الحمد لله حق حمده واثني عليه الخير كله فله الحمد سبحانه على نعمه كثيرة وله الشكر على ما تفضل به واولى ومن تبارك ربنا وتعالى وتقدس وتعالى تعظيما لهم جل وعلا وتكبيرا. واصلي صلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد ذكرنا بعض المسائل التي تتعلق بمذهب اهل السنة والجماعة في باب القدر اخر ما تكلمنا عليه التفسير الكشف عند الناس ونجعلها مسألة مستقلة احسن في السادسة سنقول المسألة السادسة في تفسير الكسب لفظ الكسب جاء في القرآن في ذكر مال الانسان ما للمكلف وما عليه. فقال سبحانه لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. وقال جل وعلا ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. وقال جل وعلا ولكن واخركم بما كسبت قلوبكم. ونحو ذلك من الايات ولما جاء لفظ الكسب في القرآن وفي السنة ايضا جاء مذهب اهل السنة والجماعة باثبات كسب المرء وتفسير الكسب بما دلت عليه النصوص وهو ان كسب المرء هو عمله فالكسب هو والعمل والفعل فقوله سبحانه لها ما كسبت يعني لها ما عملت فالعمل هو الكسب ودل على ذلك انه جل وعلا قال ثم توفى كل نفس مما عملت وفي الاية الاخرى ما كسبت. فدل على ان ما هو العمل والناس اعني المذاهب الثلاثة المشهورة في باب القدر وهي مذهب الجبرية والقدرية و طريقة اهل السنة والحديث كل فسر الكسب على حسب معتقده. ولهذا فسر القدرية وهم نفاة القدر الذين يقولون ان العبد يخلق فعل نفسه وان الله جل وعلا لا يخلق فعل العبد من المعتزلة ومن قالوا ان معنى الكسب في هذه الايات هو ايجاد العبد للفعل. وشبهوه بكسب التجارة. فان التجارة فعل كما قال جل وعلا انفقوا مما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض فا ما كسب الانسان من التجارة انفقوا من طيبات ما كسبتم. يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون. فذكر الكشف في معرض التجارة فقالوا كذلك هو في فعله يكسب العمل الصالح كما يجتهد اي فعل في كسب التجارة. فاذا جعلوا الكسب هو ايجاد العبد الفعل على مذهبهم في خلق افعال العباد. وذلك ان لكم الكشف فيه شيء من الاحتمال. ولهذا فسرته كل طائفة على مذهبها. والجبرية كما ذكرنا لكم طرفا من مذهبهم في قول الاشاعرة والجهمية الجبرية فسروا الكسب في اشياء كثيرة لا وبعبارات متنوعة لا حاصل معها على التحقيق. وذكرت لكم قول الشاعر او قول احد العلماء مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو لذي الافهام. الكسب عند الاشعر والحال عند البهشم وطفرة طبعا الكسب هذا فهمه لما اخترع الاشعري مذهبه الذي هو جبر متوسط جبر باطن لا جبرا لما اخذ مذهبه وجد في لفظ الكسب في الكتاب والسنة مخرجا له فقال الاعمى الكسب. كيف يتوافق هذا مع قوله في القدر قال الكسب عبارة عن تعلق القدرة بالحاكم او غير ذلك من التفاسير واختلف اصحابه في تفسير الكشف على هذا الاصطلاح الذي هو كسب الجبر كيف يكون للانسان كسب وهو مجبور؟ اختلفوا في تفسير الكشف على اوجه كثيرة اكثر من عشرة اوجه وكلها راجعة الى نوع من التعلم ما بين القدرة والارادة والعمل والتكليف وهذا فيه صعوبة الربط بينها ولذلك اهل العلم حتى الاشاعرة قال محققوهم انه لا حصيلة تحت هذه العبارة التي هي عبارة الكشف على خلاف معنى العبد. اما القول الثالث في الكشف فهو قول اهل العلم والسنة والحديث من الصحابة رضوان الله عليهم فمن بعدهم فانهم قالوا ان الكسب هو العمل وهو الفعل. والله جل وعلا قال لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. و فرط ما بين الكسب والاكتساب مع ان كثيرا من اهل العلم يجعلون الكسب والاكتساب بمعنى لكن في الاية قال لها ما كسبت يعني في الخير وعليها ما اكتسبت فجعل الاكتساب فيه زيادة المبنى لان فيه نوع كلفة. فالخير موافق للفطرة فيكسبه الانسان بموافقته لفطرته مع انه تكليف واما الشرط والردى والضلال فانه مخالف لفطرته لذلك اتيان محرمات واتيان الموبقات ونحو ذلك على ما في الانسان ربما من الشهوة لبعض ذلك لكن يحتاج معه الى ان نفسه ان يتعب نفسه ويخالف فطرته في ان يأتي تلك الموبقات. لذلك زاد المبنى ليدل على النهي فيها نوع كلفة ومشقة في ما يعمله المرء من الشر. قال لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت يعني من الشر. فجعل اهل السنة الكسب بمعنى العمل. المسألة السابعة معنى خلق الله جل وعلا لفعل العبد وتحقيق مذهب اهل السنة والجماعة في ذلك قلنا ان الانسان عمله من خير او شر يضاف اليه حقيقة فهو الذي عمل الخير حقيقة وهو الذي عمل الشر حقيقة. ومع ذلك لا يقال انه فعلة بل هو عمله ويضاف اليه لانه كسبه وعمل. واما خلق الفعل فالله جل وعلا هو الذي خلق سبحانه وتعالى. وبيان ذلك في الفرق ما بين مذهب اهل السنة والجماعة وما بين مذهب سريع والمعتزلة واشباه هؤلاء ان العبد كسب العمل وعمل العمل حقيقة لان ذلك العمل نتج عن شيئين فيه من الصفات لا يمكن له ان يحدث العمل الا بوجود هاتين الصفات الصفة الاولى هي صفة القدرة القدرة التامة والصفة الثانية هي الارادة الجازمة فاذا كان عند العبد قدرة تامة وارادة جازمة حصل له الفعل. توجهت قدرته التامة يعني ليس بعاجز وارادته الجازمة يعني ليس بمتردد توجهت للشيء فعمله. فيكون الفعل حدث بقدرة العبد وبارادته. بقدرته التامة وبارادته الجازمة. فالذي تكون قدرته ناقصة لا يحدث الفعل والذي تكون ارادته مترددة لا يحدث الفعل. مثلا الاتيان الى المسجد للصلاة. شخص ما يستطيع ان يأتي اما لمرض او لغير ذلك فهذا ربما عنده ارادة لكن ليس عنده قدرة ولذلك لا منه الفعل العمل الكسب وهو اتيان المسجد. اخر عنده قدرة تامة ولكن ليس عنده ايران البتة ليس عنده ارادة لاتيان المسجد. فلا يمكن بالقدرة ان يحدث الاتيان. وقد يكون عنده ارادة لكن عنده تردد ما جزم على الاتيان فلا تتحرك جوارحه والاته لان ارادته ليست جازمة. فاذا العمل فعل العبد عند اهل السنة والجماعة لا يمكن ان يحدث الا بقدرة تامة وارادة جازمة. وقدرة العبد صفة من صفاته لم يقدر هو نفسه باتفاق الناس. وارادة العبد صفة من صفاته لم ارادة نفسه ويختار الارادة يعني ان يكون مريدا بنفسه وانما الله جل وعلا هو الذي خلق في القدرة والات القدرة وخلق فيه الارادة وله الارادة ومقتضيات الارادة. فاذا ما نتج عن خلق الله جل وعلا في الامرين فهو مخلوق لله جل وعلا. ففعل العبد نتج عن الارادة والقدرة وهما مخلوقان. فنتج شيء عن خلق الله جل وعلا فاذا هو مخلوق لما خلق الله هو مخلوق لله جل وعلا. لان الله سبحانه وتعالى جعل العمل نتيجة والارادة مثل النبات. انزل الله جل وعلا من السماء ماء فانبت به ازواجه من نبات شتى الماء نزل الارض موجودة بالماء بسبب الماء وبسبب الارض خرج النبات. فهل يقال ان النبات خلقه الماء والارض ليس كذلك باتفاق المسلمين. باتفاق الناس لما؟ لانه نتيجة لنزول الماء الذي هو مخلوق باتفاق القدرية واهل السنة. ونتيجة لنزول الماء على الارض والتراب والتراب والارض مخلوق باتفاق اهل السنة والجماعة والقدرية والناس جميعا. فاذا كان كذلك كان ما ينتج عنهما وهو النبات ايه؟ مخلوق لانه نتج عن شيئين اجتمعا الماء والتراب ما نتج عن مخلوقين فهو له نفس الحكم. اذا تبين ذلك فاذا نقول اهل السنة والجماعة في تقريرهم لخلق افعال العباد استدلوا كما ذكرنا لكم من قبل الله خالق كل شيء وبقوله تعالى والله خلقكم وما تعملون. وايضا استدلوا بهذه وهو ان عمل العبد لا ينتج الا عن هاتين الصفتين. لهذا الله جل وعلا اذا لم يعطي العبد القدرة فانه يرفع عنه التكليف. صل قائما فان لم تستطع فقاعدا. ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج. واذا لم يعطه الارادة كان مجنونا لا يريد او كان ارادته لا تتوجه الى شيء بجزم عن عقل فانه ايضا يكون التكليف مرفوعا عنه لان فعل لا يتوجه اليه. الحقيقة اذا ان العبد ابتلي بهذه الصفات التي فيه. ابتلي بالصفات الجسمانية هذه كلها ومنها صفة القدرة وصفة الانفراد. اذا فتحل لك ان معنى خلق افعال العباد والدليل عليها هو ما ذكرنا من الادلة من القرآن ومن السنة قوله عليه الصلاة والسلام ان الله صانع كل صانع ان الله صانع كل صانع وصنعته. وصنعته ان الله صانع كل صانع وصنعة يعني صنع الناس وصنع ايضا ما يصنعون. ولهذا نقول ان الدليل على خلق افعال العباد واضح من الكتاب والسنة وايضا مما قررنا لك من صفات الانسان وما ينتج عن ذلك من الدليل العقل. وثم بسط كثير في الاستدلال على هذه المسألة المطولة. المسألة الثامنة في مسائل القدر هذه الفاظ ترد معك في مباحث القدر فلابد ان تعرفها بوضوح ثم بعد ذلك اذا قرأت ما شئت من من الكتب في باب القدر ستكون واضحة ان شاء الله تعالى لك. المسألة الثامنة معنى الاستطاعة التي وصف الله جل وعلا بها المكلف ونفاها عن بعض. فقال في النفي وكان لا يستطيعون سمعه والعبد مستطيع. فاتقوا الله ما استطعتم. واسمعوا واطيعوا. فالعبد اثبتت له استطاعة ونفيت عنه استطاعة. والاستطاعة التي اثبتها ربنا جل وعلا للعبد غير الاستطاعة التي نفاها. وهذه المسألة مسألة الاستطاعة فيها بحث طويل مع القدرية والجبرية. معا وسيأتي تفصيل الكلام عليها ان شاء الله تعالى في اخر شرح. طحاوية لانه تعرظ لها الطحاوي في اواخر هذه العقيدة المختصرة. المسألة التاسعة في معنى اضلال الله جل وعلا من اضل بدايته من هدى. اذا كنا نقول ان الانسان غير مجبور. على الاظلال على الضلال وغير مجبور على الهدى فما معنى قوله يضل من يشاء ويهدي من يشاء. وهذا من احتجاجات الجبرية. ما معنى من يشأ الله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم. ما معنى من يهدي الله فهو المهتدى؟ ما معنى من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون. ونحو ذلك من الايات التي الاضلال. هذه المسألة ضل فيها الناس ومن اجلها ضلت الجبرية والقدرية. وهي مرتبطة في بيانها بمسألة التوفيق والخذلان. فالله جل وعلا علق الاضلال بمشيئته. وعلق الهداية بمشيئته ونعلم ان ما شاء الله كان. وما لم يشأ لم يكن. فما شاء الله جل وعلا خلقه الذي يشاءه سبحانه وتعالى ان يكون فانه يكون. والذي يشاء الله جل وعلا الا يكون فانه لا اذا كان كذلك فان حدوث الهداية وحدوث الضلال نتيجة لاشياء ولذلك جاء لفظ التوفيق والخذلان في النصوص. جاء لفظ التوفيق في القرآن في قوله تعالى وما توفيقي الا لله ونحو ذلك فالله جل وعلا يوفق من يشاء ويخذل سبحانه وتعالى من يشاء. ما معنى وفق وخذل وما صلتها بيهدي الله من يشاء ويضل من يشاء. اذا تبين لك معنى التوفيق والخذلان فانه سيتبين لك بوضوح معنى ان الله جل وعلا يضل من يشاء ويهدي من يشاء. سبحانه وتعالى. التوفيق عند اهل السنة والجماعة وامداد الله جل وعلا بعونه امداد الله جل وعلا العبد بعونه يعني باعانته وتسديده وتيسير الامر وبذل الاسباب المعينة عليه. فاذا التوفيق فظل لانه اعانة. واما الخذلان فهو سلب التوفيق. وهو سلب الاعانة. يعني التوفيق اعطاء من كرم وعم الخبلان فهو عدل وسلب. لان العبد اعطاه الله جل وعلا القدر. اعطاه الصفات اعطاه ما به يحصل الهدى اعطاه الالات يسر له انزل عليه الكتب فلذلك هو بالالات التي معه بالالات التي معه قامت عليه الحجة. لكن الله جل وعلا ينعم على من يشاء من عباده بالتوفيق فيعينهم ويسددهم ويفتح لهم اسباب تحصيل الخير. ويمنع من ذلك فلا يسدده ولا يعينه ولا يفتح له اسباب الخير بل يتركه ونفسه. وهذا انه جل وعلا يخذل يعني لا يعين يترك العبد وشأنه ونفسه. ومعلوم ان العبد عنده آلام يحصل بها الاشياء لكن هناك اشياء ليست في يده. هناك اشياء لا يمكن له ان يحصلها فهذه بيد من؟ بيد الله جل وعلا. لان الانسان مرتبط قدره في اشياء كثيرة من الاسباب التي تفتح له باب الخير. مثل مثلا ان يكون ذا اصحاب او ان ييسر له اصحاب يعينونه على الخير. مثل ان لا يكون في طبعه الخلق مزيد شهوة اما شهوة كبر من من كبائر القلوب او من كبائر البدن. هذه اشياء موجودة فيه خلقا خارجة عن اختياره وتصرفه. فالله جل وعلا يوفق بعض العباد بمعنى يعينه هييسر يعينهم على الامر الذي يريدونه اذا انفتح له باب خير واراده فيحس العبد انه اعين على ذلك اذا اراد فعل خير فعل امر ما من الخير يسر الله جل وعلا له اسبابا تعينه فانفتح له طريق الخير واخر لا حظرته الشياطين وغلبته على مراده واطاعها لان لم يزود بوقاية باعانة بتوفيق يمنعه من ذلك. فاذا صار عندنا ان مسألة اضلال الله جل وعلا من من يشاء هو بخذلان الله جل وعلا العباد. وهداية الله جل وعلا من يشاء بتوفيق الله جل وعلا بعض العباد. يعني اعان هذا وترك ذاك ونفسه. كونه جل على اعان هذا وبمشيئته. فاذا فاذا من يشاء الله يضلله ان من يشاء يضلله يعني يسلب عنه التوفيق فيخذله فينتج من ذلك ان الله جل وعلا خلق او سلب عنه اعانته سلب عنه تسديده سلب عنه الاسباب اسباب الخير سلب سلب عنه غلق ابواب الشر من الكفر وما دونه فاذا يكون ضالا ضلاله وبفعل نفسه. لانه وكل الى نفسه لكن الله جل وعلا ان يمن على هذا بمزيد توفيق. فاذا مسألة الاضلال في كلام اهل السنة والجماعة عدل ومسألة الهداية فضل. ولهذا اعظم الفضل والنعمة والاحسان نعمة التوفيق. الذي هو في الحقيقة نعمة الهداية. فاذا نقول ان ربنا جل وعلا من على عباده المؤمنين فوفقهم سدده هيأ لهم الاسباب التي توصلهم الى الخير. حبب لهم العلم حبب لهم الجهاد حبب لهم الحكمة حبب لهم الامر والنهي لهم اهل الخير الى اخره حبب لهم كتابه مثل ما جاء وهذا التوفيق درجات ايضا في البداية يكون فتح باب وبعض الناس اذا انفتح له باب التوفيق نفسه فيها قب فتعالي تنازعه للشر فيكون بين هذا وهذا. واخر نفسه فيها خير فمن الخير الذي معه انه ينتقل من توفيق الى توفيق اعظم منه حتى يصل بسبب عمله ان الله جل وعلا ينعم عليه بتوفيق زائد ثم بتوفيق زائل ثم بتوفيق مثل ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه يعني في سمعه كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. هذا كل التوفيق مزيد اعانة في هذه الجوارح. الجوارح هذه هي التي عليها الحساب. والتي يحاسب العبد على ما صنعت جوارحه اذا فحقيقة اضلال الله جل وعلا من شاء ليست جبرا. وهداية الله جل وعلا من شاء سبحانه وتعالى ليست جبرا. وان العبد عنده الام وغضب بالتكليف وعنده الالة. ولو كانت جبرا لصارت التكاليف بعد الرسل انزال الكتب الامر والنهي الجهاد لكان كل ذلك عبثا. والله جل وعلا منزه عن العبث لان العبث سلب الحكمة شرا والله جل وعلا الشر ليس اليه. لا في ذاته ولا في ولا في صفاته جل وعلا. لو اردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا. ان كنا فاعلين بل نقذف بالحق على باطل فيدمغه فاذا هو زاه. فالله سبحانه وتعالى منزه عن العبث. يضل جبرا ويسلب العبد الاختيار للمرة ثم يحاسبه وينزل عليه الكتب ويرسل الرسل ويأمره بالتكاليف كيف يكون ذلك يكون كالغريق في الذي يقال له اياك ان تبتل بالماء. وهذا والعياذ بالله هو حقيقة قول الجبرية الذين قال قائلهم القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالمال. وهذا ينزه عنه الحكيم جل جلاله من عرف صفات الله جل وعلا وعلم حكمته فان القول بالجبر في حقيقة الامر ابطال للتكاليف او موضوع الى افعال الله جل وعلا بانها لعب ولا حكمة فيها ولا توافق غايات محمودة والله جل وعلا منزه عن ذلك. المسألة العاشرة في اثبات الاسباب. وان افعال الله جل وعلا معللة. وان الله سبحانه وتعالى يفعل الفعل لعلة ويأمر بالامر لعلة وهذه العلة هي حكمته جل وعلا لايجاد ذلك الشيء. وهذا في الامور كونية وفي الامور الشرعية. فما احدثه الله جل وعلا في ملكوته امرا فحدث فله حكمة جل وعلا من ايجاد وما امر به جل وعلا في الشرع من الاحكام التشريعية او نهى عنه فهو لعلة الله سبحانه يأمر بالشرع بما مصلحته راجحة او تامة وينهى في الشرع عما مفسدته تامة او راجحة. فاذا اهل السنة والجماعة يثبتون التعليل بافعال الله جل وعلا. وان افعال الله سبحانه وتعالى الكونية واوامره الكونية والشرعية كل مرتبطة حكم عظيمة. كما قال سبحانه حكمة بالغة. فما تغني النذر اذا تبين ذلك في القرآن اثبات افعال الله جل وعلا معللة وتنزيه الله جل وعلا عن ان يفعل الفعل لا لعلة. كما قال سبحانه وما خلقنا السماء والارض وما لاعبين لو اردنا ان نتخذ له لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين بل نقذف بالحق. على الباطل سيدمر. وقال ايضا جل وعلا في السماوات والارض ما خلقناهما الا بالحق. وقال جل وعلا ذلك بان الله هو والحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل. وان الله هو العلي الكبير. وفي الاشياء الشرعية الاوامر والنواهي الادلة على على التعليم كثيرة جدا جدا. المقصود من هذا ان الله سبحانه وتعالى اذا كانت افعاله معللة فافعاله جل وعلا لم يفعلها في مخلوقاته مباشرة دون وساعة بل جعل الله جل وعلا ايصال الفعل الى نهايته منوطا باسباب. وكل كل سبب يحدث مسببا. ولهذا قال اهل السنة باثبات التعليم في افعال الله جل وعلا والاسباب. واما اهل البدع من الجبرية وغيرهم. فانهم ينفون العلل وبالتالي ينفون الاسباب. ولذلك يقال للجبرية زي الاشاعرة ومن نحى نحوهم يقال لهم نفات الاسباب هم في الحقيقة نفاة التعليم. يقولون افعال الله جل وعلا غير معللة. فاذا السبب لا ينتج المسبب ولكن يحدث عنه المسبب عند الالتقاء. وهذا ايضا قول يعني في الاسباب والتعليم قول ابن حزم وجماعة من الذين ظاهرهم متابعة الحديث اذا تبين ذلك فان حقيقة السبب بان الله جل وعلا يخلق شيئا ويأمر شيء امرا كونيا ويكون ذلك سببا لاشياء كثيرة. فمثلا انزال المطر من السماء الله جل وعلا امر بانزاله. وفي انزاله لله جل وعلا حكمة. وامره سبحانه وتعالى بان ينزل هذا الماء على الارض مرتبط بعلة لان الارض حياتها بالماء. وايضا انزال المطر على هذه الارض المعينة مرتبطة بعلة الله جل وعلا يعلمه كما قال في بعض حكمته ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فابى اكثر الناس الا كفورا. اذا تبين ذلك فالماء ينتج عنه شيء اخر. نزول الماء الماء سبأ والله سبحانه وتعالى بين انه انبت النبات بالماء فانبتنا به حدائق ذات بهج انبتنا به فانبتنا به جنات وحب الحصير. فاخرجنا به. اذا صارت كلمة به هذي تدل على ان الاخراج بالماء وان الماء بسببه صار الاخراج يعني الماء انتج الاخراج. اما غير اهل السنة فماذا يقولون؟ يقولون عند التقاء الماء بالارض حصل النبات. فيفسرون بي بي كلمة بنحو ذا بنحو كلمة عند من الكلمة. فاذا عندهم فلذلك ينفون السبب يقولون لا الماء لم ينبت الا على المجاز العقلي. كما انبت الماء البغل والمنبت هو الله جل وعلا. لذلك يذكرون هذه القاعدة في في كتب العقائد وفي كتب البلاغة يسمونه البلاغ المجاز العقلي. انبت الربيع البقلة ايش؟ او نحو ذلك. فاذا نقول ان الله جل وعلا من حكمته انه خلق الاشياء وجعلها اسبابا لاشياء. خلق ماء الرجل وجعله سببا لحمل المرأة. خلق اللباس وجعله سببا للدفء. خلق خرابيط لعلة خلق الاشياء لعلة وهكذا. فما من شيء تراه الا وله حكمة. حتى المؤذيات حتى حتى الحشرات حتى ما ما تتأذى منه وتظن انه لا حكمة فيه فان فيه حكمة بالغة لله جل جلاله تقدست اسماؤه هذه كلها اسباب والاسباب تحدث المسببات. اذا حقيقة قول نفاة الاسباب انهم يقولون ان السبب يحدث المسبب عند الالتقاء. لكن لا ينتجه بالاقتضاء يعني لا ينتجه بما جعل الله جل وعلا فيه من التأثير ويمثلون لذلك بالسكين التي يحملها الحامل لقطع الخبز فيقولون هذه السكين اما امرها الحامل على الخبز قطعت الخبز. فاذا الواقع بالسكين ما قطعت الخبز عندهم حسب ما يقررون والعياذ يقولون ان السكين اللي قطع في الواقع هو الحال. اللي حمل السكين لكن صارت هذه لما التقت سكين بالخبث انقطع لاجل ان الحامل امرها. فيقولون لما التقى الرجل بالمرأة جامع الرجل المرأة واذن الله بالحمل حمله سواء بماء او بغير ماء. في الماء عنده حصى الحمل. لما نزل الماء على الارض نبت فاذا عندهم عندية وهؤلاء نفاة الاسباب وكثير من التفاسير مشحونة بهذا في مسائل القدر. وانا يعني عرضت بمزيد من هذه التفاصيل لانك تنتبه للتفاسير. كثير من الناس يحذر الست مسائل التأويل. ومعلوم ان مذهب اهل السنة والجماعة وما في النصوص ليست هي مسائل التأويل فقط يعني المخالف خالف في التأويل ولكن مسائل القدر اهم مسائل القدر في التفاسير اهم لا لانها اعظم من مسائل الصفات ولكن لاجل خفائها على الناس فهي خفية. في الايات ايات الاظلال الهداية ايات الاسباب ايات آآ افعال الله جل وعلا هذه الصفات كلها تجد عند في اكثر التفاسير فيها خلط وخط وخروج عن طريقة اهل السنة والجماعة رفع الله مراتبهم. وانت بعد ذلك اقول تستفصل ان شاء الله وتزداد من هذه الوصول. المسألة الحادية عشرة في انواع التقديم تقدير ذكرنا لك انه اربع مراتب ومنها مرتبة الكتاب. ومرتبة الكتابة جاء في الحديث انها التقدير. كما في قوله عليه الصلاة والسلام قدر الله مقادير الخلاء قبل ان يخلق السماوات خمسين الف سنة وكان عرشه على الماء يعني كذا. ولهذا نقول مراتب التقدير يعني مراتب الكتاب. الله جل وعلا جعل كتابته للاشياء لها خمس احوال. اولها اقدمها واعظمها كتابة الله جل وعلا مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة اللوح المحفوظ هذه هي الكتابة التي كانت قبل الخلق وهذه الكتابة لا تتبدل ولا تتغير رفعت الاقلام وجفت الصحف. سيجد العبد ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ. من خير او شر وهذي مرة معنا جمل ادلة عليها بعض التفصيل لها. الثانية كتابة مقادير الخلق من حيث الشقاوة والسعادة ومن حيث الرزق والاجل ونعني بالخلق خاصة المكلفين. وهذه التي تأتي فيها احاديث الميثاق وان الله جل وعلا استخرج ذرية ادم من صلبه فنثرهم امامه كهيئة الذر واخذ عليهم الا يشركوا به شيئا وتعالى وقبض قبضة الى الجنة وقبضة الى النار. كتب اهل الجنة وكتب اهل النار ونحو ذلك مما جاء في السنة من بيان ذلك. هذا تقدير بعد الاول وهو قبل ان يخلق جنس المكلفين يعني من الانسان. مما خلق الله جل وعلا ادم حصل ذلك. حصل هذا التقدير العام لهم ثالث هو التقدير العمري. والعمري هو الذي يكون والانسان في بطن امه. فان النطفة اذا طارت في الرحم وبلغت اثنتين واربعين ليلة اتاها ملك فامره الله جل وعلا بكسب رزقه واجله وشقي او سعيد. وهذه ايضا جاءت في حديث ابن مسعود المشهور الذي فيها الملك يأتي بعد اربعين واربعين. يعني بعد عشرين ومئة. فيأتي فيكتب رزقا واجله وعمله وشقي او سعيد. يؤمر بكسب هذه الكلمات الاربع. هذه كتابة عمرية. هذه الكتابة العمرية هي تفصيل لما في اللوح المحكوم. لان الذي في اللوح المحفوظ شامل لكل المخلوقات. وهذا بهذا المخلوق المعين وحده. لهذا قال العلماء ان هذه تفصيل. زاد فيه الجميع. وهذا الانسان المعين بخصوصه قالوا تفصيل ولك ان تقول تقصير الكتابة الرابعة الكتابة سنوية والكتابة الثانوية هي التي تكون في ليلة القدر. قال جل وعلا حا ميم الكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة احنا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم. قدر تكتب فيها مقادير المقادير في تلك السنة. من السنة السنة ايش معنى ذلك؟ معناها ان الله جل وعلا يوحي الى ملائكته بان يكتبوا اشياء مما في اللوحة المحفوظ فتكون بايديهم مما سيحصل للناس. والخامس التقدير الاخير هو التقدير اليومي واستدل له اهل العلم قوله سبحانه كل يوم هو في شأن. اذا تبينت هذه المراتب فانه قد ثبت في السنة ان الله جل وعلا يزيد في العمر ينسخ في الاثر يبسط في الرزق. فقال عليه الصلاة والسلام من سره ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره يصل رحمه يعني الرزق صار يتغير. والاثر العمر صار يتغير. وقال ايضا في الحديث ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. فمعناه في حرمان لبعض الرزق وهذا معنى قول الله جل وعلا في اية سورة الرعد يمحو الله ما يشاء ويثبت. وعنده ام الكتاب فنظر اهل العلم في ذلك فقالوا ان المراتب الثلاث الاول هذه لا تتغير ولا تتبدل الاول السابق القديم الذي في اللوح المحفوظ وهؤلاء الى الجنة وهؤلاء الى النار وكذلك كسب الملأ. الكلمات الاربع. لهذا جاء في اخر الحديث مؤكدا عليه الصلاة والسلام على انها تتغير وان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع في سبق عليها الكتاب فيعمل بعمل اهل النار سيدخلها وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة سيدخلها. الثلاثة الاولى هذي ما تتغير. ايش اللي يتغير ويتبدل؟ ويحدث فيه المحو والاثبات والزيادة الى اخره ويؤثر فيه الدعاء وتؤثر فيه الاعمال الصالحة. هذا التقدير السنوي. والتقدير السنوي في الحقيقة هو من التقدير الاول هو من اللوح المحفوظ. لكنه في اللوح المحفوظ وجد معلقا. فصار بايدي الملائكة معلقة واما التقدير العمري فهو ما فيه النهاية. يعني ما كتبه الله جل وعلا بما فيه نهاية العبد. وما فيه نتيجة اثر الدعاء واثر الاعمال الى اخره مما قد يكون متغيرا. اذا فقوله جل وعلا يمحو الله ما يشاء يعني مما في ايدي الملائكة من الصحف. يمحو الله ما يشاء ويثبت. وكذلك من التقدير اليوم اذا كان كذلك فهذا به تفهم الاحاديث التي فيها تغيير الرزق تغيير العمر والنسل في الاثر او حرمان الرزق بالدم ونحو ذلك. ومنه ايضا تفهم قول عمر رضي الله عنه فيما جاء عنه. اللهم ان كنت كتبتني شقيا فاكتبني سعيدا يعني فيما يتعلق بتلك السنة من الاضلال والهداية. هذه احدى عشرة مسألة لعل فيها بيانا لما تحتاج اليه في هذا الركن من اركان الايمان. واي شيء تذكره. بعدين بين الشقاء والسعادة. نعم. اذا هذا اخرج الطلبية ما من ظهر ادم هؤلاء الى الجنة فهؤلاء النار جنس الخلق جنس الاجل والقوة. كيف؟ لا لا ما في تقدير من الموجود. كيف والسعادة لا من حيث الشقاوة والسعادة فما يظهر الاجل والرزق. في التقدير الثاني لا خل نبهني جزاه الله خير التقدير الثاني من حيث الشقاوة والسعادة قلت انا والاجل والرزق تشطبون عليه انا ما فيها الاجل هي من حيث الشقاوة وهو السعادة الاحاديث كلها فيها من اهل الجنة واهل النار. اما الشقاوة اما الرزق والاجل الى اخره. فهذه تحتاج الى مزيد لانها لانه لما اخرجت آآ الذرية من ظهر ادم رأى ادم عليه السلام انه داود ها؟ فقال ما لي ابن هذا كذا؟ فذكروا له ان عمره كذا فقال اعطه يا ربي من عمري اربعين سنة كذا؟ ايه فربما دخل راجعة هل يدخل فيها الاجل ام لا؟ بس هي معروفة الاحاديث آآ جملة الاحاديث كلها في الشقاوة والسعادة وفي اهل الجنة وعاهدنا سواء احاديث النفاق او غيرها. فعل في هذا كفاية ان شاء الله تعالى. واسأل الله سبحانه ان نور قلبي وقلبكم بعلم سلفنا الصالح وان يزيدنا من العلم النافع وان يوفقنا لحسن الظن به جل وعلا وحسن التوكل عليه عظم العلم به وحسن العمل انه سبحانه جواد كريم سميع قريب وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد