماد لا ثواب له ولا عقاب عليه فلعل يتجلى الله لرسله واولياءه وعباده المؤمنين في دار كرامته من باب اولى السابع ان الله نادى موسى وناجاه وكلمه. ومن جاز عليه التكريم وان يسمع مخاطبه جاز عليه رؤية جاز له جاز رؤيته في الاخرة ان الله نادى موسى وناجاه وكلمه. فمن جاز عليه النداء والتكريم وان يسمع مخاطبه كلامه. جاز يراه من باب اولى في الدار الاخرة الثابت ان رؤية الله نعيم وهو اعظى نعيم وهو اعظم نعيم والنعيم يكون لاهل الجنة ولا يكون لاهل الدنيا فلذلك منع موسى من رؤية الله لان الرؤيا نعيم اعظم نعيم يعطاه اهل الجنة هو رؤية الله. كما كما جاء في الحديث ولذلك اعظم نعيم طهر الجنة هو الرؤيا فاذا كشف الله سبحانه وتعالى الحجاب ورآه المؤمنون نسوا ما هم فيه من النعيم واعظم نعيم يعطيه اهل الجنة. فالرؤيا نعيم والنعيم لا يكون لاهل الدنيا وانما يكون لاهل الجنة. فلذلك نفى الله رؤية موسى له في الدنيا وبهذا يبطل استدلال نفات الرؤية في هذا في هذه الاية الكريمة الدليل الثاني استدلوا بقول الله تعالى لا تدركه الابصار. وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبيث. وجه الاستدلال قالوا ان الله نفى ادراك الابصار له فدل على ان الله لا يرى في الاخرة ان الله نفى ادراك الابصار له فدل على انه لا يرى. وهذا نفي للرؤية. والجواب اجيب بجوابين. الجواب الاول ان الله فالادراك ولم ينفي الرؤيا والادراك قدر زائد على الرؤية وهو اخص من الرؤية والرؤية اعم. ونفس الاخص لا يدل على نفي الاعم ان الله نفى الادراك ولم نفى الرؤيا. وفرق بين الرؤية وبين الادراك فالرؤيا اعم من الادراك والادراك اخص ونفي الاخص لا يدل على مثل الاعظم والانسان قد يرى الشيء ولا يدركه لان الادراك هو الاحاطة. الادراك هو الاحاطة. فالله نفى الادراك وهو الاحاطة ولا من في الرؤية فانت ترى السبب لكن هل تحيط بها رؤية؟ لا تحيط بها. من جميع جهاتها ترى جزءا منها فانت ترى السماء لكن لا تحيط بها رؤية. وانت ترى البستان الواسع لكن لا تحيط به رؤية. ترى جبل ولا تحيط به رؤيا ترى المدينة امس في مدينة الرياض الان تراها هل تحيط بها؟ وانت في مكة تحيط بها لا الرؤية؟ لا تحيط واذا كان الانسان يرى بعض المخلوقات ولا يحيط بها رؤية فكيف يحيط بالله؟ سبحانه وتعالى فالله تعالى يرى ولا يحاط به رؤيا. كما انه يعلم ولا يحاط به علمه سبحانه وتعالى فهو يرى ولا يحاط به رؤية لكمال عظمته وكونه اكبر من كل شيء والدليل على ان نفس الرؤية غير نفي الادراك غير نفي الرؤية ما اخبر الله سبحانه وتعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام حينما ترى بالجيش وتبعه فرعون وقومه واوحينا الى مساعدته بعباده ليلا انكم متبعون. فسرى موسى بالجيش وتبعه فرعون جيشه. فلما ترى الجمعة قال الله فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا ان معي ربي سيهدين الرؤيا ثابتة لما رأى جمعان الجمع جمعان الجمع الذي يقوده موسى هو الجمع الذي يقوده فرعون تراءى الجمعان رأى بعضهم والآخر ثبتت الرؤيا. قال اصحاب موسى انا لمدركون لمحاط بنا. فنفى موسى الادراك وقال كلا لستم ان ربي ان معنى ان ربي سيهدين فاذا الرؤية ثابتة فرأى جمعان ولكن نفى موسى الاحاطة يعني يقول قوم موسى عليه الصلاة والسلام انا لمدركون سوف يحيط بنا فرعون. ماذا نفعل البحر امامنا فان خضناه غرقنا وفرعون وجيشه خلفنا فان وقفنا ادركنا ماذا نفعل؟ انا لمدركون فقال موسى كلا لستم بمدركين ان ربي ان معي ربي سيهدين. فامر الله موسى فضرب البحر بعصاه فصار يبسا في الحال اثني عشر طريقا فسبكه موسى وقومه وتبعه فرعون وقومه فلما خرج موسى من الجهة الثانية وتكامل جيش فرعون امر الله البحر ان ينطبق عليهم وان يعود الى حالته فاذا الرؤية ثابتة تراءى الجماعات. وموسى نفى الادراك في قوله لست بمدركين. فدل على ان الادراك قدر زائد على الرؤية وهو الاحاطة فالله تعالى يرى ولكن لا يحاط به رؤيا لكمال عظمته. وكونه اكبر من كل شيء الجواب الثاني ان الاية ثيقت وساق البدح الاية ثقة وساق المدح والمدح انما يكون بالصفات الثبوتية او بالنفي الذي يتضمن اسبات ضده من الكبائر لا بالنفي المحض الاية سيقت مساق المدح. الله تعالى اثنى على نفسه بانه لا تدركه الابصار. الاية سيقت من سقبته. والمدح انما يكون بشيئين الشيء الاول الشيء الاول الصفات الثبوتية كما يمدح نفسه بانه بكل شيء قدير وبكل شيء احاط بكل شيء علما. والثاني النفي الذي يتضمن اثبات ضده من الكمال تلافي الصلة والنوم لكمال قيوميته لا تأخذه سنة ولا نوم هذا نفي لكن يتضمن نسبة من الكمال لكمال حياته وقيوبيته لا يعجزه شيء لكمال قوته واقتداره نفي الموت لكمال حياته لا يظلم ربك احدا لكمال عدله نفي الولد والشريك والصاحبة لكمال ربوبيته. لا يعزف عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض لكمال علمه. فكذلك هذه الاية الابصار لكمال عظمته وكونه اكبر من كل شيء النفي المحض فالنفي فالكمال انما يكون بالنفي الذي يتضمن اثبات ضده من الكمال كما في هذه الايات او يكون بالصفات الثبوتية. اما النفي المحض الصرف هذا لا يكون كمالا. لان المعدوم يوصف بالنفي الصرف المحض. والمعدوم لا يمدح. فلو هذا فهو لو كان المراد من الاية نفي والرؤيا فقط لما كان كمالا ولا ما كان مدحا لو قيل معنى لا تدرك الاوصاف لا تراه العيون لم يكن في هذا مدح. المعدوم لا يرى. لو قال لا تدركوا الابصار لو قيل ان معنى لا تبيك الابصار وكان معنى الاية كما تقولون ايها النفاث لا تدركوا الانصار لا تراه لا تراه العيون لم يكن في هذا مدح لان المعدوم لا يرى فما فائدة هذا النفي؟ ولكن انما يكون كمالا اذا تضمن اثبات ضده من الكمال وهو اثبات الرؤية ونسو الادراك فاثبات الرؤية هو نسوا الادراك. لا وبمعنى تراهن تراه الابصار ولكن لا تحيط به ولا تدركه. لكمال عظمته وكونه اكبر من كل شيء سبحانه وتعالى فتبين ان الاية تدل على اثبات الرؤية ولكن المنفي هو الادراك وهو الاحاطة لكونه سبحانه اكثر من كل شيء واعظم من كل شيء الدليل الثالث استدلوا بقول الله تعالى واذ قلتم يا موسى لن نصرع لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا. فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا. فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون وقال سبحانه يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك فقالوا ارنا الله زهرة فاخذتهم الصاعقة بظلمهم. وقال سبحانه وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة او نرى ربنا لقد استكبروا في انفسهم وعثوا عتوا كبيرا قالوا وجه الدلالة من هذه الايات ان الله تعالى انكر على من سأل رؤيته وذمه انكر على هؤلاء حينما سألوا رؤية الله وذمهم وعاقبهم بالصاعقة والصيحة بالصاعقة لظلمهم فدل على ان الله لا وفي الاخرة لو كان الله يرى لما انكر الله على هؤلاء الذين طلبوا رؤية الله وذمهم وعابهم وعاقبهم بالصاعقة واذ قلتم يا موسى لن نبنى لك حتى نرى الله جاره فاخذتهم الصاعقة وانتم تنظرون يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جراه فاخذ اسم الصاعقة بظلمهم وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة او نرى ربنا لقد استكبروا في انفسهم وعثوا عتوا كبيرا. فاذا الذين سألوا رؤية الله الله وعابهم وانكر عليهم وعاقبهم بالصاعقة لظلمهم. فدل على ان الله لا يرى في الاخرة هذا استدلالهم؟ والجواب الرد قد يقال ان هؤلاء الذين ذمهم الله وعاقبهم وانكر عليهم لانهم سألوا شيئا ممنوعا سألوا رؤية الله في الدنيا الحافا الحف في الله الحافظ فذمهم الله وعاقبهم وانكر عليهم وعاقبهم بالصاعقة لكن لو سألوا رؤية الله في الاخرة لما ذمهم الله فان الصحابة رضوان الله عليهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم رؤية الله في الاخرة قال هل نرى ربنا؟ فقال نعم. كما ترون الشمس صحوا ليس دونها فلما سألوا رحمة الله في الاخرة اثبت ذلك اثبت الرؤيا وبشرهم بذلك وحسنه لهم. بشرهم بذلك بشرى جميلة. وانهم يرون الله في الاخرة. لكن هؤلاء الذين انكر عليه وذمهم وعاقبهم لانه سألوا شيئا ممنوعا في الدنيا تعالوا ممنوعا ولذلك عاقبهم الله بالصاعقة وذمهم وعابهم. لكن لو سألوا رؤية الله في الاخرة كما سأله الصحابة لما الله ولما انكر عليهم بل لبشرهم بل ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر الصحابة وحسنها لهم وبشرهم بشرى جميلة. فدل على ان الله يرى في الاخرة اما في الدنيا فلا يرى سبحانه وتعالى وبهذا يبطل استذلال هؤلاء النفاة لان الله لا يرى في الاخرة هذه امثلة ننتقل بعد هذا الى رؤية الله في الدنيا حكم رؤية الله في الدنيا هل رؤية الله في الدنيا ممكنة او غير ممكنة وهل هي واقعة او غير واقعة تحرير محل النزاع اولا اتفقت جميع الطوائف على ان الله يرى في المنام تراث المنام كما نقل ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية ان جميع الطوائف اتفقوا على ان الله يرى في النوم الا الجهمية فانهم انكروا ذلك لشدة انكارهم لموعية الله فمن شدة انكارهم في الله انكروا رؤيته في المنام. لكن رؤيته في المنام جائزة عند جميع الطوائف. ولا يلزم ذلك ان يكون ما يراه الانسان هو ادر الله سبحانه وتعالى على صفته التي هو عليها. بل ان رؤية الانسان لله في المنام على حسب اعتقاده فان كان اعتقاده صحيحا رأى ربه في حالة حسنة في سورة حسنة واذا كان اعتقاده فيه خلل رأى رؤية رأى ربه في صورة مناسبة لاعتقاده. كما قر ذلك ابو العباس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اذا رؤية الله في المنام جائزة عند جميع الطوائف بعد الجهمية رؤية رؤية الله في اليقظة هذا محل النزاع راح رؤية الله في اليقظة هل يمكن لاحد ان يرى الله في اليقظة في الدنيا؟ ذهبت المشبهة الى ان الله يرى في الدنيا وانه يحاضر ويسامر ويصافح ويعانق وينزل عشية عرفة على جبل. قبحهم الله واخساهم. هؤلاء بها كفرة من غلاة الشيعة الذين يقولوا ان الله على صورة الانسان وان الله يشبه الانسان في صفاته في ذاته وصفاته هؤلاء طبعا اثبتوا ان الله يرى في الدنيا قبحهم الله كذلك بعض الصوفية قالوا يمكن ان يكون الله في الخضرة اذا رأيت خضرة شيء اخضر قالوا لا ندري لعل ربنا يكون في هذا في هذه الخبرة قبحهم الله. اما ما عدا المشبهة فاجمعت الامة على ان الله تعالى لا يراه احد في الدنيا اجمعت الامة سوى المشبهة على ان الله لا يراه احد في الدنيا ولم يختلفوا في ذلك الا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فاختلفوا في رؤيته لربه ليلة المعراج حرع ربه او لم يرى ربه واتفقوا على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه في الارض هذا بالاجماع اتفقوا على ان النبي صلى الله عليه وسلم يرى ربه في الارض. واتفقوا على ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في عين قلبه لا بعين رأسه هذا محل اتفاق والمراد بالرؤية في عين القلب العلم الزائف على العلم العادي. والخلاف بين العلماء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لرأي لربه ليلة المعراج خاصة. هل رأها او لم يرها فاذا اجمعت الامة سوى المشبهة على ان الله لا يراه احد في الدنيا غير النبي صلى الله عليه وسلم واجمعوا على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه في الارض. واجمعوا على ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين قلبه. واختلفوا في رؤية النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم لربه بعين رأسه ليلة المعراج في السماء. هل رآه او لم يراه؟ على ثلاثة اقوال القول الاول ان النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين رأسه ليلة المعراج خاصة القول الثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ليلة المعراج بعين رأسه وانما رآه بعين قلبه القول الثالث التوقف في المسألة فتكون الاقوال والمذاهب الثلاثة. القول الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج في السماء في عيني رأسه وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما واتباعه. وهي رواية عن الامام احمد رحمه الله واختار هذا القول النووي في شرح صحيح مسلم وابو الحسن الاشعري واتباعه. واختاره ابن خزيمة في كتاب التوحيد الامام محمد ابن اسحاق ابن خزيمة في كتاب التوحيد واختاره ابو اسماعيل الهروي فكل هؤلاء رأوا ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين رأسه ليلة المعراج. اذا هو في رواية عن ابن يقول لابن عباس ورواية عن الامام احمد اختاره النووي والاشعري ابو الحسن الاشعري وابو اسماعيل الهروي وابن ومحمد ابن اسحاق ابن خزيمة في كتاب التوحيد واستدلوا دليلهم استدلوا بقول الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام قام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع السميع البصير ثبت روي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال هي رؤيا عين ارها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة اسري به وفي رواية هي رؤيا عين رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه بعينه ذكر ذلك الامام محمد بن خزيمة في كتاب التوحيد قالوا فهذا دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه وهذه الاية سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله نريه من اياتنا قال ابن عباس هي رؤيا عين النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى ليلة اثيبت وفي رواية رؤيا عين رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه بعينه القول الثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه في عين رأسه ليلة المعراج وانما رآه بعين قلبه وهذا مروي عن ابن عن عائشة رضي الله عنها فانها قالت لمسروق لما سألها هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقالت لقد قف شعري مما قلت ثم قالت من حدثك ان محمدا رأى ربه فقد كذب وفي رواية انها قالت من قال ان محمدا رأى ربه فقد اعظم على الله الفرياح وهذا مروي ايضا عن عن ابن مسعود وعن ابي هريرة واختلف فيه وعن جماعة من الصحابة والتابعين وهو قول كثير من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين بل هو قول جمهور العلماء وهو الصواب كما سيأتي واستدل واستدلوا على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه بعنواص بادلة. الدليل الاول قول الله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحيى باذنه ما يشاء. انه علي حكيم فالاية فيها بيان انواع الوحي وان الله تعالى اذا كلم الرسول فاما ان يكون وحي او من وراء حجاب او يرسل رسولا اما ان يكون وحيا يلقى في روعه او يكون من وراء حجاب كما كلم الله موسى من وراء حجاب وكما كلم محمد صلى الله عليه وسلم من وراء الحجاب او يرسل رسولا فيوحي بيده ما يشاء فقوله قول الله تعالى في الاية وما كان لبشر يدخل في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم فهو بشر. ما كان لبشر ان يكلمه الله الا واحدا من وراء حجاب. فمحمد بشر كلمه الله من وراء حجاب ومحجوب عن رؤية الله لكن كلمه الله بدون واسطة سمع كلام الله وفرض الله عليه الصلوات خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم ثم خططها الله الى خمس صلوات كلمه الله بدون واسطة لكن من وراء حجاب لم يره. نص الاية وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب. او يسرس والله فالله كلم محمدا صلى الله عليه وسلم المعراج من وراء حجاب لم يكشف الحجاب حتى يراه وانما كلمه من وراء حجاب نص الآية. الدليل الثاني ما ثبت في صحيح مسلم عن ابي ذر رضي الله عنه انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل رأيت ربك؟ فقال عليه الصلاة والسلام نور انا اراه نور ان لا اراه. اما اسم استشهاد الدعاء كيف؟ والمعنى نور كيف اراه؟ هل معنى ان الحجاب ان حجاب يمنعني من رؤية الله نورا ام لا اعراف الحجاب النور حجاب بيني وبينه يمنعني من رؤيته. فكيف اراه هل رأيت ربك؟ قال نور ان لا اراه وفي رواية وفي لفظ رأيت نورا. وهو الحجاب. الدليل الثالث ما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور وفي رواية النار. قل معنى واحد. النار بمعنى النور حجابه النور وفي رواية النار لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه وجه الدلالة من قوله صلى الله عليه وسلم حجابه النور يعني الله تعالى احتجب بالنور لو كشفه الحجاب لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه هذا الصريح في ان الله لو كشف الحجاب لاحرق جميع خلقه هو محمد صلى الله عليه وسلم من خلقه حجابه النور وفي رواية النار لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. والنبي صلى الله عليه وسلم من خلقه فلو كشف الحجاب لا لاحرق السبحات وجه الرب ما انتهى اليه بصره من خلقه هذا دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه في عيني رأسه ليلة المعراج لان الحجاب يمنعه من رؤية الله لان الله احتجب عن جميع خلقه في النقط. فهذه الادلة كلها تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم يرى ربه بعين رأسه. واما اهل القول الثالث الذين توقفوا قالوا نتوقف يعني ما ندري لا نقول ان الله ان النبي رأى ربه بعين رأسه ولا نقول انه لم يره. وهذا ذهب اليه القرطبي رحمه الله والقاضي عياض وغيرهما. قالوا نحن نتوقف لا نقول ان ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ولا نقول انه لم يره قالوا لان الادلة متكافئة. ادلة هؤلاء تكافئ هؤلاء. وليس في المسألة دليل قاطع. وما استدل به هؤلاء الذي هؤلاء ظواهر قابلة للتأويل فلذلك توقف ما تبين لهم الارض قال نحن نتوقف لا نقول رآه ولا نقول لان هؤلاء لهم ادلة وهؤلاء لهم ادلة وادلة هؤلاء محتملة طويل وادينا ثورة محتملة التأويل وبهذا لا نجزم في احد القولين فلا نقول انه نراه يراه ولا نقول انه رأى ربه ولا نقول انه لم يره فلنتوقف في مسألة والصواب في المسألة والراجح من هذه الاقوال القول بان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعين رأسه هذا هو الصواب لان الادلة التي استدلوا بها صريحة واظحة وكون القاظي عياظ والقرطبي ما تبين لهم هذه الادلة هذا يدل على تفاوت الناس في الافحار. الناس يتفاوتون في الافحار. هم لم يتبين لهم. ولكن تبين لغيرهم فقوله فقول الله تعالى وما كان للبشر الذي يكلمه الله الا وحا او من وراء حجاب صريح. فالنبي بشر وكلمه اللهم وراء الحجاب وكذلك حديث ابي ذر حجابه النور. النار حجاب احاديث ابي موسى. حديث ابي ذر رأيت نورا صريحا صريحة في ان النبي صلى الله عليه وسلم محجوب عن ربه بالنور وان الله احتجب عن جميع خلقه ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم وان اي مخلوق لا يسلك لرؤية الله في الدنيا. وان وذلك ان الرؤية نعيم. فلا تكون لا لاهل الجنة فلا تكون للانبيا ولا لغيرهم. فلا يمكن احد ان يرى الله في الدنيا. لاولا لانه لا يستطيع ان يثبت لرؤية الله فكيف يستطيع البشر ان يثبت دعوة الله؟ اذا كان الانسان لا يستطيع ان يثبت برؤية الشمس وهي مخلوقة. هل تستطيع ان تثبت تحدق بالشمس بعينك كن عظيم صعبة لو حدقت الشمس ذهب بصر عينك ما تستطيع ان ترى الشمس وهي مخلوقة فكيف يستطيع البشر ان يرى الله؟ بل ان البشر لا يستطيعون ان يروا الملك على صورته التي خلق عليها ولهذا لما اقترح المشركون ان يكون الرسول من الملائكة اخبر الله ان هذا لا يكون وقال سبحانه وتعالى وقالوا لولا انزل عليهم ملك ولو انزلنا ملكا لقضي الارض يعني لباسر. ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا. حتى ينكر مقاربته والاخذ عنه فاذا كان الناس البشر لا يستطيعوا ان يروا الملك على صورته التي خلق عليها فكيف يروا الله والنبي صلى الله عليه وسلم ثبته الله حينما رأى جبريل في اول البعثة على صورته التي خلق عليها ثبته الله وجاء يرجف فؤاده الى زوجه وقال خشيت على نفسي فاذا كان البشر لا يستطيعون ان ان يروا الملك وهو مخلوق فلا يستطيعون ان يروا الله. اذا كان الانسان لا يستطيع ان يرى الشمس وهي مخلوقة بها شدة شعاعها فكيف يستطيع ان يرى الله؟ لا يستطيع الناس ان يروا الله في الدنيا ولا يستطيع احد لا الرسل ولا غيرهم ولا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذا هو الصواب ولان الادلة صريحة ولانه ولانه لا يوجد شيء من الاحاديث المعروفة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين رأسه ليس هناك شيء من النصوص يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه وانه رأى ربه بعينه ليلة المعراج ولم يقله احد من الصحابة بل ان الاحاديث تدل على نفس الرؤية. وان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه اما ما استدل به القائلون بان ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه وهو قول الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا الى المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله يريه في اياتنا فالمراد رؤيا الايات ليس المراد رؤية الله نريه من اياته ومن رؤيا الايات وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم فرأى الايات لما اسري به وعرج به ورأى الايات اخبر الناس اخبر الناس وصار فتنة واختبارا لهم حيث صدقه قوم وكذبه اخرون فاذا المراد بالرؤية في قوله ليريه من اياتنا الايات. فلما اراه الايات اخبر الناس فكان فتنة واختبارا لهم حيث صدقه اخرون وكذبه اخرون. ولهذا قال سبحانه وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس مبادعا للرؤية التي اريناك الا فتنة للناس. يعني في اختبارا وامتحانا حيث صدقه قوم وكذبه اخرون ومن الادلة على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه ليلة المرج بعين رأسه قول الله تعالى وما جعلنا الرؤية التي اريناك الا فتنة للناس وقوله افثمارونه على ما يرى وقوله ولقد رآه نزلة اخرى والله تعالى اخبر انه رأى الايات وانه رأى جبريل ولو كان الله اراه نفسه لكان ذلك لكان ذكر ذلك اهم واولى من ذكر الايات فالله تعالى اخبر سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا هذه رؤيا الايات. وقال افثمارونه على ما يرى؟ اي من الايات وجبريل وقال ولقد رآه يعني جبريل نزلة اخرى فلما نوه الله عن رؤيته للآيات ورؤيته لجبريل دل على انه لم يرنا لم يريه نفسه ولو كان الله اراه نفسه لنوه عن ذلك لكن رؤية الله اعظم واعظم واعلى واشرف واجل من ذكر الايات وذكر جبريل فلما لم يذكر الله انه ارى انه رأى ربه وان الله اراه نفسه وانما ذكر رؤيا الايات ورؤيا جبريل دل على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ولو رأى ربه لذكره الله وبين ذكر ذلك اعظم واهم واشرف فكيف ينوه الله عن عن رؤيته صلى الله عليه وسلم للايات وعن رؤيته لجبريل؟ ولا ينوه عن رؤيته له سبحانه وتعالى فدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه بعين رأسه وانما رآه بعين قلبه اما ما روي عن ابن عباس وباروي عن الامام احمد رحمه الله فان الروايات التي رويت عن ابن عباس بعضها مطلق مطلقة وبعضها مقيدة. فاذا روي عن ابن عباس انه قال رآه وفي رواية انه قال رآه بفؤاده فيحمل المطلق على المقيد. فالروايات عن ابن عباس بعضها مطلق وبعضها مقيد. بعضها في انه رآه. النبي وبعضها قال رآه بفؤاده المطلق على المقيد التي رآها التي فيها انه رآه تحمل على ان على رؤية الفؤاد وانه رآه بقلبه وكذلك ما روي عن الامام احمد رحمه الله فانه تارة يطلق الرواية وتارة يقيدها ويروى عن الامام احمد انه قال رآه وتارة يقول رآه بفؤاده. فيحمل المطلق على المقيد. وليس هناك رواية عن ابن عباس ولا عن الامام احمد صريحة لان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين رأسه وانما الروايات اما مطلقة واما مقيدة برؤية الفؤاد اما مطلقة رعاة او مقيدة برؤية الفؤاد رآه بفؤاده وهذا هو الصواب الذي عليه جماهير العلماء والذي عليه محققون ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه بعين رأسه وانما رآه بفؤاده. وما ورد على من الاثار وعن وما ورد فاثار او ما ورد عن السلف من اثبات الرؤية فهي محمولة على رؤية الفؤاد على رؤية القلب. وما ورد من الاثار وما ورد عن السلف باثبات الرؤية فهي محمولة على رؤية القلب والفؤاد وما ورد من من الاثار وما ورد عن السلف من اثبات من نفي الرؤية فهي محمولة على نفي الرؤية بالعين بالعين في عين الرأس وبذلك تجتمع الادلة تجتمع الادلة بهذا ما ورد من الاثار ان النبي رأى ربه فهو محول على انه رآه وما ورد من الاثار على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه فهي محمولة على نفي رؤيته بعين رأسه وكذلك ما ورد عن السلف وعن العلماء في ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى فهو محمول على رؤية القلب والفؤاد. وما ورد عن السلف وما ورد عن الصحابة وعن السلف والعلماء والائمة في انه لم يره لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه فهي محمولة على انه لم يرى ربه بعين رأسه. وبذلك تجتمع الادلة والاثار ولا تختلف. كما بين ذلك اهل التحقيق اهل العلم علم لاهل التحقيق كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. وهذا هو التحقيق في المسألة. ان النبي لم يرى ربه بعين رأسه وانما رآه بعين قلبه القلب اهل العلم العلم الزائد عن العلم العادي. وما جاء عن الامام احمد وعن ابن عباس او غيره من السلف او من الاثار. من اثبات الرؤية على رؤية الفؤاد وما جاء عن ابن عباس او عن الامام احمد او عن السلف او عن الاثار من نفي الرؤية فهي محمولة على نفي رؤيته بعين رأسه بهذا تجتمع الادلة ولا تختلف والله الموفق للصواب. وبهذا نأتي الى ونكتفي بهذا القبر. واسأل الله تعالى لي ولكم العلم الدافع والعمل